logo
واشنطن اتفاق الأطراف في سوريا على خطوات محددة لإنهاء الاشتباكات

واشنطن اتفاق الأطراف في سوريا على خطوات محددة لإنهاء الاشتباكات

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم (الأربعاء)، إن الأطراف المختلفة التي تقاتل في سوريا اتفقت على خطوات محددة من شأنها إنهاء الاشتباكات هناك.
وأضاف «أشركنا جميع الأطراف المنخرطة في الاشتباكات في سوريا. واتفقنا على خطوات محددة من شأنها إنهاء هذا الوضع المقلق والمرعب الليلة».
وتابع روبيو «سيتطلب ذلك من جميع الأطراف الوفاء بالالتزامات التي تعهدوا بها وهذا ما نتوقع منهم أن يفعلوه بالكامل».
كشف روبيو في تصريحات سابقة عن أن الوضع في سوريا «معقد»، مضيفاً أن هناك «سوء فهم» على ما يبدو، وعبّر عن اعتقاده بأن تقدماً نحو خفض التصعيد سيُحرز خلال الساعات القليلة المقبلة.
وقال روبيو في المكتب البيضاوي في حضور الرئيس دونالد ترمب: «تواصلنا معهم طوال النهار والليل، مع الجانبين، ونعتقد أننا نتجه نحو احتواء فعلي للتصعيد». وأضاف: «في الساعات المقبلة، نأمل أن نشهد تقدماً فعلياً»، مشيراً إلى «خصومات تاريخية، قديمة العهد، بين مختلف المجموعات في جنوب غربي سوريا، البدو والطائفة الدرزية، وهذا الأمر أفضى إلى وضع مؤسف، وإلى سوء فهم على ما يبدو بين الطرف الإسرائيلي والطرف السوري».
وكان روبيو قد قال إن الولايات المتحدة «قلقة للغاية» حيال الضربات الإسرائيلية في سوريا، وتريد وقف المواجهات.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، اليوم، إلى أن الولايات المتحدة تدعو سوريا إلى سحب قواتها للسماح بخفض التصعيد.
وأضافت بروس في مقابلة أجرتها معها قناة «فوكس نيوز»: «ندعو الحكومة السورية إلى سحب قواتها للسماح لجميع الأطراف بالتوصل إلى خفض التصعيد».
وقصفت إسرائيل، الأربعاء، المقر العام للجيش السوري في دمشق، بعدما هددت بتكثيف ضرباتها ضد القوات الحكومية إذا لم تنسحب من مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية بعد ثلاثة أيام من أعمال عنف خلفت أكثر من 300 قتيل.
وأوضح روبيو أنه تشاور مع مختلف الأطراف هاتفياً، ولكن من دون أن يحددهم. وأضاف: «نحن قلقون للغاية بالنسبة إلى هذا الموضوع (...) آمل أن نتلقى أخباراً في وقت لاحق»، مؤكداً التوصل إلى «وقف لإطلاق النار»، الثلاثاء، لكنه «خرق» بعد وقت قصير.
وفي وقت سابق، دعا الموفد الأميركي توم براك جميع الأطراف إلى البدء بحوار من أجل وقف لإطلاق النار في سوريا.
هذا، ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي كبير قوله إن إدارة الرئيس دونالد ترمب طلبت من إسرائيل مرة أخرى وقف الهجمات على سوريا والدخول في حوار مع الحكومة في دمشق. ولم يذكر «أكسيوس» ما إذا كان الطلب جاء قبل أو بعد الهجمات الإسرائيلية اليوم على مقر الجيش السوري وقرب القصر الرئاسي في دمشق.
تزامناً مع تجدد الاشتباكات العنيفة بين قوات الحكومة السورية ومقاتلين دروز محليين في مدينة السويداء جنوب سوريا، الأربعاء، صعدت إسرائيل من دخولها على خط ما يحصل، موجهة ضربات متتالية ضد محيط قصر الرئاسة ومقر قيادة الأركان للجيش السوري في دمشق، بالإضافة إلى شن غارات على القوات الحكومية في محافظتي السويداء ودرعا بالجنوب السوري.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مندوب السعودية بالأمم المتحدة: نرفض التدخلات الخارجية بشؤون سوريا
مندوب السعودية بالأمم المتحدة: نرفض التدخلات الخارجية بشؤون سوريا

