
العقلانية السياسية بين طه عبدالرحمن وابن خلدون
كان موقف طه عبدالرحمن - الدرويش الساذج بمعايير زمننا – من (المقاومة من أجل القدس/كما يقول) واضحاً حين قال في لقاء مصور: (... الإنجاز العظيم، كان من دون شك، بل بيقين مطلق أنه بمدد من الله سبحانه وتعالى..) مما أعاد إلى ذهني ما أورده - العقلاني بمعايير أزمان كثيرة - ابن خلدون في مقدمته، حيث قال في الفصل الثاني والأربعين: (في أن العلماء من بين البشر أبعد عن السياسة ومذاهبها) ابن خلدون يفسر ذلك بأن العلماء معتادون على (النظر الفكري المجرد)، حيث يغوصون في المعاني ويجردونها إلى مفاهيم كلية، ليحكموا عليها وفق قواعد عامة، مما يجعلهم (يقعون في الغلط) عند تطبيق هذه التصورات على الواقع السياسي.
ولهذا تأكد لي موقفي من كتبه التي قرأت بعضها بتدقيق وملاحظة جعلتني أربطه بهايدغر مع نزعة صوفية مؤدلجة أشرت لها سابقاً في مقال (إحياء سيد قطب بأدوات حداثية) المنشور في 25 أبريل 2021. فلما قرأت بعد ذلك مقال الباحث: محسن المحمدي بعنوان: (طه عبدالرحمن واللاشعور الروحي) وجدت فيه مفتاحاً تفكيكياً لمنهجه، إذ يضع المحمدي طه عبدالرحمن تحت (مكر المنوال (البرادايم) الحداثي) حيث يدخل (بنسخة إسلامية مؤولة تأويلاً صوفياً» ضمن (مارتن هيدغر، فيكتور فرانكل، إريك فروم، هوبير بونوا...).
وهنا أستعيد رؤية طه عبدالرحمن المستند في كتاباته إلى نقد حداثي وأيديولوجيا صوفية ورغم ذلك فهو نموذج على أزمة العقلانية السياسية في العالم العربي لدى بعض النخب في حادثة طوفان الأقصى وما آلت إليه حتى الآن، حيث تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 27 ألفاً، مقارنة بأعلى تقدير لقتلى الجيوش العربية في هزيمة 1967 الذي بلغ (23510).
هذا يعيد النقاش حول استمرار الاستقطاب العاطفي في الشارع العربي بـ(الزعيق القومي) نفسه، تلاعباً بغريزة (الحمية العشائرية) و(النعيق الإسلامي) نفسه، تلاعباً بغريزة (التعصب الديني) منذ بدايات القرن الماضي وحتى الآن، وتنزلق إليه بعض النخب الفكرية تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما يضغط على السياسي العربي ويدفعه أحياناً إلى الرضوخ للعاطفة المتكئة على غرائز بدائية في الذات العربية على حساب العقلانية في إدارة الشأن العام، والعقلانية تقتضي التمييز بين (الواقع والمعتقد، الواقع والرغبة، الواقع والحق) كما يلي:
أولاً/ (التفريق بين الواقع والمعتقد): العقلانية السياسية تتطلب القدرة على الفصل بين المعتقد والواقع، وهو ما نراه جلياً لدى المجتمعات الغربية، حيث لم تؤدِ قدسية كنيسة القيامة وكنيسة البشارة وجبل الزيتون إلى حروب عقائدية بين المسيحيين وإسرائيل، بل قبلوا بالترتيبات الإسرائيلية التي تمنحهم إدارة مواقعهم المقدسة دون تصعيد ديني، هذا لأن الدول الغربية المسيحية مارست العقلانية وفصلت الدين عن المصالح السياسية وفق معيار المنفعة.
في المقابل، نجد أن الصهيونية رغم ظاهرها (العقائدي) ليست سوى عملية فصل بين المعتقد والواقع، حيث لا تزال هناك تيارات يهودية عقائدية تعارض الصهيونية بوصفها مشروعاً علمانياً، بينما تستمد إسرائيل قوتها من هذا الفصل الذي يسمح لها بدمج الأقليات العرقية والدينية ضمن مشروعها العسكري والسياسي.
