عنصريات من الحملات الصليبية إلى القرن العشرين
صدر عن
المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
كتاب
عنصريات: من الحملات الصليبية إلى القرن العشرين
، ضمن سلسلة ترجمان. وهو من ترجمة ثائر ديب لكتاب فرنسيسكو بيتنكور.
يُعنَى الكتاب بدراسة العنصرية باعتبارها ظاهرة تاريخية معقدة ومتعددة الأبعاد ومستمرة. ويعرض تنوع أشكال العنصرية المدفوعة بمشاريع سياسية تختلف باختلاف السياقات التاريخية والمحلية. ويشير المؤلف إلى أن العنصرية ليست فكرة ثابتة، بل هي ظاهرة تتغيّر وتتبدّل مع مرور الزمن وتعتمد على العلاقات السياسية والاجتماعية التي تكون مهيمنة في كل فترة.
وقد أدرَج المؤلّف في متن كتابه صورًا وخرائط، بدلًا من وضعها في ملاحق آخر الكتاب، وهي تساهم في توضيح المفاهيم والمعلومات على نحو أكثر فاعليةً من النصوص وحدها، وتساعد القارئ في تصوّر البيانات والمعلومات بطريقة مرئية؛ ما يعزّز التسلسل المنطقي للأفكار، ومن ثمّ استيعابها. فعند وضع هذه العناصر في مواضعها داخل النص، تُدمج إدماجًا طبيعيًّا في المحتوى المعروض، وهذا ما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من النقاش أو التحليل، ويسهّل متابعتها من دون حاجة إلى الرجوع إلى الملاحق. ثمّ إن وجود هذه العناصر في متن الكتاب يتيح للقارئ الوصول إليها بسرعة؛ ما يوفر كثيرًا من الوقت والجهد، خصوصًا إذا كانت الصورة أو الخريطة ضرورية لفهم الجزء المقروء. وهكذا، يزداد التفاعل مع النص، ويكون الكتاب أكثر فاعلية من حيث تبسيط المعقَّد والوصول إلى الهدف المنشود، من خلال ربط البيانات بالتفسير. فعند عرض هذه البيانات وتحليلها، يُتاح للقارئ رؤية واضحة بشأن دعم الصورة أو الخريطة لمسائل الكتاب. وإجمالًا، تمنح هذه العناصرُ الكتابَ قيمةً إضافية وتجعله أكثر شمولية، إضافة إلى سهولة في الوصول إلى المعلومات.
العنصرية إقصاءً تاريخيًّا
يناقش الكتاب فرضية تشير إلى أن العنصرية ليست نظرية عن الأعراق فحسب، بل إنها تحيّز يرتبط بالأصل الإثني، ويشمل تمييزًا وإقصاءً للفئات العرقية المختلفة. وتُدعم هذه الفكرة من خلال دراسة التاريخ الأوروبي وتفاعلات أوروبا مع بقية العالم، بما في ذلك تأثير القومية في مختلف القارات. ويعرض الكتاب كيف أنّ التصنيفات العرقية قد تتغيّر وتُعدَّل بناءً على السياقَين الثقافي السياسي. ويسلّط الضوء على تحولات التصنيف العرقي بين الثقافات المختلفة، مستعرضًا كيفية تأثير هذا التصنيف في توزيع السلطة والفرص. ويعترض على الفكرة السائدة التي ترى أن العنصرية ظاهرة حديثة، مشيرًا إلى أنّ لها جذورًا قديمة مرتبطة بأنظمة عرقية وثقافية معيّنة. ويستخدم المؤلف مصادر أولية ومرئية لفهم كيفية تشكّل العنصريات وأنماطها المتنوعة عبر التاريخ، ويؤكد أن العنصرية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمشاريع سياسية تسعى للهيمنة على الآخرين من النواحي الاجتماعية والسياسية والثقافية. ومن ثمّ، نجد متابعة تحليل تاريخية مفاهيم العنصرية وتطورها عبر الزمن، وربط ذلك بالتحولات في السياقَين الاجتماعي والسياسي. وفي إثر ذلك، يأتي توضيح تاريخ مصطلحات، مثل "العنصرية" و"العنصري"، التي نشأت في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، لتعكس التراتب العرقي ورفض الآخرين بناءً على نظرية التفوق العرقي. ويعكس هذا التطور في المصطلحات صعود الحركات القومية المتشددة والنزعات العنصرية في أوروبا، خصوصًا مع النازية في ألمانيا.
