logo
الوطني للثروات... تقارير قيادة الفكر: سيكولوجية الاستثمار: إدارة القرار بين الخوف والجشع

الوطني للثروات... تقارير قيادة الفكر: سيكولوجية الاستثمار: إدارة القرار بين الخوف والجشع

كيف تؤثر قراراتك الاستثمارية على مشاعرك؟ قد يبدو هذا السؤال غريباً للوهلة الأولى، لكنه جوهري في عالم الاستثمار. فالمشاعر تلعب دوراً جوهرياً في توجيه قرارات المستثمرين، وغالباً ما يكون تأثيرها على النتائج أكبر مما يظن البعض. وبين مختلف المشاعر التي يمر بها المستثمرون، يبرز الخوف والجشع كأقوى العوامل المؤثرة في سلوك الأفراد واتجاهات السوق.
«سأخبرك كيف تصبح ثرياً. أغلق الأبواب. كن خائفاً عندما يكون الآخرون جشعين، وكن جشعاً عندما يكون الآخرون خائفين». وارين بافيت. في عالم الاستثمار، قد يدفع الخوف المستثمرين إلى حالة من هلع البيع، مما يؤدي إلى خسارة فرص ثمينة كانت من الممكن أن تحقق مكاسب. في المقابل، قد يقود الجشع إلى مخاطرات غير محسوبة وخلق فقاعات مضاربية. وبالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، فإن فهم هذه المشاعر هو المفتاح لبناء الثروات.
تأثير الخوف في القرارات الاستثمارية
يعد «تفادي الخسارة» أحد أكثر أشكال الخوف شيوعاً في عالم الاستثمار، إذ يميل الأفراد إلى الشعور بألم الخسائر بشكل أكبر من متعة تحقيق مكاسب بقيمة مماثلة. وقد يؤدي هذا التحيز النفسي إلى دفع المستثمرين للتمسك بالاستثمارات الخاسرة لفترات طويلة، على أمل تعويض خسائرهم، بدلاً من اتخاذ قرارات عقلانية تستند إلى معطيات السوق. وخلال فترات التقلبات الحادة أو عدم اليقين الاقتصادي، يصبح الخوف عاملاً رئيسياً في دفع المستثمرين إلى حالة هلع البيع، مما يؤدي إلى الخسائر المحققة بدلاً من تبني رؤية طويلة الأجل.
ويساهم هذا السلوك في تفاقم تراجعات السوق، إذ يؤدي البيع الجماعي المدفوع بالخوف إلى تسريع انخفاض الأسعار. وتعتبر الأزمة المالية العالمية في العام 2008 أحد أبرز الأمثلة على ذلك، إذ أقدم العديد من المستثمرين على تصفية محافظهم الاستثمارية عند أدنى مستويات السوق أو قريباً منها مما أدى إلى فقدهم لفرصة الاستفادة من التعافي اللاحق.
لا يقتصر تأثير الخوف على تجنب الخسارة فحسب، بل يتجلى أيضاً في الخوف من فقدان الفرص، وهو المحفز النفسي الذي يدفع المستثمرين إلى ملاحقة الأسهم الرائجة أو أصول المضاربة من دون إجراء الدراسات اللازمة. وغالباً ما يكون هذا السلوك مدفوعاً بالصخب المحيط بتلك الاتجاهات والتقلبات اللحظية بدلاً من الاعتماد على الأسس الاستثمارية السليمة.
ويعد فهم هذه التحيزات القائمة على الخوف أمراً بالغ الأهمية لبناء استراتيجية مالية ناجحة طويلة الأجل.
تأثير الجشع في القرارات الاستثمارية
وفي الوقت الذي يدفع فيه الخوف المستثمرين إلى بيع استثماراتهم في أسوأ الأوقات، يؤدي الجشع إلى تأثير معاكس تماماً، إذ يشجع على المخاطرة المفرطة في السعي وراء تحقيق أرباح سريعة. ويمكن أن يظهر الجشع بعدة أشكال، مثل المضاربات، والإفراط في الاستدانة، ومطاردة العوائد غير المستدامة.
وتتمثل إحدى أخطر نتائج الجشع في تكوين فقاعات الأصول، إذ ترتفع الأسعار إلى مستويات غير مستدامة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك فقاعة الدوت كوم في أواخر التسعينيات وفقاعة الإسكان في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وخلال فقاعة الدوت كوم، ارتفعت أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الناشئة، حتى تلك التي لم تحقق أرباحاً أو لم تكن لديها خطط عمل واضحة، بشكل جنوني مدفوعة بحمى المضاربة والتوقعات غير الواقعية. وتجاهل المستثمرون أساسيات التقييم المالي، ودفعوا أموالهم باتجاه شركات بلا قيمة جوهرية1، مدفوعين برغبة الجني السريع للأرباح. وعندما بدأ السوق في التصحيح، انهارت الأسعار، مما أدى إلى خسارة تريليونات الدولارات من القيمة السوقية في فترة وجيزة.
