التكنولوجيا والأجيال: صراعات الهوية الرقمية
قبل أسابيع قليلة، كنت جالسًا مع زميلي وصديقي نعيم على كَنَبَة الانتظار في قصر اليونسكو، نترقب بدء حفلة الفنان خالد الهبر. فاقترب منَّا الصحفي المخضرم نصري الصايغ طالبًا الانضمام إلينا. لم يمانع رائحة السيجارة الكوبية التي بين أصابعي، بل اعترف بابتسامة: "أحب رائحة التبغ لكني ودَّعتُ التدخين". رددت بمزاح: "وودَّعتَ الكتابةَ أيضًا.. أين اختفيت؟". انطلق الرجل يحكي عن اعتكاف اختياري عن العمل الصحفي منذ ثمانية أعوام، ثم دار الحديث عن مهنتي في عالم البرمجة والاتصالات. كلما تعمقنا في الشرح، ازداد فضوله، خصوصاً حين تطرقنا لموضوع الذكاء الاصطناعي وتطبيق "شات جي بي تي". هزَّ رأسه وقال كمن يلخص رحلة عمر: "أنا ابن الورقة والقلم".
في اللحظة ذاتها، أمسك نعيم بهاتف نصري، وحمَّل تطبيق "شات جي بي تي". لمدة نصف ساعة، تحوَّل الصحفي الكهل إلى طفل في متجر ألعاب: يسأل بفضول، يُجرب الأوامر، يتعلم. راقبتُ المشهد كمن يُصور فيلمًا؛ ففي تلك اللحظات اكتشفتُ أن جيل "البومرز" لا يكره التكنولوجيا، بل يعاني حيرة العاشق القديم: يتوق لاحتضان الحداثة، لكنه يخشى ارتكاب الأخطاء. "لا بأس إن أخطأتَ في الكتابة.. التطبيق يُصلح نفسه بنفسه"، قلتُ وهو يتردد في الضغط على الزر. ابتسم كتلميذٍ يخطو أولى خطواته في عالم لا يحكمه الحبر، بل اللوغاريتمات.
المهاجرون الرقميون
جيل "البومرز" (1946–1964) هم الذين تعلَّموا استخدام التكنولوجيا الحديثة في مرحلة متأخرة من حياتهم. يحملون هواتف ذكية، لكنهم يفضلون إرسال رسائل صوتية بدلًا من الكتابة على شاشات اللمس. غالبًا ما يكونون ضحايا سهلة للاختراقات الإلكترونية. كشفت دراسة لمعهد "بيو" عام 2022 أن 70% منهم يخشون سرقة بياناتهم الشخصية، لكن 85% يستخدمون كلمات مرور بسيطة مثل "123456".
رغم ذلك، يُعتبر هذا الجيل الأكثر إنفاقًا عبر الإنترنت في الولايات المتحدة (43% حسب إحصائيات فوربس)، لكنهم يصرُّون على الدفع نقدًا عند استلام المشتريات؛ خوفًا من "قراصنة الإنترنت الذين يسرقون بيانات البطاقات".
في الواقع، هذا الجيل ليس غريبًا تمامًا عن عالم التكنولوجيا. فهم عاصروا اختراعات ثورية مثل الغسالات الكهربائية التي غيَّرت حياتهم اليومية وسوق العمل، لكنهم تعوَّدوا على بساطة الأجهزة ذات الأزرار الكبيرة والتعليمات الواضحة. حتى اليوم، يبحثون عن التكنولوجيا التي تعمل دون تعقيدات، تمامًا كما اعتادوا في الماضي. وتعمل كبرى الشركات مثل أمازون، ومؤخرًا "Open AI"، على بناء تطبيقات تناسبهم بسبب قدرتهم الشرائية.
