هل يقلق لبنان من التغييرات الاميركية؟
على لبنان ان يقلق فعلا بحسب زوار العاصمة الأميركية، إذ إن إلغاء مهمة مورغان أورتاغوس، في حال عدم تعيين خلف لها سريعاً للاهتمام بالملف اللبناني-الإسرائيلي، مؤشر ليس مريحاً، خصوصاً في ظل المقارنة التي لا تستطيع أوساط سياسية لبنانية تجاهلها في الدينامية النشيطة التي اتصف بها تحرك الموفد الأميركي إلى سوريا والسفير في تركيا توم باراك، الذي زار إسرائيل قبل يومين للبحث مع المسؤولين في الوضع السوري.
بعض القلقين لا يغفلون تساؤلات حول زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي التي تأتي في إطار مفاعيل المفاوضات القائمة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وبالتالي فرص التوصل إلى حل دبلوماسي بينهما على خلفية قراءة عراقجي عن فتح صفحة جديدة مع لبنان على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية التي تبرع فيها إيران، على خلفية أن التكتم الأميركي عن تغيير الفريق الموكل بالملف اللبناني والمعروف بمواقفه تجاه إيران و«حزب الله»، أي نائبة المبعوث الأميركي مورغان أورتاغوس، ربما لا يكون مرتبطاً بحكومة بنيامين نتنياهو، بل وأيضاً بالمفاوضات مع إيران.
في المقابل، ترى الولايات المتحدة أن أذرع إيران في المنطقة قد قطعت فعلاً. وتؤكد المعلومات من واشنطن أن لا شيء في المفاوضات سوى الملف النووي، ولا حاجة إلى البحث في أذرع إيران.
والمقلق هو ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إبان زيارته المملكة السعودية الشهر الماضي، حين أتى على ذكر لبنان، ولم يكن إيجابياً، بمعنى انعكاس نظرة الإدارة للبنان. وقياساً بما يعبر عنه الرئيس الأميركي، الذي يخرج عفوياً عن النص المكتوب لعرض أفكاره، فإن على لبنان أن يقلق من هذه اللحظات.
وفي واشنطن، تتغير الأمور بسرعة أكبر من أي مكان آخر، وخصوصاً مع رئاسة ترامب. ولهذا السبب، ينبغي أن يكون المرء حذراً وهو يتعامل مع واشنطن، لأن الأمور يمكن أن تتغير، وكذلك الأفكار والأولويات. لذلك، يُفترض أن تكون العلاقات مع المواقع الأكثر ثباتاً، على غرار المملكة السعودية، والإمارات العربية، وقطر. وهي ثلاث دول تملك تأثيراً كبيراً، ولا سيما في المنطقة وخارجها، وفق ما بات يتضح في ملفات كثيرة. وعلى ذمة الزوار ، ثمة استياء ملموس في العاصمة الأميركية مما يطلقون عليه "تسويفاً" في لبنان (procrastination)، فيما تركت واشنطن للبنان مهمة إيجاد السبل التي يراها مناسبة لإنهاء سلاح الحزب واستعادة قراره، إنما ليس من ضمن مهلة مفتوحة، يخشى هؤلاء المعنيون أن تتم المماطلة فيها وبدء خسارة العهد الجديد "المومنتوم" الدولي والإقليمي الذي انطلق بقوة، أقله وفق المخاوف والانتقادات التي بدأت تتصاعد داخلياً، ولا سيما إذا كان لهذه الانتقادات صدى في الخارج، أو هي صدى له، وهذا أكثر فداحة.
