logo
اخبار سوريا : الشيخ أحمد الصياصنة في

اخبار سوريا : الشيخ أحمد الصياصنة في

حضرموت نتمنذ 3 أيام
في حوار مؤثر وملهم ضمن بودكاست 'حكي سوري'، الذي أجرته الاعلامية السورية ديما عزالدين، يروي الشيخ أحمد الصياصنة، إمام وخطيب الجامع العمري في درعا، تفاصيل مسيرته الاستثنائية. تمتد هذه المسيرة من طفولة فقد فيها بصره، مرورًا بنضاله ضد التمييز، وصولًا إلى دوره المحوري في انطلاق الثورة السورية، وشهادته على لحظة سقوط النظام في ديسمبر/كانون الأول 2024.
طفولة في الظلام.. بصيرة لا تنطفئ
وُلد الشيخ الصياصنة في درعا البلد عام 10 أبريل 1945. في أيامه الأولى، أصيب بمرض 'الرمد' الذي أفقده بصره جراء وصفة شعبية خاطئة. يصف تلك اللحظة بأسف 'يا ليتها لم تكن'، مؤكدًا إيمانه بالقضاء والقدر، وأن 'ذهب البصر ولكن بقيت البصيرة'. هذا الفقد حرمه من متعة اللعب كغيره من الأطفال، وعرّضه لكلمات جارحة واعتقاد مجتمعي خاطئ بأن الكفيف 'لا فائدة منه'. يتذكر الشيخ بامتنان دعم جده وأخواله الذين غرسوا فيه الحنان والأمل في تلك الفترة الصعبة.
تحديات التعليم ومواجهة التمييز المهني
في سن التاسعة، انتقل الشيخ الصياصنة إلى مصر للدراسة في 'المركز النموذجي لرعاية المكفوفين' بالقاهرة، الذي أنشأته الأمم المتحدة. كانت التجربة صعبة، إذ شعر فيها بـ'الغربة والوحدة'، وصعوبة في فهم اللهجة المصرية. يصف لحظة وصوله إلى القاهرة بعد رحلة بالطائرة بمفرده وهو طفل في التاسعة. على الرغم من هذه التحديات، واصل تعليمه وعاد إلى سوريا، ليُكمل دراسته الإعدادية والثانوية بصعوبة بالغة، معتمدًا على أصدقائه في القراءة.
بعد تخرجه من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1973 بتقدير 'جيد جدًا' في أصول الدين والدعوة، عاد الشيخ إلى سوريا. واجه رفضًا لتعيينه إمامًا في أزرع بسبب كونه كفيفًا. واجه هذا التمييز بشجاعة قائلًا: 'إذا أنا بدون شهادة معك حق، أما أنا معي شهادة ومن حقي أن أعيش مثل ما بيعيش غيري'.
تولى لاحقًا التدريس ثم الخطابة في المساجد السورية، لكنه واجه اعتراضات متكررة من بعض الوجهاء. يعلق الشيخ: 'أنا أعتبر هذا العمى وسام لي وأنا أتشرف به'. وقد ألقى خطبة شهيرة ردًا على هذا التمييز، قال فيها: 'والله أنا أحمد الله على العمى وأقول لكم الحمد لله الذي خلقني أعمى لكي لا أرى وجوهكم القذرة'.
صوت الإصلاح المبكر.. ثائر قبل الثورة
منذ عام 1978، تعرّض الشيخ الصياصنة للمنع المتكرر من الخطابة بسبب انتقاداته للمؤسسات الحكومية وممارسات الفساد. يقول عن نفسه: 'كنت ثائر قبل الثورة'. المنع الأخير كان عام 2008 بأمر من مجلس الأمن القومي الذي كان يرأسه هشام باختيار.
شرارة درعا: أطفال الحرية ووعود لم تُصَن
مع اندلاع الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا، كان الشيخ أحمد متفاعلًا. عندما جاءه شباب درعا ليأخذوا رأيه في التظاهر، شجعهم قائلًا: 'على بركة الله، تفضلوا'. يروي الشيخ تفاصيل قصة أطفال درعا الذين اعتقلوا لكتابتهم عبارات على الجدران، وتجاهل المسؤولين لشكاوى الأهالي. يوضح أن رد عاطف نجيب، رئيس الأمن السياسي، و سهيل رمضان من المخابرات العسكرية، كان استفزازيًا. يتذكر الشيخ أن رمضان قال لأهالي الأطفال: 'انسوا أطفالكم… روحوا خلفوا غيرهم… إذا ما بدكم عناصرنا مستعدين لنسوانكم تخلف غيرهم'. هذه التصريحات، إضافة إلى فساد المحافظ والقوانين الجائرة، دفعت الناس للثورة.
