
قمة ألاسكا حول أوكرانيا: هل تصطدم طموحات ترامب بشروط بوتين؟
حسب ترامب، فإن هدف القمة يتمثل بـ"جس نبض" الرئيس الروسي لمعرفة أفكاره فيما يتعلق بوضع حد لحرب أوكرانيا.
مراقبون يرون أن القمة تُعد انتصارا دبلوماسيا لبوتين، الذي ظل معزولا منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
في الأثناء، يسارع القادة الأوروبيون لضمان احترام مصالح كييف في أي اتفاق محتمل.
قمة تعقد في "روسيا الأمريكية"
تنعقد القمة في أنكوريج أكبر مدينة في ولاية ألاسكا. وترمز الولاية إلى التقاء الشرق بالغرب، وتعد مكانا يحمل رمزية خاصة للبلدين باعتباره إحدى جبهات الحرب الباردة، حيث كانت تنتشر مواقع الدفاع الصاروخي والرادارات وينشط العمل الاستخباراتي.
ستكون هذه أول زيارة لبوتين إلى الولايات المتحدة منذ عام 2015، حين حضر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وأول زيارة لزعيم روسي إلى ألاسكا، التي كانت جزءا من الإمبراطورية القيصرية الروسية حتى عام 1867، إذ باعها القيصر ألكسندر الثاني للولايات المتحدة مقابل 7.2 مليون دولار.
وبما أن الولايات المتحدة ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحق بوتين عام 2023 بتهم ارتكاب جرائم حرب، فهي غير ملزمة قانونيا باعتقاله.
أستاذ كلية العلوم الإنسانية في موسكو نزار بوش يرى أن اختيار ألاسكا له دلالة خاصة، "فهي أرض روسية سابقة انتقلت إلى السيادة الأمريكية عام 1867، وتظل منطقة ذات اهتمام مشترك، حيث لا يزال يعيش فيها سكان من أصول روسية يحافظون على تقاليدهم، ويتحدث بعضهم اللغة الروسية".
هذا الموقع الاستراتيجي بحسب بوش "يجمع بين القرب الجغرافي -حيث لا يفصل روسيا عن الولايات المتحدة سوى مضيق عرضه نحو أربعة كيلومترات- والرمزية السياسية، إذ يُظهر أن القوتين العظميين قادرتان على الاجتماع على أراضيهما دون الحاجة إلى وسيط أو استضافة من دولة ثالثة، سواء كانت آسيوية أو أوروبية أو أفريقية."
كما اعتبر المحلل السياسي والمختص في الشؤون الروسية محمود الأفندي أن مكان القمة يحمل دلالة رمزية بالغة الأهمية، إذ "ستعقد في الولايات المتحدة، لكن على مقربة من الحدود الروسية، وفي ولاية كانت في السابق تُعرف بـ"روسيا الأمريكية". هذه الرمزية تعني أن القمة ستجمع واشنطن وموسكو بعيدا جغرافيا وسياسيا عن أوروبا وأوكرانيا" في نقاشات ستتم بمعزل عن الأوروبيين والأوكرانيين، و"بتركيز مباشر بين القوتين العظميين".
انسحاب أوكراني أحادي من دونيتسك... شرط بوتين القاطع؟
تعددت الروايات بشأن تفاصيل مطالب بوتين، إذ لا تزال التأويلات تتهاطل وسط غياب عرض واضح ومحدد. بالرغم من ذلك، يبدو أن مطلبا واحدا يظل ثابتا لدى الزعيم الروسي يتمثل في انسحاب أوكرانيا من منطقة دونيتسك. وهذا تفصيل بالغ الأهمية، فحتى وإن فقدت أوكرانيا السيطرة على الجزء الأكبر من هذه المنطقة، إلا أنها لاتزال تسيطر على بعض المعاقل المحصنة التي تتمنع أمام الهجمات الروسية.
