
حرارة الشمس وقناني الماء البلاستيك.. خطر يهدد الصحة
في مشهد يتكرر يوميًا أمام العديد من المحلات التجارية الصغيرة في مختلف مناطق البحرين، تتكدّس حزم قناني المياه البلاستيكية تحت أشعة الشمس المباشرة وبشكل مستمر، من دون مراعاة لظروف التخزين الآمن، هذا المشهد، الذي بات مألوفًا لدى كثيرين، يخفي وراءه ما يمكن وصفه بـ 'الخطر الصامت' على صحة المستهلك.
ورغم تداول ملاحظات من قبل عدد من المواطنين حول تكرار هذه الظاهرة، لا تزال بعض المحلات الصغيرة تواصل وضع صناديق المياه في الخارج، إما لتوفير مساحة داخلية أو لجذب الزبائن بسرعة، خصوصًا خلال أيام الصيف الحارة التي يشهد فيها السوق طلبًا متزايدًا على المياه، إلا أن هذه الممارسة المنتشرة في العديد من الأحياء قد تحوّل الماء من وسيلة للارتواء إلى خطر صحي محتمل.
ويحذّر مختصون في مجال الصحة العامة وسلامة الأغذية من أن تعرّض قنينات المياه المصنوعة من البلاستيك لأشعة الشمس ودرجات الحرارة المرتفعة قد يؤدي إلى تسرّب مواد كيميائية ضارة إلى المياه، من بين هذه المواد مادة البيسفينول أ (BPA)، وهي مادة كيميائية تُستخدم في تصنيع أنواع معينة من البلاستيك الصلب، مثل البلاستيك البولي كربونات وراتنجات الإيبوكسي، وتوجد أيضًا في بطانات علب الطعام وأغطية الزجاجات البلاستيكية وحاويات تخزين الأغذية.
ووفقًا لتقارير المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية (NIEHS)، فإن هذه المادة تُعد شديدة التحلل عند تعرّضها لدرجات حرارة عالية، مما يؤدي إلى اختلاطها بالماء، وقد رُبط التعرّض لمادة BPA بعدد من المشكلات الصحية، من بينها العقم، واضطرابات الغدة الدرقية، وأنواع متعددة من السرطان، ومشاكل في التمثيل الغذائي، إلى جانب اضطرابات سلوكية لدى الأطفال.
ورغم وجود قوانين لحماية المستهلك، إلا أن المراقبة الميدانية تبدو محدودة، ما يسمح باستمرار هذه الظاهرة في عدد من المناطق، كما أن بعض المستهلكين لا يدركون حجم الضرر، خاصةً أن طعم المياه أو رائحتها قد لا يتغيران بشكل واضح.
ومع اشتداد درجات الحرارة في فصل الصيف، تتجدد الدعوات لتوعية الباعة والمستهلكين بمخاطر تعرّض قنينات المياه للشمس، والتأكيد على ضرورة حفظها في أماكن باردة ومظللة، حمايةً لصحة الناس وسلامة ما يستهلكونه يوميًا.
تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
٠٩-٠٦-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
حرارة الشمس وقناني الماء البلاستيك.. خطر يهدد الصحة
في مشهد يتكرر يوميًا أمام العديد من المحلات التجارية الصغيرة في مختلف مناطق البحرين، تتكدّس حزم قناني المياه البلاستيكية تحت أشعة الشمس المباشرة وبشكل مستمر، من دون مراعاة لظروف التخزين الآمن، هذا المشهد، الذي بات مألوفًا لدى كثيرين، يخفي وراءه ما يمكن وصفه بـ 'الخطر الصامت' على صحة المستهلك. ورغم تداول ملاحظات من قبل عدد من المواطنين حول تكرار هذه الظاهرة، لا تزال بعض المحلات الصغيرة تواصل وضع صناديق المياه في الخارج، إما لتوفير مساحة داخلية أو لجذب الزبائن بسرعة، خصوصًا خلال أيام الصيف الحارة التي يشهد فيها السوق طلبًا متزايدًا على المياه، إلا أن هذه الممارسة المنتشرة في العديد من الأحياء قد تحوّل الماء من وسيلة للارتواء إلى خطر صحي محتمل. ويحذّر مختصون في مجال الصحة العامة وسلامة الأغذية من أن تعرّض قنينات المياه المصنوعة من البلاستيك لأشعة الشمس ودرجات الحرارة المرتفعة قد يؤدي إلى تسرّب مواد كيميائية ضارة إلى المياه، من بين هذه المواد مادة البيسفينول أ (BPA)، وهي مادة كيميائية تُستخدم في تصنيع أنواع معينة من البلاستيك الصلب، مثل البلاستيك البولي كربونات وراتنجات الإيبوكسي، وتوجد أيضًا في بطانات علب الطعام وأغطية الزجاجات البلاستيكية وحاويات تخزين الأغذية. ووفقًا لتقارير المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية (NIEHS)، فإن