
الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء في مناطق "لم يعمل بها سابقاً" وسط غزة، وعشرات القتلى من الساعين للحصول على مساعدات
وقال الجيش إن على الفلسطينيين الموجودين في المناطق الجنوبية الغربية من دير البلح وسط قطاع غزة، مغادرة المنطقة "فوراً"، والتوجّه جنوباً نحو منطقة المواصي إلى الغرب من خان يونس.
وأوضح الجيش أن أوامر الإخلاء تشمل القاطنين في الخيام من الفلسطينيين الذين نزحوا من مناطق أخرى في القطاع.
وقال مراسل بي بي سي لشؤون غزة، عدنان البرش، إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية سبق وأن شملت بعض المناطق الشرقية لدير البلح، لكنها شملت هذه المرة المناطق الجنوبية الغربية التي كان الجيش الإسرائيلي يطالب السكان بالتوجّه إليها فيما سبق.
وأضاف مراسل بي بي سي، أن المنطقة المطلوب إخلاؤها مكتظة بالسكّان والنازحين، بالنظر إلى أنها كانت تُعد فيما سبق من "المناطق الإنسانية".
وأشار مراسل بي بي سي إلى أن المنطقة المطلوب إخلاؤها متصلة بمنطقة المواصي التي طالب الجيش الإسرائيلي السكان بالتوجه إليها.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي، خارطة توضح الأماكن المطلوب إخلاؤها، مؤكّداً أن الجيش الإسرائيلي سيوسع أنشطته إلى مناطق لم يعمل فيها من قبل.
وسبق للجيش الإسرائيلي أن شنّ غارات جوية في تلك المنطقة، لكنه لم ينشر من قبل قوات برية فيها.
وقال باسل العطّار، وهو صحفي من دير البلح، لبي بي سي، إن المنطقة التي طُلب إخلاؤها تمثل تقريباً نصف مساحة دير البلح، وتضم العشرات من مخيمات النازحين الذين نزحوا من شمال القطاع ومدينة رفح.
وأضاف خلال حديث مع بي بي سي: "الخبر نزل كالصاعقة على سكّان دير البلح الذين كانوا ينتظرون التوصّل إلى تهدئة، ليُفاجأوا بأوامر إخلاء واسعة"، مشيراً إلى عودة الحديث بين السكّان عن توجّه إسرائيلي لإقامة "محور كيسوفيم" الذي سيفصل حال إقامته دير البلح عن خان يونس.
وأشار العطّار إلى أن دير البلح كانت تُصنف "منطقة آمنة" قبل استئناف الحرب في مارس/آذار، وأن المنطقة المطلوب إخلاؤها جنوب غربي المدينة تُعد متصلة بمنطقة المواصي المحاذية لساحل البحر، موضحاً أن منطقة دير البلح تمثل مركزاً رئيسياً للمنظمات الدولية والإغاثية، وأن المنطقة المطلوب إخلاؤها تشمل بعض مخازن ومقرّات هذه المنظمات، إضافة إلى محطة تحلية مياه البحر الوحيدة في قطاع غزة.
بالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن حصيلة من وصلوا إلى مستشفيات القطاع، ممن وصفتهم بـ "المجوعين منتظري المساعدات" ارتفع منذ فجر الأحد إلى 73 قتيلاً، بينهم 67 قُتلوا في المناطق الشمالية من القطاع، إلى جانب أكثر من 150 جريحاً.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن العشرات من القتلى والمصابين سقطوا إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه منتظري المساعدات بمنطقة زيكيم شمال غرب مدينة غزة.
فيما نقلت الوكالة عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه ينظر في آخر التقارير الواردة عن سقوط قتلى.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت في وقت سابق ارتفاع الحصيلة الإجمالية للقتلى من بين الساعين للحصول على مساعدات إلى 922 شخصاً على الأقل منذ بدء مؤسسة غزة الإنسانية العمل في القطاع.
وبدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" عملياتها في أواخر مايو/أيار في قطاع غزة عبر عدد من مراكز توزيع المساعدات.
وترفض الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية العمل مع المؤسسة بسبب مخاوف بشأن حيادها وغموض مصادر تمويلها.
