
العقيدة الترامبية والعالم الجديد..!سماهر الخطيب
العقيدة الترامبية والعالم الجديد..!
د. سماهر الخطيب*
بدأت ملامح الشرق الأوسط الجديد تتبلور مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وبدأ موسم قطف الثمار لسنوات من 'التخطيط' البريطاني و'التنفيذ' الأميركي منذ أن قالت وزيرة الخارجية الأميركية 'كوندليزا رايس' عام 2006 بأن ما يحدث هو مخاض شرق أوسط جديد، ولكن الجديد اليوم بأن العقيدة الترامبية أرادته مخاض عالم جديد يعيد للواقعية السياسية ألقها في العلاقات الدولية ويزاوج ما بين المركنتيلية التقليدية والرأسمالية الليبرالية بصورة عصرية تتماشى مع تتطلعاته التجارية، ويجعل من البراغماتية الأميركية مدخلاً للهيمنة العالمية عبر إعادة تفعيلها لخدمة المصلحة الأميركية وفق عنوان 'أميركا أولاً' وعلينا ألا نستغرب هذا الشعار على اعتبار أنّ الدول تضع مصالحها الخاصة في المقام الأول.
ولم يكتفِ ترامب بتفعيل تلك البراغماتية والواقعية السياسية لوحده بل حض قادة العالم كذلك على تحقيق مصالح بلدانهم، التي 'يتوجب أن تعلو فوق أي مصلحة' وكان ذلك في بداية ولايته الرئاسية الأولى.. واستكملها في ولايته الثانية مع تطوير أدواته لتحقيقق أهدافه وبالتالي البدء بتفعيل 'عقيدة ترامب' التي مزجت ما بين 'الحمائية' و'الهيمنة' و'السلام' و'الواقعية' باستخدام القوة الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية والسياسية التي تتمتع بها الولايات المتحدة الأميركية..
خاصة وأن ترامب مزج ما بين 'البراغماتية السياسية' و'الميركنتالية الاقتصادية' و'الواقعية الدولية'، إذ تمثّل البراغماتية عصب السياسة الخارجية الأميركية، بحيث تنبني على حساب دقيق للمكاسب والخسائر والتكاليف، في التعاطي مع الأزمات الدولية، مع استدعاء عوامل الظرفية وعلاقات القوة والمصالح وسلّم الأولويات.
فيما تمثّل المركنتلية الاقتصادية الأفكار القومية وتهدف إلى زيادة ثروة الدولة من خلال جمع أكبر قدر ممكن من الذهب والمعادن الثمينة، وتحقيق فائض تجاري من خلال دعم الصادرات وتقييد الواردات، على اعتبار أنّ ثروة الدولة تتكون من المعادن والأموال التي تدخل إليها، وتنخفض هذه الثروة بخروج المعادن والأموال من أراضيها، ويدعم ترامب الصادرات الأميركية ويرى بأن التجار والمصنعين هم الأحق بالاستفادة من أموال الدولة والدول الأخرى ليلتقي بذلك مع رؤية المركنتيليين عينها والتي تضيف إلى أحقية دعم الصادرات بضرورة بفرض الرسوم الجمركية على الواردات لأنها وفق نظرهم تجعل الأموال تخرج إلى خارج البلاد وبالتالي لابدّ من فرض الرسوم الجمركية كي تبقى الأموال داخل الدولة.. وهو ما رأيناها من تطبيق عملي في السياسات التي انتهجها ترامب منذ وصوله سدة الحكم عام 2016 واستكملها بولايته الثانية الحالية بفرض الرسوم الجمركية على كل الصادرات ولم يستثنِ منها حتى الحلفاء.
أما الواقعية في العلاقات الدولية فتعتمد على افتراض أن الدول تعمل بشكل أساسي وفقاً لمصلحتها الذاتية وأن النظام الدولي هو نظام فوضوي بطبيعته غير مستقر وتسعى فيه القوى الدولية إلى تحقيق توازن لمنع أي دولة من التفوق بشكل كبير على الآخرين.. والاهتمام بشكل رئيسي بالمصلحة الوطنية والتي قد تشمل الأمن، والازدهار، والسلطة.. وتكون فيها القوة هي العامل الأساسي بحيث تلعب القوة العسكرية والاقتصادية دور رئيسي في العلاقات الدولية، واتباعها كاستراتيجية للعمل من أجل المصلحة الوطنية الأميركية وبما يتفق مع قيمها.. وهذا ما يفسر طروحات ترامب بإحلال السلام بالقوة مع تلويحه الدائم بما تملكه بلاده من معدات عسكرية وتكنولوجية..
