logo
الدمقرطة الممكنة والحزبية المسؤولة

الدمقرطة الممكنة والحزبية المسؤولة

عمونمنذ 21 ساعات
الأزمة ليست في غياب الديمقراطية وإنما في الخوف المنهجي من حضورها، والمفارقة الكبرى في عالمنا العربي أن النخب السياسية والمجتمعية رغم انها تدعو للديمقراطية في خطابها، لكنها عمليا تتوجس منها، وهذا ما يجعل من الدمقرطة الممكنة مدخلا صادما، لأنها لا تبيع أوهاما، بل تواجه الواقع السياسي .
الدمقرطة الممكنة ليست تخفيضا لمفهوم الديمقراطية بقدر ما هي إنقاذا لها من وهم القفزات الكبرى، هي اعتراف أن مجتمعات مأزومة بالبطالة، وأحزاب ضعيفة، لا يمكن أن تحتمل فجائية التحول. لذلك هي انتقال عبر مساحات من التوازن بين الواقعية السياسية والتحول الديمقراطي التدريجي، المبني على الإصلاحات الدستورية والتشريعية والمؤسسية.
لكن الدمقرطة، مهما كانت ممكنة، تظل بلا معنى إذا لم تنتج حزبا مسؤولا. وهنا تبرز "الحزبية المسؤولة" كمفهوم يصطدم مباشرة بكل ما هو مألوف في العمل الحزبي العربي الذي يعج بالشعارات الرنانة، والاستقطاب الغريزي، والعجز عن إنتاج بدائل.
الحزبية المسؤولة هي ثورة داخل التنظيم وليس في الشارع. هي حزب يحاسب نفسه قبل أن يطلب محاسبة غيره. حزب قادر على انتاج المعرفة وليس فقط البيانات المكرره. حزب يؤمن بالبرامج وليس بالشخوص.
نحن أمام علاقة عضوية، فالدمقرطة الممكنة لا تتجذر إلا حين تنبع من ممارسات حزبية مسؤولة، والحزبية المسؤولة لا تنشأ إلا حين تجد نفسها داخل سياق ديمقراطي متدرج يوفّر لها الحماية والشرعية.
وما لم يتم كسر هذه الحلقة المفرغة والبدء ببناء الديمقراطية من الداخل ستبقى المعادلات كما هي، المطلوب اليوم ليس المزيد من النقاش حول الديمقراطية، بل المزيد من التجريب الحزبي الجاد وأحزاب تتحدث بصدق مع قواعدها قبل أن تخطب ودّ الجماهير.
الدمقرطة تمر عبر بوابة الحزبية المسؤولة، والعمل السياسي الجاد القادر على التحرر من الانفعال السياسي الذي يتصور إمكانية إحداث تغيير جذري وفوري، دون اعتبار للواقع، أو التدرج، أو المؤسسات القائمة.
فالفعل السياسي الناضج يقوم على الإدراك الواعي لتعقيدات الواقع، والعمل ضمن الممكن لتحقيق المصلحة العامة ضمن الأطر الشرعية والمؤسسية.
هي دعوة لإعادة التفكير.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عاموس جلعاد .. إقامة حكم عسكري مباشر في قطاع غزة وهم خطير
عاموس جلعاد .. إقامة حكم عسكري مباشر في قطاع غزة وهم خطير