العربية

timeمنذ 19 دقائق

  • العربية

مندوب السعودية بالأمم المتحدة: نرفض التدخلات الخارجية بشؤون سوريا

جددت السعودية تأكيدها بأن اعتداءات إسرائيل على سوريا من شأنها تقويض الجهود الأممية لإحداث تسوية شاملة. في الوقت ذاته، رفضت السعودية عبر مندوبها في الأمم المتحدة كافة التدخلات الخارجية بشؤون سوريا الداخلية. وقال مندوب السعودية في الأمم المتحدة، الدكتور عبد العزيز الواصل :" إن المملكة تدعو لضمان وقف الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا فوراً". كما شدد المندوب عبد العزيز الواصل على أن بلاده تدعم جهود السلطات السورية لتحقيق الأمن والاستقرار.

10 دول بقيادة مصر والسعودية: ندعم أمن سوريا ونرفض التدخلات الخارجية
10 دول بقيادة مصر والسعودية: ندعم أمن سوريا ونرفض التدخلات الخارجية

مباشر

timeمنذ 19 دقائق

  • مباشر

10 دول بقيادة مصر والسعودية: ندعم أمن سوريا ونرفض التدخلات الخارجية

القاهرة-مباشر: أجرى وزراء خارجية مصر و السعودية والإمارات والبحرين وتركيا والأردن والعراق وسلطنة عمان، وقطر والكويت ولبنان على مدى اليومين الماضيين، محادثات مكثفة حول تطورات الأوضاع في سوريا وفي سياق الموقف الواحد، والجهود المشتركة لدعم الحكومة السورية في جهود إعادة بناء سوريا الشقيقة على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها وحقوق كل مواطنيها. وأكد الوزراء، في بيان مشترك، دعم أمن سوريا ووحدتها واستقرارها وسيادتها ورفض كل التدخلات الخارجية في شؤونها والترحيب بالاتفاق الذي أنجز لإنهاء الأزمة في محافظة السويداء، والتأكيد على ضرورة تنفيذه حماية لسوريا ووحدتها ولمواطنيها، وبما يحقن الدم السوري ويضمن حماية المدنيين، وسيادة الدولة والقانون ونبذ العنف والطائفية ومحاولات بث الفتنة والتحريض والكراهية، وفقا لبيان صحفي صادر، اليوم الخميس. وإدان الوزراء، الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الجمهورية العربية السورية ورفضها باعتبارها خرقًا فاضحًا للقانون الدولي واعتداء سافرًا على سيادة سوريا يزعزعان أمنها واستقرارها ووحدة وسلامة أراضيها ومواطنيها، ويقوض جهود الحكومة السورية لبناء سوريا الجديدة بما يحقق تطلعات وخيارات شعبها الشقيق. وأكد الوزراء، أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار الإقليميين وأولوية مشتركة، مع دعوة المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة السورية في عملية إعادة البناء، ودعوة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لضمان انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي السورية المحتلة، ووقف جميع الأعمال العدائية الإسرائيلية على سوريا والتدخل في شؤونها، وتطبيق القرار3766 ، واتفاقية فض الاشتباك لعام 1974. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا

من "السبت الأسود" إلى الدامور: حوار وسط المجازر (3-6)
من "السبت الأسود" إلى الدامور: حوار وسط المجازر (3-6)

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

من "السبت الأسود" إلى الدامور: حوار وسط المجازر (3-6)

