
التحركات الدبلوماسية.. هل تنهى الصراع بين طهران وتل أبيب مبكرًا
إيران تحذر الدول الأوروبية من المشاركة فى أعمال عسكرية ضدها
هل تنجح الدبلوماسية، فى إنهاء المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل؟.. ملأ هذا السؤال أرجاء الشرق الأوسط، باحثًا عن إجابة تنشر الأمن والاستقرار فى المنطقة، حيث تتزايد التحركات الدبلوماسية حاليًا على كافة الأصعدة، لاحتواء حالة التوتر، ومنع امتداد الحرب التى تدور رحاها بين إيران وإسرائيل إلى باقى دول منطقة الشرق الأوسط.. وكانت مدينة جنيف، قد استضافت أحد أهم اللقاءات الدبلوماسية التى قيل عنها أنه سيكون لها باع طويل فى إنهاء الصراع الإيرانى الإسرائيلى مبكرًا، قبل وصوله إلى كوارث وخيمة.. وتبرز هذه التطورات الدبلوماسية تزامنًا مع اختلاف الرؤى بين الدول الأوروبية التى تفضّل تهدئة الأوضاع، والولايات المتحدة، وإسرائيل اللتين تمارسان المزيد من الضغوط على إيران، وهو ما يجعل المفاوضات عبارة عن اختبار حقيقى لكشف جدية الأطراف فى تجنيب المنطقة لأى أعمال تصعيدية.
وشهدت مدينة جنيف، الجمعة الموافق 20 يونيو 2025، لقاءً مهمًا بين وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى، ووزراء خارجية الترويكا الأوروبية «ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا»، فى مؤشر على وجود نافذة سياسية لا تزال مفتوحة رغم تصاعد حدة الصراع.
وفى هذا الإطار أكد وزير الخارجية الفرنسى جان نويل بارو، أن الأوروبيين يتحاورون مع إيران لخفض التصعيد، كاشفًا أن السبيل الوحيد للمضى قدما هو الحوار بين كل الأطراف.
وأوضح وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى، أن المفاوضات مع الدول الأوروبية تقتصر على الملف النووى، والملفات الإقليمية، رافضًا أى نقاش فى قدرات إيران الصاروخية، التى وصفها بأنها دفاعية ولا تخضع للتفاوض.
أما الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فيشير إلى أن فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا لديها عرضًا للتفاوض مع إيران، فيما علق ماكرون، أى تقدم بالملفات الأخرى التى تتجاوز البرنامج النووي؛ داعيا إلى تضمين قضية تمويل إيران لحلفائها فى الشرق الأوسط فى المفاوضات.
وأكد كشف ماكرون، استمرار دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان عدم قيام إيران بتخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية، مشددًا على أنه لا يوجد ما يبرر استهداف البنى التحتية والمدنيين فى المواجهة الجارية.
من جهته أكد وزير الخارجية الألمانى يوهان فاديفول، انفتاح بلاده على الحوار مع إيران، قائلا: «شريطة تقديم ضمانات جادة بشأن برنامجها النووي».
على جانب آخر يرى أستاذ العلوم السياسية، مصطفى نجفى، أن لقاء وزير الخارجية الإيرانى، مع وزراء خارجية الترويكا الأوروبية فى ظل الحرب الجارية بين طهران، وتل أبيب، يعد خطوة تكتيكية ذكية ومدروسة من جانب إيران، تستهدف استخدام أدوات الدبلوماسية بالتوازى مع الحضور العسكرى فى الميدان.
وأشار «نجفي»، إلى أن إيران تدرك تماما أن الحسم فى هذه المواجهة لن يخضع للجهود الدبلوماسية، وأن الكلمة العليا ستكون للقوة العسكرية وحدها، كاشفًا أن طهران، تسعى إلى فتح مسار دبلوماسى موازٍ لاحتواء التصعيد وتحقيق مكاسب سياسية وأمنية.
وأضاف أن الاجتماع الذى تمت الدعوة له بناء على طلب الدول الأوروبية الثلاث، بعث بعدة رسائل، منها تأكيد طهران على حقها فى الدفاع المشروع فى مواجهة العدوان الإسرائيلى، وحقها فى الرد المتكافئ والرادع، بما يثبت أنها لم تبدأ الحرب، لكنها مستعدة لمواصلتها إذا اقتضى الأمر، مشيرًا إلى أن إيران تحاول أيضا من هذا اللقاء توجيه تحذير مباشر لأوروبا من التورط فى الحرب، أو دعم أى تحرك عسكرى ضدها، خاصة فى حالة دخول واشنطن أو حلف الناتو إلى النزاع.