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ ساعة واحدة

  • سواليف احمد الزعبي

عاموس جلعاد .. إقامة حكم عسكري مباشر في قطاع غزة وهم خطير

حذّر اللواء المتقاعد #عاموس_جلعاد، الرئيس السابق للدائرة الأمنية والعسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، من #خطورة التورط في إقامة #حكم_عسكري مباشر في قطاع #غزة، واصفا هذه الخطة بأنها ' #وهم_خطير '. كما وصف جلعاد #خطة #حكومة #الاحتلال لما يسمى ' #المدينة_الإنسانية في رفح'، والتي تقوم على تركيز السكان الفلسطينيين في جنوب القطاع، بأنها ' #كارثة_سياسية '. تكلفة فادحة وفي مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت، اعتبر جلعاد، الذي شغل أيضا منصبي رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية والمتحدث باسم الجيش، أن الخطة المطروحة لإقامة حكومة عسكرية مباشرة في غزة يعيد إلى الأذهان الأوهام التي دفعت إسرائيل عام 1982 إلى محاولة تنصيب سلطة موالية في لبنان. وقال 'إن خطّة إقامة حكم عسكري مباشر في غزة هي وهمٌ سوف يتحطّم إلى أشلاء، وهي تذكّرنا للأسف بالأوهام التي أحاطت بإنشاء واقع جديد ونظام مناسب لإسرائيل في لبنان عام 1982. حينها، تحطّمت تلك الأوهام على مدى 18 عاما دامية، وانتهت بانسحاب أحادي الجانب'. وأضاف 'قد تبدو هذه الخطة جذابة من الناحية السياسية والإعلامية'، غير أنها في الحقيقة 'ستُضعف إسرائيل، وتستنزف مواردها، وتُقحمها في مستنقع مكلف وخطر'. وفيما زعم اللواء الإسرائيلي أن 'الجيش الإسرائيلي فكّك إلى حد بعيد القدرات العسكرية لحماس، وألحق بها ضررا شديدا في جميع المستويات، من القيادة العليا إلى التشكيلات الميدانية' واستدرك بالقول إن 'تحويل هذا الإنجاز إلى مكسب إستراتيجي يتطلب ترتيبا سياسيا فوريا، وليس وهما عسكريا جديدا'. وأشار جلعاد إلى أن الإدارة المباشرة لغزة تعني 'مليارات الشواكل فقط لإدارتها، وعشرات المليارات الأخرى لإعادة إعمارها'، مؤكدا أن إسرائيل لا تستطيع تحمل هذه التكاليف، خصوصا في ظل الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بها. إعلان كما حذّر من أن 'استمرار الاحتلال الإسرائيلي دون ترتيب سياسي، قد ينعكس سلبا على مصير المختطفين في غزة، أحياء وأمواتا'، مشيرا إلى أن 'أولوية إسرائيل الآن يجب أن تكون إطلاق سراح الرهائن، تحت رعاية الولايات المتحدة، كمدخل لترتيب سياسي وإقليمي أوسع'. تهديد التحالفات الإقليمية وانتقد المسؤول الأمني السابق ما سماها 'خطة المدينة الإنسانية في رفح'، والتي تقوم على تركيز السكان الفلسطينيين في جنوب القطاع، واصفا إياها بأنها 'كارثة سياسية'، وقال إن تنفيذ هذه الخطة، أو حتى مجرد التلويح بها، 'سيدفع الدول العربية المعتدلة مثل مصر والسعودية والأردن إلى الابتعاد عن إسرائيل، وسيفاقم من تدهور مكانتها الدولية'. وأضاف 'إذا تمادت إسرائيل في هذه السياسات، فلن يتردد حتى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إدارة ظهره لها، خاصة إذا تعذر التوصل إلى اتفاقات إقليمية تؤهله للفوز بجائزة نوبل للسلام التي يسعى إليها'. وأشار إلى تهديدات وزراء في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير بطرد الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة، واعتبر أنها تشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار المنطقة. وقال 'لا يمكن التعامل مع هذه التصريحات كضوضاء داخلية، بل لها تأثير مباشر على فرص تشكيل تحالفات إستراتيجية في المنطقة'. كما وصف جلعاد الاعتقاد بأن الفلسطينيين سيقبلون طوعا بالانتقال إلى رفح أو بالخروج من القطاع بأنه 'وهم خطير'، مشيرا أيضا إلى أن الدول العربية لن تسمح بحدوث هجرة قسرية للفلسطينيين، لأنها ستُعتبر خيانة في أعين شعوبها. وأضاف 'حتى لو وجد البعض من مؤيدي الخطة وسيلة تقنية لتمريرها، فإن هذا لا يعني أنها ممكنة أو قابلة للتنفيذ. العالم يرى ويسمع، ولن يغفر لإسرائيل إذا واصلت تبني مثل هذه السياسات الكارثية'. وأكد المسؤول الأمني السابق أن 'التحالف تحت الراية الأميركية أثبت جدواه خلال المواجهات الأخيرة مع إيران، وبلغ ذروته في التعاون العملياتي النادر بين الجيش والمخابرات الإسرائيلية، والجيش الأميركي، وجهاز الموساد'، ولكنه شدد في المقابل على أن 'هذا التحالف يمكن أن يتعرض للضعف والانهيار إذا ما استمرت إسرائيل في تجاهل البعد السياسي'. ومع كل هذه الانتقادات، لم يتورع جلعاد عن ترديد مزاعم إسرائيل أن النظام الإيراني سيظل يسعى إلى تدمير إسرائيل، مشيرا إلى ضرورة عزل هذا النظام، وإضعافه، ومنع امتلاكه سلاحا نوويا، وأن هذا لن يتم إلا عبر تحالف إقليمي واسع يشمل الدول العربية والإسلامية المعتدلة، وعلى رأسها السعودية وإندونيسيا، على حد زعمه. التهديد من الداخل وفي ختام مقاله، انتقل المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق إلى انتقاد مشروع قانون التجنيد الذي تسعى الحكومة لتمريره، واصفا إياه بأنه 'تهديد وجودي آخر للدولة'. وقال 'لا يجب تمرير هذا القانون بصيغته الحالية، التي تقوم على إعفاء جماعي للحريديم من الخدمة العسكرية، وتضع كل العبء على الجنود النظاميين والاحتياطيين، وتضرب أسس الديمقراطية الليبرالية التي قامت عليها الصهيونية'. وشدد على أن 'الخطر الذي يتهدد إسرائيل من الداخل لا يقل عن التهديدات الخارجية'، داعيا إلى 'قرار شجاع ومسؤول، يضع مصلحة الدولة قبل المصالح السياسية الضيقة'. وختم جلعاد مقاله برسالة تحذيرية إلى الحكومة الإسرائيلية قال فيها: 'نحن على مفترق طرق تاريخي لم يكن التعبير عنه أدق مما هو الآن. الوهم بأن الولايات المتحدة ستقف دائمًا إلى جانبنا دون قيد أو شرط يمكن أن يقودنا إلى الكارثة. حان وقت اتخاذ القرار: الدبلوماسية بدلا من الغرق مجددا في وحل غزة، كما غرقنا ذات يوم في الوحل اللبناني'. المصدر: الصحافة الإسرائيلية

