
أكثر من 100 منظمة غير حكومية تحذِّر من «مجاعة جماعية» في غزة
وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة بسبب الوضع الإنساني المروّع في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر، جرَّاء الحرب المتواصلة فيه منذ أكثر من 21 شهراً.
والثلاثاء، أعلن «مجمَّع الشفاء الطبي» أنّ 21 طفلاً توفّوا في غزة خلال الساعات الـ72 الماضية «بسبب سوء التغذية والمجاعة»، مع بلوغ الكارثة الإنسانية التي يعانيها سكان القطاع مستويات غير مسبوقة، وتحذير الأمم المتحدة من أن «المجاعة تقرع كل الأبواب».
والأربعاء، قالت المنظمات غير الحكومية -ومن بينها «أطباء بلا حدود»، و«منظمة العفو الدولية»، و«أوكسفام إنترناشيونال»، وفروع كثيرة من منظمتي «أطباء العالم» و«كاريتاس»- إنّه «مع انتشار مجاعة جماعية في قطاع غزة، يعاني زملاؤنا والأشخاص الذين نساعدهم من الهزال»، حسبما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
ودعت المنظمات في بيانها المشترك إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، وفتح كلّ المعابر البرية للقطاع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية الحرّ إليه.
ويأتي هذا البيان غداة اتّهام المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزة، منذ نهاية مايو (أيار)، غالبيتهم كانوا قرب مواقع تابعة لـ«مؤسسة غزة الإنسانية»، وهي منظمة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل، وتمويلها غامض.
من جهتها، تتّهم إسرائيل حركة «حماس» باستغلال معاناة المدنيين، ولا سيما عبر نهب المساعدات الإنسانية من أجل إعادة بيعها بأسعار باهظة، أو عبر إطلاق النار على منتظري هذه المساعدات.
بدورها، تُحمّل «مؤسسة غزة الإنسانية» حركة «حماس» المسؤولية عن الوضع الإنساني في القطاع.
وتؤكّد السلطات الإسرائيلية أنها تسمح بشكل منتظم بمرور كميات كبيرة من المساعدات، ولكن المنظمات غير الحكومية تندد بوجود كثير من القيود.
وقالت المنظمات الإنسانية في بيانها إنّه «خارج قطاع غزة مباشرة، في المستودعات -وحتى داخله- لا تزال أطنان من الغذاء ومياه الشرب والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والوقود غير مستخدمة، في ظلّ عدم السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إليها أو تسليمها».
وعدَّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، أن الأهوال التي يشهدها قطاع غزة بسبب الحرب بين إسرائيل و«حماس»؛ خصوصاً على صعيد أعداد القتلى والدمار الواسع النطاق: «لا مثيل لها في التاريخ الحديث».
وقال غوتيريتش خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي: «اكتفينا من مشاهدة الرعب الذي يدور في غزة، مع مستوى من الموت والدمار لا مثيل له في التاريخ الحديث. سوء التغذية يتفاقم، والمجاعة تقرع كل الأبواب».
وفي مدينة غزة، أعلن مدير «مجمع الشفاء» الطبيب محمد أبو سلمية، الثلاثاء، أن «21 طفلاً توفوا خلال الساعات الـ72 الماضية، بسبب سوء التغذية والمجاعة».
وفي مستشفى ناصر (جنوب)، أظهرت صور لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» والدَين يبكيان فوق جثة ابنهما عبد الجواد الغلبان، البالغ 14 عاماً، والذي توفي جوعاً، وقد لُفت جثته العظمية في كيس جثث أبيض.
وفي هذا الإطار، أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أن المبعوث ستيف ويتكوف سيتوجّه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف لوضع اللمسات الأخيرة على «ممر» للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال مسؤول أميركي مشترطاً عدم كشف هويته، إن ويتكوف سيسافر هذا الأسبوع إلى وجهة أوروبية لإجراء محادثات حول غزة.
وقالت الناطقة باسم الخارجية، تامي بروس، للصحافيين، إن ويتكوف سيتوجّه إلى المنطقة «وأمله كبير بأن نطرح وقفاً جديداً لإطلاق النار وممراً إنسانياً لدخول المساعدات، وهو أمر، في الواقع، وافق عليه الطرفان».
وبعد أكثر من 21 شهراً من الحرب، تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات قصف يومية على القطاع الذي تسيطر عليه «حماس» منذ عام 2007.
وقالت أم رامي أبو كرش، وهي نازحة في مخيم الشاطئ (شمال) الذي يؤوي آلاف النازحين: «لقد فقدتُ زوجي، وابني مصاب، وأنا جائعة، وبيتي دُمر».
ولم تحقق المفاوضات غير المباشرة الأخيرة بين إسرائيل و«حماس» بشأن التوصل إلى هدنة أي تقدم.
