بريطانيا تحقق في انقطاع للكهرباء أدى لإغلاق مطار هيثرو
قال وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند اليوم السبت إن الحكومة كلفت مشغل منظومة الطاقة في البلاد بالتحقيق بشكل عاجل في انقطاع التيار الكهربائي الذي أدى إلى إغلاق مطار هيثرو أمس الجمعة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
١١-٠٥-٢٠٢٥
- Independent عربية
منظمة بريطانية مرتبطة بـ"حزب الله" جمعت 399 ألف دولار تبرعات
كشفت صحيفة "صنداي تايمز" عن أنه تم تجريد أحد الموظفين في صالة الخطوط الجوية البريطانية في مطار هيثرو من تصريحه الأمني بعدما أشاد ببطولة مقاتلي "حزب الله". وقالت الصحيفة في الـ10 من مايو (أيار) الجاري إن حسين حركي البالغ من العمر 29 سنة يدير مع زوجته، وهي طبيبة، جمعية خيرية غير مسجلة، جمعت أكثر من 300 ألف جنيه استرليني (نحو 399 ألف دولار) لمشاريع إغاثة في لبنان. وكان حركي يعمل في أحد أكثر مطارات العالم ازدحاماً من خلال مقاول، حتى تم تنبيه شركة الطيران إلى تعليقاته على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الصحيفة. بمباركة "حزب الله" وفق "صنداي تايمز" تعمل منظمة "زاير" في المملكة المتحدة بمباركة واضحة من "حزب الله" المدعوم من إيران والمحظور في بريطانيا. ونفذت بعض أنشطة جمع التبرعات والترويج في حرم الجامعات بما في ذلك "إمبريال كوليدج لندن" وكلية لندن للاقتصاد. ولا تحظى المنظمة باعتراف هيئة الأعمال الخيرية. أما زوجة حركي، زينب (28 سنة)، التي درست الطب في جامعة لندن وتدربت في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، فهي رئيسة المنظمة في المملكة المتحدة. واستخدم حركي الذي بدأ العمل في مطار هيثرو في يوليو (تموز) الماضي صفحته على "فيسبوك" لنعي ثلاثة مقاتلين في الأقل من "حزب الله" كان يعرفهم ممن قتلوا في المعارك. ووصف أحد المسلحين بأنه "بطل"، وشكر آخر، وهو ابن شقيق أحد كبار قادة الحزب على كل ما قدمه، وذلك بعد وفاته في أغسطس (آب) 2024. ونشر صوراً عند قبر مسلح ثالث كان قد عمل متطوعاً في منظمة تابعة لمنظمة حركي في لبنان. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي نهاية هذا الأسبوع قال أحد كبار الشخصيات المشاركة في حماية يهود بريطانيا إن منظمة "زاير" في المملكة المتحدة استفادت من "فشل عميق في التدقيق والإشراف داخل قطاعي الحرم الجامعي والجمعيات الخيرية عندما يتعلق الأمر بالنشاط المؤيد للإسلام". وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة "أمن المجتمع" مارك غاردنر "عملت هذه المنظمة في الجامعات البريطانية وجمعت مبالغ طائلة، لكنها لم تُخفِ حتى صلاتها بـ(حزب الله). يجب على الشرطة والحكومة والجهات التنظيمية المعنية والجهات المسؤولة قانوناً التحرك بسرعة". تدمير إسرائيل صنفت وزارة الداخلية البريطانية "حزب الله" منظمة إرهابية محظورة عام 2019. وعلى رغم أنه يعمل في لبنان كحزب سياسي ويشارك في أنشطة خيرية، فإنه دعا منذ فترة طويلة إلى تدمير إسرائيل. وأسست السيدة حركي، المولودة في لبنان، منظمة "زاير" الخيرية اللبنانية التي يقودها الشباب، وهي الهيئة الأم لـ"زاير" في المملكة المتحدة، عام 2016. وكان هدفها الأول مساعدة الحجاج الفقراء على