
شهادات جنود إسرائيليين لصحيفة دنماركية: أوامر بالقتل العشوائي
جنود إسرائيليون
سابقون بشأن
الحرب على غزة
واستهداف الفلسطينيين عموماً، تتحدث عن أوامر بالقتل العشوائي وتدمير ممنهج وروح انتقام تسود سلوك جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين.
وبحسب الصحيفة، فإنّ هذه الشهادات تشير إلى أن الاحتلال يتبع استراتيجية تؤدي لمقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، في ظل غياب الاعتبارات الإنسانية، وأكد نائب مدير منظمة "كسر الصمت" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، إيتان روما، أن "معظم الناس يموتون لأنّنا لا نهتم". ومنذ تأسيس "كسر الصمت" في عام 2004 شهد أكثر من 1500 جندي من جيش الاحتلال على أفعالهم في الضفة الغربية وفي غزة.
أوامر بإطلاق النار على كل من يتحرك
ويقول إيتان روما، وهو جندي سابق خدم في
الضفة الغربية
واكتشف فيها معنى الاحتلال، إن الجنود لا يقتلون من تلقاء أنفسهم، بل ينفذون أوامر واضحة بإطلاق النار حتّى على من يلوّحون بالعلم الأبيض، وأضاف: "هذه ليست قرارات فردية بل تعليمات من القيادة العليا". وأوضح روما أن العديد من الجنود هم في سن 18 أو 19 عاماً، ويجهلون طبيعة ما يحدث فعلياً وكل ما يفكرون فيه هو البقاء على قيد الحياة هم ورفاقهم.
ومن أبرز ما كشفته الشهادات هو استخدام الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة ما يُعرف بـ"المناطق القاتلة"، وهي مناطق تُقصَف بكثافة من الجو والأرض قبل دخول القوات البرية. ورغم أنه يُطلب من السكان مغادرة هذه المناطق إلا أنها تتحول فعلياً إلى ساحات إعدام مفتوحة، إذ يُعطى الجنود أوامر بإطلاق النار على أي شخص يرونه، انطلاقاً من افتراض أن كل من بقي هو عنصر من حماس. لكن الواقع، كما يقول روما، مختلف تماماً فالكثيرون لا يغادرون، إمّا لأنهم مرضى أو مسنون أو لأنهم يخافون من التعرض للقصف أثناء الهروب، إذ إنه حتّى المناطق التي توصف بـ"الآمنة" تتعرض للقصف في كثير من الأحيان.
الاحتلال الإسرائيلي يستخدم المدنيين دروعاً بشرية
ومن بين الشهادات الأكثر إثارة للصدمة ما يُعرف بـ"بروتوكول البعوض"، وهو تكتيك يُجبر الجنود فيه المدنيين الفلسطينيين على التقدم أمامهم والبنادق في ظهورهم لفحص المباني والتضاريس، ما يجعلهم فعلياً دروعاً بشرية، وقال روما: "في البداية، اعتقدنا أن الأمر يتعلق بقائد واحد تجاوز صلاحياته، لكن تكرار الشهادات من وحدات مختلفة تبين أن الأمر ممارسة شائعة ومعروفة على نطاق واسع".
منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل أكثر من 58 ألف فلسطيني، وفقاً لمصادر طبية محلية، بينما سقط أكثر من 500 جندي إسرائيلي، ما يشير إلى شدة المعارك والكمائن، ويقول روما إنّ جيش الاحتلال لم يكن بحاجة إلى إيقاع هذا العدد الكبير من الضحايا، لأن بإمكانه تنفيذ عمليات دقيقة للغاية، كما فعل سابقاً عند استهداف مسؤولين إيرانيين خارج حدود البلاد دون خسائر مدنية، لكنه يضيف: "الجيش يختار ألّا يفعل ذلك في غزة ويعرف كيف ينفذ عمليات دقيقة. لكنه لا يريد ذلك" مشيراً إلى أن ذلك يتطلب مالاً وتخطيطاً.
المدنيون يدفعون الثمن: "العقاب الجماعي أصبح هدفاً"
ويروي روما أن قتل مدنيين بالمئات بات أمراً مألوفاً في محاولة استهداف فرد واحد من حماس، مثل سائق شاحنة يُشتبه في انتمائه للحركة. وفي حالات أخرى، تقبل القيادة العسكرية بخسائر مدنية قد تتجاوز 100 شخص من أجل اغتيال قيادي بارز في حماس. وتشير الصحيفة، ذات التوجه الليبرالي وتأييد يمين الوسط في كوبنهاغن، إلى أن إسرائيل تستهدف "المدارس والمستشفيات بذريعة أن حماس تختبئ فيها، بينما يمكن، كما يقول روما، التعامل معها بطرق أخرى إذا كانت هناك إرادة سياسية وأخلاقية لذلك".