وقال «نجفي»: «إيران لا تعتبر هذه الخطوة تكشف ضعفها، بل تراها تعبيرا عن نضج إستراتيجى، حيث تبقى على أدواتها العسكرية فاعلة، لكنها فى الوقت نفسه تُبقى الباب مواربا للمبادرات الدبلوماسية، فى حال قررت أوروبا الابتعاد ولو جزئيا عن الموقف الأميركى المتشدد».
أما كايا كالاس، ممثلة الاتحاد الأوروبى، فأكد أن المشاركين فى الاجتماع والمفاوضات، اتفقوا على مواصلة الحوار بشأن القضايا النووية وأخرى أوسع نطاقاً، مشيرةً إلى توافقهم على أن التصعيد الإقليمى لا يخدم أى طرف.
وجاء فى بيان مشترك لوزراء خارجية مجموعة الترويكا الأوروبية والاتحاد الأوروبى بعد المحادثات مع إيران: «على جميع الأطراف الامتناع عن اتخاذ خطوات تؤدى إلى مزيد من التصعيد فى المنطقة».
وأضاف البيان: «نعبّر عن دعمنا لاستمرار المناقشات ونرحب بالجهود الأمريكية المستمرة للبحث عن حل تفاوضى

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : "المصري للفكر والدراسات": واشنطن أخفقت في إجهاض البرنامج النووي الإيراني (فيديو)
الإثنين 23/يونيو/2025 - 11:08 م 6/23/2025 11:08:51 PM أشار الدكتور محمد مجاهد الزيات، المستشار الأكاديمي بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، إلى إخفاق واشنطن في إجهاض البرنامج النووي الإيراني، مؤكدًا أن إيران لم تعد فقط قوة نووية محتملة، بل باتت تمتلك أدوات الردع الفاعلة، بما في ذلك أجهزة الطرد المركزي المتطورة، واحتياطات من اليورانيوم المخصب بمصير مجهول. ولفت الزيات، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، إلى أن ما يُعرف بـ"الثالوث النووي" لا يزال قائمًا ضمن ترسانة طهران، ما يعزّز موقفها الاستراتيجي، ويُصعّب أي رهان على كبح تطلعاتها، مشيرًا إلى أن الحديث عن إسقاط النظام الإيراني أشبه بالضجيج الخاوي، كم أكد غياب أي بديل سياسي منظم، في ظل هيمنة الحرس الثوري، الذي يحوز بنية أمنية اقتصادية مترامية الأطراف ويضم حوالي 250 ألف عنصر من ميليشيا الباسيج. واختتم "الزيات" تحليله بالإشارة إلى أن "الزرّ الحقيقي" لوقف التصعيد يوجد في يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يمكنه، متى شعر بأن هدفه تحقق بتجميد النووي الإيراني ومنع امتلاك القنبلة الذرية، أن يدفع نحو تهدئة المشهد عبر الضغط على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية.