وتقول إسرائيل إنها تريد إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، وطرد «حماس» من القطاع، والسيطرة عليه، في حين تطالب الحركة بالانسحاب الإسرائيلي من غزة، وإدخال كميات كبيرة من المساعدات، وإنهاء الحرب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 26 دقائق
- الشرق الأوسط
«حماس» تسلم ردها على مقترح وقف إطلاق النار
أعلنت حركة حماس فجر الخميس أنّها سلّمت الوسطاء ردّها على مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يوما، وذلك في إطار المفاوضات غير المباشرة الجارية بين الطرفين في قطر.وقالت الحركة في بيان على قناتها في تطبيق تلغرام إنّ «حركة حماس سلّمت قبل قليل، للإخوة الوسطاء، ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار». وكان مصدر مصري مطلع أفاد، الأربعاء، بأن اتفاق «هدنة غزة» في «مراحله الأخيرة وقد يعلن خلال أيام قليلة»، لافتاً إلى أن حركة «حماس» وافقت على المقترح بشكل مبدئي، وهناك مناقشات بشأن الرد. وقال المصدر المطلع على مسار المفاوضات: «وصل الاتفاق للمرحلة الأخيرة لتوقيعه، وقبل الطرفان (حماس وإسرائيل) بالخرائط الأمنية؛ ولم يتبق إلا بحث الإجراءات الفنية الأخيرة لتنفيذ الاتفاق والإعلان عنه». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن «المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيصل المنطقة عقب زيارة روما، لإتمام الاتفاق وسيشهد المراحل الأخيرة بشأن آليات التنفيذ وإجراءات التدابير وإدخال المساعدات». ونبه المصدر ذاته إلى أن «ملف المساعدات بات حالياً على طاولة المفاوضات رقم واحد، وهناك نقاشات أخيرة لدخولها عبر منافذها الطبيعية بعد تجاوز تعنت إسرائيل بشأن عمل الوكلاء الأممين، وتم الاتفاق على التوزيع من خلالها، وكذلك منصة إغاثة غزة وجار الاتفاق على المناطق والمنافذ». وقال المصدر المصري إن «الرئيس الأميركي دونالد ترمب وويتكوف سيعلنان الاتفاق إلى جانب الوسيطين المصري والقطري»، اللذين يعملان حالياً على «تحصين الاتفاق من أي خروقات متوقعة». وأشار إلى أنه «وارد بعد بدء الاتفاق، حدوث خروقات خصوصاً في المراحل الأولى، لا سيما من إسرائيل، وإزاء ذلك سيتابع الوسيطان المصري والأميركي آليات التنفيذ بجانب مشاركة قطرية في متابعة دخول المساعدات مع بدء تنفيذ الاتفاق»، مؤكداً أن «هناك تخوفات على الطاولة من خروقات كبيرة من جانب إسرائيل في الأيام الأولى من تنفيذ الاتفاق وجار البحث في تلافي ذلك». وتحدث المصدر المطلع عن أن «(حماس) وافقت على المقترح بشكل مبدئي، وأبلغت الوسطاء، وهناك مناقشات بشأنه، والتقديرات أن يعلن الاتفاق خلال أيام قليلة، وسط ترجيحات أن يكون مع بداية الأسبوع المقبل»، مشيراً إلى أن «تأخير الاتفاق عن ذلك سيكون مرتبطاً بتحصين الصفقة من أي خروقات محتملة؛ لكن هناك موافقة إسرائيلية على المضي فيه».


الشرق السعودية
منذ 26 دقائق
- الشرق السعودية
تركيا: دمشق طلبت دعماً رسمياً من أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية
أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأربعاء، أن سوريا طلبت دعماً رسمياً من تركيا لتعزيز قدراتها الدفاعية، ومكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش"، فيما يزور وفد من وزارة الدفاع السورية معرض "IDEF 2025" للصناعات الدفاعية المقام في تركيا. وذكرت مصادر في وزارة الدفاع في تصريحات لوكالة الأنباء التركية "الأناضول"، عقب إحاطة صحافية لمتحدث باسم الوزارة، أن تركيا تواصل جهودها من أجل تقديم التدريب والاستشارات والدعم الفني لتعزيز القدرات الدفاعية لسوريا استجابة لطلب من حكومة دمشق. وأكدت المصادر، أن تركيا متمسكة بموقفها "الثابت" في حماية وحدة الأراضي السورية، وضمان الاستقرار، ومكافحة التنظيمات الإرهابية. وأضافت: "تعمل وزارة الدفاع (التركية) بتعاون وثيق مع الحكومة السورية الجديدة، التي طلبت دعماً رسمياً من تركيا لتعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحة جميع التنظيمات الإرهابية، وخاصةً داعش". وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع مشاركة وفد من وزارة الدفاع السورية بمعرض "IDEF 2025" للصناعات الدفاعية المقام في تركيا بمشاركة 120 دولة، وأكثر من 400 شركة صناعات دفاعية من 44 دولة مختلفة، بحسب بيان الوزارة. وذكرت وكالة الأبناء السورية "سانا"، أن قائد القوى الجوية في وزارة الدفاع العميد عاصم هواري التقى قائد القوات الجوية التركية الفريق ضياء جمال قاضي أوجلو على هامش المعرض.