ويرى روما أن ما يحرك الكثير من القرارات العسكرية والسياسية الإسرائيلية هو "الرغبة في الانتقام لما جرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي"، ويضيف روما: "الأمر لا يتعلق بحماس فحسب، بل بمعاقبة السكان الفلسطينيين ككل"، وأشار إلى أن بعض الوزراء اليمينيين يدفعون باتجاه إعادة احتلال غزة وبناء مستوطنات فيها، بينما تسعى إسرائيل لتركيز السكان في الجنوب في ما يُسمى "مدينة إنسانية"، ما يثير مخاوف من تطهير عرقي.
رصد
التحديثات الحية
"هآرتس" تكشف تفاصيل فظيعة حول مجزرة المسعفين والدفاع المدني في رفح
الغذاء سلاحاً والتدميرُ ممنهج
وأكدت الصحيفة أن التقارير تشير إلى أن إسرائيل أصبحت تركز مساعدات الإغاثة في الجزء الجنوبي من غزة، في ظل اتهامات باستخدام الجوع سلاحاً. وتولت منظمة أميركية خاصة، يُعتقد أن لإسرائيل صلة بها، توزيع الإغاثة بدلاً من الأمم المتحدة ما أثار انتقادات واسعة، وأضافت: "تقول الأمم المتحدة إن 875 فلسطينياً قُتلوا خلال الأسابيع الستة الماضية أثناء محاولتهم الوصول إلى أماكن توزيع المساعدات"، وختمت بيرلنغسكا نقلاً عن إيتان روما: "لقد أصبح التدمير والقتل هدفاً بحد ذاته. لم يعد مجرد وسيلة لتحقيق هدف عسكري".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
'دمار بحجوم توراتية'.. إسرائيليون لقادتهم: أبناؤنا يُقتلون وينتحرون.. وحماس لن تستسلم
أصبح قطاع غزة موقع أنقاض عقارية من الأكبر في العالم، والجيش الإسرائيلي مقاول التنفيذ. في كل صورة تأتي من القطاع، وفي كل تقرير تلفزيوني، تنكشف حجوم هذا الحدث: دمار أخروي، بحجوم توراتية حقاً، في كل مرة يشرح لنا بشكل مختلف؛ تارة يكون الهدف 'هزيمة لواء خان يونس'، وتارة الحاجة إلى الدفاع عن 'محور فاصل'، وتارة علة للدفاع عن قوات الجيش، غير أن جنود الجيش يصابون الآن، وكذا مقاولو التنفيذ (مشغلو الآليات الهندسية الكبيرة) أثناء تنفيذ الهدم. في الأسبوع الماضي مثلاً، علم من جملة مواقع إخبارية في إسرائيل عن تطور 'دراماتيكي' أخير في الحرب بقطاع غزة. الجيش الإسرائيلي شق محوراً جديداً يشطر خان يونس إلى شطرين، ويسمى محور 'درع بأس' (ماغين عوز). وحسب التقارير، هذا المحور الجديد الذي يصل إلى محور موراغ الجديد – القديم، يفترض أن يؤدي إلى هزيمة لواء حماس في خان يونس، اللواء الذي سبق أن هزم وصفي معظم قادته. أمس، علم بأن القوات تهدم مباني على طول المحور للدفاع عنه، ويدور الحديث عن مئات المباني. وهذه في واقع الأمر هي خلاصة القتال كما نراه في الميدان هذه الأيام. صحيح أنه يؤدي إلى كشف المزيد من الأنفاق ويقتل المزيد من المخربين، لكن لا هدف حقيقياً لهذه الحرب. القتال في الميدان يجري في الغالب بدون عدو في بؤرة الاستهداف، ولا حتى سكان في المحيط. ببساطة، الهدم المكثف للمباني قد لا يجدي للتخلص من حماس، لكن تنم عنه رائحة كالثأر. أصبح الهدم هدفاً بحد ذاته وغايته غير واضحة، إلا إذا سعى أحد ما لمنع أي عودة للفلسطينيين للسكن في القطاع. غير أن الأعمال الهندسية المكثفة هذه لن تسرع تحرير المخطوفين، ولن تدفع قدماً بحل في غزة على نمط 'تقويض حماس'. أحد ما تشوش بين