هذه المادة تُعد شديدة التحلل عند تعرّضها لدرجات حرارة عالية، مما يؤدي إلى اختلاطها بالماء، وقد رُبط التعرّض لمادة BPA بعدد من المشكلات الصحية، من بينها العقم، واضطرابات الغدة الدرقية، وأنواع متعددة من السرطان، ومشاكل في التمثيل الغذائي، إلى جانب اضطرابات سلوكية لدى الأطفال. ورغم وجود قوانين لحماية المستهلك، إلا أن المراقبة الميدانية تبدو محدودة، ما يسمح باستمرار هذه الظاهرة في عدد من المناطق، كما أن بعض المستهلكين لا يدركون حجم الضرر، خاصةً أن طعم المياه أو رائحتها قد لا يتغيران بشكل واضح. ومع اشتداد درجات الحرارة في فصل الصيف، تتجدد الدعوات لتوعية الباعة والمستهلكين بمخاطر تعرّض قنينات المياه للشمس، والتأكيد على ضرورة حفظها في أماكن باردة ومظللة، حمايةً لصحة الناس وسلامة ما يستهلكونه يوميًا. تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.


البلاد البحرينية
٠٥-٠٦-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
التصدي للتلوث بالبلاستيك.. دعوة إلى العمل في اليوم العالمي للبيئة
يحتفل العالم باليوم العالمي للبيئة لعام 2025 في 5 يونيو. وتركز حملة هذا العام، التي يقودها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، على معالجة التلوث بالبلاستيك، وحث البلدان والمنظمات والأفراد على العمل معًا لحماية الكوكب. وفي حين أن البلاستيك له فوائد، منها توفير الطاقة والحفاظ على الموارد، فإن التلوث المتزايد بالبلاستيك يشكل تهديدًا كبيرًا لكوكبنا وصحتنا. ويتسبب التلوث بالبلاستيك في جميع أنحاء العالم في تلوث إمدادات المياه ومصادر الغذاء والهواء الذي نتنفسه. وعندما يتحلل البلاستيك، فإنه يدخل في السلسلة الغذائية. وقد اكتُشِف وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في شرايين الإنسان ورئتيه ودماغه، وفي لبن الأم أيضًا. ومن المتوقع أن يصل الاستهلاك العالمي من البلاستيك إلى 516 مليون طن هذا العام، وإذا استمرت أنماط الاستهلاك الحالية فسوف يرتفع إلى أكثر من 1.2 مليار طن سنويًا بحلول عام 2060. وتُسهم العوامل البيئية في وفاة نحو 13 مليون شخص في شتى أنحاء العالم كل عام. ويُعزى نصف هذه الوفيات تقريبًا إلى تلوث الهواء. وتبلغ التكاليف الصحية والاقتصادية لتلوث الهواء غير الصحي حاليًا 2.9 تريليون دولار أمريكي. وفي اليوم العالمي للبيئة، نحث المجتمعات المحلية على الدعوة إلى إيجاد حلول دائمة لمكافحة التلوث بالبلاستيك. ومن الناحية التاريخية، كانت إعادة التدوير استراتيجية رئيسية لتخفيف النفايات البلاستيكية. إلا أنه يُعاد تدوير 9٪ فقط من البلاستيك المنتج على مستوى العالم، وتشير التقديرات إلى أن 21٪ فقط من البلاستيك اليوم يمكن إعادة تدويره بشكلٍ مُجدٍ اقتصاديًا، أي أن قيمة المواد المعاد تدويرها تغطي تكاليف الجمع والفرز والمعالجة. ومن فوائد معالجة التلوث بالبلاستيك نظافة المحيطات والمناظر الطبيعية، وصحة الأفراد والنُظُم الإيكولوجية، وتحسين القدرة على الصمود أمام تغير المناخ، وتعزيز الاقتصادات. ومن الضروري الانتقال إلى اقتصاد دائري للمواد البلاستيكية من أجل مستقبلٍ مستدامٍ. يجب أن نعيد التفكير في كيفية تصميم البلاستيك وإنتاجه واستخدامه. وينبغي تصميم المنتجات بحيث يمكن استخدامها مرات متعددة وإعادة تدويرها. ويتطلب هذا التحوّل مشاركة الأطراف المعنية على مستوى سلسلة القيمة للمواد البلاستيكية. والانتقال العادل ضروري لحماية سُبُل عيش جامعي النفايات والمجتمعات المتضررة، مع عدم ترك أي أحد يتخلف عن الرَكب. والحلول موجودة. ففي عام 2022، وافقت الدول الأعضاء، في جمعية الأمم المتحدة للبيئة، على بدء مفاوضات بشأن وثيقة دولية مُلزمة قانونًا للتصدي للتلوث بالبلاستيك، وتأثيره على البيئات البحرية. ومنذ ذلك الحين، عقدت البلدان 5 دورات للجنة التفاوض الحكومية الدولية المعنية بالتلوث بالبلاستيك للعمل على التوصل إلى اتفاق شامل.