حاول الشيخ التوسط بجمع الشباب في الجامع العمري لكتابة مطالبهم، لكن وعود المسؤولين بتحقيقها خلال أسبوع لم تُنفذ. وعند مواجهة المتظاهرين بالرصاص. يؤكد الشيخ أن هتافات المتظاهرين في البداية كانت 'لإصلاح النظام' وليست 'لإسقاطه'.
لحظات حاسمة: لقاء بشار الأسد ونقطة اللاعودة
في أبريل/نيسان 2011، التقى الشيخ الصياصنة مع وفد من درعا برئيس النظام السوري أنذاك 'بشار الأسد'. يذكر الشيخ أنه عاتب الأسد مباشرةً لعدم نزوله إلى درعا في بداية الأزمة، ولعدم تعزيته أهل درعا بشهدائهم، وخطابه الموجه 'للخارج'. كما انتقد استمرار وجود الجيش في الشوارع، متسائلًا: 'شلون بدي أقنع (المواطن) إنه في إصلاحات رح تكون؟'.
يكشف الشيخ عن لحظة محورية أدرك فيها صعوبة التفاهم مع النظام، عندما نصحه فاروق الشرع (النائب السابق للرئيس) قائلًا: 'نصيحتي لا تراجع أي مسؤول بالدولة… ما في أمل… بدك تراجع راجع هرم السلطة فقط'. بعد هذه النصيحة، امتنع الشيخ عن لقاء أي مسؤولين آخرين، مما أدى إلى فشل لقاءات أخرى كانت مرتبة.
ليلة السقوط: مولد جديد لسوريا
يصف الشيخ أحمد الصياصنة ليلة 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 (ليلة سقوط النظام) بأنها كانت ليلة 'لا نوم فيها'. يؤكد الشيه انه تابع المعارك في حمص ثم التقدم نحو دمشق. كان يدعو الله ألا تراق الدماء في دمشق. ويعبر عن سعادته بدخول القوات دمشق بسلام ودون قتال بقوله: 'أنا لا تعتبروني مولود بـ 10 ابريل أنا مولود بـ 8 ديسمبر'. يعتبر هذا اليوم تاريخ ميلاده الحقيقي من شدة الفرح والبهجة بسقوط النظام وعودة سوريا إلى حريتها ووجهها المشرق.
العودة إلى العمري: رؤية للنسيان والبناء ووحدة الصف
بعد سقوط النظام السوري وعودته إلى الجامع العمري، يركز الشيخ الصياصنة على ثلاثة مبادئ أساسية لسوريا الجديدة: النسيان، والبناء، ووحدة الصف:
النسيان (التذكر المقدس): يدعو إلى عدم نسيان تضحيات الشباب الذين قدموا أرواحهم، و'الرئيس أحمد الشرع' الذي قادهم وأنقذ سوريا من النفوذ الروسي والإيراني. يؤكد أن الشرع لا يزال يعمل لخير سوريا ولا يجب نسيان تضحياته.
وحدة الصف: يدين الشيخ بشدة الخطاب الطائفي، ويعتبره 'شاذًا' وأن 'قلائل' يستفيدون منه. يؤكد أن الشعب السوري واحد، وأن الانقسامات التي فرضتها قوى خارجية كفرنسا زالت بعودة الشعب السوري لتوحده. ويشدد على أن سوريا لن تنهض إلا بتوحيد صفوفها وأهدافها.
البناء: يرى أن طريق سوريا الجديدة يكمن في دولة المواطنة التي تساوي بين مواطنيها ويفصل بينهم القانون. يؤمن بأن العدل هو أساس النهضة والوحدة.
المستقبل: دولة المواطنة والعدل
يؤكد الشيخ الصياصنة أن السبيل إلى سوريا الجديدة يكمن في 'دولة المواطنة التي تساوي بين مواطنيها' حيث 'يفصل بينهم القانون'. ويرى أن 'العدل أساس الملك'، وأن تحقيق العدل والمساواة سيؤدي إلى النهضة والوحدة.
رسالة إلى الشعب السوري: الصبر والتفاهم
يوجه الشيخ أحمد الصياصنة نصيحة للشعب السوري بالقول: 'علينا أن نوحد صفوفنا… لن نكون ولن يكون لنا مكاننا إلا إذا توحدنا'. يرى أن الشعب السوري، بعد عقود من الظلم، يحتاج إلى الصبر والتفاهم المتبادل لتجاوز الخلافات، مؤكداً أن 'الخلاف لابد منه' لكن العيب في 'أن نتقاتل أو أن نتشاجر'. ويختتم حديثه بالدعاء أن تعود الأرض المحتلة، وأن يكون الوطن حرًا أبيًا قويًا، وأن يستوعب الجميع الدرس من التجارب الماضية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"حزب الله" يرفض بحث نزع السلاح ويطالب بـ"استراتيجية أمن وطني" في لبنان
"حزب الله" يرفض بحث نزع السلاح ويطالب بـ"استراتيجية أمن وطني" في لبنان

