logo
كيف نحمي المراهق من الاضطرابات ؟

كيف نحمي المراهق من الاضطرابات ؟

عمان اليومية١٣-٠٥-٢٠٢٥

كيف نحمي المراهق من الاضطرابات ؟
ليلى المنجية: الاكتئاب واضطراب الهوية أكثر الأمراض شيوعًا في أوساط المراهقين -
في زمنٍ تتسارع فيه المتغيرات الاجتماعية والتقنية، بات المراهقون يواجهون ضغوطا نفسية متزايدة تهدد استقرارهم النفسي والسلوكي، وسط تحديات تجمع بين ضغوط الأسرة والمدرسة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وتظهر في هذا السياق اضطرابات حقيقية تُضعف قدرة المراهقين على التكيف مع متطلبات العصر الحديث. وفي هذا الإطار، تسلط «$» الضوء على أبرز الاضطرابات النفسية والسلوكيات المقلقة المنتشرة بين المراهقين، من خلال حوار خاص مع ليلى المنجية، أخصائية نفسية بمستشفى المسرة.
فإلى التفاصيل...
ما أبرز الاضطرابات النفسية المنتشرة بين المراهقين حاليًا؟
شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في عدد الحالات التي تعاني من اضطرابات نفسية متنوعة، مثل: القلق، والاكتئاب، واضطرابات الشخصية، والسلوكيات العدوانية والتمرد، إلى جانب اضطرابات الأكل، كما لوحظ ارتفاع في حالات اضطراب الهوية الجنسية خلال الفترة الأخيرة.
وتعود أسباب هذه الاضطرابات إلى مجموعة من العوامل الاجتماعية والبيئية، حيث تقوم الأسرة بدور محوري في هذا السياق؛ فأنماط التربية المتسلطة أو المقيدة، إلى جانب الإهمال أو التناقض في أسلوب التعامل مع الأبناء كالسماح بسلوك معيّن تارة ومنعه تارة أخرى تسهم في زعزعة الاستقرار النفسي للطفل.
كذلك، فإن العيش في أسر مفككة، أو التعرض للعنف الأسري سواء كان جسديًا أو لفظيًا، إضافة إلى المقارنات المتكررة بين الإخوة، كلها عوامل تزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات نفسية، ولا يقتصر التأثير على البيئة الأسرية فقط، بل إنّ الضغط الدراسي، والعنف اللفظي والجسدي، والتنمر، إلى جانب ضعف الدعم النفسي في المدارس، تُعد من العوامل المؤثرة التي تفاقم من المشكلات النفسية وتزيد من خطر الإصابة بها لدى المراهقين. ومن خلال الملاحظة السريرية، تُعدّ الفئة بين 14 و17 عامًا الأكثر عرضة في الفترة الأخيرة، وغالبًا ما تكون الحالات الواردة إلى العيادات من هذه الأعمار هي الأكثر تعقيدًا.
وقد ينتج الانتحار عن تراكم وتفاقم الضغوطات النفسية لدى المراهق، سواء أكانت هذه الضغوطات من الأسرة أو المدرسة أو العزلة والوحدة النفسية، كما أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي السوشيال ميديا والتنمر والابتزاز الإلكتروني، بالتغيرات التي يمرّ بها المراهق، والكثير من المسلسلات والأفلام تسوّق فكرة الانتحار بطريقة غير مباشرة لحل مشاكل المراهقين، مما يزيد من خطورة الوضع، وكذلك نقص الوعي لدى الأسر في التعامل مع حالة المراهق وعدم مراقبة التغيرات التي يمر بها من الأمور الخطيرة، والتي قد يدركها الأهل بعد فوات الأوان.