هدم المباني والأحياء والبلدات، وبين تقويض المنظمة. مؤيدو نتنياهو يواصلون بيع قصص واختلاقات على أننا على مسافة نحو خطوة من 'النصر المطلق'. حي غزي آخر في الخرائب، ومدينة مدمرة أخرى، وتفجير آخر، وتقارير عن المس بكبار رجالات حماس، وبكبار رجالات 'الجهاد'، أسماء لا أحد في إسرائيل يعرفها سوى قلة. حتى قيادة حماس في الخارج القليل منها تعرف عمن يدور الحديث. في هذه الأثناء، مزيد من جنود الجيش الإسرائيلي يقتلون، ومزيد من الجنود الذين يضعون حداً لحياتهم بسبب الفظائع التي رأوها، وبسبب التجارب التي مروا بها. معظم مواطني هذه الدولة ينظرون إلى ما يجري في غزة ويسألون أنفسهم – من أجل ماذا؟ لماذا ترفض هذه الحكومة ورئيسها صفقة مخطوفين شاملة؟ مزيد ومزيد من الأمهات والآباء الذين يخدم أبناؤهم في غزة يصعب عليهم تصديق دخول الابن أو الابنة مرة أخرى إلى القطاع، إلى جولة أخرى بلا غاية باستثناء هدم البيوت والأحياء. فهل يعتقد أحد ما بأن مسؤولي حماس القلائل المتبقين على قيد الحياة سيرفعون أعلاماً بيضاء ويخرجون من الأنفاق بأياد مرفوعة؟ حماس لا ترفع علماً أبيض، ولن تفعل. من جهتها، فلتدمر أحياء أخرى في غزة، ولتقم مدينة إنسانية أخرى في رفح. هكذا ستزداد الضائقة في القطاع، مزيد من الأطفال والنساء الغزيين يعانون ويموتون، هذا يفعل خيراً في ترويج دعايتها في العالم، ويزيد الكراهية لإسرائيل في كل زاوية من المعمورة. وبالنسبة لحماس، إذا انتقلت إسرائيل إلى هدم ممنهج لأحياء في مدينة غزة أيضاً (الذي امتنعت عن فعله حتى الآن) فهذا يفعل خيراً أكبر للمنظمة في المدى الزمني البعيد. مزيد من الأطفال الغزيين سيتجندون لحماس وسيرغبون في القتال ضد الإسرائيليين، يأس آخر في القطاع ينمي الأمل لحماس. الآن، يبنون على خرائب غزة مستقبل المنظمة لعشرات السنين القادمة. إذن ما العمل؟ عندما حاولت حكومة نتنياهو جعل حماس ذخراً، وعندما سمحت للمنظمة بالنمو، وببناء نفسها، استعدوا لمذبحة 7 أكتوبر. والآن ماذا؟ إذا أوقفنا الحرب ضد حماس فسيبدأون بإعداد '7 أكتوبر التالي'. غير أن هذه الحكومة كان يفترض بها أن تعد خطة لـ 'اليوم التالي'. فور بدء الحرب في غزة، كل من له عينان في رأسه استجدى الحكومة ورئيسها لإعداد بديل لحكم حماس والاستعداد 'لليوم التالي'. لكن هذا الائتلاف كان منشغلاً في تمرير قوانين الانقلاب النظامي، وقوانين التملص من الخدمة. في الوقت الذي يقاتل فيه أفضل أبنائنا ويصابون، ويقتلون، ويضحون بحياتهم، تنشغل هذه الحكومة بمناورات تمنع انتخابات مبكرة وبالبقاء على كرسي الحكم إلى أبد الآبدين. إذا رغبت إسرائيل ذات يوم في إنهاء هذه الحرب، فعليها السعي إلى تسوية مع دول عربية ومع السلطة الفلسطينية، تؤدي إلى طرد حماس من الحكم في غزة ونزع سلاحه. تسوية كهذه قد تكون على جدول الأعمال إذا اضطرت إسرائيل لعمل ذلك، لكن هذه الحكومة لا ترغب في ذلك؛ بل تتهم الجيش، والإعلام، والمعارضة، فالكل عندها مذنبون في الغرق في الوحل الغزي باستثناء سياسية هذه الحكومة الفاشلة. في نهاية الأمر، حتى حكومة نتنياهو ستكون ملزمة بعد ذلك، لأن الجمهور الذي يخدم في الجيش، ويدفع الضرائب، ويخلص للدولة وليس لرئيسها، لن يصمد في هذا لزمن طويل آخر، ولن يوافق على مواصلة الحرب إلى الأبد. آفي يسسخروف يديعوت أحرونوت 21/7/2025


