logo
الذكاء الاصطناعي في قلب التفاهمات الأميركية الخليجية

الذكاء الاصطناعي في قلب التفاهمات الأميركية الخليجية

يشهد العالم اليوم تحولاً سريعاً في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مما يعيد رسم ملامح الاقتصاد العالمي، في وقت أصبحت فيه التقنيات الحديثة محركاً رئيسيًا للابتكار والنمو، مما يفرض على الدول الكبرى التعاون بشكل مكثف لتبادل الخبرات وتطوير استراتيجيات تكنولوجية تدفعها نحو المستقبل. وفي هذا السياق، يعد الذكاء الاصطناعي أحد العوامل الرئيسية التي تحدد التوجهات الاقتصادية والجيوسياسية في مختلف أنحاء العالم
وفي هذا السياق، تسارع عديد من دول الخليج الخطى لتعزيز تنويع اقتصاداتها عبر الاستثمار في القطاعات التكنولوجية الحديثة. وقد أصبح هذا التحول جزءًا من رؤية استراتيجية تهدف إلى بناء اقتصاد رقمي قادر على المنافسة على الصعيد العالمي.
تسعى دول الخليج، مثل السعودية والإمارات وقطر، إلى تأكيد دورها كمراكز تكنولوجية رائدة عبر استثمارات ضخمة في التكنولوجيا والابتكار.
وفي هذا الإطار، تكتسب العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة ودول الخليج أهمية خاصة، حيث تشهد هذه العلاقات تحولًا كبيرًا نحو التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
تمثل هذه التحولات نقطة مفصلية في إعادة تشكيل التعاون الاستراتيجي بين الجانبين، مما يعكس إدراكًا متزايدًا من الطرفين لأهمية هذه القطاعات في تحديد ملامح المستقبل الاقتصادي. وجميعها عوامل حاضرة بقوة على طاولة الحوار خلال الجولة التي يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة وتشمل ثلاث دول (السعودية والإمارات وقطر).
ووفق تقرير لـ Arabian Gulf Business Insight، فإنه:
 من المتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي على رأس جدول أعمال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
 من المرجح أن تركز المناقشات على تأمين المزيد من استثمارات دول مجلس التعاون الخليجي في التكنولوجيا الأميركية وتوسيع نطاق وصول دول الخليج إلى أشباه الموصلات الأميركية المتقدمة.
 سيتعين على الشركاء إيجاد أرضية مشتركة بشأن حماية المصالح التجارية الخليجية ومخاوف الأمن القومي الأميركي المرتبطة بالصين، بحسب مراقبي الصناعة.
وينقل التقرير عن الشريكة في ماير براون في واشنطن، ثيا كيندلر، قولها: "من المهم أن تشكل الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي شراكات وثيقة في مجال التقنيات ذات المغزى للأمن القومي عندما تتوافق مصالحنا".
وقد تعهدت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة باستثمارات مستقبلية في أميركا بقيمة 2 تريليون دولار منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ومعظمها للتكنولوجيات الحساسة.
وسوف يعتمد حجم هذه التعهدات التي سيتم تحقيقها جزئيا على كيفية تقييم لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، التي تقودها وزارة الخزانة، لتأثيرها على الأمن القومي، وفق التقرير، الذي يشير إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تهدف إلى بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها والتي تعد رائدة عالمياً، الأمر الذي يتطلب منها الحصول على أشباه الموصلات الأفضل في فئتها.
وفرضت إدارة بايدن قيودًا على مبيعات أشباه الموصلات الأميركية إلى الشرق الأوسط. وأدت المفاوضات بعد ذلك إلى اتفاق بين شركة G42 الإماراتية لتطوير الذكاء الاصطناعي ومايكروسوفت.
وتبع ذلك اتفاقيات بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية وغوغل، وشركة MGX الإماراتية و Open AI في أبوظبي، والحكومة القطرية وشركة Scale AI ومقرها كاليفورنيا.
محور رئيسي
من جانبه، يقول العضو المنتدب لشركة "آي دي تي" للاستشارات والنظم التكنولوجية، محمد سعيد، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
 "الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي إلى دول الخليج هذا العام، والتي تشمل السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، تمثّل تحوّلًا نوعيًا في طبيعة العلاقة بين واشنطن والمنطقة".