كما أن الأمراض غير المشخصة أو غير المعالجة تفاقم الوضع وتسرّع من فكرة الانتحار في بعض الحالات، ولكن رأيي الشخصي ومما رأيته في بعض الحالات فإن أغلب الأسباب ترجع إلى عدم الترابط الأسري، وبُعد الأهل عن أبنائهم، وعدم دعمهم ومشاركتهم وإعطائهم الأولوية.
هل السلوكيات المؤذية مثل إيذاء النفس مؤشر على نية انتحارية؟
ليس دائمًا، ولكنه مع الوقت قد يكون مؤشرًا مقلقًا، في الكثير من الحالات يُعد سلوك إيذاء النفس وسيلة للتفريغ عن الضغوط التي يعانون منها وتعبيرًا عن الألم النفسي، ولكن إن لم يُعالج في الوقت المناسب فقد تتطور فكرة الإيذاء إلى سلوك انتحاري.
هل التغيُّر المفاجئ في سلوك المراهق يشير إلى خطر؟
نعم، التغيرات الفجائية تستدعي الانتباه، ويجب الوقوف عندها، وعدم إهمالها، والتدخل بشكل مبكر، ويجب طلب المساعدة في وقتها وعدم تأجيلها؛ لأنها قد تكون مؤشرات أولية للاضطراب وعدم الاستقرار النفسي لدى المراهق.
إلى أيّ مدى تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي في الصحة النفسية للمراهق؟
تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في الصحة النفسية لدى المراهق من خلال الاستخدام المفرط لها، والضغوط المرتبطة بالمحتوى المنشور، والمقارنات الاجتماعية، وعدم القناعة والاكتفاء بما لدى الشخص، والسعي نحو تقديم صورة مثالية، والاهتمام بآراء الآخرين، مما يزيد من مشاعر القلق والتوتر.
كما أن التنمر الإلكتروني، مثل: التعرض للسخرية والابتزاز، وعدم قدرة المراهق على التصدي لهذه الممارسات نتيجة قلة الوعي والخبرة، تعرّضه لاتخاذ قرارات خاطئة. بشكل عام، ما تصوره وسائل التواصل الاجتماعي عن مفاهيم السعادة يُكوّن لدى المراهقين مفاهيم خاطئة، ويجعلهم ينظرون إلى حياتهم بأنها تعيسة، لا تتوافق مع معتقداتهم، وتدخلهم في صراع متواصل مع أنفسهم.
هل هناك علاقة بين التنمر الإلكتروني والانتحار؟
بالتأكيد، وأثبتت الدراسات أن التنمر الإلكتروني خطر كبير على حياة المراهقين، يسبب الاكتئاب والقلق والانطواء، وضعف الشخصية والتقدير الذاتي، ويسبب اضطرابات في النوم، ويصعب الهروب منه؛ لأنه يلاحق المراهق حتى في منزله، وعبر الأجهزة الرقمية، ويشعره بالضعف وقلة الحيلة لعدم قدرته على إيجاد مخرج سريع، وبسبب غياب الوعي لا يطلب المراهق المساعدة، ولا يفصح عن المشكلة لأسرته في الوقت المناسب، ما يدفعه للتفكير في الانتحار نتيجة الخوف والعار والقلق.
هل تلاحظون وجود ارتباط واضح بين البيئة الأسرية أو الاجتماعية وظهور هذه السلوكيات؟
العلاقة وثيقة، حيث يوجد ارتباط قوي ومباشر في ظهور السلوكيات النفسية السلبية، والأمراض المرتبطة بها مثل الاكتئاب والقلق أو حتى الأفكار الانتحارية.
كما أن أسلوب التربية، والإهمال العاطفي، والحماية الزائدة، والتفكك الأسري، والخلافات الأسرية، والعنف داخل الأسرة، وغياب الدعم والحوار والتثقيف والوعي، قد تكون أسبابًا في ظهور الأمراض والأفكار الانتحارية.
كما أن من التأثيرات الاجتماعية، وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي، تمنع المراهق من طلب المساعدة. بالإضافة إلى ضغوطات الدراسة، والبيئة المدرسية، والظواهر الأخرى مثل: التنمر والعنف، والتأثر بالأقران والأصدقاء، أيضًا قد تكون أسبابًا في ظهور هذه الأعراض.