تنشر "المجلة" على ست حلقات محاضر اجتماعات الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد والزعيم الدرزي وقائد الحركة الوطنية اللبنانية كمال جنبلاط قبيل وأثناء الحرب الأهلية اللبنانية، والتي شهدت نهاية العامين الأولين منها دخول القوات السورية الى لبنان، واغتيال كمال جنبلاط على أيدي من يُعتقد أنهم عناصر من أجهزة المخابرات السورية سنة 1977.. هنا الحلقة الثالثة. المقدمة: وثائق سرية سورية عن الدخول إلى لبنان واغتيال كمال جنبلاط الحلقة الأولى: الأسد "يستجوب" جنبلاط عن خصومه في لبنان... ويرفض عودة "البعثيين" إلى سوريا (1-6) الحلقة الثانية: ما بعد عين الرمانة... لبنان على شفا الحرب الأهلية (2 - 6) اللقاء السادس: 15 ديسمبر 1975 جاء اللقاء السادس بين الرئيس السوري حافظ الأسد والزعيم اللبناني كمال جنبلاط في نهاية عام 1975، بعد ثمانية أشهر من اندلاع الحرب الأهلية، وستة أيام من "مجزرة السبت الأسود" في منطقة المرفأ ببيروت، التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 200 مسلم قُتلوا "على الهوية" من قبل مسلحين مسيحيين انتقاماً لما قيل إنه تصفية مجموعة فلسطينية لشبان مسيحيين. وقد تزامنت المجزرة مع وصول رئيس حزب "الكتائب" بيار الجميل إلى دمشق واجتماعه بالأسد في 6 ديسمبر، ما شكل إحراجاً بالغاً للنظام السوري. في الاجتماع السادس، بدا جنبلاط منفعلاً، وحاول إقناع الأسد بضرورة البحث عن شخصيات مسيحية للوقوف في وجه الجميل وكميل شمعون المعارضين للوجود الفلسطيني في لبنان. بدا على جنبلاط الانزعاج من مجيء بيار الجميل وشخصيات يمينية إلى سوريا، في حين لم يتم استقبال حليفه ريمون إدّه، عميد حزب "الكتلة الوطنية" وابن الرئيس الأسبق إميل إدّه. نقل جنبلاط للأسد انزعاج وسخط ريمون إدّه من دعوة بيار الجميل وكميل شمعون إلى دمشق، قائلاً إن إدّه ونائب جزين الأسبق جان عزيز "كانا أحق بالدعوة إلى الشام". أجابه الأسد بأن الدعوة وجهت لبيار جميل "بناء على طلبه" وليس بدعوة مباشرة من الرئاسة السورية، دون ذكر التحالف الآني، والهش بينهما، للتخلص من نفوذ ياسر عرفات في لبنان. أضاف الأسد: "برأينا، الشيخ بيار جميل يمثل الموارنة وهو الذي يقاتل"، مؤكداً استمرار الاتصالات مع القوى الوطنية والإسلامية والشخصيات المارونية الأخرى. وعندما أشار جنبلاط إلى "الكتائب" قائلاً إنهم "عنصريون يرفضون العروبة"، رد الأسد: "لبنان كله قام على هذا الأساس". وطبعاً هذا الكلام غير صحيح لأن إحدى ركائز "الميثاق الوطني" غير المكتوب للاستقلال في عام 1943 كانت الحفاظ على "وجه لبنان العربي" وهو ما وافق عليه رئيس الجمهورية الماروني بشارة الخوري. طلب جنبلاط من الأسد دعماً عسكرياً "ليستطيع فك الارتباط بالفلسطينيين، لأنه عندما تكون المعركة بين لبناني مقابل لبناني، ستكون مختلفة عن كونها بين