وبعد أسابيع من التقارير شبه اليومية عن مقتل عشرات الفلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات وعن مشاهد الفوضى والتدافع، أقرّت المؤسسة بأن 20 شخصاً قضوا في حادث يوم الأربعاء قرب مركز تابع لها في جنوب غزة.
وأبلغت الأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، أنها أحصت سقوط 875 قتيلاً من منتظري المساعدات منذ أواخر مايو/أيار، بمن فيهم 674 "قرب مراكز تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية".
من جانبها، حمّلت حركة حماس في بيان إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عمّا وصفتها بـ "الجرائم التي تمثل استخداماً للمساعدات والتجويع لاستدراج الأبرياء وقتلهم والتنكيل بهم".
وطالبت الحركة بفتح بتحقيقٍ دولي عاجل "في الآلية الأمريكية الإسرائيلية المشبوهة لتوزيع المساعدات، والتي تحوّلت إلى آلية للقتل الممنهج للمدنيين"، على حدّ تعبيرها.
وندد البابا لاوون الرابع عشر، الأحد، بـ "همجية" حرب غزة، داعياً إلى وقف "اللجوء العشوائي للقوة"، وذلك بعد أيام على ضربة للجيش الإسرائيلي أصابت كنيسة كاثوليكية في القطاع.
وفي ختام صلاة التبشير الملائكي، جدد البابا دعوته إلى الوقف الفوري لـ "همجية الحرب وأن يتم التوصل إلى حل سلمي للصراع"، وذلك بعد مقتل ثلاثة أشخاص في القصف الذي طال الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع، يوم الخميس.
وقال البابا، الذي تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، غداة الهجوم على الكنيسة: "أعبر عن ألمي العميق حيال هجوم الجيش الإسرائيلي على الرعية الكاثوليكية للعائلة المقدسة في مدينة غزة".
ووجه البابا نداء إلى المجتمع الدولي "من أجل ضمان القانون الإنساني وحماية المدنيين ومنع العقاب الجماعي واللجوء العشوائي إلى القوة والتهجير القسري للسكان".
وكانت الكنيسة تؤوي نحو 600 نازح، غالبيتهم من الأطفال، ومن بينهم العشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأعلنت إسرائيل من جانبها، أن الجيش يحقق في الضربة التي أصابت الكنيسة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 6 ساعات
- BBC عربية
مقتل أكثر من 90 شخصاً من الساعين للمساعدات في غزة، والأمم المتحدة تحذر من محاصرة مليوني فلسطيني في منطقة "معدومة" الخدمات
قُتل فلسطينيان وأصيب آخرون، الإثنين، جراء استهداف الجيش الإسرائيلي ساعين للحصول على مساعدات جنوب مدينة غزة، على ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية. وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 93 فلسطينياً على الأقل أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات، غالبيتهم في شمال القطاع، مع تقييد دخول المساعدات وتواصل الحرب منذ 21 شهراً. وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن قافلة تابعة له تتألف من 25 شاحنة وتحمل مساعدات غذائية الى شمال غزة، "واجهت حشوداً ضخمة من المدنيين الجائعين تعرّضوا لإطلاق نار"، وذلك بعيد عبورها المعابر مع إسرائيل واجتياز نقاط التفتيش. وشدد على أن "أي عنف يطال المدنيين الذين ينتظرون المساعدة الانسانية غير مقبول على الإطلاق"، ودعا "لحماية كل المدنيين والعاملين" في المساعدات. من جهته، شكك الجيش الإسرائيلي في الحصيلة، قائلاً إن الجنود أطلقوا "نيراناً تحذيرية لإزالة تهديد مباشر". وفي جنوب القطاع، أكد الدفاع المدني