
5 أسماك تتمكن من العيش خارج الماء.. ما دافعها لذلك؟
لكن من التكيفات غير المعروفة على نطاق واسع أن بعض الأسماك لديها القدرة على البقاء على قيد الحياة خارج الماء، وتنفس الهواء، وعبور الطريق حرفيًا. وفي حين أنه ليس كل الأسماك قادرة على التنفس خارج الماء، فإن بعض الأنواع لديها هذه القدرة.
التنفس خارج الماء
تُصنف غالبية الأسماك القادرة على العيش والتنفس خارج الماء عادةً على أنها برمائية، وتمتلك خصائص فريدة تساعدها على التنفس وحتى الحركة فوق سطح الماء وعلى اليابسة.
ويختلف طول مدة بقاء الأسماك على قيد الحياة خارج الماء باختلاف نوعها. فبعضها تستطيع التنفس خارج الماء لبضع ساعات، بينما قد تبقى أخرى خارجه لأيام متواصلة من دون مشاكل في التنفس، ويمكن لسمكة "ريفولوس المانغروف" مثلا العيش خارج الماء لمدة تصل إلى 66 يومًا.
تتنفس هذه السمكة الفريدة من نوعها من خلال جلدها وخياشيمها، وتتيح لها تكيفات أخرى التحرك على اليابسة عن طريق الانطلاق والتمايل والانقضاض.
تتمتع هذه السمكة بجلد متخصص يؤدي عديدا من أدوار الخياشيم، مثل الحفاظ على مستويات الملح، ويحتوي الجلد أيضًا على أوعية دموية تقع على بُعد ميكرون واحد من سطحه، مما يسمح بامتصاص مزيد من الأكسجين في الدم.
تعيش هذه السمكة الغريبة عادةً في برك قليلة الملوحة، ولكن عندما تجف البيئة المحيطة بها، أو عندما تطارد فرائسها، تقرر مغادرة الماء والاختباء داخل جذوع الأشجار، وعادةً ما تفعل ذلك في مجموعات حتى تصبح مكدسة كالسردين.
زعانف مصممة للمشي
هناك أيضًا سمكة نطاط الطين، وهي سمكة برمائية تكيفت مع العيش والحركة على اليابسة والماء، تتمتع هذه المخلوقات بعديد من التكيفات المثيرة للاهتمام، بما في ذلك قدرتها على التنفس من خلال خياشيمها وجلدها، وامتلاكها زعانف صدرية خاصة تستخدمها كأرجل للمشي على الأرض.
ويمكن لهذه السمكة البقاء خارج الماء لمدة تصل إلى يومين متواصلين، تأكل وتتفاعل مع بعضها بعضا، وتدافع عن أرضها، ويؤدي الذكر مهمة إضافية، وهي نفث الأكسجين على البيض.
يصعد الذكر إلى السطح كي يستنشق الهواء الذي ينعدم داخل الجحر الذي بناه، ثم ينفثه بكل قوته، ويعاود الكرَّة مرات عديدة، حتى يتدفق الهواء اللازم لفقس البيض.
وبعد عاصفة مطرية غزيرة، من المألوف رؤية سمكة "السلور الماشي" تتلوى كالثعبان عبر الطريق، وتثني جسمها ذهابًا وإيابًا للقفز على اليابسة.
كما يوحي اسمها، يستطيع هذا النوع من السمك المعروف علميًا باسم "كلارياس باتراكوس" التحرك خارج الماء، والمشي عبر اليابسة، حيث توفر زعانفها الصدرية الشوكية قوة دفع إضافية -مثل الأقدام- لتحريك نفسها.
هذه السمكة الطويلة الداكنة تتكيف على نحو فريد مع القدرة على الحركة على اليابسة. يمكنها قطع مسافة تصل إلى 3 أرباع ميل، ولن تحتاج للعودة إلى الماء لمدة تصل إلى 18 ساعة، مما يمنحها فرصة كبيرة للانتقال بين الأماكن المائية المختلفة.
ويمتاز هذا النوع من الأسماك بوجود بنية خياشيم خاصة أو أعضاء تشبه الرئة تسمح له بالتنفس خارج الماء، وتتحمل ظروفًا معيشية قاسية، ويمكنها مغادرة الماء والمشي أو الزحف إلى مكان أفضل ما دامت رطبة.
