logo
في لبنان وسورية أسئلة.. والجواب في واشنطن

في لبنان وسورية أسئلة.. والجواب في واشنطن

البناء٢٦-٠٢-٢٠٢٥

– تزامن في صدفة لكن معبّرة، انعقاد جلسات مجلس النواب اللبناني لمناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام، أولى حكومات عهد الرئيس العماد جوزف عون، مع انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في سورية تمهيداً لإعلان حكومة انتقالية خلال أيام هي أولى الحكومات المستندة الى قدر من شرعية يُراد من المؤتمر منحها، في ظل رئاسة تحتاج إلى قدر أعلى من الشرعية تسلّمها رئيس هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقاً، أحمد الشرع، أبو محمد الجولاني سابقاً، ورغم تفاوت وتباين الظروف والمعطيات في كل من لبنان وسورية تتشابه المناخات التي حملت عبر ما يشبه الانقلاب الأبيض في البلدين، ضمن تداعيات ما بعد حرب طوفان الأقصى، والمشروع الأميركي لإعادة رسم الجغرافيا السياسية للمنطقة، حيث توافرت ظروف جعلت قائد الجيش العماد جوزف عون بدعم أميركي علني مرشحاً أوحد للرئاسة نال شبه إجماع نيابي وشعبي تحت شعار تجنيب لبنان مخاطر تجدّد وتوسّع الحروب وتوفير شروط النهوض الاقتصاديّ وتأمين مستلزمات إعادة الإعمار، وكلها أهداف يراهن اللبنانيون على تحقيقها بدفع الأميركي، مقابل ارتضاء المقاومة الانكفاء إلى الصف الثاني عسكرياً مقابل الانتقال إلى الصف الأول سياسياً؛ بينما في سورية ولد سياق انتهى بسقوط النظام السابق دون قتال، أنتجته العقوبات الأميركية والضربات الإسرائيلية الممتدة لسنوات، ونتائج وتداعيات حرب طوفان الأقصى على محور المقاومة وخصوصاً استشهاد السيد حسن نصرالله، على الوضع الداخلي للنظام السابق في سورية وروحه المعنوية، فوصلت هيئة تحرير الشام الى الحكم في سياق نتائج الحرب والجغرافيا السياسية الجديدة التي ترغب واشنطن برسمها في المنطقة.
– تتضمّن النصوص المعروضة للنقاش والمداخلات المسجلة في الجلسات، سواء في دمشق أو بيروت كلاماً كثيراً عن الدولة وبناء الدولة ومعايير الإصلاح والحفاظ على الوحدة الوطنية وحفظ السلم الأهلي، لكن في بيروت ودمشق يعرف المعنيون أن التنافس يجري بين مسارين، واحد يأمل أن تقوم واشنطن بلجم تل أبيب عن التغوّل والتوغّل نحو لبنان وسورية، ومراعاة الحكم الجديد، وحفظ ماء وجهه، كي يتمكّن من القول لشعبه والذين لا يثقون بجدوى الرهان على واشنطن، أنه راهن على واشنطن وفاز بالرهان، وأن يترتب على ذلك الإفراج الأميركي عن أموال إعادة الإعمار في لبنان ورفع العقوبات عن سورية، دون ربط ذلك بتلبية دمشق وبيروت لشروط تل أبيب باتفاقيات مذلة وطنياً. أما المسار الثاني فيعتقد أن واشنطن التي ترعى هندسة المنطقة وفق رؤيتها، ملتزمة ضمن هذه الرؤية بموقع قيادي لكيان الاحتلال، وإلزام كل من يريد أن يكون تحت العباءة الأميركية بتأدية فروض الولاء للكيان وتلبية طلباته الأمنية والسياسية والاقتصادية، وإخضاع كل مساهمة أميركية في نهوض دول المنطقة بتلبية الشروط الإسرائيلية، ويدعو هؤلاء إلى تأمل كيفية التصرف الأميركي مع دول مستقرة ومحورية مثل مصر والأردن في ملف تهجير غزة ووضع المساعدات الأميركية كأداة ضغط لإرغام القاهرة وعمان على الرضوخ لحسابات المصلحة الإسرائيلية، رغم حجم ما يعنيه ذلك من تهديد وجودي لنظامي الحكم في البلدين.
– رغم تخطيط الحكم الجديد في كل من بيروت ودمشق لرؤى تمتد لسنوات، فإن الشهور القليلة المقبلة هي الحاسمة، وها هي الطائرات الإسرائيلية ترسم بغاراتها إيقاع التسارع أمام بيروت ودمشق معاً، حيث خلال هذه الشهور سيتبين للشعبين اللبناني والسوري أي من الرهانين يربح، الرهان على صداقة أميركا، والاعتقاد بأن هذه الصداقة تجنب البلدين الاستهدافات الإسرائيلية والطلبات التي تنتقص من السيادة وتهدد الوحدة وتذل الكرامة الوطنية وتهرق ماء وجه الحكم، أم الرهان الذي يقول إن واشنطن ليست إلا راع وحام لكيان الاحتلال وإن الرهان على صداقتها عبث، وإن بناء القوة وعنوانها المقاومة هو الطريق الوحيد لحماية السيادة الوطنية وحفظ كرامة الشعب والدولة في البلدين، وليس كثير الأهميّة أي من الخيارين سوف تسلك الحكومات، لأن ذلك لن يغير في الوجهة العامة للبلدين، فإن سقط الرهان على أميركا سوف ينهض الخيار المقاوم ويجتاح الساحتين اللبنانية والسورية، ويتوقف على قرار الحكم والحكومة مصيرهما وليس مصير البلدين، مع الأخذ بالاعتبار أن انحياز الحكم والحكومة الى جانب شعبه في نهاية شهور الفرصة المتاحة لخيار الرهان على واشنطن وصداقتها، إذا انتهت بسقوط هذا الرهان، يخفف كثيراً من الأعباء على الشعبين والدولتين، بل ربما يمهّد لتفاهمات على مستوى العلاقات اللبنانية السورية، وربما العلاقات بين القوى التي سوف تنهض بالمقاومة فيهما، أما إذا نجح الرهان على صداقة واشنطن كما يأمل الحكمان والحكومتان، فلن يتردّد المؤمنون بالمقاومة في تسهيل المهمة، فهل يقبل الحكام بتسهيل مهمة المقاومة إن حصل العكس؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انعقاد الإجتماع الأول للجنة اللبنانية - الفلسطينية المشتركة غدًا
انعقاد الإجتماع الأول للجنة اللبنانية - الفلسطينية المشتركة غدًا

