
شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء: ما جرى بالمحافظة مذبحة منظمة تحت غطاء "بسط سيطرة الدولة"
شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء: الاتفاق الذي تم فرضه مع القوات المهاجمة كان "كوسيلة أخيرة لحقن الدماء"
وصف شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء، يوسف جربوع، ما جرى في المحافظة بأنه "مذبحة منظمة تحت غطاء بسط سيطرة الدولة".
وأكد في تصريحات له أن الهجوم الذي تعرضت له السويداء تم تبريره بذريعة "ضبط مجموعات خارجة عن القانون"، لكنه أدى إلى ارتكاب جرائم قتل وسرقة وتدمير.
وأوضح جربوع أن الهجوم كان "محاولة تطهير عرقي ممنهج" بحق أبناء السويداء، مشددًا على أن المعتدين "خالفوا تعاليم الإسلام وخانوا وصية الرسول".
وأضاف أن الاتفاق الذي تم فرضه مع القوات المهاجمة كان "كوسيلة أخيرة لحقن الدماء"، محملاً الدولة السورية والدول الداعمة المسؤولية عن الأحداث التي وقعت.
كما دعا جربوع المنظمات الإنسانية والهيئات الدولية إلى توثيق "الجرائم المرتكبة" خلال الهجوم، مشيرًا إلى أن أبناء الطائفة المعروفية لم يكونوا "يوماً معتدين" وأنهم يدعون دائمًا إلى السلام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ يوم واحد
- الدستور
خطاب «البكائيات» الذي لا يجدي!
أليس من الظلم أن تُشوَّه صورة الأردن ودوره في القضية الفلسطينية، وهو الدولة التي دفعت أثماناً باهظة - سياسياً واقتصادياً وأمنياً - من أجلها؟ أليس من الجور أن تتحوّل الدولة التي كانت – ولا تزال- السند الأقرب للفلسطينيين، والتي لم تتوقف يوماً عن الدفاع عن غزة في المحافل الدولية وكسر الحصار جواً وبراً، إلى مادة للتشويه وحملات الشيطنة؟ ما شهدناه في الأسابيع الأخيرة من تهجم على سفارات أردنية في لندن وألمانيا وهولندا وبلجيكا وكندا وواشنطن، إلى جانب إساءات وتشويه إعلامي وحملات منسقة على منصات التواصل الاجتماعي، لم يكن حراكاً عفوياً ولا مجرد غضب شعبي بريء. ما يجري اليوم جزء من حملة منظمة، مرتبطة بأجندات سياسية واضحة، وفي مقدمتها المتعاطفين في الخارج مع دوائر الإسلام السياسي، أو الذين ينجرون وراء حملات تطبخ بصورة دقيقة وتستخدم الآحرين لتنفيذها. هل يخدم ذلك غزة أو القضية الفلسطينية أو حتى حماس نفسها؟ الجواب ببساطة: لا. ثم يبرز سؤال أكبر: لماذا الأردن بالذات؟ لماذا تُستهدف عمّان التي حوّلت القضية الفلسطينية إلى بوصلة سياستها الخارجية، بينما لا تُسأل دول أخرى لم تقدم شيئاً يذكر لغزة أو حتى أقامت علاقات طبيعية مع إسرائيل وتواصل تبادل المنافع معها؟ لماذا لا يُوجَّه هذا الغضب إلى أكبر الدول المصدرة لإسرائيل تجارياً؟ أو إلى دول أخرى تحافظ على قنوات مفتوحة مع تل أبيب؟ الحقيقة أن الأردن اليوم يدفع فاتورة مزدوجة: من جهة، يقاتل في المحافل الدولية دفاعاً عن الحق الفلسطيني، ويقود جسور الإغاثة الجوية والبرية لإيصال المساعدات لغزة في ظروف معقدة؛ ومن جهة أخرى، يتحمّل تشويهاً منظماً يتناقض مع مواقفه الحقيقية. وهذه مفارقة تحتاج إلى أن تُقال بصراحة: من يشيطن الأردن إنما يوجه طعنة لأحد أهم سندات الفلسطينيين في المنطقة. لكن هنا أيضاً مسؤولية أردنية لا يمكن إنكارها. الأردن لم ينجح في بناء رواية إعلامية ذكية تواكب جهوده السياسية والدبلوماسية وتواجه الحملات المضادة. فبرغم ما يقوم به الملك شخصياً من قيادة سياسية نشطة على مستوى العالم، ودور الدبلوماسية الأردنية التي لا تهدأ في الدفاع عن فلسطين في الأمم المتحدة والمحافل الدولية، حتى بات العديدون من دبلوماسيين أجانب وغربيين ورأي عام غربي يرى في أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، بمثابة وزير خارجية فلسطين، ناهيك عن المستشفيات الميدانية المنتشرة في قطاع غزة الضفة الغربية، بالرغم من ذلك فإنّ هذه الجهود لا تجد دائماً من يوازيها في السرد الإعلامي المؤثر. القوة الناعمة الأردنية – المتمثلة في مصداقيته السياسية، ورصيده الأخلاقي في الدفاع عن القضايا العادلة، وشبكة تحالفاته الإقليمية والدولية – بحاجة إلى من يبرزها ويقدمها للعالم العربي والدولي بلغة يفهمها ويتفاعل معها. خطأ فادح، بل خطيئة بحق الأردن وجهوده وصورته ودوره أن نكتفي بالحوقلة أو الردود السطحية أو التذرع بعدم وجود إمكانيات مادية، أو الأخطر من ذلك الاستهتار بهذه الصورة التي ترسم والحملات التي تعد بعناية ضد الأردن؛ فالصورة الإعلامية باتت اليوم قضية أمن قومي وركيزة من ركائز الاستقرار السياسي، وهي في صميم علاقات الأردن الخارجية. مواجهة ذلك تقتضي تغيير المقاربة بصورة كاملة؛ والخروج من زاوية النظر إلى الإعلام من عقلية المنع والتقييد، إلى المبادرة والصناعة والإبداع؛ وأول الخطوات هو «مطبخ إعلامي» محترف، يتشكل من سياسيين وإعلاميين وخبراء استراتيجيين، يُعيد صياغة الرسائل الأردنية ويقدّمها بذكاء وإقناع. فغياب هذا المطبخ يجعل الساحة فارغة أمام تحليلات مرتجلة وسطحية يقدمها بعض المحللين والنشطاء – داخلياً وخارجياً – ممن يتحدثون بلا بيانات دقيقة أو رسائل مدروسة، فتكون النتيجة أحياناً أن تفسيراتهم ومبرراتهم للسياسات الأردنية أكثر ضرراً من حملات التشويه نفسها. الأردن بحاجة إلى أن يتحدث مع العالم العربي بلغة صادقة ومباشرة، وأن يشرح ماذا يفعل؟ ولماذا يفعل؟ وكيف يوازن بين مواقفه ومصالحه؟ بل من يتحدث حتى إلى الرأي العام الأردني، لكن برسائل تحترم العقل والمنطق، وأن تكون الخطوط الإعلامية- السياسية متبادلة، فالإعلام لم يعد فقط فاعلاً متلقياً، من الضروري ان يكون له دور أساسي في صناعة السياسات وتوجيه القرارات؛ وأن يؤخذ بعين الاعتبار في التغذية العكسية بصورة كبيرة. لم تعد الحروب والمعارك اليوم عسكرية فقط؛ إنها معركة روايات وصور ورسائل. ومن دون وعي استراتيجي وإعلام ذكي قادر على إدارة هذه المعركة، سيبقى الأردن هدفاً سهلاً لحملات التشويه، ليس فقط في القضية الفلسطينية بل في كل الملفات الداخلية والخارجية.


