logo
السلالم المعلقة تطبع ديكورات المنزل بلمسة فنية غير مألوفة تتحدى الجاذبية

السلالم المعلقة تطبع ديكورات المنزل بلمسة فنية غير مألوفة تتحدى الجاذبية

مجلة سيدتيمنذ 5 أيام
في العمارة، تُعَدُّ السلالم المعلقة دليلاً على الابتكار، حيث يلتقي الشكل بالطابع العملي الجريء، كما أن استقلال السلالم المعلقة أشبه بالدخول إلى حلم معلق، حيث يبدو أن الجاذبية قد توقفت! فالسلالم المعلقة تتحدى التصاميم "العادية" أو الكلاسيكية، وهي عبارة عن تصميم فني وهندسي، يتطلب دقة ومهارة عالية في التخطيط والتنفيذ؛ فهو ليس مجرد وسيلة للتنقل بين طبقات البناء، بل عنصر جمالي أيضاً، يُضفي فخامة على المكان الذي يحل فيه. لذلك، يجب الاهتمام بالتفاصيل ومراعاة العوامل الهندسية والفنية. في السطور الآتية، لمحة عن أنواع السلالم المُعلقة، ونصائح تجب مراعاتها عند تصميمها للحصول على نتيجة مثالية، من الناحيتين الجمالية والوظيفية، مع طرق التزيين.
ما السلالم المعلقة؟
السلالم المعلقة عنصر معماري عالي التصميم، عبارة عن سلسلة من الشرائح (الدرجات) المتدرجة المصنوعة من الخشب أو الحجر أو الزجاج، مع استخدام مواد ذات ملمس زجاجي كوصلة بين الشرائح لجعل السلالم أكثر شفافية. لا تقتصر مزايا السلالم المعلقة على جمال المظهر فحسب، بل هي توفر أيضاً المساحة.
أنواع السلالم المعلقة
هناك ثلاثة أنواع من السلالم المعلقة: السلالم أحادية الوتر، والسلالم ثنائية الصفائح، والسلالم العائمة. لمحة عن كل منها في الآتي.
السلالم أحادية الوتر
تتميز السلالم أحادية الوتر المعروفة أيضاً بالسلالم ذات العارضة المفردة أو بالـ"مونو سترينجر" بعارضة دعم فريدة أنيقة ومتواصلة؛ ما يضفي على هذا النوع من السلالم مظهراً مفتوحاً، علماً أن السلالم المذكورة قوية بما يكفي لتحمل ضغط وقوى الدوران الناتجة عن استخدام السلالم. بالطبع، كل عنصر من هذه السلالم قابل للتخصيص. في العموم، يتميز السلم العائم أحادي الوتر بإطار مفتوح، حيث تُثبت كل درجة فيه بإحكام على عارضة دعم فردية.
السلالم مزدوجة الوتر
تُعَدُّ السلالم مزدوجة الوتر المعروفة أيضاً بالسلالم ذات العارضة المزدوجة، عنصراً معمارياً تقليدياً ظهر لأول مرة في روما القديمة واليونان، ولا تزال في العصر الحديث عنصراً أساسياً في العديد من المباني التقليدية والتاريخية. هي تعتمد على لوحين داعمين من الجانبين، كما توفر دعماً متيناً وتمنع انزلاق الدرج، إشارة إلى أن الفجوة بين اللوحين تحول دون انزلاق الدرج أو تشوهه.
السلالم العائمة
تُضفي السلالم العائمة، المعروفة أيضاً باسم السلالم الكابولية، تأثيراً بصرياً رائعاً من خلال إعطاء انطباع بأنها تطفو في الهواء، حيث تُثبت الدرجات على هيكل داعم مخفي، مثل جدار أو عارضة مركزية. تجمع الدرجات العائمة بين السلالم التقليدية والإطار المفتوح والهندسة المتطورة.
أهم النصائح عند اختيار السلالم المعلَّقة
إلى كل صاحبة منزل مهتمة باختيار السلالم المعلَّقة، تحمل السطور الآتية أهم النصائح عند تنفيذها، لضمان المتانة والسلامة والمظهر الجمالي. من بين النصائح:
التصميم والتخطيط الجيدان
من الضرورة أخذ مقاسات المساحة المخصصة للسلالم المعلقة، بدقة، مع رسم تصميم الدرج بالأبعاد اللازمة، كما تجب مراعاة عوامل مثل ارتفاع السقف، والتهوية لتحديد حجم وشكل الدرج.
الاختيار الأمثل للمواد
لا مناص من اختيار مواد مناسبة لبناء الدرج، مثل الفولاذ المقاوم للصدأ، و الألمنيوم ، والخشب، حسب رغبتك أو ميزانيتك. وتأكدي من جودة ومتانة هذه المواد، علماً أنه خلاف ذلك لا يضر بمظهر الدرج فحسب، بل قد يُؤثر سلباً في سهولة استخدامه أيضاً. لمظهر طبيعي دافئ، تُعتبر الأخشاب الصلبة مثل البلوط أو الجوز الخيار الأول، بينما يُضفي الزجاج المُقسى والفولاذ المقاوم للصدأ لمسة عصرية أنيقة. عند اختيار مادة لتصميم درج جديد، من المهم التأكد من مراعاة قدرتها على تحمل الوزن.
حساب دقيق للأبعاد
من الواجب حساب الأبعاد الفعلية للدرج بدقة، واستخدامها في تصميمه واختيار الأدوات.
تركيب الهيكل الداعم