الفلسطيني مقتل تسعة أشخاص قرب مركز توزيع في منطقة الشاكوش شمال غرب رفح، وأربعة قرب دوار التحلية شرق خان يونس. ودفعت الحرب والحصار الإسرائيلي بسكان القطاع الذين يزيد عددهم على مليوني شخص إلى شفا المجاعة، بحسب ما تؤكد الأمم المتحدة ومنظمات دولية. وبات مقتل مدنيين ينتظرون الحصول على مساعدات مشهداً شبه يومي حيث تتهم مصادر محلية وشهود إسرائيل بإطلاق النار باتّجاه الحشود خصوصاً قرب أماكن توزيع المساعدات التي تديرها "مؤسسة غزة الانسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة. وقالت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إن نحو 800 شخص قتلوا أثناء انتظارهم المساعدات منذ أواخر مايو/ أيار. "الناس يتضوّرون جوعاً" وصف قاسم أبو خاطر (36 عاماً) من مخيم جباليا شمال غزة المشهد بـ"الصعب جداً"، وأضاف أن "آلاف المواطنين يحاولون الحصول على الطحين.. تزاحم وتدافع مميت لنساء ورجال وأطفال". وتابع "وصلنا لمرحلة وكأننا أموات لا أرواح فينا. الدبابات تطلق القذائف بشكل عشوائي علينا وجنود الاحتلال يطلقون النار.. عشرات الناس استشهدوا أمام عيني ولا احد يستطيع إنقاذ أحد". من جانبه، أفاد حسن رضوان (41 عاماَ) من الشجاعية "حصلت على كيس طحين بصعوبة والموت يرافقني بأي لحظة. كان من الممكن أن أموت بسبب إطلاق النار الكثيف"، مضيفاً أن "غزة تموت بكل معنى الكلمة". وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مطلع يوليو/تموز من أن سعر الدقيق أصبح أعلى بـ3000 مرة مما كان عليه قبل اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقال مدير البرنامج كارل سكاو الذي زار مدينة غزة مطلع الشهر الجاري "الوضع هو أسوأ ما رأيته في حياتي". وأضاف "قابلت أباً فقد 25 كيلوغراماً خلال الشهرين الماضيين. الناس يتضوّرون جوعاً، بينما الطعام موجود على بُعد أمتار خلف الحدود". وكانت إسرائيل بدأت في الثاني من مارس/آذار، فرض حصار مطبق على القطاع بعد انهيار المحادثات لتمديد وقف إطلاق النار الذي أبرم بداية العام 2025 واستمر ستة أسابيع. ومنعت إسرائيل دخول أي سلع حتى أواخر مايو/أيار، حين بدأت السماح بدخول عدد قليل من الشاحنات. ومع نفاد المخزون الذي كان قد تجمع خلال فترة وقف إطلاق النار، تواجه غزة أسوأ نقص في الإمدادات. وقال سكاو "مطابخنا خالية، ولا تقدم سوى الماء الساخن مع القليل من المعكرونة". ولعل الأطفال والنساء الحوامل هم الأكثر تضررا من سوء التغذية، فبحسب الطبيبة في المنظمة جوان بيري "بسبب سوء التغذية المنتشر بين النساء الحوامل وسوء أوضاع المياه والصرف الصحي، يولد الكثير من الأطفال مبكراً. وحدة العناية المركزة للمواليد مكتظة للغاية، حيث يضطر أربعة إلى خمسة رضع إلى مشاركة حاضنة واحدة". وقالت منظمة أطباء بلا حدود الأسبوع الماضي إن فرقها العاملة في غزة تشهد أعلى عدد من حالات سوء التغذية التي سُجّلت على الإطلاق في القطاع. "ضربة قاصمة أخرى" اعتبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" الأحد أن الأمر العسكري الذي أصدرته اسرائيل لسكان ونازحين في منطقة دير البلح بوسط غزة بالتوجه جنوباً وجّه "ضربة قاصمة أخرى" للجهود الإنسانية في القطاع المنكوب بسبب الحرب. وحذر المكتب في بيان من أن "أمر النزوح الجماعي الذي أصدره الجيش الإسرائيلي وجه ضربة قاصمة أخرى لشريان الحياة الهش أصلا الذي يبقي الناس على قيد الحياة في جميع