القدس العربي
منذ 3 ساعات
- القدس العربي
التفتيش في الدفاتر العتيقة: ممداني يوسع نفوذه رغم محاولات خصومه تشويه سمعته
لندن- 'القدس العربي': نشر موقع مجلة 'بوليتيكو' تقريرا أعده جو أنوتا وأميرة مكي وجيسون بيفرمان، قالوا فيه إن نقاد وخصوم المرشح الديمقراطي لانتخابات عمدة نيويورك، زهران ممداني، يحاولون تشويه سمعته من خلال البحث في منشوراته السابقة على منصات التواصل الاجتماعي. وتشير المجلة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت سلاحا ذا حدين بالنسبة للمرشح الذي صدم الجميع عندما هزم مرشحين ديمقراطيين أقوياء في الانتخابات التمهيدية، ووسّع قاعدته من المؤيدين في مدينة نيويورك. وكان المرشح ذو الميول التقدمية محلا للتدقيق بسبب أغنية راب نشرت على الإنترنت تثني على منظمة أدينت بدعم حركة حماس. كما تعرض للهجوم بسبب منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي التي تشكك في تكتيكات مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي أي) في الفترة التي سبقت مقتل الناشط في القاعدة، فرع اليمن، أنور العولقي، خلال عهد أوباما. كما أثار دعمه السابق لسحب التمويل عن الشرطة، والذي تم توضيحه بالكامل على منصة إكس، استياء كبيرا. وتضيف المجلة أن ممداني (33 عاما) ينتمي إلى جيل من المسؤولين المنتخبين الذين نشأوا على الإنترنت، وهي تربية تعزز الفصاحة في علم العلاقات العامة على تيك توك وإنستغرام. وغالبا ما يكون لذلك ثمن: بصمة رقمية واسعة النطاق يمكن تتبعها بعد سنوات، حتى مرحلة المراهقة. ولأن ممداني فريد من نوعه في شبابه وفي نطاق الوظيفة التي يسعى إليها، فقد خضعت آثار شخصيته على الإنترنت وأيامه المزدهرة أيضا لمستوى من التدقيق كان يمكن لمعارضيه الأكبر سناً تجنبه. ونقلت المجلة عن عضو مجلس مدينة نيويورك، جي أوسيه، الذي انتخب للمجلس في سن الـ23 عاما: 'على كل مرشح أن يحذف منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني أعتقد أن ذلك صعب جدا، فبمجرد نشر أي شيء على الإنترنت، يدوم إلى الأبد'. وتضيف المجلة أن خصميْ ممداني الرئيسيان في الانتخابات العامة، أندرو كومو والمرشح الحالي إريك آدامز، لا يشعران بمثل هذه المخاوف، فكلاهما في الستينيات من عمره، ورغم عقود من المقابلات الصحافية والتلفزيونية، إلا أنهما يفتقران إلى سلسلة من المنشورات العفوية على تويتر أو فيسبوك أو منصات التواصل الاجتماعي الأخرى التي أزعجت السياسيين الشباب على جميع مستويات الحكومة، بمن فيهم نائب الرئيس. مثلا، يعتمد آدامز على سيل لا ينضب من القصص غير المؤكدة، وأحيانا غير الصحيحة عن سنوات تكوينه. ومع ذلك، فإن محاولات المرشح الحالي فرض سيطرته على وسائل التواصل الاجتماعي، وقرار كومو بإطلاق حملته بمونولوج مدته 17 دقيقة، تظهر أن المرشحين الأكبر سنا يفتقرون إلى الحس المتأصل في نوع الدعاية الرقمية الضرورية للوصول إلى شباب اليوم، وهم الناخبون المتوسطون غدا. وكمثال على ذلك، حصدت حملة ممداني الساخرة