logo
انسحاب العشائر من السويداء.. هل هي نهاية المعركة أم مجرد هدنة مؤقتة؟

انسحاب العشائر من السويداء.. هل هي نهاية المعركة أم مجرد هدنة مؤقتة؟

خبر صحمنذ 5 أيام
أفاد سكان السويداء في سوريا، صباح الأحد، بعودة الهدوء الحذر إلى المدينة بعد إعلان الحكومة التي يقودها الإسلاميون انسحاب مقاتلي العشائر البدوية من المدينة ذات الأغلبية الدرزية، في وقت كثفت فيه الولايات المتحدة دعواتها لإنهاء القتال المستمر منذ أيام.
انسحاب العشائر من السويداء.. هل هي نهاية المعركة أم مجرد هدنة مؤقتة؟
اقرأ كمان: ترامب يعلن عن مفاوضات تجارية حاسمة مع الصين في لندن
موجة عنف دامية أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص
كانت السويداء قد شهدت موجة عنف دامية أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص، ما شكل اختبارًا حاسمًا للرئيس المؤقت أحمد الشرع، ودفع إسرائيل لشن غارات جوية الأسبوع الماضي، معلنة دعمها للدروز، ورغم إعلان وقف إطلاق النار، تواصلت الاشتباكات حتى السبت.
أعلنت وزارة الداخلية السورية، في وقت متأخر من مساء السبت، انسحاب المقاتلين البدو، وهو ما أكده السكان مع شروق شمس الأحد، حيث لم تُسمع أصوات إطلاق النار، وأظهرت صور لوكالة 'رويترز' قوات الأمن وهي تغلق الطرق في إحدى مناطق المدينة، بينما تجمع أفراد من العشائر في المكان.
قال كنان عزام، وهو طبيب أسنان من السويداء، لوكالة 'رويترز'، إن الوضع يشهد 'هدوءًا مشوبًا بالتوتر'، لافتًا إلى أن السكان ما زالوا يعانون من انقطاع المياه والكهرباء، فيما المستشفيات خارجة عن الخدمة والجثث والجرحى منتشرين في أرجاء المدينة.
من جانبه، قال أحد سكان السويداء، رائد خزعل، إن المدينة بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، موضحًا أن المنازل مدمرة ورائحة الجثث تفوح في المستشفى الوطني.
في المقابل، أكدت الولايات المتحدة أنها لا تؤيد الغارات الإسرائيلية، رغم سماح القوات السورية بدخول محدود إلى منطقة السويداء لمدة يومين.
قوات الأمن الداخلي انتشرت حول المدينة
كشف مصدر أمني سوري لـ'رويترز' أن قوات الأمن الداخلي انتشرت حول المدينة، وأقامت حواجز في المناطق الشرقية والغربية من المحافظة، حيث تجمعت بعض الفصائل العشائرية المنسحبة، مضيفًا أن بعض هذه المجموعات عادت إلى دمشق ومناطق الشمال.
مواضيع مشابهة: مينا رزق يتولى رئاسة المجلس التنفيذي لـ'الفاو' كأول مصري في هذا المنصب
وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أسفرت الاشتباكات منذ الأسبوع الماضي عن مقتل ما لا يقل عن 940 شخصًا في محيط السويداء، فيما لم تتمكن 'رويترز' من التحقق من هذه الأعداد بشكل مستقل.
من جانبه، قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، إن 'الفظائع التي ترتكبها الفصائل المتحاربة تقوض سلطة الحكومة وتزعزع أي مظاهر للنظام'، داعيًا جميع الأطراف إلى وقف القتال والتخلي عن دوامة الانتقام القبلي، مشددًا على أن 'سوريا تقف عند مفترق طرق حاسم.. ويجب أن يسود السلام والحوار فورًا'.
يُذكر أن الدروز يشكلون أقلية دينية مؤثرة في سوريا وإسرائيل ولبنان، ويتبعون ديانة منشقة عن أحد فروع الإسلام الشيعي، فيما يعتبرهم بعض المتشددين السنة أصحاب معتقدات كافرة.
تعود جذور الاشتباكات إلى الأسبوع الماضي، حين اندلعت مواجهات بين مقاتلين دروز وبدو، قبل أن تتدخل القوات الحكومية في محاولة لاحتواء العنف، لكنها تورطت لاحقًا في عمليات انتهاك بحق المدنيين الدروز، بحسب السكان الذين تحدثوا عن عمليات إعدام ميدانية داخل البيوت أو في الشوارع، نفذها جنود سوريون يمكن التعرف عليهم من زيهم العسكري وشعاراتهم.
في خطاب الخميس الماضي، وعد الرئيس أحمد الشرع بحماية حقوق الدروز ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، ملقيًا باللوم على 'عصابات خارجة عن القانون'.
كانت إسرائيل قد شنت الأسبوع الماضي غارات على قوات الحكومة السورية في السويداء، كما استهدفت وزارة الدفاع في دمشق، وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، أن إسرائيل وضعت سياسة تطالب بنزع السلاح من منطقة تمتد من الجولان المحتل حتى جبل الدروز شرق السويداء، مشددًا على التزام إسرائيل بحماية الدروز.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نافذة ترامب ونتنياهو يبتعدان عن التفاوض.. والمجاعة تحاصر غزة
نافذة ترامب ونتنياهو يبتعدان عن التفاوض.. والمجاعة تحاصر غزة