وطنا نيوز
منذ 2 أيام
- وطنا نيوز
الحجايا تكتب:العطاء الصامت في زمن الضجيج
د.دهمه الحجايا بينما تشق شاحنات الإغاثة طريقها نحو غزة، محملةً بأطنان من الغذاء والدواء، وبينما تنصب المستشفيات الميدانية الأردنية أروقتها لاستقبال جرحى الحرب، يسود صمتٌ أردنيٌ عميق. هذا الصمت ليس فراغاً، بل هو لغة قائمة بذاتها، لغة تختزل قروناً من القيم الأصيلة التي تشربها الهاشميون وشعب الأردن، لغة تتعرض اليوم لعاصفة هوجاء من 'التشويه المنظم'. في عالم يضج بالصراخ الإعلامي وتبادل الاتهامات،حيث تقدم المملكة الأردنية الهاشمية نموذجاً فريداً للعطاء الإنساني. في معركة وجودية، ليست معركة على الأرض فحسب، بل معركة قيم الإنسانية والتضامن والتكافل في مواجهة سموم الإعلام المأجور الذي يسعى بلا هوادة إلى تشويه صورة هذه المساعدات وتحويل الفعل الخالص إلى شبهة. وبالرغم من كل هذه السموم يظل الرد الأردني هو الأبلغ حيث الاستمرار في العمل بصمت. هذا الصمت ليس ضعفاً، بل هو ثقة بالقيمة الذاتية لفعل الخير، وإيمان بأن البذل الحقيقي لا يحتاج إلى ضجيج. إنه تحدٍ صامت لآلة التشويه، قائماً على الإنجاز الملموس على الأرض. حيث الجسور الجوية الأردنية تحلق ، والبرية تسير ليل نهار ، ليست مجرد قوافل إغاثة بل هي جسور تضامن ملموسة تمتد من عمق القلب الأردني إلى أشقاء تحت الحصار. والمستشفيات الميدانية مثل 'مستشفى الملكة رانيا' في غزة، وشحنات الدواء والغذاء المستمرة، وعلاج الجرحى داخل الأردن، كلها شواهد على فعل لا يتوقف. لذلك على الجميع أن يدرك بأنه 'لَيْسَ مِن شِيمِ الهاشميين وَأَهْلِنَا وَأَجْدَادِنَا الخَيِّرِينَ فِي الأُرْدُنِ التُّمَنُّنُ عَلَى فِعْلِ خَيْرٍ يقومون بِهِ'. هذه العبارة ليست مجرد شعار يرفع، بل هي جوهر الفعل الأردني. إنها ترجمة عملية لقيم راسخة، مستمدة من الإرث الهاشمي العريق ومن تعاليم الإسلام السمحة. إنهم يقدمون العون بلا منٍّ، بلا انتظارٍ لميكروفونات الإعلام أو عبارات الشكر، لأن الدافع أسمى وأعمق. حيث المرجعية الأخلاقية للأردن قيادة وشعباً قول الله تعالى في سورة الإنسان 'وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا'. هنا يكمن سر العطاء الأردني لغزة، وللمنكوبين أينما كانوا، يُقدَّم بورع المؤمن الذي يوقن أن الثواب الحقيقي، والجزاء الأوفى، هو عند ربٍ كريم وليس عند بشر قد يجزِلُ بالشكر أو يجحد. فالعطاء الصامت ليس تكتيكاً، بل هو هوية. هو ردٌ وجودي على محاولات التشويه، يترجم قوله تعالى إلى واقعٍ تراه العيون في قوافل الإغاثة، وتلمسه الأيدي في المستشفيات، ويلمسه القلب في كل فعل خير يقدم دون منٍّ ولا أذى. في زمن الضجيج، يعلو صوت الصمت الأردني الأصيل، حاملاً رسالة واضحة: فعل الخير غاية في ذاته، ووجه الله هو المرتجى. حمى الله الأردن شامخاً عزيزاً دوماً معتزاً بقيادته الهاشمية التي تجسد معاني العطاء عبر التاريخ، ليكتب فصلًا جديداً من فصول الإنسانية في زمن تكثر فيه الضوضاء وتقل فيه القيم.


أخبارنا
منذ 2 أيام
- أخبارنا
تحقيق موثق لـ'لوموند ديبلوماتيك' يعري اللوبي المؤيد لإسرائيل في فرنسا وكيف أخر الاعتراف بالدولة الفلسطينية