وفيما نقلت صحيفة " وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مبعوث ترامب ستيف ويتكوف قوله إن رئيسه قال لمسؤولين أوروبيين إن بوتين وافق على انسحاب القوات الروسية من منطقتي زابوريجيا وخيرسون مقابل انسحاب أوكراني من منطقة دونيتسك، ذكرت لاحقا أنه عاد وصحح ذلك في اتصال ثان مع الأوروبيين، قائلا إن روسيا قد تقبل "بالانسحاب وتجميد" خط الجبهة، لكن العرض الوحيد الواضح من موسكو يتمثل في انسحاب أوكراني أحادي الجانب من دونيتسك مقابل وقف إطلاق النار.
أما رواية صحيفة "بلومبيرغ" فتكشف أن بوتين يطالب بأن تتنازل أوكرانيا نهائيا عن مناطق دونيتسك ولوغانسك وأيضا القرم، مقابل تجميد القتال في خيرسون وزابوروجيا، وبدء مفاوضات لوقف إطلاق النار.
بصرف النظر عن التضارب الحاصل في تفاصيل مطالب الكرملين، لم تتغير شروط موسكو الأساسية لتحقيق الهدنة، وأبرزها انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق الأربع التي ضمتها بشكل غير قانوني في 2022، ووقف تسليح أوكرانيا من الغرب، وهي شروط مرفوضة تماما من زيلينسكي. كما تطالب روسيا بضم نهائي لتلك المناطق، والاعتراف بضم القرم، وتخلي أوكرانيا عن الانضمام لحلف شمال الأطلسي، وتقليص حجم جيشها، والاعتراف باللغة الروسية لغة رسمية.
في المقابل، يصر زيلينسكي على أن أي اتفاق سلام يجب أن يشمل ضمانات أمنية قوية لمنع أي هجوم روسي في المستقبل، وأكد غير ما مرة أن "الأوكرانيين لن يتنازلوا عن أراضيهم للمحتل."
لكن ترامب صرح الإثنين أن تبادلاََ لبعض الأراضي سيحصل. موضحا "أعلم ذلك من خلال روسيا ومن خلال محادثاتي مع الجميع. من أجل مصلحة أوكرانيا."
ترامب : "سنغير خطوط المعركة"
يعول ترامب على القمة المرتقبة لبلوغ اتفاق يُنهي حربا مستمرة لنحو ثلاث سنوات ونصف.
وقد أكدت الدولتان معا أن الاجتماع سيكون بين بوتين وترامب فقط، بالرغم من وجود اقتراحات أولية بإشراك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكن الكرملين رفض ذلك، مشددا أن لقاء الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني لن يتم إلا بعد التوصل إلى اتفاق سلام جاهز للتوقيع.
01:45
من جانبه، صرح بوتين الأسبوع الماضي بأنه لا يعارض لقاء زيلينسكي، "لكن يجب تهيئة ظروف معينة"، وهو أمر "لا يزال بعيد المنال"، مما أثار مخاوف من استبعاد أوكرانيا من مفاوضات السلام.
المسؤولون الأوكرانيون ناقشوا الأمر مع حلفائهم الأوروبيين الذين أكدوا أن السلام لا يمكن تحقيقه دون مشاركة كييف.
خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض الإثنين، قال ترامب إنه منزعج من إصرار زيلينسكي على ضرورة إجراء استفتاء وطني في أوكرانيا لأي اتفاق سلام ينص على الاعتراف بسيطرة روسيا على الأراضي التي احتلتها أثناء الحرب.
الدبلوماسيون الأوروبيون عبروا في المقابل عن قلقهم إزاء الغموض الأمريكي بشأن الأراضي التي يطالب بها بوتين من أوكرانيا وشروط وقف إطلاق النار. كما أن التباين في الروايات الأمريكية بشأن ما تريده روسيا زاد من مخاوفهم بشأن احتمال تقديم ترامب، الذي يبالغ في قوة علاقته الشخصية مع بوتين، قد يقدم تنازلات ضارة.