الشرق السعودية

timeمنذ دقيقة واحدة

  • الشرق السعودية

"حزب الله" يرفض بحث نزع السلاح ويطالب بـ"استراتيجية أمن وطني" في لبنان

دعا الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، الثلاثاء، إلى مناقشة "استراتيجية أمن وطني" تأخذ بـ"قوة لبنان"، و"ليس وضع جدول لنزع السلاح" الحزب، مشدداً على ضرورة أن يضع مجلس الوزراء بند لمواجهة العدوان الإسرائيلي، وحفظ السيادة، ووضع جدول زمني لتحقيق ذلك. وتأتي الكلمة بينما يجتمع مجلس الوزراء اللبناني، الثلاثاء، لإجراء نقاش بشأن ترسانة "حزب الله" بعد أن كثفت واشنطن ضغوطها على الحكومة لتقديم تعهد علني بنزع سلاح الجماعة، ووسط مخاوف من أن تكثف إسرائيل هجماتها إذا لم يتم ذلك. وفي يونيو الماضي، اقترح المبعوث الأميركي توم باراك على المسؤولين اللبنانيين خريطة طريق لنزع سلاح "حزب الله"، مقابل وقف إسرائيل هجماتها على لبنان، وسحب قواتها من 5 نقاط لا تزال تسيطر عليها في جنوب لبنان. "3 قواعد لبناء لبنان" وتسائل أمين عام "حزب الله" في خطاب متلفز: "ما هي خارطة الطريق لبناء لبنان وتثبيت الاستقرار فيه؟"، مضيفاً: "نحن نعتبر أنه لا بد من 3 قواعد أساسية لبناء لبنان: الأولى هي المشاركة والتعاون، الثانية وضع الأولويات التي تؤسس للواقع اللبناني ولا نتلهى بالطلبات الخارجية، والثالثة عدم الخضوع للوصاية". ولفت قاسم، إلى أن "اتفاق وقف إطلاق النار حصل بشكل غير مباشر، وأبرز تعاوناً وثيقاً ومميزاً بين المقاومة والدولة"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية. واعتبر أن "إسرائيل انقلبت على الاتفاق ولم تلتزم به"، مشيراً إلى أن "أميركا أتت بإملاءات لنزع قوة وقدرة لبنان والمقاومة والشعب بالكامل وهو لمصلحة إسرائيل بالكامل". وأضاف: "إذا شنّت إسرائيل حرباً جديدة على لبنان ستسقط الصواريخ عليها، ونحن قادرون على مواجهة إسرائيل وهزيمتها، وتوم باراك جاء بإملاءات تقضي بنزع قوة وقدرة حزب الله بالكامل"، في إشارة إلى المبعوث الأميركي توم باراك. وشدد قاسم، على حرص الحزب على "التعاون والتفاهم بيننا وبين الرؤساء الثلاثة. والمقاومة جزء من دستور الطائف ومنصوص عليها هناك وهي أمر ميثاقي"، في إشارة إلى رؤساء الدولة والحكومة والبرلمان. وتابع: "تعالوا لنناقش استراتيجية أمن وطني تأخذ بقوة لبنان وليس وضع جدولٍ لنزع السلاح. ويجب أن نذهب لمجلس الوزراء لوضع بند