زيارة الأماكن المقدسة الشيعية، لكنها انتقلت لاحقاً إلى أعمال الإغاثة. ويقع عنوانها المسجل في عقار بالضاحية الجنوبية لبيروت، وهي معقل معروف لـ"حزب الله"، وتعرضت المنطقة لقصف إسرائيلي عنيف العام الماضي. وأكد مصدر وثيق الصلة بالمنظمات غير الحكومية في بيروت أن المنظمة الخيرية قامت بتوزيع مساعدات مشروعة في البلاد. وتتضمن منشورات صفحة "زاير" الخيرية على "فيسبوك" رثاء لزعيم "حزب الله" حسن نصرالله بعد اغتياله في سبتمبر (أيلول) 2024. وفي فبراير (شباط) الماضي حث منشور آخر المؤيدين على حضور جنازة نصرالله "تعبيراً عن الوفاء والتضامن الاجتماعي"، وقد حذفت كلتا الرسالتين منذ ذلك الحين. ووفقاً لموقعها الإلكتروني تأسست منظمة "زاير" في المملكة المتحدة عام 2021 بهدف "تعزيز الدعم" للبنانيين من بريطانيا، وتزعم أنها ساعدت "نحو ألف عائلة محتاجة في جميع أنحاء لبنان". وفي وقت إطلاقها بالمملكة المتحدة أجرى حركي مقابلة مع قناة "المنار" التي يديرها "حزب الله"، قال فيها إن "الجمعية الخيرية (زاير) مقسمة إلى أقسام مختلفة. لدينا مثلاً قسم للأطفال، الذي يتم تنظيمه مع قسم العمل الاجتماعي في (حزب الله)". ويعتقد أن حركي انتقل إلى بريطانيا من لبنان مطلع عام 2022. وقبل توليه وظيفته في مطار هيثرو كان مديراً لمطعم لبناني في شمال غربي لندن. وتزوج بزينب، المولودة أيضاً في لبنان، في يوليو 2023، وفقاً لصفحته على "فيسبوك". بعد ذلك بوقت قصير استقر الزوجان في منزل شبه منفصل في لندن اشترياه مقابل 335 ألف جنيه استرليني (نحو 445 ألف دولار). على قمة جبل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 قاد حسين مكي، أحد أبرز داعمي منظمة "زاير" في المملكة المتحدة، وهو داعية شيعي ومؤثر، عشرات الطلاب من جامعات مختلفة في رحلة تسلق برعاية جهات مختلفة في جبال بريكون بيكونز. وخلال التسلق رفع المشاركون أعلاماً فلسطينية ولبنانية على قمة جبل "بن واي فان"، أعلى نقطة في جنوب ويلز. ونشر مكي صوراً للرحلة على موقع "إنستغرام" مع رمز السيفين المتقاطعين وتعليق يبدو أنه يشير إلى الصراعات المزدوجة لإسرائيل مع "حزب الله" و"حماس"، يقول "الجيل القادم لن ينسى أي شيء". ولد مكي وتلقى تعليمه في لندن، ويعيش الآن في لبنان، حيث نشر مقاطع فيديو لنفسه وهو يسلم المساعدات نيابة منظمة "زاير". وحضر جنازة نصرالله في بيروت في فبراير الماضي، وصرح لاحقاً لقناة "برس تي في" التابعة لإيران، بأن زعيم "حزب الله" المغتال كان "شخصاً يعتبره معظم العالم أعظم مناضل من أجل الحرية في القرن الماضي". بعد أيام أعلنت الحكومة الأسترالية إلغاء تأشيرة مكي لدخول البلاد من أجل حضور جولة محاضرات. وادعى الأخير أنه ضحية حملة تشهير. وقالت زوجة حركي إن منظمة "زاير" البريطانية قطعت علاقاتها مع مكي منذ خضوعه للتحقيق في أستراليا. وأضافت أن المنظمة أرادت الانفصال عن جمعية "زاير" الخيرية في بيروت التي لا يزال زوجها رئيساً لها، وفقاً لملفاته الشخصية على الإنترنت. وأقرت زينب بأن منظمة "زاير" في المملكة المتحدة تعمل في بعض "المناطق المشبوهة"، لكنها نفت ارتباطها بـ"حزب الله" أو دعمها له، موضحة أن المنظمة قدمت طلباً للتسجيل لدى هيئة الأعمال الخيرية في نوفمبر 2024، لكنها