logo
تفاؤلٌ حذِر في القبيات: لن نُصدّق حتى نحتضن جورج (الاخبار)

تفاؤلٌ حذِر في القبيات: لن نُصدّق حتى نحتضن جورج (الاخبار)

OTVمنذ 6 ساعات
كتبت صحيفة 'الاخبار': في حيّ الضهر في بلدة القبيات العكارية، لا تزال عائلة جورج عبد الله وأصدقاؤه، تحت الصدمة، منذ انتشار خبر صدور قرار الإفراج عن ابنهم المسجون في فرنسا منذ 41 عاماً. لم تتمكّن العائلة من التفكير بعد، بما يجب القيام به، ولا في الترتيبات اللّوجستية والتحضيرات اللازمة لاستقبال يليق بالمناضل اللبناني، على حدّ قول شقيقه، روبير.
أمّا صديق الطفولة إبراهيم زمتر، فيقول: «لن أصدّق حتى أرى وأحضن جورج، فقد سبق لنا أن فرحنا وكنا دائماً نُصاب بخيمة أمل، نريده اليوم بيننا قبل الغد ونحن ننتظر هذه اللحظات بفارغ الصبر».
يعود المدرّس المتقاعد في الذاكرة إلى الوراء، وهو يجلس داخل محلّه في ساحة القبيات، «كل شيء يمرّ أمامي يومياً وكأنه حدث البارحة».
يرفض إبراهيم مناداته بصديق جورج، فـ«أنا شقيقه الذي لم تلده أمه، نحن درسنا سويّاً في مدرسة الذوق الرسمية وتخرّجنا سويّاً من دار المعلمين في الأشرفية في العام 1971، وجرى تعيننا سويّاً في بلدة شليفا في البقاع وقطنّا المنزل نفسه وتقاسمنا كل شيء، الطعام والمال والحزن والسعادة».
يفتخر إبراهيم كونه كان رفيق درب جورج، «فمَن عايش جورج لا يمكن أن ينساه، لقد كان ذكياً جدّاً، وصادقاً، يحبّ الرياضة، والصيد، وكنّا نسبح سويّاً في نهر الجب في البلدة، ونشتري الكتب سويّاً، فلقد كان لدى جورج شراهة قوية على القراءة، فنذهب باستمرار إلى إحدى المكتبات في بيروت للاطّلاع على الكتب الجديدة واستكشاف مضمونها. وكان جورج يقلّب جميع الكتب وينتقي العديد منها».
يتخوّف أصدقاء جورج عبد الله من خيبة أمل جديدة كونها ليست المرة الأولى التي يصدر فيها قرار بالإفراج عنه
يضحك إبراهيم قليلاً ويتردّد في الكلام، ومن ثم يتابع: «سأخبرك بقصة جميلة، عندما كان جورج يعجز عن شراء الكتب بسبب ضيق الأحوال المادية، كان يأخذ الكتاب خلسة عن صاحب المكتبة يقرأه بسرعة ومن ثم يعيده من دون أن يُشعر أحداً، لم يكن يعتبر ذلك محرّماً، بل هي استعارة بهدف المعرفة وهي مبرّرة عند الرّب، كان شقيّاً مليئاً بالحيوية لا يكلّ ولا يملّ من شيء».
يترقّب إبراهيم بفارغ الصبر تحرير رفيق دربه جورج، و«أنا قد أنجزت له قصائد على مدار السنوات سأليقها له عند عودته محرّراً، قصائد تليق «بغيفارا العرب» مفخرة كل اللبنانيين الذي لم ينصفه أحد».
عاش جورج عبد الله طفولته في مسقط رأس عائلته، بعد أن انتقلت إليه من طرابلس. فجورج، المولود في القبّة – طرابلس في عام 1951، نشأ كما أبناء المؤسسة العسكرية في تلك الحقبة، يتنقّل مع عائلته إلى حيث يدعو الواجبُ الوطني، الأب.
في منزل متواضع يملؤه الدفء والكرامة، ترعرع جورج مع ثمانية إخوة، في كنف والدين غرسا فيهم أعمق القيم.
من والدهم، ورثوا حبّ الأرض والانتماء الصادق إلى الوطن، ومن والدتهم، استقوا العزة والعنفوان. لم يعرفوا التذلّل، ولم يطلبوا مساعدة من أحد، وكانوا دائماً موضع احترام وثقة في القبيات والجوار.
تنتمي العائلة إلى آل عبد الله، فرع من آل عبدو، إحدى أعرق العائلات في القبيات. ورغم أنّ معظم أبناء هذه العائلة نزحوا إلى بيروت مع مرور السنوات وتبدّل الظروف، فإنّ عائلة جورج بقيت متجذّرة في البلدة، محافظة على حضورها ومكانتها.
ويتّفق كل من عرفهم على أنهم مناضلون بالفطرة، قاوموا قسوة الحياة بكرامة وصبر، وكانوا دائماً موضع تقدير بفضل ذكائهم وقوة شخصيتهم.
ولم يكن العلم يوماً حكراً على ميسوري الحال في عائلة عبد الله، بل تحدّوا تلك المعادلة الطبقية، فكان جورج وشقيقه جوزيف من القلائل في القبيات الذين حصلوا على البروفيه الفرنسية، في زمن كان التعليم فيه امتيازاً لأبناء الطبقات الثرية.
لقد تفوّقوا على أقرانهم من أصحاب الجاه والمال، وتمرّدوا على الإقطاع والموروث السياسي السائد، فكانوا مثالاً للنهضة والوعي، وأيقونة لجيل أراد أن يصنع مستقبله بجهده، لا بامتيازاته.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفاؤلٌ حذِر في القبيات: لن نُصدّق حتى نحتضن جورج (الاخبار)
تفاؤلٌ حذِر في القبيات: لن نُصدّق حتى نحتضن جورج (الاخبار)

