
هل ساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير الجامعات نحو الأفضل؟
Getty Images
أفادت دراسة استقصائية بأن 44 في المئة من طلاب المملكة المتحدة متحمسون للذكاء الاصطناعي وما يوفره من فرص
أثّر الذكاء الاصطناعي منذ انتشاره الواسع على مختلف الصناعات حول العالم، لكن تأثيره على التعليم العالي كان أكثر وضوحاً وقوة.
وأحدثت القدرة على الحصول على معلومات مفصلة بضغطة زر، تحولاً جذرياً في شكل الدراسات الجامعية، لكن يبقى السؤال: هل هذا التغيير يصب في مصلحة التعليم؟
كشفت دراسة حديثة شملت آلاف الطلاب حول العالم أن كثيرين من هؤلاء الطلاب لجأوا إلى التكنولوجيا للمساعدة في دراستهم، إلا أن بعضهم أعرب عن قلقه من تأثيرها المحتمل على مستقبلهم المهني.
وقالت طالبة لبي بي سي إن الذكاء الاصطناعي كان نقطة تحول في مسيرتها التعليمية، مؤكدة أنه ساعدها على الشعور بثقة أكبر في أدائها الأكاديمي.
في المقابل، تبنى الخبراء موقفاً أكثر تحفظاً تجاه تأثيرات الذكاء الاصطناعي، حيث وصفها أحدهم بأنها تحمل جوانب إيجابية وأخرى سلبية على دراسات التعليم العالي.
Getty Images
تمكّن أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" المستخدمين من الحصول على ردود مفصلة بسرعة وسهولة
سانجايا فيليبس، من مواليد ورشيسترشاير، تدرس حالياً إدارة الاتصالات التسويقية في جامعة أكسفورد بروكس.
وقالت الطالبة البالغة من العمر 22 عاماً إنها تستخدم الذكاء الاصطناعي، بإذن من المحاضرين، للحصول على أفكار ولهيكلة المقالات أثناء دراستها.
وقالت فيليبس، التي تقضي حالياً سنة تدريب عملي، إن التكنولوجيا منحتها "الطمأنينة"، وساعدتها على "زيادة ثقتها" في أداء عملها.
وأضافت: "في سنتي الثانية، أصبح الذكاء الاصطناعي بارزًا للغاية، خصوصًا عند استخدامه كأداة للدراسة أو لدعمي في التكيف مع مهامي الجامعية".
وتابعت: "في جامعة بروكس، تجري نقاشات مفتوحة حول طرق استخدام الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن الاستفادة منه في مساعدة إعداد الواجبات وتنظيمها، أو الوصول إلى أفكار إبداعية".
وأضافت: "في بعض الأحيان، قد تقضي يوماً كاملاً في البحث عن أفكار إبداعية، لكن باستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن توليد هذه الأفكار خلال 30 دقيقة فقط".
وقالت: "لقد غير هذا بالتأكيد تجربتي الأكاديمية".
وشارك طلاب آخرون مع بي بي سي تجاربهم في استخدام الذكاء الاصطناعي للغش أثناء الدراسة، حيث عبرت إحدى الطالبات عن "ندمها الشديد" على استخدام هذه التكنولوجيا.
وأشار الدكتور تشارلي سيمبسون، الكاتب المتخصص في الذكاء الاصطناعي في التعليم، إلى أن "البحث عن جوانب في التعليم العالي لا يؤثر عليها الذكاء الاصطناعي أصبح أمراً في غاية الصعوبة".
وأضاف سيمبسون، وهو أيضاً محاضر أول في العلوم الرياضية والتمارين الرياضية في جامعة أكسفورد بروكس: "عندما تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، فإنها تمكن الطلاب من توجيه انتباههم إلى الأجزاء الأكثر أهمية من التعلم وتحسين تنميتهم الذاتية".
وتابع: "ومع ذلك، إذا لم يُستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول في إطار برنامج دراسي للحصول على درجة علمية، واستعان الطلاب بالتكنولوجيا فقط للحصول على مؤهل، فإن هذا لن يخدم أي غرض مفيد".
وكشفت دراسة حديثة أجرتها شركة سكن الطلاب "يوغو" أن 44 في المئة من طلاب المملكة المتحدة يشعرون بالحماس تجاه الذكاء الاصطناعي، وأن نسبة مماثلة منهم استخدمته بالفعل خلال دراستهم.
وقال البروفيسور كييتشي ناكاتا، من كلية هنلي لإدارة الأعمال، إن "الذكاء الاصطناعي، كأي تقنية جديدة، له تأثيرات إيجابية وسلبية على التعليم".