لا مفر من استخدم الأدوات المناسبة؛ أي البراغي والمسامير عالية الجودة، لضمان تركيب الهيكل الداعم للدرج بشكل مستقيم وثابت.
الالتزام الصارم بالتعليمات
من المحتم قراءة التعليمات المرفقة مع أي مجموعة تركيب درج بدقة لتجنب الأخطاء والمشكلات.
ضمان السلامة العامة
من المطلوب تركيب درابزين وحواجز جانبية لمنع السقوط، واستخدام مواد مانعة للانزلاق لسلامة المستخدمين.
الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة
لا مهرب من التركيز على التفاصيل الدقيقة، مثل: اختيار النجارة المناسبة لتصميم الدرج، وتصاميم درابزين تتناسب مع نمط الديكور العام، والاهتمام باختيار البراغي والمسامير وتنظيمها بشكل صحيح وآمن لضمان متانة التركيب.
التهوية الكافية
لا بُدَّ من توفير تهوية كافية حول الدرج من خلال فتحات الجدران أو استخدام تصميم مفتوح للسماح بتدفق الهواء.
مطابقة الارتفاع والميل
من الواجب التأكد من أن الدرج يطابق الميل والارتفاع المطلوبين لسهولة الاستخدام وراحة المستخدم.
اختبارات السلامة
يُحمّل الدرج بوزن مناسب للمستخدمين للتحقق من سلامته في الظروف الفعلية.
9 ميزات أمان للدرج الداخلي
تسع ميزات أمان يجب تضمينها في تصميم الدرج الداخلي:
استشارة مهندس إنشائي في مرحلة تصميم أي مشروع.
مراجعة قوانين ولوائح البناء، في حالة بناءالدرج؛ فالغرض من هذه اللوائح هو منع الحوادث، كما أن كسر درابزين الدرج يجعله غير صالح للاستخدام المنزلي. من الصحيح أيضاً البحث عن مقاولين على دراية بهذه القوانين.
اختيار الإضاءة المناسبة، لرؤية مستخدم الدرج الأخير من كل جوانبه؛ في هذا الإطار، تفيد خيارات، مثل: شريط LED أسفل كل درجة، أو إضاءة مثبتة على الحائط، أو إضاءة في السقف فوق الدرج، على أن تكون الإضاءة خالية من الظلال، وتبرز التصميم، مع توفير السلامة.
مداسات مانعة للانزلاق ومقاومة للسوائل.
أبعاد عمق وعرض المداس وفقاً للتشريعات والمعايير.
أطراف وأغطية لتسهيل ثبات المداس.
شرائط متباينة الألوان تُسهل تحديد تغير الارتفاع.
نتوءات ملموسة عند مدخل الدرج والدرج.
أسطح غير لامعة؛ إذ من الضرورة تجنُّب استخدام الأغطية أو السجاد المنقوش إن أمكن.
كيفية تزيين الدرج المعلَّق مهما صغر حجمه
نصائح الديكور البسيطة الآتية، كفيلة بجعل الدرج الضيق يبدو واسعاً:
الإضاءة الذكية: يُعَدُّ الاستخدام الذكي للإضاءة من الطرق الأكثر سهولة وفاعلية لجعل المساحات الصغيرة تبدو أكبر. يمكن لإضاءة السقف غير البارزة أن تغمر درجاً معلقاً مظلماً بسطوع ساطع؛ ما يخلق جواً من البهجة والحيوية. إذا كنت ترغبين في تجربة شيء مختلف قليلاً، يمكنك خلق شعور بتوهج ناعم من خلال تركيب مصابيح في الجدران. يمكن أن يؤدي ما تقدم إلى تسليط الضوء لأعلى بحيث ينجذب الانتباه نحو أعلى الدرج ويقلل من التركيز على الدرج نفسه. طريقة أخرى لتحقيق ذلك هي تركيب وحدة إضاءة في سقف طابقك، لجذب الانتباه مرة أخرى إلى نقطة محورية زخرفية.
الزينة المعلقة: هناك طرق عدة لدمج الزينة المعلقة بالدرج. تشمل الزينة الصور الفوتوغرافية أو حتى اللوحات المؤطرة على جدار الدرج؛ من الجيد التأكد من أن كل صورة أو لوحة في مستوى النظر عند صعود الدرج. كما يلفت تعليق النباتات.
استخدام ورق الجدران: يُعَدُّ تعليق ورق الجدران على الدرج طريقة سريعة وسهلة لإضفاء لمسة تصميمية مميزة على الجدار. في هذا الإطار، من الشائع اختيار أنماط جريئة لإضفاء لمسة مرحة على الديكور، أو تمييز الجدار بطلاء ذي لون مميز.
تعليق المرايا: لطالما استُخدمت المرايا لخلق وهم بمساحة واسعة، وهي من أفضل أفكار تزيين الدرج، ولا سيما الضيق. إشارة إلى إمكانية استخدام المرايا بطرق عدة؛ ضعي مرآة كبيرة في مكان يعكس مصدر الضوء، مثل نافذة أو مصباح، للحصول على أفضل النتائج. يمكنكِ أيضاً وضع عدد من المرايا الصغيرة المُؤطرة والمُصممة على شكل نافذة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الندوة العالمية: المملكة جعلت من اللغة العربية أداةً للتقارب الحضاري بين الشعوب
الندوة العالمية: المملكة جعلت من اللغة العربية أداةً للتقارب الحضاري بين الشعوب