كما طغت شخصيته التجارية في قراراته الدولية وكأنّه يريد إعادة رسم خارطته الجيوسياسية والاقتصادية والعسكرية من جديد، في معادلة ربحية، من خلال استراتيجية مصلحية عبر مزج المفاهيم النظرية في إطار نظرية الألعاب الصفرية. ففي كل اتصال أو لقاء سياسي لا ينسى ذاك 'التاجر' إعلان مناقشة 'التجارة الموسّعة'. فهوس 'السمسار العقاري' يسيطر على شخصيته ولم لا ما دامت الأموال تدر في الخزينة الأميركية، وهذا شفيعه لدى منتقديه ومحبيه على حدٍ سواء، خاصة وأنّ زيارته الأولى خارج البلاد بدأها نحو منطقة الشرق الأوسط وممالك الخليج تحديداً فعاد بـحوالي أربعة تريليون دولار إلى الخزينة الأميركية لينعش الاقتصاد الأميركي ويفتتح أبواب الوظائف على مصرعيها ويخمد شعلة منتقديه من لوبيات المصانع العسكرية ودعاة الحرب بأنه يستطيع منحهم في السلم ما يحتاجونه بالحرب من خلال صفقات التسلح التي وقعتها ممالك الخليج، وهي لا شك خطة ذكية من متمكن في التجارة وسمسرة العلاقات الدولية..
ولا ننسى الهوس الأكبر وهو 'الغولف' وملعبه المتغني فيه بين الحين والآخر قد استحوذ بقواعده على مزاجه الدولي وبات يحكم في العلاقات الدولية وفق قواعد 'لاعب الغولف' الناجح! ويمكن العودة إلى قواعد لعبة الغولف لمحاولة فهم قرارته المفاجئة والمباغتة..
ووفق هذا المزيج يبدو بأن أكثر ما يعمل عليه الرئيس الجمهوري هو تغيير شكل ومحتوى الإطار الفكري والرؤية السياسية التي اعتمد عليها قادة الحزب الجمهوري على مدار التاريخ، وكان آخرها الرؤية التي وضعها وعمل عليها الرئيس الأسبق رونالد ريغان، وسار عليها من بعده كل القادة الجمهوريين، ولا يسعى ترامب فقط إلى تسجيل اسمه في قائمة العظماء في التاريخ الأميركي، بل يبدو بأنه يعمل مع فريقه الجديد على نقل الحزب الجمهوري من ميراث ريغان إلى المبادئ 'الترامبية' الشعبوية الجديدة؛ بهدف ترسيخ أفكار ترامب وجعلها الأساس الوحيد ليس لرؤية الحزب الجمهوري فحسب بل للسياسة الأميركية الخارجية لعقود قادمة.
وعليه، ربما نكون أمام حقبة جديدة قد تطول لعقود عنوانها 'الترامبية'، وننوّه هنا إلى ما ذكره 'مايكل أنتون' وهو (كاتب محافظ)، بأنّ ترامب 'ليس من المحافظين الجدد أو المحافظين القدماء، ولا من الواقعيين التقليديين ولا من الليبراليين الدوليين.. وينطبق الشيء ذاته على حقيقة أن ترامب لا يميل فطرياً إلى الانعزالية أو التدخل، وهو ليس حمامة أو صقر. ولا تندرج سياسته الخارجية بسهولة في أي من هذه الفئات، على الرغم من أنها تستمد من كل منها'.
وفي تفسير واضح لمناهضة ترامب الأفكار الليبرالية الحديثة والتي وصلت حد الجنون في الفردية المطلقة وصولاً إلى 'مجتمع ميم' وآثاره المدمرة على العائلة والمجتمع، وتفعيل العولمة حد الجنون في العلاقات الدولية كان في أول قرار له إصدار أمر تنفيذي يهدف إلى تقييد إجراءات التحول الجنسي، وبإطلالاته الدائمة مع عائلته وأحفاده يؤكد على رفض المثلية والعودة نحو التقاليد الأساسية القائمة على العائلة أساس المجتمع، ولم يكتفِ بذلك بل جادل مع أتباعه من 'اليمينيون الجدد' أو (الترامبيون إن صحت التسمية) جادلوا بأن للعولمة آثار مدمرة على الولايات المتحدة الأميركية واستمرارها يكلّف الولايات المتحدة غالياً، فيما كانت مفيدة للقوى الصاعدة التي تسعى إلى منافستها على النفوذ والزعامة وخاصة الصين.
كما هاجم ترامب وميردوه الأفكار التي تقول بأن مصلحة أميركا البقاء في حلف شمال الأطلسي، وهذا ما يفسر إنهاء ترامب لما وصفه بـ'الامتيازات المجانية' للحلف مُصراً على أن يدفع أعضاء الحلف 'نصيبهم العادل'، سواء في ما يتصل بالضمانات الأمنية أو الصفقات التجارية.. وفق ما سماه بـ'تصحيح المسار'.