صوت لبنان

timeمنذ 2 ساعات

  • صوت لبنان

انعقاد الإجتماع الأول للجنة اللبنانية - الفلسطينية المشتركة غدًا

كتب رئيس الحكومة نواف سلام، على منصة "اكس": "استقبلتُ فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في السراي الحكومي، في لقاء أخوي. واتفقنا على ان تعقد اللجنة اللبنانية–الفلسطينية المشتركة اول إجتماع لها غداً، لوضع جدول أعمال واضح لتنفيذ آلية حصر السلاح بيد الدولة بما فيه السلاح داخل المخيمات، ومناقشة ملف الحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان. وقد أكدت ان هذا السلاح لم يعود سلاحا يساهم في تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني، بل الخطر أنه قد يتحول لسلاح فتنة فلسطينية فلسطينية وسلاح فتنة فلسطينية لبنانية. قوة القضية الفلسطينية اليوم ليس في السلاح الموجود في المخيمات الفلسطينية في لبنان، بل قوة القضية الفلسطينية اليوم هو في تزايد أعداد الدول التي تعترف بدولة فلسطين، وفي مئات آلاف المتظاهرين في مختلف أنحاء العالم نصرة لفلسطين وغزة، كما هو في مقررات الشرعية الدولية واحكام المحاكم الدولية التي تدين اسرائيل وممارساتها".

