
توازن القوى الجوية: كيف تردع باكستان الهند رغم تفوقها العددي؟
خاص – دفاع العرب
باتت السيطرة الجوية في صميم نتائج المعارك الحديثة، إذ تمنح تفوقًا حاسمًا في مجالات الاستطلاع، والدعم الناري للقوات البرية، وتنفيذ عمليات استراتيجية في العمق. وعلى الرغم من التفوق العددي الذي تتمتع به الهند، لا يزال توازن الردع الجوي مع باكستان قائمًا بفضل عوامل نوعية معقدة تتجاوز مجرد أعداد الطائرات.
يمتلك سلاح الجو الهندي أكثر من 600 طائرة مقاتلة، تشمل في طليعتها مقاتلات 'رافال' الفرنسية و'سوخوي Su-30MKI'، بالإضافة إلى طائرات 'ميراج 2000″ و'ميغ-29'.
في المقابل، يشغل سلاح الجو الباكستاني نحو 400 مقاتلة تتوزع بين طائرات 'JF-17 ثاندر'، و'J-10CE' الصينية، و'F-16″ الأمريكية.
تتفوق مقاتلة 'رافال' بفضل رادارها المتطور من نوع AESA وصاروخ 'Meteor' بعيد المدى، ما يمنحها قدرة قتالية جوية فائقة. غير أن مقاتلة 'J-10CE' مزودة بالصاروخ الصيني 'PL-15″، الذي يضاهي 'Meteor' من حيث المدى والرأس الباحث النشط.
تعتمد الهند في تسليح مقاتلاتها على مزيج من صواريخ 'R-77″ الروسية و'Astra' محلية الصنع، في حين تستخدم باكستان صواريخ 'PL-15″ و'AMRAAM' الأمريكية. بيد أن التحدي الأبرز يتمثل في كمية الذخائر المتوفرة وجودة مخزونها، حيث تشير التقارير إلى أن المخزون الهندي من صواريخ 'R-77' يعاني من تباين في الجودة، وهو ما قد يحد من الفعالية القتالية لطائرات 'سوخوي'.
نشرت الهند مقاتلات 'جاغوار' و'ميراج 2000″ المطورة لتنفيذ مهام الإسناد الجوي القريب والهجوم الأرضي، بينما تعتمد باكستان على مقاتلات 'ميراج V' و'JF-17″ كمنصات لإطلاق صواريخ 'كروز'. ومع ذلك، فإن افتقار كلا الطرفين لطائرات تزويد بالوقود في الجو يجعل تنفيذ ضربات في العمق أمرًا بالغ الخطورة، خاصة في ظل بيئة دفاع جوي نشطة.
عززت باكستان قدراتها في مجال الإنذار المبكر بشكل ملحوظ بمضاعفة عدد طائرات 'AWACS' لديها مقارنة بالهند، مما يمنحها تفوقًا في اكتشاف التهديدات مبكرًا وتوجيه مقاتلاتها بكفاءة أكبر. وتضطلع هذه الطائرات أيضًا بمهام الاستخبارات الإلكترونية لتعويض النقص في منصات التجسس التقليدية.
تُشكل منظومات الدفاع الجوي تحديًا كبيرًا لأي قوة مهاجمة. وتمتلك الهند شبكة دفاع جوي أوسع وأكثر تطورًا تشمل أنظمة 'Akash' و'S-400″، لكن باكستان تمتلك بدورها بطاريات صواريخ 'HQ-9″ و'HQ-16' التي، على الرغم من محدودية أعدادها، تعتبر تهديدًا فعالًا يصعب تحييده. وقد أظهرت الحرب في أوكرانيا أن أنظمة الدفاع الجوي المتنقلة والمموهة قادرة على تقويض التفوق الجوي النظري.
وعلى ما يبدو، تتفوق الهند عدديًا وتقنيًا من حيث الطائرات ومنظومات التسليح، إلا أن باكستان تستفيد من كفاءة استخدام مواردها، وسرعة المناورة الجوية، والتكامل الفعال بين شبكة الإنذار المبكر والدفاع الجوي. وتستلزم أي عملية جوية مخاطرة محسوبة في بيئة مشبعة بالرادارات والصواريخ، مما يزيد من التكلفة ويقلل من فعالية التفوق العددي.