لا تزال تنتظر الموافقة. وقالت إنه لم يتم إرسال أية أموال نقدية إلى لبنان لكي "لا تقع في الأيادي الخطأ" على حد قولها، مؤكدة أن جميع الأموال التي جمعت في المملكة المتحدة استخدمت لشراء مستلزمات مثل الحليب الصناعي والخيام. وأضافت "لم نرسل أية أموال إلى لبنان قط. أرسلنا حاويات مليئة بالطرود خلال حرب 2023 – 2024، وأطلقنا حملة لتوزيع حليب الأطفال، وحملة أخرى لتوفير الحفاضات، وأرسلنا خياماً". وقال الزوجان في بيان إن "محاولة التشهير الفاشلة هذه ضدنا هي جزء من حملة أوسع نطاقاً من قبل دولة إسرائيل للتغلغل داخل بريطانيا، إذ لم تكتفِ بحربها ضد الشعب اللبناني في وطنه، وتسعى كذلك إلى مضايقتهم وتشويه سمعتهم في الخارج". بريطانيا ترد من جانبها قالت الخطوط الجوية البريطانية، "هذه ادعاءات خطرة للغاية، وهي مسألة تخص وكالات إنفاذ القانون المتخصصة"، وأوضحت متحدثة باسم مطار هيثرو "نعمل بصورة وثيقة مع السلطات المعنية للحفاظ على أمن المطار، وبمجرد أن علمنا بهذه المعلومات تم تجريد حركي على الفور من بطاقة المطار الخاصة به". وقالت شرطة العاصمة "بينما لا نعلق على ما إذا كان أفراد محددون قد يكونون قيد التحقيق أم لا، فإن أية مادة محتملة ذات صلة بالإرهاب يحيلها إلينا الجمهور يتم تقييمها من قبل ضباط متخصصين من وحدة مكافحة الإرهاب على الإنترنت، لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من التحقيق أو الإجراءات من قبل الشرطة". وصرحت هيئة المؤسسات الخيرية، بأنه "لكي تعتبر أية منظمة خيرية قانوناً يجب أن تثبت تحقيقها لأحد الأغراض الخيرية المعترف بها، وأن تكون مؤسسة للمنفعة العامة. وتدقق الهيئة في طلبات التسجيل للمؤسسات الخيرية، وقد رفض طلب منظمة (زاير) الأخير". وشددت الهيئة على أن "دعم الجمعيات الخيرية المسجلة يعد وسيلة جيدة لتمكين الناس من التأكد من أن تبرعاتهم سيتم تنظيمها ومحاسبتها بما يتماشى مع قانون الجمعيات الخيرية".


الناس نيوز
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الناس نيوز
أوروبا تشهد تموجات سياسية في داخلها تكمن حقيقة قاسية؟!…
لندن ميديا – الناس نيوز :: لندن: يشهد أوروبا تحولاً سياسياً، وفي قلبه حقيقةٌ مُرّة: لقد ولّى عصر الوعود المناخية السهلة. THE AGE – from Rop Harris . في بريطانيا، يُمثّل النقد اللاذع الذي وجّهه السير توني بلير لاستراتيجية الحكومة للحد من انبعاثات الكربون هذا الأسبوع نقطةً فاصلةً في نقاش السياسات البيئية. اتهم رئيس الوزراء العمالي السابق، الذي كان يُقدّم المشورة سراً إلى داونينج ستريت، السياسيين بدفع أجندات مناخية غير واقعية وغير مستدامة سياسياً. قال بلير في مقدمة تقرير جديد صادر عن مركزه البحثي يوم الثلاثاء: 'يُطلب من الناس تقديم تضحيات مالية وتغيير أنماط حياتهم، رغم علمهم بأن تأثيرهم على الانبعاثات العالمية ضئيل'. يأتي تدخل بلير في وقتٍ تتراجع فيه حكومة السير كير ستارمر، حزب العمال، عن تعهداتها الرئيسية، رغم التزاماتها الخطابية بالعمل المناخي، في ظل ارتفاع تكاليف الطاقة الناجم عن ارتفاع أسعار الغاز العالمية. تم تأجيل الحظر المُخطط له على السيارات الهجينة الجديدة بحلول عام 2030 بهدوء. وعاد الحديث عن إنشاء مدرج ثالث في مطار هيثرو. وبينما