عكاظ
منذ 34 دقائق
- عكاظ
مواجهة بيترو وجلينكور.. الفحم الكولومبي في قلب الصراع مع إسرائيل
هدد الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، بتغيير عقد امتياز شركة جلينكور، إحدى أكبر شركات تعدين الفحم في العالم، من جانب واحد، في حال استمرت الشركة في تصدير الفحم إلى إسرائيل. جاء تهديد الرئيس الكولومبي خلال فعالية طاقة نظمتها الجماعة الاقتصادية لدول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، في خطوة تعكس موقف بيترو المناهض لسياسات إسرائيل في الصراع الفلسطيني، ومع ذلك، أكدت جلينكور أنها ملتزمة بالفعل بمرسوم رئاسي سابق يحظر تصدير الفحم إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن آخر شحنة تمت قبل صدور المرسوم بأسبوعين. في أغسطس 2024، كان الرئيس بيترو قد وقّع مرسوماً يحظر تصدير الفحم إلى إسرائيل، في محاولة للضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف الحرب على غزة، التي تجاوزت حصيلتها 40 ألف ضحية بحسب تقارير دولية وقتها. وتعد كولومبيا أكبر مورد للفحم الحراري لإسرائيل، إذ شكّل فحمها أكثر من 60% من إمدادات إسرائيل في 2023، تستخدم هذا القرار كأداة سياسية للتنديد بما وصفه بيترو بـ«الإبادة الجماعية» في غزة، وقد أعلن بيترو في وقت سابق أن الصادرات ستُستأنف فقط إذا التزمت إسرائيل بأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم العسكري في رفح. يأتي هذا التهديد في سياق تصاعد التوترات الدبلوماسية بين كولومبيا وإسرائيل، إذ أعلن بيترو في مايو 2024 قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، متهماً حكومة نتنياهو بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»، واعتبر أن استمرار تصدير الفحم إلى إسرائيل يساهم في تمويل الأسلحة المستخدمة في الصراع، وهو ما يتعارض مع قيم بلاده. وتدير جلينكور منجم سيريخون، أحد أكبر مناجم الفحم المفتوحة في العالم، في إقليم لا غواخيرا شمال شرق كولومبيا، ويشمل المنجم خط سكة حديد بطول 150 كيلومتراً وميناء على البحر الكاريبي، وأنتج 19 مليون طن متري من الفحم في 2024، لكن الشركة تواجه انتقادات محلية بسبب تأثيراتها البيئية والاجتماعية، خصوصاً على المجتمعات الأصلية والأفرو-كولومبية، التي عانت من تلوث مياه نهر رانشيريا والتهجير القسري. ورداً على تهديد بيترو، أكدت جلينكور امتثالها للمرسوم الرئاسي، مشيرة إلى أنها أوقفت شحنات الفحم إلى إسرائيل، ومع ذلك، هدد بيترو بتغيير عقد الامتياز إذا تبين استمرار التصدير، محذراً من أنه قد يحث المجتمعات المحلية القريبة من المنجم على تنظيم احتجاجات وإغلاقات. ويُعد قرار حظر تصدير الفحم جزءاً من إستراتيجية بيترو للضغط على إسرائيل، لكنه أثار مخاوف اقتصادية داخل كولومبيا، إذ إن منجم سيريخون يُسهم بشكل كبير في اقتصاد إقليم لا غواخيرا، وأي تغيير في عقد جلينكور قد يؤثر على الوظائف المحلية والإيرادات، في الوقت ذاته، يواجه القرار انتقادات قانونية، إذ يرى البعض أن التدخل الأحادي في عقد تجاري قد ينتهك القوانين الدولية ويثير نزاعات مع مستثمرين أجانب. وتلقى موقف بيترو دعماً من النقابات العمالية في كولومبيا، مثل نقابة عمال المناجم «سينتراكاربون»، التي دعت إلى وقف تصدير المواد الخام المستخدمة في الصراعات، لكن التهديد بتغيير عقد جلينكور أثار قلق المستثمرين، إذ انخفضت أسهم الشركة بنسبة طفيفة في بورصة لندن عقب التصريحات. أخبار ذات صلة