من العرق الطبقي إلى العرق البيولوجي
يتناول المؤلف تطوُّر مصطلح "العرق"، ويبيّن كيف كان يُعَرَّف في فترات زمنية مختلفة، بدءًا من العصور الوسطى عندما كان يشير إلى طبقات اجتماعية وعائلية، وصولًا إلى مفهوم العرق البيولوجي الذي نعرفه اليوم. ويشير إلى أن مفهوم "العرق" كان مشحونًا تاريخيًّا بتصورات عن النقاء والطهارة الجينية؛ ما أدى إلى تشكّل الهويات العرقية على نحو مجحف. إضافة إلى ذلك، نجد تفصيلًا في اعتبار أنّ العنصرية لا تقتصر على وجود "تحيز" ضد جماعات معينة، بل إنها تتضمن فعلًا تمييزيًّا على أساس هذا التحيز، مع استعراض الكيفية التي كانت تروّج بها الأنظمة السياسية التي قامت على أساس التفرقة العرقية؛ من استعمارٍ وتوسعٍ للأوروبيين، وصولًا إلى الأنظمة الشمولية مثل النازية التي ركزت على الإبادة الجماعية. وعبر هذا التحليل، ربط المؤلف بين التوسع الأوروبي، خلال الحروب الصليبية، وتصنيف البشر بحسب أصولهم العرقية من أجل تبرير التفوّق الأوروبي على الشعوب الأخرى.
ويناقش تطور الأفكار حول الإثنية والمجموعات الإثنية البديلة بوصفها مصطلحات جديدة تعبّر عن التنوع البشري، بعيدًا عن التصنيف العرقي الذي يحمل تحيّزات. ويختتم بالحديث عن الإبادة الجماعية باعتبارها فعلًا سياسيًّا، موضحًا تعريف الأمم المتحدة للإبادة الجماعية في محاولة تدمير جماعات إثنية معينة.
من خلال هذا كلّه، يمكن فهم ارتباط العنصرية بتطور السياسات العرقية في القرن العشرين وما بعده، مع التشديد على أن العنصرية ليست فكرة قديمة فحسب، بل هي أيضًا ممارسة متجددة ترتبط مباشرة بالأفعال التمييزية.
العنصرية مدخلًا للعبودية وعدم المساواة والتمييز العنصري
ليس التطرق إلى فكرة العنصرية، باعتبارها سلوكًا سياسيًّا واجتماعيًّا، فكرة عابرة؛ إذ نجد تعمّقًا في خلفيتها اللغوية والتاريخية، بحيث نقرأ أنّ العنصرية كانت في البداية مفهومة في سياقات ضيقة محصورة في أوروبا، ثمّ إنّ هذا المفهوم اتّسع ليشمل جلّ مناطق العالم من خلال الاستعمار والنزاعات العرقية المتصاعدة.
يستعرض الكتاب كيف أن العنصرية كانت مدفوعة تاريخيًّا بمشاريع سياسية، مع التركيز على أمثلة تاريخية متنوعة مثل اضطهاد الغجر، والتمييز ضد المسلمين واليهود المتنصرين في إيبيريا، وتأثير محاكم التفتيش في نشر فكرة نقاء الدم. وفضلًا عن ذلك، يناقش حالات التمييز في صقلية، مملكة بيت المقدس وأميركا الاستعمارية، حيث طُبّقت سياسات الفصل العنصري والتمييز العرقي.
ويتناول أيضًا تأثير العبودية في تشكيل التحيزات ضد الأفارقة، ودور الاختلاط العرقي في المجتمعات الإيبيرية، مقابل الفصل العنصري الصارم في أميركا البريطانية. ويوضّح كيف أنّ التجربة الاستعمارية الأوروبية أثّرت في ترسيخ التحيزات الإثنية عالميًّا؛ ما أدى إلى نشوء تصنيفات عرقية تراتبية عُزّزت لاحقًا عبر النظريات العلمية في القرنَين الثامن عشر والتاسع عشر.
ويتطرّق إلى العلاقة بين القومية والعنصرية، وكيف أنّ ظهور الحركات القومية أدى إلى اضطهاد جماعات مثل الأرمن واليونانيين في الإمبراطورية العثمانية وإبادتهم. ويوضح كذلك كيف أن تطور نظريات العرق والتطور الاجتماعي ساهما في ترسيخ عدم المساواة، وهو الأمر الذي مهّد لمأسسة التمييز العنصري في سياسات دولية متعددة.
تطور العنصرية
يتناول الكتاب مسألة تطور العنصرية وأشكالها المختلفة عبر التاريخ وتأثيراتها في مجتمعات متعدّدة. وقد ركّز على عدة أمور رئيسة ليثبت التطور المستمرّ المتعلق بالعنصرية:
الصراع ضد اليهود: منذ الثورة الفرنسية، بدأت المجتمعات الأوروبية ترى في اليهود "كبش فداء" لمشكلات الحداثة، وهذا الأمر ساهم في نمو معاداة السامية. وقد لاحظت حركات سياسية، مثل النازية، هذا التحيز العرقي، بحيث اعتُبر اليهود عدوًّا داخليًّا. وحوّل أدولف هتلر هذه النظريات إلى سياسات عملية أدت إلى إبادة جماعية للمجتمعات اليهودية.
