logo
كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟

كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟

سودارسمنذ 13 ساعات

إلا أن "إطلاقها من قبل أراضي العدو" يحمل تأثيراً مضاعفاً عسكريا ومعنوياً أيضا، تماما كما فعل الأوكرانيون قبل أسابيع حين استهدفوا 4 مطارات روسية بعدما أدخلوا شاحنات محملة بالمسيرات.
الأمر عينه، شهدته إيران ، بعدما نشر الجيش الإسرائيلي مشاهد لعناصر من الموساد يطلقون المسيرات من قلب إيران ، يوم الجمعة الماضي.
ففي خطو مفاجئة، هاجمت المسيرلاات الإسرائيلية التي انطلقت من داخل الأراضي الإيرانية عدة مواقع عسكرية، ما عد تكتيكًا جديدًا في فن الحروب المتطور باستمرار، وفق ما أوضح مسؤولون وخبراء أسلحة
تكتيك جديد
فبعدما كانت أعمال التجسس والعمليات السرية جزءًا من الصراعات والحروب، شكل تصنيع أو نشر الطائرات المسيرة خلف خطوط العدو خطوة مفاجئة وتكتيكاً جديدا
فيوم الجمعة الماضي، تكرر السيناريو الأوكراني الروسي في إيران ، إذ قام عملاء استخبارات إسرائيليون بتهريب مسيرات إلى الداخل الإيراني ، ما أعطى إسرائيل تفوقاً مهماً.
وفي السياق، رأى الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أساف أوريون، والمحلل الاستراتيجي الدفاعي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن هذا الأمر أجبر الإيرانيين على مراقبة الجبهات الخارجية والداخلية على السواء. وقال "هذا يعني أن على طهران ألا تنظر فقط إلى الغرب لترى ما الذي سيأتي، بل إلى الداخل أيضا"، وفق ما نقلت صحيفة " نيويورك تايمز".
ثمرة سنوات طويلة
فيما كشف ذمسؤولون إسرائيليون أن هذه العملية السرية جاءت ثمرة سنوات طويلة من العمل، شملت عمليات كوماندوز داخل طهران ، التي تعرضت لضربات قوية يوم الجمعة، وانفجارات طالت مباني سكنية واغتيالات.
بينما رجّح عدد من الخبراء أن تكون بعض الطائرات المسيّرة التي استُخدمت من نوع الكوادكوبتر (أربع مروحيات)، بعضها صغير نسبيًا لكنه قادر على حمل قنابل أو أسلحة أخرى.
من جهته، رأى فرزان ثابت، المحلل المختص في الشؤون الإيرانية وأنظمة الأسلحة في معهد الدراسات العليا في جنيف: "أن المسيّرات ما هي إلا أدوات في نهاية المطاف، وطريقة استخدامها تعتمد على مستوى الحنكة والإبداع. لذا فهذا تطوّر طبيعي ومجرد لمحة عما هو قادم"
كما اعتبر أن الطائرات المسيّرة قد تصبح سلاحًا مهما بشكل خاص في العمليات السرية، إذا أمكن تهريبها إلى أراضي العدو على مراحل، كقطع مفككة، مما يجعل اكتشافها أكثر صعوبة."
"تطوير وسائل التصدي لها"
لكنه أوضح أنه "مع تطور حروب الطائرات المسيّرة، ستتطور أيضًا وسائل التصدي لها، سواء من خلال حلول بسيطة، مثل تغطية المعدات العسكرية والدفاعية بأغطية محصنة، أو عبر أنظمة متطورة تُسقِط الطائرات المسيّرة بالأسلحة أو التشويش عليها."
وأضاف ثابت أن إيران تعمل على تطوير منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات بقدرة "رؤية بزاوية 360 درجة للتهديدات القادمة"، والتي إذا كانت تعمل فعليًا، لكان يفترض أن تكتشف الهجمات القادمة من السماء مثل الصواريخ الباليستية، أو من طائرات مسيّرة تُطلَق من بضع كيلومترات فقط،"
يبقى الأكيد أن أوجه التشابه بين عمليات تهريب الطائرات المسيّرة التي نفذتها إسرائيل وأوكرانيا توحي بأن هذه التكتيكات ستُستخدم في نزاعات أخرى، على الأقل حتى تظهر استراتيجيات حربية أحدث وأكثر تخفيًا أو قوة، وفق ثابت
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في خطاب مساء الجمعة أن عنصر المفاجأة كان أساسياً في الهجوم الذي نفذ ضد إيران ، معتبرا أنه جوهر النجاح
كما قارن نتنياهو هذا الهجوم السري بآخر نفذته إسرائيل في سبتمبر الماضي في لبنان ، عندما استُخدمت أجهزة بيجر وأجهزة اتصال محمولة مليئة بالمتفجرات لاستهداف عناصر حزب الله، وقد استشهد خبراء استخبارات بذلك الهجوم أيضا في أوائل الشهر الحالي بعد ضربة أوكرانيا المفاجئة في روسيا ، كمثال على مدى تغيّر أساليب الحرب بسبب التكنولوجيا.
العربية نت
script type="text/javascript"="async" src="https://static.jubnaadserve.com/api/widget.js" defer data-deferred="1"
إنضم لقناة النيلين على واتساب
مواضيع مهمة
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القوات الأميركية تسقط مسيّرة في محيط قاعدة عين الأسد
القوات الأميركية تسقط مسيّرة في محيط قاعدة عين الأسد