وصف ترامب رؤيته لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا قائلا إنه سيتضمن "أمورا جيدة، وليس فقط أمورا سيئة، بل أيضا بعض الأمور السيئة للطرفين". وأضاف: "سنغير خطوط المعركة".
ومع أن ترامب بدأ يُظهر نفاذ صبره على بوتين في الأشهر الأخيرة، فقد صرح منذ فترة طويلة أنه لا يرى إمكانية لوقف إطلاق النار قبل أن يلتقي الزعيم الروسي وجها لوجه.
المستشار الألماني فريدريش ميرتس كان قد دعا ترامب الإثنين للانضمام إلى محادثات طارئة افتراضية مع قادة الاتحاد الأوروبي وزيلينسكي الأربعاء، مع تصاعد المطالب الأوروبية بأن يحدد ترامب "خطوطًا حمراء" قبل قمته مع بوتين يوم الجمعة.
لكن، لا زيلينسكي ولا القادة الأوروبيون تلقوا دعوة لحضور اجتماع ترامب مع الرئيس الروسي.
ترامب من جهته، ولتدارك الموقف، قال إنه سيسعى لترتيب محادثات مباشرة بين بوتين وزيلينسكي، وهي مبادرة رفضها بوتين حتى الآن.
وأشار ترامب إلى أن التوصل إلى اتفاق قد لا يكون ممكنا، ووصف القمة المقبلة بأنها "اجتماع استطلاعي"، موضحا أنه سيُطلع زيلينسكي والقادة الأوروبيين إذا قدم بوتين "عرضا عادلا". وأضاف: "سأتصل به بعد ذلك وقد أقول له: حظا سعيدا، استمر في القتال، أو قد أقول: يمكننا التوصل إلى اتفاق".
وفقا للمحلل السياسي محمود الأفندي، فإن القمة تأتي تتويجا لسلسلة لقاءات سابقة، منها اجتماعات جدة في السعودية، واللقاءات الثنائية المنتظمة بين السفراء في إسطنبول، بالإضافة إلى الاتصالات الهاتفية المكثفة. كما أن الجهود الدبلوماسية المكوكية، التي شملت نحو خمس زيارات لموسكو، مهدت للوصول إلى هذه اللحظة.
المتحدث أوضح أن هدف اللقاء هو "إيجاد صيغة لإنهاء النزاع بين الولايات المتحدة وروسيا. فالحرب في أوكرانيا هي في جوهرها حرب بالوكالة بين الطرفين، وقد وصلا على ما يبدو إلى قناعة بضرورة الانتقال من الصراع المباشر إلى منافسة مدروسة، وتقاسم النفوذ، وفتح مجالات للتعاون الثنائي".
ولا يُستبعد أن يشمل ذلك بحسب الأفندي "مشاريع مشتركة في ألاسكا نفسها، بما قد يحقق عوائد اقتصادية ضخمة. فالرهان الأكبر هنا هو إعادة إحياء العلاقات الثنائية والاتفاقات المشتركة بين أكبر قوتين نوويتين في العالم، لأن توقف النزاع بينهما سينعكس على استقرار العديد من بؤر التوتر حول العالم".
هل تخسر أوروبا وزنها الدبلوماسي وينتصر بوتين؟
يرى مراقبون أن القمة تُعد انتصارا دبلوماسيا لبوتين، الذي ظل معزولا منذ بدء الحرب في أوكرانيا. في المقابل، يخشى الحلفاء الأوروبيون وكييف من أن تُمكن القمة الرئيس الروسي من كسب دعم ترامب وفرض تنازلات على أوكرانيا.
قرار ترامب أكد مرة أخرى، تهميش أوروبا من النقاشات التي يقودها. القادة الأوروبيون الرئيسيون، بمن فيهم إيمانويل ماكرون، وفريدريش ميرتس، وكير ستارمر، عبروا عن قناعتهم بأن "السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم هو الجمع بين دبلوماسية نشطة، ودعم أوكرانيا، والضغط على روسيا".
تصريحات تُناقض تماما موقف دونالد ترامب. ومع ذلك، يبدو أن رأي الأوروبيين لا يلقى صدى يُذكر في البيت الأبيض.