التطهير الإثني في أوروبا: جُرِّد اليهود من حقوقهم المدنية، وأُجبروا على العمل القسري في ألمانيا النازية، وهو أمرٌ أسفر عن مقتل ملايين منهم، وسُلبت حقوق سلالات أخرى مثل السلاف، واستُخدِمت العنصرية لتحقيق التفوّق الألماني وتوسّعه. أمّا بعد الحرب، فقد ظل التطهير الإثني مستمرًّا في بعض الدول الشيوعية.
الحروب الإثنية في البلقان والشرق الأوسط: شهدت هذه المناطق صراعات عنصرية ودينية، مثل حروب الاستقلال اليونانية والمذابح بين اليونانيين والعثمانيين، وعدّة مجازر، إضافة إلى التطهير الإثني في يوغسلافيا في تسعينيات القرن العشرين.
العنصرية في أفريقيا: تركزت العنصرية في استعمار أفريقيا، وقد ساهم ذلك في إبادة الألمان للهيريرو في ناميبيا، وفصل السكان الأفارقة في جنوب أفريقيا عبر سياسة الأبارتهايد. وكانت الاستعمارات الأوروبية تستهدف السيطرة على الأراضي والثروات من خلال التفوّق العرقي.
التحيز العرقي في آسيا: فُرِضَت الهيمنة الإثنية من جانب الهان في الصين على الأقليات. وفي اليابان، كان ثمّة تمييز ضد الأقليات مثل البوراكومين والآينو. وقد شهدت الهند نظام الكاست الذي قسّم المجتمع بناءً على أفكار من قبيل الطهارة والنجاسة، والنظافة والتلوث، والتفوق والدونية، والزواج الداخلي ووراثة المهنة، والعزل المكاني وقواعد السلوك التراتبي المشتركة.
التطورات الحديثة: لا تركز العنصرية المعاصرة على الفروق الجسدية كما كانت الحال سابقًا، بل على الفروق الثقافية؛ إذ إنّ المهاجرين يُستهدَفون بسبب عدم قدرتهم على التكيف مع الثقافة السائدة. وعلى الرغم من التقدم في مكافحة العنصرية، فإن التمييز لا يزال موجودًا في بعض المجتمعات.
يُظهر الكتاب أنّ العنصرية ظلّت تشكّل أداةً سياسية تُستخدَم لتبرير استبعاد أقليات معينة اجتماعيًّا وسياسيًّا، وأنّها ليست فكرة نظرية فحسب، بل هي ظاهرة تاريخية معقدة تتجسد في ممارسات سياسية واجتماعية. وعلى الرغم من التقدم الذي تحقق في مكافحة العنصرية، فإنها لا تزال مستمرة في بعض المجتمعات. ويُعدّ هذا الكتاب ذا أهمية في تعزيز الوعي حول تاريخ العنصرية وآثارها البعيدة المدى، وهو ما يعكس حاجةً مستمرة إلى كُتب ودراسات في المكتبة العربية تتناول هذا الموضوع؛ فهذه المكتبة تحتاج إلى دراسات متعمقة على غرار هذا الكتاب لتوسيع مدارك القارئ العربي، وتعريفه بتاريخ العنصرية وأساليبها، وأثرها في المجتمعات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- ليبانون ديبايت
"رفض الحماية الإسرائيلية"... أبي المنى: الدعوة لتدخل دولي في سوريا غير مرحب بها
أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الدكتور سامي أبي المنى، اليوم الأحد، أن الدروز في لبنان يقفون إلى جانب أهلهم في سورية، لكنهم في الوقت نفسه يحذرون من الانزلاق إلى الهلاك أو الانتحار، رافضًا أي دعوة لحماية تأتي من العدو الإسرائيلي. وقال: "هذا ما لا نقبله ولن نقبل به"، مشددًا على أن دعم الدروز في سوريا يجب أن يهدف إلى تأمين وجودهم وصون كرامتهم، لا دفعهم نحو خيارات مدمّرة. وكشف أبي المنى عن أن اللقاء الذي جمعه بسفراء الدول العربية المعتمدين في بيروت، بمشاركة السفير التركي، كان ممتازًا. وأوضح أنه أكد أمامهم على الانتماء الإسلامي والعربي للدروز، ودورهم التاريخي في الدفاع عن الإسلام، باعتبارهم "مسلمين موحدين نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم". واعتبر أن "الأصوات النشاز التي تصدر من هنا وهناك لا تمثّل أصالة الطائفة، التي كان لها عبر التاريخ دور في حماية الثغور بوجه الحملات الصليبية، وفي الثورات التحررية ضد الاستعمار". وفي الشأن الداخلي، استنكر أبي المنى الاعتداء الذي تعرض له إمام جامع الشبانية، الشيخ ياسين حمزة، من قبل شبان تم تسليمهم لاحقًا إلى