يشغل البروفيسور ناكاتا منصب مدير قسم الذكاء الاصطناعي في معهد "عالم العمل" التابع لكلية الأعمال، وهو جزء من جامعة ريدينغ، حيث يعمل على مساعدة المؤسسات في فهم التكنولوجيا.
وأوضح أن "هذا أمر إيجابي، لأنه يمنح الطلاب الآن مجموعة إضافية من الأدوات للعمل بها عند استخدامها بشكل مناسب ومسؤول".
وأضاف: "ومع ذلك، إذا استُخدم فقط لتوفير الجهد أو لإنجاز العمل بدلاً عنك، فإنه لا يساعد الطلاب على اكتساب المعرفة والمهارات والسلوكيات اللازمة من خلال دراستهم".
"نظام الدعم"
وأوضح الدكتور سيمبسون أنه في حال تبنت الجامعات الذكاء الاصطناعي وتكيفت معه بفعالية، فإن خريجي المستقبل قد يمتلكون قدرات "تفوق بكثير" ما امتلكته الأجيال السابقة.
وأضاف أن "الشهادات الجامعية في المستقبل سيكون من الصعب الحصول عليها كما هو الحال الآن، لكن قدرات الخريجين سوف تزيد، وبالتالي فإن معايير الدرجات العلمية يجب أن ترتفع أيضاً".
وتوصلت دراسة أجرتها مؤسسة "يوغو"، وشملت 7274 طالباً من مختلف أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا، إلى أن 78 في المئة من طلاب المملكة المتحدة يخشون فقدان وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي.
وأظهرت دراسة حديثة، أجرتها كلية هينلي للأعمال الشهر الماضي أن موظفي المملكة المتحدة ينظرون للتكنولوجيا بتفاؤل، إلا أنهم يشعرون بالإجهاد نتيجة استخدامها.
وأوضحت فيليبس أنها لا تشعر بالقلق من احتمال فقدان الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أنها تنظر إلى هذه التكنولوجيا على أنها "وسيلة دعم".
وشددت على ضرورة أن يقوم الناس بـ "تغيير طريقة فهمهم للذكاء الاصطناعي وكيفية الاستفادة منه، بدلاً من رؤيته كبديل لهم".
ويرى البروفيسور ناكاتا أن "الكفاءة في التعامل مع الذكاء الاصطناعي" ستصبح مطلباً شائعاً لدى أصحاب العمل في المستقبل القريب، مشابهاً لمهارات تكنولوجيا المعلومات".
وأضاف: "من الواضح أن هذا يختلف باختلاف الصناعات والأدوار الوظيفية، لكن القدرة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل مناسب ومسؤول لتعزيز الإنتاجية في العمل من شأنها أن تؤثر إيجابياً على فرص الطلاب الجامعيين المستقبلية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 2 أيام
- الوسط
هل ساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير الجامعات نحو الأفضل؟
Getty Images أفادت دراسة استقصائية بأن 44 في المئة من طلاب المملكة المتحدة متحمسون للذكاء الاصطناعي وما يوفره من فرص أثّر الذكاء الاصطناعي منذ انتشاره الواسع على مختلف الصناعات حول العالم، لكن تأثيره على التعليم العالي كان أكثر وضوحاً وقوة. وأحدثت القدرة على الحصول على معلومات مفصلة بضغطة زر، تحولاً جذرياً في شكل الدراسات الجامعية، لكن يبقى السؤال: هل هذا التغيير يصب في مصلحة التعليم؟ كشفت دراسة حديثة شملت آلاف الطلاب حول العالم أن كثيرين من هؤلاء الطلاب لجأوا إلى التكنولوجيا للمساعدة في دراستهم، إلا أن بعضهم أعرب عن قلقه من تأثيرها المحتمل على مستقبلهم المهني. وقالت طالبة لبي بي سي إن الذكاء الاصطناعي كان نقطة تحول في مسيرتها التعليمية، مؤكدة أنه ساعدها على الشعور بثقة أكبر في أدائها الأكاديمي. في المقابل، تبنى الخبراء موقفاً أكثر تحفظاً تجاه تأثيرات الذكاء الاصطناعي، حيث وصفها أحدهم بأنها تحمل جوانب إيجابية وأخرى سلبية على دراسات التعليم العالي. Getty Images تمكّن أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" المستخدمين من الحصول على ردود مفصلة بسرعة وسهولة سانجايا فيليبس، من مواليد ورشيسترشاير، تدرس حالياً إدارة الاتصالات التسويقية في جامعة أكسفورد بروكس. وقالت الطالبة البالغة من العمر 22 عاماً إنها تستخدم الذكاء الاصطناعي، بإذن من المحاضرين، للحصول على أفكار ولهيكلة المقالات أثناء دراستها. وقالت فيليبس، التي تقضي حالياً سنة تدريب عملي، إن التكنولوجيا منحتها "الطمأنينة"، وساعدتها على "زيادة ثقتها" في أداء عملها. وأضافت: "في سنتي الثانية، أصبح الذكاء الاصطناعي بارزًا للغاية، خصوصًا عند استخدامه