زيلينسكي شدد في هذا السياق على أن "أي قرارات تُتخذ بدون أوكرانيا، هي قرارات ضد السلام. لن تجلب شيئا. قرارات ميتة. ولن تنجح أبدا". كما قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس إن "القانون الدولي واضح: كل الأراضي المحتلة مؤقتا تعود إلى أوكرانيا. لا يمكن مكافأة العدوان."
أما الأمين العام لحلف الناتو مارك روته فقال الأحد: "أعتقد أن ترامب يريد التأكد من أن بوتين جاد، وإذا لم يكن كذلك، فسينتهي الأمر هناك. وإن كان جادا، فابتداء من الجمعة ستبدأ العملية بمشاركة أوكرانيا والأوروبيين."
بالموازاة مع ذلك، أجرى بوتين محادثات مع كل من الرئيس الصيني شي جينبينغ، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورؤساء البرازيل، وجنوب أفريقيا، وكازاخستان، وأوزبكستان، بيلاروسيا، وقيرغيزستان.
ويرى محللون موالون للكرملين أن ذلك ربما يهدف إلى إبلاغ حلفاء روسيا المهمين بشأن تسوية محتملة قيد النقاش.
وفقا للأفندي، "تجد أوروبا نفسها على الهامش، بينما يلتقي الكبار في ألاسكا". ويضيف موضحا "بانحيازها الكامل لأوكرانيا، وتبنيها منطق فرض العقوبات على روسيا، فقدت القارة ما يمكن تسميته سيادتها السياسية والاقتصادية والعسكرية. وعندما تفقد دولة أو قارة سيادتها، تتحول من طرف مستقل إلى أداة في يد الآخرين، وفي هذه الحالة، أداة بيد الولايات المتحدة."
أوروبا تقف في صف كييف حفظا لمصالحها
يأتي الاجتماع الأوروبي لتبليغ رسالة حازمة مفادها أن الاتحاد لن يقبل بأي حلول أحادية الجانب دون مشاركته الفاعلة، وأن الدعم السياسي والمالي والعسكري لأوكرانيا سيستمر مهما كانت الظروف، حتى في حال وجود محادثات مع روسيا. ومع ذلك، يرى نزار بوش أنه من الضروري الإقرار بأن الدعم الأوروبي لأوكرانيا "يعتمد بدرجة كبيرة على المساندة الأمريكية، حيث أن غالبية الأسلحة التي تصل إلى أوكرانيا مصدرها الولايات المتحدة، فيما يقوم الاتحاد الأوروبي بشراء تلك الأسلحة من الصناعة الحربية الأمريكية وتقديمها إلى أوكرانيا. وهذا الوضع يجعل صناعات واشنطن المستفيد الأكبر، بينما يتحمل المواطن الأوروبي العبء المالي عبر الضرائب".
بحسب المتحدث، وفي الوقت الذي تسعى فيه أوروبا للحفاظ على تأثيرها، "استغل الرئيس ترامب الفرصة للقاء الرئيس بوتين مباشرة، مما يعكس تحول مركز القرار المحوري من أوروبا إلى موسكو وواشنطن".
05:29
إنهاء الحرب في أوكرانيا.. بوابة ترامب نحو "بطولة السلام"؟
منذ وصوله إلى البيت الأبيض عقب انتخابه لولاية ثانية، تواصل ترامب مع بوتين أربع مرات، إحداها عبر مكالمة هاتفية استمرت قرابة ساعتين ونصف. وهذا وفقا لمراقبين مؤشر واضح على رغبة الرئيس الأمريكي في التوصل إلى تفاهمات مع موسكو قد تؤدي إلى وقف الحرب الأوكرانية أو تجميدها. كما أن ترامب طالما أبدى رغبته، في دخول التاريخ بصفته "بطلا للسلام" من بوابة روسيا وأوكرانيا.
