
غازي عنتاب التركية تنقل السوريين من اللجوء إلى العودة
ويهدف المركز لتنظيم عمليات العودة الطوعية وضمان سيرها بسلاسة، من خلال خدمات تشمل الإرشاد والتوجيه القانوني، وإنهاء المعاملات الإدارية، وتوفير وسائل النقل إلى المعابر الحدودية.
كما يقدّم دعمًا إضافيا للسوريين الراغبين بالعودة إلى بلادهم، بدءًا من الدعم التعليمي والنفسي، مرورًا بالمساعدة بتأمين النقل، ووصولًا إلى صيانة منازلهم بعد العودة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة الحكومة التركية لتشجيع العودة الطوعية الآمنة للسوريين، في إطار التعاون مع الجهات الرسمية السورية والمعابر الحدودية التي تشهد ازدحامًا شديدًا منذ نهاية العام الدراسي في تركيا.
لوجستية وقانونية
وأكد رئيس الجالية السورية في ولاية غازي عنتاب مصطفى الحسين أنهم كانوا وما زالوا يقدمون مختلف الخدمات للسوريين في جميع المجالات، خاصة في الجانب القانوني، مبينا أن التعاون مع السلطات التركية ومنظمات المجتمع المدني مستمر من دون تمييز.
وقال الحسين للجزيرة نت "بعد تحرير سوريا، واصلنا عملنا كممثلين للجالية السورية، وركزنا على التواصل مع مركز الهجرة لمساعدة السوريين في القطاعات التعليمية والثقافية والخدمية، وعقدنا لقاءات مع وزير الداخلية، قدمنا خلالها مقترحات تتعلق بإجراءات الإذن للعائدين طوعًا، وتوجيههم نحو الطرق القانونية".
وتابع أنهم في هذه المرحلة، طرحوا اقتراحا بإحداث مركز يُعنى بتقديم المساعدات اللوجستية والقانونية والمادية للسوريين الراغبين في العودة، بشكل مبسط وشامل، مضيفا أنه تم فعلا "تأسيس المركز الاستشاري للعودة الطوعية بإدارة بلدية غازي عنتاب الكبرى، وبدعم من إدارة الهجرة، والهلال الأحمر التركي، ووقف بلبل زاده، والجالية السورية".
وأشار الحسين إلى أن الجالية لديها غرفة خاصة داخل المركز، يعمل بها ممثل من الجالية السورية لتقديم الاستشارات القانونية ومساعدة السوريين في استكمال أوراقهم، خاصة كبار السن، والأيتام، والأرامل، وتوضيح الإجراءات القانونية المتعلقة بالعودة، إضافة إلى المساعدة في الوصول إلى المعابر.
ودعا رئيس الجالية الشباب السوري، خصوصًا المعلمين ورجال الأعمال، للتفكير الجدي في العودة إلى سوريا والإسهام بإعادة إعمارها، قائلا إن "سوريا اليوم بحاجة إلى جميع أبنائها، ونحن نشجع على العودة بالتعاون مع المؤسسات الرسمية التركية".
العودة المُثلى
داخل المركز الاستشاري، يجلس رب أسرة سوري بإحدى الغرف المغلقة في إطار الدعم اللوجستي من موظفي المركز، ويطرح أسئلة بشأن عودته الطوعية إلى مدينته حلب ، في حين ينتظر آخرون دورهم للاستفسار عن حل لصعوبات تواجه عودتهم إلى ديارهم.
وفي غرفة أخرى من المركز، يضطلع موظفون من الهلال الأحمر التركي بتقديم خدمات للاجئين السوريين من الأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة تتعلق بمساعدات مادية عبر ما يعرف بكرت الهلال الأحمر.
وقال اللاجئ السوري فراس حمامي، للجزيرة نت، إنه سمع بالمركز وخدماته ويرغب بالاستفسار عن الطريقة المثلى للعودة الطوعية إلى دياره، من دون أن يواجه أي صعوبات أو مشاكل قانونية في طريق العودة.