صحيفة سبق

timeمنذ 8 ساعات

  • صحيفة سبق

الندوة العالمية: المملكة جعلت من اللغة العربية أداةً للتقارب الحضاري بين الشعوب

أشادت الندوة العالمية للشباب الإسلامي بجهود المملكة العربية السعودية في دعم اللغة العربية عالميًا، وتعزيز حضورها كجسر للتقارب الحضاري بين الشعوب. وأكدت أن المبادرات السعودية تمثل نافذةً على القيم والتاريخ والفكر العربي الإسلامي، فضلًا عن دورها في تعميق فهم ثقافات الشعوب غير الناطقة بالعربية. جاء ذلك عقب البرنامج الثقافي التعليمي الذي نظمه مركز الملك سلمان للغة العربية مؤخرًا في أذربيجان، تحت عنوان 'شهر اللغة العربية'، والممتد حتى 31 أغسطس 2025، والذي يهدف إلى تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ونشرها كلغة عالمية. واعتبرت الندوة العالمية هذه المبادرة نموذجًا فريدًا للاهتمام الفائق وغير المسبوق باللغة العربية، وانطلاقةً لتعزيز مكانتها كمحورًا حضاريًا ووسيلةً للتقارب بين شعوب العالم، وترسيخ حضورها في المؤسسات والجامعات الأكاديمية والفضاءات الثقافية في الخارج. كما نوهت الندوة العالمية بالخدمة الكبيرة التي يقدمها البرنامج للباحثين والدارسين وطلاب الجامعات والمعاهد، ولكل المهتمين بالثقافة العربية، مما عزز للمملكة مكانتها راعيةً للغة العربية في المحافل الدولية.