 مع بروز الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا كمحورين رئيسيين في المشهدين الاقتصادي والسياسي العالمي، أصبح من الواضح أن هذه الزيارة تتجاوز كونها جولة دبلوماسية اعتيادية.
 ما نراه اليوم هو بداية مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي، يكون فيه الذكاء الاصطناعي في قلب التفاهمات بين الجانبين.
 دول الخليج، وتحديداً السعودية والإمارات، تسعى بجدية إلى بناء اقتصادات معرفية متنوعة، بعيداً عن الاعتماد الكامل على النفط، وهذا ما جعلها من أوائل الدول التي استثمرت بشكل مكثف في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.
 على سبيل المثال، التزمت الإمارات باستثمار نحو 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر المقبلة، تشمل قطاعات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والطاقة والتصنيع. والسعودية أيضاً تخطط لاستثمارات ضخمة في نفس المجالات، وهو ما يعكس رؤية موحدة بين الجانبين لأهمية هذه القطاعات في قيادة النمو الاقتصادي المستقبلي.
ويضيف: هذه الزيارة تمثل فرصة حقيقية لتعزيز الشراكات بين الشركات الأميركية الكبرى العاملة في مجال التكنولوجيا ودول الخليج التي تعمل على ترسيخ مكانتها كمراكز عالمية للابتكار.
وهناك أيضاً حديث جدي عن تخفيف محتمل للقيود الأميركية المفروضة على تصدير الرقائق المتقدمة الخاصة بالذكاء الاصطناعي إلى المنطقة، وهو أمر بالغ الأهمية لأن أشباه الموصلات المتطورة تُعد العمود الفقري لأي بنية تحتية متقدمة في هذا المجال.
ويستطرد: "بطبيعة الحال، ستكون هناك مفاوضات دقيقة حول كيفية تحقيق التوازن بين رغبة دول الخليج في الوصول إلى أحدث التقنيات، وبين حرص واشنطن على حماية تكنولوجياتها الحساسة من الانتقال إلى أطراف أخرى مثل الصين"، مشدداً على أن الإدارة الأميركية حريصة على ضمان أن أي تعاون في هذا المجال يصب في مصلحة أمنها القومي.
 ومن اللافت أن الرئيس ترامب سيصل السعودية بصحبة وفد رفيع المستوى من كبار التنفيذيين في شركات الأميركية، وهو ما يعكس بوضوح أن ملف الذكاء الاصطناعي أصبح في صميم العلاقة الاستراتيجية الجديدة بين الولايات المتحدة ودول الخليج.
 الهدف لم يعد مجرد نقل التكنولوجيا، بل بناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد تُرسّخ لدول الخليج مكانة محورية في الاقتصاد الرقمي العالمي.
 هذه الزيارة هي مؤشر قوي على ان الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لم يعدا مجرد مفاهيم نظريه بل ادوات حقيقيه لاعاده رسم التحالفات الاقتصاديه واعاده تنويع النفوذ على مستوى النظام العالمي بأكمله.
الرقائق
وكان تقرير سابق لـ "بلومبيرغ" قد كشف عن أن الولايات المتحدة تدرس تخفيف القيود المفروضة على مبيعات شركة إنفيديا إلى الإمارات، وذلك نقلاً عن مصادر مطلعة على الأمر، قالوا إن: الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يعلن عن بدء العمل على صفقة الرقائق الثنائية خلال رحلته المقبلة إلى الخليج.
وفيما لم يُحسم أي شيء رسمياً بعد، فإن المصادر ذكرت أن النقاش حول قواعد تجارة أشباه الموصلات للإمارات العربية المتحدة ودول أخرى لا يزال مستمراً في واشنطن. وأفادوا بأن المحادثات حول تعديل القيود المفروضة على شرائح الذكاء الاصطناعي للإمارات تحديداً تكتسب زخمًا في كل من وزارة التجارة والبيت الأبيض.
ويعد الاستثمار في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي محور رئيسي في علاقات البلدين. ويشار في هذا السياق على سبيل المثال إلى دور مجموعة الذكاء الاصطناعي G42، والتي نقلت تقارير إعلامية أخيراً عن أنها من المقرر أن تتوسع في الولايات المتحدة، حيث تخطط الإمارات لاستثمار عشرات المليارات من الدولارات في البلاد ووضع نفسها كقائد عالمي في التكنولوجيا الناشئة. وقد أنشأت شركة الذكاء الاصطناعي مؤخراً شركة أميركية كجزء من خطوة لزيادة وجودها في البلاد، وفقاً للإيداعات المؤسسية.