لبناني بوجه فلسطيني" تدفق السلاح والحسم العسكري ناقش الأسد وجنبلاط تدفق السلاح إلى لبنان والاشتباكات المسلحة الأخيرة في بيروت وطرابلس. وكشف جنبلاط عن وصول آلاف قطع السلاح إلى مرفأ جونية، وقد نُقلت على الفور إلى مستودعات حزب "الكتائب". هذه الأسلحة، بحسب قوله، "جاءت من ألمانيا الغربية والدول الشرقية، بآلية أن باخرة السلاح تأتي وتقف في البحر، ثم يتم البحث عن مشتر لهذا السلاح، والدفع يتم عند الاستلام". وعزا الفوضى إلى عدم وجود حرس حدود، واعتقاد رئيس الجمهورية سليمان فرنجية أن المقاومة الفلسطينية والدول العربية تقوم بتسليح الطرف المسلم في الحرب الأهلية، ما يؤدي إلى تسليح أطراف أخرى للجانب المسيحي. "مجزرة السبت الأسود".. من المسؤول؟ رأى جنبلاط أن الحل يكمن في الحسم العسكري الذي سيؤدي إلى "إسقاط الحكم القائم، وبالتالي يأتي رئيس جمهورية جديد يحوز الثقة الشعبية". تحدّث عن "مجزرة السبت الأسود" التي وقعت في 6 ديسمبر. وتساءل عن تزامنها مع زيارة بيار الجميل إلى سوريا. أجابه الأسد مدافعاً عن الجميل: "ما حصل في السبت الأسود ليس من مصلحة بيار الجميّل، ولا من معه. الاستنتاج الطبيعي يقول إن (الكتائب) لا علاقة لهم بما حدث". ثم قال الرئيس السوري إن من قام بالمجزرة كان يريد إحراج بيار الجميل وإفشال محادثاته في دمشق، في إشارة مبطنة إلى ياسر عرفات. وقد ثبت لاحقا أن "السبت الأسود" ارتكبه حزب "الكتائب" ومسلحون من أحزاب حليفة له. رؤية الأسد للدولة المارونية ولحزب "الكتائب" تابع الأسد في دفاعه قائلاً: "الدولة في لبنان دولة مارونية، وبيار الجميّل ركيزة هذه الدولة المارونية". تفاجأ جنبلاط من هذا الدفاع، بعد أشهر قليلة من دعوة سوريا إلى عزل "الكتائب" واتهامها للجميل بأنه "حليف إسرائيل وصنيعة الإمبريالية". اشتكى جنبلاط من قلة السلاح في يد المسلمين وكثرته في أيدي المسيحيين، فعارضه الأسد معتبراً أن جماعة جنبلاط وعرفات لديهم سلاح أكثر من بقية الفرقاء. وهنا سأل جنبلاط إن كانت سوريا على استعداد للتدخل عسكرياً لحل النزاع المسلح، قبل أن تصل نيرانه إلى دمشق. وقال للأسد إنه "لا يريد ضرب الموارنة بشكل كامل، بل أن يكون مطمئناً لهم". وأشار إلى أن العرب "لم يهتموا بقضية لبنان واكتفوا فقط بزيارات استطلاعية. لا يريد منهم الدخول بوساطة، بل يعتبر أن الوسيط يجب أن تكون سوريا لأنها الأقرب إلى لبنان". طلب جنبلاط من الأسد دعماً عسكرياً "ليستطيع فك الارتباط بالفلسطينيين، لأنه عندما تكون المعركة بين لبناني مقابل لبناني، ستكون مختلفة عن كونها بين لبناني بوجه فلسطيني". لكن الأسد أبلغه أن الفئات الأخرى تعتقد أن خروج الفلسطينيين من الصراع سينهي المشكلة سياسياً وعسكرياً، وهي قناعة راسخة لدى الكتائب والرئيس سليمان فرنجية. كان جنبلاط قد طلب مسبقاً سلاحاً ومعدات وذخائر من اللواء حكمت