الوطن
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- الوطن
في يوم الأرض.. من سيحمينا من البلاستيك؟
نجوى عبداللطيف جناحي اعتمدت الأمم المتحدة بقرار من الجمعية العمومية الثاني والعشرين من أبريل من كل عام يوماً لحماية كوكب الأرض، وأُطلق عليه اسم «اليوم الدولي لأمنا الأرض»، حيث يتذكر العالم كوكب الأرض بيومٍ خُصّص له منذ عام 2009. لكن رغم التذكير المستمر، تظلّ هناك مخاطر بيئية تُهدّد الأرض، وتتعاظم هذه المخاطر يوماً بعد يوم، ويُعتبر البلاستيك أحد أخطر أعداء البيئة، يتمدّد في البحار والبر، ويلوّث الهواء والتربة، ويُهدّد الحياة البرية والبشرية على حدٍّ سواء. فإنتاج البلاستيك تضاعف آلاف المرات منذ منتصف القرن الماضي، فالبلاستيك يدخل في جميع المنتجات سواء الملابس، والأكياس، والأواني، والأثاث، ومواد التغليف، ووسائل المواصلات، وتستخدم المواد البلاستيكية بكميات كبيرة، وتكمن المشكلة أن المواد المصنوعة من البلاستيك تتحلّل ببطء ليمكث في الأرض لمئات السنين، وتتفاقم المشكلة عندما لا تُكبّ المواد البلاستيكية في التربة فقط بل تُكبّ أيضاً في البحار والمحيطات لتُوقع الضّرر على الحياة المائية، ونفوق السلاحف والأسماك وغيرها من الأحياء المائية، فالبلاستيك لم يعد مجرّد نفايات، بل بات مكوّناً من مكونات الهواء والماء، وحتى أجسامنا لم تخلُ من جزئيات البلاستيك البسيطة، فهو تهديد صامت يتراكم يوماً بعد يوم. مازلت أذكر قبل سنوات قيام بعض المؤسسات الأهلية والمدارس، والجامعات، ووسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون، بحملات لتوعية الجمهور للتقليل من استخدام البلاستيك، فوُزّعت أكياس من القماش لحفظ الخبز بها بدلاً من استخدام الأكياس البلاستيكية، وأطلقت حملات التوعية لاستخدام الزجاج عوضاً عن البلاستيك لحفظ المياه بها، وحملات توعية لاستخدام الأكياس الورقية بدلاً من الأكياس البلاستيكية، جهود توعوية كبيرة بُذلت للتقيل من استخدام المواد البلاستيكية، إلا أننا لم نلمس تغيّراً واضحاً في ظاهرة كثرة استخدام المواد البلاستيكية. وأرى بألا نكتفي بحملات التوعية بل نتمنى من الجهات المعنية اتخاذ قرارات بيئة، ووضع التشريعات اللازمة للحدّ من استخدام المواد البلاستيكية والاستعاضة عنها بمواد صديقة بالبيئة، مثل: إلزام المحلات باستخدام أكياس ورقية والأواني الورقية في المطاعم، بدلاً من الأكياس والأواني البلاستيكية، وفرض ضرائب على استخدام البلاستيك، والتفاوض مع المصانع لتقليل استخدام المواد البلاستيكية والاستعاضة عنها بمواد صديقة للبيئة، وتقديم الدعم والتشجيع والامتيازات في الاستثمار في صناعة البدائل المستدامة، ودعم الباحثين والمخترعين لتطوير مواد بديلة للبلاستيك تكون آمنة وفعّالة، والاستثمار في التكنولوجيا الحيوية لإنتاج بلاستيك حيوي قابل للتحلّل، ووضع الضوابط لتغليف المنتجات بالبلاستيك. حفظ الله كوكبنا الجميل.. ودمتم سالمين.