
الجحيم أم السلام؟ سيناريوهات الصراع الأميركي الإيراني... من الضربة الأولى إلى النار الكبرى أم الالتزام؟
إيران في موقف جيوسياسي مضطرب للغاية، متمثلا في موقف الولايات المتحدة وفق الرئيس دونالد ترامب بأنه شديد الخطورة، تموج سحب الحرب في سماء منطقة الشرق الأوسط وذلك مع الأحداث المتسارعة والمتلاحقة، والأخبار غير المسبوقة حول سيناريوهات الحرب ومخرجاتها أو اللاحرب ومعطياتها! في كلا الاحتمالين النظام الإيراني وأذرعه السياسية والعسكرية هم الخاسر الأكبر.
توالت الأخبار عن إرسال حشد عسكري غير مسبوق إلى المنطقة، ولوحظت في الأيام الماضية التصريحات للمسؤولين الأميركيين، وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب حول ضربة جراحية استباقية على المواقع الحيوية في العمق الإيراني أو التزام النظام بالملفات الثلاثة (الملف النووي، الصواريخ الباليستية، أمن الممرات المائية الاستراتيجية، تفكيك أذرع إيران...) ولا تملك رفاهية اللعب على الوقت والمتناقضات.
في موقف سياسي وعسكري غير مسبوق ممثلا بحشد الولايات المتحدة لقوة عسكرية ضاربة مكونة من حاملتي الطائرات ("كارل فينسون" التي ستنضم إلى حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان) مع مجموعة المدمرات البحرية المرافقه لهما، ويمثل تمركز حاملتي طائرات وفي وقت واحد مؤشرا خطيرا على جاهزية القوات الأميركية القصوى، كما تم نقل ما يصل إلى ست قاذفات من طراز "بي - 2" إلى قاعدة عسكرية أميركية بريطانية في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي، ما يمكن هذه القاذفات الاستراتيجية التي تتمتع بتكنولوجيا الإفلات من رصد الرادارات والمجهزة لحمل أثقل القنابل الأميركية والأسلحة النووية، ومجهزة لحمل أكثر القنابل الأميركية قوة، وهي القنبلة "جي بي يو - 57" التي تزن 30 ألف رطل، وهذا هو السلاح الذي يقول الخبراء إنه يمكن استخدامه لاستهداف البرنامج النووي الإيراني، وليس لدى القوات الجوية الأميركية سوى 20 قاذفة "بي - 2"؛ لذا عادةً لا يتم الإفراط في استخدامها وهذا أيضا مؤشر خطير .
الرد الإيراني المعتاد إلى أين؟
هدد المرشد الإيراني علي خامنئي بأن أي هجوم أميركي أو إسرائيلي سيُواجه بـ"ضربة انتقامية قاسية".
جاء ذلك رداً على تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقصف إيران إذا لم توافق على اتفاق تتخلى بموجبه عن برنامجها النووي. وأشار في مقابلة مع قناة "إن بي سي نيوز" خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال ترمب: "إذا لم يتوصَّلوا إلى اتفاق، فسيكون هناك قصف لم يروا مثيله من قبل". وسبق أن حذر الحوثيين والإيرانيين، الاثنين، عبر منصته "تروث سوشيال" من أنّ "الآتي أعظم" إذا لم تتوقف الهجمات على السفن. وقال: "هجماتنا ستتواصل حتى يتوقفوا عن تشكيل تهديد لحرية الملاحة".
من جانبه، لوَّح علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، باحتمال لجوء إيران إلى إنتاج سلاح نووي إذا تعرَّضت لهجوم من الولايات المتحدة. وقال في حديث للتلفزيون الرسمي إن "فتوى المرشد تحرِّم السلاح النووي، لكن إذا أخطأت أميركا، قد يضطر الشعب الإيراني إلى المطالبة بتصنيعه". وأضاف لاريجاني: "عقلاؤهم (الأميركيون) أنفسهم أدركوا أنهم إذا هاجموا إيران، فسيدفعونها نحو السلاح النووي".
ونقلت صحيفة "واشنطن فري بيكون" عن جيمس هيويت، مدير الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي أن "الرئيس ترامب وإدارته لا يتهاونان مع التهديدات العسكرية". وتخشى القوى الغربية من تغيير مسار البرنامج النووي الإيراني، بعدما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون إيران من اليورانيوم بنسبة 60 في المائة بات يكفي لإنتاج 6 قنابل، إذا أرادت طهران رفع نسبة التخصيب إلى 90 في المائة المطلوب لإنتاج الأسلحة.