وعليه يمكن اعتبار 'مبدأ ترامب' بأنه سياسة 'نزع فتيل المواقف التي قد تتطلب اتخاذ إجراءات عسكرية، والانخراط بدلاً من ذلك في سياسة اقتصادية هجومية'، وفق ما قاله جورج فريدمان وتأتي أفكار ترامب هذه، وفق فريدمان، على خلفية وضع دولي يشهد انتشار القوات الأميركية حول العالم، وهو وضع يخلق توتراً، لأن الولايات المتحدة قد تجد نفسها متورطة في حرب مكلفة وعلى أكثر من جبهة في الوقت ذاته، لذلك وجد ترامب وداعموه من أجنحة 'الدولة العميقة' بإن الأفضل هو اتباع 'مبدأ الدبلوماسية' وإحلال السلام بالقوة الاقتصادية والتجارية وحتى الطاقوية والتلويح بالعسكرية على أن تدفع الدول من خزينتها وليس من الخزانة الأميركية ولم يستثي حتى إسرائيل من تلك الإجراءات. إذ يعتقد ترامب، وفق رؤية فريدمان، بأن 'الذهاب إلى الحرب خيار خاطئ لأن نوايا الخصوم غير متوقعة، والحل يكمن في الحفاظ على الوجود وتجنب القتال والانخراط في مفاوضات مطولة قد تؤدي إلى شيء أو لا شيء ولكنها قد تقلل من التهديد العسكري'.. وبالمناسبة فإن هذه الرؤية تتناسب مع إحدى قواعد الغولف التي يحبذها ترامب والتي تقول بانّ وأهم القواعد المتبعة في سياسة ترامب 'حفاظاً على السلامة العامة، لا تضرب الكرة عندما يكون احتمال أن تصيب المجموعة التي تلعب أمامك!'.
كما يبدو بانّ عقيدة ترامب السياسية تقوم على مبدأ 'القطعة قطعة' على اعتبار أنه يتعامل في العلاقات الدولية على أنها صفقات وعقود 'تجارية'، وهذا ما يفسّر تفضيله الاتفاقيات الثنائية على الاتفاقيات متعددة الأطراف على أن يكون هو الشخص الذي يبرم الصفقة والطرف الأقوى في العقد، وعليه فإن أي اتفاقية ثنائية يبرمها لابد وأن تكون لمصلحة بلاده أولاً وتسجيلاً لاسمه في التاريخ الأميركي ثانياً، دون أن يكون لأطراف ثالثة مصالح على حساب المصلحة الأميركية لذا نراه يسعى للحد من الحروب على اعتبار وجود طرف ثالث مستفيد من تلك الحروب حتى لو كان حليفاً لبلاده.
ومن أمثلة اتباع ترامب لمسار الدبلوماسية لقاءاته في ولايته الأولى مع نظيره الصيني والروسي والكوري الشمالي ونعلم بأنها دول موضوعة في الاستراتيجية الأميركية على أنهم تهديد للولايات المتحدة في مسعى منه إلى استعادة العلاقات مع روسيا وتخفيف حدة التوتر مع الصين واحتواء كوريا الشمالية وفي ولايته الحالية نراه أكثر جزماً تجاه مبادئه وأفكاره الجديدة ففي الأزمة الأوكرانية كان حازماً مع زيلنسكي وأوروبا في ضغطه عليهم لإنهاء الصراع وإلا فليدفعوا من خزينتهم، وحتى نتنياهو لم يسلم من حزم ترامب تجاه إنهاء الحرب على غزة وربما في نهاة المطاف سيحمله ترامب مع اليمين المتطرف كلفة هذه الحرب عندما ينتهي دورهم الوظيفي في الضغط على إيران لإنجاز ملف المفاوضات وفق المصلحة الأميركية حتماً..
أما الصين فيبدو بأن تركيزه منصباً فقط على التجارة، وزيادة التعريفات الجمركية كوسيلة من أجل العودة إلى إبرام صفقة تجارية مع الصين والتي حاول إبرامها في ولايته الأولى وهذه الصفقة هي أولوية بالنسبة لترامب، فعلى ما يبدو يسعى إلى اتفاق مع الصين حتى لو كان اتفاقاً على حكم العالم إذا وجد بأن حربه معها ستكون تكلفتها خسارة أميركا لمكانتها العالمية.. وإن لم يجد خط 'بهارات' النور بعد فلا ضير بأن يشارك الصين بطريق الحرير على أن يكون للولايات المتحدة اليد الطولى فيه وربما هذا ما يفسر تصريحات ترامب بالإستيلاء على القناة.. والمرجح التوافق الصيني الأميركي على الصراع الذي ستكون نتائجه كارثية على العالم..
وفي الشرق الأوسط، يزيد ترامب من الضغط على إيران لإنجاز ملف المفاوضات باستخدام كل من 'إسرائيل' التي تهدد بتنفيذ ضربات ضدّها والأوروبيين الذين هددوا بتفعيل آلية العقوبات ضدّها. ويتفق مع أردوغان على المصالح الطاقوية في ليبيا وسورية مقابل مد يد الأخير لنفوذ بضوء أميركي..