الجسر السري بين عالمين
يتميَّز جيل إكس (1965–1980) بأنه عاش طفولةً خاليةً من الإنترنت، لكنه دخل سوق العمل مع صعود أولى أجهزة الكمبيوتر المكتبية، ثم المنزلية لاحقًا. هذا الجيل الهجين يجمع بين الشكِّ في التكنولوجيا والكفاءة في استخدامها؛ يُرسلون إيميلات العمل في منتصف الليل، لكنهم يضعون الهاتف على وضع الطيران أثناء العطلات كحدٍّ فاصل بين الحياة المهنية والشخصية.
تستهدفهم شركات التكنولوجيا عبر استثمار ذاكرتهم الجمعية: فمنصة "لينكدإن" تعيدهم إلى زمن السير الذاتية الورقية بلمسة عصرية، بينما تستعيد "نتفليكس" ذكريات تسعينيات القرن الماضي عبر إعادة بث مسلسلات مثل "Friends".
مفارقتهم الأبرز، هم مَن روَّجوا لشعار "التوازن بين العمل والحياة"، لكنهم أيضًا الذين ساهموا في اختراع الهواتف الذكية التي تحوَّلت مع الوقت إلى أغلال رقمية تُقيِّد الأجيال اللاحقة بأعباء التواصل المستمر.
الأخ الأوسط في عائلة التكنولوجيا
يقف جيل الألفية أو الميلينيلز (1981–1996) كـ "الأخ الأوسط" الذي يربط بين عوالم التكنولوجيا القديمة والجديدة؛ يُعلِّمون الجدَّة استخدام فلتر إنستغرام بينما يطلبون من المراهق شرح الـ"NFT". هم جسرٌ بين زمنين: تقليديون بما يكفي لتذكُّر أقراص الـ CD، وحداثيون لتحويل هواياتهم إلى مشاريع رقمية عبر البودكاست أو اليوتيوب.
دراسات "جين توينج" (جامعة سان دييغو) في كتابها "Generations" تكشف كيف أعاد هذا الجيل تعريف "النضج" المجتمعي؛ فـتأخرهم في شراء المنازل أو الزواج بسبب تقلبات الاقتصاد وهيمنة التكنولوجيا، أجبر العالم على ابتكار مفاهيم جديدة للاستقلالية. اليوم، وهم في بداية عقدهم الرابع، يصمِّمون تطبيقات "التأمل" و"إدارة الوقت" لمواجهة إدمانهم هم أنفسهم على التحديثات التكنولوجية.
جيل زد: بين إتقان التكنولوجيا وبين فقدان المهارات الحياتية
يُوصف جيل "زد" (مواليد 1997–2012) بأنه أول جيل يولد في عصر الهواتف الذكية، حيث يتقن لغة التكنولوجيا بفطرة، لكنه في الوقت نفسه يُعد الأكثر تشكيكًا في تداعياتها. فبينما تُحدِث محتوياتهم الإبداعية على "تيك توك" تحولات في المشهد الاقتصادي، وتنجح حملاتهم النقدية على منصات مثل "ريديت" في إسقاط شركات كبرى، تكشف دراسة حديثة لـ"ديلويت" (2023) أن 76% من أفراد هذا الجيل يطمحون لريادة الأعمال، لكنهم أيضًا الأكثر معاناة من القلق المزمن تجاه المستقبل.
يعيش الجيل تناقضات صارخة تلامس تفاصيل حياتهم اليومية؛ فهم يستهلكون منتجات صديقة للبيئة، رغم اعتمادهم على تطبيقات توصيل تزيد من الانبعاثات الكربونية. كما يبرز فجوة بين مهاراتهم التقنية المتقدمة – مثل برمجة المواقع المعقدة – وضعف الكفاءة في المهام البسيطة، حيث يلجأون إلى "يوتيوب" لتعلم أساسيات مثل استبدال لمبة إضاءة. ولا تقتصر التناقضات على السلوكيات اليومية، بل تمتد إلى علاقتهم مع الطبيعة، إذ تشير ظاهرة "عَوز الطبيعة" (Nature Deficit Disorder) – التي تُعزى إلى انخفاض التفاعل المباشر مع البيئة الطبيعية – إلى تبعات صحية ونفسية تتفاقم بين الشباب بسبب الانقطاع التام عن الطبيعة.