أخبارنا : نشرت صحيفة "لوموند ديبلوماتيك' الفرنسية تحقيقا مطولا في عددها الأخير لشهر أغسطس/آب الجاري عن على اللوبي المؤيد لإسرائيل في فرنسا، وكيف يؤثر هناك في الأوساط الرسمية والأكاديمية والإعلامية ويسهم في صناعة القرار الفرنسي وفي توجيه جزء من الرأي العام بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. التحقيق الذي أعده سيرج حليمي (رئيس تحرير الصحيفة السابق) وبيير ريمبير بدأ بالتأكيد على أنه "فيما حولت إسرائيل قطاع غزة إلى معسكر اعتقال، ولا تزال تواصل ضم الضفة الغربية، قررت باريس مرة أخرى إعلان الاعتراف بدولة فلسطين، المقرر في سبتمبر/أيلول المقبل'. وفرنسا -وهي دولة كانت ذات نفوذ في منطقة الشرق الأوسط- اتخذت ذلك القرار بشكل متأخر جدا، لتصبح الدولة رقم 149 التي تقدم على تلك الخطوة المتأخرة التي ترجع إلى دور تكتل سياسي وإعلامي قوي يعمل لصالح تل أبيب'. ولفت التقرير إلى أنه تحت ذلك التأثير ظلت فرنسا خلال العقدين الماضيين تصطف مع المعسكر الغربي في انحيازه التام ودعمه المطلق للحكومة الإسرائيلية التي تثبت ممارساتها اليومية أنها تتعارض مع القيم التي يتبناها الغرب. وتساءل الكاتبان: لماذا تصرفت قوة نووية كفرنسا وعضوة دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لفترة طويلة كشريك صامت لـ'دولة مارقة؟'. أسباب التواطؤ برأيهما يعود ذلك "التواطؤ' مع إسرائيل إلى 3 أسباب رئيسية، أولها انحياز باريس التدريجي إلى ما سمتها المجلة "دبلوماسية القيم' التي تفترض التفوق الحضاري والأخلاقي للغرب الذي تعد إسرائيل رأس حربته في منطقة الشرق الأوسط. أما السبب الثاني فيكمن في إعادة الهيكلة السياسية الفرنسية التي تكيف خطاب حرب الحضارات في فرنسا بهدف توحيد اليمين وأقصى اليمين وأنصار الرئيس ماكرون في المعركة ضد اليسار الذي يأتي ذكره مرادفا لانعدام الأمن وللنزعة الإسلامية ومعاداة السامية. اللوبي الإسرائيلي في فرنسا يشكل مجرة متباينة المكونات وتضم منظمات راسخة في المشهد الفرنسي مثل المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) المتحالف مع حزب الليكود الإسرائيلي ويتجلى السبب الثالث في فعالية اللوبي المؤيد لإسرائيل في فرنسا الذي يُستخدم غالبا لدعم نظريات المؤامرة، ويحيل ذلك اللوبي إلى القوى والأطراف -وهي ليست بالضرورة كلها يهودية- التي تدعم سياسات إسرائيل في كل لحظة حاسمة. ويفصل تحقيق "لوموند ديبلوماتيك' في اللوبي الإسرائيلي في فرنسا أنه يشكل مجرة متباينة المكونات وتضم منظمات راسخة في المشهد الفرنسي مثل المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) المتحالف مع حزب الليكود الإسرائيلي، وجماعات الصداقة البرلمانية و'جمعية فرنسا إسرائيل'. ويشمل ذلك اللوبي أيضا وسائل إعلام مجتمعية، بينها "راديو جي'، وشخصيات ملتزمة بصدق بالدفاع المستميت عن دولة تراها ملاذا لليهود، إضافة إلى شبكة غير رسمية من وسائل الإعلام والشخصيات البارزة التي تجاهر بمناهضة الإسلام وترى في إسرائيل البوصلة الموجهة لتحركاتها. مكونات اللوبي وقالت "لوموند ديبلوماتيك' إن كل مكونات اللوبي المؤيد لإسرائيل في فرنسا -سواء في الشق الدبلوماسي أو السياسي ومجال التأثير- تصبح على قلب رجل واحد في أوقات الأزمات، وتتبنى نفس الخطاب الذي تروجه تل أبيب وينتعش ذلك بشكل جلي في الصحافة الفرنسية المحافظة. ولتفسير ذلك الدعم المطلق، تستشهد الصحيفة بنموذج ببرنارد هنري ليفي الذي تصفه بالمؤثر الرئيسي والمقرب جدا من الرئيس ماكرون، إضافة إلى أنه كاتب عمود في مجلة لوبوان ذات التوجه اليميني المحافظ ومحرر في دار النشر الشهيرة غراسي المملوكة لمجموعة بولوري الداعمة لليمين المتطرف ورئيس مجلس إدارة قناة "آر تي'. وتذكر بما قاله ليفي "كلود لانزمان أنتج (عام 1973) فيلما بعنوان "لماذا إسرائيل؟'، وكان جواب كلود لانزمان لأن مصير الغرب يعتمد على ذلك (..)