
أوروبا تشهد تموجات سياسية في داخلها تكمن حقيقة قاسية؟!…
لندن ميديا – الناس نيوز ::
لندن: يشهد أوروبا تحولاً سياسياً، وفي قلبه حقيقةٌ مُرّة: لقد ولّى عصر الوعود المناخية السهلة.
THE AGE – from Rop Harris .
في بريطانيا، يُمثّل النقد اللاذع الذي وجّهه السير توني بلير لاستراتيجية الحكومة للحد من انبعاثات الكربون هذا الأسبوع نقطةً فاصلةً في نقاش السياسات البيئية. اتهم رئيس الوزراء العمالي السابق، الذي كان يُقدّم المشورة سراً إلى داونينج ستريت، السياسيين بدفع أجندات مناخية غير واقعية وغير مستدامة سياسياً.
قال بلير في مقدمة تقرير جديد صادر عن مركزه البحثي يوم الثلاثاء: 'يُطلب من الناس تقديم تضحيات مالية وتغيير أنماط حياتهم، رغم علمهم بأن تأثيرهم على الانبعاثات العالمية ضئيل'.
يأتي تدخل بلير في وقتٍ تتراجع فيه حكومة السير كير ستارمر، حزب العمال، عن تعهداتها الرئيسية، رغم التزاماتها الخطابية بالعمل المناخي، في ظل ارتفاع تكاليف الطاقة الناجم عن ارتفاع أسعار الغاز العالمية.
تم تأجيل الحظر المُخطط له على السيارات الهجينة الجديدة بحلول عام 2030 بهدوء. وعاد الحديث عن إنشاء مدرج ثالث في مطار هيثرو. وبينما يُصرّ ستارمر على أن العمل المناخي لا يزال 'جزءًا لا يتجزأ من' حكومته، فإن الحقائق العملية المتمثلة في ضغوط تكلفة المعيشة وقيود البنية التحتية بدأت تُملي السياسات.
ووفقًا لبلير، فإن النخبة السياسية مُشلولة بخطاب مناخي وصفه بأنه 'مُمزق باللاعقلانية'. وجادل بأن العديد من القادة يُدركون أن النهج الحالي غير قابل للتطبيق، لكنهم 'يخشون' التعبير عن هذا الرأي خوفًا من أن يُوصفوا بإنكار تغير المناخ. وقال: 'تحتاج الحركة الآن إلى تفويض عام، لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التحول من الاحتجاج إلى سياسة براغماتية'.
ليس بلير وحده من يُشكك في الاستدامة السياسية للتحول الأخضر. فعبر القناة الإنجليزية، تظهر تصدعات مماثلة في أجندات صافي الانبعاثات الصفرية التي كانت طموحة في السابق.
ضغطت ألمانيا، تحت ضغط من شركات صناعة السيارات والحكومات الإقليمية، لتخفيف حظر الاتحاد الأوروبي لعام 2035 على السيارات الجديدة التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، مما أتاح ثغرة أمنية للسيارات التي تعمل بالوقود الإلكتروني الاصطناعي.
خففت فرنسا من أهدافها المتعلقة بانبعاثات المركبات وإصلاحات الوقود بعد تجدد احتجاجات 'السترات الصفراء'، حيث قدمت استثناءات للسائقين في المناطق الريفية، وأبطأت تطبيق المناطق منخفضة الانبعاثات وسط احتجاجات على غلاء المعيشة.
حتى في إسبانيا والبرتغال التقدميتين، أصبح الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 80% موضع تدقيق بعد انقطاع التيار الكهربائي الشامل هذا الأسبوع، والذي يُعزى حتى الآن إلى مشاكل في نقل الطاقة.
يُظهر الاتحاد الأوروبي علامات توتر. فبعد أن حققت الأحزاب الشعبوية مكاسب في انتخابات البرلمان الأوروبي العام الماضي، خففت بروكسل من التزاماتها البيئية.