رغم اتصالهم الدائم بالعالم الافتراضي، تُشير البيانات إلى أن هذا الجيل هو الأكثر عُرضة للشعور بالوحدة، إذ حلَّت التفاعلات الرقمية محل التواصل وجهًا لوجه، مما أضعف المهارات الاجتماعية التي تراكمت عبر آلاف السنين. دراسة في كتاب "Generations" تشير إلى أن 30% من مواليد 2005 فما فوق لم يحاولوا حتى التعارف وجهًا لوجه قبل الجامعة.
مُعادلة الحلول: بين الحظر وإعادة التصميم
المطالبات بحظر الهواتف على من هم دون 16 عامًا تكتسب زخمًا مع صعود أدلة على أضرارها العصبية، لكن التجربة الفنلندية (2023) تقدِّم نموذجًا بديلًا يعتمد على تعليم الطلاب استخدام التكنولوجيا باعتدال، بدلًا من منعها، وهو ما قد يسهم في تخفيف ظاهرة "عَوز الطبيعة" عبر تشجيع الأنشطة الخارجية. من جهة أخرى، تعمل شركات مثل "أبل" على تطوير ميزات مثل "الوقت المحدد للتطبيقات"، بينما تواجه "ميتا" انتقادات بسبب طرحها نسخة من "إنستجرام" موجهة للأطفال.
تقول الدكتورة جين توينج: "الوقت هو العملة الوحيدة التي لا تُعوَّض؛ فكروا جيدًا فيما تشترونه بها".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ 2 أيام
- المدن
التكنولوجيا والأجيال: صراعات الهوية الرقمية
قبل أسابيع قليلة، كنت جالسًا مع زميلي وصديقي نعيم على كَنَبَة الانتظار في قصر اليونسكو، نترقب بدء حفلة الفنان خالد الهبر. فاقترب منَّا الصحفي المخضرم نصري الصايغ طالبًا الانضمام إلينا. لم يمانع رائحة السيجارة الكوبية التي بين أصابعي، بل اعترف بابتسامة: "أحب رائحة التبغ لكني ودَّعتُ التدخين". رددت بمزاح: "وودَّعتَ الكتابةَ أيضًا.. أين اختفيت؟". انطلق الرجل يحكي عن اعتكاف اختياري عن العمل الصحفي منذ ثمانية أعوام، ثم دار الحديث عن مهنتي في عالم البرمجة والاتصالات. كلما تعمقنا في الشرح، ازداد فضوله، خصوصاً حين تطرقنا لموضوع الذكاء الاصطناعي وتطبيق "شات جي بي تي". هزَّ رأسه وقال كمن يلخص رحلة عمر: "أنا ابن الورقة والقلم". في اللحظة ذاتها، أمسك نعيم بهاتف نصري، وحمَّل تطبيق "شات جي بي تي". لمدة نصف ساعة، تحوَّل الصحفي الكهل إلى طفل في متجر ألعاب: يسأل بفضول، يُجرب الأوامر، يتعلم. راقبتُ المشهد كمن يُصور فيلمًا؛ ففي تلك اللحظات اكتشفتُ أن جيل "البومرز" لا يكره التكنولوجيا، بل يعاني حيرة العاشق القديم: يتوق لاحتضان الحداثة، لكنه يخشى ارتكاب الأخطاء. "لا بأس إن أخطأتَ في الكتابة.. التطبيق يُصلح نفسه بنفسه"، قلتُ وهو يتردد في الضغط على الزر. ابتسم كتلميذٍ يخطو أولى خطواته في عالم لا يحكمه الحبر، بل اللوغاريتمات. المهاجرون الرقميون جيل "البومرز" (1946–1964) هم الذين تعلَّموا