المناطق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • المناطق السعودية

القوات الأميركية تسقط مسيّرة في محيط قاعدة عين الأسد

المناطق-متابعات أفادت مصادر 'العربية/الحدث' بأن القوات الأميركية أسقطت الأحد، طائرة مسيرة أطلقت باتجاه قاعدة عين الأسد بالأنبار. قاعدة عين الأسد وأكدت المصادر أن القوات الأميركية أسقطت المسيّرة بعد أن وصلت محيط القاعدة. جاء هذا بعدما نقلت وكالة 'أسوشيتد برس' عن مصادر عسكرية أميركية، أن القاعدة تعرضت إلى هجوم بثلاث طائرات مسيّرة، صباح الأحد، حيث تمكنت الدفاعات الجوية من إسقاطها، دون تسجيل إصابات بشرية. يأتي هذا بينما حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران من شن هجوم على المصالح الأميركية. وكان ترامب قال في منشور على حسابه في 'تروث سوشيال' الأحد، إن القوات الأميركية سترد بأقصى قوة وبمستويات غير مسبوقة إذا تعرضت لهجوم. كما أضاف: 'إذا تعرضنا لأي هجوم من قبل إيران بأي شكل من الأشكال، فإن القوة الكاملة للقوات المسلحة الأميركية ستنزل عليكم بمستويات لم تشهد من قبل'. إلى ذلك، أشار إلى 'إمكانية التوصل لاتفاق بين إيران وإسرائيل لإنهاء هذا الصراع'. وأكد أن الولايات المتحدة لم تكن لها علاقة بالهجوم الإسرائيلي على إيران. صراع اشتعل بين إسرائيل وإيران أتت تلك التصريحات بعد اتهام عدة مسؤولين إيرانيين بوقت سابق، الولايات المتحدة بالضلوع في الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ الجمعة الماضي، مستهدفاً عدة مواقع عسكرية في إيران، فضلا عن منشآت نووية. كما اغتالت إسرائيل عدة قادة عسكريين رفيعي المستوى، و9 علماء ذرة إيرانيين. كما جاءت وسط تأكيدات إسرائيلية بأن 'تل أبيب حثت واشنطن على المشاركة في الحرب ضد إيران'، وأن ترامب يدرس الفكرة. فيما أبدى عدد من المسؤولين الأميركيين قلقهم من تصعيد إيراني باستهداف المصالح الأميركية في المنطقة، وفق ما نقلت صحيفة 'نيويورك تايمز'. وكان الصراع اشتعل بين إسرائيل وإيران يوم الجمعة، بعدما نفذ الجانب الإسرائيلي سلسلة هجمات على مناطق عدة في إيران، مستهدفاً منشآت نووية وقواعد عسكرية، فضلا عن اغتيال عدة قادة عسكريين و9 علماء نووين. في حين ردت طهران بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة نحو إسرائيل.

حرب نتنياهو على إيران هذيان خلاصي
حرب نتنياهو على إيران هذيان خلاصي

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

حرب نتنياهو على إيران هذيان خلاصي

هناك مقاربتان واضحتان لفهم الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران، الذي يبدو شبه محتوم أن يتصاعد في الأيام المقبلة. الأولى تقول إن "إسرائيل فعلت ما كان لا بد من أن تفعله" لمنع إيران من المضي قدماً في تطوير قدرات نووية عسكرية. وقد وصف العملية رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو - الذي بدا في ذروة حماسته - بأنها كانت ضربة استباقية. بناءً على هذا المنطق، فإن إضعاف إيران جيوسياسياً خلال عامي 2024 و2025 - من خلال تقويض القوة العسكرية لـ"حزب الله"، أبرز أذرعها الإقليمية، وسقوط نظام الأسد في سوريا، والهجمات الإسرائيلية الناجحة على أنظمة الدفاع الجوي في طهران في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 - خلق فرصة لضرب البرنامج النووي وتأخيره. لكن ما تتجاهله هذه السردية هو أن التقدم النووي الإيراني - بما في ذلك تعزيز وتحديث البنية التحتية لتخصيب اليورانيوم، وتخزين أكثر من 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة (علماً أن النسبة المطلوبة للدرجة العسكرية هي 90 في المئة، والانتقال من 60 إلى 90 ليس بالمسألة الطويلة) - كان نتيجة مباشرة لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب عام 2018، الذي جاء بدفع مكثف من نتنياهو، الانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" Joint Comprehensive Plan of Action. عام 2015، زعم نتنياهو أن بوسعه التوصل إلى "اتفاق أفضل"، من دون أن يقدم أي بديل واقعي. ثم عام 2018، شرح لترمب أن فرض "أقصى ضغط من العقوبات" سيدفع إيران إلى القبول بذلك الاتفاق الأفضل. لكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً. أما القراءة الثانية، فترتبط بمزيج من نهج نتنياهو المضطرب تجاه إيران، وشعوره بأنه منقذ مرسل، والصورة الذاتية التي ترسخت لديه بعد أحداث السابع من أكتوبر عام 2023. فهو لا يرى في إيران تهديداً للحضارة اليهودية فحسب، بل للغرب برمته، وهو ما يرسخ في ذهنه صورة تتجاوز كونه مجرد حامي إسرائيل، وهي الصورة التي تعزّزت فترة وجيزة بعد هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر 2023 (وتضررت بصورة كبيرة منذ ذلك الحين بسبب عدد القتلى في قطاع غزة). وعلى رغم ذلك، يبدو أنه مقتنع بأن هذا الدور هو ما ينبغي أن يخلده التاريخ له. وغالبًا ما يُغفل عن قصد أن نتنياهو نفسه هو من حوّل التهديد الإيراني إلى مسألة إسرائيلية خالصة. فقد دعا إلى تعاون دولي لمواجهة إيران، لكن عندما نجح هذا التعاون في التوصل إلى اتفاق، عارضه بشدة. يرى بعض المتابعين، بمن فيهم نتنياهو نفسه، أن في ذلك تشبهاً بتشرشل [في الصلابة والقيادة التاريخية في مواجهة "شر مطلق" كما كان يفعل ونستون تشرشل مع النازية]، لكن آخرين يرونه أقرب إلى نيرون [الإمبراطور الذي أحرق روما]. قد تمر أيام، وربما أسابيع - بحسب مدى اتساع رقعة الحرب وطول أمدها - قبل التمكن من إجراء تقييمٍ شامل للضرر الذي ألحقته إسرائيل بالبرنامج النووي الإيراني. ومع ذلك، بدأت تتضح بعض ملامح المشهد الأوسع. وتكمن المعضلة الكبرى التي ستواجهها طهران خلال الأيام المقبلة في تحديد نطاق الرد الانتقامي المتوقع: فهل تكتفي بمواجهة مباشرة مع إسرائيل، أم توسع ردها لتستهدف مواقع أميركية في منطقة الخليج؟ تنظر طهران إلى الهجوم الإسرائيلي على أنه تم بتواطؤ أميركي، على رغم نفي واشنطن المتكرر وسعيها إلى تصوير الهجوم على أنه عمل إسرائيلي منفرد. ومن غير المرجح أن تقبل إيران بهذه الرواية. ومع ذلك، فإن أي تصعيد من جانبها في هذا الاتجاه قد يستجلب رداً عسكرياً من جانب الولايات المتحدة - وهو تصعيد خطر يمكن أن يفتح الباب أمام هجمات تطاول منشآت نفطية سعودية أو إماراتية. وفيما يبدو احتمال إقدام طهران على خطوة غير عقلانية من هذا النوع ضئيلاً، فإن خطر التصعيد الإقليمي لا يزال قائماً. لكن ديناميكيات الحرب لم تُحدد أو تتبلور بعد، وكثير منها يعتمد على الكيفية التي تفسر بها طهران مجريات الأحداث. وإذا خلصت إلى أن الهدف النهائي هو الدفع نحو تغيير نظامها، فإن كل ما يبدو اليوم "قرارات عقلانية"، قد يصبح عرضة للمراجعة. ستواجه الولايات المتحدة كذلك في الأيام القليلة المقبلة معضلة مزدوجة. فعليها أولاً أن تبذل قصارى جهدها لتفادي الانزلاق إلى حرب لا مصلحة فعلية لها فيها، وذلك على رغم إشادة ترمب بالضربات الإسرائيلية التي استهدفت المنشآت النووية في طهران واعتبارها "ممتازة"، وتحذيره من أن "ما هو آتٍ أعظم". إذ لا يبدو أن هناك أية مكاسب ملموسة يمكن لواشنطن أن تحققها من هذا التصعيد، لا بل إن الأخطار أكبر. وفي واشنطن، تتنامى شكوك مزمنة ومزعجة - امتدت عبر إدارات باراك أوباما ودونالد ترمب وجو بايدن، والآن تعود مجدداً مع ترمب - مفادها أن بنيامين نتنياهو يتلاعب لجر الولايات المتحدة نحو مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران. ولم يسهم الهجوم الإسرائيلي الأخير في تبديد هذه المخاوف، على رغم إعلان ترمب لصحيفة "وول ستريت جورنال" أنه وفريقه كانوا على علمٍ مسبق بخطط إسرائيل للهجوم، وهو تصريح أدلى به بعد يومٍ واحد فقط من دعوته العلنية لإسرائيل إلى عدم تنفيذ الضربة. وفي حين أن تفاصيل كثيرة عن الدور الأميركي في ما يجري ما زالت غير معروفة، إلا أن المؤشرات تفيد بوجود صراع روايات متضادة بين كل من القدس وواشنطن. فعلى رغم تفاخر ترمب بمعرفته المسبقة بالهجوم، تشير تسريبات إلى أن واشنطن منزعجة في الخفاء من التحدي الذي قام به نتنياهو، ومن تجاهله الصارخ للمصالح الأميركية. قد يكون ترمب مرتاحاً موقتاً لكون التصعيد مع إيران يصرف الانتباه عن أزمته في لوس أنجليس، لكنه في الوقت نفسه قد يشعر بالإهانة نتيجة تجاهل نتنياهو التام لمطالبه، وهو ما لا ينعكس إيجاباً على صورته كرئيس. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) هذا يقودنا إلى التحدي الثاني أمام الولايات المتحدة، وهو إقناع إيران وإغراؤها بالعودة إلى طاولة المفاوضات على رغم الهجوم الذي تعرضت له، مع إيصال رسالة ضمنية مفادها أن واشنطن لا تسعى إلى إحداث "تغييرٍ في النظام". من المؤكد أن الرئيس الأميركي سيحاول استغلال الحرب كفرصة للضغط على طهران للتفاوض، أو مواجهة صراع أكثر شراسة واستنزافاً، من شأنه أن يدمر اقتصادها المتداعي أساساً ويقوض عائداتها النفطية. لكن تحقيق ذلك يتطلب تجاوباً من إيران، ومن المبكر جداً الحكم على مدى واقعية هذا السيناريو في هذه المرحلة المبكرة. وسيحظى ترمب في هذا المسعى [الدبلوماسي] بدعم من السعودية، التي تتمتع بنفوذ كبير عليه. لكن، كلما طال أمد الحرب وازداد دمارها وتصعيدها، بات من الصعب على الولايات المتحدة تحقيق أي من هذين الهدفين المزدوجين أما إسرائيل، فستجد نفسها في مواجهة مع التحديات الجوهرية نفسها التي كانت قائمة من قبل. يمكن لنتنياهو أن يواصل التفاخر كما يشاء بأنه غيّر مسار التاريخ، وأنقذ الغرب، وأدى دور ونستون تشرشل في مواجهة "هتلريي إيران" - لكن في المحصلة النهائية، يبقى التحدي الأكبر الذي يواجه إسرائيل اليوم وغداً، هو ما يحدث في قطاع غزة، لا في طهران. إن الإنكار المتهور للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني لا يمكن تصحيحه أو تجاوزه من خلال إعاقة البرنامج النووي الإيراني، مهما بلغت أهميته. ألون بينكاس هو قنصل عام إسرائيلي سابق لدى الولايات المتحدة وكان مستشاراً سياسياً لرئيسي وزراء سابقين هما: شمعون بيريز وإيهود باراك