الشهابي، وكان الأسد قد وافق عليها. كما طلب جنبلاط من الأسد ضباطاً لتدريب كوادره بهدف تمتين جبهته في جبل لبنان، على أن يكون نصفهم من الدروز ليفهموا عقلية الدروز، وليكونوا "ضباط ظل" يقدمون استشارات فقط. الأسد: الهدف الأساسي من اندلاع الأحداث في لبنان كان قضية سيناء، والأميركيون رأوا أن الأمور بدأت تخرج عن سيطرتهم. برأينا نحن أن الشيء الذي يحصل في لبنان ليس لبنانياً محضاً خطة جنبلاط للإصلاح الوطني تحدث جنبلاط بإصرار عن خطة إصلاحية تتضمن: دولة علمانية تضمن رئاسة الجمهورية للمسيحيين. إلغاء الطائفية السياسية من المجلس النيابي، مع إيجاد مجلس دستوري تكون للمسيحيين فيه أكثرية تبلغ 70%. أن تكون النقابات كلها برئاسة نقباء مسيحيين. أن تسمي الأكثرية النيابية رئيس الحكومة. أن يُحل المجلس النيابي إذا أسقط الحكومة أكثر من مرة في عامين، ويحق لرئيس الجمهورية حل المجلس في بعض الحالات "ضماناً للاستقرار". أن يرأس رئيس الجمهورية مجلس الوزراء، على أن تكون إدارة الجلسات لرئيس الحكومة. لا يحق لرئيس الجمهورية عدم الموافقة على مراسيم اتفق عليها مجلس الوزراء. تشكيل مجلس للخدمة المدنية، تكون مسؤوليته اختيار الموظفين لإلغاء المحسوبية الطائفية في التعيينات. تشكيل محكمة عدلية لمحاكمة رئيس الجمهورية والوزراء، ولجنة تحقيق دائمة في مجلس النواب. وضع قانون انتخاب على أساس تمثيل نسبي وجعل سن التقاعد 64 "حتى للنيابة". قال الأسد إن هذه الأفكار مهمة ولكنها لا تضمن الاستدامة، فأجابه جنبلاط: "نحن نضمنها لأننا صادقون". تحاور الأسد وجنبلاط حول الانتخابات، وتحدّث الرئيس السوري عن رؤية بيار الجميل للحل في لبنان. المشكلة، بحسب قول رئيس حزب "الكتائب" للأسد، تكمن في "فوضى الوجود الفلسطيني"، أما الأسد فاعتبر أن المشكلة هي في النظام الطائفي المتبع منذ زمن فرنسا. أردف الأسد: "نحن في سوريا نتمنى انقلاباً جذرياً في لبنان، لكن لنا اجتهادات حول الطريق المتبع". أكّد أن موضوع "المقاومة" غير قابل للنقاش "لكن الإصلاحات الوطنية قابلة للمناقشة". أحداث لبنان واتفاقية سيناء تساءل الأسد: "إلى أين نريد أن نصل؟ هذا هو السؤال المهم، ونحن نعتقد أن الأشهر الأخيرة كان لها سلبيات كثيرة وكبيرة جداً. شئنا أم أبينا، لقد ساهمت هذه الأحداث بتغطية اتفاقية سيناء (بين مصر وإسرائيل). بالأصل فإن الهدف الأساسي من اندلاع الأحداث في لبنان كان قضية سيناء، والأميركيون رأوا أن الأمور بدأت تخرج عن سيطرتهم. برأينا نحن أن الشيء الذي يحصل في لبنان ليس لبنانياً محضاً، هو شيء مخطط له، أميركا لها مصلحة، وإسرائيل لها مصلحة غير مصلحة أميركا. هما متطابقان في جزء ومختلفان في جزء آخر". ثم حذر من مخاطر استمرار القتال: "إذا واصلنا في هذا الطريق فإن النتيجة الحتمية والمنطقية هي التقسيم، لأنه إذا كانت المشاكل غير قابلة للحل فمن