مخابرات الجيش. وقد تواصل مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، حيث أبلغه إدانته لما حصل، وتم الاتفاق على عقد لقاء روحي سني–درزي مطلع الأسبوع المقبل، في دار الفتوى أو دار الطائفة، لمحاصرة محاولات إشعال الفتنة، واحتواء تداعيات الحادث باعتباره تصرفًا فرديًا لا يمثّل المزاج العام. وحول الوضع السوري، رفض أبي المنى الدعوات إلى تدخل دولي، معتبرًا أن الحل يجب أن يكون سوريًّا–سوريًّا، بالتسليم للدولة ومؤسساتها. وشدد على أن "الدولة وحدها تملك السلاح، كما هو الحال في لبنان"، داعيًا إلى سلطة تشاركية تشمل كل مكونات المجتمع السوري. وقال إن هذه مسؤولية تقع على الرئيس السوري أحمد الشرع، من خلال تعزيز الانفتاح وإشراك الجميع في القرار. وفي هذا السياق، لم يتأخر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في زيارة دمشق، وهي زيارة كان طلبها قبل فترة، لكنها تسارعت بفعل التطورات الأخيرة. وقد التقى جنبلاط الرئيس الشرع بحضور عضو قيادة الحزب خضر الغضبان، المكلّف متابعة الملف السوري. واستبقى الشرع ضيفه على العشاء، في إشارة إيجابية إلى نية المعالجة بالحوار، وخصوصًا بعد تسليم المرجعيات الروحية الدرزية في سوريا بالدولة وحصر السلاح بها. جنبلاط، بدوره، جدّد تحذيره من الأصوات التي تطالب بالحماية من إسرائيل، لا سيما تلك الصادرة عن الشيخ موفق طريف وبعض الجهات في الداخل والخارج السوري. واعتبر أن هذا المسار "خطير للغاية"، مرفوض بالمطلق، ويمثّل انحرافًا عن المسار الوطني.

المدن
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- المدن
عنصريات من الحملات الصليبية إلى القرن العشرين
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب عنصريات: من الحملات الصليبية إلى القرن العشرين ، ضمن سلسلة ترجمان. وهو من ترجمة ثائر ديب لكتاب فرنسيسكو بيتنكور. يُعنَى الكتاب بدراسة العنصرية باعتبارها ظاهرة تاريخية معقدة ومتعددة الأبعاد ومستمرة. ويعرض تنوع أشكال العنصرية المدفوعة بمشاريع سياسية تختلف باختلاف السياقات التاريخية والمحلية. ويشير المؤلف إلى أن العنصرية ليست فكرة ثابتة، بل هي ظاهرة تتغيّر وتتبدّل مع مرور الزمن وتعتمد على العلاقات السياسية والاجتماعية التي تكون مهيمنة في كل فترة. وقد أدرَج المؤلّف في متن كتابه صورًا وخرائط، بدلًا من وضعها في ملاحق آخر الكتاب، وهي تساهم في توضيح المفاهيم والمعلومات على نحو أكثر فاعليةً من النصوص وحدها، وتساعد القارئ في تصوّر البيانات والمعلومات بطريقة مرئية؛ ما يعزّز التسلسل المنطقي للأفكار، ومن ثمّ استيعابها. فعند وضع هذه العناصر في مواضعها داخل النص، تُدمج إدماجًا طبيعيًّا في المحتوى المعروض، وهذا ما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من النقاش أو التحليل، ويسهّل متابعتها من دون حاجة إلى الرجوع إلى الملاحق. ثمّ إن وجود هذه العناصر في متن الكتاب يتيح للقارئ الوصول إليها بسرعة؛ ما يوفر كثيرًا من الوقت والجهد، خصوصًا إذا كانت الصورة أو الخريطة ضرورية لفهم الجزء المقروء. وهكذا، يزداد التفاعل مع النص، ويكون الكتاب أكثر فاعلية من حيث تبسيط المعقَّد والوصول إلى الهدف المنشود، من خلال ربط البيانات بالتفسير. فعند عرض هذه البيانات وتحليلها، يُتاح للقارئ رؤية واضحة بشأن دعم الصورة أو الخريطة لمسائل الكتاب. وإجمالًا، تمنح هذه العناصرُ الكتابَ قيمةً إضافية وتجعله أكثر شمولية، إضافة إلى سهولة في الوصول إلى المعلومات. العنصرية إقصاءً تاريخيًّا يناقش الكتاب فرضية تشير إلى أن العنصرية ليست نظرية عن الأعراق فحسب، بل إنها تحيّز يرتبط بالأصل الإثني، ويشمل تمييزًا وإقصاءً للفئات العرقية المختلفة. وتُدعم هذه الفكرة من خلال دراسة التاريخ الأوروبي وتفاعلات أوروبا مع بقية