في الختام، تتوقف نتائج المعارك الجوية الحديثة على مزيج معقد من التقنية المتقدمة، والتخطيط الدقيق، والجرأة في التنفيذ. وبينما لا يبدو أن أيًا من القوتين قادرة على تحقيق نصر سريع وحاسم، فإن أي مواجهة بينهما ستسفر عن خسائر باهظة للطرفين. ولعل التحدي الأسمى لا يكمن في القدرة على الاشتباك، بل في امتلاك الإرادة لتجنب إشعال فتيل صراع قد يتحول بسرعة إلى كارثة إقليمية تهدد المنطقة بأسرها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


دفاع العرب
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- دفاع العرب
توازن القوى الجوية: كيف تردع باكستان الهند رغم تفوقها العددي؟
خاص – دفاع العرب باتت السيطرة الجوية في صميم نتائج المعارك الحديثة، إذ تمنح تفوقًا حاسمًا في مجالات الاستطلاع، والدعم الناري للقوات البرية، وتنفيذ عمليات استراتيجية في العمق. وعلى الرغم من التفوق العددي الذي تتمتع به الهند، لا يزال توازن الردع الجوي مع باكستان قائمًا بفضل عوامل نوعية معقدة تتجاوز مجرد أعداد الطائرات. يمتلك سلاح الجو الهندي أكثر من 600 طائرة مقاتلة، تشمل في طليعتها مقاتلات 'رافال' الفرنسية و'سوخوي Su-30MKI'، بالإضافة إلى طائرات 'ميراج 2000″ و'ميغ-29'. في المقابل، يشغل سلاح الجو الباكستاني نحو 400 مقاتلة تتوزع بين طائرات 'JF-17 ثاندر'، و'J-10CE' الصينية، و'F-16″ الأمريكية. تتفوق مقاتلة 'رافال' بفضل رادارها المتطور من نوع AESA وصاروخ 'Meteor' بعيد المدى، ما يمنحها قدرة قتالية جوية فائقة. غير أن مقاتلة 'J-10CE' مزودة بالصاروخ الصيني 'PL-15″، الذي يضاهي 'Meteor' من حيث المدى والرأس الباحث النشط. تعتمد الهند في تسليح مقاتلاتها على مزيج من صواريخ 'R-77″ الروسية و'Astra' محلية الصنع، في حين تستخدم باكستان صواريخ 'PL-15″ و'AMRAAM' الأمريكية. بيد أن التحدي الأبرز يتمثل في كمية الذخائر المتوفرة وجودة مخزونها، حيث تشير التقارير إلى أن المخزون الهندي من صواريخ 'R-77' يعاني من تباين في الجودة، وهو ما قد يحد من الفعالية القتالية لطائرات 'سوخوي'. نشرت الهند مقاتلات 'جاغوار' و'ميراج 2000″ المطورة لتنفيذ مهام الإسناد الجوي القريب والهجوم الأرضي، بينما تعتمد باكستان على مقاتلات 'ميراج V' و'JF-17″ كمنصات لإطلاق صواريخ 'كروز'. ومع ذلك، فإن افتقار كلا الطرفين لطائرات تزويد بالوقود في الجو يجعل تنفيذ ضربات في العمق أمرًا بالغ الخطورة، خاصة في ظل بيئة دفاع جوي نشطة. عززت باكستان قدراتها في مجال الإنذار المبكر بشكل ملحوظ بمضاعفة عدد طائرات 'AWACS' لديها مقارنة بالهند، مما يمنحها تفوقًا في اكتشاف التهديدات مبكرًا وتوجيه مقاتلاتها بكفاءة أكبر. وتضطلع هذه الطائرات أيضًا بمهام الاستخبارات الإلكترونية لتعويض النقص في منصات التجسس التقليدية. تُشكل منظومات الدفاع الجوي تحديًا كبيرًا لأي قوة مهاجمة. وتمتلك الهند شبكة دفاع جوي أوسع وأكثر تطورًا تشمل أنظمة 'Akash' و'S-400″، لكن باكستان تمتلك بدورها بطاريات صواريخ 'HQ-9″ و'HQ-16' التي، على الرغم من محدودية أعدادها، تعتبر تهديدًا فعالًا يصعب تحييده. وقد أظهرت الحرب في أوكرانيا أن أنظمة الدفاع الجوي المتنقلة والمموهة قادرة على تقويض التفوق الجوي النظري. وعلى ما يبدو، تتفوق الهند عدديًا وتقنيًا من حيث الطائرات ومنظومات التسليح، إلا أن باكستان تستفيد من كفاءة استخدام مواردها، وسرعة المناورة الجوية، والتكامل الفعال بين شبكة الإنذار المبكر والدفاع الجوي. وتستلزم أي عملية جوية مخاطرة محسوبة في بيئة مشبعة بالرادارات والصواريخ، مما يزيد من التكلفة ويقلل من فعالية التفوق العددي. في الختام، تتوقف نتائج المعارك الجوية الحديثة على مزيج معقد من التقنية المتقدمة، والتخطيط الدقيق، والجرأة في التنفيذ. وبينما لا يبدو أن أيًا من القوتين قادرة على تحقيق نصر سريع وحاسم، فإن أي مواجهة بينهما ستسفر عن خسائر باهظة للطرفين. ولعل التحدي الأسمى لا يكمن في القدرة على الاشتباك، بل في امتلاك الإرادة لتجنب إشعال فتيل صراع قد يتحول بسرعة إلى كارثة إقليمية تهدد المنطقة بأسرها.


