أردوغان يشبّه نتنياهو بهتلر: إسرائيل تجرّ العالم إلى كارثة
في تصعيد غير مسبوق، شبّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالزعيم النازي أدولف هتلر، محذراً من أن "الأطماع الصهيونية" لحكومة تل أبيب تسير بالعالم نحو كارثة شبيهة بما أشعلته النازية قبل نحو 90 عاماً.
جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية لأردوغان في الاجتماع الحادي والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد في إسطنبول تحت شعار "منظمة التعاون الإسلامي في عالم متحوّل"، في وقت يتواصل فيه التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة وإيران وبلدان عربية أخرى.
وقال أردوغان إن "نتنياهو يكرر مأساة التاريخ من موقع الجلاد هذه المرة"، مشدداً على أن "هجمات إسرائيل على غزة ولبنان وسوريا واليمن، ومؤخراً على إيران، لا يمكن وصفها إلا بأنها أعمال قرصنة، وانتهاك سافر للقانون الدولي".
ظروف أسوأ من معسكرات النازية
وفي أقوى تعبيراته، شبّه أردوغان الأوضاع الإنسانية في غزة بمعسكرات الاعتقال النازية، قائلاً: "مليونان من أشقائنا في غزة يكافحون للبقاء وسط ظروف أسوأ حتى من معسكرات الاعتقال النازية".
وأضاف أن أكثر من 55 ألف فلسطيني قُتلوا في العدوان الإسرائيلي المستمر منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، معظمهم من النساء والأطفال، فيما "تُقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، ويُقتل الأبرياء بوحشية في طوابير المساعدات".
وأشار أردوغان إلى أن إيران باتت "الهدف التالي لإرهاب الدولة الإسرائيلي"، في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية المكثفة منذ 13 حزيران/ يونيو الجاري، والتي استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين ومناطق مدنية، بالتزامن مع مفاوضات حول الملف النووي الإيراني.
وأكد أن "توقيت العدوان الإسرائيلي على إيران ليس صدفة"، متهماً حكومة نتنياهو بأنها "أكبر عقبة أمام السلام الإقليمي"، وقال: "ندين بأشد العبارات الهجمات الإسرائيلية، ونعزي الشعب الإيراني في ضحايا هذه الاعتداءات الإرهابية".
تحذير من سايكس بيكو جديد
وأعرب أردوغان عن ارتياحه لعودة سوريا إلى منظمة التعاون الإسلامي، مشدداً على ضرورة دعم وحدة أراضيها واستقرارها، محذراً في الوقت نفسه من "إعادة رسم خريطة المنطقة بدماء شعوبها"، ومؤكداً أن تركيا "لن تسمح بقيام نظام سايكس-بيكو جديد".
من جهته، قال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان إن "إسرائيل تجر المنطقة إلى حافة كارثة شاملة"، واعتبر أن المشكلة لا تتعلق بفلسطين أو لبنان أو إيران بل بـ"نهج عدواني إسرائيلي ممنهج".
وأضاف أن تركيا ستستخدم رئاستها الدورية لمنظمة التعاون الإسلامي لـ"رفع صوت العالم الإسلامي ضد الظلم" والعمل على ترسيخ العدالة الدولية.
عراقجي: إسرائيل تعرقل الدبلوماسية
في ذات الوقت، حذر وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، من انضمام الولايات المتحدة إلى العدوان الإسرائيلي، واصفاً ذلك بأنه سيكون "خطيراً على الجميع"، وأضاف "الدبلوماسية نجحت في الماضي كما في 2015، لكنها بحاجة إلى وقف العدوان لتنجح من جديد".
وقال عراقجي إن "إسرائيل لا تخفي عداءها للعمل الدبلوماسي، وتسعى لإفشاله عبر التصعيد والاغتيالات".
وعقد مجلس وزراء خارجية المنظمة جلسة خاصة مغلقة بناء على طلب إيران، لمناقشة العدوان الإسرائيلي المتصاعد، في ظل أكبر مواجهة مباشرة بين طهران وتل أبيب، بحسب الخارجية التركية.
وتأتي الدورة الحالية في إسطنبول بمشاركة نحو ألف شخصية من 57 دولة عضو، من بينهم 43 وزير خارجية و5 نواب وزراء، بالإضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة الدول التركية، وسط تغطية إعلامية واسعة.
وتأسست منظمة التعاون الإسلامي عام 1969 في قمة استثنائية بالرباط، عقب إحراق المسجد الأقصى، وتُعد ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، وتتمحور مهامها حول قضايا العالم الإسلامي والدفاع عن حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 4 ساعات
- الميادين
تزايُد مخاطر انزلاق المنطقة إلى حربٍ أوسع وأشمل
إيران صامدة ولا تنكسر بل أيضاً تبادر إلى عقاب متدرّج وكاسر، فالحرب باتت مشهداً غير مألوف وغير مسبوق في إسرائيل واليوم هو تاسع الأيام. مسيّرات إيرانية تقتحم الأجواء بشكل شبه يومي ويصيب بعضها أهدافه بعد إشغال الدفاعات الجوية واستنزاف ذخيرتها، ذلك إلى جانب الصواريخ. التي تضرب كيان الاحتلال بعمقه. وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على إيران تتزايد مخاطر انزلاق كل المنطقة إلى حرب أوسع واشمل، ومع احتمال تورط الولايات المتحدة في انخراط مباشر، بوتين حذر أمس من حرب عالمية. واليوم اجتماع لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول دعا فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى وحدة العالم الإسلامي في التصدي للأزمات وعلى رأسها اليوم اعتداءات إسرائيل الآخذة في التوسّع.