العالم، بما في ذلك تأثير القومية في مختلف القارات. ويعرض الكتاب كيف أنّ التصنيفات العرقية قد تتغيّر وتُعدَّل بناءً على السياقَين الثقافي السياسي. ويسلّط الضوء على تحولات التصنيف العرقي بين الثقافات المختلفة، مستعرضًا كيفية تأثير هذا التصنيف في توزيع السلطة والفرص. ويعترض على الفكرة السائدة التي ترى أن العنصرية ظاهرة حديثة، مشيرًا إلى أنّ لها جذورًا قديمة مرتبطة بأنظمة عرقية وثقافية معيّنة. ويستخدم المؤلف مصادر أولية ومرئية لفهم كيفية تشكّل العنصريات وأنماطها المتنوعة عبر التاريخ، ويؤكد أن العنصرية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمشاريع سياسية تسعى للهيمنة على الآخرين من النواحي الاجتماعية والسياسية والثقافية. ومن ثمّ، نجد متابعة تحليل تاريخية مفاهيم العنصرية وتطورها عبر الزمن، وربط ذلك بالتحولات في السياقَين الاجتماعي والسياسي. وفي إثر ذلك، يأتي توضيح تاريخ مصطلحات، مثل "العنصرية" و"العنصري"، التي نشأت في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، لتعكس التراتب العرقي ورفض الآخرين بناءً على نظرية التفوق العرقي. ويعكس هذا التطور في المصطلحات صعود الحركات القومية المتشددة والنزعات العنصرية في أوروبا، خصوصًا مع النازية في ألمانيا. من العرق الطبقي إلى العرق البيولوجي يتناول المؤلف تطوُّر مصطلح "العرق"، ويبيّن كيف كان يُعَرَّف في فترات زمنية مختلفة، بدءًا من العصور الوسطى عندما كان يشير إلى طبقات اجتماعية وعائلية، وصولًا إلى مفهوم العرق البيولوجي الذي نعرفه اليوم. ويشير إلى أن مفهوم "العرق" كان مشحونًا تاريخيًّا بتصورات عن النقاء والطهارة الجينية؛ ما أدى إلى تشكّل الهويات العرقية على نحو مجحف. إضافة إلى ذلك، نجد تفصيلًا في اعتبار أنّ العنصرية لا تقتصر على وجود "تحيز" ضد جماعات معينة، بل إنها تتضمن فعلًا تمييزيًّا على أساس هذا التحيز، مع استعراض الكيفية التي كانت تروّج بها الأنظمة السياسية التي قامت على أساس التفرقة العرقية؛ من استعمارٍ وتوسعٍ للأوروبيين، وصولًا إلى الأنظمة الشمولية مثل النازية التي ركزت على الإبادة الجماعية. وعبر هذا التحليل، ربط المؤلف بين التوسع الأوروبي، خلال الحروب الصليبية، وتصنيف البشر بحسب أصولهم العرقية من أجل تبرير التفوّق الأوروبي على الشعوب الأخرى. ويناقش تطور الأفكار حول الإثنية والمجموعات الإثنية البديلة بوصفها مصطلحات جديدة تعبّر عن التنوع البشري، بعيدًا عن التصنيف العرقي الذي يحمل تحيّزات. ويختتم بالحديث عن الإبادة الجماعية باعتبارها فعلًا سياسيًّا، موضحًا تعريف الأمم المتحدة للإبادة الجماعية في محاولة تدمير جماعات إثنية معينة. من خلال هذا كلّه، يمكن فهم ارتباط العنصرية بتطور السياسات العرقية في القرن العشرين وما بعده، مع التشديد على أن العنصرية ليست فكرة قديمة فحسب، بل هي أيضًا ممارسة متجددة ترتبط مباشرة بالأفعال التمييزية. العنصرية مدخلًا للعبودية وعدم المساواة والتمييز العنصري ليس التطرق إلى فكرة العنصرية، باعتبارها سلوكًا سياسيًّا واجتماعيًّا، فكرة عابرة؛ إذ نجد تعمّقًا في خلفيتها اللغوية والتاريخية، بحيث نقرأ أنّ العنصرية كانت في البداية مفهومة في سياقات ضيقة محصورة في أوروبا، ثمّ إنّ هذا المفهوم اتّسع ليشمل جلّ مناطق العالم من خلال الاستعمار والنزاعات العرقية المتصاعدة. يستعرض الكتاب كيف أن العنصرية كانت مدفوعة تاريخيًّا بمشاريع سياسية، مع التركيز على أمثلة تاريخية متنوعة مثل اضطهاد الغجر، والتمييز ضد المسلمين واليهود المتنصرين في إيبيريا، وتأثير محاكم التفتيش في نشر فكرة نقاء الدم. وفضلًا عن ذلك، يناقش حالات التمييز في صقلية، مملكة بيت المقدس وأميركا الاستعمارية، حيث طُبّقت سياسات الفصل العنصري والتمييز العرقي. ويتناول أيضًا