صوت بيروت
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- صوت بيروت
خلف صراع الهند وباكستان.. كيف تستغل الصين الأزمة لتعزيز شبكتها الاستخباراتية؟
الجغرافيا تتحكم في دور الصين في الصراع الدائر حاليًا بين الهند وباكستان وسط تصاعد التوتر بين الهند وباكستان منذ الأربعاء الماضي، أفاد مسؤولان أميركيان بأن طائرة مقاتلة باكستانية من طراز J-10، وهي صينية الصنع، نجحت في إسقاط ما لا يقل عن طائرتين عسكريتين هنديتين، إحداهما من طراز 'رافال' فرنسية الصنع. وفي حين نفت الهند فقدان أي من طائراتها، أكد وزيرا الدفاع والخارجية الباكستانيان، استخدام طائرات J-10، لكنهما لم يُعلقا على الصواريخ أو الأسلحة الأخرى المستخدمة. 'ثروة استخباراتية' إلا أنه بمعزل عن دقة إسقاط المقاتلات أم لا، أجمع العديد من المراقبين على أن الصراع بين الدولتين النوويتين أتاح للصين جمع 'ثروة استخباراتية قيّمة في خضم تنافسها مع الهند'، وفق ما نقلت وكالة رويترز. إذ أوضح المراقبون أن الصين تجمع بيانات من طائراتها المقاتلة وأسلحتها الأخرى التي تستخدمها باكستان في عملياتها. وقال محللون أمنيون ودبلوماسيون إن التطور العسكري الصيني بلغ حدًا يمكّنه من مراقبة التحركات الهندية بدقةٍ وبشكل آني من المنشآت الصينية الحدودية مع الهند، فضلا عن الأساطيل في المحيط الهندي، وكذلك من الفضاء. كما أكدوا أن بكين عززت قدرتها على جمع المعلومات الاستخبارية من خلال أقمارها الصناعية. 267 قمرا صناعيا فيما أوضح المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) ومقره لندن، أن الصين تمتلك الآن 267 قمرًا صناعيًا، بما في ذلك 115 قمرًا صناعيًا مخصصًا للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، و81 قمرًا آخر لمراقبة المعلومات الإلكترونية والإشارات العسكرية. ووصف تلك القدرات الصينية التي تأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة بـ'الشبكة التي تقزم منافسيها الإقليميين، من ضمنهم الهند'. بدورهم، أكد محللون أمنيون أن كلا من الصين والهند اتخذتا خطوات لتعزيز منشآتهما وقدراتهما العسكرية البرية على طول الحدود، ولكن من الجو أيضًا، حيث حققت بكين قوةً هائلةً في جمع المعلومات الاستخباراتية. إلى ذلك، كشف محللون ودبلوماسيون أن فرق الاستخبارات العسكرية الصينية حريصة على جمع معلومات عن أي استخدام هندي للدفاعات الجوية وإطلاق صواريخ كروز وصواريخ باليستية، ليس فقط من حيث مسارات الطيران والدقة، ولكن أيضًا معلومات القيادة والتحكم. وأردف بعض المحللين أن أي نشر لصاروخ كروز براهموس الأسرع من الصوت- وهو سلاح طورته الهند بالاشتراك مع روسيا – سيكون ذا أهمية خاصة، نظرًا لأنهم لا يعتقدون أنه قد استُخدم في القتال. كما عززت الصين حراكها الاستخباراتي في البحر، لاسيما بعد أن ازداد نشاطها في المحيط الهندي خلال السنوات