تُجرى تعديلات هادئة على أهداف الانبعاثات والأطر التنظيمية لاستيعاب معارضة الدول الأعضاء – وهي إعادة تقييم يقول النقاد إنها تهدد التزامات الاتحاد تجاه المناخ لعام 2030.
لقد تحدت إيطاليا علنًا الجدول الزمني للاتحاد الأوروبي، حيث جادلت حكومة ميلوني بأن العديد من السياسات لا تتماشى مع واقع المستهلكين وتضر بالأسر الفقيرة بشكل غير متناسب. حتى في دول الشمال الأوروبي التي تتقدم في مجال المناخ، فإن الدفعة التي كانت موحدة في السابق للتخلص التدريجي من سيارات البنزين تتشتت تحت ضغط سياسي واقتصادي.
يقترح التقرير الذي أيده بلير التحول نحو تقنيات مثل احتجاز الكربون والطاقة النووية والوقود المستدام – وهي مجالات غالبًا ما تعاني من نقص التمويل لصالح أهداف رمزية مثل حظر الوقود الأحفوري وقيود الاستهلاك التعسفية. وحذر بلير من أن الطلب على الوقود الأحفوري آخذ في الارتفاع، لا في الانخفاض، لا سيما في آسيا.
ومن المتوقع أن يتضاعف قطاع الطيران خلال العقدين المقبلين، وسيستمر التوسع الحضري العالمي في تعزيز الطلب على الأسمنت والصلب.
وقال: 'أي استراتيجية قائمة على 'التخلص التدريجي' من الوقود الأحفوري على المدى القصير أو الحد من الاستهلاك هي استراتيجية محكوم عليها بالفشل'.
لقد وجد التقييم الصريح لما كان يحظى بدعم الحزبين في السابق صدىً عبر مختلف الانتماءات الحزبية. فقد ردد حزب المحافظين البريطاني – المحاصر من حركة الإصلاح الشعبوية بزعامة نايجل فاراج – مخاوف بلير، منتقدًا 'الاندفاع الجنوني نحو صافي الصفر' باعتباره غير قابل للتطبيق ومتهورًا جيوسياسيًا، في إشارة مبطنة إلى اعتماد بريطانيا المتزايد على التقنيات الخضراء المستوردة من الصين.
يتعرض وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند، مهندس خطة الحزب المناخية، لضغوط متزايدة. فقد دافع عن استثمار 22 مليار جنيه إسترليني (46 مليار دولار) في احتجاز الكربون باعتباره ضروريًا، حتى في الوقت الذي يهاجمه فيه المنتقدون باعتباره غير مثبت ومُبذر.
وأكد بلير على ضرورة دعم هذه التقنيات، ودافع عن نهضة نووية، لا سيما من خلال المفاعلات المعيارية الصغيرة – وهي فكرة تكتسب زخمًا في جميع أنحاء أوروبا.
يعكس هذا التحول في النبرة إدراكًا أعمق. فبينما لا يزال تغير المناخ يُمثل تحديًا حاسمًا في عصرنا، تُجبر سياسات تحقيق صافي انبعاثات صفري على التطور. فالدعم الشعبي، الذي كان مدعومًا سابقًا بشعور بالإلحاح والضرورة الأخلاقية، يصطدم الآن بضغوط اقتصادية وانعدام أمن الطاقة.
تحذير بلير واضح – فبدون إعادة ضبط جذرية لسياسة المناخ تعكس القيود الواقعية والإمكانات التكنولوجية، يُخاطر التحول الأخضر بفقدان شرعيته الديمقراطية كليًا.
وكتب: 'على القادة السياسيين البدء في تهدئة الجدل حول المناخ'.