هذا ولا يقتصر تأثير الجشع على تكوين فقاعات الأصول فحسب، بل يظهر أيضاً في ظاهرة الإفراط في الاستدانة، وهي ممارسة تنطوي على مخاطر كبيرة. إذ يلجأ بعض المستثمرين إلى الاقتراض المفرط لتعظيم العوائد المحتملة، مستغلين الرافعة المالية لتحقيق مكاسب أعلى. وعلى الرغم من أن هذه الاستراتيجية قد تعزز الأرباح في أوقات الانتعاش الاقتصادي وارتفاع الأسواق، إلا أنها تجعل المستثمرين أكثر عرضة لخسائر فادحة خلال فترات الركود.
قياس الخوف والجشع في الأسواق
حتى يتمكن المستثمرون من فهم تأثير الخوف والجشع على تحركات الأسواق المالية، يتم الاعتماد على مجموعة من المؤشرات التي تعكس معنويات السوق:
مؤشر فيكس لتقلبات السوق (VIX) والذي يطلق عليه أيضاً «مقياس الخوف» ويستخدم لقياس التقلبات المتوقعة لمؤشر ستاندرد اند بورز 500 خلال 30 يوماً المقبلة. ويشير ارتفاع مؤشر التقلب إلى تزايد حالة القلق وعدم اليقين بين المستثمرين، مما يعكس توقعات تزايد التقلبات. في المقابل، يشير انخفاضه إلى حالة من الاطمئنان.
مؤشرات الخوف والجشع * (2) – مقياس مركب يعكس معنويات السوق عبر دمج مجموعة من المؤشرات المختلفة، مما يساعد على تقييم الحالة العاطفية للمستثمرين وتحديد ما إذا كان السوق يتحرك بدافع الخوف أو الجشع.
استطلاعات المستثمرين وتقارير المعنويات – توفر استطلاعات الرأي، مثل استطلاع ثقة المستثمرين الصادر عن الرابطة الأميركية للمستثمرين الأفراد (AAII)، قياساً دقيقاً لمعنويات المستثمرين *(3) عبر تحديد نسبة من لديهم توجهات إيجابية، ومن لديهم توجهات سلبية، والمحايدين في سوق الأسهم. ويتيح تتبع هذه المؤشرات للمستثمرين فهماً أعمق لسيكولوجية السوق واتجاهاته المحتملة.
الاعتبارات الرئيسية: كيفية إدارة الخوف والجشع عند اتخاذ القرارات الاستثمارية
تتطلب السيطرة على مشاعر الخوف والجشع وعياً ذاتياً وانضباطاً ونهجاً استثمارياً منظماً. وعلى الرغم من استحالة التخلص التام من العواطف، إلا أنه يمكن الحد من تأثيرها عبر تبني استراتيجيات فاعلة:
1. اعرف نفسك وقدرتك على تحمل المخاطر
يجب على المستثمرين تقييم قدرتهم على تحمل المخاطر استناداً إلى أوضاعهم المالية وأهدافهم الاستثمارية ومرونتهم العاطفية. حيث يساهم هذا التقييم في بناء محفظة استثمارية متوازنة، تُبقي الخسائر المحتملة ضمن نطاق مقبول.
2. اتبع استراتيجية استثمار منضبطة
يعد الالتزام بخطة استثمارية واضحة، والاستثمار المنتظم (باستخدام استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار)، وضمان التنويع المناسب، واختيار الأصول وفقاً لقدرة المستثمر على تحمل المخاطر، من أهم العوامل المساعدة للحد من تأثير العواطف على القرارات الاستثمارية.
3. عدم محاولة التنبؤ بمستقبل السوق
يصعب التنبؤ بدقة بحركة السوق المستقبلية وتحديد القمم والقيعان باستمرار. لذا، بدلاً من محاولة ذلك، يجب على المستثمرين التركيز على بناء الثروة على المدى الطويل والالتزام بالاستثمار المنتظم خلال فترة تقلبات السوق.
• 2 مؤشر الخوف والجشع - ثقة المستثمرين
• 3 استطلاع ثقة المستثمرين
الرابطة الرابطة الأميركية للمستثمرين الأفراد ما هو متوسط تكلفة الدولار؟
تشارلز شواب
4. موازنة محفظتك بانتظام
تتضمن إعادة التوازن تعديل المحفظة بشكل دوري للحفاظ على التوزيع المستهدف للأصول. وتساعد هذه الممارسة المستثمرين على خفض انكشافهم على الأصول التي ارتفعت أسعارها بشكل مبالغ، وزيادة الاستثمار في الأصول المقيمة بأقل من أسعارها العادلة.
5. الأخذ برأي احترافي
يتيح اللجوء إلى مستشار مالي أو خبير استثماري الحصول على رؤى موضوعية، مما يساعد المستثمرين على تجنب القرارات العاطفية.
6. اعتماد منظور طويل الأجل
على الرغم من أن تقلبات السوق قصيرة الأجل تعتبر أمراً لا مفر منه، إلا أن المستثمرين الناجحين يوجهون اهتمامهم نحو الاتجاهات طويلة الأجل والقيمة الأساسية للأصول.
وفي نهاية الأمر، لا يقتصر النجاح الاستثماري على اختيار الأصول المناسبة فحسب، بل يشمل أيضاً القدرة على التحكم بالعواطف وفهم سيكولوجية الاستثمار.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكويت تعاكس «عدم اليقين العالمي»... بتعظيم مخاطر اقتصادها!
الكويت تعاكس «عدم اليقين العالمي»... بتعظيم مخاطر اقتصادها!