لفيديو إطلاق كومو الثاني 33 ضعفا من الإعجاب. ووفقا لحملته، فقد أدت إلى ثاني أفضل يوم لها، من جمع التبرعات منذ الانتخابات التمهيدية. وحتى الآن، يبدو أن ممداني يحقق انتصارا واضحا على الإنترنت. وقالت المجلة إن لجنة عمل سياسية تابعة للمرشح كومو، حاولت تحطيم الدعم الذي يحظى به ممداني وتعزيز مكانة كومو قبل الانتخابات التمهيدية من خلال استخدام ماضي ممداني، لكنها لم تنجح. فقد تغلب الاشتراكي الديمقراطي على الحاكم السابق بفارق يقارب 13 نقطة، ويعود ذلك جزئيا إلى شخصية ممداني الجذابة على الإنترنت، بالإضافة إلى فشل اللجنة في استغلال نفوذه الرقمي بفعالية لصالح كومو. وظهرت في الآونة الأخيرة، منشورات عادت للظهور على مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بإسرائيل وأفكار ممداني حول رأسمالية السوق الحرة، وقد أثارت غضبا بين النقاد في المنشورات اليمينية. إلا أن تأثيرها على ناخبي مدينة نيويورك كان ضئيلا، إذ يستمتع ممداني بفرحة فوزه ويكتسب المزيد من الدعم المؤسسي. لكن إيقاع القصص المتواصل يساعد الجمهوريين على مستوى البلاد على تصوير المرشح على أنه الوجه الجديد للحزب الديمقراطي الذي انحرف بعيدا نحو اليسار. وفي منشور للنائبة الجمهورية عن نيويورك، إليس ستيفانيك على منصة إكس، أشارت فيه إلى مشاركة ممداني في بودكاست 'مثل الشيوعي الحقيقي، يدعم ممداني إلغاء الملكية'، مضيفة: 'هذا هو الحزب الديمقراطي في نيويورك الذي تقودينه يا KathyHochul، وقد فشلتِ في إدانة هذا الجنون الخطير'. وفي رد على الهجمات المتكررة، قال فريق ممداني إنه يركز على رسالته ولا يبالي بمنشوراته السابقة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال مدير الاتصالات، جيفري ليرنر، في بيان: 'يريد السياسيون الفاسدون والمحللون السياسيون الاستمرار في الحديث عن تغريدات قديمة'. وأضاف: 'سيواصل زهران الحديث عن رؤيته لنيويورك المتاحة للجميع، والتي حظيت بدعم تاريخي في جميع الأحياء الخمسة'. وتعلق المجلة أن مهارة هذا المشرع للولاية، الذي شغل المنصب لثلاث فترات، في صياغة إعلانات إعلامية رقمية سريعة وفعالة ورخيصة نسبيا، كانت عاملا أساسيا في تحفيز الناخبين الشباب الذين يستهلكون الأخبار وينخرطون في الخطاب السياسي على وسائل التواصل الاجتماعي والذين حضروا بأعداد قياسية بشكل حقق لممداني فوزه في يوم الانتخابات التمهيدية. ونقلت المجلة عن الخبير الإستراتيجي الديمقراطي جون بول لوبو، قوله إن 'جزءا من فعالية هذه الفيديوهات يعود إلى تفاعله مع الناس بصدق. لا يكفي أن يكون لديك حضور على الإنترنت لمدة 15 عاما، بل يجب أن تتمتع بالتعاطف والدفء النابعين من ذلك التواصل المباشر لأن الكاميرا تلتقطه'. ويقول أندرو إبستاين، المدير الإبداعي لحملة ممداني، إن وجود رسالة تلقى صدى لدى الناخبين كان أمرا أساسيا أيضا، مضيفا أن 'حيويته ومهارته في التواصل تدخلك إلى عالم الشهرة. لكن الأمر يتعلق أيضا بما يقوله بالفعل'. وتعتقد المجلة أن موهبة ممداني الخاصة في الانتشار الواسع تنبع أيضا من ارتياحه الفطري لوسائل التواصل الاجتماعي. فملفه الرقمي ليس واسعا كغيره من السياسيين