ما الخطوات العملية التي يمكن أن تتخذها الأسرة لحماية الأبناء نفسيًا؟
من أهم الخطوات: التقرب من الأبناء، وتخصيص وقت للحوار معهم، والاحترام المتبادل، وعدم الاستهانة بمشاعرهم، والتعبير عن الحب والدعم العاطفي، والسماح للأبناء بالتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم دون قيود، وإشباعهم عاطفيًا، وعدم الاكتفاء بتوفير الحاجات المادية فقط. كما يُنصح بتقليل الخلافات أمام الأبناء، وحل المشكلات عن طريق الحوار، وإعطاء المراهق الفرصة لإيجاد الحلول واتخاذ قراراته بنفسه.
ويجب وضع حدود واضحة، ورسم قوانين منزلية مفهومة وواضحة لدى الأبناء، وتعزيز الوعي والتثقيف النفسي المبكر لديهم، وتعليمهم مهارات التعامل مع الضغوط، وتعزيز وعيهم النفسي منذ وقت مبكر، وتقنين استخدام التكنولوجيا، والمتابعة المستمرة.
ما أهمية التثقيف النفسي في المدارس؟ وكيف يمكن تطبيقه بشكل فعّال في الوقاية والتدخل المبكر؟
التثقيف النفسي في المدارس له دور وقائي وعلاجي لا يقل أهمية عن التثقيف الأسري، فهو يساعد الطلبة على فهم مشاعرهم والتعامل معها، ويحد من السلوكيات العدوانية، والتنمر، والقلق، والاكتئاب؛ لأن التثقيف النفسي يعمل على تعليم الطلبة المهارات الصحيحة، كما أنه يعزز الصحة النفسية الإيجابية، ويصبح المراهق أكثر وعيًا بإشارات الخطر، سواء لديه أو لدى زملائه.
يمكن تفعيله عن طريق تعيين أخصائيين نفسيين مدرَّبين، لديهم القدرة على التعامل مع هذه المشكلات، وكذلك بتثقيف الهيئة التدريسية، وإدراجه كمادة ضمن المنهج الدراسي لتوسيع مفاهيم العناية بالصحة النفسية، والتعاون مع المؤسسات الصحية المختلفة لإجراء حملات توعية في المدارس.
هل ما زالت وصمة المرض النفسي موجودة في المجتمع؟
الوعي بالصحة النفسية في تحسن مستمر بالمجتمع العُماني، إلا أن الوصمة لا تزال قائمة، فبعض الأسر لديها مخاوف من وصمة العار، وللأسف نجد هناك تأخرًا في تلقي العلاج لبعض الحالات.
وبعض الأسر تلجأ إلى الطرق التقليدية قبل اللجوء إلى المستشفى. ومع ذلك، ثمة تقدم واضح مقارنة بالوضع السابق، إلا أن الوضع بحاجة إلى فترة طويلة للتخلص من وصمة علاج الأمراض النفسية، والخجل، والخوف.
ما الخيارات العلاجية المتاحة للمراهق في مستشفى المسرة؟
نقدم العديد من العلاجات الدوائية في مستشفى المسرة حسب الحالة، وشدتها، وتشخيصها، إلى جانب العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج الجدلي السلوكي، وتقييمات نفسية شاملة لمعرفة الوضع النفسي لدى المراهق.
كما نجري جلسات علاجية والدية، وتعديل سلوك.
وبعض المرضى يستجيبون للعلاج الفردي، ومنهم من يساعدهم العلاج الجماعي أو الأسري، وبعض الحالات يكون من الضروري الجمع بين أكثر من نوع في العلاج، كالعلاج الدوائي والعلاج الفردي.
والتقييم الطبي يحدد الخطة الأنسب لكل مريض حسب مستوى المرض وحاجة كل حالة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف نحمي المراهق من الاضطرابات ؟
كيف نحمي المراهق من الاضطرابات ؟