ويؤكد مدير مركز خدمات المهاجرين في بلدية غازي عنتاب الكبرى، رمزي يلماز، أن افتتاح المركز الاستشاري يمثل نموذجا تطبيقيا لأسلوب عمل بلدية غازي عنتاب مع ملف إدارة الهجرة في الولاية التي دأبت عليه منذ 13 عامًا بمدّ يد العون للسوريين.
وقال يلماز للجزيرة نت إن نحو 20 أسرة سورية تزور المركز بشكل يومي، للحصول على خدمات تتعلق بتسهيلات العودة الطوعية، وبدورهم يقومون بمعالجة من لديه مشاكل أو عقبات لدى إدارة الهجرة، ويؤمّنون نقل من يريد إلى المعابر الحدودية.
وأضاف أن اللاجئين السوريين الراغبين بالعودة إلى وطنهم يمكنهم تقديم طلب للمساعدة بترميم منازلهم المدمرة في سوريا، وفق آلية محددة يتم التنسيق بشأنها مع الموظفين في المركز.
كما يقدم المركز دعما نفسيا للاجئين السوريين، ويوجههم إلى مراكز خاصة لتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية، في حين يضطلع بخدمات تعليم اللغة العربية للأطفال أثناء عودتهم ضمن مدن إعزاز وعفرين وجرابلس بشكل مجاني.
ودعا يلماز اللاجئين السوريين إلى زيارة المركز من دون تردد، مشيرا إلى أن العاملين فيه هدفهم تقديم العون وحل مشاكلهم قدر المستطاع والمتاح لهم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
كيف تدخّلت الحكومة السورية لمحاصرة أزمة السويداء؟
السويداء- بعد مرور 7 أشهر على سقوط النظام السابق، بقيت محافظة السويداء خارج سيطرة النظام الجديد رغم كل محاولات الدمج وتوطيد العلاقات بين وزارتي الدفاع والداخلية من جهة والفصائل العسكرية في المحافظة من جهة أخرى، إلا أنها لم تصل إلى اتفاق ينهي وجود السلاح بيد بعض الفصائل التي لا تنضوي تحت وزارة الدفاع السورية. نجحت الدولة السورية في قطع شوط "لا بأس به" ببناء علاقات مع بعض الفصائل في السويداء بينما تمنعت أخرى، وانتهى الأمر إلى اشتباكات بين عدد منها، مما دعا الدولة إلى التدخل السريع لفضّ الاشتباكات وفرض سيطرتها على المحافظة وسط مقاومة من بعض الفصائل على رأسها "المجلس العسكري في السويداء" والعناصر الذين يقودهم شيخ العقل حكمت الهجري. يُشار إلى أنه في اتصال مباشر مع مدير مكتب شيخ العقل حكمت الهجري، رفض إعطاء تصريح للجزيرة نت. حل سلمي من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا -في حديث خاص للجزيرة نت- إن "الهجري هو من يغلق أي باب للحوار أو الحلول السلمية، على عكس الدولة التي كانت تسعى منذ 7 أشهر لأي حل سلمي يحمي المواطنين المدنيين في السويداء ويوفر الدماء على جميع الأطراف". وأضاف أن الدولة هي "الملاذ الآمن لكل المواطنين السوريين، هي دائما تغلّب لغة الحوار والحكمة في الحلول، ولكن إن اضطرت لاستخدام الحسم، فسيكون هذا الخيار موجودا". ولفت البابا إلى أن بقاء قوات الجيش والأمن في السويداء مرتبط بعودة الحياة الطبيعة للسكان في جميع مناطقها، وأن الدولة "ليس لها أي نية لإلحاق الضرر بأهل السويداء، بل على العكس تماما هدفها حماية المدنيين وطمأنتهم، وأن تسير المحافظة بما يليق بها من مسار وطني مع الدولة السورية". بدوره، قال أسعد الفارس، وهو أحد منسقي مظاهرات ساحة الكرامة في السويداء، للجزيرة نت، إن التيار الوطني في السويداء منذ أول لحظة بعد سقوط النظام السابق طالب الدولة بفرض سيطرتها على المحافظة "للتخلص من المليشيات والعصابات التي تتبع النظام البائد وتمتهن تجارة المخدرات". تجاوزات وتأسّف