ومن غير المرجح أن تحظى هذه الرسالة بتصفيق النشطاء، لكنها قد تلقى صدى لدى جمهور منهك – وطبقة سياسية تزداد حذرًا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


غرب الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- غرب الإخبارية
تخوفاً من هجوم مماثل لواشنطن.. فرنسا تشدد إجراءاتها لمراقبة المواقع اليهودية
المصدر - وجه وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو اليوم (الخميس) المسؤولين المحليين بتعزيز تدابير المراقبة الخاصة بالمواقع المرتبطة باليهود في البلاد، بعد الهجوم الذي أودى بحياة موظفَين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن. وشدد الوزير على أن تكون التدابير الأمنية المعتمدة «جليّة ورادعة». ووصفت الخارجية الفرنسية الهجوم بـ«الشنيع». وندّد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بـ«فعل شنيع من الهمجية المعادية للسامية»، مضيفاً عبر منصة إكس «ما من مبرّر لعنف مماثل، وفي بالي أقرباؤهم وزملاؤهم». واتهمت إسرائيل بعض الدول الأوروبية بالتحريض ضدها، معتبرة الهجوم الذي وقع في محيط المتحف اليهودي بواشنطن «جريمة ضد إسرائيل». ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر زعماء العالم للتوقف عن التحريض ضد إسرائيل. واتهم دولاً أوروبية عدة بالتحريض ضد بلاده. وقال: «هذا التحريض يمارس أيضاً من جانب قادة ومسؤولين في العديد من الدول والهيئات الدولية، خصوصاً في أوروبا». بالمقابل، وصفت ألمانيا حادثة مقتل دبلوماسيين إسرائيليين بـ«الجريمة السياسية»، وندّد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بشدّة بمقتل الموظفَين مشدداً بالقول: «أُدين هذه الجريمة البشعة بأشد العبارات الممكنة». من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في منشور على منصة إكس: «مصدومون بمقتل موظفَين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن. نندّد بهذه الجريمة الفظيعة». وقالت منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس إنها «مصدومة» من حادثة إطلاق النار في واشنطن مضيفة: «لا يوجد، ولا ينبغي أن يكون هناك مكان في مجتمعاتنا للكراهية أو التطرف». وندّد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بمشاهد الرعب والعنف، قائلاً: «ينبغي أن تتوقّف، وينبغي ألا تعود فظائع الماضي».


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
صافي الهجرة إلى بريطانيا يهبط إلى النصف في 2024
ما زرعه حزب المحافظين لتقييد الهجرة إلى بريطانيا في عهد حكومتهم الأخيرة قد يحصده "العمال" اليوم، إذ أعلن المكتب الوطني للإحصاء اليوم الخميس أن صافي الهجرة الطويلة الأمد قد انخفض بمقدار النصف تقريباً حتى وصل إلى 431 ألف شخص في 2024 مقارنة مع 860 ألفاً نهاية العام الذي سبقه. وصافي الهجرة هو الفارق بين من دخلوا البلاد والمغادرين لها، والآليات التي أدت إلى هذا الانخفاض وضعتها الحكومة المحافظة التي تزعمها ريشي سوناك وكان وزير داخليته جيمس كليفرلي، حين رفعت في 2023 الحد الأدنى لأجور العمالة الأجنبية، وصعبت على الوافدين بغرض العمل أو الدراسة جلب عائلاتهم معهم. زعيمة المحافظين كيمي بادينوك شعرت بالرضا لكنها لم تبالغ في إطراء حزبها، وقالت إن أرقام المهاجرين لا تزال مرتفعة والإجراءات تحتاج إلى صرامة أكبر من قبل الحكومة العمالية، أما زعيم حزب "ريفورم" اليميني نايجل فاراج فيرى في الأعداد الجديدة "كارثة" تحتاج إلى علاجات حقيقية وعملية، ولكنها إحصاءات اليوم برأيه تبقى أقل من "الخيانة" التي ارتكبها "المحافظين" بعد "بريكست"، على