غير أن موسكو "لا يمكن أن تمنحه هذه الصفة على حساب مصالحها الاستراتيجية" بحسب نزار بوش، الذي أوضح أن "الرئيس بوتين حدد أهداف العملية العسكرية بوضوح: حياد أوكرانيا، وعدم التراجع عن ضم المناطق الأربع، واعتبار شبه جزيرة القرم خطًا أحمر لا يقبل المساومة. لذلك، وبالرغم من تواصلها المتكرر مع ترامب، لا يبدو أن القيادة الروسية مستعدة للتنازل عن هذه الأهداف".
المحلل السياسي محمود الأفندي يرى هو الآخر أن الملف الأوكراني سيكون حاضرا خلال القمة، لكنه -في حال التوصل إلى تفاهم شامل بين واشنطن وموسكو- قد يتراجع إلى مرتبة ثانوية، إذ سيصبح حله شبه تلقائي. من هنا، فإن الرهانات الحقيقية لهذه القمة تتمثل في إعادة صياغة خريطة السلام والأمن في أوروبا، وفي الشرق الأوسط، بل وحتى في مناطق أخرى كشرق آسيا، حيث تتقاطع المصالح الروسية والأمريكية".
ووفقا للأستاذ الجامعي نزار بوش، تبعث القمة رسالة إلى العالم مفادها أن روسيا والولايات المتحدة قادرتان على التفاهم، وإيجاد لغة ومصالح مشتركة، وبناء تقاطعات تخدم استقرار النظام الدولي. لا تقتصر أهميتها على البلدين، بل تشمل أيضا أوروبا وبقية العالم".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 4 ساعات
- فرانس 24
مباشر: زيلينسكي وقادة أوروبيين يسعون لإقناع ترامب بالدفاع عن أوكرانيا خلال قمته مع بوتين
وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ألمانيا الأربعاء لعقد اجتماعات، عبر الفيديو، مع قادة أوروبيين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، لإقناعه بالدفاع عن مصالح كييف خلال قمته المقررة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة. وسيحاول الأوروبيون، الذين تعهد ترامب الاتصال بهم بعد اجتماعه مع بوتين في أنكوريج، كبرى مدن ألاسكا، التأثير على الرئيس الأمريكي بحلول موعد القمة. تابعوا مباشرة آخر التطورات على مدار الساعة.


فرانس 24
منذ 7 ساعات
- فرانس 24
قبل قمة ألاسكا... زيلينسكي والزعماء الأوروبيون يجتمعون بترامب عن بعد
من المرتقب أن يتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء أوروبيون في اجتماع عبر الإنترنت الأربعاء إلى نظيرهم الأمريكي دونالد ترامب قبل قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة منهم لتوضيح مخاطر التنازل عن مصالح كييف سعيا لوقف إطلاق النار. وسيجري ترامب وبوتين، محادثات في ألاسكا الجمعة في إطار جهود الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. وفي تصريح في هذا الصدد قال ترامب إنه سيتعين على كل من روسيا وأوكرانيا التنازل عن أراض لإنهاء الحرب. وتحتل القوات الروسية بالفعل خُمس مساحة أوكرانيا تقريبا. وأدى عدم القدرة على التنبؤ بما ستسفر عنه القمة إلى تأجيج المخاوف الأوروبية من أن يتخذ الزعيمان الأمريكي والروسي قرارات بعيدة المنال وأن يحاولا حتى إجبار أوكرانيا على قبول اتفاق غير ملائم لها. زيلينسكي يدعو إلى مواجهة أي "خداع" من جهته، وقبيل المحادثات، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء حلفاءه إلى مواجهة أي "خداع" من روسيا والضغط عليها لإنهاء الحرب. وكتب زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "يجب الضغط على روسيا من أجل سلام عادل. علينا التعلم من تجربة أوكرانيا وشركائنا لمنع أي خداع من روسيا. لا يوجد راهنا أي مؤشرات على أن الروس مستعدون لإنهاء الحرب". ومن المقرر أن يزور الرئيس الأوكراني برلين الأربعاء للمشاركة في الاتصال عبر الفيديو. ويخشى زيلينسكي والأوروبيون أن تفضي القمة إلى تسوية على حساب كييف. وفي إشارة من شأنها أن تثير قلق الرئيس الأوكراني، قال ترامب إنه "منزعج بعض الشيء من قول زيلينسكي إنه يحتاج إلى موافقة دستورية للتنازل عن أراض" مؤكدا أنه "سيكون هناك تبادل أراض"، في وقت تحتل روسيا حاليا حوالى 20% من أراضي أوكرانيا. وأشار متحدث باسم الحكومة الألمانية إلى أن الاتصال المرئي بين ترامب وزيلينسكي وقادة ألمانيا وفنلندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا والاتحاد الأوروبي من المتوقع أن يعقد في الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش. وسيحضر الأمين العام لحلف حلف شمال الأطلسي فريدريش ميرتس. وتأمل أوكرانيا في أن يكون الاجتماع، ولو جزئيا على الأقل، بمثابة ثقل أوروبي موازن لقمة ألاسكا.