يُصرّ ستارمر على أن العمل المناخي لا يزال 'جزءًا لا يتجزأ من' حكومته، فإن الحقائق العملية المتمثلة في ضغوط تكلفة المعيشة وقيود البنية التحتية بدأت تُملي السياسات. ووفقًا لبلير، فإن النخبة السياسية مُشلولة بخطاب مناخي وصفه بأنه 'مُمزق باللاعقلانية'. وجادل بأن العديد من القادة يُدركون أن النهج الحالي غير قابل للتطبيق، لكنهم 'يخشون' التعبير عن هذا الرأي خوفًا من أن يُوصفوا بإنكار تغير المناخ. وقال: 'تحتاج الحركة الآن إلى تفويض عام، لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التحول من الاحتجاج إلى سياسة براغماتية'. ليس بلير وحده من يُشكك في الاستدامة السياسية للتحول الأخضر. فعبر القناة الإنجليزية، تظهر تصدعات مماثلة في أجندات صافي الانبعاثات الصفرية التي كانت طموحة في السابق. ضغطت ألمانيا، تحت ضغط من شركات صناعة السيارات والحكومات الإقليمية، لتخفيف حظر الاتحاد الأوروبي لعام 2035 على السيارات الجديدة التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، مما أتاح ثغرة أمنية للسيارات التي تعمل بالوقود الإلكتروني الاصطناعي. خففت فرنسا من أهدافها المتعلقة بانبعاثات المركبات وإصلاحات الوقود بعد تجدد احتجاجات 'السترات الصفراء'، حيث قدمت استثناءات للسائقين في المناطق الريفية، وأبطأت تطبيق المناطق منخفضة الانبعاثات وسط احتجاجات على غلاء المعيشة. حتى في إسبانيا والبرتغال التقدميتين، أصبح الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 80% موضع تدقيق بعد انقطاع التيار الكهربائي الشامل هذا الأسبوع، والذي يُعزى حتى الآن إلى مشاكل في نقل الطاقة. يُظهر الاتحاد الأوروبي علامات توتر. فبعد أن حققت الأحزاب الشعبوية مكاسب في انتخابات البرلمان الأوروبي العام الماضي، خففت بروكسل من التزاماتها البيئية. تُجرى تعديلات هادئة على أهداف الانبعاثات والأطر التنظيمية لاستيعاب معارضة الدول الأعضاء – وهي إعادة تقييم يقول النقاد إنها تهدد التزامات الاتحاد تجاه المناخ لعام 2030. لقد تحدت إيطاليا علنًا الجدول الزمني للاتحاد الأوروبي، حيث جادلت حكومة ميلوني بأن العديد من السياسات لا تتماشى مع واقع المستهلكين وتضر بالأسر الفقيرة بشكل غير متناسب. حتى في دول الشمال الأوروبي التي تتقدم في مجال المناخ، فإن الدفعة التي كانت موحدة في السابق للتخلص التدريجي من سيارات البنزين تتشتت تحت ضغط سياسي واقتصادي. يقترح التقرير الذي أيده بلير التحول نحو تقنيات مثل احتجاز الكربون والطاقة النووية والوقود المستدام – وهي مجالات غالبًا ما تعاني من نقص التمويل لصالح أهداف رمزية مثل حظر الوقود الأحفوري وقيود الاستهلاك التعسفية. وحذر بلير من أن الطلب على الوقود الأحفوري آخذ في الارتفاع، لا في الانخفاض، لا سيما في آسيا. ومن المتوقع أن يتضاعف قطاع الطيران خلال العقدين المقبلين، وسيستمر التوسع الحضري العالمي في تعزيز الطلب على الأسمنت والصلب. وقال: 'أي استراتيجية قائمة على 'التخلص التدريجي' من الوقود الأحفوري على المدى القصير أو الحد من الاستهلاك هي استراتيجية محكوم عليها بالفشل'. لقد وجد التقييم الصريح لما كان يحظى بدعم الحزبين في السابق صدىً عبر مختلف الانتماءات الحزبية. فقد ردد حزب المحافظين