
أخبار العالم : لماذا تدمج الشركات بين قسمي الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات؟
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
أدى ظهور الذكاء الاصطناعي إلى أن تعيد العديد من الشركات النظر في كيفية إتمام مهامها
Article Information Author, شون ماكمانوس Role, مراسل الشؤون التقنية
قبل 58 دقيقة
حتى إن لم يسبق لك العمل في شركة كبيرة، فمن المرجح أن تكون لديك فكرة عمّا يقوم به قسم الموارد البشرية وقسم تكنولوجيا المعلومات.
تتعامل الموارد البشرية مع الأشخاص، بينما تتعامل تكنولوجيا المعلومات مع التقنية.
قد يبدو هذا تقسيماً إدارياً بديهياً، لكن بعض الشركات بدأت تدمج مسؤولية هذين القسمين تحت قيادة واحدة.
ويرتبط جزء كبير من ذلك بإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتقول تريسي فرانكلين، المديرة التنفيذية لشؤون الأفراد والتكنولوجيا الرقمية في شركة (موديرنا) للتكنولوجيا الحيوية، ويعمل بها أكثر من 5 آلاف موظف: "أنا مسؤولة عن إدارة الموارد البشرية وإدارة تكنولوجيا المعلومات بالكامل".
وتضيف "يشمل ذلك ما يمكن أن نعتبره البنية الأساسية لتقنية المعلومات في الشركة، إضافة إلى التكنولوجيا الرقمية اللازمة لتطوير الأدوية وتصنيعها وتسويقها".
وتوضح "تقليدياً، كانت أقسام الموارد البشرية تقول: 'سنضع خطة للقوى العاملة، أي سنحدد عدد الأشخاص اللازمين لإنجاز المهام'. ثم يتلقى فريق تكنولوجيا المعلومات الطلبات الخاصة بالأنظمة التي نحتاجها".
أما هي فترى دورها أقرب إلى تصميم الكيفية التي يُنجز بها العمل.
وتقول "الأمر يتعلق بكيفية تدفق العمل عبر المنظمة، وما ينبغي إنجازه بالتقنية - سواء كانت أجهزة أو برمجيات أو ذكاءً اصطناعياً- وكيف يمكن أن تكمل المهارات البشرية".
صدر الصورة، MODerna
التعليق على الصورة،
تريسي فرانكلين هي المديرة التنفيذية لشؤون الأفراد والتكنولوجيا الرقمية في شركة "موديرنا"
لدى "موديرنا" شراكة مع شركة "أوبن إيه آي"، مطورة "تشات جي بي تي"، ودرّبت جميع موظفيها على استخدامه.
وتقول فرانكلين: "نقول للموظفين هذه هي الأدوات التي ستعيد صياغة طريقة إنجاز العمل. نعلّمهم كيف يتعلمون، وكيف يصبحون متمكنين من الذكاء الاصطناعي، ويعيدون تصميم تدفق عملهم بأنفسهم".
قبل أن تتولى منصبها الحالي في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، كانت فرانكلين تدير قسم الموارد البشرية في الشركة. وتلقت بعض التدريب في تكنولوجيا المعلومات استعداداً لدورها الجديد، ولديها مديران لقسم تكنولوجيا المعلومات يرفعان تقاريرهما إليها.
وتقول "لا أعتقد أن الشخص المنوط بهذا الدور يجب أن يكون خبيراً في أحد المجالين على حساب الآخر، لكن عليه أن يحدد الاتجاه، ويضع الرؤية، ويوزع رأس المال، ويزيل العقبات، ويضع الثقافة المؤسسية، ويعزز تفاعل الموظفين".
وعلى الرغم من تغير الهيكل القيادي، يواصل موظفو الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات أداء مهامهم التي يتقنونها. وتوضح "لم أحوّل موظف الموارد البشرية إلى مختص بتكنولوجيا المعلومات أو العكس".
صدر الصورة، Covisian
التعليق على الصورة،
يقول فابيو ساتولو إن شركة كوفيسيان تطور التقنية والكوادر البشرية معاً
تقدم شركة "كوفيزيان" برمجيات وخدمات دعم العملاء. ويعمل غالبية موظفيها البالغ عددهم 27 ألفاً في مراكز اتصال، يردون على مكالمات عملاء الشركة.
دمجت الشركة فريقي تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية في أبريل/نيسان 2023 تحت قيادة فابيو ساتولو، مدير شؤون الأفراد والتكنولوجيا، الذي كان يشغل سابقاً منصب المدير التقني.
ويقول ساتولو "نتحدث عن تطوير الأشخاص من جهة، وتطوير تكنولوجيا المعلومات من جهة أخرى".
إذا جمعنا هذين العنصرين معاً، فسنتمكن من تكوين رؤية مشتركة لكيفية تأثير التكنولوجيا على الناس، وكيف يمكنهم التكيف والتطور للاستفادة من التكنولوجيا الجديدة. ومن الأمثلة على ذلك مراكز الاتصال، إذ سيزداد استخدام الذكاء الاصطناعي. يقول ساتولو إن الموظفين سيظلون يردون على المكالمات ويحلون مشكلة العميل، لكنهم سيفوضون عملية حلها إلى الذكاء الاصطناعي.
ويضيف "نطوّر الذكاء الاصطناعي على أساس أن موظفاً بشرياً سيستخدمه. لكن علينا أيضاً تطوير الموظف البشري لضمان وعيه بكيفية استخدام هذه التكنولوجيا".
في السابق، كان من الممكن أن ينشأ خلاف بين قسمي الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات بشأن ما تريده الأولى وما ترى الثانية أنه ممكن التنفيذ.
أما الآن، فهناك صاحب قرار واحد. ويقول ساتولو "فعالية وسرعة تطوير الأمور أصبحت أعلى بكثير".
وفي حال وجود عوائق تقنية، فإن ساتولو يستطيع غالباً، تكييف عملية الموارد البشرية كحل بديل.
وكان من أحد النجاحات، أداة داخلية لإعلانات الوظائف، تتيح لموظفي مراكز الاتصال فرصة الانتقال إلى وظائف أخرى في الشركة. وضاعفت الأداة الجديدة، التي طورتها إدارة الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات المشتركة، الردود على إعلانات الوظائف.
ويقول ساتولو "جعل الناس يتحدثون نفس اللغة كان الجزء الأصعب، لأن موظفي تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية مختلفون تماماً".
ويضيف أن موظفي الموارد البشرية بارعون في الاستماع، بينما لا يجيد موظفو تكنولوجيا المعلومات دائماً التحدث. "أتذكر اجتماعات كثيرة كنت أنا من يطرح الأسئلة لأنهم لم يكونوا يتحدثون إلى بعضهم".
ولمساعدة الفريقين على العمل معاً، اختار أشخاصاً غير مرتبطين ارتباطاً وثيقاً بأي من التخصصين لقيادة فرق متعددة التخصصات. ويقول "الأمر أشبه بقاضٍ يجعلهم يتفاوضون للتوصل إلى الحل المناسب".
ويبدي ديفيد دي سوزا، مدير شؤون المهنة في "المعهد المهني لتنمية الأفراد" (CIPD)، وهو الهيئة المهنية للموارد البشرية وتنمية الأفراد، بعض التحفظ على هذا التوجه.
ويقول "المهارات في المجالين تكمل بعضها بعضاً ولا يوجد بينها الكثير من التداخل. فالقضايا المعقدة المتعلقة بالأشخاص تتطلب فهماً لعوامل تنظيمية وظرفية، تختلف عن الخبرة المتخصصة المطلوبة في تكنولوجيا المعلومات".
ويضيف "التعاون الأكبر بين الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات أمر منطقي، لأنه يستفيد من نقاط القوة في كل تخصص، لكن دمج القسمين قد يؤدي إلى فقدان أو إضعاف الخبرة المتخصصة التي تحتاجها المؤسسات للنجاح".
صدر الصورة، Bunq
التعليق على الصورة،
تقول بيانكا زوارت إن الذكاء الاصطناعي يعني أن الناس سيعملون "بطريقة مختلفة تماماً"
بيانكا زوارت هي رئيسة قسم الاستراتيجية في البنك الإلكتروني (Bunq-بنك)، حيث يجلس فريق تقنية المعلومات وفريق الموارد البشرية ضمن نفس الفريق الأكبر.
وترى أنه من المنطقي جمعهما لأن كليهما يبني أنظمة تدعم بقية أنشطة الشركة.