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن المجموعة المدعومة من شركة مبادلة للاستثمار، المستثمر السيادي في أبوظبي، ذكرت أنها "ملتزمة بتوسيع السوق الأميركية وأنشأت كياناً قانونياً لتحقيق هذه الاستراتيجية".
تعزيز الشراكة
المستشار الأكاديمي في جامعة "سان خوسيه" الحكومية في كاليفورنيا، أحمد بانافع، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
 خلال زيارة الرئيس الأميركي إلى منطقة الخليج، يبرز الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة كعناصر أساسية في محادثات التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وعلى رأسها السعودية، الإمارات، وقطر.
 سوف تشهدت الزيارة توجهًا واضحًا نحو تعزيز الشراكات الاستثمارية في المجالات الرقمية والتكنولوجية.
 أعلنت دول الخليج عن خطط لاستثمار مبالغ ضخمة داخل الاقتصاد الأميركي، مع تعهد السعودية بضخ ما يقارب 600 مليار دولار، والإمارات بحوالي 1.4 تريليون دولار.
 تركز هذه الاستثمارات بشكل كبير على قطاعات الذكاء الاصطناعي، الدفاع، والتقنيات المتطورة، مما يعكس اهتمامًا كبيرًا من دول الخليج بالحصول على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الأميركية.
ويستطرد: "زيارة ترامب إلى الخليج سوف تسلط الضوء على الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن وعواصم الخليج"، مشيراً إلى أن هذا التحول يعكس إدراكًا متبادلًا بأن المستقبل الاقتصادي والعلمي سيتشكل من خلال هذه المجالات، وليس فقط من خلال النفط والدفاع كما كان في السابق.
محطة استراتيجية
أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
 تشكل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج محطة استراتيجية بالغة الأهمية.
 يبرز الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا كمحورين رئيسيين في مسار العلاقات الأمريكية الخليجية.
 لم تعد ملفات التعاون تقتصر على الطاقة والأمن، بل بات الابتكار والتفوق التكنولوجي في صدارة المشهد.
الذكاء الاصطناعي أداة للنفوذ الجيوسياسي
ويضيف:
 تشهد دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، سباقاً محموماً لتعزيز مكانتها كمراكز عالمية في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
 أطلقت السعودية مؤخراً شركة "هيومن" (Humain) المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، لتطوير نماذج لغوية عربية متقدمة وتوسيع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
 تسعى هذه الدول للحصول على تقنيات أميركية متقدمة، وفي مقدمتها رقائق إنفيديا، لدعم طموحاتها التقنية.
 تُشير التوقعات إلى أن زيارة ترامب قد تسهم في تخفيف القيود الأميركية المفروضة على تصدير هذه التقنيات، مما سيمهد الطريق لتعزيز التعاون التقني على أعلى المستويات.
استثمارات ضخمة في التكنولوجيا
ترافق زيارة ترامب مبادرات استثمارية غير مسبوقة. فقد تعهدت السعودية بضخ ما يصل إلى 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي، بينما تخطط الإمارات لاستثمارات تتجاوز 1.4 تريليون دولار على مدار عقد، تتركز في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة.
وتتزامن الزيارة مع انعقاد منتدى الاستثمار السعودي-الأميركي، الذي يضم كبار قادة شركات التكنولوجيا الأميركية، في مشهد يعكس تحول التكنولوجيا إلى أداة دبلوماسية واقتصادية محورية في العلاقات الثنائية.
تحوّل في التحالفات الإقليمية
ويستطرد العمر: تشير مؤشرات عدة إلى رغبة دول الخليج في تقليل اعتمادها على الصين في قطاع التكنولوجيا، من خلال توثيق شراكاتها مع الولايات المتحدة. في المقابل، تسعى إدارة ترامب إلى توسيع حضورها الإقليمي عبر دعم مشاريع كبرى مثل "ستارغيت"، الذي يهدف لاستثمار 500 مليار دولار في تطوير بنية تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، مدعومًا برؤوس أموال خليجية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دونالد ترامب الابن: ربما أسعى للترشح للرئاسة يوماً ما
دونالد ترامب الابن: ربما أسعى للترشح للرئاسة يوماً ما