بوابة ماسبيرو
منذ 2 ساعات
- بوابة ماسبيرو
اللواء حابس شروف: إسرائيل وأمريكا تنفذان مخطط الشرق الأوسط الجديد
قال اللواء حابس شروف، الخبير الاستراتيجي والعسكري،إن الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت ثلاثة منشآت نووية إيرانية تمثل مرحلة خطيرة من التصعيد، ضمن مخطط واضح لتدمير قدرات إيران النووية والصاروخية، ومنعها من التحول إلى قوة إقليمية نووية مستقلة. وأضاف شروف، خلال مداخلة هاتفية في برنامج (ساعة إخبارية) أن الضربات المشتركة التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل كانت "قاسية جداً" وحققت أهدافًا عسكرية شديدة الخطورة على البنية التحتية النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أن واشنطن وتل أبيب بصدد تحقيق أهداف قديمة تتمثل في شل قدرات إيران النووية. وأوضح أن هذه المرحلة من التصعيد دخلت منحى بالغ الخطورة يعتمد بشكل رئيسي على الكيفية التي سترد بها إيران"، مؤكداً أن الضربات الإيرانية التي نُفذت قبل يومين ضد إسرائيل بدورها كانت فعالة وحققت مكاسب ميدانية، وأدخلت الرعب في قلوب الإسرائيليين ،بدليل منع إسرائيل لوسائل الإعلام من التغطية وتهديدها بملاحقة من ينشر صورًا للدمار على منصات التواصل. وقال إن المخطط الأمريكي-الإسرائيلي يرمي إلى رسم "شرق أوسط جديد" تمامًا كما رُسمت خارطة سايكس بيكو عام 1917، محذرًا من أن المنطقة بأكملها باتت في خطر، وأن الوقت قد حان لوقوف الدول العربية والإقليمية، بل والعالم، في وجه ما وصفه بـ"الهمجية الأمريكية والإسرائيلية". وحول تقييمه لتأثير الضربات الأمريكية الأخيرة على البرنامج النووي الإيراني، قال شروف"لنكن موضوعيين: نعم، الضربات دمّرت أطناناً من المنشآت، لكنها لم تدمر 'العقل'. من بنى هذه المنشآت يمكنه إعادة بنائها، ما دامت العقول الإيرانية موجودة". وأشار إلى أن إيران كانت تتوقع مثل هذه الضربات، ولديها خططا بديلة لحماية مشروعها النووي، مستفيدة من الطبيعة الجغرافية الصعبة والأنفاق المحصنة داخل الجبال، التي تسمح بإخفاء المواد النووية، مثل اليورانيوم المخصب، في أماكن لا يمكن الوصول إليها بسهولة. كما أكد أن هذه الضربات، رغم خطورتها، لم تُخضع إيران بعد، ولم تدفعها للاستسلام أو رفع الرايات البيضاء، محذرا من أن تأخير الرد الإيراني سيُعتبر ضعفًا من قِبل خصومه، قائلاً: "السيناريو الأكثر خطورة هو أن تتجاوز أمريكا وإسرائيل كل الخطوط الحمراء، كما فعلوا في قصف المنشآت النووية، حين تسعى إسرائيل لـ'النصر المطلق'، كما ورد في التلمود". واختتم مداخلته مشددا على أن إيران مطالبة برد استراتيجي ذكي "يحقق معادلتين: الحفاظ على ماء الوجه، ومنع التصعيد المدمر، مضيفًا أن "في الاستراتيجية، كما في السياسة، الصبر له حدود". برنامج (ساعة إخبارية) يذاع على شاشة قناة النيل للأخبار، تقديم الإعلامية أمل نعمان.


الزمان
منذ 4 ساعات
- الزمان
التحركات الدبلوماسية.. هل تنهى الصراع بين طهران وتل أبيب مبكرًا
إيران تحذر الدول الأوروبية من المشاركة فى أعمال عسكرية ضدها هل تنجح الدبلوماسية، فى إنهاء المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل؟.. ملأ هذا السؤال أرجاء الشرق الأوسط، باحثًا عن إجابة تنشر الأمن والاستقرار فى المنطقة، حيث تتزايد التحركات الدبلوماسية حاليًا على كافة الأصعدة، لاحتواء حالة التوتر، ومنع امتداد الحرب التى تدور رحاها بين إيران وإسرائيل إلى باقى دول منطقة الشرق الأوسط.. وكانت مدينة جنيف، قد استضافت أحد أهم اللقاءات الدبلوماسية التى قيل عنها أنه سيكون لها باع طويل فى إنهاء الصراع الإيرانى الإسرائيلى مبكرًا، قبل وصوله إلى كوارث وخيمة.. وتبرز هذه التطورات الدبلوماسية تزامنًا مع اختلاف الرؤى بين الدول الأوروبية التى تفضّل تهدئة الأوضاع، والولايات المتحدة، وإسرائيل