OTV

timeمنذ 6 ساعات

  • OTV

تفاؤلٌ حذِر في القبيات: لن نُصدّق حتى نحتضن جورج (الاخبار)

كتبت صحيفة 'الاخبار': في حيّ الضهر في بلدة القبيات العكارية، لا تزال عائلة جورج عبد الله وأصدقاؤه، تحت الصدمة، منذ انتشار خبر صدور قرار الإفراج عن ابنهم المسجون في فرنسا منذ 41 عاماً. لم تتمكّن العائلة من التفكير بعد، بما يجب القيام به، ولا في الترتيبات اللّوجستية والتحضيرات اللازمة لاستقبال يليق بالمناضل اللبناني، على حدّ قول شقيقه، روبير. أمّا صديق الطفولة إبراهيم زمتر، فيقول: «لن أصدّق حتى أرى وأحضن جورج، فقد سبق لنا أن فرحنا وكنا دائماً نُصاب بخيمة أمل، نريده اليوم بيننا قبل الغد ونحن ننتظر هذه اللحظات بفارغ الصبر». يعود المدرّس المتقاعد في الذاكرة إلى الوراء، وهو يجلس داخل محلّه في ساحة القبيات، «كل شيء يمرّ أمامي يومياً وكأنه حدث البارحة». يرفض إبراهيم مناداته بصديق جورج، فـ«أنا شقيقه الذي لم تلده أمه، نحن درسنا سويّاً في مدرسة الذوق الرسمية وتخرّجنا سويّاً من دار المعلمين في الأشرفية في العام 1971، وجرى تعيننا سويّاً في بلدة شليفا في البقاع وقطنّا المنزل نفسه وتقاسمنا كل شيء، الطعام والمال والحزن والسعادة». يفتخر إبراهيم كونه كان رفيق درب جورج، «فمَن عايش جورج لا يمكن أن ينساه، لقد كان ذكياً جدّاً، وصادقاً، يحبّ الرياضة، والصيد، وكنّا نسبح سويّاً في نهر الجب في البلدة، ونشتري الكتب سويّاً، فلقد كان لدى جورج شراهة قوية على القراءة، فنذهب باستمرار إلى إحدى المكتبات في بيروت للاطّلاع على الكتب الجديدة واستكشاف مضمونها. وكان جورج يقلّب جميع الكتب وينتقي العديد منها». يتخوّف أصدقاء جورج عبد الله من خيبة أمل جديدة كونها ليست المرة الأولى التي يصدر فيها قرار بالإفراج عنه يضحك إبراهيم قليلاً ويتردّد في الكلام، ومن ثم يتابع: «سأخبرك بقصة جميلة، عندما كان جورج يعجز عن شراء الكتب بسبب ضيق الأحوال المادية، كان يأخذ الكتاب خلسة عن صاحب المكتبة يقرأه بسرعة ومن ثم يعيده من دون أن يُشعر أحداً، لم يكن يعتبر ذلك محرّماً، بل هي استعارة بهدف المعرفة وهي مبرّرة عند الرّب، كان شقيّاً مليئاً بالحيوية لا يكلّ ولا يملّ من شيء». يترقّب إبراهيم بفارغ الصبر تحرير رفيق دربه جورج، و«أنا قد أنجزت له قصائد على مدار السنوات سأليقها له عند عودته محرّراً، قصائد تليق «بغيفارا العرب» مفخرة