نافذة على العالم

timeمنذ 5 دقائق

  • نافذة على العالم

نافذة ترامب ونتنياهو يبتعدان عن التفاوض.. والمجاعة تحاصر غزة

الجمعة 25 يوليو 2025 11:20 مساءً نافذة على العالم - وقال نتنياهو إن إسرائيل تدرس الآن خيارات "بديلة" لتحقيق أهدافها من الحرب، المتمثلة في إعادة الرهائن من قطاع غزة وإنهاء حكم حركة حماس في القطاع. وتفشّى الجوع في القطاع، في وقت يعيش فيه معظم السكان في مخيمات نزوح وسط دمار واسع النطاق. وقال ترامب إنه يعتقد أن قادة الحركة "سيُلاحقون" الآن، وقال للصحفيين في البيت الأبيض: "حماس لم تكن تريد التوصل إلى اتفاق. أعتقد أنهم يريدون الموت، وهذا أمر سيئ للغاية. لقد وصل الأمر إلى نقطة لا بد فيها من إنهاء المهمة". وبدت التصريحات وكأنها تُغلق الباب، على الأقل في المدى القريب، أمام استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار، في وقت تتصاعد فيه المخاوف الدولية من تفاقم الجوع في قطاع غزة الذي يعاني من ويلات الحرب. الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفي رد فعل على تدهور الوضع الإنساني في غزة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الليل أن باريس ستصبح أول قوة غربية كبرى تعترف بدولة فلسطينية مستقلة. وقالت بريطانيا وألمانيا إنهما ليستا مستعدتين بعد لاتخاذ هذه الخطوة، لكنهما انضمتا إلى فرنسا في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار. لكن ترامب قلل من أهمية خطوة ماكرون قائلاً: "ما يقوله لا يهم". وأضاف للصحفيين في البيت الأبيض: "إنه رجل جيد جداً.. يعجبني، لكن هذا التصريح ليس له أي أهمية". وسحبت إسرائيل والولايات المتحدة وفديهما من محادثات وقف إطلاق النار في قطر، أمس الخميس، وذلك بعد ساعات قليلة من تقديم حركة حماس ردها على مقترح الهدنة. وذكرت مصادر في بادئ الأمر أن انسحاب الوفد الإسرائيلي يهدف فقط للتشاور، ولا يعني بالضرورة أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود. لكن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو في وقت لاحق أشارت إلى أن الموقف الإسرائيلي ازداد تشدداً خلال الليل. وحمل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف حركة حماس مسؤولية جمود المفاوضات، وقال نتنياهو إن ويتكوف "على صواب". وقال باسم نعيم، القيادي في حماس، على فيسبوك إن المحادثات كانت بناءة، لكنه انتقد تصريحات ويتكوف، ووصفها بأنها محاولة للضغط بالنيابة عن إسرائيل. وأضاف نعيم: "ما قدمناه، بكل وعي وإدراك لتعقيد المشهد، نعتقد أنه يُوصل إلى صفقة، لو كانت لدى العدو إرادة لذلك، ويمكن أن يُبنى عليه اتفاق وقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات المعادية بشكل كامل، والكرة الآن في ملعب العدو الصهيوني وداعميه لإنهاء هذه اللعبة القذرة". وقالت الوسيطتان مصر وقطر في بيان مشترك، اليوم، إن بعض التقدم تحقق في أحدث جولة من محادثات وقف إطلاق النار، وإن تعليق المفاوضات للتشاور قبل استئنافها أمر طبيعي في سياق تفاوض معقد. وذكر البيان المشترك: "تشير الدولتان إلى إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع، وتؤكدان أن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يُعد أمراً طبيعياً في سياق هذه المفاوضات المعقدة". وقال البيان: "تؤكد الدولتان، بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، على التزامهما باستكمال الجهود وصولاً إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في القطاع". كما أشار البيان إلى أن جهود التفاوض متواصلة، ودعا إلى عدم التقليل منها، وقال: "تدعو الدولتان إلى عدم الانسياق وراء تسريبات تتداولها بعض وسائل الإعلام في محاولات للتقليل من هذه الجهود والتأثير على مسار العمل التفاوضي، وتُشدد على أن هذه التسريبات لا تعكس الواقع وتصدر عن جهات غير مطلعة على سير المفاوضات". وتطرق