، لو لم تولد إسرائيل أو تختفي لكان ذلك بمثابة انهيار رمزي وأخلاقي للغرب لن يتعافى منه أبدا'. وترى "لوموند ديبلوماتيك' أن اللوبي المؤيد لإسرائيل ساهم في إعادة توجيه الدبلوماسية الفرنسية على مدى الـ20 عاما الماضية، وذلك ضمن نفوذه المتزايد على اليمين السياسي في أوروبا برمتها. وتجلى ذلك التأثير في الساحة الفرنسية بتلاشي ما كانت تعرف بـ'سياسة فرنسا في العالم العربي'، ومن أبرز محطاتها دعم الجنرال شارل ديغول المبدئي عام 1967 للمقاومة في الأراضي المحتلة، وزيارة الرئيس جاك شيراك إلى القدس عام 1996، ومرافعة وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان عام 2003 ضد مشاركة بلاده في غزو العراق. وتؤكد الصحيفة أنه بعد ذلك التاريخ تراجع صوت فرنسا بعد إعادة اندماجها الكامل في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي أعلنه الرئيس نيكولا ساركوزي في واشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، وكان من آثاره أن القرار الفرنسي أصبح جزءا من الكتلة الغربية، ولم تعد لباريس سياسة شرق أوسطية أصيلة ومحترمة. وذكر بأنه بينما كان اليمين الديغولي يقيم علاقات جيدة مع كبرى العواصم العربية المعنية مباشرة بالقضية الفلسطينية ووفر الرعاية للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات حتى وفاته في المستشفى العسكري بكلامار في باريس عام 2004 فإن بعض الأحزاب التي تدّعي النسب لديغول وشيراك مثل حزب "الجمهوريون' تغالي في تبني مواقف مؤيدة لإسرائيل. اللوبي المؤيد لإسرائيل ساهم في إعادة توجيه الدبلوماسية الفرنسية على مدى الـ20 عاما الماضية، وذلك ضمن نفوذه المتزايد على اليمين السياسي في أوروبا برمتها. وتروج تلك الأوساط السياسية لخطاب مفعم بمفردات الإرهاب ومعاداة السامية، وتحاول إقناع جمهورها بأن الفرنسيين والإسرائيليين يواجهون العدو نفسه، وكل من لا يصف عناصر حركة حماس بـ'الإرهابيين' مدان بمعاداة السامية. وترى "لوموند ديبلوماتيك' أن هذه الأفكار تحمل توقيع السلطات الإسرائيلية وتنتشر بكل سلاسة في الصحافة اليمينية وفي قنوات الأخبار التي يتسيد فيها اللوبي المؤيد لإسرائيل مثل القنوات التلفزيونية "سي نيوز'، و'إل سي إي'، و'بي إف إم تي في'. ومن أبرز الوجوه الإعلامية في تلك الأوساط المذيعة لورنس فيراري (إل سي إي) وفرانز أوليفييه جيزبار كاتب افتتاحيات مجلة لوبوان اللذان دُعيا في 27 مايو/أيار الماضي إلى حفل دعم للجيش الإسرائيلي، وحصلا على جائزة تقديرية لـ'دعمهما المتحمس لإسرائيل والشتات'. وإضافة إلى وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة يلفت تقرير "لوموند ديبلوماتيك'، إلى أن اللوبي المؤيد لإسرائيل يضم أيضا قطاعا من الشخصيات المحسوبة على الوسط واليسار، والتي تتمسك بفكرة "الحرب المشتركة' وتدافع عن إسرائيل باعتبارها -في نظر تلك الشخصيات- حليفا وإحدى قلاع التنوير المهددة من محيطها الجغرافي. وقدّم التحقيق قائمة بشخصيات من هذا القطاع المؤيد لإسرائيل، بينها صوفيا آرام الممثلة الكوميدية في إذاعة فرانس إنتر، وفيليب فال المدير السابق لمجلة شارلي إيبدو وإذاعة فرانس إنتر، والكاتب رافائيل إنثوفن المؤسس المشارك مع الإعلامية كارولين فوريست لمجلة "فران-تيرور'، والإمام المثير للجدل حسن شلغومي، وأمين الخاتمي العضو السابق في الحزب الاشتراكي والمؤسس المشارك لحركة "الربيع الجمهوري'، وهي حركة متطرفة تدافع عن العلمانية. وينقل التحقيق عن المديرة السابقة لمجلة ماريان اليمينية ناتاشا بولوني حديثها مطلع العام الجاري عن انحراف هذه المجموعة الغامضة التي كانت مقربة منها، قائلة "لقد تحولت الحركة التابعة للربيع