البريطاني – المحاصر من حركة الإصلاح الشعبوية بزعامة نايجل فاراج – مخاوف بلير، منتقدًا 'الاندفاع الجنوني نحو صافي الصفر' باعتباره غير قابل للتطبيق ومتهورًا جيوسياسيًا، في إشارة مبطنة إلى اعتماد بريطانيا المتزايد على التقنيات الخضراء المستوردة من الصين. يتعرض وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند، مهندس خطة الحزب المناخية، لضغوط متزايدة. فقد دافع عن استثمار 22 مليار جنيه إسترليني (46 مليار دولار) في احتجاز الكربون باعتباره ضروريًا، حتى في الوقت الذي يهاجمه فيه المنتقدون باعتباره غير مثبت ومُبذر. وأكد بلير على ضرورة دعم هذه التقنيات، ودافع عن نهضة نووية، لا سيما من خلال المفاعلات المعيارية الصغيرة – وهي فكرة تكتسب زخمًا في جميع أنحاء أوروبا. يعكس هذا التحول في النبرة إدراكًا أعمق. فبينما لا يزال تغير المناخ يُمثل تحديًا حاسمًا في عصرنا، تُجبر سياسات تحقيق صافي انبعاثات صفري على التطور. فالدعم الشعبي، الذي كان مدعومًا سابقًا بشعور بالإلحاح والضرورة الأخلاقية، يصطدم الآن بضغوط اقتصادية وانعدام أمن الطاقة. تحذير بلير واضح – فبدون إعادة ضبط جذرية لسياسة المناخ تعكس القيود الواقعية والإمكانات التكنولوجية، يُخاطر التحول الأخضر بفقدان شرعيته الديمقراطية كليًا. وكتب: 'على القادة السياسيين البدء في تهدئة الجدل حول المناخ'. ومن غير المرجح أن تحظى هذه الرسالة بتصفيق النشطاء، لكنها قد تلقى صدى لدى جمهور منهك – وطبقة سياسية تزداد حذرًا.


Independent عربية
٠١-٠٤-٢٠٢٥
- Independent عربية
هل استنسخت بريطانيا تجربة ترمب في الإدارة الحكومية؟
إن السعي لتقليص حجم جهاز الدولة الإداري ونطاقه، وإلغاء الوكالات المستقلة، وإنهاء المساعدات الخارجية تقريباً- وخفض الضمان الاجتماعي لتعزيز الإنفاق الدفاع كل ذلك يبدو شبيهاً بسياسات ترمب. لكن، استناداً إلى الأدلة الحديثة، يبدو أنه يشبه أيضاً سياسات ستارمر. هل من الممكن أن يكون رئيس الوزراء ووزيرة خزانته قد نظروا عبر الأطلسي واستلهموا مما يشاهدونه من دونالد ترامب وإيلون ماسك؟ وهل، خلافاً لما يبدو أنه غريزتهم الاجتماعية الديمقراطية الطبيعية، يتأثرون (بشكل واعٍ أو غير واعٍ) بالروح العامة السائدة القادمة من أميركا؟ هل أصبحت إدارة ستارمر الآن تتّبع نسخة مخففة من سياسات ترمب؟ وهل ترقى مراجعة رايتشل ريفز "سطراً بسطر" للإنفاق العام إلى محاولة خفية لتحويل وزارة الخزانة إلى "دوج" Doge بريطانية [نسبة إلى وزارة الكفاءة الحكومية التابعة لإيلون ماسك في الولايات المتحدة]؟ في كثير من الجوانب، وعلى رغم أن ذلك قد يكون غير مريح لبعض الأفراد التقدميين، فإن الإجابة على ذلك هي بوضوح "نعم". ما يدفع ستارمر وريفز يبدو مشابهاً جداً لما يحفز ترمب وماسك أيضاً- وهو شعور بأن البلاد ستواجه الإفلاس ما لم يتم تقليص حجم الدولة، والاقتراض، والضرائب بأسرع ما يمكن. ومن هنا يأتي نهج المسار المزدوج- استهداف المؤسسات نفسها إضافة إلى فرض التقشف على موازنات الإدارات والوكالات. ليس من قبيل المصادفة أن التخفيضات في المساعدات الخارجية البريطانية التي دفعت وزيرة التنمية الدولية، أنيليس دودز، إلى الاستقالة جاءت بعد أسبوعين فقط من إلغاء ماسك لعقود الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وأمره بإزالة اللافتات من مقر الوكالة في واشنطن. في أميركا، فخر ترمب بإلغاء وزارة التعليم. أما في المملكة المتحدة، فقد كان ويس ستريتين الذي لم يتمكن من إخفاء قدر من الرضا المتجهّم عندما أعلن أن نهاية هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا باتت وشيكة. من الذي تحدث بازدراء قبل بضعة أشهر- وبأسلوب "ترمبي" واضح - عن "كثرة الموظفين في الحكومة البريطانية الذين يسبحون بارتياح في مياه الركود الإداري"؟ إنه كير ستارمر نفسه، ذلك الثائر الهادئ، وقد بدت على ملامحه سخرية غير معهودة. والآن، حان دور ريفز لخفض الخدمة المدنية بنسبة 15 في المئة - أي 10آلاف عملية تسريح أخرى في القطاع العام، لتضاف إلى آلاف الوظائف التي أُلغِيت في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا. ريفز كانت قد أقالت رئيس هيئة مراقبة المنافسة في البلاد بسبب افتقاره إلى الحماسة الثورية في البحث عن النمو الاقتصادي؛ وألغت هيئة تنظيم أنظمة الدفع (على غرار البيت الأبيض الذي ألغى ذراع حماية المستهلك)؛ وأمرت كل إدارة ووكالة حكومية بوضع خطة لتعزيز الاقتصاد- أو مواجهة العواقب. وتقول إنها ستستخدم "قبضة حديدية" في مراجعة الإنفاق الشاملة والمفصلة التي من المقرر الانتهاء منها في الصيف. بيان الربيع لهذا الأسبوع سيوضح صرامة مطالبها بالكامل– ربما تشمل مجالات مثل التعليم التي كانت محصنة حتى الآن. لن تكون التخفيضات التي أجرتها ليز كيندل [وزيرة العمل والمعاشات] على إعانات المرض والإعاقة آخر إجراءات التقشف التي تصدر عن الحكومة البريطانية هذا العام. في الواقع، بالنظر إلى القرارات الجريئة بشأن توسيع مطار هيثرو وتخفيف قوانين التخطيط العمراني، قد يتم تعديل الأهداف المتعلقة بتحقيق "صافي انبعاثات صفرية" (Net Zero)، حتى لو ظل الالتزام الرسمي بها قائماً. بحسب جميع التقارير، أثارت خطط ريفز وكيندل للنمو الاقتصادي وإصلاح دولة الرفاه بعض القلق داخل مجلس الوزراء أثناء مناقشتها، حيث سمح كير ستارمر بطرح مختلف وجهات النظر بحرية. لكن في النهاية، اضطرت شخصيات مثل أنجيلا راينر وإد ميليباند إلى القبول بالأمر الواقع التزاماً بمبدأ المسؤولية الجماعية، ولم تقدم على الاستقالة احتجاجاً على هذا التوجه نحو "الترمبية" سوى أنيليس دودز. أما التمردات البرلمانية ضد السياسات التي فرضها ستارمر وريفز - والتي غالباً ما تتجاوز ما تم التعهد به في البرنامج الانتخابي - فقد كانت محدودة. في الوقت الحالي، على الأقل، يبدو أن ستارمر يفرض سيطرة محكمة على حزبه البرلماني، تماماً كما يفعل ترمب مع الجمهوريين في الكونغرس. فإلى أي مدى سيستمر هذا التحول الترمبي الغريب لـ"ستارمر"؟ من المخيف مجرد التفكير في الأمر. الخطوة التالية الأكثر وضوحاً، إذا استمر هذا الاتجاه المقلق في التسارع، ستكون حملة لـ "تأمين الحدود"، تماماً كما فعل ترمب مع المكسيك (أو كما زعم أنه فعل). بل إن هناك إشاعات بأن ستارمر، الذي كان محامياً بارزاً في مجال حقوق الإنسان لمعظم حياته البالغة، يبحث عن طرق لتخفيف بند "الحق في الحياة الأسرية" في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان وقانون حقوق الإنسان في بريطانيا. من المستبعد