
واشنطن: هجوم على سفينة في البحر الأحمر بعد غرق ناقلة حبوب أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عنه
وكان الحوثيون قد أعلنوا في وقت سابق أنهم هاجموا ناقلة الحبوب "ماجيك سيز" (Magic Seas)، المملوكة لليونان وترفع أيضًا علم ليبيريا، باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ وقذائف "آر بي جي" وأسلحة خفيفة، يوم الأحد، ما أجبر طاقمها المكون من 22 شخصًا على مغادرتها.
أثار الهجومان، إلى جانب غارات جوية إسرائيلية فجر الاثنين استهدفت الحوثيين، مخاوف من استئناف حملة الحوثيين ضد الملاحة في البحر الأحمر، ما قد يدفع القوات الأميركية والغربية مجددًا إلى التدخل، خاصة بعد أن كانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد استهدفت الحوثيين بحملة غارات جوية واسعة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس في الشرق الأوسط، إذ لا يزال التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس معلقًا، فيما تدرس إيران ما إذا كانت ستستأنف المفاوضات بشأن برنامجها النووي بعد غارات جوية أميركية استهدفت مواقعها النووية الحساسة خلال الحرب الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية في يونيو. وكان من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين.
•
هجمات السفن تضرب البحر الأحمر
ذكرت شركة الأمن الخاصة "أمبري" أن الهجوم الأخير وقع مساء الاثنين، وأوضحت أن السفينة كانت متجهة شمالًا نحو قناة السويس عندما تعرضت لهجوم من قبل رجال في قوارب صغيرة وطائرات مسيّرة محملة بالمتفجرات. وأطلق حراس الأمن على متن السفينة النار دفاعًا عنها.
وقالت الشركة: "أُبلغ عن تعطل محركات السفينة، ولاحظت أمبري أن السفينة بدأت تنجرف".
لم ترد تفاصيل إضافية فورًا عن الهجوم، لكن المركز البريطاني لعمليات التجارة البحرية (UKMTO) أكد وقوعه. وأشارت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين إلى الهجوم، دون أن تتبناه الجماعة بشكل مباشر.
من جهته، قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، معمر الإرياني، إن الحوثيين نفذوا الهجوم الثاني أيضًا. وتسيطر الجماعة على شمال اليمن والعاصمة صنعاء.
وقال القيادة المركزية الأميركية إنها على علم بالتقارير المتعلقة بالهجوم، لكنها رفضت التعليق.
وقع هجوم يوم الأحد على سفينة "ماجيك سيز" – وهي ناقلة حبوب كانت متجهة شمالًا نحو قناة السويس – على بُعد نحو 100 كيلومتر جنوب غرب ميناء الحديدة، الخاضع لسيطرة الحوثيين، وهو نفس موقع هجوم مساء الاثنين.
وذكر مركز UKMTO أن طاقم الأمن المسلح على متن السفينة رد على الهجوم الأول بالأسلحة النارية وقذائف "آر بي جي"، لكن السفينة أصيبت لاحقًا بمقذوفات، ما أدى إلى تسرب المياه إليها وإخلاء الطاقم، الذين تم إنقاذهم بواسطة سفينة مارة.
وقالت قوة "أتلانتا" الأوروبية لمكافحة القرصنة إن 22 بحارًا كانوا على متن "ماجيك سيز".
وفي وقت لاحق، أعلنت الإمارات أن إحدى سفنها التابعة لموانئ أبوظبي تلقت نداء استغاثة وساهمت في إنقاذ طاقم السفينة.
وزعم المتحدث العسكري للحوثيين، العميد يحيى سريع، مسؤولية جماعته عن هجوم الأحد، موضحًا أنهم استخدموا صواريخ وزوارق مسيّرة مفخخة لاستهداف السفينة.
وقال سريع: "عملياتنا مستمرة في استهداف عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، ومنع الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي... حتى يتوقف العدوان على غزة ويرفع الحصار عنها".
ولم يرد ملاك السفينة على طلب للتعليق. وأشار سريع لاحقًا إلى أن السفينة غرقت يوم الاثنين في البحر الأحمر.