البيان للتغطية الإعلامية لسير التفاوض، بالقول: "تدعو الدولتان وسائل الإعلام الدولية إلى التحلي بالمسؤولية وأخلاقيات مهنة الصحافة، وتسليط الضوء على ما يجري في القطاع من معاناة غير مسبوقة، لا أن تلعب دوراً في تقويض الجهود التي تسعى لإنهاء الحرب على القطاع". وينص مقترح الهدنة على وقف القتال لمدة 60 يوماً، والسماح بدخول مساعدات إنسانية إضافية إلى قطاع غزة، إلى جانب إطلاق سراح عدد من الرهائن المتبقين، وعددهم 50، مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. لكن تنفيذ المقترح تعثر بسبب خلاف حول مدى انسحاب القوات الإسرائيلية، والأوضاع بعد مرور فترة الستين يوماً في حال عدم التوصل إلى اتفاق دائم. ورحب وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير بالخطوة التي أقدم عليها نتنياهو، ودعا إلى وقف كامل للمساعدات إلى غزة والاستيلاء الكامل على القطاع. وأضاف في منشور على منصة "إكس": "الإبادة الكاملة لحماس، وتشجيع الهجرة والاستيطان" اليهودي. تفشي الجوع تقول وكالات إغاثة دولية إن الجوع تفشّى على نطاق واسع في الوقت الراهن بين سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة، مع نفاد المخزونات وقطع إسرائيل كل الإمدادات للقطاع في مارس/آذار، والسماح ببعضها في مايو/أيار، لكن بقيود جديدة. وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إنه وافق على السماح للدول بإيصال مساعدات عبر الإسقاط الجوي لقطاع غزة. ورفضت حركة حماس الخطوة، ووصفتها بأنها حركة استعراضية. وقال إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي لحكومة قطاع غزة التي تديرها حركة حماس: "قطاع غزة لا يحتاج إلى استعراضات جوية، بل إلى ممر إنساني مفتوح وشاحنات إغاثة تتدفق يومياً لإنقاذ ما تبقى من أرواح الأبرياء المحاصرين المجوَّعين". وقالت السلطات الطبية في قطاع غزة إن تسعة فلسطينيين آخرين توفوا على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية بسبب سوء التغذية والجوع الشديد. وتوفي العشرات في الأسابيع القليلة الماضية مع تفاقم أزمة الجوع في القطاع. وتقول إسرائيل إنها تسمح بدخول ما يكفي من الطعام للقطاع، وتتهم الأمم المتحدة بالإخفاق في توزيعه، وهو ما وصفته وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الجمعة، بأنه "حيلة متعمدة لتشويه سمعة إسرائيل". وتقول الأمم المتحدة إنها تعمل بأقصى كفاءة ممكنة في ظل القيود الإسرائيلية. وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إن إمدادات الأغذية العلاجية المتخصصة، التي يمكن أن تنقذ أرواح الأطفال المصابين بسوء تغذية حاد، تنفد من القطاع. وتزامن استمرار الهجمات الإسرائيلية على الأرض مع محادثات وقف إطلاق النار. وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن الضربات الجوية والقصف بالنيران الإسرائيلية أسفر عن مقتل 21 على الأقل في أنحاء القطاع، اليوم الجمعة، من بينهم خمسة قُتلوا في غارة على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة. وشيّع فلسطينيون في المدينة جثمان الصحفي آدم أبو هربيد في جنازة عبر الشوارع، وهو ملفوف في كفن أبيض وعليه سترة زرقاء تحمل بوضوح كلمة "صحافة" باللغة الإنجليزية، بعد أن قُتل خلال الليل في هجوم إسرائيلي على مخيم للنازحين. وقال محمود عوضية، وهو صحفي آخر حضر الجنازة، إن الإسرائيليين يتعمدون استهداف الصحفيين. وتنفي إسرائيل أنها تستهدف الصحفيين عمداً. وشنت إسرائيل الحملة العسكرية على قطاع غزة بعد أن اقتحم مسلحون بقيادة حماس بلدات إسرائيلية قرب الحدود في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هذا الهجوم أدى إلى مقتل نحو 1200 واحتجاز 251 رهينة. ويقول مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن القوات الإسرائيلية قتلت، منذ ذلك الحين، ما يقرب من 60 ألفاً في قطاع غزة، ودمرت معظمه.