ورغم أنها تفضل موائل المياه العذبة الدافئة في موطنها الأصلي بجنوب شرق آسيا، فإنها نجحت في غزو مناطق أخرى، وربما يكون هذا أحد أسباب قدرتها على "المشي" خارج الماء.
لماذا تفعل الأسماك ذلك؟
تغادر الأسماك الماء لأسباب عديدة، مثل الهروب من الحيوانات المفترسة أو البيئات المنخفضة الأكسجين.
تحب أسماك السلور المتجول التنقل من مسطح مائي إلى آخر بحثًا عن طعام أو مسكن أفضل، وتفعل ذلك بالتمايل على اليابسة، في حين تقضي سمكة "نطاط الطين" وقتها على اليابسة للتغذية، ثم تعود إلى الماء للتكاثر وتجنب هجمات الحيوانات المفترسة.
ويحتاج سمك البليكو (هايبوستوماس بيكوستوماس) أحيانًا إلى الانتقال حسب توفر الفرائس ومستويات المياه، ولهذا السبب -حسب تقديرات علماء- يستطيع البقاء خارج الماء لمدة تصل إلى 20 ساعة في أثناء انتقاله.
ووفقًا لدراسة نشرت مؤخرا في دورية "بيولوجي ليترز"، تُبرّد سمكة المانغروف الصغيرة حرارتها بالقفز خارج الماء. وتعيش هذه السمكة في مناخات استوائية، وعندما يكون الماء دافئًا، تقفز خارجًا لخفض درجة حرارة جسمها عن طريق تبريد نفسها بالهواء.
وتنتقل أسماك رأس الأفعى إلى "مراعٍ أكثر خضرة" بحثًا عن شريك أو طعام، أو إذا كان مصدر مياهها الحالي ينضب، أما "السمكة ذات العيون الأربع" فتتسلق المسطحات الطينية لتتغذى على الحشرات، وسمكة "الغرونيون" الشهيرة تأتي إلى شواطئ كاليفورنيا لتتكاثر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 3 أيام
- الجزيرة
الإسهامات العربية في علم الآثار
تشهد بلدان عربية عدة اهتماما ملحوظا بعلم الآثار، والبحث عن المعالم القديمة، وترميمها وحفظها باعتبارها تراثا للإنسانية جمعاء. وإذا كانت مصر تتصدر منطقة الشرق الأوسط في مجال الاكتشافات الأثرية الجديدة، وانتشار علم الآثار، وتعدد الكليات والمعاهد الأكاديمية المعنية بدراسته، فإن بلدان الخليج العربي تشهد اهتماما متزايدا بالدراسات الأثرية، ونموا في مجال الحفائر بحثا عما تركه الأقدمون من منشآت وشواهد وقطع أثرية تساعد في الكشف عن أسرار الأجداد وما عرفوه من علوم وفنون وأنماط حياة. وتنشط الحفائر والأنشطة في مجال علم الآثار بمختلف بلدان الخليج، بداية من سلطنة عمان وقطر والسعودية، مرورا بالإمارات والكويت والبحرين، حيث تتزايد في تلك الدول أعمال البحث والتنقيب والحماية والترميم. وكما أسلفنا، فإن مصر تحضر بقوة في مجال علم الآثار، من خلال الحفائر العديدة التي ساعدت في التوصل لكثير من الاكتشافات الأثرية الحديثة في مناطق عدة، منها: الأقصر وأسوان وسقارة والمنيا وغيرها. نبوغ عربي ويجمع آثاريون وعلماء وباحثون عرب على أن بلاد العالم العربي شهدت حضورا كبيرا لعلم الآثار، وأن كثيرا من العرب نبغوا في ذلك المجال، وحققوا اكتشافات مذهلة، ووضعوا دراسات مهمة، وشكلوا مدارس عربية خاصة في حقل الآثار على مدار عقود مضت. وفي هذا الإطار، قال الدكتور سلطان الدويش، المدير الأسبق لإدارة الآثار والمتاحف بالمجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، إنه يعتقد بوجود مدارس عربية متفرقة في مجال الآثار بالوطن العربي، لكنه أكد أن المدارس الأجنبية هي الأكثر منهجية واستمرارية. وثمن الدويش، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، جهود بلاده ودول منطقة الخليج العربي في مجال علم الآثار، وصون