•
غارات إسرائيلية تستهدف موانئ حوثية
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن غارات فجر الاثنين استهدفت موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى جانب محطة كهرباء رأس كنيتب. ونشر الجيش فيديو لطائرة "إف-16" تقلع من إسرائيل لتنفيذ الهجوم، الذي جاء عقب تحذير أصدره الجيش الإسرائيلي في المنطقة.
وقال الجيش الإسرائيلي: "تُستخدم هذه الموانئ من قبل النظام الإرهابي الحوثي لنقل الأسلحة من النظام الإيراني، والتي تُستخدم لتنفيذ عمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل وحلفائها".
كما أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف سفينة "جالاكسي ليدر"، وهي سفينة شحن سيارات استولى عليها الحوثيون في نوفمبر 2023 عند بدء هجماتهم في البحر الأحمر.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الحوثيين نصبوا نظام رادار على متن السفينة، ويستخدمونه لتعقب السفن في المياه الدولية بغرض تسهيل المزيد من الأنشطة الإرهابية.
وترفع السفينة "جالاكسي ليدر" علم جزر البهاما، وكانت مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي وتُشغّل من قبل شركة يابانية.
واعترف الحوثيون بالضربات، لكنهم لم يحددوا حجم الأضرار الناتجة عنها.
وشنّت إسرائيل مرارًا هجمات على مواقع الحوثيين،
بما في ذلك غارة بحرية في يونيو
. ورغم أن إسرائيل والولايات المتحدة شنّتا في السابق هجمات على موانئ في اليمن –
منها هجوم أميركي في أبريل أسفر عن مقتل 74 شخصًا
– إلا أن إسرائيل باتت الآن تتحرك منفردة ضد الحوثيين مع استمرارهم في استهدافها بالصواريخ.
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بشن مزيد من الضربات قائلًا: "ما ينطبق على إيران ينطبق على اليمن... كل من يرفع يده ضد إسرائيل سيُقطع، وسيواصل الحوثيون دفع ثمن باهظ لأفعالهم".
ورد الحوثيون على ذلك على ما يبدو بهجوم صاروخي على إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه حاول اعتراض صاروخين أطلقهما الحوثيون، ويبدو أنهما أصابا أهدافًا، دون وقوع إصابات.
وأكد يحيى سريع يوم الاثنين إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة نحو إسرائيل.
•هجمات الحوثيين بسبب حرب إسرائيل على حماس
شن الحوثيون سلسلة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على سفن تجارية وعسكرية في المنطقة، في إطار ما تقول قيادتهم إنه محاولة لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على حماس في غزة.
بين نوفمبر 2023 ويناير 2025، استهدفت الجماعة أكثر من 100 سفينة تجارية، أغرقت اثنتين منها وقتلت أربعة بحارة. وأدت حملتهم إلى تراجع كبير في حركة التجارة عبر البحر الأحمر، الذي تمر عبره بضائع تُقدّر قيمتها بنحو تريليون دولار سنويًا. ورغم أن حركة الملاحة لا تزال دون المستوى المعتاد، إلا أنها شهدت تحسنًا خلال الأسابيع الأخيرة.