ثانياً/ (التفريق بين الواقع والرغبة): غياب هذا الفصل أدى إلى إخفاقات سياسية في العالم العربي، مثل الوحدة الناصرية بين مصر وسوريا، التي لم تكن مبنية على واقع سياسي متين بل رغبة عاطفية، مما أدى إلى انهيارها، لأن الكبرياء القومي/ الوطني في العالم العربي لا علاقة له بالمعنى الديمقراطي (العقد الاجتماعي/ العقل الحديث)، بقدر ارتباطه بالكبرياء الشخصي للرئيس المفدى بالدم والروح (الحق الإلهي/ العقل العشائري)، على الجانب الآخر، نجد أن القوى العظمى مثل الولايات المتحدة تعرف كيف تفصل بين رغبتها في الهيمنة والواقع السياسي، مما يسمح لها بالانسحاب عند الضرورة (مثل انسحابها من فيتنام) دون أن يؤثر ذلك على قوتها العالمية مع نظام ديمقراطي يسمح عام 1971 بمعارضة الحرب في فيتنام من قبل عسكري سابق كان هناك يدعى جون كيري، بل ويصبح عام 2013 وزيراً للخارجية الأمريكية، وكذلك انسحاب بريطانيا من مستعمراتها دون أن تمس عظمتها، مع (حرب الفوكلاند 1982) إن لزم الأمر.
ثالثاً/ (التفريق بين الواقع والحق): الاعتراف بتأثير الزمن والقوة في إعادة تشكيل الحقائق السياسية أمر بالغ الأهمية، إنكار هذه الحقيقة يقود إلى (قراءات غير واقعية للتاريخ)، فإنكار القوة وأثرها في إقامة نظام جديد للأمور، ومفاعيل الزمن في خلق وإلغاء الحقائق الواقعية يجعل (حق) الهنود الحمر وعددهم خمسة ملايين نسمة غير كافٍ لطرد أكثر من 300 مليون أمريكي من مختلف الأعراق، وهذا التفريق بين (الواقع والحق) يجعلنا نتأمل (آيا صوفيا) ومفاعيل الزمن في إلغاء الحقائق الواقعية أيام كانت (كاتدرائية أرثوذكسية 537م) ثم أصبحت (كاتدرائية كاثوليكية 1204م) ثم تحولت إلى (مسجد عثماني 1453) ثم (متحف فني 1935) ثم عاد جزء منه إلى (مسجد 2020)، يعكس كيف أن الزمن يعيد ترتيب الحقائق وفق موازين القوة. ومثله الوجود العربي في شمال أفريقيا عبر قرون طويلة أصبح واقعاً لا يمكن للأقباط والقبائل الأمازيغية تجاوزه تحت دعوى الحق التاريخي.
وبالنتيجة فإن العلمانية والديمقراطية تمثلان أدوات للفصل، إذ إن هذا الفصل بين (الواقع والمعتقد، الواقع والرغبة، الواقع والحق) هو ما سمح للهند بأن تصبح ديمقراطية علمانية قوية رغم وجود 200 مليون مسلم، و30 مليون مسيحي وملايين أخرى من السيخ وغيرهم، مع أكثر من 800 مليون هندوسي، حيث اعتمدت على معادلة «حق الأقلية وواجب الأغلبية» في نظامها الديمقراطي– بقدر استطاعتها- مما مكنها من تجاوز التعثر السياسي الذي شهدته باكستان المتأثرة بنيوياً بضرورة خلط الدين بالسياسة، دون إعادة تعريف نفسها والعصر الحديث.
هذا التمييز بين هذه الثلاثية هو ما سمح للدول الغربية وغيرها كاليابان - رغم الهزيمة البشعة - والصين – رغم تايوان - بالتطور والازدهار، بينما لا تزال بعض الدول العربية والإسلامية تعاني (الاستقطاب الأيديولوجي) الذي يعيق (العقلانية السياسية)، ما يجعلها رهينة لصراعات – تدميرية غير خلاقة - لا يمكن تجاوزها إلا بقبول (موازين القوى) وإدراك أن السياسة ليست مجرد امتداد (للمعتقد، أو الرغبة، أو الحق) بالمعنى (القروسطي دينياً أو عشائرياً)، لكنها عملية ديناميكية تعتمد على الواقع المتغير باستمرار وفق معيار (عقلاني وبالضرورة علماني)، وبهذا الوعي التاريخي (المتفوق) استغرقت الصهيونية ما يزيد على القرن من العمل الدؤوب في خدمة الفكرة لتظهر على أرض الواقع كتقيؤ كولونيالي (طبيعي) لأزمات الحداثة الأوروبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الحدث
منذ 5 ساعات
- الحدث
أمير جازان يستقبل منسوبي الإمارة المهنئين بتعيينه أميرًا للمنطقة
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، بالإمارة اليوم، بحضور صاحب السمو الأمير ناصر بن محمد بن عبدالله بن جلوي نائب أمير المنطقة، وكلاء ومنسوبي إمارة المنطقة بمناسبة صدور الثقة الملكية الكريمة بتعيينه أميرًا للمنطقة، وتعيين سمو الأمير ناصر بن محمد نائبًا لأمير المنطقة. وأعرب سمو أمير المنطقة عن شكره للجميع على التهنئة، رافعًا باسمه وباسم سمو نائبه الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على الثقة الملكية الكريمة بتكليفهما لخدمة المنطقة بتعيينه أميرًا لجازان، وتعيين سمو الأمير ناصر بن محمد نائبًا، سائلًا الله العلي القدير أن يعينهما على أداء هذه الأمانة. ووجه سموه الجميع بتقديم كل ما يحتاجه المواطن والمقيم بمنطقة جازان، ويسهل سرعة إنجاز معاملاتهم، ويضمن تقديم أفضل الخدمات لهم، راجيًا من الله تعالى العون والتوفيق والسداد للجميع.