فرانس 24
منذ 9 ساعات
- فرانس 24
تصعيد روسي في أوكرانيا قبل قمة تجمع ترامب وبوتين ويغيب عنها زيلينسكي
تقدمت مجموعات صغيرة من الجنود الروس في عمق شرق أوكرانيا الثلاثاء، في واحدة من أوسع عمليات التوغل منذ بداية العام، متقدمة قرب بلدة دوبروبيليا الشهيرة بمناجم الفحم، ضمن مساعي الرئيس فلاديمير بوتين للسيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك. من جهته، أرسل الجيش الأوكراني قوات احتياطية مؤكدا أنهم يخوضون قتالا صعبا، فيما أعلن استعادة السيطرة على قريتين بمنطقة سومي شرق البلاد، في محاولة لصد التقدم الروسي البطيء المستمر منذ أكثر من عام في جنوب شرق أوكرانيا. يأتي هذا التصعيد عشية قمة تجمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا، وهي أول قمة أمريكية روسية منذ 2021، تغيب عنها أوكرانيا. وأوضحت متحدثة باسم البيت الأبيض أن الاجتماع الثنائي جاء باقتراح من بوتين، ووافق عليه ترامب للتوصل إلى "فهم أفضل" لكيفية إنهاء الحرب. وقال ترامب إن أي اتفاق سلام سيشمل "تبادل بعض الأراضي" بين روسيا وأوكرانيا، التي تعتمد حتى الآن على الولايات المتحدة في تسليحها. لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي وحلفاءه الأوروبيين يخشون أن تؤدي القمة إلى فرض شروط تُلزم كييف بالتخلي عن أراضٍ أكثر مما تسيطر عليه روسيا حاليا. من جهته، أكد زيلينسكي أن "السلام المصطنع لن يصمد طويلا"، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار قبل مناقشة أي قضايا متعلقة بالأراضي، ورافضاً أي اقتراح روسي بسحب قواته من دونباس. وسيعقد الزعماء الأوروبيون اجتماعا عبر الإنترنت مع ترامب الأربعاء لتأكيد هذه المخاوف، مؤكدين أن أي اتفاق يجب أن يتماشى مع القانون الدولي ووحدة الأراضي الأوكرانية. كما شددوا على ضرورة تمكين أوكرانيا من الدفاع عن نفسها لضمان السلام والأمن في القارة، معلنين استعدادهم لزيادة مساهماتهم العسكرية. في المقابل، وصف سيرغي ماركوف، المستشار السابق في الكرملين، التقدم الروسي الأخير بأنه "هدية لبوتين وترامب خلال المفاوضات"، معتبرا أنه سيزيد الضغط على كييف للتنازل عن بعض الأراضي بموجب أي اتفاق. وفي ظل النقص في عدد جنودها بعد أكثر من ثلاث سنوات من الغزو، تواجه أوكرانيا تحديا إضافيا في صد هذه الهجمات.