بوتين: الغرب أراد تحقيق مزايا جيوسياسية على حساب روسيا
بوتين: الغرب أراد تحقيق مزايا جيوسياسية على حساب روسيا

الشاهين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشاهين

بوتين: الغرب أراد تحقيق مزايا جيوسياسية على حساب روسيا

الشاهين الإخباري قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، إن الغرب، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، أراد تحقيق مزايا جيوسياسية على حساب روسيا. وأوضح بوتين أنه وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، قرر الغرب 'العيش وفقًا للقواعد التي وضعها لنفسه'، متجاهلًا مصالح روسيا. وقال الرئيس الروسي في جزء غير منشور، من مقابلة أجريت معه في فيلم 'روسيا.. الكرملين.. بوتين.. 25 عاما': 'مع الأخذ في الاعتبار أن الاتحاد السوفييتي ارتكب خطأ فادحا، وحلّ نفسه – أعتقد أنني لم أناقش هذا الأمر مع أسلافي (الرؤساء السابقين) – فقد انطلقوا من حقيقة أن روسيا ستصبح جزءا مما يسمى بالعالم المتحضر'. وأضاف 'إلا أن الغرب قد قرر التالي: حسنا، لا وجود للاتحاد السوفييتي، فلماذا نتبع القواعد فيما يتعلق بروسيا التي لا تمتلك القوة الكامنة التي كان يتمتع بها الاتحاد السوفييتي؟ حسنا، الآن سنصنع لأنفسنا شيئا ما بالطريقة التي نريدها، وسنعيش وفقا للقواعد التي وضعناها لأنفسنا، متجاهلين مصالحنا (مصالح روسيا)'. وأكد بوتين، أنه 'أصبح من الجلي لروسيا، أنه لن يتم أخذها بالاعتبار، حتى تعلن نفسها دولة ذات سيادة قادرة على الدفاع عن مستقبلها'. سكاي نيوز

محمود عباس يضع تسليم السلاح شرطاً لإنهاء سيطرة حماس على غزة
محمود عباس يضع تسليم السلاح شرطاً لإنهاء سيطرة حماس على غزة

العرب اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • العرب اليوم

محمود عباس يضع تسليم السلاح شرطاً لإنهاء سيطرة حماس على غزة

شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، الأحد، على أن حركة حماس لن تحكم قطاع غزة في اليوم التالي لوقف إطلاق النار في القطاع، داعيا الحركة إلى تسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية.جاء ذلك خلال لقاء عباس، مساء الأحد، مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق والمبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية توني بلير، وذلك في مقر إقامته بالعاصمة الأردنية، عمّان.وجرى خلال اللقاء بحث آخر المستجدات في الأرض الفلسطينية، والتطورات السياسية والإنسانية الجارية، حيث أكد عباس على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة دون عوائق. وشدد الرئيس الفلسطيني، على أن الحل الوحيد القابل للتطبيق هو انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة، وتمكين دولة فلسطين من تولي كامل مسؤولياتها في القطاع، بدعم عربي ودولي فاعل، مشيرا إلى أن " حركة حماس لن تحكم قطاع غزة في اليوم التالي".كما أكد أن "على الحركة تسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية، والانخراط في العمل السياسي وذلك من خلال الالتزام ببرنامج منظمة التحرير السياسي، وبرنامجها الدولي، وبالشرعية الدولية، ومبادئ النظام الواحد والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد". كما شدد على ضرورة وقف جميع الإجراءات الأحادية، وفي مقدمتها التوسع الاستيطاني، ورفض الضم، ووقف الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، مشيرا إلى أهمية إطلاق عملية سياسية جادة لتنفيذ حل الدولتين، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية وعبر عقد مؤتمر دولي للسلام في نيويورك.وفي نهاية الاجتماع تم الاتفاق على مواصلة العمل والتنسيق وعقد اللقاءات بين الأطراف المعنية من أجل وقف الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام للجميع في المنطقة. قد يهمك أيضــــــــــــــا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store