سعورس
منذ 5 ساعات
- سعورس
دعوهم يتألمون
هنا يعلم الله أنني لا أتحمس كثيرا حينما أرى سعوديا أو عربيا وحتى من خارج محيطنا يناوش ويقارع أولئك الذين يريدون إسقاطا ولؤما على هذه البلاد، لأنني أتمنى أن يترفعوا عنهم لأن لا سبيل لإقناع حاقد.. هنا لا ننكر أننا نعيش في عالم كثير منه بلا مبادئ ولا أخلاق، سبيله أمام الناجحين محاولة صناعة صورة مختلفة مختلقة وفق ما يريده، ويبدو أن هذا استفز أصحاب الأخلاق والمصداقية وفق الردود التي نجدها تدحض ما يتعرض له الناجحون من الفاشلين، ملتزمين بالواقع الذي يقول إنه لم يعد هناك مجال لتركهم يفترون ويكذبون. من تلك التوطئة هل نحن نبالغ في تفسير مفهوم حب الوطن والدفاع عنه، ونتجاوز إلى الأنانية، والأكيد.. لا.. ولا علينا من ذلك فحينما يحضر الوطن بكل تجلياته تسقط كل التحديات والعوائق، ولا بأس من تغيير المفاهيم والعلاقات، بل والحب والكره والصداقة والعداوة، وإن كنا مع تمسكنا بتلك المبادئ أن نؤكد أن التاريخ لم يعرف قديما وحديثا أن السعودية بلد معتدٍ أو مثير فتن وصانع فرقة، وحينما تكون السعودية الحضور الأول لرئيس الدولة الأهم والأعظم في العالم فذلك عنوان أن السعودية ضمن الأكثر أهمية وتأثيرا في كل العالم. هنا في المملكة بلغ الرقي شأنا لم يعرفه كثيرون ممن يلوكون في الكلام ولا يصنعون تقدما ينطلق من تراث إنساني زاخر بكل الإيجابيات الدينية والدنيوية، إرث سعودي علّمنا كيف نصنع مستقبلا أفضل وقبله نضع حدا فاصلا وحاسما بين الصح والخطأ، بين المبادرة المدروسة والتهور، رسّخ كيف نتعامل مع الوطن وكيف نستمر منتصرين له، أنشأ فينا وفي دواخلنا آليات جذب داخلية للانتصار له والتقرب منه في كل فترة يحتاج لنا، فعلا أو قولا. لن نتحدث عن الحق والباطل ولا كيفية الرد على أولئك المساكين من المنفجرين ضيقا مما وصلت إليه السعودية وينتقدون كل فعل عظيم معينا لها في مستقبلها، لأننا إن فعلنا ذلك نضيع وقتا على من لا يستحق في إطار سعينا الدائم للارتقاء بالوطن، ليس إلا أننا نعيش مجموعة الأخلاقيات السامية المتجذرة من الآباء والأجداد والتراب والماء وكل التاريخ الذي يحيط بها، مع التزام أخلاقي بمبادئ الوطن وأهل الوطن وقادته. الرقي السعودي ليس في أجندته مجادلة التافهين، لأنه مشغول بما هو أهم؛ كالتزام أبدي نتمتع بخيراته، ونلتزم له بحمايته متى ما احتاجنا تاركين كل المتع والامتيازات وما تريده النفس من خيرات خلفنا وراء ظهورنا، فنحن نحب وطننا وقيادته، في برقه ورعده وجنوبه وشماله.. تاركين للمسوفين الكلام لأننا مشغولون بالعمل.