حد تعبيره. الأرقام الصادرة اليوم عكست تراجع عدد المرافقين للطلبة الأجانب في الجامعات بنسبة 86 في المئة وانخفاضاً بنسبة 35 في المئة بعائلات القادمين للعمل في السوق البريطانية، وهو ما قاد إلى تراجع إجمال الوافدين عام 2024 إلى 948 ألف مهاجر مقابل أكثر من 1.3 مليون شخص دخلوا الدولة في العام الذي سبقه. مع تقييد تأشيرات العائلات والمرافقين وتحميل الشركات أعباء مالية أكبر لاستقدام العمالة الأجنبية في 2023، تراجع عدد المهاجرين بغرض العمل في المملكة المتحدة خلال العام الماضي إلى النصف تقريباً، وهو ما يعادل أكثر من 100 ألف شخص موزعين على كل الفئات المسجلة في الوظائف المتاحة للمهاجرين. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) الوافدون للدراسة نقص عددهم بنسبة 17 في المئة في 2024، وهو معدل قابل للزيادة في العام الجاري وتحذر جامعات بريطانية من تأثير ذلك في ميزانياتها التي تعتمد على رسوم الطلبة الأجانب كواحد من أبرز مصادر دخلها، إلا أن حكومة حزب العمال الجديدة لم تظهر أي تعاطف مع المؤسسات الأكاديمية على هذا الصعيد. الحكومة الجديدة بقيادة كير ستارمر، التي وصلت السلطة في الرابع من يوليو (تموز) 2024، لم تعدل القيود التي فرضتها سابقتها المحافظة بصورة عامة، وبخاصة في ما يتعلق بالأجور المطلوبة لاستقدام العمالة أو حتى للزواج من أجانب، فتقليص أعداد المهاجرين هو وعد انتخابي أطلقه حزب العمال أيضاً، وأطلق من أجل تنفيذه قبل أيام ورقة بيضاء تستهدف تقليصاً أكبر في الأرقام خلال ولاية البرلمان الحالي الممتدة إلى 2029. لم تعلن الحكومة تفاصيل تطبيق ورقتها البيضاء، لكن صافي الهجرة الجديد على رغم تراجعه، يبقى أكثر من الحد الذي ساد قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (300 ألف)، وصوت الناس على ضوئه في استفتاء مصيري عام 2016 لصالح "بريكست" تحت عنوان "استعادة السيطرة على الحدود ووقف تدفق الأجانب إلى البلاد". وزيرة الداخلية إيفيت كوبر رحبت بتراجع أعداد المهاجرين وفق الإحصاءات الحديثة، ولكن ذلك برأيها ليس كافياً، وما نتوقعه من "الورقة البيضاء" للحكومة تقديم حلول جذرية لمشكلة طال انتظار البريطانيين لحلها، وفق قولها. في الأرقام الرسمية الحديثة شكل مواطنو الاتحاد الأوروبي 13 في المئة من القادمين إلى المملكة المتحدة عام 2024، وفي ظل الاتفاق الجديد الذي أبرم قبل أيام لتحسين العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد يرتفع عدد المهاجرين من دول التكتل خلال العام المقبل وما بعده بفعل موافقة حكومة ستارمر على حرية تنقل الشباب دون سن الثلاثين بين الطرفين لأغراض العمل والدراسة والإقامة. النسبة الكبرى من المهاجرين إلى المملكة المتحدة عام 2024 جاءت من خارج الاتحاد الأوروبي بواقع 81 في المئة، أما أكثر الدول المصدرة لهؤلاء فكانت الهند بأكثر من 150 ألف شخص جاءوا للدراسة والعمل وأغراض أخرى، تلتها باكستان بما يزيد على 76 ألفاً، ثم الصين بـ70 ألفاَ، ونيجيريا بـ52 ألفاً، وبعدها أوكرانيا 22 ألفاً. التراجع في أعداد القادمين العام الماضي طال أيضاً اللاجئين، إذ أكد مكتب الإحصاء أن عدد الوافدين إلى المملكة المتحدة لهذا الغرض نهاية مارس (آذار) الماضي وصل إلى أكثر من 32 ألفاً بقليل مقابل 38 ألفاً نهاية 2024، وعلى رغم ذلك يعتبر الرقم الجديد أعلى بنسبة تسعة في المئة قياساً بعدد اللاجئين عندما تسلم "العمال" السلطة قبل نحو عام، إذ بلغ نحو 30 ألف شخص كانوا يقيمون في الفنادق المخصصة للمتقدمين بطلبات اللجوء، وهم في غالبيتهم الساحقة قدموا عبر البحر بشكل غير شرعي.