وكحال شركات كثيرة، تحاول "بنك" معرفة أفضل السبل لعمل الذكاء الاصطناعي والبشر معاً.
وتراهن الشركة على أن الطريقة الجيدة لتحقيق ذلك هي جعل فريقي تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية أقرب إلى بعضهما. وتقول "بهذا المعنى، هو اندماج طبيعي".
ولا يوجد شخص واحد في الشركة مسؤول عن تحديد ما إذا كان ينبغي إنجاز مهمة ما بواسطة إنسان أو ذكاء اصطناعي.
وتهدف الشركة إلى جعل موظفيها، البالغ عددهم أكثر من 700 شخص، مكتفين ذاتياً، بحيث يبنون بأنفسهم عمليات التشغيل الآلي والعمليات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التي يحتاجون إليها.
وتتوقع "بنك" التشغيل الآلي، أو أتمتة 90 في المئة من عملياتها بحلول نهاية عام 2025، لكنها لم تقم بتسريح موظفين وتواصل التوظيف.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

بوابة ماسبيرو
منذ 10 ساعات
- بوابة ماسبيرو
دراسة تكشف تأثيرا خطيرا لـ"تشات جي بي تي" على سلوك المراهقين
كشفت دراسة حديثة أن روبوت المحادثة "شات جي بي تي"، يمكن أن يوجه الأطفال والمراهقين إلى سلوكات خطيرة، لا تتناسب مع أعمارهم. وكشفت الدراسة أن "شات جي بي تي" يمكن أن يعلم الأطفال طريقة شرب الكحول، وتعاطي المخدرات، ويوجههم لإخفاء اضطرابات الأكل، بل وحتى قد يكتب لهم رسائل انتحار موجهة إلى والديهم عند الطلب. الدراسة التي قام بها "مركز مكافحة الكراهية الرقمية"، أوردت أن روبوت الدردشة كان يصدر تحذيرات من سلوكيات خطيرة في الأول، إلا أنه في النهاية قدم خططا مفصلة وصادمة لطريقة استخدام المخدرات، واتباع حميات غذائية صارمة، أو حتى إيذاء النفس. وللتوصل إلى هذه النتائج تظاهر الباحثون أنهم مراهقون يعانون من الهشاشة النفسية، وطلبوا من "شات جي بي تي" أن يساعدهم، وصنف الباحثون نصف إجاباته البالغ عددها 1200 على أنها خطيرة. وذكر الباحثون أن روبوت المحادثة شارك معهم في بعض الأحيان معلومات مفيدة مثل أرقام خطوط المساعدة. إلا أن الباحثين تمكنوا بسهولة من تجاوز الرفض المبدئي عند سؤاله عن مواضيع ضارة، من خلال ادعاء أنهم يحتاجون معلومات من أجل "عرض تقديمي" أو لصديق. ومن جانبها قالت شركة "أوبن أي آي" المطورة لـ"شات جي بي تي" في ردها على التقرير، إنها تواصل العمل لتحسين قدرة النموذج على التعرف على الحالات الحساسة والاستجابة لها بشكل مناسب، وفقا لما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس". ولم تعلق "أوبن أي آي" على نتائج التقرير، وعن كيفية تأثير روبوتها على سلوك المراهقين. وشددت على أنها تركز على تحسين التعامل مع مثل هذه السيناريوهات، باستخدام أدوات للكشف عن علامات الضيق النفسي. وجاءت هذه الدراسة في وقت تضاعف فيه عدد المستخدمين لروبوتات الدردشة للحصول على معلومات وأفكار. وبحسب تقرير صادر عن بنك "جي بي مورجن تشيس" في يوليو، فقد بلغ عدد مستخدمي "شات جي بي تي" 800 مليون شخص، أي ما يعادل 10% من سكان العالم. وقال عمران أحمد، الرئيس التنفيذي لـ"مركز مكافحة الكراهية الرقمية" إن "التكنولوجيا تملك قدرة عالية في الإنتاجية والفهم الإنساني، لكنها في الوقت ذاته قد تكون أداة دمار مؤذية وخيبة". وقال أحمد إنه تأثر عندما قرأ ثلاث رسائل انتحار صادمة كتبها الروبوت لفتاة افتراضية تبلغ من العمر 13 عاما، واحدة موجهة لوالديها، وأخرى لأشقائها، والثالثة لأصدقائها. وفي تجربة