وكان الحوثيون قد أوقفوا هجماتهم مؤقتًا بعد أن شنت الولايات المتحدة هجومًا واسعًا عليهم في منتصف مارس، استمر لأسابيع. ومنذ ذلك الحين، لم يهاجموا أي سفينة، رغم أنهم واصلوا بين الحين والآخر إطلاق صواريخ على إسرائيل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمنات الأخباري
منذ ساعة واحدة
- يمنات الأخباري
مجلة امريكية: ترامب يفرض قيودا صارمة على تأشيرات دول أفريقية
كشفت مجلة نيوزويك الأميركية، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، فرضت قيودا جديدة وصارمة على تأشيرات الدخول لكل من الكاميرون، وإثيوبيا، وغانا، ونيجيريا. ونقلت المجلة عن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن السياسة الجديدة تقيد تقريبا جميع التأشيرات غير الدبلوماسية وغير المهاجرين لمواطني هذه الدول الأربع، بحيث تقتصر على دخول واحد فقط لمدة 3 أشهر. وبحسب المجلة، يُعد هذا الإجراء تغييرا جذريا مقارنة بالسياسات السابقة، التي كانت تسمح بتأشيرات دخول متعددة صالحة لمدة سنتين أو أكثر. وذكرت المجلة أن القيود الجديدة تضيف عبئا جديدا على كاهل المسافرين والمهنيين والطلاب من الدول الأربع، الذين يسعون لزيارة الولايات المتحدة أو الدراسة فيها. مخاوف وصرّح مسؤولون أميركيون بأن الدافع وراء هذا القرار هو مخاوف تتعلق بالأمن ومبدأ المعاملة بالمثل في منح التأشيرات. وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من القيود التي فرضها البيت الأبيض على دول أفريقية وأخرى ذات أغلبية مسلمة. وفي الشهر الماضي، علقت الولايات المتحدة جميع تأشيرات الهجرة وغير الهجرة لمواطني إريتريا، والصومال، والسودان، في إطار تشديد إضافي على السياسات الحدودية. ونقلت المجلة عن بايو أونانوغا، المتحدث باسم رئاسة نيجيريا، قوله يوم الخميس: 'نود أن نؤكد أن ادعاء الحكومة الأميركية بأن هذا الإجراء نابع من مبدأ المعاملة بالمثل لا يعكس الواقع الفعلي بدقة'. مراجعات دورية وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن سياسات التأشيرات تخضع لمراجعات دورية، ويمكن تعديلها إذا قامت الدول المعنية بإدخال تحسينات متبادلة أو استوفت المعايير الأمنية الجديدة. وكان الرئيس دونالد ترامب قد التقى في البيت الأبيض -الأربعاء- رؤساء 5 دول من غرب أفريقيا، في وقت تبحث فيه إدارته عن دول إضافية لاستقبال مهاجرين غير نظاميين منذ إبرام اتفاق مع بنما في فبراير/شباط، أرسلت بموجبه طائرة على متنها أكثر من 100 مهاجر، إلى الدولة الواقعة في أميركا الوسطى. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية استنادا إلى وثيقة داخلية ومسؤولين أميركيين حاليين وسابقين أن الإدارة الأميركية ضغطت على رؤساء ليبيريا والسنغال وموريتانيا والغابون وغينيا بيساو لقبول المهاجرين الذين رحَّلتهم الولايات المتحدة، وترفضهم بلدانهم الأصلية، أو تتباطأ في استعادتهم.


يمن مونيتور
منذ ساعة واحدة
- يمن مونيتور
هل انتهت هدنة البحر الأحمر؟ ما تداعيات هجمات الحوثيين على الولايات المتحدة واستقرار المنطقة؟
ترجمة وتحرير 'يمن مونيتور' المصدر: المونيتور ربما تمنح الهجمات الحوثية المتجددة على السفن في البحر الأحمر إيران الوقت للتعافي من حرب يونيو/حزيران الماضي مع إسرائيل، بحسب بعض المراقبين. استأنف المتمردون الحوثيون في اليمن هجماتهم على السفن في البحر الأحمر يوم الأحد على الرغم من وقف إطلاق النار في مايو/أيار مع الولايات المتحدة – وهي الخطوة التي يقول الخبراء إنها تُظهر نية الجماعة المدعومة من إيران في الرد على الولايات المتحدة وإسرائيل. حتى يوم الخميس، تم إنقاذ عشرة أشخاص من سفينة الشحن 'إتيرنيتي سي'، التي ترفع العلم الليبيري والمملوكة لليونان، عقب هجوم شنه الحوثيون عليها مساء الاثنين. ولقي ثلاثة أشخاص على الأقل كانوا على متن السفينة، التي غرقت لاحقًا، حتفهم في الهجوم، ولا يزال عشرة آخرون في عداد المفقودين. تفاصيل الهجمات وأهميتها تعرضت السفينة، التي كانت متجهة شمالًا نحو قناة السويس، لهجوم بطائرات مُسيّرة وقذائف