الناس نيوز
منذ 5 ساعات
- الناس نيوز
مقتل موظفَين بالسفارة الإسرائيلية بإطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن…
واشنطن – تل أبيب وكالات وعواصم – الناس نيوز :: قُتل موظفان في السفارة الإسرائيلية في واشنطن مساء الأربعاء بإطلاق نار أمام المتحف اليهودي في وسط العاصمة الأميركية، في هجوم أوقف منفذه الذي نادى بفلسطين حرّة وأثار استهجانا واسعا باعتباره 'معاديا للسامية' ورأت الدولة العبرية أنه ينمّ عن 'تحريض' ضدّ إسرائيل. وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم في منشور على اكس إنّ 'اثنين من أفراد طاقم السفارة الإسرائيلية قتلا بطريقة عبثية هذا المساء قرب المتحف اليهودي في واشنطن'. والخميس، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تعليمات بتعزيز التدابير الأمنية في بعثات بلاده الدبلوماسية حول العالم، معتبرا أن هذا الهجوم ينمّ عن 'تحريض ثائر' على العنف ضدّ إسرائيل التي تغذّي عملياتها العسكرية في غزة عدّة حركات احتجاجية مؤيّدة للفلسطينيين في بلدان كثيرة، من بينها الولايات المتحدة. وعلّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الحادثة، كاتبا على شبكته للتواصل الاجتماعي 'تروث سوشال' أن 'هذه الجرائم الفظيعة… المدفوعة بطبيعة الحال بمعاداة السامية ينبغي أن تتوقّف الآن!'، ومشيرا 'لا مكان للكراهية والتعصّب في الولايات المتحدة'. وقبل الهجوم الذي ارتكب عند الساعة 21,00 بالتوقيت المحلي (الأولى فجر الخميس بتوقيت غرينتش)، 'شوهد رجل يسير ذهابا وإيابا خارج المتحف. وهو اقترب من مجموعة من أربعة أشخاص وأخرج سلاحا يدويا وأطلق النار'، بحسب ما قالت رئيسة الشرطة في واشنطن باميلا سميث خلال إحاطة إعلامية مشيرة إلى أن المشتبه به تصرّف وحيدا وهو أطلق شعارات مؤيّدة للفلسطينيين خلال توقيفه ، وفق فرانس برس . وقدّمته الشرطة على أنه الياس رودريغيز (30 عاما) الذي أصله من شيكاغو في شمال الولايات المتحدة. وكان المتحف اليهودي الذي يقع في قلب واشنطن على مقربة من الكابيتول يستضيف وقت الهجوم احتفالا من تنظيم اللجنة الأميركية اليهودية التي ندّدت بـ'هجوم مدفوع بكلّ وضوح بالكراهية ضدّ اليهود، شعبا ودولة'. – ثنائي شاب – وكشف السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة يحيئيل لايتر في إحاطة إعلامية أن 'الضحيتين اللتين سقطتا… باسم فلسطين حرّة هما ثنائي شاب كان على وشك أن يعقد خطوبته. وقد اشترى الشاب خاتم الخطوبة هذا الأسبوع ليطلب يد شريكته الأسبوع المقبل في القدس'. ونشرت السفارة الإسرائيلية صورة للثنائي مبتسما على اكس وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنهما يارون ليسينسكي، البالغ 28 عاما بحسب صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل'، وسارة لين ميلغريم، وهي مواطنة أميركية يهودية بحسب الصحيفة. وكشفت مصادر دبلوماسية في برلين الخميس لوكالة فرانس برس أن ليسينسكي كان يحمل أيضا الجنسية الألمانية. وأكّد وزير الخارجية ماركو روبيو أن السلطات ستلاحق المسؤولين عما وصفه بـ'فعل مخز للعنف الدنيء والمعادي للسامية'. وكتب على اكس 'لا تخطئوا ظنّا، سنعثر على المسؤولين ونلاحقهم أمام