النهار

timeمنذ 36 دقائق

  • النهار

دونالد ترامب الابن: ربما أسعى للترشح للرئاسة يوماً ما

قال دونالد ترامب الابن، وهو الابن الأكبر للرئيس الأميركي، اليوم الأربعاء إنه ربما يسعى للترشح لانتخابات الرئاسة يوما ما. وتلقى ترامب البالغ 47 عاما سؤالا في منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة عما إذا كان سيترشح "ويتسلم زمام الأمور" بعد أن يغادر والده المنصب. وقال: "الإجابة هي لا أعرف، ربما في يوم من الأيام... سأكون دائما من أشد المدافعين عن تلك الأشياء"، في إشارة إلى مبادئ تيار "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" الذي أسسه والده. وبرزت قوة دونالد ترامب الابن في مجال السياسة، إذ ذكرت رويترز في تشرين الثاني/ نوفمبر أنه كان أكثر أفراد العائلة نفوذا في الفترة الانتقالية حينما كان والده يشكل الحكومة ويستعد للعودة إلى البيت الأبيض. ويعتمد الرئيس الأميركي، الذي يثمن غاليا صفة الولاء، على أفراد عائلته في المشورة السياسية. وذكرت مصادر أن دونالد ترامب الابن ساهم في تعزيز أو تقليل فرص المرشحين للانضمام إلى الحكومة، بما في ذلك دعمه لنائب الرئيس الحالي جيه.دي فانس كمرشح للمنصب خلال الحملة الانتخابية ومنع وزير الخارجية السابق مايك بومبيو من الانضمام إلى الحكومة. وقال ترامب الابن: "أرى أن والدي غير الحزب الجمهوري حقا، أعتقد أنه أصبح حزب أمريكا أولا، و(يتبنى بشدة مبادئ) لنجعل أمريكا عظيمة مجددا". وأضاف: "لأول مرة على الإطلاق، أصبح لدى الحزب الجمهوري بالفعل مجموعة من أشد المؤيدين لسياسة أميركا أولا". وعلى صعيد منفصل قال ترامب الابن اليوم الأربعاء خلال الفعالية نفسها إن مؤسسة ترامب، التي يشغل منصب نائب رئيسها التنفيذي، لا تعمل مع كيانات حكومية. وأبرمت عائلة ترامب اتفاقيات تجارية بمليارات الدولارات في دول الخليج، وهي خطوات يقول الديمقراطيون وغيرهم من المنتقدين إنها قد تفتح الباب أمام التأثير على قرارات الرئيس. وركزت زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية وقطر والإمارات الأسبوع الماضي على إبرام اتفاقيات تجارية كبرى من تلك الدول الغنية بالنفط.

إنفوغراف: صناعة المجوهرات في لبنان تتحدى أسعار الذهب
إنفوغراف: صناعة المجوهرات في لبنان تتحدى أسعار الذهب