استخدام التكنولوجيا الحديثة في مرحلة متأخرة من حياتهم. يحملون هواتف ذكية، لكنهم يفضلون إرسال رسائل صوتية بدلًا من الكتابة على شاشات اللمس. غالبًا ما يكونون ضحايا سهلة للاختراقات الإلكترونية. كشفت دراسة لمعهد "بيو" عام 2022 أن 70% منهم يخشون سرقة بياناتهم الشخصية، لكن 85% يستخدمون كلمات مرور بسيطة مثل "123456". رغم ذلك، يُعتبر هذا الجيل الأكثر إنفاقًا عبر الإنترنت في الولايات المتحدة (43% حسب إحصائيات فوربس)، لكنهم يصرُّون على الدفع نقدًا عند استلام المشتريات؛ خوفًا من "قراصنة الإنترنت الذين يسرقون بيانات البطاقات". في الواقع، هذا الجيل ليس غريبًا تمامًا عن عالم التكنولوجيا. فهم عاصروا اختراعات ثورية مثل الغسالات الكهربائية التي غيَّرت حياتهم اليومية وسوق العمل، لكنهم تعوَّدوا على بساطة الأجهزة ذات الأزرار الكبيرة والتعليمات الواضحة. حتى اليوم، يبحثون عن التكنولوجيا التي تعمل دون تعقيدات، تمامًا كما اعتادوا في الماضي. وتعمل كبرى الشركات مثل أمازون، ومؤخرًا "Open AI"، على بناء تطبيقات تناسبهم بسبب قدرتهم الشرائية. الجسر السري بين عالمين يتميَّز جيل إكس (1965–1980) بأنه عاش طفولةً خاليةً من الإنترنت، لكنه دخل سوق العمل مع صعود أولى أجهزة الكمبيوتر المكتبية، ثم المنزلية لاحقًا. هذا الجيل الهجين يجمع بين الشكِّ في التكنولوجيا والكفاءة في استخدامها؛ يُرسلون إيميلات العمل في منتصف الليل، لكنهم يضعون الهاتف على وضع الطيران أثناء العطلات كحدٍّ فاصل بين الحياة المهنية والشخصية. تستهدفهم شركات التكنولوجيا عبر استثمار ذاكرتهم الجمعية: فمنصة "لينكدإن" تعيدهم إلى زمن السير الذاتية الورقية بلمسة عصرية، بينما تستعيد "نتفليكس" ذكريات تسعينيات القرن الماضي عبر إعادة بث مسلسلات مثل "Friends". مفارقتهم الأبرز، هم مَن روَّجوا لشعار "التوازن بين العمل والحياة"، لكنهم أيضًا الذين ساهموا في اختراع الهواتف الذكية التي تحوَّلت مع الوقت إلى أغلال رقمية تُقيِّد الأجيال اللاحقة بأعباء التواصل المستمر. الأخ الأوسط في عائلة التكنولوجيا يقف جيل الألفية أو الميلينيلز (1981–1996) كـ "الأخ الأوسط" الذي يربط بين عوالم التكنولوجيا القديمة والجديدة؛ يُعلِّمون الجدَّة استخدام فلتر إنستغرام بينما يطلبون من المراهق شرح الـ"NFT". هم جسرٌ بين زمنين: تقليديون بما يكفي لتذكُّر أقراص الـ CD، وحداثيون لتحويل هواياتهم إلى مشاريع رقمية عبر البودكاست أو اليوتيوب. دراسات "جين توينج" (جامعة سان دييغو) في كتابها "Generations" تكشف كيف أعاد هذا الجيل تعريف "النضج" المجتمعي؛ فـتأخرهم في شراء المنازل أو الزواج بسبب