الجريدة

time٠٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الجريدة

الكويت تعاكس «عدم اليقين العالمي»... بتعظيم مخاطر اقتصادها!

بينما ينشغل العالم في قراءة وتحليل تداعيات زلزال الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على جميع دول العالم بالحد الأدنى عند 10 في المئة وما ترتب عليها من انعكاسات دامية في أسعار السلع والأصول، لا سيما النفط وأسواق المال العالمية تمهيداً لمعالجتها أو على الأقل تخفيف آثارها، تبدو الكويت كأنها تمثل حالة معاكسة لمنطق التحوط وتطويق الآثار السلبية، إذ تتجه نحو تعظيم مخاطر اقتصادها في عدم اليقين «الترامبي». ففي الوقت الذي يحبس اقتصاد العالم أنفاسه في متابعة تطورات الرسوم الجمركية لا سيما مع دخولها مرحلة التصاعد أو لنقل «عض الأصابع» بين أكبر اقتصادين متنافسين في العالم، الولايات المتحدة والصين، من خلال توالي رفع الرسوم التبادلية على بضائع البلدين فضلاً عن الحليف الأميركي لعقود طويلة، أي الاتحاد الأوروبي، تعرضت أسواق المال والسلع العالمية لهزة كبيرة وتحديداً على أسعار النفط والبورصات، وهي هزة مقاربة في تأثيرها لهزات تاريخية لا تنسى في أوساط المستثمرين كأزمة كورونا 2020 أو الاثنين الأسود «العجز التجاري الأميركي» عام 1987 أو فقاعة الدوت كوم عام 2000 وسط نقاش جاد في أوساط الاقتصاد العالمي حول مخاوف واحتمالات أن تفضي هذه الرسوم الجمركية وتصاعدها ودخولها مرحلة التبادلية إلى أزمة نظامية أعمق على غرار أزمة الرهون العقارية عام 2008 أو الكساد الكبير عام 1929 وهي أكبر أزمة اقتصادية موثقة في التاريخ. الشراكة الاستراتيجية مع الصين مفهوم أعمق من أعمال المقاولة وتتطلب جهوداً دبلوماسية لجعل الكويت جزءاً من طرق التجارة الدولية جزيرة معزولة وفي المقابل، نجد الكويت كأنها في جزيرة معزولة عن أي تطورات أو تحولات عالمية بل انها تتخذ سياسات تعاكس منطق عدم اليقين العالمي بكل ما يترتب عليه من انخفاض لافت للمصدر شبه الوحيد في تمويل ماليتها العامة، أي النفط، إلى جانب التراجع الحاد في مدخراتها أي أصول الصندوق السيادي في البورصات العالمية، فقد أقرت خلال أسابيع قليلة مجموعة من القوانين والقرارات التي تنتمي إلى أخطاء زمن الفوائض المليارية لكنها في زمن الحرب التجارية فهي أكثر خطورة من مجرد الخطأ. فمن اعتماد ميزانية عامة منفلتة في مصروفاتها ومنحرفة عن احتياجات التنمية، لا سيما إصلاح سوق العمل أو تنويع الإيرادات ومنفصلة عن تحولات العالم تجاه أسعار النفط المنخفضة بل انها لا تعكس حتى إجراءات الترشيد كإلغاء تأمين «عافية» مما يقلل ثقة المجتمع بأي سياسة ترشيدية أخرى، إلى إقرار قانون للدين العام تركز أغراضه حسب نص القانون على سداد المصروفات الجارية لا التنموية، أي إنفاق أموال الاستدانة على بنود غالباً لا عائد اقتصادياً أو تنموياً لها، كالرواتب والدعوم والمناقصات، لا على مشاريع وخطط تخدم التنوع الاقتصادي أو تصلح اختلالاته وصولاً إلى عجز حكومي مؤسف عن إصدار خطة أو برنامج عمل حكومي رغم تأخره 11 شهراً، هو عمر الحكومة الحالية، في وقت يسارع فيه العالم إلى وضع التصورات والخطط والسياسات لتلافي تداعيات الرسوم الجمركية. حديث وزير التجارة الأميركي قد يكون جرس إنذار لضغوط متوقعة لقرارات استثمارية وصفقات لا تتسم بالأولوية أو العدالة أو المصلحة تقويض وضبابية بل ان القرارات الوزارية والإدارية تساهم أيضاً في رفع مستويات المخاطر الاقتصادية في البلاد فبعد أشهر من منع مجلس الوزراء نشر تقارير ديوان المحاسبة في موقعه الإلكتروني لتكون متاحة للعامة أزالت وزارة المالية الأسبوع الماضي بيان ميزانية الكويت 2025-2026 رغم صدورها بقانون ومباشرة تنفيذها رسمياً، وكلتا الخطوتين تناقضان الشفافية وتعملان على تقويض رقابة الرأي العام، مما يرفع من احتمالات حدوث الأخطاء وحتى الخطايا. كذلك تتعاظم المخاطر عندما تسود الضبابية أكثر من أي وقت مضى بشأن علاقات الكويت الاستراتيجية مع الاقتصادات الكبرى لا سيما مع الولايات المتحدة والصين، فأميركا - ترامب التي تستثمر الكويت فيها نصف استثماراتها السيادية تقريباً ليست أميركا الشريك الموثوق للكويت خلال عقود طويلة، وقد يكون حديث وزير التجارة الأميركي المغلوط هو جرس إنذار لضغوط متوقعة لقرارات استثمارية غير مبنية على قواعد فنية أو صفقات تسلح ونفط ومشاريع لا تتسم بالأولوية، أو حتى العدالة والمصلحة، أما الشراكة الاستراتيجية مع الصين فهي بلا شك أعمق مما يحدث حالياً من مجرد توقيع عقود لأعمال بنية تحتية كميناء مبارك الكبير أو الطاقة المتجددة، فالشراكة الاستراتيجية مفهوم أوسع نطاقاً من أعمال المقاولة، وتتطلب جهوداً دبلوماسية دؤوبة لجعل الكويت جزءاً مهماً من طرق التجارة الدولية. قيمة التحولات العالمية حتى مع أزماتها تكمن في الاستفادة من دروسها وهو ما لم يتحقق يوماً مخاطر وقيمة مخاطر الكويت الاقتصادية معروفة، وتتمثل في اختلالات مزمنة في المبالغة بالاعتماد على النفط وأعباء سوق العمل والتركيبة السكانية ومحدودية الناتج المحلي وضعف تنوعه، وبالتالي فآخر ما نحتاجه هو أن ندخل في مخاطر تتعلق باستدامة المالية العامة أو الاستدانة دون تحوط أو التعامل مع أوضاع وتحولات دولية بلا خطة أو برنامج، ناهيك عن المخاطر الناتجة عن ضعف الشفافية، فضلاً عن ضبابية العلاقات الاستراتيجية... ولعل قيمة التحولات العالمية حتى مع تداعياتها أو أزماتها تكمن في الاستفادة من تجاربها ودروسها، وهو ما لم يحدث تاريخياً في العديد من أزمات وتحولات العالم، وآخرها صدمة أسعار النفط عام 2014، ولا تداعيات جائحة كورونا عام 2020.