وحماية المكتشفات الأثرية، وتزايد الأنشطة العلمية الخليجية في هذا المجال. من جانبه، قال الباحث المصري فرنسيس أمين، لوكالة الأنباء الألمانية، إن مصر على سبيل المثال، غنية بكثير من الوجوه العلمية الوطنية في مجال الآثار، أمثال أحمد باشا كمال، وسليم حسن، ولبيب حبشي وغيرهم، فهم المؤسسون الحقيقيون للمدرسة المصرية في مجال الآثار، وهي مدرسة ذات فهم أوضح للبيئة، وتقوم على أنه لا يمكن الفصل بين الآثار المصرية القديمة والبيئة المحيطة بها. واعتبر أن المؤسس الحقيقي للمدرسة العربية المصرية في مجال الآثار هو أحمد فخري، الذي قام بحفائر في مواقع أثرية عدة، وكان ندا قويا لعلماء الآثار ذوي الشهرة العالمية، وكان تلاميذه ينتشرون في الشرق الأدنى، من العراق لليمن وغيرهما، وهو مؤسس مدرسة عربية قومية في علم الآثار. ولفت إلى أن انتشار كليات الآثار أسهم في وجود عدد كبير من الآثاريين الذين صار يشار إليهم بالبنان. وقال الأثري المصري والمدير العام الأسبق لمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا، محمد يحيى عويضة، إن العرب يمتلكون أسس ومقومات "علم آثار عربي"، وإن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدقة والتخصص لتأسيس مدرسة أثرية عربية أو مصرية، تكون قادرة على الصمود في مواجهة التطور الذي تشهده المدارس الأثرية الغربية، وخاصة في مجالات علوم التحنيط، وعلم المواقع الأثرية، وعلوم التوثيق والتسجيل، واستخدام التطبيقات الحديثة في جميع علوم الآثار. وشدد على أن الأمر يحتاج إلى تنسيق الجهود العربية، خاصة وأن الخبرات والأدوات متوافرة، لكنها مبعثرة ولا يربطها رابط، وذلك بحسب قوله. "العرب يمتلكون أسس ومقومات "علم آثار عربي"، وإن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدقة والتخصص لتأسيس مدرسة أثرية عربية أو مصرية، تكون قادرة على الصمود في مواجهة التطور الذي تشهده المدارس الأثرية الغربية، وخاصة في مجالات علوم التحنيط، وعلم المواقع الأثرية، وعلوم التوثيق والتسجيل، واستخدام التطبيقات الحديثة في جميع علوم الآثار" ورأى أيمن أبو زيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، أن العالم العربي يشهد طفرة في مجال علم الآثار، وأن مصر شهدت العديد من الاكتشافات الأثرية الضخمة التي عثر عليها بمعرفة بعثات أثرية من الآثاريين المصريين وأشار أبو زيد، في حديث للوكالة الألمانية، إلى أن بلدانا ومناطق عدة تشهد نشاطا متزايدا في مجال الاكتشافات الأثرية وصون وحماية المعالم، وهو ما يحدث بشكل لافت في الإمارات العربية المتحدة، وفي إمارة الشارقة، وداخل الكويت والمملكة العربية السعودية، وغير ذلك من البلاد العربية التي صارت أكثر وعيا بأهمية دراسة تاريخها وآثارها، وهو الأمر الذي يدلل على أن العرب لديهم مدارس وطنية في مجال علم الآثار. كان البحث عن كنوز وآثار الشعوب القديمة قد استهوى كثيرين ممن كانوا يوصفون ب "المغامرين"، ومنذ القرن التاسع عشر أخذ الاهتمام يتزايد بمعرفة الماضي، حيث يضطر الإنسان للحفر مسافات بعيدة في باطن الأرض للعثور على بقايا الماضي ودراستها. آثار الأقدمين وأصبح البحث عن الماضي، والحفر والتنقيب عن آثار الأقدمين من الأمم السابقة، ومعالم الحضارات التي ربما ضاعت معالمها بفعل الطبيعة وتقلباتها، علما يدرس في الجامعات ويقوم به