تقلبات الاقتصاد وهيمنة التكنولوجيا، أجبر العالم على ابتكار مفاهيم جديدة للاستقلالية. اليوم، وهم في بداية عقدهم الرابع، يصمِّمون تطبيقات "التأمل" و"إدارة الوقت" لمواجهة إدمانهم هم أنفسهم على التحديثات التكنولوجية. جيل زد: بين إتقان التكنولوجيا وبين فقدان المهارات الحياتية يُوصف جيل "زد" (مواليد 1997–2012) بأنه أول جيل يولد في عصر الهواتف الذكية، حيث يتقن لغة التكنولوجيا بفطرة، لكنه في الوقت نفسه يُعد الأكثر تشكيكًا في تداعياتها. فبينما تُحدِث محتوياتهم الإبداعية على "تيك توك" تحولات في المشهد الاقتصادي، وتنجح حملاتهم النقدية على منصات مثل "ريديت" في إسقاط شركات كبرى، تكشف دراسة حديثة لـ"ديلويت" (2023) أن 76% من أفراد هذا الجيل يطمحون لريادة الأعمال، لكنهم أيضًا الأكثر معاناة من القلق المزمن تجاه المستقبل. يعيش الجيل تناقضات صارخة تلامس تفاصيل حياتهم اليومية؛ فهم يستهلكون منتجات صديقة للبيئة، رغم اعتمادهم على تطبيقات توصيل تزيد من الانبعاثات الكربونية. كما يبرز فجوة بين مهاراتهم التقنية المتقدمة – مثل برمجة المواقع المعقدة – وضعف الكفاءة في المهام البسيطة، حيث يلجأون إلى "يوتيوب" لتعلم أساسيات مثل استبدال لمبة إضاءة. ولا تقتصر التناقضات على السلوكيات اليومية، بل تمتد إلى علاقتهم مع الطبيعة، إذ تشير ظاهرة "عَوز الطبيعة" (Nature Deficit Disorder) – التي تُعزى إلى انخفاض التفاعل المباشر مع البيئة الطبيعية – إلى تبعات صحية ونفسية تتفاقم بين الشباب بسبب الانقطاع التام عن الطبيعة. رغم اتصالهم الدائم بالعالم الافتراضي، تُشير البيانات إلى أن هذا الجيل هو الأكثر عُرضة للشعور بالوحدة، إذ حلَّت التفاعلات الرقمية محل التواصل وجهًا لوجه، مما أضعف المهارات الاجتماعية التي تراكمت عبر آلاف السنين. دراسة في كتاب "Generations" تشير إلى أن 30% من مواليد 2005 فما فوق لم يحاولوا حتى التعارف وجهًا لوجه قبل الجامعة. مُعادلة الحلول: بين الحظر وإعادة التصميم المطالبات بحظر الهواتف على من هم دون 16 عامًا تكتسب زخمًا مع صعود أدلة على أضرارها العصبية، لكن التجربة الفنلندية (2023) تقدِّم نموذجًا بديلًا يعتمد على تعليم الطلاب استخدام التكنولوجيا باعتدال، بدلًا من منعها، وهو ما قد يسهم في تخفيف ظاهرة "عَوز الطبيعة" عبر تشجيع الأنشطة الخارجية. من جهة أخرى، تعمل شركات مثل "أبل" على تطوير ميزات مثل "الوقت المحدد للتطبيقات"، بينما تواجه "ميتا" انتقادات بسبب طرحها نسخة من "إنستجرام" موجهة للأطفال. تقول الدكتورة جين توينج: "الوقت هو العملة الوحيدة التي لا تُعوَّض؛ فكروا جيدًا فيما تشترونه بها".