كي نواجه العدوان ونحفظ السيادة ووضع الجدول الزمني لتحقيق ذلك، ومناقشة كيف يمكن أن نُشرك الجميع في عملية الدفاع عن لبنان، وكيف نزيد من الضغوطات على العدو". ودعا قاسم الحكومة اللبنانية إلى أن "تقول للمجتمع الدولي إنها المعنية بحماية حدودها الجنوبية والشرقية وتتحمل مسؤولية ذلك.. ولن نسمح لأحد بفرض الإملاءات علينا". وأشار إلى أن الحزب "يرتب وضعه الداخلي بالتعاون والتفاهم، ولن يحصل حل بدون توافق داخلي"، مضيفاً: "العدوان هو المشكلة وليس السلاح، حلوا مشكلة العدوان، وبعدها نناقش مسألة السلاح". "حصرية السلاح" بيد الدولة وأنهى وقف إطلاق نار توسطت فيه الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي الصراع بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن الأخيرة واصلت تنفيذ ضربات على ما تقول، إنها مستودعات أسلحة ومسلحين تابعين للحزب معظمها في جنوب لبنان. وفي 23 يوليو، قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، إن مسألة تطبيق "حصرية السلاح" بيد الدولة "لا رجوع عنها"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنها تتم "بروية" على نحو يحفظ وحدة لبنان، و"يمنع الإضرار بالسلم الأهلي". وتصاعدت الضغوط على الحزب من الولايات المتحدة وخصوم "حزب الله" المحليين للتخلي عن سلاحه في أعقاب حرب العام الماضي مع إسرائيل، التي أسفرت عن اغتيال كبار قادة الحزب، والآلاف من مقاتليه، وتدمير جزء كبير من ترسانته الصاروخية. وكان المبعوث الأميركي توم باراك حمل خلال زيارته إلى بيروت، في يوليو الماضي، خارطة طريق أميركية تسعى لمعالجة ملف سلاح جماعة "حزب الله" ضمن "مقاربة متكاملة" تعيد ضبط المشهد الأمني والسياسي في لبنان. وعبّر باراك في أكثر من مناسبة عن رضاه إزاء الرد الرسمي اللبناني على الورقة الأميركية، واصفاً إياه بأنه "رائع"، وقال عقب لقائه عون: "أنا ممتن جداً للرد اللبناني.. الرد مدروس وموزون.. أشعر برضا لا يُصدق". مضيفاً أن "المنطقة تتحرك بسرعة، ولا أحد أفضل من اللبنانيين لاقتناص الفرص". من جانبه، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، أن "حصر السلاح وبسط سلطة الدولة" هو مطلب لبناني متوافق عليه، وكشف أن ورقة الرد تضمنت ملاحظات ركزت على وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وبدء تنفيذ خطة تدريجية لحصرية السلاح تبدأ في الجنوب.