Independent عربية
منذ 9 ساعات
- Independent عربية
وصف العرب للعرب: نقائض أم فبركات مجهولة؟
تجادل هذه المقالة بأن معظم معاركنا العربية-العربية الكلامية على صفحات الإعلام الاجتماعي (الـ"سوشيال ميديا") هذه الأيام هي من نسج الفبركات، وأن وراءها حسابات وهمية، وأخرى مزيفة، ولعلها مخططة ومدروسة، فالوهمي يتخذ اسماً حركياً غالباً ما ينتسب للطيور وللحيوانات، الطائر الملون والأسد الهصور والغزال الشارد والسلحفاة الطائرة وهكذا... بينما تتخذ بعض الحسابات أسماء علم مثل عبدالله سعد وسعد العجمي وخالد المطيري وفهد البغدادي ومدحت المصري إلخ. لكن المتابع لا يمكن أن يلغي النقائض في التوصيف والتنميط، أي إننا ننمّط بعضنا بعضاً بمجالسنا الخاصة في الغالب، ولكن هناك من يراقب ويتابع ويدرس كيف ننظر إلى بعضنا بعضاً كمجاميع عربية بحسب التجمعات الجغرافية، فيختار من هذه التوصيفات ما يثير التراشق والغضب والحنق، بالتالي معارك على حسابات الـ"سوشيال ميديا". فأهل الخليج عند بعض العرب "الغاضبة"، على سبيل المثال، بدو متخلفون وهمج لا يفهمون، يركبون الجمال ويأكلون الضبان، بل هم أنكى من ذلك بأن وصفهم الله في القرآن الكريم بأنهم أعراب وأشد الناس كفراً ونفاقاً. لكنهم "بعين الرضا" عند عرب آخرين أهل الكرم والمروءة والشمائل العربية الحميدة، يغيثون الملهوف ويعينون المحتاج ويساندون القضايا العربية ويقدمون المساعدات النفطية والبترودولارية لكل العرب الآخرين. وزد على هذا أن نبي الإسلام واحد منهم وعندهم الحرمان الشريفان. وينظر بعض العرب إلى الفلسطينيين نظرة تعميمية سوداوية غير إنسانية بالمرة، غدارون منافقون حاقدون باعوا أرضهم ويقتتلون في ما بينهم ويتكسبون على قضيتهم. لكن المناقض لهذا التوصيف يصف مَن يقولون ذلك بالصهينة وخذلان الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ويرى أن الفلسطينيين قدموا وما زالوا يقدمون الغالي والثمين من الأرواح والممتلكات، نضالاً من أجل تحرير أرضهم وتقرير مصيرهم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) العراق مهد الحضارات البشرية ومنبع الكتابة والقوانين منذ أيام قانون حمورابي، وهو سومر وبابل وعاصمة الخلافة العربية العباسية ومحج الثقافة والعلم والفنون قروناً طويلة. لكن النقضاء العرب يسمونه أرض النفاق والشقاق وقتلة آل البيت والغدر والانقلاب والدموية البشعة ومنبع للخزعبلات والخرافات. مصر هي سبعة آلاف سنة من الحضارة الفرعونية، وهي بلد الثقافة والعلم والأزهر والتقدم وقلب العروبة النابض، منها خرج المعلمون والمثقفون والفنانون والنحاتون والرسامون والمهندسون، لكن مناقضي هذا القول يرددون ما نسب لعمرو بن العاص زوراً، "أرضها ذهب ونساؤها لعب والأمر فيها لمن غلب". ولا يرون في مصر شيئاً من الجمال ويتهمون أهلها بأبشع الصفات والأوصاف. أما ما يقوله عرب المغرب العربي عن بعضهم، فقد لا يكون صالحاً للنشر، وما يقوله السودانيون في الشمال عن السودانيين بالجنوب قول عنصري لا يليق بالقلم في هذا المقام، وهكذا، فلا تكاد توجد منطقة عربية داخل البلد الواحد إلا ولها تصنيف متناقض عند المناطق الأخرى. والحق أن هذه النقائض ليست حكراً علينا في المنطقة العربية، فكل دول العالم لديها تصنيفات وتنميط لبعضها بعضاً يصعب التطرق إليهما بشمولية في هذه المقالة، لكن ما يهم هنا هو تصنيف وتنميط العرب لبعضهم بعضاً، وهو تنميط في غالبه سيئ هذه الأيام، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي، مما قد يوحي بأن "وراء الأكمة ما وراءها". ففجأة تشتعل حرب إعلامية بين مصر والسعودية، وبين سوريا والعراق، وبين الجزائر والمغرب بل بين داخل دول الخليج نفسها وهلم جرا. وتستخدم في هذه الحروب كافة أسلحة التنميط الشامل الذي يعم ولا يخص، وكل أدوات التصنيف التعميمية على البلدان بكل شعوبها وطوائفها وأجناسها. أمر خطر أن تنجرف الناس لحروب النقائض هذه، وأخطرها جميعاً حروب الطوائف من وراء الشاشات وامتشاق لوحات المفاتيح لخوضها، فقديماً قيل، "الحرب أولها كلام". العقلاء هم مطافئ هذه الحروب، وأنجع سلاح لمقاومتها تجاهلها وتجنبها وعدم تصديق من يقف وراءها.