متخصصون، وصار ذلك يطلق عليه "علم الآثار". وقد استفاد علماء الآثار من التقنيات الحديثة في تطوير أدواتهم، واستطاعوا توظيف التقنيات التي وفرها لهم العلم الحديث في أعمال الحفر والتنقيب والبحث عن الآثار القديمة. وعلى الرغم من تقدم العلوم في مجال البحث عن الماضي، فإن الحظ يلعب دورا كبيرا في التوصل لاكتشافات أثرية مذهلة. ويقال إن الصدفة قادت لاكتشاف خبايا ضخمة من المومياوات والتوابيت الفرعونية في الأقصر وفي الواحات المصرية. كما قادت الصدفة بعض الصيادين في اليونان إلى العثور على التمثال البرونزي الشهير لـ"بوسيدون"، واكتشف أطفال وهم يطاردون كلبهم كهف "لاسكو" الذي يرجع تاريخه إلى عصور ما قبل التاريخ في فرنسا. وبعض الاكتشافات الأثرية الكبرى قادت إليها الطبيعة، مثل قيام الرياح والمياه بإزاحة الأتربة عن مدن اختفت في عصور سابقة، ومن الممكن أن يقود إنشاء طريق جديد أو مشروعات بناء عملاقة إلى العثور على آثار عظيمة. لكن علماء الآثار لا يؤمنون بالاكتشافات التي تقود إليها الصدفة، بل لهم خطط يطبقونها تدريجيا للوصول إلى ما يبحثون عنه من آثار أو بقايا مدن. وباستطاعة الآثاريين أن يحددوا وفقا لخرائطهم موقعا محددا للحفر والتنقيب أسفله. كما صارت دراسة بعض النصوص القديمة المكتشفة طريقا للوصول إلى مواقع مدن وقرى ومعابد ومقابر شيدت قبل آلاف السنين، وصارت هذه النصوص أيضا مصدرا لمعلومات يصفها الآثاريون بالثمينة أحيانا، كونها تقدم أدلة على مواقع آثار ومعالم اندثرت بمرور الزمن. وصار علم الآثار اليوم يتضمن فروعا جديدة، منها صيانة وحماية المعابد والمقابر من الانهيار، وترميم النقوش والرسوم، وترميم الملابس والأقمشة، وترميم الوثائق مثل أوراق البردي، إلى جانب ترميم المومياوات والأجساد التي احتفظت بمكوناتها آلاف السنين بفضل علوم التحنيط التي عرفتها بعض شعوب العالم القديم مثل مصر والبيرو.


الجزيرة
٠٩-٠٧-٢٠٢٥
- الجزيرة
كيف تستفيد من وضع "البحث المتعمق" في "جيميناي"؟
تخيل أنك طالب دراسات عليا تحضر لمشروع في مجال الروبوتات وترغب في فهم أجهزة استشعار المركبات الذاتية القيادة وكيفية تطور التقنيات المختلفة، بالإضافة إلى التطورات المستقبلية. فمثل هذا المشروع قد يستغرق ساعات من البحث والمراجعة بين عشرات علامات التبويب المفتوحة وجمع التفاصيل المهمة كلها في مستند واحد. ولكن " غوغل" تسعى إلى تغيير ذلك والارتقاء بمنهج البحث من خلال دمج التفكير المتقدم مع تحليل البيانات في الوقت الفعلي من خلال وضع "البحث المتعمق" (Deep Research) الذي يجري أبحاثا موسعة نيابة عنك، ويجمعها في تقارير مرتبة وواضحة الاستشهاد، ويعمل كمساعد بحث شخصي بالذكاء الاصطناعي. وصممت "غوغل" هذا الوضع المتوفر من خلال روبوت الدردشة "جيميناي" (Gemini) لتعزيز إنتاجيتك وتبسيط طريقة استيعابك للمعلومات المعقدة وتحسين عملية البحث من خلال تحسين التفكير التحليلي وتجميع المعلومات وتقديم رؤى واضحة ومتعمقة حول أي موضوع تقريبا دون الحاجة إلى البحث المتواصل عبر محركات البحث. وبفضل التفكير التحليلي المتقدم وقدرات التجميع المحسنة، يمكن لوضع "البحث المتعمق" إنشاء تقارير بحثية مفصلة وسهلة الفهم في ثوانٍ. وفي هذه المقالة، نستكشف ما يميز وضع "البحث المتعمق"، وكيف يعمل، ولماذا يثير كل هذا الاهتمام في عالم التكنولوجيا. ما هو وضع "البحث المتعمق"؟ يجمع وضع "البحث المتعمق" بين تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وقدرات معالجة اللغات الطبيعية لتحليل المصادر المتعددة وتقديم تقارير شاملة معتمدا على نموذج ذكاء اصطناعي مدرب على معالجة ملايين المعطيات، مع قدرة فريدة على تصفح مئات المواقع الإلكترونية خلال دقائق، وتقييم مصداقية المصادر، وربط المفاهيم عبر التخصصات المختلفة. وتسمح قدراته المتعددة الوسائط بمعالجة المعلومات وفهمها عبر النصوص والفيديو والصور والصوت والتعليمات البرمجية بعمق وكفاءة. وعلى عكس محركات البحث التقليدية أو أدوات الذكاء الاصطناعي الأساسية، لا يقتصر دور هذا الوضع على استرجاع البيانات فحسب، بل يجمع المعلومات من مصادر متنوعة، ويحلل الأنماط، ويقدم النتائج بصيغة منظمة وسهلة الفهم. التحليل المتعدد الخطوات للمعلومات يعمل وضع "البحث المتعمق" عبر 4 مراحل مترابطة، وهي التخطيط، والبحث، والاستنتاج، وإعداد التقارير. وفي مرحلة التخطيط، يتحول استفسار المستخدم إلى خطة بحث مخصصة ومتعددة النقاط، مع تقسيم الاستعلامات المعقدة إلى مهام فرعية قابلة للإدارة. ويتيح الوضع للمستخدمين مراجعة هذه الخطة وتعديلها لضمان تركيز البحث على المجالات الصحيحة. أما في مرحلة البحث، فإن وضع "البحث المتعمق" يتصفح الويب بشكل مستقل للعثور على معلومات ذات صلة وحديثة. وتتضمن هذه العملية تكرارا في تحسين عمليات البحث بناء على النتائج الأولية. وتبرز قدرة هذا الوضع في مرحلة الاستنتاج، حيث يحلل المعلومات التي جمعها بشكل متكرر، ويعرض عملية تفكيره ويحدد المعلومات المفقودة أو التناقضات. وفي مرحلة إعداد التقارير، يجري إنشاء تقارير بحثية شاملة ومخصصة تتضمن رؤى تفصيلية، وغالبا ما تكون متاحة كتسجيلات صوتية من خلال ميزة "لمحات صوتية" (Audio Overviews)، التي تحول المستندات والشرائح والتقارير البحثية إلى محادثات تفاعلية مولدة بالذكاء الاصطناعي. وتحتوي هذه التقارير على روابط للمصادر الأصلية. وتغلبت "غوغل" على تحديات تقنية كبيرة في بناء هذا الوضع، مثل التخطيط المتعدد الخطوات والاستدلال الطويل الأمد، وذلك من خلال حلول، مثل مدير المهام غير المتزامن. وتحاكي الطبيعة التكرارية لوضع "البحث المتعمق" عملية البحث البشري ولكن بوتيرة أسرع بكثير، حيث يتعلم النموذج ويحسن إستراتيجيته البحثية بناء على المعلومات التي يجدها. المزايا التنافسية لوضع "البحث المتعمق" صممت "غوغل" هذا الوضع لمن يحتاجون إلى نهج عميق وفعال فيما يتعلق بجمع المعلومات وتحليلها، إذ يقدم ميزات تلبي احتياجات مهام البحث المعقدة وذات الأهمية العالية، ويشمل ذلك: تحليل المعلومات وتجميعها من مستندات شاملة، مثل الأوراق البحثية والمجلات الأكاديمية ومجموعات البيانات المعقدة. ويتيح هذا الأمر المراعاة الواسعة للسياق، مما يجعله مثاليا لمعالجة مواضيع شاملة تتطلب مراجع متعددة المصادر. تضمن معالجة مجموعات البيانات الكبيرة أن تكون الرؤى المقدمة شاملة ومترابطة، مما يتيح فهما عميقا للقضايا المعقدة. تسمح قدرات الاستدلال المتقدمة للوضع بالتعامل مع الأسئلة المعقدة والمجردة، متجاوزا مجرد استرجاع المعلومات من خلال تقييم البيانات التي يجمعها، وتحديد الأنماط، واستخلاص استنتاجات مدعومة بالأدلة، مما يجعله فعالا في المهام التي تتطلب تفكيرا نقديا، مثل