الصين والحرب في أوكرانيا.. دبلوماسية الحذر في زمن الانقسام
الصين والحرب في أوكرانيا.. دبلوماسية الحذر في زمن الانقسام

الوئام

timeمنذ 31 دقائق

  • الوئام

الصين والحرب في أوكرانيا.. دبلوماسية الحذر في زمن الانقسام

خاص – الوئام منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، أصبحت الصين في موقع معقّد داخل المعادلة الدولية، حيث تسعى إلى الحفاظ على تحالفها الاستراتيجي مع موسكو دون أن تُقوّض مصالحها الاقتصادية الكبرى مع أوروبا والولايات المتحدة. ومع مرور أكثر من ثلاث سنوات على الحرب، يتزايد الضغط الأوروبي والدولي على بكين لدفع روسيا نحو إنهاء القتال. إلا أن استجابة الصين تظل غامضة، وتعكس انقسامًا داخليًا واستراتيجية حذرة في إدارة علاقاتها الدولية. العلاقات الصينية الأوروبية وفق ما نشرت فورين أفيرز الامريكية، أثناء زيارة قادة الاتحاد الأوروبي إلى بكين مؤخرًا، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على أن الحرب في أوكرانيا تمثل نقطة تحول في العلاقات الصينية الأوروبية. وعلى الرغم من الحوار الذي دار حول التجارة والأمن، كانت الدعوة الأوروبية واضحة: على الصين استخدام نفوذها للضغط على روسيا لاحترام ميثاق الأمم المتحدة وإنهاء 'حرب العدوان' على أوكرانيا. لكن ورغم هذه الضغوط، لا تبدو الصين مستعدة لتأدية دور قيادي في حل النزاع. فخلال سنوات الحرب، قدمت بكين بعض المبادرات الدبلوماسية، أبرزها الورقة ذات الـ12 بندًا في فبراير 2023، لكنها لم تحرز تقدمًا ملموسًا على أرض الواقع. انقسام داخلي حول الموقف من الحرب اللافت أن الصين لا تتعامل مع الملف الأوكراني برؤية موحدة. فالانقسام يعمّ النخب السياسية والأكاديمية والإعلامية وحتى الرأي العام. فهناك تيار صيني يرى في الحرب انتهاكًا صارخًا للسيادة الأوكرانية، وهو موقف ينسجم مع مبادئ الصين المُعلنة المتعلقة باحترام وحدة أراضي الدول ورفض التدخل الأجنبي. هذا التيار يستحضر تجارب الصين التاريخية في مواجهة الاحتلال الأجنبي ويتعاطف مع أوكرانيا انطلاقًا من مرجعيات أخلاقية وقانونية. بالمقابل، يرى تيار آخر أن ما يحدث في أوكرانيا هو امتداد لإعادة ترتيب جيوسياسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، معتبرًا أن الغرب تجاهل مخاوف روسيا الأمنية وتمادى في التوسع شرقًا من خلال الناتو. ومن هذا المنطلق، يتفهم كثير من الصينيين الدوافع الروسية، بل ويعتبرون أن ما تواجهه روسيا من 'احتواء غربي' شبيه بما تواجهه الصين من قيود وضغوط استراتيجية واقتصادية. موازنة معقدة في السياسة الخارجية تنعكس هذه الانقسامات في سلوك الصين الدبلوماسي، الذي يمكن وصفه بأنه 'انحياز محسوب' أو 'حياد تكتيكي'. فمن ناحية، لم تعترف بكين رسميًا بضم روسيا لشبه جزيرة القرم أو بالمناطق الشرقية التي أعلنت موسكو ضمّها. ومن ناحية أخرى، تؤكد الصين أن 'المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الدول يجب أن تُؤخذ بجدية'، وهي إشارة ضمنية لتفهم مخاوف روسيا من توسع الناتو. فيما تسعى الصين للحفاظ على علاقات جيدة مع كلا الطرفين: فهي ما زالت الشريك التجاري الأكبر لأوكرانيا، بينما بلغ حجم التبادل التجاري مع روسيا نحو 250 مليار دولار في 2024. هذا التوازن الهش يعكس سعي بكين لحماية مصالحها دون الاصطدام الصريح بأي من الجانبين. تعقيدات العلاقة مع روسيا رغم الشراكة الاستراتيجية، تواجه العلاقات الصينية الروسية تحديات على أرض الواقع. العقوبات الغربية أجبرت بكين على إيجاد طرق جديدة لتسوية المدفوعات مع موسكو، وأدت إلى تباطؤ نمو التجارة بين البلدين. ورغم حديث بعض المسؤولين الغربيين عن 'شراكة بلا حدود' بين بكين وموسكو، فإن الواقع يشير إلى أن العلاقات لا تخلو من البراجماتية والحسابات الذاتية. في الوقت نفسه، لا تغفل الصين عن أهمية علاقاتها مع أوروبا، التي تُعد شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا. ومع تصاعد الانتقادات الأوروبية لدعم الصين غير المباشر لروسيا، باتت بكين تخشى من أن تتحول الحرب في أوكرانيا إلى نقطة صدام دائم مع الغرب، وهو ما لا تريده في ظل تباطؤ اقتصادي داخلي وحرب تجارية مستمرة مع الولايات المتحدة. معضلة استراتيجية الحرب في أوكرانيا وضعت الصين أمام معضلة استراتيجية، إما الوقوف بحزم إلى جانب روسيا مع ما يحمله ذلك من تبعات دولية واقتصادية، أو الحفاظ على علاقاتها مع الغرب على حساب تحالفها مع موسكو. وحتى الآن، تفضل بكين التوازن الدقيق، مُستخدمة لغة دبلوماسية مبهمة ومواقف مرنة لتجنب التصعيد مع أي طرف. ومع استمرار الحرب دون أفق واضح للحل، سيزداد صعوبة الحفاظ على هذا التوازن، وقد تجد الصين نفسها مضطرة قريبًا لاتخاذ قرارات أوضح في هذا النزاع الدولي.