كل اللبنانيين الذي لم ينصفه أحد». عاش جورج عبد الله طفولته في مسقط رأس عائلته، بعد أن انتقلت إليه من طرابلس. فجورج، المولود في القبّة – طرابلس في عام 1951، نشأ كما أبناء المؤسسة العسكرية في تلك الحقبة، يتنقّل مع عائلته إلى حيث يدعو الواجبُ الوطني، الأب. في منزل متواضع يملؤه الدفء والكرامة، ترعرع جورج مع ثمانية إخوة، في كنف والدين غرسا فيهم أعمق القيم. من والدهم، ورثوا حبّ الأرض والانتماء الصادق إلى الوطن، ومن والدتهم، استقوا العزة والعنفوان. لم يعرفوا التذلّل، ولم يطلبوا مساعدة من أحد، وكانوا دائماً موضع احترام وثقة في القبيات والجوار. تنتمي العائلة إلى آل عبد الله، فرع من آل عبدو، إحدى أعرق العائلات في القبيات. ورغم أنّ معظم أبناء هذه العائلة نزحوا إلى بيروت مع مرور السنوات وتبدّل الظروف، فإنّ عائلة جورج بقيت متجذّرة في البلدة، محافظة على حضورها ومكانتها. ويتّفق كل من عرفهم على أنهم مناضلون بالفطرة، قاوموا قسوة الحياة بكرامة وصبر، وكانوا دائماً موضع تقدير بفضل ذكائهم وقوة شخصيتهم. ولم يكن العلم يوماً حكراً على ميسوري الحال في عائلة عبد الله، بل تحدّوا تلك المعادلة الطبقية، فكان جورج وشقيقه جوزيف من القلائل في القبيات الذين حصلوا على البروفيه الفرنسية، في زمن كان التعليم فيه امتيازاً لأبناء الطبقات الثرية. لقد تفوّقوا على أقرانهم من أصحاب الجاه والمال، وتمرّدوا على الإقطاع والموروث السياسي السائد، فكانوا مثالاً للنهضة والوعي، وأيقونة لجيل أراد أن يصنع مستقبله بجهده، لا بامتيازاته.

طوارئ الصحة العامة: حصيلة غارة الجيش الإسرائيلي على بلدة قبريخا ارتفعت إلى شهيدين بعد استشهاد الجريحة متأثرة بإصاباتها البليغة
طوارئ الصحة العامة: حصيلة غارة الجيش الإسرائيلي على بلدة قبريخا ارتفعت إلى شهيدين بعد استشهاد الجريحة متأثرة بإصاباتها البليغة

LBCI

timeمنذ 14 ساعات

  • LBCI

طوارئ الصحة العامة: حصيلة غارة الجيش الإسرائيلي على بلدة قبريخا ارتفعت إلى شهيدين بعد استشهاد الجريحة متأثرة بإصاباتها البليغة

رويترز عن تلفزيون بي.إف.إم: محكمة استئناف فرنسية تقضي بالإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله القائد السابق لتنظيم الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية السابق

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store