سلام يؤكد على ضرورة إنهاء ملف السلاح الفلسطيني في لبنان
سلام يؤكد على ضرورة إنهاء ملف السلاح الفلسطيني في لبنان

صوت بيروت

timeمنذ 3 ساعات

  • صوت بيروت

سلام يؤكد على ضرورة إنهاء ملف السلاح الفلسطيني في لبنان

كتب رئيس الحكومة نواف سلام، على منصة 'اكس':'استقبلتُ فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في السراي الحكومي، في لقاء أخوي. واتفقنا على ان تعقد اللجنة اللبنانية–الفلسطينية المشتركة اول إجتماع لها غداً، لوضع جدول أعمال واضح لتنفيذ آلية حصر السلاح بيد الدولة بما فيه السلاح داخل المخيمات، ومناقشة ملف الحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان. وقد أكدت ان هذا السلاح لم يعود سلاحا يساهم في تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني، بل الخطر أنه قد يتحول لسلاح فتنة فلسطينية فلسطينية وسلاح فتنة فلسطينية لبنانية. قوة القضية الفلسطينية اليوم ليس في السلاح الموجود في المخيمات الفلسطينية في لبنان، بل قوة القضية الفلسطينية اليوم هو في تزايد أعداد الدول التي تعترف بدولة فلسطين، وفي مئات آلاف المتظاهرين في مختلف أنحاء العالم نصرة لفلسطين وغزة، كما هو في مقررات الشرعية الدولية واحكام المحاكم الدولية التي تدين اسرائيل وممارساتها'. استقبلتُ فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في السراي الحكومي، في لقاء أخوي. واتفقنا على ان تعقد اللجنة اللبنانية–الفلسطينية المشتركة اول إجتماع لها غداً، لوضع جدول أعمال واضح لتنفيذ آلية حصر السلاح بيد الدولة بما فيه السلاح داخل المخيمات، ومناقشة ملف الحقوق المدنية للفلسطينيين في… — Nawaf Salam نواف سلام (@nawafasalam) May 22, 2025

سلام خلال تكريم عباس: رفض تحويل المخيمات لأوراق ضغط
سلام خلال تكريم عباس: رفض تحويل المخيمات لأوراق ضغط