القوة فوق الحق
القوة فوق الحق

بوابة الأهرام

timeمنذ 35 دقائق

  • بوابة الأهرام

القوة فوق الحق

أثارت التصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي، التى دأب فيها على التلويح باستخدام القوة لفرض واقع جديد فى أكثر من موضع من مواضع الصراع فى العالم، قلق المفكرين الإستراتيجيين والسياسيين من أن تلك النوعية من التصريحات تعد ردة إلى زمن شريعة الغاب التى «تُشرعن» الغزو؛ حيث تأتى القوة قبل الحق ــ الحقوق... حول هذا الموضوع، الجد خطير، نشرت دورية الفورين أفيرز الأمريكية العتيدة فى عددها الصادر هذا الشهر (عدد يوليو/أغسطس 2025) دراسة بعنوان: «القوة تنقض الحق: الانهيار الكارثى للضوابط المناهضة لاستخدام القوة»Might Unmakes Right: The Catastrophic Collapse of Norms Against the Use of Force؛ أعدها اثنان من أساتذة القانون بجامعة ييل(رئيسة الجمعية الأمريكية للقانون الدولي، وسكوت شابيرو، وقد قاما بتأليف مشترك لكتاب «الأمميون: كيف أدت خطة جذرية لحظر الحرب إلى إعادة تشكيل العالم».). ينطلق أستاذا القانون فى دراستهما من رصد مكثف لتصريحات ترامب خلال الأشهر الأولى من ولايته الرئاسية الثانية التى هدد من خلالها باستخدام القوة العسكرية لحسم أكثر من نزاع حول العالم، أو لاستيلاء الولايات المتحدة الأمريكية على مواقع استراتيجية لإدارتها عنوة. وبغض النظر عن مدى ودرجة جدية تلك التصريحات. إلا أنها تعكس، فى حقيقتها، الإصرار والتعمد فى التعدى على المبادئ العتيدة لنصوص ومبادئ القانون الدولى ومرجعيته المنظمة للعلاقات بين الدول التى تمنع استخدام القوة العسكرية فى حل النزاعات. وكيف أن إفراط ترامب فى التلويح باستخدام القوة، على حساب الحقوق والشرعيات بمختلف أشكالها، يمثل عودة إلى ما قبل القرن العشرين، إلى زمنٍ كان فيه السياسيون والقانونيون يرفعون شعار «حق الغزو» Right of Conquest؛ ويبررون بل ويشرّعون استخدام القوة لشن الحروب والاستيلاء على أراضى ومقدّرات الغير. وفى هذا المقام، يُذكر الباحثان بأمرين هما: الأول: معاهدة كيلوج ــ برييان التى وقعتها 15 دولة فى باريس نهاية أغسطس 1928، التى جرمت نصوصه الحروب العدوانية وعدم شرعيتها، كما حرمت غزو البلدان. والثاني: ميثاق الأمم المتحدة المُعتمد عام 1945، الذى لم يثبت، فقط، ما تم التوافق عليه قبل 17 عاما فى باريس. بل شدد، صراحة وبجلاء، نصا، على حظر التهديد ــ أصلا ــ باستخدام القوة أو استخدامها ضد سلامة ووحدة أراضى دولة أخرى. وتوافقت الدول الأعضاء، من خلال الخبرة التاريخية، على مساندة المبادئ الداعمة للحق والشرعية من خلال آليات سلامية وحوارية واقتصادية تيسر ترسيخ الشرعية الدولية. بالطبع، لم تمنع المعاهدات والمواثيق الدولية المذكورة الحروب أو الغزوات، إلا أن الباحثَين القانونيين، من خلال توثيق تاريخى معمق ومركّز، يؤكدان أن»الحروب قد تراجعت بعض الشيء، بل باتت أقل انتشارا ــ بدرجة أو أخرى ــ خلال العقود التى تلت الاتفاقات والتسويات التى أنهت الحرب العالمية الثانية. ويدلل الباحثان على ذلك من خلال رصدهما انخفاض عدد الدول التى تم غزوها conquered؛ من قبل دول أخرى، وما ترتب على هذا الغزو ــ فى بعض الحالات ــ من «استقطاع» مساحات من الدول التى تم غزوها لصالح الدول الغازية. ومن ثم رسم حدود جديدة فى ضوء هذه الغزوات وتلك الاستقطاعات. ويقدر أستاذا القانون انخفاض المساحات التى استولت عليها دول أجنبية سنوياً إلى أقل من 6%، مقارنة بالغزوات الحربية التى كانت تتم على مدى قرن من الزمان سبق معاهدة 1928الباريسية، وميثاق 1945 الأممي. بيد أن الباحثين يربطان بين إدارة بوش الابن (2001 ــ 2008) المدعومة بالصقور المحافظين: السياسيين والدينيين؛ والخروج السافر للولايات المتحدة الأمريكية على المعاهدات الدولية التى تلزم الدول بعدم غزو دول أخرى وذلك عندما قررت الإدارة الأمريكية المحافظة ــ النفطية المصالح ــ غزو العراق تأسيسا على حجة واهية، بل وكاذبة حسبما تبين لاحقا. إلا أن ما اقترفته إدارة بوش من خروج على المبادئ الدولية لم تواكبه أى تصريحات علنية من قبلها تضرب عرض الحائط بتلك المبادئ. على النقيض، تماما، فلقد وضح أن ترامب غير آبه بالكلية فى الالتزام بالضوابط التى وضعتها الأسرة الدولية للنظام العالمى ما بعد الحرب العالمية الثانية الذى يُحرم/يُجرم استخدام القوة لحصول أى دولة على ما ليس لها من دولة أخرى سواء كانت أراضى أو مقدرات أو غير ذلك من منافع. ومن ثم رصد الباحثان كيف استعاد ترامب ــ من خلال تصريحاته ــ منطق شن الحرب أو التهديد بها كوسيلة رئيسية لحل خلافات الدول. وهو النهج الذى تلقفه رئيس وزراء الكيان الإبادى ومارسه فى غزة. كما نتج عن تهديدات ترامب الخاصة ببنما استجابة للمطالب الترامبية، كذلك قبلت كييف بالتوقيع على اتفاقية تتيح للولايات المتحدة الأمريكية حق الوصول إلى موارد بعد أن هددها ترامب بالسماح لبوتين بأن يضم أجزاء من الأراضى الأوكرانية. وينبه الباحثان إلى أن السلوك الترامبى التهديدى يعد انتقاصا للحظر المفروض على استخدام القوة والتهديد بها للنيل من أصحاب الحق. ما يعنى حكما ــ عودة التقاتل حول الجغرافيا السياسية وثرواتها ومزاياها الاستراتيجية وفق المنطق «الهوبزي»، (نسبة للفيلسوف الإنجليزى توماس هوبز 1588 ــ 1679 القائل بتحويل العالم إلى غابة شريعتها القوة والصراع ومن ثم البقاء للأقوى دون أى اعتبار للحقوق)، الذى يترتب عليه تداعيات كارثية منها: تجدد حروب الغزو/الغزوات الحربية، وتسارع وتيرة سباق التسلح العالمي، وانكماش التجارة العالمية، وتصدع آليات التعاون الدولى المنوط بها مواجهة التهديدات العالمية المشتركة. كما يحذران من الردة التى ستلحق بالقانون الدولى من جراء إطلاقية استخدام القوة. وبعد، يستدعى أستاذا القانون عبارة ذات دلالة للمؤرخ الإغريقى «ثوسيديديس (Thucydides) (460 ــ 395 ق.م.) وردت فى كتاب «تاريخ الحرب البيلوبونيسية «تقول: «يفعل الأقوياء ما يشاءون لفرض إرادتهم، ويعانى الضعفاء الرضوخ لما يُفرض عليهم عنوة»، وذلك للتدليل على الممارسة الترامبية ــ والتى من المرجح أنها سوف تفتح الباب على مصراعيه، إضافة إلى إسرائيل، لممارسته ــ التى تقوم على منطق: الغلبة/القوة/العنف فى إدارة الشأن الدولى وإن جار على الحق/الحقوق.

أوروبا تبقى على سعر الفائدة دون تغيير.. ترامب ينفى نيته إقالة رئيس مجلس «المركزى الأمريكى»
أوروبا تبقى على سعر الفائدة دون تغيير.. ترامب ينفى نيته إقالة رئيس مجلس «المركزى الأمريكى»

بوابة الأهرام

timeمنذ 35 دقائق

  • بوابة الأهرام

أوروبا تبقى على سعر الفائدة دون تغيير.. ترامب ينفى نيته إقالة رئيس مجلس «المركزى الأمريكى»

قبل اجتماع مرتقب لمجلس الاحتياطى الفيدرالى (البنك المركزى الأمريكي) لتحديد مسار أسعار الفائدة، تجادل الرئيس دونالد ترامب مع رئيس المجلس جيروم باول خلال زيارة نادرة للبنك، منتقدا تكلفة تجديد مبنيين تاريخيين بالمقر الرئيسي، مطالبا بخفض أسعار الفائدة. وبرغم التوتر، اختتم ترامب زيارته بقوله إنه لا ينوى إقالة باول خلافا لما قاله مرارا. وفى منشور له على منصة تروث سوشيال، كتب ترامب فى وقت لاحق عن أعمال التجديد وتكلفتها 2.5 مليار دولار: «نأمل أن يتم الانتهاء منها فى أسرع وقت ممكن. التجاوزات فى التكلفة كبيرة. ولكن، من الناحية الإيجابية، فإن بلدنا فى حالة جيدة للغاية ويمكنه تحمل أى شيء». وحدثت الزيارة قبل أقل من أسبوع من اجتماع صناع السياسة النقدية بالبنك المركزى على مدى يومين لتحديد مسار أسعار الفائدة. ومن المتوقع على نطاق واسع الإبقاء على سعر الفائدة القياسى فى نطاق 4.25-4.50%. ويطالب الرئيس دوما باول بخفض أسعار الفائدة. وقال مجلس الاحتياطى إن المشروع، وهو أول تجديد كامل للمبنيين منذ بنائهما منذ ما يقرب من قرن مضى، واجه تحديات غير متوقعة، بما فى ذلك الحد من المواد السامة والتكاليف الأعلى من التقديرات للمواد والعمالة. ودعم ما قاله بوثائق منشورة على موقعه الإلكتروني. بموازاة ذلك، أبقى البنك المركزى الأوروبى أسعار الفائدة من دون تغيير بعد سلسلة من التخفيضات، ليصب تركيزه على تقييم القرارات الوشيكة فى إطار المواجهة التجارية بين واشنطن والأوروبيين. وبذلك، ينهى البنك المركزى الأوروبى سلسلة من التخفيضات التى طالت أسعار الفائدة منذ عام، بعدما قرّر خفض تكلفة الائتمان تدريجيا لمواكبة انخفاض التضخّم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store