الطبيعي للناس أن يجد كل واحد منهم شارعاً يعيش فيه. إسرائيل تريد دويلات طائفية في المنطقة، وهو هدف استراتيجي لها". ودعا إلى التفكير في أهداف القتال ونتائجه، وأسقط ذلك على لبنان: "بهذا الوضع القائم تعتبر إسرائيل أن هذا الوضع نموذجي للقيام بتدخل وإقامة دويلات في لبنان". تجدّد لقاء الأسد بجنبلاط بعد يومين من "مجزرة الكرنتينا" التي نفذتها "قوات الكتائب" ضد مواطنين فلسطينيين ولبنانيين، وقتلت حوالي ألف منهم في منطقة قريبة من المرفأ حقيقة الانخراط السوري في لبنان تابع الأسد: "نحن عندما سلّمنا بلبنان- وحتى الآن لسنا مسلّمين بذلك- سلمنّا به على حاله، لكن عندما يتفرّق لا يوجد عندنا ماروني وغير ماروني... كلهم عرب! يعني ذلك أن كل لبنان سيصبح جزءا من سوريا، أي نريد أن نطالب بدولة كليّة". وتابع الأسد: "لا أحد سيتصور أن المطالب الوطنية ستتحقق كاملة، لكن لو تحقّق بعضها هل يستحق أن يستمر الوضع عدداً من الأشهر بذات المشاكل؟ العملية تحتاج إلى موازنة بين ربح وخسارة وطنية وقومية، نحن لا يوجد لدينا تصور معين لذلك اتصلنا بالجميع. نريد أن نكوّن فكرة، ومن ثم نناقش الأفكار لنعرف ماذا سنعمل. نحن مصرون على أن القتال في لبنان ليس طائفياً، لقد قلنا هذا الكلام للأميركان والفرنسيين والأشقاء العرب. قلنا لهم إن القصة ليست يمين ويسار، لكنّ هناك وضعاً اجتماعياً يجب أن يصحح. لبنان بحاجة إلى إصلاح اجتماعي، وهذه الإصلاحات لا يمكن أن تتم بين ليلة وضحاها في بلد يعيش في ظل مفاهيم منذ عام 1946". اللقاء السابع: 20 يناير 1976 تجدّد لقاء الأسد بجنبلاط بعد يومين من "مجزرة الكرنتينا" التي نفذتها "قوات الكتائب" ضد مواطنين فلسطينيين ولبنانيين، وقتلت حوالي ألف منهم في منطقة قريبة من المرفأ. جاء الرد الفلسطيني سريعا، وفي 20 يناير هاجمت قوة مشتركة من الفلسطينيين والحركة الوطنية قرية الدامور المسيحية وقتلت 684 شخصاً، انتقاماً لـ"مجزرة الكرنتينا". في هذه الأجواء، وصل "كمال بك" إلى دمشق، وأثناء اجتماعه بالأسد، جاء اتصال من الرئيس سليمان فرنجية، الذي قال لنظيره السوري إنه موافق على جزء من المطالب الإصلاحية التي طرحتها الحركة الوطنية اللبنانية، ومن أهمها إلغاء الطائفية في التوظيف ومناصفة الوظائف العامة. كان حاضراً في الاجتماع وزير الخارجية عبد الحليم خدام، رئيس الأركان حكمت الشهابي، واللواء ناجي جميل، بدأ اللقاء بحديث جنبلاط عن طبيعة منطقة الكرنتينا وسكانها الفقراء الموالين له وللحركة الوطنية. تحدث عن التهجير والمجازر التي ارتكبت بحقهم، كاشفاً عن نية خصومه في الجبهة اللبنانية إزالة مخيّم تل الزعتر وتطويق بيروت. وفقاً لجنبلاط، فإن اجتماعا لهيئة الدراسات التابعة للجبهة اللبنانية عقد في 18 يناير 1976 خلص إلى التالي: تسلّم وتنظيم الحكم الإداري في لبنان. تصفية جميع الجيوب بالمنطقة