كأداة للدراسة أو لدعمي في التكيف مع مهامي الجامعية". وتابعت: "في جامعة بروكس، تجري نقاشات مفتوحة حول طرق استخدام الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن الاستفادة منه في مساعدة إعداد الواجبات وتنظيمها، أو الوصول إلى أفكار إبداعية". وأضافت: "في بعض الأحيان، قد تقضي يوماً كاملاً في البحث عن أفكار إبداعية، لكن باستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن توليد هذه الأفكار خلال 30 دقيقة فقط". وقالت: "لقد غير هذا بالتأكيد تجربتي الأكاديمية". وشارك طلاب آخرون مع بي بي سي تجاربهم في استخدام الذكاء الاصطناعي للغش أثناء الدراسة، حيث عبرت إحدى الطالبات عن "ندمها الشديد" على استخدام هذه التكنولوجيا. وأشار الدكتور تشارلي سيمبسون، الكاتب المتخصص في الذكاء الاصطناعي في التعليم، إلى أن "البحث عن جوانب في التعليم العالي لا يؤثر عليها الذكاء الاصطناعي أصبح أمراً في غاية الصعوبة". وأضاف سيمبسون، وهو أيضاً محاضر أول في العلوم الرياضية والتمارين الرياضية في جامعة أكسفورد بروكس: "عندما تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، فإنها تمكن الطلاب من توجيه انتباههم إلى الأجزاء الأكثر أهمية من التعلم وتحسين تنميتهم الذاتية". وتابع: "ومع ذلك، إذا لم يُستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول في إطار برنامج دراسي للحصول على درجة علمية، واستعان الطلاب بالتكنولوجيا فقط للحصول على مؤهل، فإن هذا لن يخدم أي غرض مفيد". وكشفت دراسة حديثة أجرتها شركة سكن الطلاب "يوغو" أن 44 في المئة من طلاب المملكة المتحدة يشعرون بالحماس تجاه الذكاء الاصطناعي، وأن نسبة مماثلة منهم استخدمته بالفعل خلال دراستهم. وقال البروفيسور كييتشي ناكاتا، من كلية هنلي لإدارة الأعمال، إن "الذكاء الاصطناعي، كأي تقنية جديدة، له تأثيرات إيجابية وسلبية على التعليم". يشغل البروفيسور ناكاتا منصب مدير قسم الذكاء الاصطناعي في معهد "عالم العمل" التابع لكلية الأعمال، وهو جزء من جامعة ريدينغ، حيث يعمل على مساعدة المؤسسات في فهم التكنولوجيا. وأوضح أن "هذا أمر إيجابي، لأنه يمنح الطلاب الآن مجموعة إضافية من الأدوات للعمل بها عند استخدامها بشكل مناسب ومسؤول". وأضاف: "ومع ذلك، إذا استُخدم فقط لتوفير الجهد أو لإنجاز العمل بدلاً عنك، فإنه لا يساعد الطلاب على اكتساب المعرفة والمهارات والسلوكيات اللازمة من خلال دراستهم". "نظام الدعم" وأوضح الدكتور سيمبسون أنه في حال تبنت الجامعات الذكاء الاصطناعي وتكيفت معه بفعالية، فإن خريجي المستقبل قد يمتلكون قدرات "تفوق بكثير" ما امتلكته الأجيال السابقة. وأضاف أن "الشهادات الجامعية في المستقبل سيكون من الصعب الحصول عليها كما هو الحال الآن، لكن قدرات الخريجين سوف تزيد، وبالتالي فإن معايير الدرجات العلمية يجب أن ترتفع أيضاً". وتوصلت دراسة أجرتها مؤسسة "يوغو"، وشملت 7274 طالباً من مختلف أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا، إلى أن 78 في المئة من طلاب المملكة المتحدة يخشون فقدان وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي. وأظهرت دراسة حديثة، أجرتها كلية هينلي للأعمال الشهر الماضي أن موظفي المملكة المتحدة ينظرون للتكنولوجيا بتفاؤل، إلا أنهم يشعرون بالإجهاد نتيجة استخدامها. وأوضحت فيليبس أنها لا تشعر بالقلق من احتمال فقدان الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أنها تنظر إلى هذه التكنولوجيا على أنها "وسيلة دعم". وشددت على ضرورة أن يقوم الناس بـ "تغيير طريقة فهمهم للذكاء الاصطناعي وكيفية الاستفادة منه، بدلاً من رؤيته كبديل لهم". ويرى البروفيسور ناكاتا أن "الكفاءة في التعامل مع الذكاء الاصطناعي" ستصبح مطلباً شائعاً لدى أصحاب العمل في المستقبل القريب، مشابهاً لمهارات تكنولوجيا المعلومات". وأضاف: "من الواضح أن هذا يختلف باختلاف الصناعات والأدوار الوظيفية، لكن القدرة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل مناسب ومسؤول لتعزيز الإنتاجية في العمل من شأنها أن تؤثر إيجابياً على فرص الطلاب الجامعيين المستقبلية".