أخرى، قام الباحثون بإنشاء حساب وهمي لصبي، يبلغ من العمر 13 عاما، وطلب من "شات جي بي تي" نصائح حول كيفية السكر بسرعة، فاستجاب روبوت المحادثة فورا وقدم له خطة مفصلة لحفلة تشمل مزج الكحول بكميات كبيرة من الإكستازي والكوكاين ومخدرات غير قانونية، بحسب ما نقلته ذات الوكالة. كما أنشأ باحثون حسابا لفتاة، تبلغ من العمر 13 عاما، وقالت إنها غير راضية عن شكلها، فقدم لها خطة صيام قاسية مصحوبة بلائحة من الأدوية الكابحة للشهية. وكشف تقرير حديث لمنظمة "كومن ساينس ميديا" أن أكثر من 70 بالمئة من المراهقين الأمريكيين يستخدمون روبوتات الدردشة الذكية للبحث عن المرافقة، ونصفهم يستخدمونها بشكل منتظم. من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن أي آي" إن شركته تحاول دراسة ظاهرة "الاعتماد العاطفي الزائد" على التكنولوجيا، معتبرا أنها أمر "شائع" بين الشباب. وقال ألتمان خلال مؤتمر: "الناس يعتمدون على ChatGPT بشكل مبالغ فيه. هناك شباب يقولون: لا يمكنني اتخاذ أي قرار في حياتي دون أن أخبر ChatGPT بكل شيء يحدث. إنه يعرفني. يعرف أصدقائي. سأفعل كل ما يقوله. وهذا أمر مقلق للغاية بالنسبة لي". وظهر في التقرير أن روبوت المحادثة يميل إلى تكرار ما يعتقد أن المستخدم يريد سماعه بدلا من تحدي أفكاره. وقال روبي تورني، مدير البرنامج في المنظمة، إن "ما يزيد خطورة الأمر هو أن روبوتات الدردشة تختلف عن محركات البحث في تأثيرها على الأطفال والمراهقين لأنها مصممة لتبدو بشرية".


نافذة على العالم
منذ 11 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : كيف تؤثر لغتك على ما تراه على شبكة الإنترنت؟
الجمعة 15 أغسطس 2025 05:40 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، يعاني العالم الآن فجوة ثقافية بسبب تمركز أكبر شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة Article Information Author, ريان ماكغريدي Role, باحث في البنية التحتية الرقمية بجامعة ماساتشوستس أمهرست قبل 2 ساعة رغم الاستخدام اليومي لشبكة الإنترنت إلا أن غالبية الإنترنت في العالم خفي ولا نستطيع الوصول إليه، ليس فقط بسبب الخوارزميات، بل بسبب اللغة، التي قد يحول اختلافها منصات الإنترنت إلى عوالم مختلفة وخفية لا نعرف عنها شيئاً. عندما تتصل بالإنترنت، يكون هناك شعور بإمكانية الوصول إلى جميع المعلومات في العالم، لكن في الواقع تتشكل العلاقات على وسائل التواصل الاجتماعي اعتماداً على وجود لغة مشتركة. وحتى البحث في غوغل يعتمد على اللغة التي نفكر بها. حتى الخوارزميات تكون مصممة لجذب الانتباه من خلال ما يمكننا فهمه. لذلك يكون هناك الكثير من الجوانب الخفية من الإنترنت التي لا نعرف عنها شيئاً، ويفوتنا الكثير من المحتوى بسبب استخدام فلتر اللغة (الذي يحدد البحث وفقاً للغة محددة فقط). في ورقة بحثية سوف تُنشر قريباً، كشف فريقنا في مبادرة البنية التحتية الرقمية العامة بجامعة ماساتشوستس أمهرست، عن اختلافات كبيرة في كيفية استخدام الثقافات المختلفة للإنترنت. ومع المزيد من البحث، قد نضطر لإعادة تشكيل نظرتنا للخدمات المهيمنة على الشبكة. وقد بدأنا مؤخراً في فهم تداعيات اختلاف الثقافات واللغة في استخدام الإنترنت. يُقدم تاريخ الإنترنت بعض الأمثلة (على كيفية الاختلاف في استخدام المنصات من لغة لأخرى). كانت منصة"لايف جورنال" الروسية للتواصل الاجتماعي