عن هزيمة المشروع الإيراني
عن هزيمة المشروع الإيراني

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

عن هزيمة المشروع الإيراني

تبدأ الهزيمة الإيرانية عندما تضطر طهران إلى دخول المواجهة مباشرة، عدا ذلك ستكون القيادة الإيرانية متبصرة، تقدم النصح والإرشاد، تفاوض وتماطل وتشهد بـ"مرونة بطولية" على تضحيات أتباعها في أرجاء المشرق العربي. كانت طهران منتصرة دوماً عندما كانت بعيدة فيما يقوم محورها بمهمة مناوشة العدو. والعدو لم يكن طرفاً واحداً. إنه جبهة على رأسها الولايات المتحدة الأميركية وأنظمة عربية ثم إسرائيل التي تحتل رأس القائمة لضرورات التسويق في شارع عربي تحركه، عن حق، منذ 100 عام شعارات تحرير فلسطين ومظلومية الفلسطينيين. أنشأت إيران الخميني منظومة كاملة من الميليشيات التابعة داخل دول عربية، كان شعارها المعلن مساندة تحرير فلسطين، وفي سلوكها وممارساتها عملت على تجويف الدول والمجتمعات وإقامة سلطات رديفة قبل الانقضاض على سلطات قائمة. حصل ذلك في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وفي فلسطين، تحت الاحتلال، جرى أمر مماثل عبر دعم منظمات خرجت على منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية. كان الجدل يدور دائماً بين مؤيدي إيران وخصومها حول الهدف الفعلي من إنفاق إيران السخي على منظماتها الرديفة والوكيلة، ومعنى رعايتها وتصدرها قيادة "محور المقاومة" في ساحاته الموحدة. المؤيدون انصرفوا إلى تمجيد إيران وإخلاصها في تبني قضية فلسطين وسعيها إلى تحرير القدس، وآمنوا أن كل تدخلاتها في المشرق وخصوماتها مع الحكومات والدول الخليجية والعربية إنما تحصل على خلفية اختلافها عنهم في التمسك بتحرير فلسطين، الذي سيحصل بمقتضى الخطاب الإيراني خلال سبع دقائق ونصف الدقيقة، فور اتخاذ القرار، وفي مدة أقصاها عام 2026 المقبل. خصوم السياسة الإيرانية كانوا يرون العكس. فإيران برأيهم تتخذ من فلسطين ذريعة لبناء المنظمات الدينية المذهبية التي تقوم بتفتيت مجتمعاتها وبإضعاف أسس الدولة الوطنية، وتؤسس لانقسامات لا تنتهي. ومهمة هذه المنظمات الفعلية تنحصر في توطيد توسع النفوذ الإيراني من جهة والاستعداد لخوض معارك الدفاع عن النظام الإيراني نفسه ومشروعه النووي والصاروخي التوسعي، بوصفها مخافر متقدمة للإمبراطورية الفارسية في صيغتها المذهبية الحديثة، مما يعني أن إيران غير معنية في جوهر الأمر بشن حروب ضد إسرائيل دفاعاً عن حقوق الفلسطينيين، بقدر ما هي معنية بتعزيز سلطة الحشد العراقي وتوطيد انقلاب دولة الحوثي على الدولة اليمنية وتكريس هيمنة "حزب الله" على لبنان وحماية نظام الأسد من السقوط، أو كما جاء في خطاب أحد المسؤولين الإيرانيين جعل أربع عواصم عربية خط الدفاع الأول عن بلاد فارس الخمينية. وجهتا نظر داعمي المشروع الإيراني وخصومه وضعتهما حركة "حماس" قيد الاختبار عندما شنت عمليتها المعروفة بـ"طوفان الأقصى" خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. جاءت تلك العملية في ذروة الحديث الإيراني عن "وحدة الساحات" في مواجهة" العدو الصهيوني"، وكان ينتظر أن تنضم إيران ومنظماتها العربية على الفور إلى تلك العملية التي تمكنت خلالها المنظمة الفلسطينية من اختراق المستوطنات الإسرائيلية وأوقعت خسائر فادحة بالإسرائيليين، عسكريين ومدنيين، لكن إيران فضلت الانكفاء وفرضت على أنصارها الاكتفاء بعمليات مناوشة وإسناد، مانعة انخراطهم المباشر في هجمات كانت وضعت الخطط من أجلها، خصوصاً اقتحام "حزب الله" للجليل. وخلال تلك اللحظة سقطت