أما السعودية فكانت زيارته إليها وإعلانه رفع العقوبات عن سورية من الأرض السعودية إعادة لتأكيد التحالف الأميركي السعودي كما أنّ هناك ورقة رابحة أخرى هي قدرة ترامب على التوسط في صفقة سلام بين إسرائيل والسعودية، وكلاهما لديه مصالح استراتيجية في ذلك، وها هو ينهي الصراع السوري – الإسرائيلي برعاية سعودية.. ليفتتح عصر السلام في الشرق الأوسط رغم أنه سلام أميركي وليس على طريقة أهل الأرض..
ويبدو أن أفريقيا ستكون البؤرة المشتعلة الجديدة لمنح لوبيات الأسلحة متنفساً يبعدهم ترامب خلاله عن انتقاده ويروي ظمأهم لبيع السلاح..
ولكن يبقى الأخطر على ترامب هو صراع الأجنحة داخل الدولة العميقة ومن سيستفيد من قراراته وإجراءاته وهل سيكتفي الخاسر بابتلاع الخسارة أم سينقلب إلى جنون عالمي..
كاتبة سورية حاصلة على الدكتوراه في العلاقات الدولية والدبلوماسية من الجامعة الإسلامية في لبنان
2025-05-29

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 2 ساعات
- موقع كتابات
راكب ترامب الخشن والتهويل السياسي
بعد اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم 6/مايو / ايقاف الحرب مع الحوثيين برز تسائل من رحم هذا العمل يخص الموقف الأمريكي إزاء جماعة انصار الله اليمنية :- من التوتر والتصعيد الى التهدئة والانسحاب ، ماذا وراء الإنسحاب الأمريكي من اليمن ؟؟0 قبل كل شيء ربما العالم كله يعرف ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو مراوغ ماكر كالثعلب عبر تلاعبه بالألفاظ وكذلك رسم صورة نمطية لمعطيات ونتائج الواقع بما ينسجم مع ان يكون الربح دائما الى جانبه والنتائج بكل الأحوال تجري لصالحه وكذلك الى جانب أمريكا لذلك عندما يحاول الإنسان الغوص ولو قريبا من سطح بحر سياسته يجد ان ترامب يضع خطتان وهما الخطة الرئيسة (الأصيلة) والخطة (الثانوية) البديلة في ميدان سياسته الخارجية ودبلوماسيته فيبدا بطرح الخطة الآساس ويتحرك هو ووزير خارجيته ومبعوثوه الى دول العالم المعنية بها على تنفيذها عبر الضغط الإقتصادي والدبلوماسي المصحوب بالتهديد بالقوة العسكرية فإن حققت النجاح المرجو منها فبها ونعمت وإن لم يتحقق لجأوا الى الخطة البديلة مع بقاء الهدف المطلوب من الخطة الرئيسة دون تبديل او تغيير 0 فترامب على سبيل التمثيل رغم تخليه عن تهجير الفلسطينيين الى مصر والأردن وفق خطته الأصيلة فإنه تخلّى عن هذا الهدف بشكل احتيالي فقد لجأ الى الخطة البديلة التي صرّح بها وزير خارجيته ماركو روبيو من انه من الممكن تهجير اهالي غزة الى ليبيا ودول أخرى منها الصومال مع الإحتافظ بالهدف الأساس لترامب وهو تحويل غزة الى منتجع سياحي على البحر 0 إن ترامب رجل سفقات تجارية فهو يهتم وفق هذه الصفقات بمصالح امريكا على ضوء شعاره (أمريكا اولاً) ثم مصالحه الشخصية والعائلية لذلك تجده عندما اتفق مع دول الخليج الثلاث التي زارها وهي السعودية والامارات وقطر التي اهدت إليه طائرة خاصة علاوة على مشاريع استثمارية في الولايات المتحدة بمليارات الدولارات كال لهذه الدول مديحا وثناءا كبيرا ( وعلى وجه الخصوص مدحه واعجابه بما وصفه بنجاحات باهرة لهذه لأنظمة الخليجية المصدّرة للنفط والغاز، وتأكيده على أن مصدر ثرواتها الهائلة الأساس هو المهارة والخبرة والكفأة في إدارة أمورالبلد وخاصة تعزيز اقتصاده بالإستثمار الخارجي وبسياسة مالية رشيدة ) على حين انه هاجم الحكومات العراقية بعد العام 2003م واعتبرها حكومات فاشلة ومتهرئة اوصلت العراق بفسادها الى حافة الإفلاس المالي 0 لذلك تجده يتراجع بشكل تكتيكي عن أي خطوة سياسية رغم انها مدعومة بالقوة العسكرية المفرطة إذا كانت تؤدي الى خسارة حفنة من الدولارات لذلك فهو عندما اوعزت إدارته للجيش الأمريكي وبامر منه