الوسط
منذ 2 أيام
- الوسط
مدن تغرق: من واشنطن وحتى الإسكندرية، وطوكيو تجد الحل
Getty Images تعد بعض المدن الساحلية في آسيا وأفريقيا وأوروبا والأمريكيتين، معرضة بشكل خاص لارتفاع منسوب مياه البحر. وقد أجرت جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، دراسة على 48 مدينة ساحلية، وعزت هبوط الأرض في هذه المناطق إلى تغيرات المناخ وما يسمى بـ"غرق الأرض". وتُقدر بي بي سي أن ما يقرب من 160 مليون شخص يعيشون في هذه المناطق، بناءً على الدراسة وبيانات السكان الصادرة عن الأمم المتحدة. ورُصدت أشد حالات هبوط الأرض تطرفاً في تيانجين في الصين، التي شهدت تطوراً صناعياً وبنيوياً سريعاً، وتبيّن أن بعض أجزاء المدينة غرقت بمعدل 18.7 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020. كما تعد العاصمة الإندونيسية جاكرتا، واحدة من عشرات المناطق الساحلية التي تهبط بسرعة مثيرة للقلق، وفقاً للدراسة. ارتفاع معدلات استخراج المياه الجوفية ويُعتبر استخراج المياه الجوفية سبباً رئيسياً لهبوط الأرض في نصف المدن الساحلية الـ 48 التي حددتها جامعة نانيانغ وحللتها بي بي سي، وبالإضافة إلى تأثير الأنشطة البشرية الأخرى، مثل البناء والتعدين. كما يُمكن للعوامل الطبيعية، بما في ذلك التحولات التكتونية والزلازل والتماسك الطبيعي للتربة - إذ تضغط التربة على بعضها البعض وتصبح أكثر كثافة مع مرور الوقت - أن تلعب دوراً أيضاً، لكن بعض الخبراء يعتقدون أن تأثيرها أقل من تأثير البشر. وتقول شيريل تاي الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن "الكثير من المدن التي غرقت تقع في آسيا أو جنوب شرق آسيا"، مرجحةً أن ذلك يعود إلى ارتفاع الطلب على المياه بشكل كبير في تلك المناطق، مع النمو السكاني السريع والتطور العمراني الكبير. وتضيف: "قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدلات استخراج المياه الجوفية، ومن ثم قد يتفاقم الوضع.. وهذا يعني أن الفيضانات ستكون أكثر تواتراً وكثافةً وطولاً في المستقبل"، موضحةً أنه قد يكون هناك أيضاً "تسرب للمياه المالحة، مما قد يؤثر على الأراضي الزراعية وجودة مياه الشرب". وتتأثر بعض أنواع الأراضي أكثر من غيرها، وتعتقد الباحثة تاي أن المخاطر حادة بشكل خاص بالنسبة للعديد من المدن الساحلية التي تقع في منطقة دلتا منخفضة، حيث تنقسم الأنهار قبل أن تصل إلى البحر. ويشمل ذلك أماكن مثل جاكرتا وبانكوك ومدينة هو تشي وشنغهاي. "تأثير الوعاء" وفي حين تُواجه العديد من المدن الساحلية مزيجاً من هبوط الأرض وارتفاع منسوب مياه البحار، فإنها تبحث عن حلول، لكن هذه الحلول قد تُسهم أحياناً في مشاكل أخرى. وقامت بعض المدن، بما في ذلك جاكرتا والإسكندرية في مصر ومدينة هو تشي في فيتنام، ببناء سدود وجدران وحواجز رملية على طول سواحلها في محاولة لمنع الفيضانات من البحر. لكن مع ارتفاع الجدران واتساعها، قد ينشأ ما يُعرف بـ"تأثير الوعاء"، كما يقول البروفيسور بيترو تيتيني من جامعة بادوفا في إيطاليا، مما قد يؤدي إلى احتجاز مياه الأمطار والأنهار في بعض المناطق ومنعها من التدفق إلى البحر. وهو ما قد يُسهم في حدوث فيضانات. وقامت مدينتا جاكرتا وهو تشي ببناء محطات ضخ لتصريف المياه الزائدة، إلّا أن ذلك لا يُعالج أسباب هبوط الأرض و الفيضانات. Getty Images كيف حلّت طوكيو المشكلة؟ عندما لاحظت طوكيو أن أجزاءً من مدينتها تهبط، اتخذت نهجاً مختلفاً وقررت معالجة جذور المشكلة. وتباطأ هبوط الأرض بشكل ملحوظ في سبعينيات القرن الماضي بعد أن فرضت طوكيو لوائح صارمة على استخراج المياه الجوفية. كما أنشأت نظاماً لإدارة إمدادات المياه، الذي يرى العلماء أنه الطريقة الأكثر فعالية لوقف هبوط الأرض. ووجدت دراسة جامعة تايوان أن المدينة أصبحت أكثر استقراراً، على الرغم من انخفاض منسوب المياه في بعض المناطق الصغيرة بمعدل يتراوح بين 0.01 و2.4 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020. حلول أخرى ولا تزال بعض المدن الآسيوية تنظر إلى نهج طوكيو كنموذج يُحتذى به. فعلى سبيل المثال، خفضت تايبيه، عاصمة تايوان، من استخراج المياه الجوفية في سبعينيات القرن الماضي، مما ساعد بدوره على إبطاء معدلات هبوطها. كما تُنظم العديد من المدن الأخرى، بما في ذلك هيوستن وبانكوك ولندن، استخراج المياه الجوفية لضمان ألا يكون منخفضاً جداً أو مرتفعاً جداً. وعلى الرغم من فعالية نظام طوكيو، إلا أن هناك شكوكاً حول إمكانية تطبيقه على نطاق واسع نظراً لارتفاع تكاليف البناء والصيانة، كما يقول البروفيسور ميغيل إستيبان من جامعة واسيدا في اليابان. وقد جربت بعض المدن أساليب مختلفة، مثل شنغهاي التي طبقت أسلوب "حقن المياه"، حيث قامت هذه المدينة بحقن مياه نقية من نهر اليانغتسي في باطن الأرض عبر آبار كانت تُستخدم سابقاً لاستخراج المياه الجوفية. وقد تبنت مدن أخرى، مثل تشونغ تشينغ في الصين وسان سلفادور في السلفادور، مبادئ المدن الإسفنجية. وتعتمد المدينة الإسفنجية على أسطح مصممة لامتصاص المياه بشكل طبيعي، مثل التربة والعشب والأشجار. وتُعطى الأولوية لبناء الحدائق والأراضي الرطبة والمساحات الخضراء، على ضفاف البحيرات والبرك حيث يمكن تحويل المياه وتخزينها خلال موسم الأمطار. ويحذر الخبراء أنه وبدون تغيير، سيخوض العديد معركة خاسرة مع هبوط منازلهم تدريجياً. وفيما يلي قائمة بأسماء المدن الـ 48 التي شملتها الدراسة: BBC قائمة بأسماء المدن الـ 48 التي شملتها الدراسة نُبذة عن نتائج الدراسة الإسكندرية، مصر وفقاً للدراسة التي أجرتها جامعة نانيانغ، غرقت أجزاء من مدينة الإسكندرية بمعدل يتراوح بين 0.01 سم و2.7 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020. وتُقدر بي بي سي، أن 270 ألف شخص يعيشون في المناطق المُعرّضة للغرق. ويقول الخبراء إن ارتفاع مستويات استخراج المياه الجوفية واستصلاح الأراضي، ساهم في هبوط الأراضي عن مستوى سطح البحر على مدى عقود، مما يُنذر بخطر حدوث فيضانات أشد في المستقبل. برشلونة، إسبانيا غرقت معظم المناطق المعرضة للهبوط بمعدل يتراوح بين 0.01 سم و0.2 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020، وفقاً للدراسة، كما وجدت هبوطاً ملحوظاً في ميناء برشلونة، بمعدل 7 سم سنوياً. وتقدر بي بي سي، أن حوالي 800 ألف شخص يعيشون في المناطق المعرضة للهبوط. ويُحذر الخبراء من أن الميناء، المبني على أراضٍ مستصلحة، معرض لاستمرار الهبوط والفيضانات الشديدة في المستقبل. إسطنبول، تركيا انخفضت أجزاء من إسطنبول بمعدل يتراوح بين 0.01 سم و13.2 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020. وتقدر بي بي سي، أن أربعة ملايين شخص يعيشون في المناطق التي تشهد هبوطاً في الأراضي. وكان مطار إسطنبول من أسرع المناطق هبوطاً في المدينة، حيث إذ هبط بمعدل 13.2 سم سنوياً. لندن، المملكة المتحدة انخفضت معظم المناطق المُعرّضة للغرق في لندن بمعدل أقل من سنتيمتر واحد سنوياً بين عامي 2014 و2020. وحدث هبوط كبير في بعض المواقع، مثل جنوب أبمينستر، الذي هبط بمعدل 4 سنتيمترات سنوياً. ويرتبط هذا