«الوطني للثروات»: الخوف والجشع أقوى العوامل المؤثرة في سلوك الأفراد واتجاهات السوق
«الوطني للثروات»: الخوف والجشع أقوى العوامل المؤثرة في سلوك الأفراد واتجاهات السوق

الرأي

time٢٢-٠٣-٢٠٢٥

  • الرأي

«الوطني للثروات»: الخوف والجشع أقوى العوامل المؤثرة في سلوك الأفراد واتجاهات السوق

- الشعور بألم الخسائر قد يدفع المستثمرين للتمسك بالاستثمارات الخاسرة لفترات طويلة - أشكال عدة للجشع مثل المضاربات والإفراط في الاستدانة ومطاردة العوائد غير المستدامة سلّطت شركة «الوطني للثروات» في أحد تقارير سلسلة «قيادة الفكرة» الضوء على كيف تؤثر قراراتك الاستثمارية على مشاعرك؟ مشيرة إلى أن هذا السؤال قد يبدو غريباً للوهلة الأولى، لكنه أساسي في عالم الاستثمار. فالمشاعر تلعب دوراً جوهرياً في توجيه قرارات المستثمرين، وغالباً ما يكون تأثيرها على النتائج أكبر مما يظن البعض. وبين مختلف المشاعر التي يمر بها المستثمرون، يبرز الخوف والجشع كأقوى العوامل المؤثرة في سلوك الأفراد واتجاهات السوق. وأضاف التقرير «سأخبرك كيف تصبح ثرياً. أغلق الأبواب. كن خائفاً عندما يكون الآخرون جشعين، وكن جشعاً عندما يكون الآخرون خائفين». وارن بافيت في عالم الاستثمار، وهذا يعني أن الخوف قد يدفع المستثمرين إلى حالة من هلع البيع، ما يؤدي إلى خسارة فرص ثمينة كانت من الممكن أن تحقق مكاسب. في المقابل، قد يقود الجشع إلى مخاطرات غير محسوبة وخلق فقاعات مضاربية. وبالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، فإن فهم هذه المشاعر هو المفتاح لبناء الثروات. تأثير الخوف وذكر التقرير أن تفادي الخسارة يعد أحد أكثر أشكال الخوف شيوعاً في عالم الاستثمار، إذ يميل الأفراد إلى الشعور بألم الخسائر بشكل أكبر من متعة تحقيق مكاسب بقيمة مماثلة. وقد يؤدي هذا التحيز النفسي إلى دفع المستثمرين للتمسك بالاستثمارات الخاسرة لفترات طويلة، على أمل تعويض خسائرهم، بدلاً من اتخاذ قرارات عقلانية تستند إلى معطيات السوق. وخلال فترات التقلبات الحادة أو عدم اليقين الاقتصادي، يصبح الخوف عاملاً رئيسياً في دفع المستثمرين إلى حالة هلع البيع، ما يؤدي إلى الخسائر المحققة بدلاً من تبني رؤية طويلة الأجل. وتابع: «يساهم هذا السلوك في تفاقم تراجعات السوق، إذ يؤدي البيع الجماعي المدفوع بالخوف إلى تسريع انخفاض الأسعار. وتعتبر الأزمة المالية العالمية في 2008 أحد أبرز الأمثلة على ذلك، إذ أقدم العديد من المستثمرين على تصفية محافظهم الاستثمارية عند أدنى مستويات السوق أو قريباً منها ما أدى إلى فقدهم لفرصة الاستفادة من التعافي اللاحق». وأضاف التقرير: «لا يقتصر تأثير الخوف على تجنب الخسارة فحسب، بل يتجلى أيضاً في الخوف من فقدان الفرص، وهو المحفز النفسي الذي يدفع المستثمرين إلى ملاحقة الأسهم الرائجة أو أصول المضاربة من دون إجراء الدراسات اللازمة. وغالباً ما يكون هذا السلوك مدفوعاً بالصخب المحيط بتلك الاتجاهات والتقلبات اللحظية بدلاً من الاعتماد على الأسس الاستثمارية السليمة. ويعد فهم هذه التحيزات القائمة على الخوف أمراً بالغ الأهمية لبناء إستراتيجية مالية ناجحة طويلة الأجل». مخاطرة مفرطة ولفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي يدفع فيه الخوف المستثمرين إلى بيع استثماراتهم في أسوأ الأوقات، يؤدي الجشع إلى تأثير معاكس تماماً، إذ يشجع على المخاطرة المفرطة في السعي وراء تحقيق أرباح