الشرقية. الاستيلاء على ثلثي بيروت والسيطرة على الفنادق وصولاً للبنك المركزي. إعادة كل المخيمات الفلسطينية إلى الجنوب. الضغط على رئيس الجمهورية لعرض القضية على الأمم المتحدة. حافظ الأسد: المهم إلغاء الطائفية الوظيفية. وبالنسبة لنا، نرى هذا الأمر نصف ثورة، فعندما تسقط الطائفية، يصبح هناك مجال للكلام في الوطنية والعروبة والقومية القوات السورية دخلت لبنان فعلاً؟ في غياب الأسد أثناء تلقيه اتصال فرنجية، جرى نقاش بين المجتمعين، وأشار أحد مرافقي جنبلاط إلى أن جهاز اللاسلكي لديهم التقط محادثات بين كميل شمعون ومسؤولين أمنيين. استفسر شمعون عن هوية قوات دخلت البقاع، فقيل له إنها فلسطينية، وعبّر عن غضبه. لاحقاً اتصل شمعون بفرنجية وطلب دعمه لنشر بيان يتهم سوريا بالتدخل، وهو ما وافق عليه الرئيس اللبناني. وحين حاول مدير غرفة الرئاسة تعديل البيان، أصر شمعون على نشره كما هو. وعندما سأل صحافي أجنبي إذا كان البيان تمهيداً لتدخل إسرائيلي في لبنان، أجابه شمعون بشكل غير مباشر بالإيجاب. وعندما عاد الأسد إلى الاجتماع وشرح ما دار بينه وبين فرنجية، مشيراً إلى أن الأخير أبدى موافقة مبدئية على ورقة العمل التي طرحها جنبلاط، لكنه طلب وقتاً لجمع الأطراف السياسية. وافق فرنجية على إلغاء الطائفية في الوظائف العامة، والمناصفة في المجلس النيابي، بشرطين: إنشاء مجلس آخر تكون فيه الأغلبية للمسيحيين، وإعادة فرز المناطق للدوائر الانتخابية الجديدة. وشدد الأسد على أهمية إلغاء الطائفية في الوظائف العامة، وقال لجنبلاط: "برأيي إن إلغاء الطائفية هنا أهم من قضية رئيس الجمهورية، وأهم من موضوع رئيس مجلس الوزراء، وأهم من انتخاب مجلس النواب. وهذه النقطة بجهة وكل البرنامج الآخر الذي تطرحه الحركة الوطنية بجهة أخرى. هكذا نرى الأمور من وجهة نظرنا في سوريا. المهم إلغاء الطائفية الوظيفية وبالنسبة لنا، نرى هذا الأمر نصف ثورة بالنسبة لظروف لبنان فعندما تسقط الطائفية، يصبح هناك مجال للكلام في الوطنية والعروبة والقومية". في محاولته لتطمين جنبلاط، قال الأسد: "القوى الوطنية المفروض أن لا تنهزم، لكن بنفس الوقت من غير المفروض أن نصل إلى نتيجة تبدو فيها هذه النتيجة كأنها سحق للآخرين" لا داعي للتشاؤم في محاولته لتطمين جنبلاط، قال الأسد: "القوى الوطنية المفروض أن لا تنهزم، لكن بنفس الوقت من غير المفروض أن نصل إلى نتيجة تبدو فيها هذه النتيجة كأنها سحق للآخرين". أبدى الأسد تفهماً لمطالب الحركة الوطنية، لكنه رأى أن بعضها غير عملي، محذراً من أن "قفزة واحدة لإلغاء كل شيء وتدمير كل شيء أمر غير ممكن". وأوضح أن المقترح السوري جاء بناء على ما طرحته الحركة الوطنية، لكنه لا يعكس بالضرورة الرؤية السورية، مشدداً على أن الأمر بحاجة إلى "مزيد من الجدية، خاصة أن الفريق الآخر غير جاد وغير صادق". حاول الأسد طمأنة