أنحاء قطاع غزة". وصباح الأحد، أمر الجيش الاسرائيلي سكان منطقة دير البلح في وسط غزة بالمغادرة فوراً بسبب عمليات وشيكة، حيث شوهدت عائلات بأكملها تجر أمتعتها القليلة وتتوجه جنوباً. وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي إن الجيش "يوسع أنشطته" في المنطقة الجنوبية الغربية من دير البلح وهي "منطقة لم يعمل فيها من قبل". وأكدت "أوتشا" أن موظفي الأمم المتحدة "باقون" في المنطقة، حيث تمت مشاركة إحداثيات مواقعهم مع "الأطراف المعنية". وبلغ عدد الأشخاص الموجودين في المنطقة عند صدور أمر الإخلاء بين 50 و80 ألف شخص، وفقاً للتقديرات الأولية لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. ومنذ بداية الحرب، تعرض جميع سكان غزة تقريباً للتهجير مرة واحدة على الأقل بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتكررة، كما أنهم يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء. وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن الأمر الأخير يعني أن 87,8 في المئة من مساحة غزة أصبحت الآن تحت أوامر الإخلاء أو ضمن المناطق العسكرية الإسرائيلية. وأشارت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى أن ذلك يترك "2,1 مليون مدني محصورين في منطقة مجزأة تبلغ مساحتها 12 في المئة من القطاع، حيث انهارت الخدمات الأساسية". نتنياهو مصابٌ بالتهاب معوي أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، الأحد، أنه تقرر عدم عقد جلسات الاستماع في محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع، بسبب حالته الصحية. وأشارت الصحيفة إلى أن الجلسات ستُستأنف فقط بعد انتهاء عطلة المحكمة الصيفية، في سبتمبر/أيلول المقبل. وكان مكتب رئيس الوزراء قد أعلن في وقت سابق أن نتنياهو يعاني من التهاب في الأمعاء نتيجة تناوله طعاماً فاسداً، موضحاً أنه شعر بالإعياء خلال الليلة الماضية، وخضع لفحوصات طبية أكدت إصابته بالتهاب معوي. ويأتي هذا الإعلان بعد تغيب نتنياهو عن جلسة الحكومة الأسبوعية التي عُقدت أمس. يُذكر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه محاكمة في ثلاث قضايا فساد تُعرف بملفات 1000 و2000 و4000، تشمل تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.


BBC عربية
منذ 7 ساعات
- BBC عربية
حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
"أتوا به إلي زحفاً، بصحبة أربعة سجانين، ممنوع من رفع الرأس أو الظهر، معصوب العينين، ومكبل بأصفاد حديدية، وتظل هذه الأصفاد ملازمة ليديه طوال مدة الزيارة التي لا تتجاوز الثلاثين دقيقة، والتي تتم من وراء ساتر زجاجي من خلال سماعة هاتفية يمسكها المسجون بإحدى يديه المكبلتين، وهنا لابد من التنويه إلى أنه يتم تسجيل مقابلتي معه بالصوت والصورة دون مراعاة لأدنى درجات الخصوصية والسرية". هكذا وصفت المحامية الفلسطينية غيد قاسم لبودكاست "غزة اليوم"، كواليس زيارتها الأخيرة لموكلها الطبيب الغزي الشهير حسام أبو صفية طبيب الأطفال ومدير مستشفى كمال عدوان الذي تم اعتقاله في نهاية ديسمبر كانون الأول الماضي. ووفق المتحدثة، مر الدكتور حسام أبو صفية منذ لحظة اعتقاله بالكثير من الأوضاع المتقلبة، فبداية تم احتجازه في معتقل سدي تيمان في سجن انفرادي، ثم بعد مرور شهر ونصف أو شهرين تم ضمه لعشرة مساجين من قطاع غزة في زنزانة رقم واحد في قسم 24 بسجن عوفر. تحت الأرض