ويعود تاريخ معظم حساباته الحالية على وسائل التواصل الاجتماعي إلى ما قبل انتخابه لمنصب الولاية في عام 2020 بفترة وجيزة. وفي مرحلة ما، غيّر ممداني حسابه على تويتر، على الرغم من أن المنشورات الموجودة على حسابه الحالي تعود إلى عام 2011، عندما كان عمره 19 عاما. وأظهر استعراض 'بوليتيكو' لمنشورات ممداني عبر العديد من المنصات، شخصية رقمية تتميز بتطور السياسات اليسارية، وإن كانت ثابتة، والتي يعود تاريخها إلى سنوات المراهقة للمرشح المبتدئ. بين النكات على تويتر والترويج لموسيقى الراب الخاصة به باسم السيد كارداموم، فإن بصمته على الإنترنت ترسم مسار نشأة سياسي اشتراكي متشدد، أصبحت رسائله حول قضايا مثل الشرطة وإسرائيل والرأسمالية الآن تحت المجهر. خلال الانتخابات التمهيدية، أنفقت لجنة العمل السياسي المؤيدة لكومو، 'أصلح المدينة'، 22.4 مليون دولار لدعم كومو ومهاجمة ممداني، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن مجلس تمويل الحملات الانتخابية في المدينة. ونشرت هذه اللجنة رسائل بريدية وإعلانات أعادت نشر مقاطع صحافية من السباق الانتخابي، بالإضافة إلى منشورات لممداني على مواقع التواصل الاجتماعي عقب انتخابه عام 2020 لعضوية مجلس الولاية. في إحدى تغريداته على تويتر التي تداولتها لجنة العمل السياسي، كتب: 'اقطعوا التمويل عنها. فككوها'، في إشارة إلى شرطة نيويورك. إلا أن ممداني أكد خلال حملته الانتخابية بأنه لا يخطط لسحب التمويل من الشرطة، بل ينوي خفض ميزانية العمل الإضافي الضخمة لشرطة نيويورك وإنشاء إدارة للسلامة المجتمعية تسند بعض المهام، مثل الاستجابة لبلاغات الصحة النفسية، إلى الضباط. وقال إبستاين، المدير الإبداعي لحملة ممداني، إن الحملة تمكنت من الوصول إلى أعداد هائلة من الناخبين بتكلفة زهيدة جدا مقارنة بتكلفة البث، حيث تبلغ تكلفة تصوير الفيديو عادة بضعة آلاف. وفي الشهر الذي سبق الانتخابات التمهيدية، تمت مشاهدة محتوى ممداني على إنستغرام 236 مليون مرة، ولم يكن 62% من هؤلاء المشاهدين يتابعونه سابقا. وفي الآونة الأخيرة، بدأت وسائل الإعلام الإخبارية اليمينية والمؤثرون في متابعة ما انتهت إليه حملة 'أصلح المدينة'. وقد أثارت مقابلة أُجريت عام 2020 مع برنامج 'ذا فار ليفت شو' إلى ظهور تقارير متعددة في صحيفة 'نيويورك بوست 'وغيرها من وسائل الإعلام. وفيها قال ممداني للمذيعين إن 'إلغاء الملكية الخاصة' سيكون أفضل من أزمة السكن الحالية، وعندما سئل عما إذا ما كانت السجون قد عفا عليها الزمن، أجاب: 'ما الغرض منها؟'. واستشهدت صحيفة 'واشنطن فري بيكون' بمقابلة منفصلة أُجريت عام 2020، حيث قال ممداني إنه لا ينبغي أن يكون ضباط الشرطة هم من يستجيبون للحوادث التي 'يتعرض فيها شخص ما للعنف الأسري'. كما نشرت قناة 'فوكس نيوز' تغريدة قديمة تظهر ممداني وهو يوجه إصبعه الأوسط نحو تمثال كريستوفر كولومبوس. ومع ذلك، يبدو أن فعالية هذا السيل الأخير من القصص السلبية محدودة. فهي تظهر خلال فترة الركود الصيفي، في الوقت الذي ينعم فيه ممداني بشهرة واسعة بعد فوزه الحاسم في الانتخابات التمهيدية واكتسابه حلفاء مؤسسيين أقوياء.