أن ينسحب تماماً من الاتفاقية، أو هذا ما نأمله، ولكن يبدو أنه ومستشاره المقرب، مورغان ماك سويني، يسعيان لإيجاد طريقة لتجنب العناوين الصحافية المحرجة في الصحف الشعبية- حتى لو كانت وهمية أو ملفقة- مثل تلك التي تزعم أن مجرمين يُسمح لهم بالبقاء في المملكة المتحدة لأن طفلهم يفضّل نوعاً معيناً من قطع الدجاج المقلية، أو أن محتالاً متخصصاً في "الخداع العاطفي" لا يمكن ترحيله لأن زوجته وأطفاله يستخدمون خدمات الصحة الوطنية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وكما هي الحال مع إحباطاته على الجبهة البيئية حول "أنفاق الخفافيش" و"العناكب القافزة" التي تعرقل الاستثمار في البنية التحتية [القوانين البيئية التي تُلزم مشاريع البنية التحتية في المملكة المتحدة باتخاذ تدابير لحماية الحياة البرية، مثل بناء ممرات آمنة للخفافيش أو الحفاظ على موائل معينة للعناكب النادرة]، يبدو أن ستارمر وفريقه يطورون ميلاً شبه ترمبي نحو الشعبوية. ولا يوجد مجال يمكن تطبيق ذلك فيه بشكل أكثر دراماتيكية من مسألة العبور غير النظامي عبر القنال الإنجليزي. مدفوعاً جزئياً بالخوف من الضرر الانتخابي الذي قد يلحقه نايجل فاراج [زعيم حزب ريفورم] بحزب العمال، يبدو أن الحزب لا خيار أمامه سوى مغازلة اليمين المتطرف بصراحة (أو الاستجابة لمخاوف الناخبين التقليديين لحزب العمال، بحسب الطريقة التي يمكن النظر إليها). على رغم أن ستارمر وترمب مختلفان تماماً من حيث الشخصية والخلفية، إلا أن التشابهات في سياساتهما أصبحت أكثر وضوحاً. بل تشير الأدلة إلى أنهما طوّرا علاقة شخصية دافئة على نحو غير متوقع. فهل يمكن لابن صانع الأدوات من مقاطعة سري نشأ في بيئة ذات ميول اشتراكية، أن يكون لديه قواسم مشتركة مع ابن ملياردير مطوّر عقاري في نيويورك؟ أو أن يكون للمدير السابق للنيابة العامة أي شيء مشترك مع مجرم مدان؟ أو أن يجتمع المؤمن بـ"اليقظة الثقافية" والتعددية مع الرجل الذي استأصل سياسات التنوع والمساواة والشمول من الحكومة الأميركية؟ يبدو أن الأمر كذلك. أما خلفية ستارمر في مجال حقوق الإنسان وسمعته كـ "ليبرالي" (كما يصفه ترمب)، فلا يبدو أنها تزعج البيت الأبيض الحالي، الذي قد يكون أكثر انبهاراً بحجم فوز حزب العمال في الانتخابات العامة (وإن كان عدد المقاعد في البرلمان مضللاً بعض الشيء)، وموقف ستارمر المهادن. ربما يشعر ستارمر، وهو النموذج المثالي للموظف المدني الذي لم يكتمل كزعيم، على غرار تيد هيث أو تيريزا ماي، بشيء من الحماسة الغريزية عندما يشهد السرعة والجرأة التي يتحرك بها نظيره في واشنطن. حتى الآن، تجنب رئيس الوزراء بعناية توجيه أي انتقاد لتعريفات ترمب الجمركية على الصادرات البريطانية، أو لخططه (إن جاز تسميتها كذلك) للسلام في أوكرانيا والشرق الأوسط - وهذا هو نوع الولاء الذي يتوقعه ترمب. ستارمر يحرص على البقاء في جانبه. قد ينهار هذا التحالف الغريب في نهاية المطاف - فترمب ينتهي به الأمر دائماً إلى الاصطدام بالجميع- وربما يأتي وقت يصرخ فيه حزب العمال، الذي يلتزم الصمت حالياً، "كفى" مع استمرار التخفيضات المؤلمة في الإنفاق العام والخدمات. ولكن في الوقت الحالي، نشهد تحول ستارمر إلى ما يشبه "المتحول الترمبي"- وهذا أمر مخيف.