تأثير العبودية في تشكيل التحيزات ضد الأفارقة، ودور الاختلاط العرقي في المجتمعات الإيبيرية، مقابل الفصل العنصري الصارم في أميركا البريطانية. ويوضّح كيف أنّ التجربة الاستعمارية الأوروبية أثّرت في ترسيخ التحيزات الإثنية عالميًّا؛ ما أدى إلى نشوء تصنيفات عرقية تراتبية عُزّزت لاحقًا عبر النظريات العلمية في القرنَين الثامن عشر والتاسع عشر. ويتطرّق إلى العلاقة بين القومية والعنصرية، وكيف أنّ ظهور الحركات القومية أدى إلى اضطهاد جماعات مثل الأرمن واليونانيين في الإمبراطورية العثمانية وإبادتهم. ويوضح كذلك كيف أن تطور نظريات العرق والتطور الاجتماعي ساهما في ترسيخ عدم المساواة، وهو الأمر الذي مهّد لمأسسة التمييز العنصري في سياسات دولية متعددة. تطور العنصرية يتناول الكتاب مسألة تطور العنصرية وأشكالها المختلفة عبر التاريخ وتأثيراتها في مجتمعات متعدّدة. وقد ركّز على عدة أمور رئيسة ليثبت التطور المستمرّ المتعلق بالعنصرية: الصراع ضد اليهود: منذ الثورة الفرنسية، بدأت المجتمعات الأوروبية ترى في اليهود "كبش فداء" لمشكلات الحداثة، وهذا الأمر ساهم في نمو معاداة السامية. وقد لاحظت حركات سياسية، مثل النازية، هذا التحيز العرقي، بحيث اعتُبر اليهود عدوًّا داخليًّا. وحوّل أدولف هتلر هذه النظريات إلى سياسات عملية أدت إلى إبادة جماعية للمجتمعات اليهودية. التطهير الإثني في أوروبا: جُرِّد اليهود من حقوقهم المدنية، وأُجبروا على العمل القسري في ألمانيا النازية، وهو أمرٌ أسفر عن مقتل ملايين منهم، وسُلبت حقوق سلالات أخرى مثل السلاف، واستُخدِمت العنصرية لتحقيق التفوّق الألماني وتوسّعه. أمّا بعد الحرب، فقد ظل التطهير الإثني مستمرًّا في بعض الدول الشيوعية. الحروب الإثنية في البلقان والشرق الأوسط: شهدت هذه المناطق صراعات عنصرية ودينية، مثل حروب الاستقلال اليونانية والمذابح بين اليونانيين والعثمانيين، وعدّة مجازر، إضافة إلى التطهير الإثني في يوغسلافيا في تسعينيات القرن العشرين. العنصرية في أفريقيا: تركزت العنصرية في استعمار أفريقيا، وقد ساهم ذلك في إبادة الألمان للهيريرو في ناميبيا، وفصل السكان الأفارقة في جنوب أفريقيا عبر سياسة الأبارتهايد. وكانت الاستعمارات الأوروبية تستهدف السيطرة على الأراضي والثروات من خلال التفوّق العرقي. التحيز العرقي في آسيا: فُرِضَت الهيمنة الإثنية من جانب الهان في الصين على الأقليات. وفي اليابان، كان ثمّة تمييز ضد الأقليات مثل البوراكومين والآينو. وقد شهدت الهند نظام الكاست الذي قسّم المجتمع بناءً على أفكار من قبيل الطهارة والنجاسة، والنظافة والتلوث، والتفوق والدونية، والزواج الداخلي ووراثة المهنة، والعزل المكاني وقواعد السلوك التراتبي المشتركة. التطورات الحديثة: لا تركز العنصرية المعاصرة على الفروق الجسدية كما كانت الحال سابقًا، بل على الفروق الثقافية؛ إذ إنّ المهاجرين يُستهدَفون بسبب عدم قدرتهم على التكيف مع الثقافة السائدة. وعلى الرغم من التقدم في مكافحة العنصرية، فإن التمييز لا يزال موجودًا في بعض المجتمعات. يُظهر الكتاب أنّ العنصرية ظلّت تشكّل أداةً سياسية تُستخدَم لتبرير استبعاد أقليات معينة اجتماعيًّا وسياسيًّا، وأنّها ليست فكرة نظرية فحسب، بل هي ظاهرة تاريخية معقدة تتجسد في ممارسات سياسية واجتماعية. وعلى الرغم من التقدم الذي تحقق في مكافحة العنصرية، فإنها لا تزال مستمرة في بعض المجتمعات. ويُعدّ هذا الكتاب ذا أهمية في تعزيز الوعي حول تاريخ العنصرية وآثارها البعيدة المدى، وهو ما يعكس حاجةً مستمرة إلى كُتب ودراسات في المكتبة العربية تتناول هذا الموضوع؛ فهذه المكتبة تحتاج إلى دراسات متعمقة على غرار هذا الكتاب لتوسيع مدارك القارئ العربي، وتعريفه بتاريخ العنصرية وأساليبها، وأثرها في المجتمعات.