القضاء'. وأكّد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أن 'الإرهاب والكراهية لن يكسرانا'، مشدّدا على أن 'إسرائيل والولايات المتحدة ستبقيان متّحدتين للدفاع عن شعبينا وقيمنا المشتركة'. واتّهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الدول الأوروبية بالتحريض على بلاده، قائلا خلال مؤتمر صحافي 'هناك صلة مباشرة بين التحريض المعادي للسامية والمعادي لإسرائيل وبين جريمة القتل هذه'. وأضاف 'هذا التحريض يمارس أيضا من جانب قادة ومسؤولين في العديد من الدول والهيئات الدولية، خصوصا في أوروبا'، في إشارة إلى التظاهرات الكبيرة في عدّة مدن حول العالم تنديدا بالعملية العسكرية في غزة. وتوالت التنديدات من باريس وبرلين ولندن وروما والمفوضية الأوروبية بما اعتبر هجوما معاديا للسامية. – يسار راديكالي – منذ هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي أدّى إلى اندلاع الحرب في غزة ومقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني بحسب بيانات الحركة الإسلامية التي تعدّها الأمم المتحدة موثوقة، تشهد الولايات المتحدة، كغيرها من البلدان، موجة من الحراك المؤيّد للفلسطينيين، لا سيّما في الجامعات، فضلا عن تنامي الأفعال المعادية للسامية. وأثار هذا الحراك استهجان الإدارة الأميركية السابقة في عهد الرئيس الديموقراطي جو بايدن. وحشد اليسار الراديكالي صفوفه تأييدا للفلسطينيين، في وجه الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تصاعدت وتيرتها في الأيّام الأخيرة في غزة. والخميس، أقرّ 'حزب الاشتراكية والتحرير' اليساري الراديكالي في الولايات المتحدة بأن رودريغيز كان 'لفترة وجيزة' من بين أعضائه سنة 2017، لكنه أكّد على اكس أن المشتبه به لم يعد ينتمي إلى صفوفه وألا صلة له بالهجوم المنفذ. – 'من أجل غزة' – وفي مقطع فيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي تعذّر على وكالة فرانس برس التحقّق من مدى دقّته، يظهر رجل ملتحٍ يضع نظّارتين ويرتدي سترة وقميصا أبيض يتعرّض للتوقيف ويُقتاد من عدّة أشخاص، بدون أيّ مقاومة. وقبل الخروج من الباب، يتحوّل إلى الكاميرا والحضور هاتفا مرّتين 'حرّروا فلسطين'. وأخبر شهود أن منفذ الهجوم في واشنطن دخل بعد العملية إلى المتحف اليهودي إذ ظنّ الحرس أنه من الضحايا قبل أن يكشف هو عن فعلته. وقالت كايتي كاليشير لوسائل إعلام أميركية 'كانت الساعة حوالى 21,07 عندما سمعنا طلقات نارية. ثم دخل رجل بدا أنه فعلا في حالة صدمة. وكان الناس يتكلّمون معه ويحاولون تهدئته. وأتى للجلوس إلى جانبي فسألته إن كان بخير وإن كان يريد شرب الماء'. وأخبر يوني كالين بدوره 'حرّاس الأمن سمحوا بدخول الرجل، ظنّا منهم، في اعتقادي، أنه ضحية. وقد بلّله المطر وكان بكلّ وضوح في حالة صدمة… وجاءه البعض بالماء وساعدوه على الجلوس… فطلب منهم الاتّصال بالشرطة'. ثمّ أخرج كوفية وأعلن مسؤوليته عن الهجوم قبل أن يُقتاد من دون أيّ مقاومة. وهو قال بحسب كاليشير 'أنا فعلتها، فعلتها من أجل غزة'. وكان يردّد 'ما من حلّ سوى الانتفاضة'، بحسب كالين قبل إخراجه من المبنى وهو يهتف 'حرّروا فلسطين!'. وفي العام 2014، قتل الفرنسي مهدي نموش أربعة أشخاص في هجوم استهدف المتحف اليهودي في بروكسل.