عمان اليومية

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • عمان اليومية

كيف نحمي المراهق من الاضطرابات ؟

كيف نحمي المراهق من الاضطرابات ؟ ليلى المنجية: الاكتئاب واضطراب الهوية أكثر الأمراض شيوعًا في أوساط المراهقين - في زمنٍ تتسارع فيه المتغيرات الاجتماعية والتقنية، بات المراهقون يواجهون ضغوطا نفسية متزايدة تهدد استقرارهم النفسي والسلوكي، وسط تحديات تجمع بين ضغوط الأسرة والمدرسة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وتظهر في هذا السياق اضطرابات حقيقية تُضعف قدرة المراهقين على التكيف مع متطلبات العصر الحديث. وفي هذا الإطار، تسلط «$» الضوء على أبرز الاضطرابات النفسية والسلوكيات المقلقة المنتشرة بين المراهقين، من خلال حوار خاص مع ليلى المنجية، أخصائية نفسية بمستشفى المسرة. فإلى التفاصيل... ما أبرز الاضطرابات النفسية المنتشرة بين المراهقين حاليًا؟ شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في عدد الحالات التي تعاني من اضطرابات نفسية متنوعة، مثل: القلق، والاكتئاب، واضطرابات الشخصية، والسلوكيات العدوانية والتمرد، إلى جانب اضطرابات الأكل، كما لوحظ ارتفاع في حالات اضطراب الهوية الجنسية خلال الفترة الأخيرة. وتعود أسباب هذه الاضطرابات إلى مجموعة من العوامل الاجتماعية والبيئية، حيث تقوم الأسرة بدور محوري في هذا السياق؛ فأنماط التربية المتسلطة أو المقيدة، إلى جانب الإهمال أو التناقض في أسلوب التعامل مع الأبناء كالسماح بسلوك معيّن تارة ومنعه تارة أخرى تسهم في زعزعة الاستقرار النفسي للطفل. كذلك، فإن العيش في أسر مفككة، أو التعرض للعنف الأسري سواء كان جسديًا أو لفظيًا، إضافة إلى المقارنات المتكررة بين الإخوة، كلها عوامل تزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات نفسية، ولا يقتصر التأثير على البيئة الأسرية فقط، بل إنّ الضغط الدراسي، والعنف اللفظي والجسدي، والتنمر، إلى جانب ضعف الدعم النفسي في المدارس، تُعد من العوامل المؤثرة التي تفاقم من المشكلات النفسية وتزيد من خطر الإصابة بها لدى المراهقين. ومن خلال الملاحظة السريرية، تُعدّ الفئة بين 14 و17 عامًا الأكثر عرضة في الفترة الأخيرة، وغالبًا ما تكون الحالات الواردة إلى العيادات من هذه الأعمار هي الأكثر تعقيدًا. وقد ينتج الانتحار عن تراكم وتفاقم الضغوطات النفسية لدى المراهق، سواء أكانت هذه الضغوطات من الأسرة أو المدرسة أو العزلة والوحدة النفسية، كما أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي السوشيال ميديا والتنمر والابتزاز الإلكتروني، بالتغيرات التي يمرّ بها المراهق، والكثير من المسلسلات والأفلام تسوّق فكرة الانتحار بطريقة غير مباشرة لحل مشاكل المراهقين، مما يزيد من خطورة الوضع، وكذلك نقص الوعي لدى الأسر في التعامل مع حالة المراهق وعدم مراقبة التغيرات التي يمر بها من الأمور الخطيرة، والتي قد يدركها الأهل بعد فوات الأوان. كما أن الأمراض غير المشخصة أو غير المعالجة تفاقم الوضع وتسرّع من فكرة الانتحار في بعض الحالات، ولكن رأيي الشخصي ومما رأيته في بعض الحالات فإن أغلب الأسباب ترجع إلى عدم الترابط الأسري، وبُعد الأهل عن أبنائهم، وعدم دعمهم ومشاركتهم وإعطائهم الأولوية. هل السلوكيات المؤذية مثل إيذاء النفس مؤشر على نية انتحارية؟ ليس دائمًا، ولكنه مع الوقت قد يكون مؤشرًا مقلقًا، في الكثير من الحالات يُعد سلوك إيذاء النفس وسيلة للتفريغ عن الضغوط التي يعانون منها وتعبيرًا عن الألم النفسي، ولكن إن لم يُعالج في الوقت المناسب فقد تتطور فكرة الإيذاء إلى سلوك انتحاري. هل التغيُّر المفاجئ في سلوك المراهق يشير إلى خطر؟ نعم، التغيرات الفجائية تستدعي الانتباه، ويجب الوقوف عندها، وعدم إهمالها، والتدخل بشكل مبكر، ويجب طلب المساعدة في وقتها وعدم تأجيلها؛ لأنها قد تكون مؤشرات أولية للاضطراب وعدم الاستقرار النفسي لدى المراهق. إلى أيّ مدى تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي في الصحة النفسية للمراهق؟ تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في الصحة النفسية لدى المراهق من خلال الاستخدام المفرط لها، والضغوط المرتبطة بالمحتوى المنشور، والمقارنات الاجتماعية، وعدم القناعة والاكتفاء بما لدى الشخص، والسعي نحو تقديم صورة مثالية، والاهتمام بآراء الآخرين، مما يزيد من مشاعر القلق والتوتر. كما أن التنمر الإلكتروني، مثل: التعرض للسخرية والابتزاز، وعدم قدرة المراهق على التصدي لهذه الممارسات نتيجة قلة الوعي والخبرة، تعرّضه لاتخاذ قرارات خاطئة. بشكل عام، ما تصوره وسائل التواصل الاجتماعي عن مفاهيم السعادة يُكوّن لدى المراهقين مفاهيم خاطئة، ويجعلهم ينظرون إلى حياتهم بأنها تعيسة، لا تتوافق مع معتقداتهم، وتدخلهم في صراع متواصل مع أنفسهم. هل هناك علاقة بين التنمر الإلكتروني والانتحار؟ بالتأكيد، وأثبتت الدراسات أن التنمر الإلكتروني خطر كبير على حياة المراهقين، يسبب الاكتئاب والقلق والانطواء، وضعف الشخصية والتقدير الذاتي، ويسبب اضطرابات في النوم، ويصعب الهروب منه؛ لأنه يلاحق المراهق حتى في منزله، وعبر الأجهزة الرقمية، ويشعره بالضعف وقلة الحيلة لعدم قدرته على إيجاد مخرج سريع، وبسبب غياب الوعي لا يطلب المراهق المساعدة، ولا يفصح عن المشكلة لأسرته في الوقت المناسب، ما يدفعه للتفكير في الانتحار نتيجة الخوف والعار والقلق. هل تلاحظون وجود ارتباط واضح بين البيئة الأسرية أو الاجتماعية وظهور هذه السلوكيات؟ العلاقة وثيقة، حيث يوجد ارتباط قوي ومباشر في ظهور السلوكيات النفسية السلبية، والأمراض المرتبطة بها مثل الاكتئاب والقلق أو حتى الأفكار الانتحارية. كما أن أسلوب التربية، والإهمال العاطفي، والحماية الزائدة، والتفكك الأسري، والخلافات الأسرية، والعنف داخل الأسرة، وغياب الدعم والحوار والتثقيف والوعي، قد تكون أسبابًا في ظهور الأمراض والأفكار الانتحارية. كما أن من التأثيرات الاجتماعية، وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي، تمنع المراهق من طلب المساعدة. بالإضافة إلى ضغوطات الدراسة، والبيئة المدرسية، والظواهر الأخرى مثل: التنمر والعنف، والتأثر بالأقران والأصدقاء، أيضًا قد تكون أسبابًا في ظهور هذه الأعراض. ما الخطوات العملية التي يمكن أن تتخذها الأسرة لحماية الأبناء نفسيًا؟ من أهم الخطوات: التقرب من الأبناء، وتخصيص وقت للحوار معهم، والاحترام المتبادل، وعدم الاستهانة بمشاعرهم، والتعبير عن الحب والدعم العاطفي، والسماح للأبناء بالتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم دون قيود، وإشباعهم عاطفيًا، وعدم الاكتفاء بتوفير الحاجات المادية فقط. كما يُنصح بتقليل الخلافات أمام الأبناء، وحل المشكلات عن طريق الحوار، وإعطاء المراهق الفرصة لإيجاد الحلول واتخاذ قراراته بنفسه. ويجب وضع حدود واضحة، ورسم قوانين منزلية مفهومة وواضحة لدى الأبناء، وتعزيز الوعي والتثقيف النفسي المبكر لديهم، وتعليمهم مهارات التعامل مع الضغوط، وتعزيز وعيهم النفسي منذ وقت مبكر، وتقنين استخدام التكنولوجيا، والمتابعة المستمرة. ما أهمية التثقيف النفسي في المدارس؟ وكيف يمكن تطبيقه بشكل فعّال في الوقاية والتدخل المبكر؟ التثقيف النفسي في المدارس له دور وقائي وعلاجي لا يقل أهمية عن التثقيف الأسري، فهو يساعد الطلبة على فهم مشاعرهم والتعامل معها، ويحد من السلوكيات العدوانية، والتنمر، والقلق، والاكتئاب؛ لأن التثقيف النفسي يعمل على تعليم الطلبة المهارات الصحيحة، كما أنه يعزز الصحة النفسية الإيجابية، ويصبح المراهق أكثر وعيًا بإشارات الخطر، سواء لديه أو لدى زملائه. يمكن تفعيله عن طريق تعيين أخصائيين نفسيين مدرَّبين، لديهم القدرة على التعامل مع هذه المشكلات، وكذلك بتثقيف الهيئة التدريسية، وإدراجه كمادة ضمن المنهج الدراسي لتوسيع مفاهيم العناية بالصحة النفسية، والتعاون مع المؤسسات الصحية المختلفة لإجراء حملات توعية في المدارس. هل ما زالت وصمة المرض النفسي موجودة في المجتمع؟ الوعي بالصحة النفسية في تحسن مستمر بالمجتمع العُماني، إلا أن الوصمة لا تزال قائمة، فبعض الأسر لديها مخاوف من وصمة العار، وللأسف نجد هناك تأخرًا في تلقي العلاج لبعض الحالات. وبعض الأسر تلجأ إلى الطرق التقليدية قبل اللجوء إلى المستشفى. ومع ذلك، ثمة تقدم واضح مقارنة بالوضع السابق، إلا أن الوضع بحاجة إلى فترة طويلة للتخلص من وصمة علاج الأمراض النفسية، والخجل، والخوف. ما الخيارات العلاجية المتاحة للمراهق في مستشفى المسرة؟ نقدم العديد من العلاجات الدوائية في مستشفى المسرة حسب الحالة، وشدتها، وتشخيصها، إلى جانب العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج الجدلي السلوكي، وتقييمات نفسية شاملة لمعرفة الوضع النفسي لدى المراهق. كما نجري جلسات علاجية والدية، وتعديل سلوك. وبعض المرضى يستجيبون للعلاج الفردي، ومنهم من يساعدهم العلاج الجماعي أو الأسري، وبعض الحالات يكون من الضروري الجمع بين أكثر من نوع في العلاج، كالعلاج الدوائي والعلاج الفردي. والتقييم الطبي يحدد الخطة الأنسب لكل مريض حسب مستوى المرض وحاجة كل حالة.