اللتين تمارسان المزيد من الضغوط على إيران، وهو ما يجعل المفاوضات عبارة عن اختبار حقيقى لكشف جدية الأطراف فى تجنيب المنطقة لأى أعمال تصعيدية. وشهدت مدينة جنيف، الجمعة الموافق 20 يونيو 2025، لقاءً مهمًا بين وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى، ووزراء خارجية الترويكا الأوروبية «ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا»، فى مؤشر على وجود نافذة سياسية لا تزال مفتوحة رغم تصاعد حدة الصراع. وفى هذا الإطار أكد وزير الخارجية الفرنسى جان نويل بارو، أن الأوروبيين يتحاورون مع إيران لخفض التصعيد، كاشفًا أن السبيل الوحيد للمضى قدما هو الحوار بين كل الأطراف. وأوضح وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى، أن المفاوضات مع الدول الأوروبية تقتصر على الملف النووى، والملفات الإقليمية، رافضًا أى نقاش فى قدرات إيران الصاروخية، التى وصفها بأنها دفاعية ولا تخضع للتفاوض. أما الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فيشير إلى أن فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا لديها عرضًا للتفاوض مع إيران، فيما علق ماكرون، أى تقدم بالملفات الأخرى التى تتجاوز البرنامج النووي؛ داعيا إلى تضمين قضية تمويل إيران لحلفائها فى الشرق الأوسط فى المفاوضات. وأكد كشف ماكرون، استمرار دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان عدم قيام إيران بتخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية، مشددًا على أنه لا يوجد ما يبرر استهداف البنى التحتية والمدنيين فى المواجهة الجارية. من جهته أكد وزير الخارجية الألمانى يوهان فاديفول، انفتاح بلاده على الحوار مع إيران، قائلا: «شريطة تقديم ضمانات جادة بشأن برنامجها النووي». على جانب آخر يرى أستاذ العلوم السياسية، مصطفى نجفى، أن لقاء وزير الخارجية الإيرانى، مع وزراء خارجية الترويكا الأوروبية فى ظل الحرب الجارية بين طهران، وتل أبيب، يعد خطوة تكتيكية ذكية ومدروسة من جانب إيران، تستهدف استخدام أدوات الدبلوماسية بالتوازى مع الحضور العسكرى فى الميدان. وأشار «نجفي»، إلى أن إيران تدرك تماما أن الحسم فى هذه المواجهة لن يخضع للجهود الدبلوماسية، وأن الكلمة العليا ستكون للقوة العسكرية وحدها، كاشفًا أن طهران، تسعى إلى فتح مسار دبلوماسى موازٍ لاحتواء التصعيد وتحقيق مكاسب سياسية وأمنية. وأضاف أن الاجتماع الذى تمت الدعوة له بناء على طلب الدول الأوروبية الثلاث، بعث بعدة رسائل، منها تأكيد طهران على حقها فى الدفاع المشروع فى مواجهة العدوان الإسرائيلى، وحقها فى الرد المتكافئ والرادع، بما يثبت أنها لم تبدأ الحرب، لكنها مستعدة لمواصلتها إذا اقتضى الأمر، مشيرًا إلى أن إيران تحاول أيضا من هذا اللقاء توجيه تحذير مباشر لأوروبا من التورط فى الحرب، أو دعم أى تحرك عسكرى ضدها، خاصة فى حالة دخول واشنطن أو حلف الناتو إلى النزاع. وقال «نجفي»: «إيران لا تعتبر هذه الخطوة تكشف ضعفها، بل تراها تعبيرا عن نضج إستراتيجى، حيث تبقى على أدواتها العسكرية فاعلة، لكنها فى الوقت نفسه تُبقى الباب مواربا للمبادرات الدبلوماسية، فى حال قررت أوروبا الابتعاد ولو جزئيا عن الموقف الأميركى المتشدد». أما كايا كالاس، ممثلة الاتحاد الأوروبى، فأكد أن المشاركين فى الاجتماع والمفاوضات، اتفقوا على مواصلة الحوار بشأن القضايا النووية وأخرى أوسع نطاقاً، مشيرةً إلى توافقهم على أن التصعيد الإقليمى لا يخدم أى طرف. وجاء فى بيان مشترك لوزراء خارجية مجموعة الترويكا الأوروبية والاتحاد الأوروبى بعد المحادثات مع إيران: «على جميع الأطراف الامتناع عن اتخاذ خطوات تؤدى إلى مزيد من التصعيد فى المنطقة». وأضاف البيان: «نعبّر عن دعمنا لاستمرار المناقشات ونرحب بالجهود الأمريكية المستمرة للبحث عن حل تفاوضى