سريعة. ويمكن أن يظهر الجشع بأشكال عدة، مثل المضاربات، والإفراط في الاستدانة، ومطاردة العوائد غير المستدامة. وتتمثل إحدى أخطر نتائج الجشع في تكوين فقاعات الأصول، إذ ترتفع الأسعار إلى مستويات غير مستدامة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك فقاعة الدوت كوم في أواخر التسعينيات وفقاعة الإسكان في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وخلال فقاعة الدوت كوم، ارتفعت أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الناشئة، حتى تلك التي لم تحقق أرباحاً أو لم تكن لديها خطط عمل واضحة، بشكل جنوني مدفوعة بحمى المضاربة والتوقعات غير الواقعية. وتجاهل المستثمرون أساسيات التقييم المالي، ودفعوا أموالهم باتجاه شركات بلا قيمة جوهرية، مدفوعين برغبة الجني السريع للأرباح. وعندما بدأ السوق في التصحيح، انهارت الأسعار، ما أدى إلى خسارة تريليونات الدولارات من القيمة السوقية في فترة وجيزة. وأفاد «لا يقتصر تأثير الجشع على تكوين فقاعات الأصول فحسب، بل يظهر أيضاً في ظاهرة الإفراط في الاستدانة، وهي ممارسة تنطوي على مخاطر كبيرة. إذ يلجأ بعض المستثمرين إلى الاقتراض المفرط لتعظيم العوائد المحتملة، مستغلين الرافعة المالية لتحقيق مكاسب أعلى. وعلى الرغم من أن هذه الإستراتيجية قد تعزز الأرباح في أوقات الانتعاش الاقتصادي وارتفاع الأسواق، إلا أنها تجعل المستثمرين أكثر عرضة لخسائر فادحة خلال فترات الركود. مؤشرات للقياس وخلص التقرير إلى أنه كي يتمكن المستثمرون من فهم تأثير الخوف والجشع على تحركات الأسواق المالية، يتم الاعتماد على مجموعة من المؤشرات التي تعكس معنويات السوق: - مؤشر فيكس لتقلبات السوق (VIX) والذي يطلق عليه أيضاً«مقياس الخوف»ويستخدم لقياس التقلبات المتوقعة لمؤشر ستاندرد اند بورز 500 خلال 30 يوماً المقبلة. ويشير ارتفاع مؤشر التقلب إلى تزايد حالة القلق وعدم اليقين بين المستثمرين، ما يعكس توقعات تزايد التقلبات. في المقابل، يشير انخفاضه إلى حالة من الاطمئنان. - مؤشرات الخوف والجشع (2) وهو مقياس مركب يعكس معنويات السوق عبر دمج مجموعة من المؤشرات المختلفة، ما يساعد على تقييم الحالة العاطفية للمستثمرين وتحديد ما إذا كان السوق يتحرك بدافع الخوف أو الجشع. - استطلاعات المستثمرين وتقارير المعنويات حيث توفر استطلاعات الرأي، مثل استطلاع ثقة المستثمرين الصادر عن الرابطة الأميركية للمستثمرين الأفراد (AAII)، قياساً دقيقاً لمعنويات المستثمرين (3) عبر تحديد نسبة من لديهم توجهات إيجابية، ومن لديهم توجهات سلبية، والمحايدين في سوق الأسهم. ويتيح تتبع هذه المؤشرات للمستثمرين فهماً أعمق لسيكولوجية السوق واتجاهاته المحتملة. إستراتيجيات فاعلة للحد من تأثير العواطف تتطلّب السيطرة على مشاعر الخوف والجشع وعياً ذاتياً وانضباطاً ونهجاً استثمارياً منظماً. وعلى الرغم من استحالة التخلص التام من العواطف، إلا أنه يمكن الحد من تأثيرها عبر تبني إستراتيجيات فاعلة: 1 - اعرف نفسك وقدرتك على تحمل المخاطر: حيث يجب على المستثمرين تقييم قدرتهم على تحمل المخاطر استناداً إلى أوضاعهم المالية وأهدافهم الاستثمارية ومرونتهم العاطفية. إذ يساهم هذا التقييم في بناء محفظة استثمارية متوازنة، تُبقي الخسائر المحتملة ضمن نطاق مقبول. 