مصادر أمنية: أي تحرك يهدد الأمن اللبناني سيواجه بحزم
مصادر أمنية: أي تحرك يهدد الأمن اللبناني سيواجه بحزم

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

مصادر أمنية: أي تحرك يهدد الأمن اللبناني سيواجه بحزم

قالت مصادر أمنية لـ"العربية/الحدث" إن الجيش اللبناني من تشر في كل المناطق لمنع أي احتكاكات في الشارع، مؤكدة أن هذا الانتشار يهدف إلى ضبط الوضع والحفاظ على الاستقرار. وشددت المصادر على أن أي تجمع أو توافد لدراجات نارية أو سيارات سيُعرّض السلم والأمن الداخلي للخطر، وسيتم التعامل معه وفق القانون. وأكدت أن أي اعتداء على الأملاك العامة أو الخاصة سيتم منعه بشكل صارم. وأضافت المصادر أن دراجات نارية آتية من الضاحية الجنوبية كانت تحاول مساء أمس الدخول إلى مناطق في بيروت، إلا أنها عادت أدراجها بعدما شاهدت انتشار الجيش على مداخل العاصمة. مسيرات لحزب الله ونفذ مؤيدون لحزب الله مسيرات على الدراجات النارية في مناطق عدة ليل أمس في إشارة فهمت من قبل العديد من السياسيين والإعلاميين على أنها رسالة "تهديد ووعيد" وتحذير من إقرار تسليم سلاح حزب الله للدولة. أتت تلك المسيرات المؤيدة لحزب الله، بعدما أكد الأخير أنه لن يتخلى أو يناقش مسألة تسليم السلاح إلى الدولة قبل انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني وتحديد النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها. فيما تضغط الولايات المتحدة عبر مبعوثها توم براك، الذي زار لبنان أكثر من مرة مؤخراً، من أجل حصر السلاح بيد الدولة. وكان حزب الله خاض العام الماضي مواجهات عنيفة مع إسرائيل، أدت إلى خسائر فادحة في صفوفه، قبل أن تنتهي الحرب باتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانب اللبناني والإسرائيلي برعاية أميركية. ونص الاتفاق الذي بدأ سريانه في 27 نوفمبر الماضي (2024) على انسحاب حزب الله من منطقة جنوب الليطاني وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل). كذلك، نصّ على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بشكل تام، إلا أن القوات الإسرائيلية لا تزال تبقي على وجودها في خمسة مرتفعات استراتيجية تخولها الإشراف على جانبي الحدود.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store