IM Lebanon

timeمنذ 4 ساعات

  • IM Lebanon

سلام خلال تكريم عباس: رفض تحويل المخيمات لأوراق ضغط

أوضح رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، خلال رعايته احتفال منح 'أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام' الرئيس الفلسطيني محمود عباس، جائزة 'صناع السلام'، في مركز التدريب والمؤتمرات التابع لشركة طيران الشرق الأوسط، – الغدارة العامة: 'كلما استعدت بالذاكرة صورة العزيز هاني فحص أراه، كما يقول محمود درويش، 'كالماشي تحت المطر… في شتاء آخر'. وفيما كان يمشي، لم يختصر الأيام في الاحداث القاسية، ولا في نزاعاتها على نحو يعيد اختراع الماضي ليجعل منه صراعا لا ينتهي ويحسب المواجهات الحاضرة استئنافا لعداوات قديمة. ولذلك، أحسن النظر الى اتصال لبنان بفلسطين، وقال إن فلسطين تجمعنا من أجل لبنان الذي لا نرى خرابه عمارا لفلسطين، فليس في انزال فلسطين في منزلة القلب من مجمل حياته أو مشاغله تفريط بهمومه اللبنانية او تنصل من انشغاله بنهوض لبنان وإعادة بناء دولته وإصلاحه، أكثر من ذلك، ذهب الى مصالحة واقعية ومبكرة بين اللبنانية والعروبة. وأدرك انها، رغم واقعيتها والحاجة اليها، ظلت هشة عند القوى السياسية وأخفقت في توحيد اللبنانيين حول مشروع الدولة وإعادة بناء وطن لا يكون مرمى لأحجار طائشة في لعبة أقدار، ولا ساحة مفتوحة وأرض منازلة وغلبة وإلغاء'. أضاف: 'المصالحة الاخرى المبكرة عنده، اختصت بالتوفيق بين محبة الجماعة الطائفية والتعلق بالجماعة الوطنية، فلم يعاد هاني فحص طائفته أبدا، مثلما فعل بعض أصدقائه ورفاق نضاله مع طوائفهم، فلم يتدبروا أمرهم، ولا أمر لبنان معها، غير انه لم يُستغرق في الولاء لها، أو الانحياز الى مصالحها، الفعلية او المفترضة. ولم يقع في أسر عصبية تجعل منها كتلة متجانسة في وجه كتلة متجانسة أخرى وتدفع بها في طريق القوة وتوسلها. وكانت له ممانعة قوية ضد انتظام حزبي يقوم لا على اعتناقه القضايا الكبيرة، وعلى التضامن الحر والاختيار الحر، بل يتطلب اذعانا لم يجد نفسه في معظم الاحوال مستعدا له أو راضيا به'. وتابع: 'استعان هاني فحص على الانتظام واطمئنانه الخادع بالسعي الى الحوار، والحوار عنده ليس زينة ولا زيا، ولا مجرد تخاطب، يتقابل فيه الكلام ازاء الكلام أو ضده. وفي طريق الحوار، سلك نحو تحقيق السلام بين اللبنانيين والفلسطينيين والى شفاء ذاكرتيهما الجريحتين، مدركا ان أي حوار جدير بهذا الاسم، ومن غير نقد ذاتي، يظل عقيما، فمارس صاحبنا الحوار والنقد الذاتي الذي اوصلنا الى 'اعلان فلسطين في لبنان' فشق بجرأة قل نظيرها طريق المصالحة الحق. والمصالحة المستكملة تبقى في اول تطلعاتنا، فيما نجتمع حول الرئيس محمود عباس الذي ما انفكّ يصنع السلام اللبناني الفلسطيني ويحرص على صونه'. وأردف: 'يتمتع الرئيس محمود عباس برؤية سياسية متزنة، تستند إلى إدراك عميق لطبيعة التوازنات الدولية والإقليمية والعربية المؤثرة في إدارة الملف الفلسطيني. وقد جسد، من خلال مواقفه وممارساته، التحول من نهج الثورة إلى مفهوم الدولة، مؤمنا بأن الكفاح الوطني الفلسطيني لا بد أن ينتهي بحل سياسي شامل وعادل. وفي هذا السياق، رفض الرئيس عباس الدعوات إلى تسليح الانتفاضة، وتمسك بسلميتها، انطلاقا من قناعة راسخة بأن العودة إلى العنف من شأنها أن تبدد المكاسب السياسية التي تحققت على مدار سنوات النضال، وتضعف من الموقف الفلسطيني أمام المجتمع الدولي'. وقال: 'منذ وقت مبكر، تبنى خيار السعي إلى إقامة كيان فلسطيني مستقل على أراضي عام 1967، واعتبر أن مرحلة الكفاح المسلح لا بد أن تقود الى مسار تفاوضي، يُفضي إلى تسوية سياسية قائمة على حل الدولتين. وقد قدّم نفسه باعتباره 'محاربا من أجل السلام'، واضعا هدف إحراج المجتمع الدولي – لا سيما الغرب – أخلاقيا وتاريخيا أمام مسؤوليته تجاه إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين، رفض التدخلات الخارجية في الشأن السياسي الفلسطيني، حرصا على استقلالية القرار الوطني ورفضا لأي اصطفاف في سياق سياسات المحاور الإقليمية. وكذلك، رفض أي تدخل فلسطيني في الشؤون الداخلية للدول العربية، وخص بالذكر كلا من لبنان والكويت وسواهما، مؤكدا التزامه الكامل مبادئ السيادة وعدم التدخل. كما شدد على رفضه لأي وجود مسلح خارج إطار الشرعية، سواء في فلسطين أو في الدول الشقيقة، وعلى رأسها لبنان'. وختم: 'في مسيرة الرئيس محمود عباس، يمكن أن نختلف في الرأي، لكن لا يمكن إنكار الثوابت التي التزم بها في أخطر المراحل. شارك في هندسة اتفاق أوسلو، وسعى لبناء مؤسسات دولة رغم الاحتلال، وواجه الضغوط الدولية والإقليمية حين رفض ما اطلق عليه تسمية صفقة القرن. وفي لبنان، فقد تبنى نهجا مسؤولا، أكد احترام السيادة اللبنانية، ورفض تحويل المخيمات إلى ساحات للصراع أو أوراق ضغط، ورفض عسكرة المخيمات خارج الشرعية الوطنية. لقد حرص على أن يكون الوجود الفلسطيني في لبنان عنصر استقرار لا عنصر توتير، وسعى الى تحصين مجتمع اللاجئين، لا توريطه في صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل. إنها مواقف نسجلها ونقدرها، كما نفعل في هذه المناسبة، ونبني عليها لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني. والشكر الكبير طبعا لمؤسسة هاني فحص وكل القيمين عليها، وكل من حافظ عليها حية وفاعلة'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store