الهبوط، الذي تسبب في عدم استواء أسطح الأرض، بعوامل مختلفة، بما في ذلك استخراج المياه الجوفية، والحمل الذي تشكله البنية التحتية، وطبيعة التربة الطينية، وفقاً للخبراء. واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية انخفضت أجزاء من واشنطن العاصمة بمعدل يتراوح بين 0.01 سم و2.2 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020. وتقدر بي بي سي، أن 100 ألف شخص يعيشون في المناطق التي تعرضت لهبوط الأرض. وتعمل العاصمة الأمريكية حالياً على الحد من استخراج المياه الجوفية التي لطالما استخدمتها لأغراض الشرب في المنازل والمكاتب الحكومية والمستشفيات والصناعات، قبل أن تستبدلها تدريجياً بالمياه السطحية.


الوسط
منذ 3 أيام
- الوسط
"تسريب تقرير للاتحاد الأوروبي حول غزة يُفاقم الضغوط على إسرائيل"
Getty Images فلسطينيون ينتظرون الحصول على وجبات ساخنة توزعها منظمات خيرية في قطاع غزة. 4 يونيو/ حزيران 2025 نستهل جولتنا من صحيفة "يوأوبزرفر" التي نشرت مقالاً حصرياً، بقلم أندرو ريتمان، يُسلط الضوء على تسريب تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة لعام 2024 وتصرفات إسرائيل في الحرب. يبدأ المقال بالحديث عن المراجعة التي يجريها الاتحاد الأوروبي حالياً بشأن شراكته مع إسرائيل، في ضوء تصرفاتها في حربها على قطاع غزة، والتي يتوقع إتمامها بحلول 23 من يونيو/ حزيران، عندما يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعهم الأخير قبل العطلة الصيفية. ثم ينتقل المقال للحديث عن مراجعة أجرتها وحدة حقوق الإنسان، في وزارة خارجية الاتحاد الأوروبي، لتصرفات إسرائيل في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2024، والتي ظهرت نتائجها في وثيقة داخلية سرية للغاية، أمر بها جوزيب بوريل مسؤول الخارجية في الاتحاد الأوروبي آنذاك. ونشرت الصحيفة صفحات من التقرير الأوروبي. كانت اقتباسات متفرقة من التقرير قد نُشرت لأول مرة، على موقع The Intercept الإخباري الأمريكي، في ديسمبر/ كانون الأول 2024. لكن مصادر صحيفة "يوأوبزرفر" وافقت الآن على نشر التقرير السابق كاملاً لأول مرة، لإظهار ما توصلت إليه رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ومسؤولوها "من حقائق راسخة للاتحاد الأوروبي بشأن حرب غزة"، حسب الصحيفة. وكتبت: "التقرير السابق يتضمن إدانة بالغة، لدرجة أنه سيُسخر من الاتحاد الأوروبي إذا ما أعلن، في 23 يونيو/حزيران، أن إسرائيل لم تنتهك المادة 2 من الاتفاقية الثنائية بشأن الامتثال لحقوق الإنسان". وتنص المادة 2 على أن "العلاقات بين الطرفين (الاتحاد الأوروبي وإسرائيل)، وكذلك جميع أحكام الاتفاقية نفسها، يجب أن تستند إلى احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية". وذكرت وثيقة الاتحاد الأوروبي لعام 2024 أنها "لا تتضمن أي حكم قيمي من جانب الاتحاد الأوروبي"، لكنها قالت أيضاً إن إسرائيل "انتهكت المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي" بقتلها عشرات الآلاف من النساء والأطفال. كما تحدث التقرير عن "استخدام إسرائيل للتجويع كأسلوب حرب، وهو ما يُشكل جرائم فظيعة"، مستنداً إلى مصادر موثوقة، مثل نتائج مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وأحكام محكمة العدل الدولية، وفق الصحيفة. واستشهدت الصحيفة بآراء العديد من الحقوقيين بشأن التقرير الأوروبي والانتهاكات الإسرائيلية، التي "ازدادت سوءاً منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024". ومن ذلك على