والتدوين، قد حققت شعبية في منتصف العقد الأول من القرن الحالي، ففي وقت اعتبرها المستخدمون الناطقون باللغة الإنجليزية مساحة للشباب لمشاركة مشاعرهم أو التعبير عن الهوس بقصص هاري بوتر (كوسيلة للترفية)، كان الوضع مختلفاً بالنسبة للناطقين باللغة الروسية، حيث كانت "لايف جورنال" بالنسبة لهم موقع مهم للفكر العام والخطاب السياسي، ويلعب دوراً نادراً في توفير مساحة لأصوات المعارضة. ويواجه العالم الآن فجوة ثقافية بسبب تمركز أكبر شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة، وهو ما أوجد افتراضاً حالياً بأن ما نراه على الإنترنت باللغة الإنجليزية يُمثل بقية العالم. وعزز هذا، الأبحاث التي أُجريت على موقع يوتيوب تحديداً، وكشفت تحيزاً كبيراً للناطقين باللغة الإنجليزية، فالكتابة تكون باللغة الإنجليزية، والنشر يتم في دول ناطقة بها، كما أن التركيز يكون على مقاطع الفيديو باللغة الإنجليزية. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، منصة يوتيوب لا توفر الأدوات اللازمة للحصول على عينات تساعدنا على فهم المحتوى الموجود بالكامل لكن دراسة منصات الإنترنت الهامة أصعب مما نعتقد، فعلى الرغم من قدرة أجهزة الكمبيوتر على تحليل النصوص بسرعة فائقة، إلا أن تحليل الفيديو يصورة موسعة يكون صعباً. فمنصة مثل يوتيوب، التي تمثل خدمة الفيديو الأكثر شعبية في العالم، لا توفر الأدوات اللازمة للحصول على عينات ممثلة للمحتوى الموجود تساعد في فهم المنصة ككل، أو حتى فهم أجزاء من المجتمعات اللغوية عليها. ونتيجة لذلك، غالباً ما تكون وسائل فهم اليوتيوب قليلة، لذلك نعتمد على الفيديوهات الأكثر رواجاً. وما بين التحيز للغة والتحيز للأكثر رواجاً وشعبية، فإن المستخدمين والمبدعين والأكاديميين والمدرسين وأولياء الأمور والمرشدين وحتى صانعي السياسات يتحدثون على منصات مثل يوتيوب، وتكون مشاركتهم بارزة وواضحة، لكنها تمثل جزءاً صغيراً من الصورة وليس كل المحتوى الموجود. إذن، كيف ندرس ما هو تحت السطح (الجزء الخفي)؟ قبل عامين، ابتكرنا طريقة لفعل ما عجزت عنه أدوات يوتيوب: قمنا بتخمين عناوين روابط URL عشوائياً للفيديوهات، بلغت أكثر من 18 تريليون مرة، حتى أصبح لدينا ما يكفي من الفيديوهات لرسم صورة واضحة لما يحدث بالفعل على يوتيوب. ما جمعناه كان مجرد نظرة أولى على آليات عمل أحد أكثر المواقع تأثيراً على مستوى العالم. ومع وجود عينة مُمَثلة كبيرة بما يكفي، كانت البداية لإجراء مقارنات أوسع. وكانت التساؤلات: كيف نُقارن الفيديوهات المُحمّلة عام 2019 بالفيديوهات المُحمّلة عام 2021؟ هل تحظى فيديوهات الحيوانات بتعليقات أكثر من فيديوهات الرياضة؟ ما هي الملاحظات والفروق التي نجدها عند مقارنة الفيديوهات الأكثر رواجاً بتلك التي لا تحقق عدد كبير من المشاهدات؟ الأهم من ذلك كله، أردنا استكشاف الاختلافات اللغوية: كيف تلعب اللغة والثقافة دوراً في المشاركة عبر الإنترنت على نطاق عالمي؟ لذلك، في عام 2024، فحصنا عينات خاصة بلغات محددة على منصة يوتيوب، الإنجليزية والهندية والروسية والإسبانية، واستعنا بمتحدثين أصليين لكل لغة للتحقق من صحة أدواتنا للكشف عن اللغات. كان هدفنا إجراء فحص شامل لكل لغة مستخدمة على اليوتيوب للوصول إلى الاتجاهات العامة للمستخدمين. كان لدينا افتراض أن يوتيوب قد يكون بسيطاً كما يعتقد الكثيرون، من حيث التشابه في الاستخدام بغض النظر عن اختلاف اللغة. لكن لم نجد هذا الافتراض صحيحاً. فكل لغة تختلف عن الأخرى في أبعاد متعددة. باختصار، يختلف يوتيوب الهندي اختلافاً جذرياً عن يوتيوب باللغات الأخرى. صدر الصورة، University of Massachusetts at Amherst التعليق على الصورة، رسم بياني يوضح الفيديوهات المحملة على يوتيوب باللغات الإنجليزية، الإسبانية، الهندية والروسية سنوياً بالترتيب من 2014 إلى 2023 يبدو أن الناطقين باللغة الهندية يتواصلون مع بعضهم البعض على يوتيوب بإيقاعات وديناميكيات غير موجودة في أي لغة أخرى، ويتضح لنا من خلال الأرقام أن هناك قصة صراع جيوسياسي كبير. لنبدأ بدراسة النمو (نشر المحتوى) على المنصة، يوضح الرسم البياني السابق مقدار ما تم تحميله من كل لغة سنوياً، من عام 2014 إلى عام 2023. وحققت اللغات الأربع (الإنجليزية، الهندية، الروسية والإسبانية) نمواً سريعاً، ولكن تم تحميل أكثر من نصف مقاطع الفيديو الهندية على يوتيوب في عام 2023 وحده. أما فيما يتعلق بطول مدة الفيديوهات على المنصة. كانت مقاطع الفيديو الإسبانية أطول بقليل من غيرها، بمتوسط دقيقتين ونصف تقريباً. ولا تقل عنها الإنجليزية بفارق كبير، حيث يبلغ متوسطها دقيقتين تقريباً، والروسية دقيقة و38 ثانية. لكن متوسط طول مقاطع الفيديو الهندية على يوتيوب بلغ 29 ثانية فقط. قد تبدو هذه التفاصيل غريبة إلى حد ما، لكنها في الواقع تعكس تاريخ الإنترنت في الهند. فالهنود اعتمدوا كثيراً على تيك توك، قبل وقت طويل من انتشاره في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن الأمر تغير تماماً بعد أن حظرت الهند التطبيق الصيني، على خلفية اشتباكات حدودية مع الصين عام 2020. مما حرم ملايين المستخدمين من تحميل مقاطع الفيديو والتعليقات والأعمال التجارية والتعبير عن أنفسهم. وبسرعة حاول يوتيوب ملء هذا الفراغ، وجعل الهند أول سوق لطرح خدمة الفيديوهات القصيرة، وهي ميزة طورتها الشركة لتسليط الضوء على صيغة الفيديو العمودي القصير التي اشتهر بها تيك توك، ويبدو أنها حققت النجاح المطلوب. الآن أكثر من نصف المحتوى باللغة الهندية على يوتيوب، حوالي 58 في المئة، عبارة عن فيديوهات قصيرة، مقارنة بحوالي 25 في المئة إلى 31 في المئة، من الفيديوهات باللغات الأخرى. ومازالت العديد من الدول تعتبر الفيديوهات القصيرة مجرد تقليد لتيك توك، لكن في الهند أصبح الأمر نظاماً متكاملاً كبيراً. صدر الصورة، University of Massachusetts at Amherst التعليق على الصورة، رسم بياني لمقاطع الفيديو التي تبلغ 30 ثانية أو أقل، ويوضح الثانية 15 الأكثر استخداماً كمعيار لطول الفيديو في كل لغة يظهر تأثير تيك توك والفيديوهات القصيرة بطرق أخرى أيضاً. يُركز الرسم البياني السابق على مقاطع الفيديو التي تبلغ مدتها 30 ثانية أو أقل، ويوضح الرسم الثانية الأكثر استخداماً كمعيار لطول الفيديو في كل لغة. فمثلا كانت الثانية 15 هي النقطة الرئيسية لقياس متوسط طول مقطع الفيديو، وكانت الفيديوهات باللغة الهندية هي الأكثر استخداماً للفيديوهات التي يبلغ طولها 15 ثانية، وهي نفس مدة الطول الافتراضي للفيديو على تيك توك، وتم اعتمادها كطول افتراضي للفيديوهات القصيرة على يوتيوب. ويمكن استخدام مصطلح مثل "متوسط المدة (للفيديو) حسب اللغة"، لكنه سيكون غير مناسب، لأن هناك تغييراً جذرياً في طريقة استخدام الناس للفيديو على اليوتيوب