بنك مسقط يقدم خدمة لمرضى مستشفى المسرة ضمن مبادرات المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع
بنك مسقط يقدم خدمة لمرضى مستشفى المسرة ضمن مبادرات المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع

وهج الخليج

time٢٩-١٢-٢٠٢٤

  • وهج الخليج

بنك مسقط يقدم خدمة لمرضى مستشفى المسرة ضمن مبادرات المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع

وهج الخليج – مسقط في إطار حرصه على تنفيذ برامج ومبادرات المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع ومساهمته في دعم مختلف القطاعات وتنفيذ المشاريع المستدامة، قدّم بنك مسقط، المؤسسة المالية الرائدة في سلطنة عُمان، الدعم لمستشفى المسرة من خلال توفير سيارة مخصصة لنقل المرضى من وإلى المستشفى لتلقي الرعاية والمتابعة الصحية المناسبة، وتم تسليم المركبة بمقر المستشفى في ولاية العامرات بحضور الدكتور بدر بن علي الحبسي، مدير مستشفى المسرة،وطالب بن سيف المخمري، مدير العلاقات المجتمعية والإعلامية ببنك مسقط. وبهذه المناسبة، ثمن الدكتور بدر بن علي الحبسي، مدير مستشفى المسرة، هذه الشراكة المثمرة مع بنك مسقط والتي تعد نموذجًا رائدًا للتعاون بين المؤسسات الصحية والقطاع الخاص حيث يهدف هذا التعاون إلى تعزيز الخدمات المقدمةً للمجتمع، موضحًا إن دعم بنك مسقط والمتمثل في توفير سيارة مخصصة لخدمات قسم الخدمة النفسية المجتمعية سيُحدث نقلة نوعية في قدرتنا على الوصول إلى المرضى في منازلهم وتوفير الرعاية والمتابعة الصحية والاجتماعية اللازمة لهم. مشيرًا الحبسي إن هذا الدعم سيسهم في تحسين تجربة المرضى وضمان تلقيهم الرعاية بجودة وكفاءة عالية لضمان استمرارية العلاج. وتوقع مدير مستشفى المسرة أن يُثمر هذا التعاون عن نتائج ملموسة تتمثل في تعزيز الكفاءة التشغيلية للخدمات الصحية النفسية، وتقليل الضغط على الأسر والمرضى من خلال تيسير عملية التواصل والمتابعة المنزلية، معربًا الحبسي عن خالص التقدير لبنك مسقط على هذا الدعم السخي، الذي يعكس التزامهم الراسخ بتعزيز دورهم في مجال المسؤولية الاجتماعية والمساهمة في تحقيق رفاهية المجتمع، مؤكدًا إن هذا النوع من المبادرات هو ما نحتاجه لتحقيق تطلعاتنا في تقديم أفضل الخدمات الصحية النفسية المستدامة. من جانبه، أعرب طالب بن سيف المخمري، مدير العلاقات المجتمعية والإعلامية ببنك مسقط، عن سعادته بهذه الشراكة والتعاون مع مستشفى المسرة، مضيفًا إننا نتمنى أن يساهم هذا الدعم في تسهيل عملية نقل المرضى وتوفير الرعاية المناسبة، معربًا المخمري عن شكره وتقديره لمستشفى المسرة على جهودهم وعملهم الدؤوب لتقديم افضل الخدمات للمرضى، متمنيًا لهم كل النجاح والتوفيق في المرحلة المقبلة. هذا وقد نجح بنك مسقط خلال السنوات الماضية في تقديم الدعم لمختلف المؤسسات في قطاعات متعددة، وقد أثبت البنك مكانته في مجال التنمية المستدامة وتشجيع مختلف الفئات لتعزيز مشاركتها في المجتمع. وطوال مسيرته الناجحة حرص البنك على ترك أثر ملموس في مجال المسؤولية الاجتماعية والاستدامة، والمضي في دعم أنشطة المجتمع من خلال تبني استراتيجيات واضحة وتنفيذ برامج ومبادرات مستدامة تهدف إلى ترك أثر إيجابي على المجتمع العماني، والتزامًا منه بتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص يحرص بنك مسقط باستمرار على مواصلة التعاون والشراكة مع مختلف المؤسسات الحكومية ومجموعة من مؤسسات المجتمع المدني وغيرها من المؤسسات لدعم المجتمع وتحقيق الأهداف المشتركة. وعن جهوده في مجال المسؤولية الاجتماعية والاستدامة، توّج بنك مسقط بجائزة أفضل بنك في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات من (Euromoney)، وجائزة مبادرة المسؤولية الاجتماعية المؤثرة في مجال التعليم عن برنامج الثقافة المالية التي تنفذه أكاديمية ماليات للثقافة المالية وذلك ضمن جوائز عمان للمسؤولية الاجتماعية للشركات الذي نظمته مؤخرًا الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية (UMS)، وهذا يعكس الخطى الحثيثة التي يتبناها البنك في تعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية بين كافة فئات المجتمع، واعتماد حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات والاحتياجات المجتمعية بحيث يكون لها تأثير واضح وتحقق نتائج إيجابية على المدى الطويل.

دراسة تؤكد أهمية تحسين الطب النفسي في الفترة المحيطة بالولادة
دراسة تؤكد أهمية تحسين الطب النفسي في الفترة المحيطة بالولادة

عمان اليومية

time٢٦-١٠-٢٠٢٤

  • عمان اليومية

دراسة تؤكد أهمية تحسين الطب النفسي في الفترة المحيطة بالولادة

دراسة تؤكد أهمية تحسين الطب النفسي في الفترة المحيطة بالولادة فحص مستوى الممارسين في وصف مضادات الاكتئاب للحوامل نشرت مجلة عمان الطبية التابعة للمجلس العماني للاختصاصات الطبية، دراسة بعنوان "ممارسة وصف مضادات الاكتئاب أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية بين ممارسي الصحة النفسية في مراكز الرعاية الثالثية في سلطنة عمان" للدكتور سالم الكلباني والدكتور يوسف عبيد والبروفيسور سمير العدوي والدكتور سانجاي جاجو، وسعت هذه الدراسة إلى تحديد مستوى ثقة ممارسي الصحة النفسية في عمان، فيما يتعلق باستخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية، وتقييم معرفتهم وحاجتهم لمزيد من التدريب في هذا المجال، وفحص أنماطهم الحالية في وصف الأدوية وتفضيلاتهم. وتم إجراء مسح قائم على الاستبيان في الفترة ما بين شهري مايو ويونيو 2017 وشمل جميع الممارسين في تخصص الطب النفسي، بمن في ذلك الأطباء المخولون بوصف الأدوية، وأجريت الدراسة في مركزين للرعاية الثالثية في سلطنة عمان: قسم الطب السلوكي بمستشفى جامعة السلطان قابوس، ومستشفى المسرة، حيث يوفر هذان المركزان خدمات الطب النفسي للمرضى الخارجيين والمرضى الداخليين من جميع أنحاء سلطنة عمان، كما أنهما مركزا تدريب رئيسيان لطلبة الطب والأطباء النفسيين المقيمين بعد التخرج. تضمّن الاستبيان أسئلة حول تعيين المشاركين وخبرتهم في الطب النفسي في الفترة المحيطة بالولادة، وطُلِب من المشاركين تقييم ثقتهم في وصف مضادات الاكتئاب خلال الفترة المحيطة بالولادة، وتصورهم للحاجة إلى مزيد من التدريب في الطب النفسي في الفترة المحيطة بالولادة، وما إذا كانوا يعتقدون أنه ينبغي تضمين المزيد من التدريب في الطب النفسي في الفترة المحيطة بالولادة في مناهج الطب النفسي. وقد استجاب اثنان وأربعون ممارسًا بمعدل استجابة بلغ 89.4% للاستبيان، من بينهم، 10 بنسبة (23.8%) ليس لديهم خبرة، في حين أن 30 (71.4%) لديهم خبرة في وصف مضادات الاكتئاب أثناء فترتي الحمل والرضاعة، وشعر 27 (64.3٪) من المشاركين أنهم واثقون من وصف مضادات الاكتئاب للنساء خلال فترة ما حول الولادة، علاوة على ذلك، أعرب 35 مشاركًا بنسبة (83.3٪) عن الحاجة إلى مزيد من التدريب في هذا المجال، واعتقد 34 مشاركا (81.0%) أنه ينبغي إدراج المزيد من التدريب على الطب النفسي في الفترة المحيطة بالولادة في مناهج الطب النفسي، ولم يكن هناك نمط وصف ثابت بين الممارسين المشاركين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من فترات الحمل والرضاعة الطبيعية، وكان الدواء المفضل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل هو "فلوكستين" من قبل حوالي 85.0٪ من الممارسين، ولكن تم تجنبه من قبل 10.0٪ من الممارسين في الفترة نفسها، تلا ذلك "أميتريبتيلين"، "وسيرترالين"، "وإيميبرامين". أما أثناء الرضاعة الطبيعية، فقد كان الدواء المفضل لحوالي 74.0% من الممارسين هو الباروكستين، ولكن تم تجنبه من قبل 15.0% من الممارسين، وكانت التشوهات الخلقية العالية، والآثار الجانبية لحديثي الولادة، والبيانات المحدودة، ونقص الأدلة من بين الأسباب الأكثر شيوعًا وراء تجنب وصف الدواء أثناء الحمل، في حين كانت المستويات المرتفعة لحليب الثدي، والآثار الجانبية لحديثي الولادة، والأدلة المحدودة، والمخاوف المتعلقة بالسلامة هي الأسباب الأكثر شيوعا خلال فترة الرضاعة الطبيعية. ووجدت الدراسة عدم اتساق بين الممارسين في اتخاذ قرارات الوصفات الطبية وفي أنماط وصفها، وأوصى الباحثون بالحاجة إلى تدابير عاجلة لتحسين التدريب في مجال الصحة النفسية في الفترة المحيطة بالولادة للأطباء النفسيين ودمج الطب النفسي في الفترة المحيطة بالولادة في مناهج التدريب على الطب النفسي. ويعد الاكتئاب أثناء الحمل أمرًا شائعًا جدًا، حيث يتراوح معدل انتشاره بين 10 - 15٪ بين النساء الحوامل. وقد تزايد استخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فإن المخاوف بشأن المخاطر المحتملة على الجنين قد حدت من استخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل. لذلك، من المهم للأطباء أن يفهموا ويزِنوا مخاطر وفوائد استخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل عند اتخاذ قرارات الوصفات الطبية وعند علاج النساء المصابات بمرض نفسي أثناء الحمل، كما يجب أن يكونوا على اطلاع دائم بالبيانات الموضوعية من الأدبيات الطبية ويجب أن ينتبهوا إلى تحيزاتهم الشخصية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store