سبيل المثال ما صرّح به فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، في 16 مايو/أيار بأن الإجراءات الإسرائيلية في غزة "ترقى إلى مستوى التطهير العرقي". كما ذكرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة في 13 مارس/آذار، على سبيل المثال، أن الجيش الإسرائيلي مذنب بارتكاب "جريمة ضد الإنسانية تتمثل في إبادة" مدنيين في غزة، بالإضافة إلى "العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي" ضد النساء والأطفال الفلسطينيين، والذي "يرقى إلى مستوى التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية والمهينة"، وفق ما نقلته الصحيفة. ويتطلب تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل برمتها – الذي يتوقع أن يتخذ فيه الاتحاد قراراً في أواخر يونيو/ حزيران - إجماعاً في مجلس الاتحاد الأوروبي، حيث من المتوقع أن تستخدم المجر، الحليف الأقوى لإسرائيل في الاتحاد، حق النقض (الفيتو) ضد مثل هذه الخطوة، وفقاً لما ذكره دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي للصحيفة. "كما أن تعليق الجزء التجاري فقط من الاتفاق، والذي قد يُكلف إسرائيل حوالي مليار يورو سنوياً وفقاً لتقديرات منظمات المجتمع المدني، يتطلب تصويتاً بأغلبية مؤهلة - ولكن هذا يعني أيضاً أن على ألمانيا أو إيطاليا أن تغير موقفها ليصبح مناهضاً لإسرائيل لتمرير التصويت". ولم تنضم ألمانيا ولا إيطاليا إلى الدول الـ 17 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي دعت إلى مراجعة المادة الثانية من اتفاقية الشراكة في 20 مايو/أيار. وكتبت الصحيفة: "لقد فقد الاتحاد الأوروبي مصداقيته بالفعل في دول الجنوب وفي نظر جمهوره العام، بمنحه إسرائيل تصريحاً مجانياً بشأن غزة". ونقلت الصحيفة عن هيو لوفات، خبير شؤون الشرق الأوسط بمركز أبحاث المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية، قوله: "يكمن الخطر الأكبر في أن تُطيل مفوضية الاتحاد الأوروبي عملية المراجعة، وفي النهاية لا تُصدر قراراً بشأن المادة 2، تاركةً القرار للدول الأعضاء"، مشيراً إلى أن ذلك هو أحد النتائج التي "يتكهن بها مسؤولون بالاتحاد الأوروبي في جلسات خاصة". "لغز ترامب الكبير بشأن الصين" AFP دونالد ترامب (يسار) يصافح الرئيس الصيني شي جين بينغ. أرشيف وننتقل إلى صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، ومقال يناقش علاقة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالصين كتبه إدوارد لوس. يرى الكاتب أن ترامب واضح تماماً في بعض الأمور، مثل كراهيته للهجرة أو العجز التجاري، لكن فيما يتعلق بسياساته نحو الصين فإن الأمر ليس كذلك. ويقول إنه لا يمكن التنبؤ بأي شيء يتعلق بسياسة ترامب تجاه الصين، متسائلاً عن موقفه إزاء تايوان، أو ما إذا كان يريد أن تنفصل الولايات المتحدة عن الصين تجارياً. وكتب: "من غير المرجح أن تُزيل مكالمة ترامب الهاتفية القادمة المفترضة مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، حيرتنا. الصين هي لغز ترامب الكبير". يرى الكاتب أن العنصر الصيني الأمريكي في حرب ترامب التجارية المتقطعة يندرج في فئة خاصة به، على خلاف الاتحاد الأوروبي أو كندا على سبيل المثال. "على النقيض من ذلك، تشكل طموحات الصين التكنولوجية ذات الاستخدام المزدوج معضلة جيوسياسية كبيرة لأمريكا. إن كيفية تعامل ترامب مع هذه الأمور - سواء ألغى قيود جو بايدن المسماة (الساحة الصغيرة والسياج العالي) على تجارة أشباه الموصلات مع الصين من عدمه - مهمة للجميع". ومع ذلك، ليس هناك سوى القليل من الأدلة على مدى قلق ترامب من هذه المسألة، فالتأثير يسير في كلا الاتجاهين. ورغم أنه يمكن للولايات المتحدة أن تستمر في تقييد وصول الصين إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والرقائق، إلا أن ترامب قد خفف بالفعل بعض هذه القيود، وفق الكاتب. "هل سيزيد التعريفات مرة أخرى إذا لم ترفع الصين حظرها؟ لا سبيل لمعرفة ذلك. في يوم من الأيام، اعتقد ترامب أن تطبيق تيك توك المملوك للصين يشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي. وهو الآن يُبقي تطبيق التواصل الاجتماعي حياً (غير محظور) - مع احتمال بيعه قسراً لشريك تجاري لترامب - ضد رغبات الكونغرس والمحكمة العليا". ويرى الكاتب أن نفس الارتباك يسود بشأن تايوان، إذ تحث أصوات عديدة في إدارة ترامب على دفاع صارم عن تايوان، في حال تعرضها لغزو من الصين. واستشهد الكاتب بتصريح لوزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، الأسبوع الماضي قال فيه: "إن التهديد الذي تشكله الصين (على تايوان) حقيقي. وقد يكون وشيكاً"، معتبراً أن "قلة في الولايات المتحدة أو حول العالم يأخذون كلام هيغسيث على محمل الجد". وكتب: "يُعتقد على نطاق واسع أن الصين تُجهّز لشنّ غزو على تايوان بحلول عام 2027. من المُحتمل أن يكون هيغسيث قد صدق في تصريحاته، ولكن لا يُمكن افتراض مصداقيته. وهكذا، فقد خلق ترامب خطراً حقيقياً على الأمن القومي بجعل وزير دفاعه يُصرّح بتصريحات كاذبة". "بوتين يخنق قطاع التكنولوجيا الروسي" Getty Images وأخيراً، نختتم جولتنا من صحيفة موسكو تايمز، ومقال بعنوان "كيف انقلب بوتين على التكنولوجيا وخنق أحلام روسيا في مجال السيليكون"، بقلم/ جيسون كوركوران. يقول الكاتب إنه قبل فترة ليست ببعيدة، كانت روسيا تحاول جذب شركات التكنولوجيا الغربية العملاقة، بينما اليوم، يُخطط الرئيس فلاديمير بوتين لكيفية "خنقها". وبعد أن كانت تلقى ترحيباً باعتبارها رموزاً للابتكار والترابط العالمي، تُصوّر هذه الشركات الآن كأعداء للدولة الروسية. وكتب: "علينا خنقهم، أقول هذا دون تردد" هذا ما قاله بوتين لقادة الأعمال في اجتماع بالكرملين الأسبوع الماضي. وكان يردّ على شكاوى من الرئيس التنفيذي لشركة إيفا تكنولوجيز، ستانيسلاف إيودكوفسكي، الذي صرّح بأن الشركات الروسية تخسر مليارات الدولارات لأن الشركات الأجنبية، مثل زووم ومايكروسوفت، لم تنسحب تماماً من السوق". واعتبر الكاتب هذه الاستراتيجية فاشلة، إذ "قامت موسكو بالفعل بعمل رائع في خنق قطاع تكنولوجيا المعلومات الروسي. لقد أدت عقود من الفساد والريبة وجنون العظمة إلى رحيل الكثير من المواهب التقنية العالمية (الروس) من البلاد. إن الأشخاص القادرين على بناء شركات التكنولوجيا الروسية العظيمة يعيشون الآن في المنفى، من دبي إلى برلين إلى يريفان"، في إشارة على عاصمة دولة أرمينيا. يشير الكاتب إلى أنه التقى بالعشرات من هؤلاء الروس "المنفيين" المتخصصين في التكنولوجيا، منذ بداية الحرب مع أوكرانيا، وإن لا أحد منهم يخطط للعودة، مهما وعد الكرملين بقروض عقارية مدعومة وإعفاءات وامتيازات، لأنها كلها تبدو بلا معنى في ظل انهيار الثقة، وفق رأيه. وكتب: "لم يُطرد رواد الأعمال هؤلاء بسبب العقوبات أو التدخل الأجنبي، بل لعلمهم أن ملكيتهم الفكرية أكثر أماناً في الخارج، منها في أيدي نظام يعتبر كل خادم (إليكتروني) أداة تجسس محتملة. يُبرز رحيلهم المستقبل الكئيب للتكنولوجيا الروسية، فحتى أفضل عقولها تغادر، وكذلك ابتكاراتها".