سيدر نيوز
منذ 4 أيام
- سيدر نيوز
ما هي دمية 'لابوبو' التي تغزو العالم، وكيف تفاعلت معها مواقع التواصل الاجتماعي؟
Jaydee انتشرت دمية 'لابوبو' بشكل واسع في جميع أنحاء العالم، وأصبحت حديث وسائل التواصل الاجتماعي بعد الجنون الدائر حول الرغبة في امتلاكها من قبل المشاهير والكبار قبل الصغار. لابوبو هي شخصية وحش غريب الأطوار ابتكرها الفنان كاسينغ لونغ المولود في هونغ كونغ، واشتهرت من خلال التعاون مع متجر الألعاب 'بوب مارت' البائع الرئيسي لها. وأصبحت هذه الدمية رائجة على 'تيك توك' بعد أن امتلكتها نجمات مثل ريهانا ودوا ليبا، وجعلتها جزءاً من الموضة الخاصة بهن. وفي العالم العربي، اقتحمت الدمية عالم الموضة من أوسع أبوابه، وتحول في وقتٍ قياسي إلى إكسسوار أساسي وهوس عالمي، وتفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع. ووثق الفنان المصري أحمد سعد ردة فعله بعد الحصول على الدمية عبر مقطع فيديو طريف نشره على منصاته الرسمية، ظهر فيه وهو يحمل 'لابوبو'، مُعلناً مشاركته في الترند الذي اجتاح منصات التواصل، خلال الآونة الأخيرة. وأضاف أحمد سعد ضاحكاً: 'الحمد لله لاقيته'، في إشارة ساخرة إلى صعوبة العثور على هذه الدمية. بدأت دمية 'لابوبو' كإكسسوار عصري، ثم تحولت إلى رمز فني وأيقونة موضة عالمية، وهو ما جعل البعض على مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد مظهرها ويصفه بالـ 'مخيف' ولا يرغب في الحصول على الدمية. ظهرت 'لابوبو' لأول مرة في عام 2015، ضمن سلسلة 'The Monsters' المستلهمة من الأساطير الإسكندنافية، لكنها اكتسبت شهرتها العالمية في عام 2024 بعد ظهورها مع عضوة فرقة 'بلاكبينك' ليزا، وهو ما جعلها جزءاً من أسلوب حياة المشاهير في جميع أنحاء العالم. 'لابوبو هي طفلي'، قالتها ليزا في مقابلة مع مجلة (Teen Vogue)، لتشعل موجة شغف عالمية. وأبدى عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي رغبتهم في الحصول على الدمية، مطالبين بتوفيرها بشكل أكبر وأسهل. تتميز دمية 'لابوبو' بعيونها الواسعة، وآذنيها المدببتين، وأسنانها البارزة، مما يمنحها مظهراً فريداً يجمع بين 'اللطف والغرابة'، بحسب ما يصفها محبوها. تُباع دمى 'لابوبو' في عبوات تُعرف بـ'الصناديق العمياء أو العشوائية'، حيث يظل محتوى العلبة مجهولاً للمشتري حتى لحظة فتحها. وتتراوح أسعار هذه الدمى في المتاجر الآسيوية بين 13 و16 دولاراً. ومع ذلك، فإنها تُعرض حالياً على منصات مثل 'StockX' و'eBay' بأسعار مرتفعة بشكل لافت، تتجاوز التوقعات. تُعرض بعض النماذج الشهيرة للدمية بسعر يصل لنحو 300 دولار، في حين قد تصل قيمة الإصدارات النادرة إلى 1580 دولاراً على موقع 'بوب مارت'. أما نموذج 'سيكريت' النادر جداً، والذي تبلغ فرصة الحصول عليه 1.4 في المئة فقط، فيُباع في المزادات الإلكترونية بسعر يصل إلى 1920 دولاراً. ومن ناحية أخرى، تباع نسخة 'بيغ انتو إنيرجي' على متجر أمازون بسعر 167 دولاراً للعلبة التي تحتوي على عدة دمى، أو 101 دولاراً للدمية الفردية. وعلى أمل الحصول على دمية نادرة أو حصرية، يصطف العديد من الأشخاص في طوابير طويلة تمتد لساعات أو حتى أيام. وبحسب صحف عالمية، اعتمدت