النهار
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- النهار
لبنان والكنيسة في قلب الفاتيكان دائماً: سيرة نقطة تحوّل وعلاقة وثيقة
لم يغِب لبنان وأوجاعه عن صلاة البابا فرنسيس حتّى من على سريره في المستشفى الذي قضى فيه أكثر من شهر، كان يذكره ويدعو له بمستقبل أفضل لا حرب فيه ولا نزاعات بل سلام وأمن وأمان. لطالما كان لبنان في صلب اهتمام الكرسي الرسولي، ولاقى لدى البابوات الذي تعاقبوا اهتماماً خاصّاً بهذا البلد الصغير على ساحل البحر الأبيض المتوسّط، وسط كل الأزمات والصراعات التي تعيشها هذه المنطقة. فهذه الأرض مقدّسة وكيف لا فيسوع الناصري زارها وباركها وأولى أعاجيبه كانت في بلاد الأرز، في بلدة قانا جنوب لبنان! هذا الأسبوع، يحيي المسيحيّون بالتقويمَين الغربي والشرقي أسبوع الآلام، أسبوع تسليم يسوع وصلبه وقيامته. بالتزامن، أحيى اللبنانيون أيضاً ذكرى الحرب الأهلية في عامها الخمسين، يومَ "تحارب الآخرون على أرض لبنان"، فعانى ما عاناه مع شعبه من مجازر وقصف وقتل ودمار وجروح، بأمل يعيش عليه كل لبناني أن تُختم إلى الأبد! كان لبابا الفاتيكان كلمة صادقة في هذه الذكرى التي صادفت نهار الأحد 13 نيسان/أبريل، فيه أطّل على الحشود لفترة وجيزة في ساحة الفاتيكان وقال: (...) "لنتذكّر أيضاً لبنان الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية لخمسين سنة خلت، لكي يتمكّن، بمعونة الله، من أن يعيش في سلام وازدهار". على مثال درب جلجلة يسوع المسيح، يعيش لبنان جلجلة خاصّة تخرقها نعمة قدّيسيه الذين انتشروا في أقاصي العالم، فكانوا سفراء الكنيسة المارونية حاملين سلام هذه الأرض ورسالتها رغم كل المآسي والصعاب. وبين هذه الكنيسة التي تجاوز عمرها الـ1400 سنة والكرسي الرسولي علاقة وطيدة تأسّست منذ سنوات طويلة لتترسّخ أكثر فأكثر اليوم... علاقة تاريخية... في العودة إلى الجذور، أسّس الكنيسة المارونية أتباع القديس مارون، الناسك الذي عاش في جبال قوروش في سوريا في القرن الرابع وتوفّي حوالى سنة 410، وقد انتقل تلاميذه إلى لبنان ليُبشّروا بالإيمان المسيحي، فبنوا مداميك أديارها في صخور وادي قنوبين ووديان جبال لبنان. يُعدّ انتخاب يوحنا مارون بطريركاً قرابة سنة 686 نقطة تحوّل مفصلية في تاريخ الكنيسة المارونية، إذ شكّل هذا الحدث الإعلان الفعلي لاستقلالها الكنسي عن بطريركية أنطاكيا. مع هذا التعيين، أصبح للموارنة بطريركهم الخاص، ما أسّس لانطلاقة كيان كنسي مستقل يتميّز بعقيدته وتنظيمه وهويته الروحية. هي واحدة من الكنائس الكاثوليكية الشرقية الـ23 التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالكنيسة الكاثوليكية الرومانية فتتبع الكرسي الرسولي وتقر بسيادة البابا في المسائل العقائدية والتنظيمية لكنّها تحتفظ بطقسها الليتورجي الخاص، الطقس الأنطاكي السرياني. اجتازت العلاقة بين الكنيسة وكرسي بطرس مراحل عدّة ومحطّات أساسية، فتأسّس مسارها قبل ولادة لبنان إلى قيام دولته وحروبه وصولاً إلى سلمه: -سنة 451: مجمع خلقيدونيا أقرّ الموارنة العقيدة الخلقيدونية التي تعترف بطبيعتَين في المسيح، ما قرّبهم لاهوتياً من الكنيسة