2 - اتبع إستراتيجية استثمار منضبطة: يعد الالتزام بخطة استثمارية واضحة، والاستثمار المنتظم (باستخدام إستراتيجية متوسط التكلفة بالدولار)، وضمان التنويع المناسب، واختيار الأصول وفقاً لقدرة المستثمر على تحمل المخاطر، من أهم العوامل المساعدة للحد من تأثير العواطف على القرارات الاستثمارية. 3 - عدم محاولة التنبؤ بمستقبل السوق: يصعب التنبؤ بدقة بحركة السوق المستقبلية وتحديد القمم والقيعان باستمرار. لذا، بدلاً من محاولة ذلك، يجب على المستثمرين التركيز على بناء الثروة على المدى الطويل والالتزام بالاستثمار المنتظم خلال فترة تقلبات السوق. 4 - موازنة محفظتك بانتظام: تتضمن إعادة التوازن تعديل المحفظة بشكل دوري للحفاظ على التوزيع المستهدف للأصول. وتساعد هذه الممارسة المستثمرين على خفض انكشافهم على الأصول التي ارتفعت أسعارها بشكل مبالغ، وزيادة الاستثمار في الأصول المقيمة بأقل من أسعارها العادلة. 5 - الأخذ برأي احترافي: يتيح اللجوء إلى مستشار مالي أو خبير استثماري الحصول على رؤى موضوعية، ما يساعد المستثمرين على تجنب القرارات العاطفية. 6 - اعتماد منظور طويل الأجل: على الرغم من أن تقلبات السوق قصيرة الأجل تعتبر أمراً لا مفر منه، إلا أن المستثمرين الناجحين يوجهون اهتمامهم نحو الاتجاهات طويلة الأجل والقيمة الأساسية للأصول. وفي نهاية الأمر، لا يقتصر النجاح الاستثماري على اختيار الأصول المناسبة فحسب، بل يشمل أيضاً القدرة على التحكم بالعواطف وفهم سيكولوجية الاستثمار. بيان إخلاء المسؤولية المعلومات والآراء الواردة في هذا التقرير تم الحصول عليها أو استخلاصها من مصادر تعتقد شركة الوطني للاستثمار (الوطني للثروات) بأنها موثوقة دون أن تقوم بالتحقق من دقة أو اكتمال تلك المصادر بشكل مستقل. وبرأي «الوطني للثروات»أن المعلومات والآراء الواردة في هذا التقرير صحيحة وكاملة، إلا أن الشركة لا تقدم أي تعهدات أو ضمانات، صريحة كانت أم ضمنية، بشأن دقة أو اكتمال المحتوى. وقد تتوفر معلومات إضافية عند الطلب. ولا تتحمل «الوطني للثروات» مسؤولية عن أي خسارة مباشرة أو غير مباشرة أو تبعية ناتجة عن استخدام المحتوى. ولا يجوز اعتبار هذا التقرير مشورة استثمارية أو قانونية أو محاسبية أو ضريبية، كما لا يجوز اعتباره تعهداً بأن أي استثمار أو إستراتيجية هي مناسبة أو ملائمة لظروفكم الخاصة، ولا يجوز اعتباره توصية شخصية لكم. كما لا يصح الاعتماد على هذا التقرير كبديل عن القيام بتقدير وحكم مستقل. بالإضافة إلى ذلك، فإن «الوطني للثروات» ربما قد تكون أصدرت، وقد تصدر في المستقبل، تقاريراً أخرى لا تتفق مع المعلومات الواردة في هذا التقرير وتصل إلى نتائج نهائية مختلفة عن تلك المعلومات الواردة في هذا التقرير. وتعكس تلك التقارير افتراضات ورؤى وطرق تحليلية مختلفة للمحللين الذين قاموا بإعداد التقارير، ولا تلتزم الوطني للثروات بضمان لفت نظركم إلى تلك التقارير الأخرى. وقد تنخفض قيمة أي استثمار أو دخل وقد ترتفع، كما قد لا تستردون كامل المبلغ المستثمر. وينبغي ألا يؤخذ الأداء السابق كمؤشر أو ضمان للأداء المستقبلي، ولم يتم تقديم أي تعهد أو ضمان، ضمنياً كان أم صريحاً، بشأن الأداء المستقبلي. كما أن المعلومات والآراء والتقديرات الواردة في هذا التقرير تعكس تقديراً وحكماً في التاريخ الأصلي لنشر التقرير من قبل الوطني للثروات، وتخضع تلك المعلومات والآراء والتقديرات للتغيير دون إشعار. هذا المحتوى مقدم لأغراض التداول والترويج العام فقط. لم يتم إغفال أي معلومات ضرورية خاصة بمحتوى هذا المستند.