شركة 'بوب مارت' استراتيجية تسويقية ذكية تقوم على مبدأ الإصدارات المحدودة وخلق شعور بالندرة، على غرار ما حدث مع دمى 'بيني بيبيز' في تسعينيات القرن الماضي. إذ تطلق كل مجموعة جديدة بعد حملة تشويقية، ثم تُسحب بسرعة من الأسواق، مما يعزز الطلب ويجعل من سوق المقتنيات جزءاً محورياً في خطط الشركة التسويقية. وما يميز 'لابوبو' هو أنها لا تستهدف الأطفال، بل تلقى رواجاً كبيراً بين البالغين. وتتصدر صورها حسابات مشاهير الموضة، وعلى منصات مثل تيك توك وإنستغرام، تحصد مقاطع 'فتح الصناديق' ملايين المشاهدات، بينما تنتشر وسوم مثل #Labubu لتوثيق تلك المقاطع، وغالباً ما تكون مزودة بأحذية بلاستيكية تُباع بسعر 22 دولاراً، وملابس مصممة خصيصاً. في بريطانيا، أبدى محبو دمى 'لابوبو' المنتشرة على نطاق واسع غضبهم عبر الإنترنت بعد أن سحبت الشركة المصنعة لها الألعاب من جميع المتاجر عقب تقارير عن تشاجر العملاء عليها. وقالت شركة بوب مارت لبي بي سي إنها أوقفت بيعها في جميع متاجرها الستة عشر حتى يونيو/حزيران 'لمنع أي مشاكل محتملة تتعلق بالسلامة'. قالت فيكتوريا كالفرت، إحدى الراغبات بشراء الدمية، إنها شهدت فوضى في متجر ستراتفورد بلندن. وأضافت: 'من المثير للسخرية أن تجد نفسك في موقف يتشاجر فيه الناس ويصرخون، وتشعر بالخوف'. 🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.


النهار
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
لورين سانشيز تودّع العزوبية برفقة النجوم قبل زفافها الأسطوري
تستعد الإعلامية لورين سانشيز لحفل زفافها الأسطوري من الرئيس التنفيذي لشركة "أمازون"، حيف بيزوس، مقيمة حفل توديع العزوبية في لافاييت في باريس بحضور عدد كبير من النجوم. وقد خططت مذيعة الأخبار السابقة (55 عاماً) لعطلة نهاية أسبوع كاملة من الاحتفالات قبل الزفاف، بمشاركة أصدقائها من نجوم الصف الأول، بمن فيهم كيم كارداشيان وإيفا لونغوريا وكاتي بيري وكريس جينر وغيرهم، بحسب موقع "ديلي ميل". قال مصدر لمجلة "بيبول" عن الحفل: "كان الجو مريحاً للغاية وباريسياً للغاية. كانت حفلة ما قبل الزفاف تتضمن 13 فتاة فقط". واحتست النجمات "مارتيني الإسبريسو" بأجواء من الرقص على وقع أغنية "إيرث آند ويند آند فاير" بطلب من سانشيز، واختتموا وجبتهم بكعكة فانيليا مرنغ، بحسب المصدر المطلع. وكشف مصدر لمجلة "PEOPLE" أن سانشيز ارتدت معطفاً أبيض مزيناً بأزرار ذهبية، بينما اختارت كارداشيان مشدّاً من الدانتيل البرونزي مع سروال ضيق، وارتدت بيري فستاناً وردياً تميز بمشد علوي. وشاركت سانشيز لقطات من الاحتفالات عبر حسابها الرسمي في إنستغرام، يوم الخميس، إذ نشرت عدداً من الصور الساحرة ولمحة عن قائمة العشاء من سهرتها. وكانت المجموعة في حالة معنوية عالية، وخصوصاً كيم التي أدلت هذا الأسبوع بشهادتها في محاكمة 10 أشخاص متهمين في قضية السرقة التي وقعت في باريس عام 2016. وقال مصدر مقرب من كيم لموقع "DailyMail": "كان قضاء وقت الفتيات في حفل توديع العزوبية الذي أقامته لورين طريقة رائعة لإنهاء الأسبوع بعد الإدلاء بشهادتها. إنها سعيدة لأن الأمر انتهى لكنها ممتنة لأنه طُلب منها الإدلاء بشهادتها كجزء من المحاكمة".