الرومانية. -القرنان 11 و12: الحملات الصليبية شهدت هذه الفترة أول تواصل مباشر بين الموارنة والكنيسة اللاتينية. -سنة 1182: إعلان الاتحاد مع روما أعلنت البطريركية المارونية الطاعة لبابا الفاتيكان، فشكّل بداية الشركة الكنسية الرسمية. -سنة 1215: مجمع لاتران الرابع اعترف المجمع رسمياً بوحدة الموارنة مع الكرسي الرسولي. -سنة 1584: تأسيس المدرسة المارونية في روما أسّس البابا غريغوريوس الثالث عشر المدرسة بهدف إعداد نخبة من الكهنة والمفكّرين الموارنة. -سنة 1736: انعقاد المجمع اللبناني كان محطّة مفصلية. نظّم المجمع، بدعوة من الفاتيكان، الهيكلية الكنسية المارونية. -القرنان 18 و19: الحكم العثماني قدّم الفاتيكان دعماً مستمرّاً لحماية الموارنة في جبل لبنان وأرسل مبعوثين خاصين لمتابعة شؤون الكنيسة. -سنة 1920: إعلان دولة لبنان الكبير لعب الموارنة دوراً رئيسياً في قيام الكيان اللبناني، وأيّد الفاتيكان تكريس لبنان كملجأ للمسيحيين في الشرق. -سنة 1943: استقلال لبنان داعماً الخطوة، أقام الفاتيكان علاقات دبلوماسية مع الدولة اللبنانية المستقلّة. -سنة 1997: زيارة البابا القديس يوحنا بولس الثاني تُعدّ هذه الزيارة محطّة تاريخية، تخلّلها إصدار الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، فيه وصف البابا لبنان بأنّه "أكثر من وطن، هو رسالة حرّية وتعدّدية". -سنة 2005: انسحاب الجيش السوري شدّد الفاتيكان على دعمه للدور المسيحي في لبنان، وأهمية المحافظة على التوازن الوطني والسيادة. -سنة 2010: سينودس من أجل الشرق الأوسط دعا إليه البابا بندكتوس السادس عشر، وشاركت فيه الكنيسة المارونية، للبحث في واقع المسيحيين في الشرق. -2011: عهد البابا فرنسيس كرّس البابا الأرجنتيني اهتماماً خاصّاً بلبنان، مطلقاً نداءات لحمايته والحفاظ على صيغة عيشه المشترك. ومع هذه العلاقة وتاريخيتها، كان آخر سفراء الكنيسة الطوباوي البطريرك إسطفان الدويهي الإهدني، الذي سلك ملفّه في مجمع القدّيسين في الفاتيكان مرحلة التقديس ليكون على درب أسلافه قديساً جديداً من لبنان. وللمفارقة أن البطريرك الطوباوي هو أحد خرّيجي المدرسة المارونية في روما. فينضم إلى "طبيب السما" القديس شربل والقديسة رفقا والقديس نعمة الله الحرديني، قناديل السلام من لبنان إلى العالم أجمع! توقيع ملف الطوباوي الدويهي في الفاتيكان... ومجمع القديسين يدرس شفاءات خارقة دعا الأب بولس قزي "إلى مزيد من الصلاة من أجل الدويهي لتسريع دعوى التقديس". كانت أول زيارة بابوية إلى لبنان في 2 كانون الأول/ديسمبر 1964، حين توقّف البابا بولس السادس في مطار بيروت في طريقه إلى الهند، في محطّة رمزية تركت أثراً على المستويين الروحي والوطني. وأيضاً، كان لبنان من أوائل الدول العربية التي أرسلت سفيراً لها إلى روما، شارل الحلو، الذي أصبح رئيساً للجمهورية اللبنانية عام 1964. يتوق لبنان إلى سلام حقيقي بعد تجارب الدم والدمار، والبلد الوحيد في العالم العربي الذي يحكمه رئيس مسيحي له مكانة خاصّة في قلب ساكن الفاتيكان. فهل يزور البابا فرنسيس أرض القدّيسين ليكتب فصلاً جديداً في كتاب هذه العلاقة التاريخية الاستثنائية؟