الوطني للثروات... تقارير قيادة الفكر: سيكولوجية الاستثمار: إدارة القرار بين الخوف والجشع
الوطني للثروات... تقارير قيادة الفكر: سيكولوجية الاستثمار: إدارة القرار بين الخوف والجشع

الجريدة

time٢٢-٠٣-٢٠٢٥

  • الجريدة

الوطني للثروات... تقارير قيادة الفكر: سيكولوجية الاستثمار: إدارة القرار بين الخوف والجشع

كيف تؤثر قراراتك الاستثمارية على مشاعرك؟ قد يبدو هذا السؤال غريباً للوهلة الأولى، لكنه جوهري في عالم الاستثمار. فالمشاعر تلعب دوراً جوهرياً في توجيه قرارات المستثمرين، وغالباً ما يكون تأثيرها على النتائج أكبر مما يظن البعض. وبين مختلف المشاعر التي يمر بها المستثمرون، يبرز الخوف والجشع كأقوى العوامل المؤثرة في سلوك الأفراد واتجاهات السوق. «سأخبرك كيف تصبح ثرياً. أغلق الأبواب. كن خائفاً عندما يكون الآخرون جشعين، وكن جشعاً عندما يكون الآخرون خائفين». وارين بافيت. في عالم الاستثمار، قد يدفع الخوف المستثمرين إلى حالة من هلع البيع، مما يؤدي إلى خسارة فرص ثمينة كانت من الممكن أن تحقق مكاسب. في المقابل، قد يقود الجشع إلى مخاطرات غير محسوبة وخلق فقاعات مضاربية. وبالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، فإن فهم هذه المشاعر هو المفتاح لبناء الثروات. تأثير الخوف في القرارات الاستثمارية يعد «تفادي الخسارة» أحد أكثر أشكال الخوف شيوعاً في عالم الاستثمار، إذ يميل الأفراد إلى الشعور بألم الخسائر بشكل أكبر من متعة تحقيق مكاسب بقيمة مماثلة. وقد يؤدي هذا التحيز النفسي إلى دفع المستثمرين للتمسك بالاستثمارات الخاسرة لفترات طويلة، على أمل تعويض خسائرهم، بدلاً من اتخاذ قرارات عقلانية تستند إلى معطيات السوق. وخلال فترات التقلبات الحادة أو عدم اليقين الاقتصادي، يصبح الخوف عاملاً رئيسياً في دفع المستثمرين إلى حالة هلع البيع، مما يؤدي إلى الخسائر المحققة بدلاً من تبني رؤية طويلة الأجل. ويساهم هذا السلوك في تفاقم تراجعات السوق، إذ يؤدي البيع الجماعي المدفوع بالخوف إلى تسريع انخفاض الأسعار. وتعتبر الأزمة المالية العالمية في العام 2008 أحد أبرز الأمثلة على ذلك، إذ أقدم العديد من المستثمرين على تصفية محافظهم الاستثمارية عند أدنى مستويات السوق أو قريباً منها مما أدى إلى فقدهم لفرصة الاستفادة من التعافي اللاحق. لا يقتصر تأثير الخوف على تجنب الخسارة فحسب، بل يتجلى أيضاً في الخوف من فقدان الفرص، وهو المحفز النفسي الذي يدفع المستثمرين إلى ملاحقة الأسهم الرائجة أو أصول المضاربة من دون إجراء الدراسات اللازمة. وغالباً ما يكون هذا السلوك مدفوعاً بالصخب المحيط بتلك الاتجاهات والتقلبات اللحظية بدلاً من الاعتماد على الأسس الاستثمارية السليمة. ويعد فهم هذه التحيزات القائمة على الخوف أمراً بالغ الأهمية لبناء استراتيجية مالية ناجحة طويلة الأجل. تأثير الجشع في القرارات الاستثمارية وفي الوقت الذي يدفع فيه الخوف المستثمرين إلى بيع استثماراتهم في أسوأ الأوقات، يؤدي الجشع إلى تأثير معاكس تماماً، إذ يشجع على المخاطرة المفرطة في السعي وراء تحقيق أرباح سريعة. ويمكن أن يظهر الجشع بعدة أشكال، مثل المضاربات، والإفراط في الاستدانة، ومطاردة العوائد غير المستدامة. وتتمثل إحدى أخطر نتائج الجشع في تكوين فقاعات الأصول، إذ ترتفع الأسعار إلى مستويات غير مستدامة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك فقاعة الدوت كوم في أواخر التسعينيات وفقاعة الإسكان في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وخلال فقاعة الدوت كوم، ارتفعت أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الناشئة، حتى تلك التي لم تحقق أرباحاً أو لم تكن لديها خطط عمل واضحة، بشكل جنوني مدفوعة بحمى المضاربة والتوقعات غير الواقعية. وتجاهل المستثمرون أساسيات التقييم المالي، ودفعوا أموالهم باتجاه شركات بلا قيمة جوهرية1، مدفوعين برغبة الجني السريع للأرباح. وعندما بدأ السوق في التصحيح، انهارت الأسعار، مما أدى إلى خسارة تريليونات الدولارات من القيمة السوقية في فترة وجيزة. هذا ولا يقتصر