الجمهوري (الذي أنشئ في مارس/آذار 2016 في أعقاب الهجمات التي وقعت في باريس) إلى الدفاع، ليس فقط عن إسرائيل، بل أيضا عن سياسات بنيامين نتنياهو'. وإلى جانب هؤلاء، يوجد في معسكر الداعمين لإسرائيل أكاديميون متخصصون، بينهم الكاتب فريديريك إنسيل الذي يناقش من منظور إسرائيلي صرف ملفات الشرق الأوسط في مجلة لوفيغارو وفي الكثير من المنابر الإعلامية الأخرى. ويشير التحقيق كذلك إلى نموذج المؤرخ جورج بن سوسان الذي تتهافت عليه نفس وسائل الإعلام اليمينية وهو يردد أفكار ونظريات بنيامين نتنياهو التي يدافع فيها عن سلوك الجنود الإسرائيليين الذين "أعادوا الحياة والبقاء' إلى غزة، وفق تعبيره. في المقابل، تحجم تلك المنابر الإعلامية عن استضافة خبراء مثل باسكال بونيفاس أو آلان غريش القادرين على الرد على أطروحات وأفكار أولئك الخبراء الداعمين بشكل أعمى لإسرائيل. وإضافة إلى وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة فإن اللوبي المؤيد لإسرائيل يضم أيضا قطاعا من الشخصيات المحسوبة على الوسط واليسار التي تتمسك بفكرة "الحرب المشتركة' وتدافع عن إسرائيل باعتبارها -في نظر تلك الشخصيات- حليفا وإحدى قلاع التنوير المهددة من محيطها الجغرافي تصنيع معاداة السامية ويلفت تقرير "لوموند ديبلوماتيك' إلى أن تأثير جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل لا يقتصر على توجيه السياسة الخارجية الفرنسية وسياسات معظم وسائل الإعلام، بل يمتد إلى تشويه سمعة الشهود -سواء كانوا صحافيين أم لا- الذين ينقلون ببساطة ما يرونه في غزة. وفي هذا الصدد، ساقت عينة من عمل صحيفة لوفيغارو التي خصصت في 17 ديسمبر/كانون الأول 2024 تحقيقا عن تغطية صحيفة "لوموند' الفرنسية ما يجري في قطاع غزة، وانتقدت ما سمته "القلق المتزايد' و'الخوف' و'الصمت' الناجم عن التحيز (المزعوم) المؤيد للفلسطينيين من طرف جزء من هيئة تحرير تلك الصحيفة. تأثير جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل لا يقتصر على توجيه السياسة الخارجية الفرنسية ومعظم وسائل الإعلام، بل يمتد إلى تشويه سمعة الشهود -سواء كانوا صحافيين أم لا- الذين ينقلون ببساطة ما يرونه في غزة. وخلصت "لوموند ديبلوماتيك' إلى أن الدعم الأعمى الذي تتلقاه إسرائيل من القوى الغربية -بما فيها فرنسا- لا يصب في مصلحتها، وعادت إلى شق آخر من إجابة المخرج الفرنسي كلود لانزمان (1925-2018) عن سؤال "لماذا إسرائيل؟' عندما قال "هناك حاجة إلى بلد يمكن لليهود من جميع أنحاء العالم العيش فيه بأمان بعيدا عن الاضطهاد'. وعلقت على ذلك التبرير بالقول إن المجازر التي تقترفها إسرائيل في حق الفلسطينيين، والحرب التي تشنها باستمرار ضد جيرانها، وما تحظى به من دعم غربي مطلق كلها عوامل تهدد مبرر وجود هذا الدولة التي أنشئت عام 1948. مستقبل إسرائيل وفي هذا الصدد، أشارت "لوموند ديبلوماتيك' إلى مخاوف توماس فريدمان الكاتب الأمريكي (اليهودي) البارز في صحيفة نيويورك تايمز، والذي يخشى اليوم الذي "ينظر فيه اليهود إلى إسرائيل، ليس باعتبارها ملاذا لهم من معاداة السامية، ولكن على أنها آلة جديدة لإنتاج معاداة السامية'. وهو ما دفعه إلى القول في مقال نشر في 11 يونيو/حزيران 2025 إنه يجب على الشتات اليهودي في العالم أن يستعد بالفعل "ليكون يهوديا في عالم تُعتبر فيه الدولة اليهودية دولة منبوذة ومصدر عار لا مصدر فخر'. وختمت الصحيفة الفرنسية تحقيقها بالتساؤل التالي: هل يعمل اللوبي المؤيد لإسرائيل على التعجيل بتحقيق تلك الغاية من خلال الدفاع عن أمر لا يمكن الدفاع عنه؟