صاروخية أُطلقت من قوارب صغيرة، وفقًا لمجموعة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO). وأعلن المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، يوم الأربعاء مسؤوليته عن الهجوم، قائلاً إن السفينة كانت متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، على الرغم من أن موقع تتبع السفن 'مارين ترافيك' حدد وجهتها بأنها بربرة، الصومال. وقال سريع إن 'استهداف السفينة جاء بعد أن استأنفت الشركة المالكة للسفينة عملياتها مع ميناء أم الرشراش (ميناء إيلات) في انتهاك واضح لحظر العمل مع الميناء المذكور'. وقالت السفارة الأميركية في اليمن يوم الأربعاء إن الحوثيين 'اختطفوا العديد من الناجين' من أفراد الطاقم وطالبت بالإفراج الفوري عنهم؛ وقال الحوثيون في اليوم نفسه إنهم أجروا 'إنقاذا' لعدد من الأشخاص الذين كانوا على متن السفينة ونقلوهم إلى 'مكان آمن'. وتعرضت سفينة أخرى لهجوم قبالة السواحل اليمنية يوم الأحد. وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية أن سفينة تابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، ومقرها أبوظبي، أنقذت طاقم سفينة 'ماجيك سيز'، وهي سفينة شحن مملوكة لليونان وترفع العلم الليبيري. ونشرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، الثلاثاء، مقطع فيديو لهجومهم على سفينة ماجيك سيز وغرقها. وصرح سريع، الاثنين، بأن ثلاث سفن تابعة للشركة المالكة لسفينة ماجيك سيز دخلت موانئ إسرائيلية خلال الأسبوع الماضي. أدان بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء الهجمات، قائلاً إنها 'تُظهر التهديد المستمر الذي يُشكله المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على حرية الملاحة والأمن الاقتصادي والبحري الإقليمي'. وأكدت وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة ستتخذ 'الإجراءات اللازمة لحماية حرية الملاحة والشحن التجاري من الهجمات الإرهابية الحوثية'. ولم يستجب المتحدث باسم الحوثيين لطلب 'المونيتور' للتعليق. تزامنت الهجمات مع شنّ إسرائيل غارات جوية على أهداف حوثية في اليمن ليلة الأحد. استهدفت الغارات موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، بالإضافة إلى محطة رأس الكثيب لتوليد الكهرباء. بعد ساعات قليلة من الغارات الإسرائيلية، أعلن الحوثيون إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف في إسرائيل. ويوم الخميس، زعم الحوثيون مجددًا استهداف مطار بن غوريون الإسرائيلي بصاروخ باليستي، قالت إسرائيل إنها اعترضته. تُعد هذه الهجمات الأولى منذ توصل الولايات المتحدة والحوثيين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مايو/أيار الماضي، بعد حملة قصف أمريكية استهدفت الجماعة. وصرح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الذي توسط في الاتفاق، آنذاك بأنه سيضمن 'حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي' في البحر الأحمر. وصرح رئيس وفد الحوثيين المفاوض، محمد عبد السلام، لرويترز في مايو/أيار بأن 'الاتفاق لا يشمل إسرائيل بأي شكل من الأشكال'. الدعم لإيران وقبل يوم الأحد، وقع آخر هجوم تم الإبلاغ عنه على سفينة في البحر الأحمر وخليج عدن في أبريل/نيسان، عندما تعرضت سفينة لإطلاق نار، وفقا لمنظمة عمليات الملاحة البحرية في المملكة المتحدة. وقال جريجوري جونسن، وهو زميل غير مقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن استئناف هجمات الحوثيين على السفن الدولية يدل على أن الجماعة المدعومة من إيران 'تسعى إلى مواصلة إبقاء إسرائيل والولايات المتحدة منخرطتين في صراع'. وقال جونسون إن الحوثيين كانوا 'هادئين' خلال الضربات الأميركية والإسرائيلية على إيران الشهر الماضي، وهي الخطوة التي قال إنها ربما تكون مرتبطة بالصعوبات التي تواجهها الجماعة في التنسيق مع إيران وسط الصراع. وأضاف أن 'هذه هي طريقة الحوثيين للبدء في الرد على ما فعلته الولايات المتحدة وما فعلته إسرائيل ضد إيران'، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية والأمريكية ضد إيران في يونيو/حزيران الماضي. وأطلق الحوثيون بعض الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل خلال الحرب، لكن لم يتم الإبلاغ عن أضرار كبيرة، وتجنبت المجموعة استهداف الشحن التجاري في البحر الأحمر في ذلك الوقت. وقال جونسون إنه من المحتمل أن يكون هناك 'مستوى ما من التنسيق' بين الحوثيين وإيران بشأن هجمات السفن، مضيفا أن الجماعة اليمنية ربما تساعد طهران على التعافي من الخسائر التي تكبدتها في حرب الشهر الماضي. وقال 'هناك احتمال قوي أنهم ينسقون، على الأقل [إلى حد ما]، مع إيران ويحاولون توفير بعض المساحة لإيران لإعادة تنظيم صفوفها والتعافي بعد الحرب مع إسرائيل'. وقال جونسون إن الجمهورية الإسلامية تأمل أن تنجح هجمات الحوثيين في 'تشتيت' انتباه إسرائيل والولايات المتحدة. قال: 'إن فقدان هذا العدد الكبير من العلماء البارزين والقادة العسكريين سيستغرق وقتًا طويلاً للبدء في استخراج الحقيقة من تحت الأرض. إيران الآن تبحث عن الوقت'. وأضاف: 'إذا استطاع الحوثيون إبقاء إسرائيل والولايات المتحدة مشغولتين، ومنح إيران مساحة أكبر للقيام بذلك، فأعتقد أن هذا نصر لإيران'. التأثيرات: وفقًا لفريدي خويري، المحلل في شركة RANE للاستخبارات، فإن إيران قد تنظر إلى تصرفات الحوثيين باعتبارها 'رافعة مفيدة' ضد إسرائيل والولايات المتحدة، دون الحاجة إلى التدخل عسكريًا بشكل مباشر. وأضاف أن 'طهران تسعى على الأرجح إلى الحفاظ على سياسة الإنكار المعقولة، مما يسمح للحوثيين بالتصرف بشكل مستقل في حين تأمل أن يتمكنوا من الاستفادة استراتيجيا من ضغوطهم على الخصوم'. ومع ذلك، أضاف أنه 'إذا تصاعدت هذه الهجمات بشكل كبير، فقد تشعر إيران بالقلق من رد الفعل العنيف المحتمل من إسرائيل والولايات المتحدة، والذي قد يعرض مفاوضاتها مع الولايات المتحدة للخطر إذا تم المضي قدمًا في النهاية'. ولم تعلق إيران على الهجمات المتجددة للحوثيين، على الرغم من أن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي أدان الضربات الإسرائيلية التي شنتها إسرائيل يوم الأحد في تصريحات للصحفيين يوم الاثنين. وقال خويري إن استئناف هجمات الحوثيين قد يكون محاولة للضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، ووصف الخطوة بأنها 'توقيت متعمد' لتتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن. وقال خويري لموقع 'المونيتور': 'في حين أن الهجوم الأول [على ماجيك سيز] ربما تم تفسيره على أنه عمل رمزي أو محدود – للاشتباه في أن السفينة لها علاقات بإسرائيل ومتوافقة مع الحصار المعلن الذي فرضه الحوثيون على الشحن المتجه إلى إسرائيل – فإن الضربة التي تلتها بعد يوم واحد فقط تشير إلى رسالة استراتيجية أعمق على الأرجح'. ماذا بعد؟ وقال أحمد ناجي، المحلل البارز في مجموعة الأزمات الدولية، إن مستقبل الهدنة بين الحوثيين والولايات المتحدة على المدى الطويل غير واضح في أعقاب استئناف الهجمات. يبدو أن الحوثيين يُشيرون إلى أن اتفاقهم مع الولايات المتحدة ينطبق فقط على السفن الأمريكية، ولا يشمل السفن الأخرى. وما داموا يمتنعون عن استهداف الأصول الأمريكية، فمن غير المرجح أن تستأنف واشنطن العمليات العسكرية ضدهم، كما قال ناجي للمونيتور. وأضاف ناجي أن الولايات المتحدة 'قد تعيد النظر في موقفها' إذا تأثرت حركة الملاحة في البحر الأحمر، بما في ذلك الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة، بشكل كبير بالهجمات. وقال سريع في خطابه اليوم الأربعاء إن الحوثيين سيواصلون هجماتهم على السفن 'حتى يتوقف العدوان على غزة ويرفع الحصار'. وقال ناجي إن تصرفات الحوثيين مدفوعة برغبة في إظهار أنهم 'قادرون وغير عابئين بالضغط العسكري على إيران' وإظهار وجهة النظر المتزايدة داخل قيادة الجماعة بأن 'التراجع خطأ'، في أعقاب الخسائر التي تكبدتها الجماعات الأخرى المدعومة من إيران منذ بداية حرب غزة. وقال ناجي 'إن وجهة نظرهم واضحة: إذا كنت تمتلك السلطة، فاستخدمها قبل أن تُنتزع منك'.