جامعة الملك فيصل تفتح باب التسجيل في البرامج التعليمية إلكترونيًا
جامعة الملك فيصل تفتح باب التسجيل في البرامج التعليمية إلكترونيًا

صحيفة سبق

timeمنذ 9 ساعات

  • صحيفة سبق

جامعة الملك فيصل تفتح باب التسجيل في البرامج التعليمية إلكترونيًا

أعلنت جامعة الملك فيصل في محافظة الأحساء اليوم، فتح باب التسجيل في عددٍ من البرامج التعليمية المدفوعة، عبر بوابة القبول الإلكترونية على موقع الجامعة، والتي تستمر حتى يوم الخميس المقبل 20 صفر الجاري الموافق 14 أغسطس الجاري. وأوضح عميد القبول والتسجيل بالجامعة الدكتور محمد الفريدان، أن البرامج المتاحة تشمل برنامج السنة التأهيلية، والدبلوم المتوسط المهني بنمطي التعليم الحضوري، وعن بعد، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار حرص الجامعة على توسيع فرص التعليم النوعي، وتقديم مسارات أكاديمية مرنة تُلبِّي تطلعات المتقدمين، وتواكب متطلبات سوق العمل. وأكد الدكتور الفريدان أهمية مبادرة الراغبين في الالتحاق بهذه البرامج إلى استكمال إجراءات التقديم عبر البوابة الإلكترونية، والاطّلاع على الشروط والتخصصات وآلية التسجيل، ومتابعة القنوات الرسمية للجامعة لمواكبة المستجدات والإعلانات المتعلقة بمراحل وإجراءات القبول.