سيناريوهات الحرب أو السلم ؟
أولا / سيناريو الحرب الخاطفة المحتمل
الجميع يترقب كيف سيكون سيناريو الحملة العسكرية على إيران! إنه السلاح الحاسم للجيش الأميركي (الضربات الاستباقية) pre-emptive strikes
الضربة الاستباقية عبارة عن هجوم مضاد مسبق أو رد فعل مسبق لفعل على وشك الحدوث، فهي الضربة أو الهجوم الذي يشن بناء على معلومات مؤكدة بأن هجوم العدو أصبح وشيكا، وتوجه بغرض إحباط وإفشال نوايا وتجهيزات العدو للقيام بالعملية الهجومية. وهي ضربات ضد قوات الجانب الآخر التي نستعد للهجوم أو القيام بأعمال عدائية خطرة، بمعنى أنها توجه أساسا ضد قوات عدو بدأ التحضير استعدادا لعملية هجومية.
التوقيت
بعد اكتشاف نوايا الجانب الآخر الهجومية، وبالتالي تسبب الضربة المسبقة إرباكا لعملية إعادة التجميع لقوات الجانب الآخر، وكذا إرباك سيطرته على قواته، وبالتالي تكبيده خسائر مؤثرة على قدراته لبدء العملية الهجومية.
عمق الضربة المسبقة:
تشن الضربة المسبقة في حدود العمق التكتيكي للجانب الآخر، بهدف تدمير أجزاء من التجميع للقوات التي تستعد للهجوم، وفي عض الحالات قد تصل إلى العمق التعبوي، ويتأثر العمق الذي نصل إليه القوات البرية القائمة بشن الضربة بالآتي:
1 - نوعية وحجم القوات والوسائل المتيسرة لتوجيه الضربة المسبقة، وطبيعة وعمق الهدف.
2 - طبيعة الأرض ومدى تجهيز مسرح العمليات وتوفير القواعد الجوية والمبادأة التي توفر عمقا لعمل القوات الجوية.
3 - طبيعة دفاعات الجانب الآخر وتجهيزاته الهندسية في المنطقة الابتدائية للهجوم، وحجم قواته التي ستواجه الضربة، وتوفير الاحتياطيات واحتمالات تدخلها.
4- التهديدات المحتملة في باقي الاتجاهات الاستراتيجية.
5 - الميول السياسية للسكان المحليين ومدى ولائهم للدولة القائمة بشن الضربة، يجب أن تدار عملية شن الضربة المسبقة بمهارة بحيث يتحقق الآتي:
1 تحقيق المفاجأة.
2 السيطرة المستمرة والحازمة على القوات.
3 المحافظة على التعاون المستمر أثناء تنفيذ الضربة.
4 استغلال نتائج الضربة ومواجهة المواقف الطارئة.
سيناريو "الضربة الشاملة" على إيران يشكل احتمالات شديدة الخطورة تتعلق بالأمن الإقليمي والدولي، وقد تشمل:
المنشآت النووية* (مثل مفاعل بوشهر، منشآت نطنز وفوردو)، مراكز الصواريخ، بنى تحتية عسكرية (مطارات، قواعد بحرية، مراكز أبحاث).
ثالثا: أخيرا
نستطيع القول إن جميع المؤشرات تظهر أنهم سيخضعون للإملاءات الأميركية الجادة، كرها وطوعا، سلما أو حربا، وستتهاوى أذرعهم العسكرية والسياسية في الخارج، وسيعيدون بناء علاقاتهم الدولية والعودة إلى نقطة الصفر، بعدما وصل الاقتصاد الإيراني إلى مرحلة الركود والانكماش (6% هذا العام)، والتضخم إلى 50% متراجعا خلف الاقتصاد الفنزويلي والزيمبابويي. وهي الدولة التي على الرغم من امتلاكها ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم، ورابع احتياطي عالمي من النفط الخام، إلا أن اقتصادها هش (هو من بين الأضعف عالميا) مقارنة بعدد السكان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 33 دقائق
- Independent عربية
الجولة الخامسة من المحادثات النووية تعقد الجمعة في روما
تعقد الجولة المقبلة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووي لطهران بعد غدٍ الجمعة في روما، وفق ما أعلن وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي الذي تتولى بلاده وساطة بين طهران وواشنطن. خلافات حول التخصيب في الأثناء قالت ثلاثة مصادر إيرانية إن القيادة تفتقر إلى خطة بديلة واضحة لتطبيقها في حال انهيار الجهود الرامية إلى حل الخلاف النووي المستمر منذ عقود، في ظل تعثر المحادثات بين واشنطن وطهران جراء التوتر المتصاعد بين الطرفين حول تخصيب اليورانيوم. وأضافت المصادر أن إيران ربما تلجأ إلى الصين وروسيا "كخطة بديلة" إذا استمر هذا التعثر. لكن في ظل الحرب التجارية بين بكين وواشنطن وانشغال موسكو بحربها في أوكرانيا، تبدو خطة طهران البديلة هشة. وقال مسؤول إيراني كبير "الخطة البديلة هي مواصلة الاستراتيجية قبل بدء المحادثات. ستتجنب إيران تصعيد التوتر، وهي مستعدة للدفاع عن نفسها. وتتضمن الاستراتيجية أيضاً تعزيز العلاقات مع حلفاء مثل روسيا والصين". ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المرشد الإيراني علي خامنئي قوله في وقت سابق أمس الثلاثاء إن مطالب الولايات المتحدة بامتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم "زائدة عن الحد ومهينة"، معبراً عن شكوكه في ما إذا كانت المحادثات النووية ستفضي إلى اتفاق. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) عقبات وبعد أربع جولات من المفاوضات التي تهدف إلى كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، لا تزال هناك العديد عقبات عدة تعترض طريق المحادثات. وقال اثنان من المسؤولين الإيرانيين ودبلوماسي أوروبي إن طهران ترفض شحن كل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج أو الدخول في نقاش حول برنامجها للصواريخ الباليستية. وذكرت المصادر أنه مع إحياء الرئيس الأميركي دونالد ترمب السريع سياسة "أقصى الضغوط" على طهران منذ فبراير (شباط) الماضي، بما في ذلك تشديد العقوبات والتهديدات العسكرية، فإن القيادة الإيرانية "ليس لديها خيار أفضل" من اتفاق جديد لتجنب الفوضى الاقتصادية في الداخل التي قد تهدد حكمها. وقال المسؤول الثاني الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية "من دون رفع العقوبات لتمكين مبيعات النفط الحرة والوصول إلى الأموال، لا يمكن للاقتصاد الإيراني أن يتعافى".


رواتب السعودية
منذ 36 دقائق
- رواتب السعودية
رئيس جنوب أفريقيا يطلب من ترامب مساعدته والاستثمار معه.. فيديو
نشر في: 21 مايو، 2025 - بواسطة: خالد العلي استضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوسا، في البيت الأبيض اليوم الأربعاء، في اجتماع قد يتسم بالتوتر بعدما اتهم ترامب حكومة البلاد بالسماح بحدوث »إبادة جماعية« بحق المزارعين من الأقلية البيضاء في البلاد. ووجه ترامب سلسلة من الاتهامات لحكومة جنوب أفريقيا التي يقودها السود ، تشمل مصادرة الأراضي من المزارعين البيض، وتطبيق سياسات معادية للبيض، واتباع سياسة خارجية معادية لأمريكا. وفي السياق، طلب رئيس دولة جنوب أفريقيا من ترامب مساعدته والقيام »باستثمار« في جنوب أفريقيا . وبدوره أوضح أن ذلك من شأنه المساعدة في مكافحة »المشاكل الاجتماعية« التي تتعرض لها بلاده. .. : ترامب يطالب بالتحقيق في مزاعم دفع هاريس أموالاً لمشاهير لدعم حملتها الرئاسية الرجاء تلخيص المقال التالى الى 50 كلمة فقط استضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوسا، في البيت الأبيض اليوم الأربعاء، في اجتماع قد يتسم بالتوتر بعدما اتهم ترامب حكومة البلاد بالسماح بحدوث »إبادة جماعية« بحق المزارعين من الأقلية البيضاء في البلاد. ووجه ترامب سلسلة من الاتهامات لحكومة جنوب أفريقيا التي يقودها السود ، تشمل مصادرة الأراضي من المزارعين البيض، وتطبيق سياسات معادية للبيض، واتباع سياسة خارجية معادية لأمريكا. وفي السياق، طلب رئيس دولة جنوب أفريقيا من ترامب مساعدته والقيام »باستثمار« في جنوب أفريقيا . وبدوره أوضح أن ذلك من شأنه المساعدة في مكافحة »المشاكل الاجتماعية« التي تتعرض لها بلاده. .. : ترامب يطالب بالتحقيق في مزاعم دفع هاريس أموالاً لمشاهير لدعم حملتها الرئاسية المصدر: صدى


صدى الالكترونية
منذ ساعة واحدة
- صدى الالكترونية
رئيس جنوب أفريقيا يطلب من ترامب مساعدته والاستثمار معه.. فيديو
استضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوسا، في البيت الأبيض اليوم الأربعاء، في اجتماع قد يتسم بالتوتر بعدما اتهم ترامب حكومة البلاد بالسماح بحدوث 'إبادة جماعية' بحق المزارعين من الأقلية البيضاء في البلاد. ووجه ترامب سلسلة من الاتهامات لحكومة جنوب أفريقيا التي يقودها السود ، تشمل مصادرة الأراضي من المزارعين البيض، وتطبيق سياسات معادية للبيض، واتباع سياسة خارجية معادية لأمريكا. وفي السياق، طلب رئيس دولة جنوب أفريقيا من ترامب مساعدته والقيام 'باستثمار' في جنوب أفريقيا . وبدوره أوضح أن ذلك من شأنه المساعدة في مكافحة 'المشاكل الاجتماعية' التي تتعرض لها بلاده. اقرأ أيضًا :