الفارس لما حدث من "تجاوزات" قال إنها "من قبل بعض العناصر ممن دخلوا إلى السويداء دون معرفة الجهات التي يتبعونها، والذين قاموا بإحداث بعض الأضرار بالممتلكات الخاصة وبتجاوزات بحق أشخاص من المحافظة". وأضاف أنهم في التيارين الوطني والمدني كلهم مع بسط الأمن والأمان من قبل الدولة، ويطالبون منذ سقوط النظام السابق بدخول الدولة السورية، "كنا نحارب شيخ العقل حكمت الهجري داخليا رغم كل التهديدات التي كانت تصلنا من قبل التابعين له". وحسب الفارس، فإن "موقف الهجري متغير وليس ثابتا، فصباحا يوافق على دخول الأمن، وبعد الدخول يتراجع ويعارض ذلك ويطالب بقتالهم"، واعتبر أنه منذ عام 2011 "لا يملك الهجري رؤية سياسية أبدا، وهو من قاد السويداء إلى نقطة ضعيفة وضيقة في تاريخ سوريا ، وأبعدها عن موقعها النضالي والتاريخي وعن مشاركة أخواتها بقية المحافظات في نضالها ووصولها للحرية". وأضاف "أن الهجري يخاف من دخول الدولة الرسمي إلى السويداء لأن هناك اتفاقا بينه وبين فلول النظام وخاصة تجار السلاح والمخدرات بأن يقدم لهم الحماية وهم يقدمون له الحماية والمال". أما عن التدخل الإسرائيلي، فقال الفارس إن الدروز ليسوا حلفاء لإسرائيل والعكس كذلك، لأنهم عرب و"إسرائيل هي عدوتهم وحليفة من يحقق لها مصالحها الخاصة فقط". وأكد "أننا في السويداء ضد أي تدخل خارجي إن كان من إسرائيل أو غيرها، وبوصلتنا دمشق ونحن من يبني بلدنا سوريا مع بعضنا البعض من جميع الطوائف والأعراق". من جانب آخر، قال وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة ، في بيان له، اليوم الثلاثاء، "أصدرنا تعليمات صارمة للقوات الموجودة داخل مدينة السويداء بضرورة تأمين الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي، وحماية الممتلكات العامة والخاصة من ضعاف النفوس". وأضاف أن البدء بتسليم أحياء المدينة لقوى الأمن الداخلي سيتم حالما يتم الانتهاء من عمليات التمشيط، لمتابعة ضبط الفوضى وعودة الأهالي لمنازلهم، وإعادة الاستقرار لها. بدورها، وجّهت وزارة الدفاع نداء -في بيان رسمي لها- إلى كافة الوحدات العاملة داخل مدينة السويداء، أعلنت فيه عن وقف تام لإطلاق النار بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان السويداء، على أن يتم الرد فقط على مصادر النيران والتعامل مع أي استهداف من قبل المجموعات الخارجة عن القانون.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
سوريون بعد دخول قوات حكومية للسويداء: ثأرنا من إسرائيل محتوم
شبكات أثار دخول قوات الجيش والشرطة السورية إلى مركز مدينة السويداء تفاعلا واسعا بين السوريين على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تصاعد التوتر بين الحكومة والمسلحين الدروز واتساع دائرة القصف الإسرائيلي. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
القناة 13 الإسرائيلية: عشرات الدروز اجتازوا الحدود في مجدل شمس إلى داخل الأراضي السورية
أفادت القناة الـ13 الإسرائيلية بأن عشرات الدروز اجتازوا الحدود في مجدل شمس إلى داخل الأراضي السورية اليوم الثلاثاء في ظل اشتباكات تشهدها السويداء (ذات الأغلبية الدرزية) جنوبي البلاد. وأكد الجيش الإسرائيلي عبور من وصفهم بمواطنين إسرائيليين نحو سوريا، قائلا إنه يعمل حاليا على ضمان عودة آمنة لهم. ولم تعلق الحكومة السورية حتى الآن على تلك الأنباء.