جنبلاط إلى أن السلطة غير قادرة على تصفية الأمور بسهولة، قائلاً: "الواقع على الأرض اللبنانية أنه إذا كانت السلطة قادرة على أن تصفّي الأمر بسهولة، فالأمر الطبيعي أن لا يكون هناك تغيير، ولا بكلمة. بالعكس قد يحدث تغيير للأسوأ، لكن بالأساس لا داعي للتشاؤم". عاد جنبلاط ليسأل عن بنود الاتفاق، ليؤكدها الأسد بما يلي: مناصفة المجلس النيابي بين مسلمين ومسيحيين دون النظر إلى المذاهب. إلغاء الطائفية الوظيفية وفي ما يتعلق بالدرجة الأولى الـ140 على أساس سبعين بسبعين كما كان سابقاً. لكن ليست 70 لطائفة و70 للأخرى، وبالتالي أي مؤسسة يمكن أن يتسلمها أي لبناني من أي طائفة في إطار المناصفة. رئيس الوزراء ينتخب من قبل المجلس النيابي، وكل القرارات والمراسيم والاتفاقات التي يقوم بها رئيس الجمهورية يجب أن يوقع معه رئيس الوزراء. تشكيل مجلس تمثيلي للنشاطات الاقتصادية والاجتماعية واقتراح مسودة قوانين. تشكيل محكمة دستورية لأجل دستورية القوانين ومحاكمات الوزراء ورئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية. بدا جنبلاط كثير التململ والأسئلة عن التفاصيل، غير قانع بما قاله فرنجية للأسد، وكان يريد تبني مقترحات الحركة الوطنية كما أرسلها، مما حدا بالأسد أن يسأله: "أليس هذا ما طلبتموه في الاجتماع الماضي؟". وفي كتابه عن حياة الرئيس السوري، يضيف الصحافي البريطاني باتريك سيل أن جنبلاط أجابه: "نريد التخلص من المسيحيين"، ولكن هذه العبارة لم ترد في المحضر. في المحضر يقول جنبلاط: "ما هو مطروح لا يعني تغييراً جذرياً أو حقيقياً، وسنخرج من هذه الأزمة بإصلاحات سطحية، مع 8000 قتيل". ردّ عليه الأسد بأن "الكتائب" يعتبرون نفس الشيء ويريدون مكاسب، مشيراً إلى أنهم أيضاً دفعوا ثمناً من القتال. أبدى جنبلاط قلقه من عدم عودة المهجرين إلى مناطقهم بعد تهجيرهم، خاصة من منطقة الكرنتينا. أكّد الأسد أنه في حال التوصل لاتفاق، سيعود كل الناس إلى مناطقهم إلا إذا أرادوا عكس ذلك، كما روى أن الكتائب طلبوا من الزعيم الشيعي ورئيس مجلس النواب كامل الأسعد أن يطلب من أهالي منطقتي برج حمّود والنبعة كتابة تعهدات بعدم السير مع الأحزاب والفلسطينيين. وأخيراً، أكّد الأسد: "في نهاية المطاف، يجب أن يكون الاتفاق شاملاً ونهائياً، وأن لا يكون فقط اتفاق وقف إطلاق نار قد ينتهي بعد ساعة". في نهاية اللقاء، وبعد خروج الوفد اللبناني، أشار اللواء حكمت الشهابي إلى اتصال من أحد الشخصيات اللبنانية يستجدي المساعدة، حيث إن قرية السعديات محاصرة وهناك لاجئون من الدامور لجأوا إليها. أجابه الشهابي بأن المأساة لم تبدأ بحصار السعديات، بل بدأت عند مهاجمة الكرنتينا قبل أيام. الحلقة القادمة... الأسد وجنبلاط: اللقاء الأخير والفاصل هذا المحتوى من مجلة "المجلة"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store