على شن حملة عسكرية ضارية على الحوثيين وتم اطلاق اسم (الراكب الخشن) عليها تفاعلا مع الغطرسة الأمريكية المتعالية التي تنظر لبقية العالم نظرة فوقية ترجمها ترامب بقوله (انا احكم العالم ) فاجئه رد الفعل لجماعة الحوثي العنيف عند التصدي للمسيرات والطائرات المقاتلة الأمريكية باسقاط سبع طائرات مسيرة مع طائرتين مقاتلتين مع خسارة مالية لا تقل عن مليار دولار 0 وعندما راى ترامب ان حمتله لم تؤدي الى النتائج الربحية المأمولة منها سارع الى وقف القتال في 6مايو/ آيار الحالي وترك حليفته اسرائيل في جبهة القتال وحدها مع الحوثيين ولكنه احاط ذلك بتصريح فسر من خلاله وقف الحرب على انه انتصار لأمريكا ومدح ايضا المقاتلين الحوثيين ولكنه غلف هذا المدح باسلوب سياسي خبيث يضع امريكا في منزلة المنتصر الذي لا يهزم عندما اشاد بصمود المقاتلين الحوثيين : – (وقدرتهم الكبيرة على تحمل العقاب ) 0 أي أن أمريكا بعظمتها لم تحارب الحوثيين فهم اصغر من ان تجعلهم ندا لها ولكنها عاقبتهم وقد حقق العقاب اهدافه بحسب ترامب ، لكن صحيفة ذا هيل الأمريكية فضحته فضحية غير مسبوقة قائلة :- : ترامب حاول تسويق وقف إطلاق النار بوصفه 'انتصارًا أمريكيًا' ونتيجة للقوة، بينما يُظهر الواقع أن هذا التفاهم ما هو إلاّ تراجع مغلف بالتهويل السياسي ، أي انه :- هزيمة عسكرية وسياسية واضحة لأمريكا امام الحوثيين ولا يمكن تغطيتها بأي غطاء تبريري يجعلها تصب في مجرى مصلحة امريكا عبر حملتها العسكرية 0 اما من جانب الحوثيين فقد اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الدكتور خالد عمران ان وقف اطلاق النار يشكل انتصارا ناجزا للحوثيين في مقال نشرته له صحيفة ذا هيل الأمريكية جاء فيه :- إن الحوثيين اعتبروا ما حدث نصرًا رمزيًا واستراتيجيًا في آن، إذ تمكنوا من فرض معادلة ردع غير مسبوقة، أجبرت واشنطن على التفاوض دون تحقيق أهدافها العسكرية، والأهم دون أن يدفع الحوثيون أثمانًا سياسية تجاه إسرائيل0 وعليه أعود باضافة الى ما قالته صحيفة ذا هيل الأمريكية من ان تصريح ترامب بخصوص حملتهم على الحوثيين ماهو الاّ تقهقرمغلف بالتهويل السياسي الذي يراعي منزلة أمريكا لأقول :- أن راكب ترامب الخشن ما هو إلاّ راكب من ورق احرقه الحوثيون بصمودهم وقدرتهم على التصدي للعدوان الأمريكي والثبات بوجه آلة الحرب الأمريكية واجبروها على التفاهم معهم بالوصول الى وقف اطر النار


شفق نيوز
منذ 7 ساعات
- شفق نيوز
اليوم الأخير لإيلون ماسك.. ماذا حقق في البيت الأبيض؟
تنتهي مهام إيلون ماسك في إدارة ترامب بعد 129 يوماً مثيراً للجدل، قاد خلالها حملةً لخفض الإنفاق الحكومي بشكل غير مسبوق، مما أثار موجة واسعة من الانتقادات. في وقت سابق من هذا الأسبوع، نشر الملياردير المنحدر من جنوب إفريقيا، عبر منصته على موقع "إكس"، رسالة شكر للرئيس ترامب على منحه الفرصة للعمل في وزارة الكفاءة الحكومية المعروفة اختصاراً بـ"دوج". وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معلناً عن مؤتمر صحفي سيعقد اليوم الجمعة في المكتب البيضاوي بحضور ماسك، قائلاً: "اليوم هو يومه الأخير، ولكن في الحقيقة، لن يغادر أبداً، سيبقى دائماً معنا، يواصل دعمه لنا". ورغم أنّ فترة ماسك في الحكومة لم تتجاوز أربعة أشهر، إلا أنّ تأثيره في وزارة كفاءة الحكومة أحدث هزة في عمل المؤسسات الفيدرالية، وامتدّ أثره إلى ما هو أبعد من واشنطن، ويصل إلى الساحة الدولية. منشار وزارة الكفاءة الحكومية انضمّ ماسك إلى البيت الأبيض بهدف واحد، وهو تقليص الإنفاق الحكومي إلى أقصى حدّ. وبدأت مهمته بهدف أوّلي بخفض الانفاق يما لا يقلّ عن تريليوني دولار، ثمّ تراجع الرقم إلى تريليون، قبل أن يُحدَّد أخيراً عند 150 مليار دولار. وحتى اليوم، تقول الوزارة إنها وفّرت نحو 175 مليار دولار من خلال بيع أصول، وإلغاء عقود إيجار ومنح، و"حذف مدفوعات احتيالية أو غير نظامية"، وتعديلات تنظيمية، وتقليص عدد موظفي الحكومة الفيدرالية بواقع 260 ألف موظف من أصل 2.3 مليون الذين يشكلون القوى العاملة الفدرالية. إلا أنّ تحليلاً أجرته بي بي سي لتلك الأرقام، أظهر نقصاً في الأدلة على بعض هذه الادعاءات. وقد أدت هذه السياسات إلى حالة من الفوضى في بعض الأحيان، منها ما دفع القضاء الفيدرالي إلى التدخل لوقف عمليات فصل جماعي، وإصدار أوامر بإعادة الموظفين إلى أعمالهم. وفي حادثة بارزة خلال شهر فبراير/شباط الماضي، اضطرت الإدارة إلى وقف تسريح مئات العاملين في "الإدارة الوطنية للأمن النووي"، بينهم موظفون يشغلون مناصب بالغة الحساسية تتعلق بالترسانة النووية الأمريكية. وأقرّ ماسك نفسه بأنّ هذا النوع من الإجراءات لا يخلو من الأخطاء، وقال حينها: "سنرتكب أخطاء"، وذلك بعد أن أقدمت وزارته على إلغاء برنامج مساعدات، ظنّاً منها أنّ المنطقة المستفيدة منها هي غزة الخاضعة لسيطرة حماس، بينما كانت المنطقة المستفيدة في الحقيقة في موزمبيق. كما أثار سعي وزارة "دوج" للوصول إلى بيانات حكومية حساسة، خاصة تلك التابعة لوزارة الخزانة، جدلاً واسعاً، لاسيما وأنها تشمل معلومات خاصة بملايين الأمريكيين. ورغم الجدل، لا تزال سياسات خفض الإنفاق تحظى بدعم شريحة من الأمريكيين، حتى وإن تراجعت جراءها شعبية ماسك الشخصية. تداخل المصالح بين السلطة والمال أثار وجود ماسك، بصفته "موظفاً حكومياً خاصاً" غير منتخب، ويمتلك شركات تربطها عقود كبيرة بالحكومة الأمريكية، تساؤلات حول إشكالية تضارب المصالح. إذ تشمل إمبراطورية ماسك للأعمال، شركات تتعامل مع حكومات داخل وخارج الولايات المتحدة، من أبرزها شركة "سبيس إكس"، التي تصل قيمة عقودها الحكومية إلى نحو 22 مليار دولار، وفقاً لما قاله مديرها التنفيذي. كما اتهمه عدد من الديمقراطيين باستغلال منصبه في الحكومة، لتعزيز مصالح شركته "ستارلينك" المتخصصة في خدمات الإنترنت الفضائي، وخاصة على الصعيد الدولي. كما تعرّض البيت الأبيض لانتقادات بعدما استعرض ماسك في مارس/آذار الماضي، سيارات تابعة لشركة "تسلا"، التي يملكها، في حدائق البيت الأبيض، في خطوة اعتبرها البعض دعماً غير مباشر لشركاته. إلا أنّ كل من ماسك وترامب نفيا وجود أي تعارض في المصالح، أو أي إشكال أخلاقي في هذا السياق. هل دفع نحو عزلة أمريكية؟ برز التأثير العالمي لماسك ووزارته، بعد أن ألغت الإدارة أكثر من 80 في المئة من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، عقب مراجعة استمرت ستة أسابيع، في حين تم نقل ما تبقى منها إلى وزارة الخارجية. وجاءت هذه الخطوة في إطار سياسة "أمريكا أولاً" التي تتبناها إدارة ترامب، وتهدف إلى تقليص الإنفاق الخارجي. وقد أثرت التخفيضات على برامج إنسانية عديدة، في الوكالة المكلفة بمهام مثل اكتشاف المجاعة والتطعيم والمساعدات الغذائية في مناطق الصراع، وهي مسؤولة عن مطابخ جماعية في السودان الذي مزقته الحرب، ومنح تعليمية لفتيات أفغانيات هربن من طالبان، وعيادات مخصصة للمتحولين جنسياً في الهند. وبما أنّ الوكالة تُعد أداة أساسية من أدوات "القوة الناعمة" الأمريكية، رأى بعض المحللين أنّ إضعافها يمثل تراجعاً في النفوذ الأمريكي على الساحة الدولية. نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة لطالما وُجهت اتهامات لماسك وترامب من قبل منتقديهما بنشر نظريات مؤامرة لا أساس لها، لكنّ وجود ماسك في البيت الأبيض كشف إلى أي مدى يمكن أن تتسلل المعلومات المضللة إلى أروقة الحكم. فعلى سبيل المثال، روّج ماسك لنظرية لا تستند إلى أي دليل، مفادها أنّ احتياطي