الديار
منذ 4 ساعات
- الديار
قطر تجدّد رفضها للعدوان "الإسرائيلي" على إيران وتدعو إلى خفض التصعيد عبر الحوار
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اجتمع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على هامش أعمال الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في مدينة إسطنبول التركية. وبحث الجانبان خلال اللقاء آخر المستجدات في المنطقة، مع التركيز على التصعيد الأخير، خصوصًا في ما يتعلق بالهجمات التي طالت أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وخلال الاجتماع، عبّر رئيس الوزراء القطري عن رفض بلاده للعدوان "الإسرائيلي" على إيران، مؤكدًا إدانة الدوحة الشديدة لما اعتبره انتهاكًا واضحًا لسيادة إيران، وخرقًا لقواعد القانون الدولي ومبادئه. وشدد على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد وحل الخلافات عبر الطرق الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن قطر تبذل جهودًا مستمرة مع مختلف الأطراف لدفع المسار السياسي، وتشجيع الحوار كوسيلة لمعالجة الأزمات وتثبيت الاستقرار. كما أكد أن قطر تواصل العمل مع شركائها من أجل العودة إلى طاولة الحوار، بما يسهم في معالجة القضايا العالقة وتعزيز الأمن والسلام في المنطقة والعالم.

المدن
منذ 4 ساعات
- المدن
أردوغان يشبّه نتنياهو بهتلر: إسرائيل تجرّ العالم إلى كارثة
في تصعيد غير مسبوق، شبّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالزعيم النازي أدولف هتلر، محذراً من أن "الأطماع الصهيونية" لحكومة تل أبيب تسير بالعالم نحو كارثة شبيهة بما أشعلته النازية قبل نحو 90 عاماً. جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية لأردوغان في الاجتماع الحادي والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد في إسطنبول تحت شعار "منظمة التعاون الإسلامي في عالم متحوّل"، في وقت يتواصل فيه التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة وإيران وبلدان عربية أخرى. وقال أردوغان إن "نتنياهو يكرر مأساة التاريخ من موقع الجلاد هذه المرة"، مشدداً على أن "هجمات إسرائيل على غزة ولبنان وسوريا واليمن، ومؤخراً على إيران، لا يمكن وصفها إلا بأنها أعمال قرصنة، وانتهاك سافر للقانون الدولي". ظروف أسوأ من معسكرات النازية وفي أقوى تعبيراته، شبّه أردوغان الأوضاع الإنسانية في غزة بمعسكرات الاعتقال النازية، قائلاً: "مليونان من أشقائنا في غزة يكافحون للبقاء وسط ظروف أسوأ حتى من معسكرات الاعتقال النازية". وأضاف أن أكثر من 55 ألف فلسطيني قُتلوا في العدوان الإسرائيلي المستمر منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، معظمهم من النساء والأطفال، فيما "تُقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، ويُقتل الأبرياء بوحشية في طوابير المساعدات". وأشار أردوغان إلى أن إيران باتت "الهدف التالي لإرهاب الدولة الإسرائيلي"، في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية المكثفة منذ 13 حزيران/ يونيو الجاري، والتي استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين ومناطق مدنية، بالتزامن مع مفاوضات حول الملف النووي الإيراني. وأكد أن "توقيت العدوان الإسرائيلي على إيران ليس صدفة"، متهماً حكومة نتنياهو بأنها "أكبر عقبة أمام السلام الإقليمي"، وقال: "ندين بأشد العبارات الهجمات الإسرائيلية، ونعزي الشعب الإيراني في ضحايا هذه الاعتداءات الإرهابية". تحذير من سايكس بيكو جديد وأعرب أردوغان عن ارتياحه لعودة سوريا إلى منظمة التعاون الإسلامي، مشدداً على ضرورة دعم وحدة أراضيها واستقرارها، محذراً في الوقت نفسه من "إعادة رسم خريطة المنطقة بدماء شعوبها"، ومؤكداً أن تركيا "لن تسمح بقيام نظام سايكس-بيكو جديد". من جهته، قال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان إن "إسرائيل تجر المنطقة إلى حافة كارثة شاملة"، واعتبر أن المشكلة لا تتعلق بفلسطين أو لبنان أو إيران بل بـ"نهج عدواني إسرائيلي ممنهج". وأضاف أن تركيا ستستخدم رئاستها الدورية لمنظمة التعاون الإسلامي لـ"رفع صوت العالم الإسلامي ضد الظلم" والعمل على ترسيخ العدالة الدولية. عراقجي: إسرائيل تعرقل الدبلوماسية في ذات الوقت، حذر وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، من انضمام الولايات المتحدة إلى العدوان الإسرائيلي، واصفاً ذلك بأنه سيكون "خطيراً على الجميع"، وأضاف "الدبلوماسية نجحت في الماضي كما في 2015، لكنها بحاجة إلى وقف العدوان لتنجح من جديد". وقال عراقجي إن "إسرائيل لا تخفي عداءها للعمل الدبلوماسي، وتسعى لإفشاله عبر التصعيد والاغتيالات". وعقد مجلس وزراء خارجية المنظمة جلسة خاصة مغلقة بناء على طلب إيران، لمناقشة العدوان الإسرائيلي المتصاعد، في ظل أكبر مواجهة مباشرة بين طهران وتل أبيب، بحسب الخارجية التركية. وتأتي الدورة الحالية في إسطنبول بمشاركة نحو ألف شخصية من 57 دولة عضو، من بينهم 43 وزير خارجية و5 نواب وزراء، بالإضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة الدول التركية، وسط تغطية إعلامية واسعة. وتأسست منظمة التعاون الإسلامي عام 1969 في قمة استثنائية بالرباط، عقب إحراق المسجد الأقصى، وتُعد ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، وتتمحور مهامها حول قضايا العالم الإسلامي والدفاع عن حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية.