
200 مليار دولار استثمارات سعودية محتملة في إعادة إعمار سورية
تشهد العلاقات التجارية بين السعودية وسورية مرحلة جديدة من الانفتاح، مع تزايد الحديث عن فرص استثمارية واعدة قد تعيد ترتيب المشهد الاقتصادي بين البلدين، وبينما تستعد الرياض لضخ استثمارات ضخمة في
السوق السورية
، تشير التقارير إلى أن دمشق تسعى لتعزيز التبادل التجاري والاستفادة من التكامل الاقتصادي الإقليمي، خاصة في ظل التقديرات التي تشير إلى الحاجة إلى 700 مليار دولار لإعادة الإعمار. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع زيارة رسمية يجريها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى دمشق اليوم، على رأس وفد اقتصادي رفيع المستوى، يضم كبار المسؤولين في
القطاعات المالية
والاستثمارية، بهدف بحث فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين، ودعم جهود إعادة الإعمار في سورية.
السعودية تتصدر المشهد
كشف الخبير الاقتصادي أيمن جمعة عن تطورات جديدة في العلاقات الاقتصادية بين السعودية وسورية، مشيراً إلى أن دمشق كانت وجهة واعدة للاستثمارات السعودية قبل عام 2011، نظراً لموقعها الاستراتيجي، وتوافر الأيدي العاملة بأسعار تنافسية، فضلاً عن قربها من الأسواق العالمية. وأكد جمعة في حديث خاص لـ "العربي الجديد" أن السعودية تستعد لضخ استثمارات ضخمة في سورية قد تصل إلى 100 مليار دولار، وذلك ضمن رؤية ولي العهد محمد بن سلمان، التي تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين سورية والأردن، وربط المنطقة بالبحر الأبيض المتوسط عبر محور استراتيجي يسهم في تأمين خطوط ترانزيت تربط المملكة بالعالم.
وفيما يتعلق بمستقبل الاستثمارات الخليجية في سورية، أوضح أن السعودية تتصدر المشهد الاستثماري نظرًا للعلاقات التاريخية والاجتماعية والسياسية التي تجمعها بسورية، ما يمنحها الأفضلية في مشاريع إعادة الإعمار وتأهيل البنية التحتية التي تضررت خلال سنوات الحرب. وأضاف أن حجم الاستثمارات المحتمل في سورية قد يصل إلى 200 مليار دولار، مع استحواذ السعودية على الحصة الأكبر، كونها الدولة التي قادت جهود رفع
العقوبات
عن سورية، ما يعزز الروابط الاقتصادية بين البلدين، ويضع دمشق تحت مظلة الاستثمارات السعودية، وفق تعبيره. وأشار جمعة إلى أن هناك رغبة واضحة لدى قطاع الأعمال السوري في دخول السوق السعودية، والاستثمار بمختلف القطاعات الاقتصادية، مما يستدعي تكثيف زيارات الوفود التجارية، وعقد المنتديات الاقتصادية لضمان شراكة مستدامة بين الطرفين.
طاقة
التحديثات الحية
اتفاق قطري تركي أميركي مع سورية لتطوير مشاريع طاقة بـ7 مليارات دولار
التبادل التجاري بين الرياض ودمشق
شهدت العلاقات التجارية بين السعودية وسورية تراجعًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، حيث انخفضت المبادلات التجارية مع المملكة والإمارات بنسبة 80% بين عامي 2010 و2020، وفقًا لبيانات رسمية. ففي عام 2010، بلغت قيمة التجارة بين سورية من جهة والسعودية من جهة أخرى نحو 1.724 مليار دولار، في حين لم تتجاوز 675 مليون دولار عام 2020. وبحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية والتي حصل عليها "العربي الجديد"، كانت السعودية من بين أهم 20 دولة استوردت منتجات سورية في عام 2019، حيث تجاوزت قيمة المستوردات السورية إلى 13 دولة عربية نحو 344.8 مليون يورو، مع تصدر السعودية للقائمة بواقع 74.5 مليون يورو، وهو ما يمثل زيادة قدرها 19 مليون يورو مقارنة بعام 2018، وذلك إثر إعادة تشغيل معبر نصيب الحدودي بين سورية والأردن، ما سهّل حركة السلع الزراعية والصناعية إلى الأسواق الخليجية.
وفي عام 2020، بلغت قيمة الصادرات السورية إلى السعودية نحو 140 مليار ليرة سورية، مقابل مستوردات بلغت 370 مليون ليرة سورية. ومع تحسن الظروف الاقتصادية في عام 2024، ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 320 مليون دولار، بفائض تجاري لصالح سورية بلغ 36 مليون دولار. وبلغت الصادرات السعودية إلى سورية 1.206 تريليون ليرة سورية، حيث تصدرت اللدائن ومصنوعاتها القائمة بنحو 865.006 مليار ليرة، تلتها منتجات البن والشاي والبهارات بـ 148.989 مليار ليرة، ثم الخزف بـ 75.535 مليار ليرة، والفواكه بـ 60.541 مليار ليرة، ثم المنتجات الكيماوية غير العضوية بـ 30.150 مليار ليرة.
أما الصادرات السورية إلى السعودية، فجاءت محضرات الفواكه والخضار في الصدارة بقيمة 415.108 مليار ليرة، تلتها الفواكه بـ 284.920 مليار ليرة، ثم الشحوم والزيوت الحيوانية أو النباتية بـ 241.200 مليار ليرة، والبن والشاي والبهارات بـ 197.784 مليار ليرة، فيما بلغت صادرات الألبان والبيض ومنتجات حيوانية للأكل نحو 76.038 مليار ليرة.
فرص وتحديات
وبحسب هيئة الاستثمار السورية، لا تزال السعودية تحتل مرتبة متقدمة في الاستثمارات العربية داخل سورية، وتشمل قطاعات متعددة مثل البناء، الصحة، الصناعات الكيميائية والطبية، الغذاء، الزراعة والنقل. وبلغ حجم الاستثمارات السعودية في سورية قبل عام 2011 نحو 2.8 مليار دولار، وكان من أبرز الشركات المستثمرة مجموعة بن لادن، المهيدب، والنويصر، إضافة إلى مشاريع مشتركة بين الحكومتين، أبرزها الشركة السعودية-السورية للاستثمار التي ركزت على الصناعات الغذائية، التحويلية، والمفروشات.
إلا أن هذه الاستثمارات واجهت تحديات كبيرة بعد 2011، مما أدى إلى تراجع النشاط الاستثماري بشكل ملحوظ، وتوقف العديد من المشاريع أو تباطؤ تنفيذها، في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد. ومع تحسن الأوضاع مؤخرًا، تشير التوقعات إلى إمكانية استئناف التدفق الاستثماري السعودي، خاصة في مشاريع إعادة الإعمار، في إطار رؤية اقتصادية جديدة قد تعيد ترتيب المشهد التجاري بين الرياض ودمشق.
اقتصاد عربي
التحديثات الحية
تقارب سوري سعودي يؤسّس لشراكة اقتصادية بعد رفع العقوبات
بوابة إعادة الإعمار
بدوره، بدوره أكد الخبير الاقتصادي الدكتور إيهاب اسمندر أن السعودية يمكن أن تكون بوابة رئيسية لعودة الإدارة السورية الجديدة إلى المشهد العربي والدولي، مشددًا على أن المستثمرين السعوديين يمتلكون فرصًا واعدة في قطاع النفط والغاز السوري، الذي يعتبر أحد أكثر القطاعات تضررًا بفعل الحرب، حيث تعرض 90% من بنيته للتعطيل، مع انسحاب الشركات الأجنبية المشغلة له. وأشار اسمندر في حديث خاص لـ " العربي الجديد" إلى أن حجم الدمار الواسع الذي شهدته سورية يجعل جميع القطاعات الاقتصادية، من الصناعة والزراعة والخدمات إلى النقل والسياحة، بحاجة ماسة إلى استثمارات ضخمة، معتبرًا أن التكلفة التقديرية لإعادة إعمار البلاد تصل إلى 700 مليار دولار، ما يفتح المجال أمام المستثمرين للدخول بقوة في مشاريع إعادة بناء الاقتصاد السوري.
وفي سياق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، شدد اسمندر على أهمية تعزيز التبادل التجاري بين سورية والسعودية، معتبرًا أن توسيع حركة التجارة سيسهم في إعادة تنشيط الاقتصاد السوري، وخلق فرص استثمارية جديدة للشركات والمستثمرين الخليجيين. وأضاف أن زيادة الصادرات السورية إلى المملكة، لا سيما في القطاعات الزراعية والصناعية، ستساعد في تنويع مصادر الدخل وتحقيق انتعاش اقتصادي، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية تمثل بوابة رئيسية للأسواق الإقليمية، ما يجعلها شريكًا اقتصاديًا استراتيجيًا لسورية خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح أن الأسواق الخارجة من الحروب غالبًا ما تمثل فرصة ذهبية للمستثمرين، حيث تكون المنافسة في مراحلها الأولى منخفضة، ما يمنح المستثمرين الأوائل إمكانية تحقيق مكاسب كبيرة، داعيًا رجال الأعمال إلى اغتنام الفرصة والمساهمة في إعادة إعمار سورية، حتى تستعيد مكانتها الاقتصادية في المنطقة والعالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
الأسواق اليوم... صعود الذهب والنفط وتراجع الدولار بعد تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية
ارتفعت أسعار النفط رغم قرار أوبك+ زيادة الإنتاج، وقفزت أسعار الذهب بينما تراجع الدولار، اليوم الاثنين، مع تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم. وأعلن ترامب، يوم الجمعة، عزمه على رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من 25% إلى 50%، ما دفع المفوضية الأوروبية إلى التحذير من أن أوروبا تستعد للرد. وتصاعدت التوترات الجيوسياسية مع تصعيد أوكرانيا وروسيا الحرب بشكل حاد. وتمثل ذلك في إحدى أكبر معارك الطائرات المسيرة في صراعهما وتفجير جسر وانهياره على قطار للركاب في روسيا بالإضافة إلى هجوم على قاذفات روسية قادرة على حمل رؤوس نووية في عمق سيبيريا. ويتوقع المستثمرون في الوقت الراهن أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس هذا العام بدءا من أكتوبر/ تشرين الأول. وعلى صعيد البيانات، شهد مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة ارتفاعا بنسبة 2.1% على أساس سنوي في إبريل/ نيسان، وذلك مقابل توقعات بارتفاعه 2.2%. ارتفاع أسعار الذهب وفي أسواق المعادن النفيسة، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.6% إلى 3309.89 دولارات للأوقية (الأونصة)، بحلول الساعة 00.56 بتوقيت غرينتش. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6% لتسجل 3333.30 دولارا. وانخفض مؤشر الدولار 0.2%، ما يجعل الذهب أقل كلفة لحائزي العملات الأخرى. اقتصاد دولي التحديثات الحية الخليج وبريطانيا نحو تجارة حرة وسط تغيرات عالمية وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2% إلى 33.04 دولارا للأوقية، وهبط البلاتين 0.2% إلى 1054.28 دولارا واستقر البلاديوم عند 970.79 دولارا. صعود النفط وفي أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولار للبرميل، اليوم الاثنين، بعدما قررت مجموعة أوبك+ زيادة الإنتاج في يوليو/ تموز بالكمية نفسها التي زادتها في كل من الشهرين السابقين، وهو ما يتماشى مع توقعات السوق. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.19 دولار، أو 1.9%، إلى 63.97 دولارا للبرميل بحلول الساعة 00.44 بتوقيت غرينتش، بعدما أغلقت على انخفاض 0.9% يوم الجمعة. وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 62.09 دولارا بارتفاع 1.30 دولار، أو 2.14% عقب انخفاضه 0.3% في الجلسة السابقة. وانخفض الخامان بأكثر من واحد بالمائة على مدى أسبوع. يأتي ذلك بعدما قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، يوم السبت، زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميا في يوليو/تموز، وهو الشهر الثالث على التوالي الذي يشهد زيادة مماثلة، في الوقت الذي تسعى فيه المجموعة المعروفة باسم أوبك+ إلى استعادة حصتها السوقية ومعاقبة من تجاوزوا حصص الإنتاج المقررة. وكان من المتوقع أن تناقش المجموعة زيادة أكبر في الإنتاج. وقال المحلل هاري تشيلينجيريان، من أونيكس كابيتال غروب: "لو كانوا قد قرروا زيادة أكبر في الإنتاج على نحو مفاجئ، لكان سعر الافتتاح سيئا للغاية". وقال متداولو النفط إن قرار زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميا تم احتسابه بالفعل في العقود الآجلة لخامي برنت وغرب تكساس والتي انخفضت بأكثر من واحد بالمائة الأسبوع الماضي. طاقة التحديثات الحية زيادة إنتاج "أوبك+"... حرب نفطية على الخام الأميركي وتوقع محللون أن يؤدي انخفاض مستويات مخزونات الوقود الأميركية إلى تأجيج مخاوف بشأن الإمدادات قبل توقعات بموسم أعاصير أعلى من المتوسط. وقال محللون من بنك "إيه.إن.زد" في مذكرة: "كان الأمر الأكثر تشجيعا هو الارتفاع الكبير في الطلب على البنزين مع بداية موسم القيادة في الولايات المتحدة". وأضافوا أن الزيادة التي بلغت قرابة مليون برميل يوميا كانت ثالث أعلى زيادة أسبوعية في السنوات الثلاث الماضية. ويراقب المتداولون عن كثب تأثير انخفاض الأسعار على إنتاج النفط الخام الأميركي الذي بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق عند 13.49 مليون برميل يوميا في مارس/ آذار. تراجع الدولار وفي أسواق العملات، انخفض الدولار، اليوم الاثنين، متخليا عن بعض مكاسبه التي حققها الأسبوع الماضي، حيث وازنت الأسواق بين التوقعات بشأن سياسة الرسوم الجمركية التي ينتهجها ترامب وبين قدرتها على تقييد النمو وإطلاق العنان للتضخم. ويشهد الدولار تراجعا كبيرا منذ أسابيع بسبب الحرب التجارية التي يشنها ترامب بين الحين والآخر، حيث انخفض عندما أدى تصاعد التوتر إلى تأجيج المخاوف من احتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة. وبلغت نسبة الانخفاض الأسبوعية للدولار 3% مقابل العملات الرئيسية الأخرى وذلك في الأيام التي تلت فرض رسوم "يوم التحرير" في الثاني من إبريل/نيسان و1.9% قبل أسبوعين، عندما هدد ترامب بفرض رسوم بنسبة 50% على أوروبا. وفي الأسبوع الماضي، شهد الدولار بعض التحسن، حيث ارتفع بنسبة 0.3% بعد عودة المحادثات مع الاتحاد الأوروبي إلى مسارها الصحيح، كما منعت محكمة تجارية أمريكية الجزء الأكبر من رسوم ترامب بدعوى تجاوزه سلطاته. وعلى الرغم من أن محكمة الاستئناف أعادت فرض الرسوم بعد يوم واحد خلال نظرها في القضية وتأكيد إدارة ترامب على وجود وسائل أخرى لتطبيق الرسوم إذا خسرت في المحكمة، فإن العديد من المحللين يقولون إن ذلك يظهر استمرار وجود قيود على سلطة الرئيس. وانخفض الدولار 0.3% ليصل إلى 143.57 يناً بحلول الساعة 00.23 بتوقيت غرينتش، متخلياً عن بعض المكاسب التي سجلها الأسبوع الماضي، والتي تجاوزت واحداً بالمائة. سياحة وسفر التحديثات الحية شركات الطيران تخفض أسعار التذاكر مع هبوط النفط وتترقب الأرباح وارتفع اليورو 0.2% إلى 1.1372 دولار، وصعد الجنيه الإسترليني 0.3% إلى 1.3489 دولار. وارتفع الدولار الأسترالي 0.3% إلى 0.6454 دولار. وتراجع مؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ستة عملات رئيسية، بنسبة 0.2% إلى 99.214. وتأثر الدولار أيضا بالمخاوف المالية في الأسابيع الأخيرة، وسط موجة "بيع الأسهم والأصول في أميركا" التي شهدت انخفاض الأصول الدولارية من الأسهم إلى سندات الخزانة. وتبرز هذه المخاوف بشكل خاص هذا الأسبوع مع بدء مجلس الشيوخ النظر في مشروع قانون ترامب الشامل لخفض الضرائب والإنفاق، والذي سيضيف ما يقدر بنحو 3.8 تريليونات دولار إلى ديون الحكومة الاتحادية البالغة 36.2 تريليون دولار على مدى العقد المقبل. وقال العديد من أعضاء مجلس الشيوخ بالفعل إن مشروع القانون سيحتاج إلى مراجعات كبيرة، وقال ترامب إنه يرحب بالتغييرات. (رويترز، العربي الجديد)


القدس العربي
منذ 8 ساعات
- القدس العربي
الذهب يرتفع في ظل تراجع الدولار وتهديد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة
نيويورك: قفزت أسعار الذهب اليوم الإثنين مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، في حين أدى تراجع الدولار إلى دعم المعدن النفيس المقوم بالعملة الأمريكية. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 3309.89 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00:56 بتوقيت غرينتش. وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.6 في المئة لتسجل 3333.30 دولار. وانخفض مؤشر الدولار 0.1 في المئة، ما يجعل الذهب أقلّ تكلفة لحائزي العملات الأخرى. وأعلن ترامب يوم الجمعة عزمه رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من 25 في المئة إلى 50 في المئة، ما دفع المفوضية الأوروبية إلى التحذير بأن أوروبا تستعد للردّ. وتصاعدت التوترات الجيوسياسية مع تصعيد أوكرانيا وروسيا للحرب بشكل حاد. وتمثل ذلك في إحدى أكبر معارك الطائرات المسيّرة في صراعهما وتفجير جسر وانهياره على قطار للركاب في روسيا، بالإضافة إلى هجوم على قاذفات روسية قادرة على حمل رؤوس نووية في عمق سيبيريا. ويتوقع المستثمرون في الوقت الراهن أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس هذا العام بدءا من أكتوبر/ تشرين الأول. وعلى صعيد البيانات، شهد مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة ارتفاعا 2.1 في المئة على أساس سنوي في أبريل/ نيسان، وذلك مقابل توقعات بارتفاعه 2.2 في المئة. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 33.04 دولار للأوقية، وهبط البلاتين 0.2 في المئة إلى 1054.28 دولار، واستقر البلاديوم عند 970.79 دولار. (رويترز)


العربي الجديد
منذ 8 ساعات
- العربي الجديد
إيلون ماسك خارج إدارة ترامب: إرث "التطهير" والفوضى والفضائح
لا يختلف أميركيان في الولايات المتحدة، على أن الحكومة في واشنطن ينخرها الفساد، لكن أن يكون إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم ، على رأس الفريق الذي اختاره الرئيس دونالد ترامب ، لتوفير تريليون دولار من النفقات الحكومية، وتطهير الإدارات من الموظفين الإضافيين، ومحاربة الفساد، فهذا أمر لم يهضمه الأميركيون كثيراً، وحتى من داخل قاعدة ترامب. ويُغادر ماسك ، مالك شركتي تسلا وسبايس إكس وموقع إكس، وزارة الكفاءة الحكومية ، بعدما أدارها لأشهر معدودة، بنسبة تأييد شعبي لعمله في حدود الثلاثينات، وقد تكون العلاقة التي نسجها مع ترامب، وتأثيره على الأخير والمال الذي أنفقه لدعمه مرشحاً للرئاسة للمرة الثالثة، أكثر إلهاماً للكتابة، من عمله نفسه الذي لم يدم طويلاً، إلا إذا كان الحديث عمّا تمكّن إيلون ماسك من معرفته من أسرار ومعلومات وبيانات والاطلاع عليه في كواليس فترة عمله القصيرة، لا سيما حين كان يُنظر إليه في البداية على أنه "الرجل القوي" في إدارة ترامب، وصاحب الحظوة لدى الرئيس الذي كان "مستشاره". إيلون ماسك يودع هيئة الكفاءة الحكومية وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات مصورة لماسك، في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، يوم الجمعة الماضي، في حفل "توديعه" كمسؤول هيئة الكفاءة الحكومية التي من مهماتها إدارة وتقليص النفقات الحكومية، على أن يبقى بعد إكماله 130 يوماً من العمل، "صديقاً ومستشاراً" للرئيس و"يعود بين الحين والآخر" للعمل داخل الإدارة، بحسب ترامب ومن دون توضيح. فيما أشار متابعون إلى أن المناسبة كانت لإظهار الوحدة، إذ يعدّ ماسك ثاني مسؤول كبير يُبعده ترامب عن العمل في إدارته بولايته الثانية، بعد مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز. وحضر ماسك حفل توديعه بعين سوداء ومنتفخة، قال إن ابنه الصغير "إكس" لكمه عليها، فيما أثار الإعلام تكهنات عدة بشأن لائحة "مشتبه فيهم"، ومن بينهم "كل الموظفين الإداريين الذين طردهم"، و"على الأقل سيدتان" من النساء الكثيرات اللواتي له منهن أولاد (المعروف أن له 14 ولداً)، وربما "مؤيدو ترامب الذين يكرهونه"، بحسب صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة الماضي. وانضمت فضيحة جديدة إلى لائحة أخبار إيلون ماسك الصاخبة الخاصة، وهي ادعاء شريكة سابقة له، آشلي سانت كلير، أن له أولادا كثرا آخرين حول العالم، وأن الملياردير المتحدر من جنوب أفريقيا، والبالغ من العمر 53 عاماً، يعرض خدماته للنساء اللواتي يرغبن في الإنجاب، حيث بحسب زعمها، فإنه يعتبر ذلك جزءاً من "حبّه لفعل الخير" مع الناس. أنفق ماسك 250 مليون دولار على حملة ترامب الانتخابية ومع مغادرة ماسك الإدارة الجمهورية، بعدما أنفق 250 مليون دولار على حملة ترامب الانتخابية، فإن ذلك لم يشفع له حتى لدى محبي الرئيس، لا سيما مع توالي التقارير التي تتحدث عن سلوكه الغريب، وإدمانه المخدرات. وكذّب ماسك نفسه، خلال اليومين الماضيين، تقريراً نشرته "نيويورك تايمز"، تحدث عن إدمانه حبوب الكيتامين المخدرة، قائلاً إنه جرّبها بوصفة طبية قبل سنوات، مقرّاً بأن هذه الحبوب "تساعد على الخروج من أزمات نفسية خانقة"، لكنه لم يعد يتناولها. لكن بحسب مصادر الصحيفة، فإنه يتناول أيضاً الفطر المهلوس ومنشطات "إكستازي"، واعترف لمقرّبين منه بأنها باتت تضرّ بصحته، وقد أظهر "سلوكاً غير منتظم، وأهان موظفين، ورفع التحية النازية"، خلال فترة عمله، فيما يتصف مزاجه بأنه "متقلب"، وفق "نيويورك تايمز". وقد غادر ماسك الإدارة، بتأييد شعبي منخفض، وكان آخر استطلاع نشر في أواخر إبريل الماضي وأجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة آب بي سي وشركة إيبسوس، أظهر أن 35% فقط من الأميركيين يؤيدون عمله الحكومي. آراء دراما إيلون ماسك... ذكاء علمي وغباء سياسي توترات متلاحقة مع ترامب وربما لكل الأثرياء في العالم، ومن بينهم الأكثر ثراء، حياة شخصية صاخبة ومليئة بالمشاكل والتعقيدات. لكن بعيداً عن ذلك، والذي كان تحت مجهر الإعلام منذ ما قبل دخوله المعترك السياسي، فإن علاقة ترامب بماسك، وُصفت كثيراً بأنها نابعة من "تبادل مصالح"، فمالك "إكس" الذي ساهم مالياً إلى حدّ كبير في دعم ترامب ومرشحين جمهوريين آخرين العام الماضي، حصل من ترامب على مكافأته، بإدخاله من الباب العريض إلى الإدارة الجمهورية، لا سيما أنه تمكن من إقناع الرئيس بقدرته على تقليص النفقات الحكومية بأكثر من تريليون دولار، وهو ما لم تثبت صحته، ما جعل ترامب يشكّك أخيراً في القدرة على ذلك، بحسب ما استفهم من مقربين منه، وفق ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، يوم الجمعة الماضي. ووصفت الصحيفة العلاقة بين الرجلين بـ"المعقدة"، وذكرت أن ترامب والمقربين منه شعروا أخيراً بالإحباط من وجود إيلون ماسك داخل الإدارة، والمناوشات التي أحدثها مع وزراء داخل اجتماعات الحكومة، فضلاً عن تعطّل حملة "التطهير" جرّاء صدّ المحاكم إجراءاتها والبطء الناجم عن طبيعة العمل البيروقراطي في واشنطن. ولكن بحسب الصحيفة، فإن خلافات أعمق، دفعت ماسك لاتخاذ قرار مغادرة هيئة الكفاءة الحكومية، وتتعلّق بسياسة ترامب، ومصالح مالك "سبايس إكس" الاستثمارية العملاقة، علماً أن المغادرة أعلن عنها في تغريدة على "إكس". لكن القرار كان اتخذ في البيت الأبيض. وكان ماسك أكد لـ"واشنطن بوست"، الأسبوع الماضي، أن "وضع البيروقراطية الأميركية أسوأ مما كنت أظن". لكن مشروع قانون الضرائب الذي مرّره مجلس النواب الأميركي أخيراً، بضغط من ترامب، قد يكون النقطة التي أفاضت كأس التوتر بين الرجلين، إذ يعتبر ماسك أن المشروع مكلف للغاية، ولن يساعد على خططه لخفض النفقات. فضلاً عن ذلك، فإن ماسك دفع من أجل "صفر تعرفات جمركية" بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. حاول ماسك عرقلة صفقة تقودها "أوبن إيه آي" في أبوظبي وبحسب الإعلام الأميركي أيضاً، فإن ماسك حاول أخيراً عرقلة صفقة تقودها شركة "أوبن إيه آي" لبناء واحد من أكبر مراكز البيانات للذكاء الاصطناعي في العالم في أبوظبي، وذلك في محاولة منه لتضمين شركة ناشئة له (إكس إيه آي) في المشروع. ولم يخف ماسك غضبه حين علم بمرافقة الرئيس التنفيذي لـ"أوبن إيه آي"، سام ألتمان، لترامب خلال جولته في منطقة الشرق الأوسط، في شهر مايو الماضي. وسحب ترامب أخيراً تسمية الملياردير جاريد إيزاكمان لقيادة وكالة الفضاء الأميركية "ناسا". وإيزاكمان، هو شريك لإيلون ماسك، وكان اشترى سلسلة رحلات فضائية من "سبايس إكس"، والتي لها عقود عمل كثيرة مع "ناسا". وكان الإعلام الأميركي خلال الأشهر القليلة الماضية، قد طرح أيضاً أسئلة عدة، حول علاقة إيلون ماسك التجارية والاستثمارية مع الصين، وما إذا كان ذلك قد يعدّ ضمن ما يعرف بـ"تضارب المصالح"، أو مضراً للأمن القومي الأميركي. وتعدّ الصين سوقاً مهمة لشركة ماسك الأخرى، "تسلا" للسيارات الكهربائية، وقد يفسّر ذلك بعض أسباب قلّة شعبيته لدى بعض من قاعدة ترامب، التي تنظر أيديولوجياً إلى الصين، كعدوة اقتصادية للولايات المتحدة، والتي تسرق منها الوظائف والفرص والصناعات. أما ماسك، فيعتبر ضمن هذه الدائرة "مدافعاً عن الصين"، والتي جنّبها لسانه السليط، وتعليقاته السياسية، ودعمه لمرشحين وسياسيين، خصوصاً في القارة الأوروبية، حيث دافع عن اليمين المتطرف ومرشحيه الانتخابيين تحت شعار أنه "مناصر دائم لحرّية التعبير". وبعد مغادرته العمل الإداري، لن يكون إرث إيلون ماسك كبيراً، لكنه العلامة الفارقة، التي قد يكون تركها، هي تمكنه من فرض اقتطاعات كبيرة على المساعدات الأميركية الخارجية، ودوره في تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية (يو أس إيد)، والتي سرّح منها آلاف الموظفين المحليين والدبلوماسيين وموظفي الخدمة المدنية المُكلفين بالعمل في الخارج، فضلاً عن محاربته دولته الأم، جنوب أفريقيا، التي أوقف ترامب عنها المساعدات، ومنها المخصصة لمكافحة مرض الـ"إيدز"، حيث اتهمها بتحريض من ماسك، بالعدوانية تجاه "المواطنين البيض". سوشيال ميديا التحديثات الحية إيلون ماسك والذكاء الاصطناعي: "أزمة" الإبادة الجماعية