المدن

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدن

إنفوغراف: صناعة المجوهرات في لبنان تتحدى أسعار الذهب

باتت صناعة المجوهرات في لبنان شبيهة ببطاقة هوية للبنانيين، خصوصاً أن هذه الصناعة تعد مصدراً هاماً لإيرادات الدولة، بعدما باتت المجوهرات تتصدر قائمة الصناعات اللبنانية المصدرة إلى الخارج. وتظهر البيانات، بأن صناعة المجوهرات تشكل ما يقارب 30 في المئة من إجمالي الصادرات اللبنانية، كما يظهر بأن أكثر من 90 في المئة من الإنتاج السنوي للمجوهرات يتم تصديره إلى الخارج. بين النمو والتراجع في العام 2020 صدّر لبنان من المجوهرات ما يقارب المليار و400 مليون دولار، وخلال 2021 بلغت قيمة الصادرات ما يقارب من مليار و17 مليون دولار، قبل أن تنخفض في العام 2022، لتبلغ 752 مليون دولار بسبب الظروف السياسية حينها للبنان وفق بيانات صادرة عن مرصد التعقيد الاقتصادي. وبسبب الحرب استمرت الأرقام بالتراجع حتى بلغ حجم تصدير المجوهرات عام 2024 نحو 572 مليون دولار فقط لكنها بقيت في صدارة الصادرات اللبنانية إلى الخارج على الرغم من التراجع الكبير. وعلى الرغم من التراجع نسبيا ًفي قيمة تصدير المجوهرات، إلا أنها تبقى في أعلى قائمة المنتجات والسلع المصدرة، وتدخل إيرادات مالية لا يستهان بها إلى لبنان. ويتحدث أيمن الحلبي مؤسس محال الحلبي للمجوهرات، عن واقع القطاع فيقول لـ"المدن": يعتمد الكثير من صناع المجوهرات على بيع إنتاجهم إلى الخارج، في ظل ضعف القدرة الشرائية لاقتناء المجوهرات". وهنا يلفت الحلبي بأن غياب اقتناء المجوهرات من الجانب اللبناني لا يعني أن اللبنانيين تخلوا نهائياً عن شراء الذهب، بل حولوا أموالهم إلى سبائك ذهبية وليس إلى مجوهرات، بعد انهيار قيمة الليرة اللبنانية. يضيف الحلبي "ساعدت عوامل عديدة في إقبال الدول العربية وحتى أوروبا وأميركا على استيراد المجوهرات في لبنان، من ضمنها التصاميم المستخدمة، التي وصلت إلى العالمية، من جهة، ومن جهة ثانية، فإن الأسعار التنافسية التي يقدمها الصناعيون في لبنان مقارنة مع الأسعار في الدول الأخرى، تعد عامل جذب". والأحجار الكريمة لا تقف حدود تصدير المجوهرات على الصناعات الذهبية فقط، بل تشمل أيضاً الأحجار الكريمة، واللؤلؤ وغيرها من المجوهرات الثمينة، وتظهر أرقام أعدتها مؤسسة Statista إلى أن صناعات المجوهرات سواء بحالتها الطبيعية (ذهب من دون إضافة أي أحجار كريمة) أو مع الأحجار الكريمة تنمو بشكل كبير في لبنان. وتتوقع المؤسسة أن تبلغ قيمة إيرادات سوق المجوهرات ما يقارب من 78.44 مليون دولار بحلول عام 2025. ومن المتوقع أن يشهد السوق معدل نمو سنوي قدره 4.67 في المئة بين عامي 2025 و2029. ماذا عن ارتفاع أسعار الذهب؟ مع بلوغ أسعار الذهب مستويات قياسية بعد قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية، والتغيرات الجيوسياسية الحاصلة، تطرح علامات استفهام حول إمكانية محافظة صناعة المجوهرات على بريقها في لبنان وتصدّرها قائمة التصدير لاعتبارات عديدة، من ضمنها ارتفاع أسعار السبائك الذهبية من جهة، وقدرة الصناعيين في لبنان على شراء المواد الخام وإعادة تصنيعها وتشكيلها وبيعها. ويشير تقرير لوكالة رويترز نشر مؤخراً بأن الكثير من المتسوقين حول العالم قد ينصرفون عن شراء المجوهرات المصنوعة من الذهب، والتوجه بدلاً من ذلك إما الى الألماس أو أنواع أخرى من الأحجار الكريمة، بسبب انخفاض أسعارها مقارنة مع أسعار الذهب. في ظل سيناريو تغيير أذواق المستهلكين عالمياً، والانصراف عن شراء المجوهرات، فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى تراجع قيمة الصادرات اللبنانية، غير أن تاجر مجوهات آخر لا يعتقد بأن هذا التغيير في سلوك المستهلكين سينعكس سلباً وبشكل كبير على صناعة المجوهرات. وبحسب التاجر، هناك فئة من أصحاب الأموال لديها أسلوب خاص في اقتناء المجوهرات، قد تتوقف لفترة مؤقته عن شراء المجوهرات، ومن ثم تعود لشرائها مجدداً، خصوصاً أن الاتجاه العالمي لأسعار الذهب يشير إلى إمكانية ارتفاع الأسعار بشكل أكبر حتى نهاية 2025. ويُجمع العديد من تجار المجوهرات بأن الذهب لا يزال يحظى بجاذبية قوية كملاذ آمن لدى المتسوقين، وإن تراجعت حركة شراء الذهب المُصاغ لفترة محدودة إلا أن شراء الذهب الخالص، أي السبائك بمختلف أحجامها، ارتفع مؤخراً بشكل لافت. ويرى بعض التجار بأن حصول أي انخفاض في عمليات شراء المجوهرات عادة ما تكون قصيرة الأجل حيث يتكيف المستهلكون مع النطاق السعري الجديد.