وهنا لابد من التنويه إلى أن المعتقلين الغزيين تُخصص لهم أقسام بعينها في السجون الإسرائيلية بحيث لا يختلطوا بغيرهم، هذه الأقسام تحت الأرض ما يعني أنهم لا يرون ضوء الشمس ولا يعرفون أي شيء عما يحدث في العالم الخارجي، تضيف المحامية الشابة. وعن معدل الزيارات المسموح بها لها كمحامية لزيارة موكلها تقول: "إدارة السجن تحاول جاهدة ألا تمنحني أكثر من تصريح لزيارة واحدة في الشهر، كما أن هناك تضييق على الزيارات الخاصة بأبو صفية تحديداً". بي بي سي تواصلت مع الجيش الإسرائيلي لعرض شهادة أبو صفية وما يتعرض له من انتهاكات، وأجاب في بيان إنه "يرفض تماماً الادعاءات المتعلقة بوجود إساءة منهجية بحق المحتجزين". "وأنه يتم إحالة الشكاوى الملموسة المتعلقة بسوء التصرف أو بظروف الاحتجاز غير الملائمة إلى الجهات المختصة، ويتم التعامل معها وفقًا للأنظمة والإجراءات المتبعة". تتابع المحامية غيد قاسم، "عندما زرته وجدته منعزلاً تماما عن العالم الخارجي، لا يعلم أي شيء عما يدور حوله، لدرجة أنه لم يعرف أن هناك حرباً نشبت بين إسرائيل وإيران لمدة 12 يوماً كان خلالها يسمع أصوات الصواريخ الإيرانية وهي تنفجر في محيط السجن دون أن يعلم ما هذه الأصوات وما الذي يحدث". وعلى إثر هذه الزيارة، كانت غيد قاسم قد نشرت عبر حسابها الشخصي على موقع فيس بوك منشوراً أثار الكثير من الجدل حول الحالة الصحية وأوضاع احتجاز الطبيب الغزي حسام أبو صفية. وتعليقا على هذا المنشور، أكدت قاسم في حديثها لبي بي سي أن موكلها خسر 40 كيلوغراماً من وزنه خلال فترة اعتقاله، وأضافت: منذ أول شهرين فقد أبو صفية 20 كلغ واليوم بعد مضي أكثر من 200 يوم على اعتقاله فقد حوالي 40 كلغ من وزنه. وعن نوعية الطعام الذي يقدم له وأدى به إلى هذا الوضع الصحي قالت: "موكلي يتناول يومياً ملعقتين من الأرز وربما كمية قليلة من الخبز، وهنا لابد من التنويه لحيلة يقوم بها المعتقلون كي يشعروا بالشبع ويوهموا أنفسهم بأنهم تناولوا وجبة كاملة، وهي أنهم يقومون بجمع كل عينات الطعام التي توفرها لهم إدارة السجن ليتناولوها دفعة واحدة مساء ما يعطيهم شعوراً بأنهم أكلوا وجبة كاملة". ومضت تشرح "فمثلاً، تقدم لهم إدارة السجن صباحاً ملعقة من اللبنة أو المربى، ثم على وجبة الغداء ملعقتين من الأرز، وأخيراً على وجبة العشاء ملعقة من الحمص، هم يقومون بجمع كل ذلك على مدار اليوم ويتناولونه دفعة واحدة". وعن ظروف الاحتجاز تقول المحامية "يُسمح لموكلي بالاستحمام دون صابون مرتين فقط في الأسبوع، وأحيانا توفر لهم إدارة السجن كمية ضئيلة جداً من الصابون لتوزع على كل المعتقلين، على ألا تزيد مدة الاستحمام عن دقيقة واحدة". يوم الاعتداء وفيما يتعلق بتفاصيل واقعة الاعتداء عليه التي تضمنها منشورها الرائج على فيسبوك قالت: "بعدما قصفت إيران مستشفى سوروكا في بئر السبع أثناء حرب 12 يوماً، يبدو أن إدارة السجن قررت الانتقام من الأطباء، فاقتحم عدد منهم زنزانة الدكتور حسام أبو صفيه واعتدوا عليه بالضرب على قدميه ويديه وقفصه الصدري، وعندما طلب أن يتم عرضه على طبيب خاصة وأنه منذ حدوث هذه الواقعة يشعر بعدم انضباط في ضربات القلب قوبل طلبه بالرفض" . وتضيف قاسم "في هذه الواقعة تم كسر النظارة الطبية التي يرتديها موكلي، بعدما عانيت لمدة ثلاثة أشهر من أجل إدخالها له، إذ نفت إدارة السجن إصابة موكلي بضعف النظر وحاجته للنظارة، لكنني صممت على أن تجرى