تأثير الجشع على تكوين فقاعات الأصول فحسب، بل يظهر أيضاً في ظاهرة الإفراط في الاستدانة، وهي ممارسة تنطوي على مخاطر كبيرة. إذ يلجأ بعض المستثمرين إلى الاقتراض المفرط لتعظيم العوائد المحتملة، مستغلين الرافعة المالية لتحقيق مكاسب أعلى. وعلى الرغم من أن هذه الاستراتيجية قد تعزز الأرباح في أوقات الانتعاش الاقتصادي وارتفاع الأسواق، إلا أنها تجعل المستثمرين أكثر عرضة لخسائر فادحة خلال فترات الركود. قياس الخوف والجشع في الأسواق حتى يتمكن المستثمرون من فهم تأثير الخوف والجشع على تحركات الأسواق المالية، يتم الاعتماد على مجموعة من المؤشرات التي تعكس معنويات السوق: مؤشر فيكس لتقلبات السوق (VIX) والذي يطلق عليه أيضاً «مقياس الخوف» ويستخدم لقياس التقلبات المتوقعة لمؤشر ستاندرد اند بورز 500 خلال 30 يوماً المقبلة. ويشير ارتفاع مؤشر التقلب إلى تزايد حالة القلق وعدم اليقين بين المستثمرين، مما يعكس توقعات تزايد التقلبات. في المقابل، يشير انخفاضه إلى حالة من الاطمئنان. مؤشرات الخوف والجشع * (2) – مقياس مركب يعكس معنويات السوق عبر دمج مجموعة من المؤشرات المختلفة، مما يساعد على تقييم الحالة العاطفية للمستثمرين وتحديد ما إذا كان السوق يتحرك بدافع الخوف أو الجشع. استطلاعات المستثمرين وتقارير المعنويات – توفر استطلاعات الرأي، مثل استطلاع ثقة المستثمرين الصادر عن الرابطة الأميركية للمستثمرين الأفراد (AAII)، قياساً دقيقاً لمعنويات المستثمرين *(3) عبر تحديد نسبة من لديهم توجهات إيجابية، ومن لديهم توجهات سلبية، والمحايدين في سوق الأسهم. ويتيح تتبع هذه المؤشرات للمستثمرين فهماً أعمق لسيكولوجية السوق واتجاهاته المحتملة. الاعتبارات الرئيسية: كيفية إدارة الخوف والجشع عند اتخاذ القرارات الاستثمارية تتطلب السيطرة على مشاعر الخوف والجشع وعياً ذاتياً وانضباطاً ونهجاً استثمارياً منظماً. وعلى الرغم من استحالة التخلص التام من العواطف، إلا أنه يمكن الحد من تأثيرها عبر تبني استراتيجيات فاعلة: 1. اعرف نفسك وقدرتك على تحمل المخاطر يجب على المستثمرين تقييم قدرتهم على تحمل المخاطر استناداً إلى أوضاعهم المالية وأهدافهم الاستثمارية ومرونتهم العاطفية. حيث يساهم هذا التقييم في بناء محفظة استثمارية متوازنة، تُبقي الخسائر المحتملة ضمن نطاق مقبول. 2. اتبع استراتيجية استثمار منضبطة يعد الالتزام بخطة استثمارية واضحة، والاستثمار المنتظم (باستخدام استراتيجية متوسط التكلفة بالدولار)، وضمان التنويع المناسب، واختيار الأصول وفقاً لقدرة المستثمر على تحمل المخاطر، من أهم العوامل المساعدة للحد من تأثير العواطف على القرارات الاستثمارية. 3. عدم محاولة التنبؤ بمستقبل السوق يصعب التنبؤ بدقة بحركة السوق المستقبلية وتحديد القمم والقيعان باستمرار. لذا، بدلاً من محاولة ذلك، يجب على المستثمرين التركيز على بناء الثروة على المدى الطويل والالتزام بالاستثمار المنتظم خلال فترة تقلبات السوق. • 2 مؤشر الخوف والجشع - ثقة المستثمرين • 3 استطلاع ثقة المستثمرين الرابطة الرابطة الأميركية للمستثمرين الأفراد ما هو متوسط تكلفة الدولار؟ تشارلز شواب 4. موازنة محفظتك بانتظام تتضمن إعادة التوازن تعديل المحفظة بشكل دوري للحفاظ على التوزيع المستهدف للأصول. وتساعد هذه الممارسة المستثمرين على خفض انكشافهم على الأصول التي ارتفعت أسعارها بشكل مبالغ، وزيادة الاستثمار في الأصول المقيمة بأقل من أسعارها العادلة. 5. الأخذ برأي احترافي يتيح اللجوء إلى مستشار مالي أو خبير استثماري الحصول على رؤى موضوعية، مما يساعد المستثمرين على تجنب القرارات العاطفية. 6. اعتماد منظور طويل الأجل على الرغم من أن تقلبات السوق قصيرة الأجل تعتبر أمراً لا مفر منه، إلا أن المستثمرين الناجحين يوجهون اهتمامهم نحو الاتجاهات طويلة الأجل والقيمة الأساسية للأصول. وفي نهاية الأمر، لا يقتصر النجاح الاستثماري على اختيار الأصول المناسبة فحسب، بل يشمل أيضاً القدرة على التحكم بالعواطف وفهم سيكولوجية الاستثمار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store