الشعارات الإيرانية في شأن فلسطين واتضح أن هدف الحفاظ على الأذرع وعدم زجها مباشرة في المعركة الكبرى إنما يكشف المهمة الأصلية لها، وهو حماية النفوذ الإيراني الإقليمي والدفاع عن إيران نفسها عندما ينفد صبر قادتها الاستراتيجي تحت وطأة ضربات مباشرة تستهدفهم مباشرة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أتاحت موقعة غزة لإسرائيل فرصة شن حرب شعواء ضد القطاع أولاً. ودمرت إسرائيل مناطق غزة وشردت سكانها وقتلت ما يقارب 60 ألفاً منهم واكتفت إيران ببيانات الاستنكار والإرشاد للمقاتلين. لم تطلق صاروخاً حتى عندما وسعت إسرائيل معركتها في لبنان ضد "حزب الله"، "درة تاج" المحور وحلقته الأقوى، ولا عندما قضت على قيادته وفرضت عليه اتفاقاً يقضي بنزع سلاحه. وخلال تلك اللحظة انهار كل ذلك المحور الذي استغرق بناؤه أربعة عقود، فقد تقدمت قوى المعارضة السورية إلى دمشق لتطرد الرئيس بشار الأسد ومعه من تبقى من عناصر "حزب الله" إضافة إلى 4 آلاف إيراني تولت الطائرات الروسية نقلهم إلى إيران. هُزم "حزب الله" والنظام السوري وإيران خلال الأسبوع نفسه، وشلت حركة الحشد العراقي وأحكمت الولايات المتحدة وإسرائيل محاصرة وضرب الحوثيين، ليبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب مفاوضات عاجلة مع إيران بوساطة عمانية وضع لها مهلة محددة. غيرت إسرائيل قواعد الاشتباك مع إيران. بعد تحييد أذرعتها، تخلت عن نظريتها السابقة حول المعركة بين حربين، وانتقلت إلى صيغة الحرب المباشرة الشاملة ضد ما سمته منذ فترة طويلة "رأس الأفعى" بعدما اطمأنت إلى نسف السور الدفاعي الذي أقامته الدولة الخمينية حولها في الإقليم. وفي حساب التحالفات، حافظت على علاقتها المتينة بعمقها الدولي. قدمت لترمب مهلة الـ60 يوماً التي عرضها على إيران بهدف الوصول إلى اتفاق نووي جديد. ضمنت إسرائيل في "احترامها" لمهلة ترمب تأييده الكامل لحربها ضد إيران قيادة ومواقع، وأتاحت لها المهلة إياها مزيداً من الاستعداد لعمليات داخل إيران مزجت فيها تجربتها في الحرب ضد "حزب الله" وتجربة الأوكرانيين في إغارتهم على المطارات الروسية. اهتزت إيران للمرة الأولى في تاريخ سلطتها الراهنة أمام دهاء وعدوانية الحملة الإسرائيلية. وللوهلة الأولى تمكن التاجر اليهودي من حائك السجاد الفارسي. التاجر مسح السوق بدقة فيما الحائك منشغل برتق سجادته الممزقة. سيستمر تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران إلى أن تشعر طهران بتحقيق توازن ما مع عدو ألحق بها خسائر فادحة خلال الدقائق الأولى من فجر أول من أمس الجمعة. فمقتل القادة والعلماء النوويين لن يعادله صواريخ تسقط في مناطق مختلفة من إسرائيل، وسيكون على القيادة الإيرانية أن تحقق إنجازاً ما يعادل قساوة الاختراق الإسرائيلي قبل أن تستجيب لدعوة ترمب المفتوحة لاستئناف التفاوض، الذي سيكون هامشه محدوداً ومحكوماً بالوصول إلى اتفاق يلغي الأوهام التي كدستها السلطة الخمينية. كتب ترمب على موقعه يوم بدء الهجمات الإسرائيلية أن على "إيران إبرام صفقة قبل أن يضيع كل شيء، وإنقاذ ما كان يعرف سابقاً بالإمبراطورية الإيرانية"، وشرح رئيس "الشاباك" السابق عامي أيالون الفكرة بصراحة ووضوح "نتنياهو سيلعب دور الرجل السيئ عبر شن الهجمات، فيما تلعب أميركا دور الرجل الجيد خلال اليوم التالي عندما تدرك طهران تبعات رفضها توقيع اتفاق نووي جديد مع واشنطن، وفي تلك اللحظة سيكون من الأسهل على ترمب التوصل إلى هذا الاتفاق".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store