الأخيرة، حيث نشرت سفنا لتتبع الفضاء، بالإضافة إلى سفن أبحاث المحيطات وصيد الأسماك في عمليات انتشار موسعة، يعتقد أنها تجمع معلومات أيضا، وفقًا لمراجع استخباراتية مفتوحة المصدر. وعلى مدار الأسبوع الماضي، لاحظ بعض المتابعين أساطيل كبيرة بشكل غير عادي من سفن الصيد الصينية تتحرك بشكل متناغم على ما يبدو إلى مسافة 120 ميلاً بحرياً من التدريبات البحرية الهندية في بحر العرب مع تصاعد التوترات مع باكستان. وتُعتبر الهند والصين، الدولتان العملاقتان الإقليميتان الكبيرتان قوى متنافسة على نطاق واسع وطويل الأمد، إذ تتشاركان حدودًا في جبال الهيمالايا بطول 3800 كيلومتر (2400 ميل)، وهي حدود متنازع عليها منذ خمسينيات القرن الماضي، كانت أشعلت حربًا قصيرة عام 1962.


دفاع العرب
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- دفاع العرب
باكستان تُزوّد مقاتلات 'JF-17 بلوك 3' بصواريخ PL-15E الصينية وتوسّع قدراتها في القتال الجوي بعيد المدى
أكدت صور جديدة عالية الدقة أن سلاح الجو الباكستاني بدأ فعليًا بتسليح مقاتلاته المتطورة من طراز JF-17 Thunder Block-III، المعروفة أيضًا باسم JF-17C، بصواريخ PL-15E الصينية الصنع بعيدة المدى، ما يمثل قفزة نوعية في قدرات الاشتباك الجوي خلف مدى الرؤية (BVR). صاروخ PL-15E هو النسخة التصديرية من الصاروخ الصيني المتطور PL-15، ويبلغ مداه الفعّال نحو 145 كيلومترًا، ويعتمد على باحث راداري نشط وقدرات متقدمة في مقاومة التشويش الإلكتروني (ECCM). وقد تم تصميمه وتطويره من قبل شركة AVIC الصينية، ويُعد من أقوى صواريخ الجو-جو بعيدة المدى المتاحة في سوق السلاح العالمي. هذا التطور يعزز بشكل كبير من قدرات سلاح الجو الباكستاني، الذي بات يشغّل الآن منصتين قتاليتين قادرتين على إطلاق الصاروخ PL-15E، وهما JF-17C وJ-10CE، وكلاهما مزوّد برادارات من نوع AESA تتيح الاستفادة القصوى من قدرات الصاروخ. وقد أظهرت الصور الجديدة، الملتقطة من إحدى القواعد الجوية الباكستانية، صواريخ PL-15E مثبتة بوضوح تحت أجنحة مقاتلات JF-17C العاملة، في تأكيد بصري لما تم تداوله سابقًا بشأن صفقة توريد جديدة بين إسلام آباد وبكين تهدف إلى تعزيز مدى وفتك أسطول المقاتلات الباكستانية. تُعد مقاتلة JF-17 Block-III النسخة الأحدث والأكثر تطورًا من سلسلة Thunder، وهي نتاج شراكة بين مجمع الطيران الباكستاني PAC وشركة Chengdu الصينية، وتتميز برادار KLJ-7A AESA، وأنظمة عرض متطورة، وقدرات محسّنة للحرب الإلكترونية. مع دخول صواريخ PL-15E الخدمة على منصتي JF-17C وJ-10CE، يكون سلاح الجو الباكستاني قد وسّع بشكل كبير نطاق اشتباكاته الجوية، ما يمنحه تفوقًا استراتيجيًا محتملًا في أي نزاع جوي مستقبلي. ويعكس هذا التطور التزام باكستان بمواصلة تحديث منظومتها الدفاعية عبر دمج تكنولوجيا الصواريخ الصينية المتقدمة.