روزانا بو منصف - " النهار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 27 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
الرئيس عون: لا شيء يمكن أن يُرهب القضاء
أشار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، إلى أنّ الجريمة النكراء التي طالت القضاة الأربعة الشهداء في محكمة صيدا قبل 26 عاماً "تبقى جرحاً غائراً في ضمير الوطن وفي قلب العدالة اللبنانية"، لافتاً إلى أنّ "القضاة الأبرار حسن عثمان وعماد شهاب وعاصم ابو ضاهر ووليد هرموش الذين سقطوا في مثل هذا اليوم من العام ١٩٩٩ شهداء في سبيل تأدية واجبهم المقدس على قوس محكمة الجنايات في قصر العدل في صيدا، قدموا حياتهم ثمناً لاستقلالية القضاء وكرامة العدالة في لبنان". وأضاف: "إنني إذ أدين بشدة هذه الجريمة الإرهابية التي استهدفت أركان العدالة في بلدنا، أؤكد أن لا شيء يمكن أن يُرهب القضاء في لبنان أو يثنيه عن أداء رسالته النبيلة. فالعدالة أقوى من الرصاص، والحق أبقى من الظلم. إن دماء هؤلاء الشهداء الطاهرة لن تذهب سدى، وسنبقى نسعى لكشف الحقيقة ومحاسبة المجرمين مهما طال الزمن". وختم الرئيس عون: "القضاء اللبناني سيبقى شامخاً، وسيادة القانون ستنتصر في النهاية. رحم الله شهداءنا الأبرار، وأنار دربنا نحو عدالة حقيقية وشاملة". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


ليبانون 24
منذ 30 دقائق
- ليبانون 24
سكاي نيوز: مصادر سياسية عراقية تنفي عزم بغداد تخصيص مليار دولار سنويا للبنان من أجل القبول بدمج حزب الله ضمن المؤسسة الأمنية اللبنانية
سكاي نيوز: مصادر سياسية عراقية تنفي عزم بغداد تخصيص مليار دولار سنويا للبنان من أجل القبول بدمج حزب الله ضمن المؤسسة الأمنية اللبنانية Lebanon 24


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
لودريان في بيروت الثلاثاء ولبنان يواجه ضغوطاً أمنية وسياسية متزايدة
فيما لا تزال البلاد في عطلة عيد الأضحى، تتجه الأنظار إلى الأسبوع المقبل مع عودة الحراك الدبلوماسي إلى بيروت، حيث ينتظر أن يصل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الثلاثاء لبحث ملفات حيوية مع المسؤولين اللبنانيين، تتعلق بالإصلاحات الاقتصادية والمالية، وإعادة الإعمار، ووقف إطلاق النار، بالإضافة إلى موضوع تمديد مهمة قوات اليونيفيل في الجنوب. ولفت المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي إلى أنّ 'القرار 1701 يمنح قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان 'اليونيفيل' سلطة التنقل بحرية وإجراء الدوريات، بوجود الجيش أو من دونه، وهذا جزء من ولايتنا. وبينما ننسق بشكل وثيق مع الجيش اللبناني، فإن حرية حركة حفظة السلام لدينا هي المفتاح لتنفيذ المهام الموكلة إلينا. وكان أهالي بلدة صريفا اعترضوا أمس دورية لليونيفيل قبل أن تتمكن من الدخول بعد وصول الجيش لمرافقتها. يأتي هذا التحرك فيها يواجه لبنان ضغوطاً متزايدة على المستويات السياسية والأمنية والعسكرية، تُرجمت يوم الخميس بتصعيد عدواني إسرائيلي واضح . وبحسب مصادر سياسية فإن إسرائيل تسعى لفرض مجموعة من الوقائع الجديدة، أبرزها: الضغط على واشنطن لتعطيل أي مبادرة شاملة تتضمن انسحاباً إسرائيلياً وترتيبات أمنية جديدة، قطع الطريق على أي نفوذ إيراني في الساحة اللبنانية وترسيخ واقع أمني يعطيها الكلمة الفصل. وبحسب المعلومات، ترفض إسرائيل الانسحاب من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها وتضغط من أجل فرض شروط أمنية جديدة. في المقابل، يجد 'حزب الله' نفسه، بحسب اوساط سياسية، أمام خيارين: إما الرد على الاعتداءات ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب جديدة، أو التريث وسط استمرار التحرك الدبلوماسي والسياسي اللبناني لمواجهة الضغوط الإسرائيلية وتجنب الانقسامات الداخلية. وتقول مصادر دبلوماسية ان لبنان الرسمي في وضع حرج ، وسط ضغوط خارجية، وتهديدات إسرائيلية صريحة، وانقسام داخلي لا يزال عميقاً حول مستقبل العلاقة مع حزب الله. على خط اخر نفى مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة السورية للمنافذ البحرية والبرية مازن علوش، ما تم تداوله امس حول إعفاء وزارة الداخلية مواطني بعض الدول من تأشيرات الدخول إلى سوريا، بينها لبنان. وقال علوش في تغريدة على منصة 'إكس'، لا صحة لما ورد في هذا الشأن، موضحاً أن 'أي تعديلات في سياسات منح التأشيرات أو رسومها تعلن بشكل رسمي حصراً عبر وزارة الخارجية، وليس عبر مصادر غير موثوقة أو منشورات متداولة.