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
حركة شبابية يمينية تقتحم مسجد الإمام علي في كوبنهاغن والشرطة تفتح تحقيقاً
فتحت شرطة العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، الأحد، تحقيقًا بعد اقتحام نفذته مجموعة شبابية يمينية تُعرف باسم "جيل الهوية" لمسجد الإمام علي في حي نوريبرو بالعاصمة كوبنهاغن فجر الجمعة الماضي. ووصفت إدارة المسجد الحادث بأنه "اعتداء سافر" على الحق في ممارسة الشعائر الدينية بسلام، فيما اعتبرت الحركة أن ما قامت به "عصيان مدني رمزي" في مواجهة ما تسميه " أسلمة الدنمارك ". وفي تسجيلات مصوّرة بثّتها المجموعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر أربعة أعضاء يرتدون سترات صفراء وهم يصعدون إلى سطح المسجد في وقت مبكر من صباح الجمعة، ويطلقون قنابل دخان حمراء، رافعين لافتة كُتب عليها:"أوقفوا الأسلمة - هجرة بالاتجاه الآخر الآن". وقال المتحدث باسم المجموعة دانيال نوردنتوفت، لصحيفة بيرلنغسكا الدنماركية، إن الهدف من الفعل هو "لفت الأنظار إلى ما يمثله المسجد من رمز لمظاهر لا تنتمي إلى الدنمارك"، حسب تعبيره. أكدت شرطة كوبنهاغن أنها تلقت بلاغا وتحقق في القضية، لكنها لم تُدلِ بتفاصيل إضافية حتى اليوم الاثنين. من جهته، قال المتحدث باسم الحركة اليمينية إن ما حدث لا يشكل أضرارا مادية وإنه استمر فقط عشر دقائق، مضيفا: "لم نتسبب بأي أضرار. دخلنا فقط بشكل رمزي ثم غادرنا بعد عشر دقائق"، مشيرا إلى أن المجموعة تعتبر الفعل شكلا من "العصيان المدني". لكن المسجد رأى في الاقتحام "عملا تخريبيا وعدوانيا". وأصدر بيانا اعتبر فيه أن الاعتداء لا يطاول المسجد فقط، بل "يستهدف حق الجالية الإسلامية في الدنمارك في ممارسة عبادتها بحرية وسلام". أخبار التحديثات الحية اعتقال عشرات الناشطين المؤيدين لفلسطين في الدنمارك من أمام مقر ميرسك "جيل الهوية": حركة مثيرة للجدل وتُعدّ "جيل الهوية" (Generation Identitær) من أكثر الحركات اليمينية الشبابية إثارة للجدل في أوروبا. وتُعرف بمواقفها المعارضة للهجرة والتعددية الثقافية، وتدعو لما تسميه "الهجرة العكسية" وإعادة المهاجرين غير الغربيين إلى بلدانهم الأصلية. والحركة محظورة في فرنسا، كما أن شعارها (حرف لامدا الإغريقي) ممنوع استخدامه في النمسا. ووفقا للباحثة في الحركات اليمينية في الدنمارك أنيتا نيسن، فإن "جيل الهوية" تعتمد خطابا يهدف لتجنّب الملاحقة القانونية من خلال الابتعاد عن التعبيرات العنصرية المباشرة، مع استخدام صور ووسائل "شبابية واستفزازية". المسجد يرد: نريد حماية متساوية في بيان نُشر بعد الحادثة، أكد مسجد الإمام علي أنه يرفض أي ربط بينه وبين أجندات سياسية خارجية، مشيرا إلى أنه مؤسسة دينية سلمية. وأضاف :"نحن لا نطالب بمعاملة خاصة، بل نطالب بالمساواة في المعاملة والحماية القانونية أسوة بسائر أماكن العبادة. الحادث لا يهدد الجالية الإسلامية فقط، بل يقوّض القيم الدنماركية المتعلقة بحرية المعتقد". مزاعم عن خلفية مثيرة للجدل ولطالما أثار مسجد الإمام علي الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية في الدنمارك، خاصة بسبب مزاعم عن علاقات تربطه بإيران من حيث التمويل والتوجيه الديني. وهو أمر توسع إلى مستوى مطالبات برلمانية بإغلاقه. وكانت صحيفة فيكند أفيزن قد كشفت قبل سنوات عن تمويل إيراني مباشر للمسجد، فيما ادعت صحيفة بيرلنغسكا أن رئيس الجمعية التابعة للمسجد مُعيّن من قبل الزعيم الإيراني علي خامنئي. ونفى المسجد والسفارة الإيرانية تلك المزاعم مرارا. لكن ذلك لم يخفف من مطالب سياسيين من التيار اليميني بضرورة إغلاق المسجد، وهو ما يرفضه القائمون عليه مؤكدين احترامهم القانون الدنماركي واستقلاليتهم عن أي جهات خارجية، بأن ما يجري من جدال حولهم لا يخرج عن إطار "الإسلاموفوبيا" المنتشرة في الدنمارك وبقية أوروبا.