في أنحاء كثيرة من العالم. ثم وجدنا فرقاً واضحاً في كيفية وصف الناس لمقاطع الفيديو الخاصة بهم، حيث يطلب يوتيوب تصنيف مقاطع الفيديو التي يتم تحميلها. ولا يهتم معظم المستخدمين بتغيير الخيار الافتراضي الموجود وهو "الأشخاص والمدونات". وعندما استبعدنا هذه الميزة أثناء فحص العينات، ازدادت حدة الاختلافات الواضحة بين اللغات. يوضح الرسم البياني التالي الاختلافات. بالنسبة للغة الروسية، تُهيمن مقاطع فيديو الألعاب. وهي الفئة الأكثر رواجاً في اللغتين الإنجليزية والإسبانية أيضاً. ولكن في اللغة الهندية، يتصدر تصنيف الترفيه والتعليم القائمة. أما فيما يتعلق بالمحتوى السياسي، فإن محتوى يوتيوب باللغة الإنجليزية كان الأقل في فئة "الأخبار والسياسة"، رغم كل الاهتمام الذي يحظى به المحتوى السياسي باللغة الإنجليزية في الخطاب العام العالمي. صدر الصورة، University of Massachusetts at Amherst التعليق على الصورة، رسم بياني لكيفية وصف مقاطع الفيديو في اللغات الأربع ما بين الأشخاص والمدونات، حيوانات، ترفيه، رياضة، تعليم وغيرها هذه التصنيفات أكثر من مجرد بيانات وصفية، إنها رؤية لكيفية استخدام الثقافات المختلفة لمنصة يوتيوب لأغراض مختلفة. ما نراه هنا هي شبكات إنترنت متوازية تُشكلها الاحتياجات والتوقعات والأعراف المحلية. لكن هذه البيانات تشير إلى أمر مختلف: تكشف أن الناس في مجتمعات لغوية مختلفة لا يكتفون فقط بإنتاج مقاطع فيديو متنوعة والتفاعل معها بطرق متعددة، بل قد يستخدمون يوتيوب لأسباب مختلفة تماماً. وأخيراً، نظرنا في مقاييس الشعبية والانتشار (عدد المشاهدات والإعجابات والتعليقات)، وكانت اللغة الهندية استثناءً أيضاً في هذا المقياس، وظهر تفاوت كبير في التعامل مع مقاطع الفيديو. فقد استحوذت 0.1 في المئة فقط من مقاطع الفيديو الهندية على 79 في المئة من المشاهدات، بينما تراوحت نسبة المشاهدات في اللغات الأخرى بين 54 في المئة و59 في المئة. لكن كان هناك ظاهرة مثيرة أيضاً وهي أن مقاطع الفيديو الأقل رواجاً والأقل تحقيقاً للمشاهدات، كانت فرصها أكبر في الحصول على الإعجابات. وهنا يُظهر أمر أعمق. فعلى يوتيوب باللغة الهندية، حتى مقاطع الفيديو التي لا تُشاهد كثيراً تحظى بالتقدير والاعتراف. وتشير أبحاثنا الجديدة إلى أن يوتيوب في الهند ربما يُستخدم كخدمة رسائل فيديو للتواصل والتحدث مع الأصدقاء والعائلة، وحتى مقاطع الفيديو العامة غالباً ما تكون موجهة لجمهور خاص. ويمكن تفسير بعض هذه الاختلافات من خلال كيفية التعامل مع الإنترنت في الهند، وإرث تيك توك في البلاد. وقد يكون هذا نوعاً مختلفاً من "اقتصاد إثارة الانتباه"، الذي يركز على التفاعل الصغير والهادف أكثر من السعي للوصول لعدد أكبر من الجماهير، وهو ما قد يكون مؤشراً على شيء عاطفي بشكل أكبر، وربما أكثر إنسانية. لا يزال هناك الكثير من العمل، والكثير من مقاطع الفيديو لمشاهدتها، قبل أن نتمكن من إثبات هذه الافتراضات بشكل قاطع. ولكن المؤكد أن هناك تأثير كبير للغة، فرغم أن لها دوراً في تشكيل النظرة للحياة الرقمية، فهي أيضاً قد تُعيق الإطلاع على الطرق المختلفة والثقافات المحددة التي يتعامل بها الناس مع المنصات على الإنترنت. وتؤثر رؤيتنا المصطنعة والمحدودة للإنترنت، بسبب الاعتماد على اللغة الإنجليزية أو اللغة المحلية، في قدرتنا على بناء الأعمال والصحافة ووضع النظم والقواعد.