ترامب الإبن يسعى لخلافة والده... ودخول "الحياة السياسية"
ترامب الإبن يسعى لخلافة والده... ودخول "الحياة السياسية"

ليبانون ديبايت

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون ديبايت

ترامب الإبن يسعى لخلافة والده... ودخول "الحياة السياسية"

ألمح دونالد ترامب الابن إلى إمكانية دخوله معترك السياسة في المستقبل، وربما السعي لخلافة والده، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في رئاسة الولايات المتحدة. وفي تصريح لافت خلال مشاركته في منتدى قطر الاقتصادي، نقلته وكالة "بلومبرغ"، قال ترامب الابن: "لا أدري، ربما أسعى في يوم من الأيام إلى دخول الحياة السياسية، وربما خلافة والدي في منصب الرئاسة". وأضاف، "أعتقد أن والدي غيّر فعلًا الحزب الجمهوري، أصبح الآن حزب أميركا أولًا، أو حزب MAGA، أيًّا كان ما تفضّلون تسميته". ورغم ندرة حديثه العلني عن طموحاته السياسية، برز ترامب الابن كلاعب فاعل في الساحة السياسية الأميركية، من خلال مشاركته الفاعلة في الحملات الانتخابية لوالده، وظهوره المتكرر على وسائل الإعلام، فضلًا عن إلقائه خطابًا رئيسيًا خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري. من جانبه، لا يزال ترامب الأب يلمّح إلى احتمال الترشّح لولاية رئاسية جديدة في عام 2028، رغم تحديد الدستور الأميركي بفترتين رئاسيتين فقط، وهو ما يثير تساؤلات قانونية ودستورية في حال سعيه لذلك. وفي الولاية الأولى لترامب، لعبت ابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر دورًا محوريًا كمستشارين في البيت الأبيض، بينما تراجع حضورهما بشكل ملحوظ خلال الولاية الثانية، في وقتٍ تصاعد فيه نفوذ دونالد الابن داخل الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس. وفي غياب أي منصب رسمي له داخل الإدارة، برز ترامب الابن كرجل أعمال وناشط سياسي محافظ. فقد انضم إلى شركة "1789 كابيتال"، وهي شركة استثمارية أنشأها المستثمر عميد مالك، وتركّز على دعم الشركات ذات التوجهات المحافظة. كما أدى دورًا في دفع ترشيح السيناتور جيه دي فانس لمنصب نائب الرئيس، ضمن جهود الحزب الجمهوري لترسيخ تيار "أميركا أولًا". وخلال كلمته في منتدى الدوحة، توجّه ترامب الابن بإشادة لبيئة الاستثمار في دول الخليج، قائلاً: "الناس هنا يعملون بجد، ولا يتعاملون مع مناخ تنظيمي خانق كما هو الحال في أوروبا الغربية"، في انتقاد لاذع للبيروقراطية الأوروبية. وأشار إلى أنّ البيئة الاستثمارية في الخليج تُعدّ جاذبة لرؤوس الأموال، مقارنة بما وصفه بـ"المناخ التنظيمي المُعقّد" في دول الغرب الأوروبي، في تأكيد على تحوّل اهتمام بعض روّاد الأعمال المحافظين نحو الأسواق الخليجية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store