تحليل الاتجاهات المعقدة، واستخلاص الروابط بين نقاط البيانات المتباينة، أو معالجة الاستفسارات المتعددة الأوجه برؤى دقيقة. تلبية احتياجات المستخدمين الذين يحتاجون إلى رؤى مُفصلة ودقيقة. تتوافق إمكانياته مع احتياجات الأفراد العاملين في المجالات التي تتطلب تحليلا دقيقا للبيانات وبحثا متعمقا، وهو مثالي لإجراء مراجعات أدبية مفصلة، وتتبع الاستشهادات، وإعداد أطروحات أو أوراق بحثية موثوقة، وإجراء أبحاث سوقية معمقة، وتحليل المنافسين، وصياغة قرارات مبنية على البيانات. تقديم مخرجات احترافية وجاهزة للاستخدام الفوري، مما يوفر للمستخدمين وقتا وجهدا كبيرين في مرحلة ما بعد المعالجة. يستطيع المستخدمون تصدير نتائج الأبحاث مباشرة إلى "مستندات غوغل"، مما يوفر انتقالا سلسا من جمع البيانات إلى إنشاء المحتوى. التركيز على الشمولية والدقة بدلا من السرعة، إذ يخصص وقتا إضافيا لضمان أن تكون النتائج التي يقدمها شاملة وموثوقة وعميقة. وينطوي هذا النهج على التجميع الشامل للبيانات، والتقييم الدقيق للمصادر، والمخرجات المنظمة. نماذج عملية للباحثين وصناع القرار سواء كان البحث في مواضيع أكاديمية، أو تقلبات السوق، أو وضع خطط عمل ملموسة لإنتاج سلع استهلاكية صغيرة جديدة بكميات كبيرة، فإن وضع "البحث المتعمق" يقدم تقارير ثرية بالمعلومات حول مجموعة واسعة من المواضيع، مُرفقة باستشهادات وشروحات للمواضيع التي تمت مناقشتها. ويعد هذا الوضع بمنزلة الأداة المثالية إذا كنت رائد أعمال تطلق مشروعا صغيرا، وترغب في جمع تحليلات سريعة للمنافسين وتوصيات بالمواقع المناسبة، أو إذا كنت مسوقا تجري أبحاثا حول حملات تسويقية حديثة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لقياس مدى نجاحها في التخطيط وغيرها من السيناريوهات. ويستطيع الوضع توليد تقارير متعمقة حول الفرص الاستثمارية الناشئة. ففي حالة دراسة سوق الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط، يقوم وضع "البحث المتعمق" بجمع البيانات من تقارير الحكومات، وتحليلات الشركات المالية، والأبحاث الأكاديمية، مع تقديم مقارنات تفصيلية حول تكاليف التشغيل، واللوائح التنظيمية، والإمكانات النموذجية لكل تقنية. كما يوفر الوضع رؤى إستراتيجية عبر مقارنة شاملة بين المنتجات أو الخدمات. وعند تقييم سوق الهواتف الذكية، لا يقتصر التقرير على المواصفات التقنية، بل يشمل تحليل إستراتيجيات التسعير الديناميكية، وأنماط تفاعل المستخدمين عبر منصات التواصل، وحتى اتجاهات التسويق المؤثرة في مناطق جغرافية محددة. وفي القطاع العام، يساهم وضع "البحث المتعمق" في تحليل السياسات عبر محاكاة السيناريوهات المختلفة. فعلى سبيل المثال، عند دراسة تأثير فرض ضريبة جديدة على السلع الفاخرة، يقوم الوضع بدمج البيانات الاقتصادية الكلية، وأنماط الاستهلاك التاريخية، وتحليلات الرأي العام من وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم توقعات متعددة الأبعاد. في الختام، يأتي وضع "البحث المتعمق" من "غوغل" ليمثل نقلة نوعية في كيفية تفاعل المستخدمين مع المعلومات وتحليلها. ولا تقتصر هذه التقنية المتقدمة على مجرد عرض نتائج البحث التقليدية، بل تتعداها إلى استخلاص وتحليل وتلخيص المعلومات من مصادر متعددة، وصياغتها في تقارير متكاملة تلبي احتياجات الباحثين وصناع القرار.