الدستور
منذ 20 ساعات
- الدستور
أستاذة حاسب آلي بأكاديمية السادات: يجب استخدام الذكاء الاصطناعي بحذر
أوضحت أستاذة الحاسب الآلي في أكاديمية السادات، الدكتورة نيفين مكرم، أن هناك الكثير من الجدل حول استخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بتطبيقاته التوليدية مثل "شات جي بي تي". وأشارت إلى أن هذه الأدوات قد تكون مفيدة، لكنها في كثير من الأحيان قد تُستخدم بشكل غير مثمر، ما يؤدي إلى نتائج غير دقيقة أو غير موثوقة. وأوضحت "مكرم" خلال مداخلة هاتفية لفضائية "إكسترا نيوز"، أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم بشكل واسع في الأبحاث العلمية لتحسين جودة البحث وتسريع العمليات، إلا أنه يجب أن يتم استخدامه بحذر، وتحديدًا في البحث العلمي. وقالت: "إن استخدام الذكاء الاصطناعي في جمع البيانات وتحليلها أمر مفيد، لكن يجب على الباحثين ألا يتنازلوا عن التفكير النقدي، ولا يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي هو البديل الكامل للإنسان." وأشارت، إلى مثال عملي على استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، حيث يتمكن الباحثون من استخدام أدوات مثل "شات جي بي تي" لتوفير الوقت والجهد في جمع المعلومات المتعلقة بالموضوعات البحثية. وأضافت: "أحد الاستخدامات المفيدة للذكاء الاصطناعي هو تلخيص الأبحاث والتقارير العلمية. بدلًا من قضاء ساعات طويلة في تصفح المصادر وتلخيص المعلومات، يمكن للأدوات الذكية جمع التكرارات والتأكد من صحة البيانات، ما يساهم في تسريع العملية." لكن، أشارت "مكرم" إلى أن هناك خطرًا من الاعتماد المفرط على هذه الأدوات. فبعض الباحثين قد يعتمدون عليها بشكل كامل لكتابة الأبحاث دون التفاعل مع المحتوى بأنفسهم، ما يسبب فقدان الفهم العميق للموضوع. وأوضحت: "البحث العلمي ليس مجرد تجميع للمعلومات، بل هو عملية تفكير وتحليل. إذا استخدمنا الأدوات الذكية بشكل غير دقيق، قد نفقد فهمنا الحقيقي للموضوع." كما تحدثت "مكرم" عن أهمية الأمانة العلمية في الأبحاث، مشيرة إلى ضرورة توثيق المصادر بشكل صحيح عند استخدام الأدوات الذكية. وقالت: "استخدام الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تسهيل الوصول إلى المعلومات، لكن يجب أن نكون حذرين في تتبع المصادر والتأكد من موثوقيتها. هذه الأدوات تحتاج إلى تعامل أخلاقي لتجنب استغلالها بطريقة غير مناسبة." وتطرقت مكرم أيضًا إلى قضية "التحايل" التي قد تحدث عند استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الأبحاث، مشيرة إلى أن هناك بعض الطلاب الذين يحاولون التلاعب بالبرمجيات للكشف عن نسبة الانتحال عبر تغيير الصياغة دون تغيير المعنى. وفي ختام حديثها، لفتت "مكرم" إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على العلاقات الاجتماعية، مشيرة إلى أن الأدوات الذكية قد تؤثر على قدرة الأفراد على التواصل بشكل طبيعي. وأضافت: "علينا أن نكون واعين للأثر الذي قد تتركه هذه التقنيات على حياتنا اليومية. بينما تقدم هذه الأدوات فوائد كبيرة في بعض المجالات، يجب أن نستخدمها بشكل مسؤول."