له الفحوصات اللازمة والتي أثبتت أنه بحاجة لنظارة طبية، فما كان منهم إلا أن كسروها له أثناء الاعتداء عليه، والآن يضطر موكلي لارتداء نظارته مكسورة العدسة". مصحف بالتناوب ولفتت إلى أن الشيء الوحيد التي تمكنت من إدخاله له هو مصحف، ومع ذلك لم يكن هذا المصحف من نصيبه منفرداً، إذ يشاركه فيه باقي زملاء الزنزانة ويمر عليهم بالتناوب للتلاوة. وأكدت على أن الملابس الشتوية التي ظهر بها أبو صفية في بداية اعتقاله، والتي سربها له صحفي إسرائيلي، هي ذاتها الملابس التي شاهدته بها في الزيارة، فهو كغيره من المعتقلين محروم حتى من ملابس السجن، لدرجة أنه يضطر لغسل ملابسه الداخلية ثم يرتديها وهي مبللة لأنه لا يملك غيرها. وبخصوص وضعه النفسي وصفت المحامية موكلها بالأيقونة والجبل الذي لا يقهره شيء، مؤكدة أنه يفيض بالمعنويات المرتفعة على كل من حوله، ورغم أنه فقد ابنه قبل الاعتقال وفقد والدته بعد الاعتقال إلا أن كل ما يشغل باله هو وضع الكوادر الطبية والمستشفيات وحالة الجرحى في قطاع غزة. وعما إذا كان أبو صفية قد علم بخبر وفاة والدته بعد اعتقاله تقول: "هو يعلم بوفاتها منذ بدايات الاعتقال، عن طريق معتقلين جدد انضموا له في الزنزانة وأخبروه بما يجري خلف أسوارها". وعن أول سؤال سأله لها في زيارتها الأخيرة له قالت: "سألني عما إذا كان باقي أفراد أسرته على قيد الحياة، وعما إذا كان منزله قصف أم لا، كما سألني هل مازالت الناس مهتمة بقصتي وما يحدث لي؟ هل ما زال أحد يتذكرني؟" الرد الإسرائيلي تواصل فريق بي بي سي نيوز عربي مع المكتب الإعلامي للجيش الإسرائيلي للوقوف على الوضع الصحي للطبيب المعتقل حسام أبو صفية، وللحصول على رد رسمي على ما جاء في تصريحات المحامية، فأفاد بما يلي: "تعمل قوات الدفاع الإسرائيلية وفقاً للقانون الإسرائيلي والقانون الدولي، وتحرص على حماية حقوق الأفراد المحتجزين في منشآت الاحتجاز الخاضعة لمسؤوليتها، وتعد أي إساءة إلى المحتجزين، سواء أثناء احتجازهم أو خلال استجوابهم، انتهاكاً للقانون وتعليمات قوات الدفاع الإسرائيلية، وهو أمر محظور بشكل صارم". وتابع: "تتعامل قوات الدفاع الإسرائيلية مع مثل هذه الانتهاكات بمنتهى الجدية، نظراً لتعارضها مع القيم الأساسية للقوات، وتُجري فحصاً دقيقاً لأي ادعاءات ملموسة تتعلق بإساءة معاملة المحتجزين، كما ترفض تماماً الادعاءات المتعلقة بوجود إساءة منهجية بحق المحتجزين". وجاء في الرد الإسرائيلي أنه يتم إحالة الشكاوى الملموسة المتعلقة بسوء التصرف أو بظروف الاحتجاز غير الملائمة إلى الجهات المختصة، ويتم التعامل معها وفقاً للأنظمة والإجراءات المتبعة، وفي الحالات المناسبة، تُتخذ إجراءات تأديبية بحق أفراد طاقم المنشأة، وتُباشر تحقيقات جنائية عندما يكون هناك اشتباه مبني على أسباب معقولة بارتكاب جريمة تبرر فتح مثل هذا التحقيق. وفيما يتعلق بعدم تبديل الدكتور أبو صفية لملابسه الشتوية حتى الآن، قال الجيش الإسرائيلي إن كل محتجز يتسلم مجموعة من الملابس المناسبة للطقس. وبخصوص توفير أدوات النظافة الشخصية للمعتقلين والسماح لهم بالاستحمام، قال المكتب الإعلامي: "يتم تزويد جميع المحتجزين بوسائل الحفاظ على النظافة الشخصية الأساسية، ولديهم وصول منتظم إلى المراحيض داخل منشأة الاحتجاز، والتي يتم تنظيفها بانتظام لضمان النظافة والصحة، كما يُسمح لهم بالاستحمام بانتظام". وعن توفير الرعاية الطبية اللازمة، قال: "عند دخولهم إلى المنشأة، يخضع المحتجزون لفحوصات طبية، وتُجرى جولات طبية منتظمة داخل المنشأة، كما يتلقى المحتجزون رعاية طبية مناسبة وفقاً للقانون، وإذا لزم الأمر، يتم تحويلهم لتلقي العلاج تحت إشراف وزارة الصحة". وفيما يتعلق بتكبيل المعتقلين بأصفاد حديدية حتى أثناء زيارة المحامي، يقول المكتب: "يُطبّق التقييد لفترات طويلة أثناء الاحتجاز فقط في حالات استثنائية، وعندما تكون هناك اعتبارات أمنية تقتضي ذلك، مع أخذ الحالة الصحية للمحتجز بعين الاعتبار، ونحن لا نجبر المحتجزين على البقاء في وضعية القرفصاء". واختتم المكتب الإعلامي التابع للجيش الإسرائيلي تصريحاته بالرد على فقدان أبو صفية أربعين كيلوغراماً من وزنه، قائلًا: "يتلقى المحتجزون ثلاث وجبات يوماً، وفقًا للكمية والأنواع المعتمدة من قبل اختصاصي تغذية للحفاظ على صحتهم، كما يتوفر لديهم دائماً ماء للشرب."


BBC عربية
منذ يوم واحد
- BBC عربية
الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء في مناطق "لم يعمل بها سابقاً" وسط غزة، وعشرات القتلى من الساعين للحصول على مساعدات
أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء وسط قطاع غزة، في منطقة "لم تعمل قواته فيها من قبل". وقال الجيش إن على الفلسطينيين الموجودين في المناطق الجنوبية الغربية من دير البلح وسط قطاع غزة، مغادرة المنطقة "فوراً"، والتوجّه جنوباً نحو منطقة المواصي إلى الغرب من خان يونس. وأوضح الجيش أن أوامر الإخلاء تشمل القاطنين في الخيام من الفلسطينيين الذين نزحوا من مناطق أخرى في القطاع. وقال مراسل بي بي سي لشؤون غزة، عدنان البرش، إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية سبق وأن شملت بعض المناطق الشرقية لدير البلح، لكنها شملت هذه المرة المناطق الجنوبية الغربية التي كان الجيش الإسرائيلي يطالب السكان بالتوجّه إليها فيما سبق. وأضاف مراسل بي بي سي، أن المنطقة المطلوب إخلاؤها مكتظة بالسكّان والنازحين، بالنظر إلى أنها كانت تُعد فيما سبق من "المناطق الإنسانية". وأشار مراسل بي بي سي إلى أن المنطقة المطلوب إخلاؤها متصلة بمنطقة المواصي التي طالب الجيش الإسرائيلي السكان بالتوجه إليها. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي، خارطة توضح الأماكن المطلوب إخلاؤها، مؤكّداً أن الجيش الإسرائيلي سيوسع أنشطته إلى مناطق لم يعمل فيها من قبل. وسبق للجيش الإسرائيلي أن شنّ غارات جوية في تلك المنطقة، لكنه لم ينشر من قبل قوات برية فيها. وقال باسل العطّار، وهو صحفي من دير البلح، لبي بي سي، إن المنطقة التي طُلب إخلاؤها تمثل تقريباً نصف مساحة دير البلح، وتضم العشرات من مخيمات النازحين الذين نزحوا من شمال القطاع ومدينة رفح. وأضاف خلال حديث مع بي بي سي: "الخبر نزل كالصاعقة على سكّان دير البلح الذين كانوا ينتظرون التوصّل إلى تهدئة، ليُفاجأوا بأوامر إخلاء واسعة"، مشيراً إلى عودة الحديث بين السكّان عن توجّه إسرائيلي لإقامة "محور كيسوفيم" الذي سيفصل حال إقامته دير البلح عن خان يونس. وأشار العطّار إلى أن دير البلح كانت تُصنف "منطقة آمنة" قبل استئناف الحرب في مارس/آذار، وأن المنطقة المطلوب إخلاؤها جنوب غربي المدينة تُعد متصلة بمنطقة المواصي المحاذية لساحل البحر، موضحاً أن منطقة دير البلح تمثل مركزاً رئيسياً للمنظمات الدولية والإغاثية، وأن المنطقة المطلوب إخلاؤها تشمل بعض مخازن ومقرّات هذه المنظمات، إضافة إلى محطة تحلية مياه البحر الوحيدة في قطاع غزة. بالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن حصيلة من وصلوا إلى مستشفيات القطاع، ممن وصفتهم بـ "المجوعين منتظري المساعدات" ارتفع منذ فجر الأحد إلى 73 قتيلاً، بينهم 67 قُتلوا في المناطق الشمالية من القطاع، إلى جانب أكثر من 150 جريحاً. ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن العشرات من القتلى والمصابين سقطوا إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه منتظري المساعدات بمنطقة زيكيم شمال غرب مدينة غزة. فيما نقلت الوكالة عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه ينظر في آخر التقارير الواردة عن سقوط قتلى. وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت في وقت سابق ارتفاع الحصيلة الإجمالية للقتلى من بين الساعين للحصول على مساعدات إلى 922 شخصاً على الأقل منذ بدء مؤسسة غزة الإنسانية العمل في القطاع. وبدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" عملياتها في أواخر مايو/أيار في قطاع غزة عبر عدد من مراكز توزيع المساعدات. وترفض الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية العمل مع المؤسسة بسبب مخاوف بشأن حيادها وغموض مصادر تمويلها. وبعد أسابيع من التقارير شبه اليومية عن مقتل عشرات الفلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات وعن مشاهد الفوضى والتدافع، أقرّت المؤسسة بأن 20 شخصاً قضوا في حادث يوم الأربعاء قرب مركز تابع لها في جنوب غزة. وأبلغت الأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، أنها أحصت سقوط 875 قتيلاً من منتظري المساعدات منذ أواخر مايو/أيار، بمن فيهم 674 "قرب مراكز تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية". من جانبها، حمّلت حركة حماس في بيان إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عمّا وصفتها بـ "الجرائم التي تمثل استخداماً للمساعدات والتجويع لاستدراج الأبرياء وقتلهم والتنكيل بهم". وطالبت الحركة بفتح بتحقيقٍ دولي عاجل "في الآلية الأمريكية الإسرائيلية المشبوهة لتوزيع المساعدات، والتي تحوّلت إلى آلية للقتل الممنهج للمدنيين"، على حدّ تعبيرها. وندد البابا لاوون الرابع عشر، الأحد، بـ "همجية" حرب غزة، داعياً إلى وقف "اللجوء العشوائي للقوة"، وذلك بعد أيام على ضربة للجيش الإسرائيلي أصابت كنيسة كاثوليكية في القطاع. وفي ختام صلاة التبشير الملائكي، جدد البابا دعوته إلى الوقف الفوري لـ "همجية الحرب وأن يتم التوصل إلى حل سلمي للصراع"، وذلك بعد مقتل ثلاثة أشخاص في القصف الذي طال الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع، يوم الخميس. وقال البابا، الذي تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، غداة الهجوم على الكنيسة: "أعبر عن ألمي العميق حيال هجوم الجيش الإسرائيلي على الرعية الكاثوليكية للعائلة المقدسة في مدينة غزة". ووجه البابا نداء إلى المجتمع الدولي "من أجل ضمان القانون الإنساني وحماية المدنيين ومنع العقاب الجماعي واللجوء العشوائي إلى القوة والتهجير القسري للسكان". وكانت الكنيسة تؤوي نحو 600 نازح، غالبيتهم من الأطفال، ومن بينهم العشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة. وأعلنت إسرائيل من جانبها، أن الجيش يحقق في الضربة التي أصابت الكنيسة.