الجزيرة
٠٦-٠٧-٢٠٢٥
- الجزيرة
مع توسع حرائق اللاذقية.. دعوة إلى إعلان حالة الطوارئ البيئية
دعا "البرنامج السوري للتغير المناخي" إلى إعلان حالة الطوارئ البيئية جراء الحرائق الضخمة التي تجتاح غابات ريف اللاذقية، والتي "تهدد المستقبل البيئي" في سوريا. وأعرب البرنامج السوري للتغير المناخي في بيان، عن "بالغ القلق إزاء ما آلت إليه الأوضاع البيئية والإنسانية في الأيام الماضية، في ظل تصاعد موجة الحرائق غير المسبوقة التي تجتاح مناطق واسعة من محافظة اللاذقية وعموم أرجاء الوطن". وبحسب البيان، تشير البيانات الميدانية إلى اندلاع أكثر من 3000 حريق خلال الأشهر الماضية، وأدت إلى احتراق أكثر من 5700 هكتار من الغابات الطبيعية والأراضي الزراعية. وأشار إلى أن هذه الكارثة تأتي في سياق مناخي متسارع يتميز بارتفاع درجات الحرارة، وتزايد فترات الجفاف، وسرعة الرياح، ما يضع البيئة السورية في حالة هشاشة غير مسبوقة. وحذر البيان من أن الكارثة التي تواجهها سوريا اليوم "ليست عابرة، بل إنذار حقيقي لما سيأتي في ظل تغير مناخي عالمي لا يرحم"، داعيا المؤسسات والأفراد إلى تحمل المسؤولية البيئية والمجتمعية والتكاتف في وجه هذا التهديد الذي لا يفرق بين منطقة وأخرى. وتسببت حرائق الغابات المتواصلة منذ 4 أيام في محافظة اللاذقية الواقعة غرب سوريا في خسائر كبيرة، وسط استمرار محاولات فرق الإطفاء احتواءها بدعم تركي وأردني. وامتدت الحرائق إلى مناطق سكنية في قرى قسطل معاف، وكسب، والبسيط، وبيت القصير، وفرنلق، وزغرين، وجبل التركمان، وتضم في معظمها مناطق حرجية. وتعد محمية الفرنلق، من أهم المحميات الطبيعية في سوريا، وتضم أشجارا نادرة ومعمرة، وغطاء نباتيا يتميز بتنوعه البيولوجي الفريد في المنطقة، كما توجد محميات أخرى، أهمها، الأرز، وأم الطيور، وهي مقصد سياحي ومناطق زراعية مهمة. وتضم غابات اللاذقية 31% من مساحة الغابات الموجودة في سوريا، وتتميز بأشجارها المعمرة، ومنها السرو، والصنوبر بأنواع، والسنديان، والبلوط، والتفاح البري، والكينا وغيرها. وفي السنوات الأخيرة تعرضت هذه الغابات إلى عدة حرائق بسبب عوامل طبيعية ناجمة عن التغير المناخي، مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة والرياح. كما يعزى تكرارها أيضا إلى عوامل بشرية، منها تعمّد إشعال الحرائق، وإهمال هذه الغابات، وكذلك انتشار الألغام ومخلفات الحرب داخلها خلال سنوات الحرب. وقال وزير الطوارئ والكوارث في سوريا، رائد الصالح، أن موجة الحرائق التي تضرب المنطقة أتت على أكثر من 5600 هكتار (نحو 56 كيلومترا مربعا) من الأراضي الزراعية والغابات، مشيرا إلى أن اشتداد الرياح وارتفاع درجات الحرارة كانا السبب وراء انتشار النيران. وأضاف أيضا أن التضاريس الصعبة وبعد مصادر المياه، ووجود الألغام ومخلفات الحرب، كلها عوامل تعيق بشكل كبير عمليات الإطفاء. وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) قد أكدت في يونيو/حزيران الماضي، أن سوريا "لم تشهد ظروفا مناخية بهذا السوء منذ 60 عاما"، محذرة من أن الجفاف غير المسبوق يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي. ومع ارتفاع نسبة الجفاف وحرائق الغابات في العالم جراء التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري، تعرضت سوريا خلال الأعوام الأخيرة إلى موجات حر شديد وتراجع حاد في الأمطار وحرائق أحراج متكررة، تعد الحرائق الأخيرة أضخمها.