الذهب الأمريكي قد سُرق خلسة من "فورت نوكس" في كنتاكي، بل واقترح بث زيارة مباشرة للمكان للتأكد من وجود الذهب. وأعاد ماسك مؤخراً نشر شائعات لا أساس لها تقول إنّ الأقلية الأفريقانية البيضاء في جنوب أفريقيا تتعرض لـ"إبادة جماعية". وقد وصلت هذه الادعاءات إلى المكتب البيضاوي هذا الشهر، عندما قدّم ترامب للرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا مقاطع فيديو ومقالات زعم أنها توثق جرائم ضد الأفريقانيين، خلال لقاء كان من المفترض أن يخفف التوتر بين البلدين. انقسامات داخل إدارة ترامب كشفت الفترة التي قضاها ماسك في الحكومة، عن وجود توترات داخل إدارة ترامب رغم التصريحات العلنية التي تشدد على وحدة الصف. فبينما عبّر ترامب علناً عن دعمه المتكرر لماسك ووزارته، أشارت تقارير إلى وجود خلافات بين ماسك وبعض الوزراء الذين رأوا أنّ سياسة التقشف أضرت بوزاراتهم. وقال ترامب خلال اجتماع لمجلس الوزراء في فبراير/شباط الماضي: "الجميع يحترم إيلون على ما يفعله، لكن بعضهم لديه تحفظات بسيطة. وإذا كان لديهم تحفظات، أريدهم أن يتحدثوا". ثمّ التفت إلى الوزراء وسألهم مباشرة إن كان أحدهم غير راضٍ عن ماسك، لكن لم يتحدث أحد. وجاء الإعلان عن رحيل ماسك في نفس اليوم الذي بثت فيه شبكة سي بي إس الأمريكية، شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة، مقابلة أعرب فيها ماسك عن "خيبة أمله" من مشروع قانون الموازنة الجديد الذي وصفه ترامب بأنه "ضخم وجميل". ويشمل المشروع إعفاءات ضريبية بقيمة تريليونات الدولارات، إلى جانب زيادات في الإنفاق الدفاعي. وقال ماسك إنّ مشروع القانون "يُقوّض" جهود وزارة الكفاءة الحكومية في تقليص الإنفاق، ما يعكس انقسامات أعمق داخل الحزب الجمهوري بشأن التوجه الاقتصادي.


شفق نيوز
منذ 7 ساعات
- شفق نيوز
أزمة طلاب هارفارد الأجانب: الخوف والقلق ومعركة من أجل حرية التعليم الأكاديمي
ترفرف رايات هارفارد القرمزية الشهيرة فوق مبان الحرم الجامعي خلال أسبوع التخرج. ففي الوقت الذي كان يُفترض فيه أن يحتفل آلاف الطلاب بتخرجهم، يجد الطلاب الأجانب أنفسهم وسط عاصفة من التوتر السياسي والمعارك القانونية وغموض عميق بشأن مستقبلهم في الولايات المتحدة. بذلت إدارة ترامب جهوداً واسعة لمنع جامعة هارفارد من تسجيل طلاب أجانب، متهمة إياها بتشجيع معاداة السامية، وانتهاك القوانين الفيدرالية، وعدم الامتثال لشروط برنامج تأشيرات الطلاب. وقد ألغت وزارة الأمن الداخلي اعتماد هارفارد ضمن برنامج الطلاب والزوار الأجانب، ما يعني عملياً حرمانها من استضافة طلاب أجانب. وقالت قاضية فيدرالية في بوسطن يوم الخميس إنها ستصدر أمراً بوقف تنفيذ هذا الحظر مؤقتاً، ما منح هارفارد مهلة قصيرة. في المقابل، منحت إدارة ترامب الجامعة مهلة 30 يوماً لتقديم مستندات وأدلة تثبت تعاونها مع مطالب الحكومة. تصاعد الضغوط من البيت الأبيض شهد يوم التخرج هذا الأسبوع في هارفارد مظاهر احتجاج رمزية، حيث ارتدى الطلاب زهوراً بيضاء تضامناً مع زملائهم الأجانب. وعلى عكس العام الماضي، عندما واجه قادة الجامعة انتقادات بسبب طريقة تعاملهم مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، قوبل الرئيس آلان جاربر بتصفيق حار لدفاعه عن الجامعة. لكن الضغوط من واشنطن تتصاعد. فقد أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن الولايات المتحدة ستبدأ بإلغاء تأشيرات بعض الطلاب الصينيين ضمن حملة أوسع تستهدف الطلاب الأجانب في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن القرار لا يقتصر على هارفارد، إلا أنه يزيد من حالة الخوف وعدم اليقين في الحرم الجامعي. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طالب جامعة هارفارد مؤخراً بتسليم معلومات عن طلابها الأجانب، قائلاً: "نريد قائمة بأسماء هؤلاء الطلاب الأجانب وسنحدد ما إذا كانوا يشكلون خطراً. البعض سيكون جيداً على الأرجح، وأعتقد أنه في حالة هارفارد سيكون هناك الكثير من السيئين. كما أن لديهم مشكلة خطيرة في معاداة السامية، وهذا يجب أن يتوقف فوراً." "نُعامَل كأدوات في صراع سياسي" BBC بالنسبة للطلاب مثل ألفريد ويليامسون، وهو طالب دنماركي في جامعة هارفارد، فإن هذه الإجراءات تمسهم شخصياً. يقول: "نُستخدم كأدوات في لعبة لا نتحكم فيها. نحن عالقون بين إدارة الجامعة والبيت الأبيض." ماتياس إيسمان، طالب دنماركي آخر يدرس الماجستير في الإدارة العامة، عبّر عن خيبة أمله قائلاً: "لقد عشت في أمريكا ثلاث مرات، وكنت أشعر بالترحيب دائماً، حتى الآن. لا زلت أؤمن بأمريكا، وأعتقد أن الأمور ستتغير، لكن عندما يُقال لي إن الجامعة التي استضافتني لم يعد مسموحاً لها بذلك، فمن الصعب البقاء." حلم في مهب الريح BBC بالنسبة لخالد إمام، وهو زميل تدريس مصري يبلغ من العمر 30 عاماً في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، فإن قرارات الإدارة تمس حلماً طالما راوده. قال للبي بي سي: "في مايو أيار 2024 حصلت على درجة الماجستير في الإدارة العامة من هارفارد. لم يكن الطريق سهلاً، لكنني اخترت هارفارد لجودة التعليم والتزامها بالقيادة العامة." بعد التخرج، بقي خالد كزميل تدريسي في هارفارد ساعياً لنقل المعرفة التي يكتسبها إلى الشرق الأوسط. وأثناء عطلته الصيفية الحالية في مصر لزيارة عائلته، وجد نفسه فجأة في حالة من عدم اليقين بشأن مستقبله في جامعة هارفارد، " عندما سمعت عن قرار الإدارة بحظر قبول الطلاب والباحثين الأجانب، شعرت بإحباط شديد. وحتى الآن، لا أعلم ما إذا كان بإمكاني العودة لمواصلة عملي." حرية التعليم الأكاديمي تحت التهديد BBC يقول أستاذ العلوم الحكومية في هارفارد ستيف ليفيتسكي إن اتهامات الإدارة ما هي إلا مبررات سياسية، "ما نشهده هو محاولة منهجية لإضعاف استقلال التعليم الأكاديمي." ويؤكد أن مستوى معاداة السامية في هارفارد أقل من المعدلات العامة في الولايات المتحدة، بما في ذلك مؤسسات كبرى مثل الحزب الجمهوري، "لا يوجد دليل موثوق على انتشار معاداة السامية في الجامعة." BBC نيكولا فاون، وهو طالب دراسات عليا فرنسي، قرر هو الآخر مغادرة الولايات المتحدة عائداً إلى أوروبا مع أسرته. قال: "جئنا إلى هنا ونحن نفكر في البقاء، لكن الوضع أصبح غير مستقر للغاية." مضيفاً: "نعرف طلاباً قرروا بالفعل عدم الالتحاق بهارفارد بسبب حالة عدم اليقين." يعتقد فاون أن مهاجمة مؤسسة مثل هارفارد قد يُرضي شريحة من الناخبين الأمريكيين، لكنه يرى أن هذه السياسة ستُضر بمكانة البلاد على المدى البعيد، حيث تعتمد الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على جذب المواهب العالمية. أبعد من هارفارد تتجاوز التداعيات حدود حرم الجامعة في كامبريدج. إذ يساهم الطلاب أجانب بما يُقدّر بــ 40 مليار دولار سنوياً في الاقتصاد الأمريكي. وفي جامعة هارفارد، يشكلون حوالي 25 بالمئة من إجمالي الطلاب، وتزيد النسبة في بعض البرامج الدراسية العليا. وأشار البروفيسور ليفيتسكي إلى أن الأمر لا يتعلق بهارفارد فقط، بل بمستقبل التعليم والديمقراطية أمريكا. محذراً من أن السماح للحكومة بمعاقبة الجامعات لأسباب سياسية يمثل سابقة خطيرة. وبينما تستمر المعركة القانونية، ينتظر العديد من الطلاب مصيرهم. عبدالله شهيد سيال، طالب باكستاني ورئيس اتحاد الطلاب في الجامعة، قال: "لم أجد وقتاً بعد للتفكير في خطة بديلة. في هذه اللحظة لا أحد يعرف ما إذا كنا سنتمكن من العودة إلى هارفارد أو حتى أمريكا في الفصل الدراسي المقبل."