الثقافة المنتمية
الثقافة المنتمية

الرياض

timeمنذ 17 ساعات

  • الرياض

الثقافة المنتمية

الحديث عن الثقافة الموازية مرتبط بشكل مباشر بالحوار المتجدد حول هوية العمارة السعودية والهوية السعودية بشكل عام وربما يتكرر هذا الحوار في العديد من الدول العربية مع هذا المد القاسي لثقافة الآخر التي يعتبرها البعض ثقافة معادية.. في البداية أحتاج أن أوضح أن عنوان المقال مرتبط بمصطلح "العمارة المنتمية" الذي تحدث عنه الزميل الدكتور عبدالرحمن السري، وهذا المصطلح بمفهومه المباشر يركز على المنتج المعماري الذي يولد من المكان ويعبر عن مخزونه الثقافي المرئي وغير المرئي. على أن البعض وقع في خطأ "النسخ" للمحتوى المكاني بكل أبعاده البصرية وتناسوا البعد الطبيعي والبعد الثقافي غير المرئي. أنا شخصيا طورت مصطلح "العمارة المحلية مفتوحة النهاية" منذ عام 2008 وأرى أنه يحتوي فكرة الانتماء الذي أشار له الزميل السري لأن المصطلح يفتح المجال على خلق عمارة مبتكرة في المستقبل وتظل هذه العمارة تحمل داخلها بذور الانتماء. أي أنه مفهوم لا يعتد بالشكل المشاهد، بل يحاول أن يغوص في المبادئ الثابتة التي حققت مبدأ الانتماء في الماضي ويشترط عدم تكرار منتجاتها السابقة. الفكرة نشأت بالتوازي مع التراث الموازي الذي يقوم على مبدأ تراث مستقبلي مرتبط بالنواة الإبداعية المولدة للثقافة المحلية والحافظة لوجودها بشكل دائم. يمكن ربط هذه المفاهيم بالقال السابق عن "الهوية الوجودية" فقد جعلتني أفكر في مفاهيم مثل "الثقافة المنتمية" و"الثقافة المحلية مفتوحة النهاية" و"الثقافة الموازية" وجميعها مفاهيم تغذي "الهوية الوجودية" وتدعمها. لعلي أثير الجدل حول الثقافة الموازية بصفتها الأكثر تحررا من الماضي وتراثه المتراكم، ولعل هذا الجدل يفتح الاسئلة حول مفهوم التوازي الثقافي الذي يحقق البقاء والوجود في المستقبل ويكون مستقلا كذلك عن ثقافة الآخر إلا إذا كانت تقطعات إنسانية تجمع البشر جميعا. أحد مبادئ التراث الموازي هو "الاستقرار المؤقت" وهذا يعني أن الثقافة الموازية ليست مستقرة على الدوام، بل هي متغيرة ومتكيفة وهو ما يتناسب مع الوضع المعاصر، فكيف يمكن أن نجعل منها ثقافة منتمية؟ هنا مكمن الجدل لأنه يعني أنه عندما نقول "ثقافة سعودية معاصرة" أو حتى عربية فنحن نعني أنها ثقافة مؤقتة ونشير في نفس الوقت للمعاصر المؤقت والمتغير، وهذا واقع أصلا لكن لا يواكب تنظير ثقافي ملائم، فكيف نصنع من هذا المؤقت والمتكيف ثقافة منتمية؟ لا أجد تصورا واضحا للإجابة لكنه واقع معاش جدير بالتفكير والبحث ولم أجد محاولة جادة لفهم الثقافة المعاصرة المتغيرة باستمرار بمعزل عن التراث التاريخي الذي يجد فيه الغالبية الملجأ الوحيد للتشبث بالهوية التي ادعوها "الهوية الواهمة". الحديث عن الثقافة الموازية مرتبط بشكل مباشر بالحوار المتجدد حول هوية العمارة السعودية والهوية السعودية بشكل عام وربما يتكرر هذا الحوار في العديد من الدول العربية مع هذا المد القاسي لثقافة الآخر التي يعتبرها البعض ثقافة معادية. فهل نستطيع فعلا تحديد ماهية الهوية السعودية. أكاديميا لا نستطيع أن نركن على الآراء النظرية دون وجود منهج يؤطرها، فالمنهج هو الأداة العقلية التي نصل بها للإثبات أو النفي، وخلال الفترة السابقة كان هناك محاولات جادة لبناء أطر عملية ونظرية منهجية لتحديد الثوابت التي تحدد ماهية الهوية، من تلك الأطر "خارطة العمارة السعودية" التي تركن إلى المكون البصري التاريخي أكثر من أي شيء آخر. يمكن أن أقول إن هذه الخطوة المبدئية تعتبر تقدما بشرط ألا تصبح هي المعيار الوحيد لتحديد الهوية وإلا أصبحت هذه الهوية مغرقة في الشكلانية التاريخية. التفكير المنهجي وتحديد أطر مرجعية لهذا التفكير تعد في ذاتها خطوة متقدمة لكن الالتزام الكامل بهذه الأطر دون نقدها وجعلها أطرا مفتوحة النهاية يقودنا في النهاية إلى الجمود والتكرار، وسبق أن خضنا وخاض العالم نفس التجربة في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ولم تنجح التجربة وتخلى العالم عنها. نحتاج في عصرنا المتغير والمشوش أطرا مرجعية مفتوحة النهاية تستوعب المتغيرات وتتكيف معها. العمارة ماهي إلا وجه واحد من أوجه الثقافة وما قد نرتكبه من أخطاء في تفسير الهوية المعمارية يمكن أن يمتد إلى الهوية الثقافية بشكل عام. ابتكار أطر مرجعية تحدد هوية العمارة أو الثقافة بهدف تحقيق الانتماء قد يوقعنا في أخطاء جسيمة ربما تجعلنا نصل إلى مرحلة "الجمود" وخنق الإبداع والابتكار. الأسئلة التي تدور في ذهني مرتبطة بكيفية الوصول إلى أطر مرجعية تدعم الثقافة الموازية مفتوحة النهاية؟ كيف نحدد النواة الإبداعية لهذه الثقافة وكيف نترك تفسيرها للمبدعين والمبتكرين؟ قد توصلنا هذه الأسئلة إلى إعادة التفكير في محددات ثقافتنا وثوابتها، وأذكر هنا أن أحد الزملاء علق على المقال السابق بقوله: يفترض ألا نفصل بين الهوية الثقافية والهوية الوجودية كوني استخدمت أداة المفاضلة "أو" والحقيقة أنى كنت أقصد أن الهوية الوجودية أعم وأشمل وأكثر إلحاحاً. البحث عن قشور الثقافة واعتبارها أطرا مرجعية ثم فرضها لتكون نظاما فيه مخاطر جمة لن نشعر بها إلا بعد فوات الأوان. ومع ذلك نحن هنا لسنا بصدد نقد أي توجه، ولكن يجب أن ننبه إلى أن غياب التحليل والنقد لأي مقترحات تمس الهوية الثقافية/ الوجودية يعد خيارات كبيرة وتفويت لفرصة سانحة لأحداث تغيير ثقافي عميق. يجب أن نضع في اعتبارنا أن العالم يسير إلى الأمام ويخبئ مفاجآت كثيرة ويصعب التعامل مع هذه المفاجآت بعقلية الأطر الجامدة. ربما تساعد في ترشيد التغيير وتعطي إحساسا مؤقتا بالانتماء لكنها أبدا لا تستطيع أن تطلق مكامن الإبداع ومنافسة العالم. هذا ما يجعل، ربما، الثقافة المنتمية أحد أكبر التحديات المعاصرة والمستقبلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store