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
المونيتور: تصاعد الهجمات الحوثية يعصف بهدنة البحر الأحمر ويهدد الاستقرار الإقليمي
كشفت تقارير تحليلية أن الهجمات الأخيرة التي شنّها الحوثيون ضد سفن تجارية في البحر الأحمر قد تمثل نهاية فعلية لفترة الهدوء المؤقتة التي سادت منذ إعلان هدنة غير رسمية في مايو الماضي، ما ينذر بتصعيد جديد يهدد أمن الملاحة الإقليمية والدور الأمريكي في المنطقة. ووفقاً لتحليل نشره موقع "المونيتور" بعنوان "هل انتهت هدنة البحر الأحمر؟ ماذا تعني هجمات الحوثيين للولايات المتحدة واستقرار المنطقة؟"، فإن الهجوم على سفينتي الشحن "ماجيك سيز" وإترنيتي سي"، في مطلع يوليو الجاري، يعيد التوتر إلى ممر استراتيجي بالغ الحساسية، بعد أسابيع من خفض التصعيد النسبي الذي أعقب وساطة عُمانية بين الولايات المتحدة والحوثيين. وأوضح الموقع أن اتفاق وقف الهجمات الحوثية الذي أُعلن عنه في السادس من مايو 2025 لم يكن شاملاً، بل اقتصر على السفن الأمريكية، في حين احتفظ الحوثيون بحق استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل. وهو ما دفع محللين إلى التشكيك في جدوى هذه الهدنة المؤقتة، بالنظر إلى استمرار الهجمات على أهداف يعتبرها الحوثيون "مرتبطة بالعدو الصهيوني". وأكد الموقع أن هذه التطورات تعكس في جانب منها استمرار النفوذ الإيراني في توجيه تحركات الحوثيين، بما يتوافق مع الحسابات الاستراتيجية لطهران. ورغم ما يظهر من استقلالية تكتيكية للحوثيين، فإن خطوط الاتصال والتنسيق مع إيران لا تزال فعالة، خصوصًا في ما يتعلق بتوقيت الهجمات وسقف التصعيد. ويشير تحليل المونيتور إلى أن تجدد الهجمات يقوّض جهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاحتواء التهديدات في البحر الأحمر، خصوصًا بعد إعلان وقف الضربات الجوية ضد الحوثيين في إطار ما عُرف بـ"اتفاق تخفيف التصعيد". ويؤدي ذلك، بحسب مراقبين، إلى تآكل الردع البحري الأمريكي في المنطقة، وخلق فجوة أمنية قد تستغلها أطراف أخرى. وأشار التحليل إلى أنه في ظل هشاشة الوضع الحالي، تتصاعد الدعوات نحو تبني نهج متعدد الأطراف يشمل القوى الإقليمية والدولية، للتصدي لمخاطر استهداف الممرات البحرية، وضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب. وتشير أصوات دبلوماسية إلى ضرورة تجاوز الحلول العسكرية نحو معالجة سياسية مستدامة للنزاع اليمني كمدخل لتعزيز الأمن البحري. ومنذ أواخر عام 2023، صعّد الحوثيون من استهداف السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، بدعوى دعمهم للقضية الفلسطينية في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. وأدى هذا التصعيد إلى إطلاق تحالفات بحرية بقيادة الولايات المتحدة، أبرزها "عملية حارس الازدهار"، دون أن تحقق ردعًا كاملاً للهجمات.