من هو جاسوس الاستخبارات المركزية الأمريكية الذي أحبط مشروع تايوان النووي؟
بدأ البرنامج النووي التايواني في أواخر الستينيات باسم "مشروع هسينشو"، حيث استُخدمت منشأة للطاقة النووية كغطاء لتطوير قنابل نووية سرية. جاء ذلك في سياق تصاعد التوترات مع الصين، التي أصبحت في 1964 خامس دولة نووية بعد تفجير قنبلة في صحراء شينجيانغ، ما جعل تايوان تشعر بتهديد وجودي. كانت تايوان تعتمد على الدعم الأمريكي الذي نشر أسلحة نووية على أراضيها، لكنها سعَت إلى امتلاك قدرة نووية مستقلة تضمن لها رادعا أقوى.
انضم تشانغ إلى البرنامج النووي عام 1970، وظهر في البداية كمن يؤمن بحتمية امتلاك تايوان لسلاح نووي، إلا أن تطورات سياسية وأخلاقية غيرت موقفه. فقد رأى أن الشعبين التايواني والصيني يشتركان في أصل واحد، وأن تصعيد التسلح بينهما قد يؤدي إلى كارثة داخلية لا مبرر لها.
مع ترقيه في المناصب، بدأ يتواصل سرا مع وكالة الاستخبارات المركزية، زودها بمعلومات استخباراتية مفصلة ساعدت واشنطن على الضغط على تايوان لإيقاف البرنامج النووي.
كان عام 1986 نقطة تحول بعد كارثة تشيرنوبيل، حيث ازداد وعي تشانغ بمخاطر الأسلحة النووية، مما عزز قناعته بضرورة وقف السباق النووي في المنطقة. في 1988، وبينما كان موظفا كبيرا في معهد تايوان لأبحاث الطاقة النووية، استقال فجأة وبدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، فر إلى الولايات المتحدة مع عائلته، مستقرا في البداية بماريلاند ثم في إيداهو مستخدما اسمه الجديد "غراي" كمواطن أمريكي، عمل في مختبر أبحاث نووي.
على الرغم من حياته الجديدة، ظل تشانغ مطاردا في تايوان وأُدرج على قوائم المطلوبين، ووصفه البعض بالخائن الذي دمر خط الدفاع التايواني. في المقابل، دافع عنه خبراء دوليون مثل ديفيد ألبرايت، الذي أكد أن مساهمته حالت دون حدوث سيناريو نووي كارثي في مضيق تايوان.
حتى اليوم، لم تكشف وكالة الاستخبارات الأمريكية عن كامل تفاصيل دوره، وبقيت القضية سرية إلى حد كبير. غراي تشانغ نفسه يرفض تصنيفه كبطل أو خائن، ويقول إن دوافعه كانت أيديولوجية بحتة، ولا يسعى لأن يكون ناشطا مناهضا للأسلحة النووية، لكنه يؤكد أن أفعاله كانت ضرورية للحفاظ على السلام والأمن في المنطقة.
قصة غراي تشانغ ليست مجرد حكاية تجسس أو مهندس نووي، بل نموذج حي لتقاطع السياسة والأمن والأخلاق في عالم متغير تزداد فيه مخاطر الأسلحة النووية. بينما تبقى تايوان بعيدة عن امتلاك الأسلحة النووية اليوم، تستمر المخاوف من تأثير التصعيد النووي العالمي، وسط انهيار معاهدات قديمة وتصاعد سباق تسلح جديد.
المصدر: وكالات
تسلمت تايوان من الجانب الأمريكي الدفعة الأولى من الطائرات المسيرة الهجومية ALTIUS 600M يوم الاثنين الماضي "لمواجهة تهديدات الصين".
قالت شركة "تايوان" للطاقة اليوم الخميس إن حريقا اندلع في محطة "ماانشان" للطاقة النووية في جنوب البلاد، وتم إخماده من قبل رجال الإطفاء، ولم يشكل أي مخاوف تتعلق بالسلامة.
هاشتاغز
جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة
روسيا اليوم
منذ 2 ساعات
- روسيا اليوم
طالبان تحقق في تهديدات بالقتل استهدفت موظفات أفغانيات في الأمم المتحدة
الأمر الذي دفع الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات احترازية مؤقتة لحماية سلامتهن. ووفقا لتقرير صادر عن بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان (يوناما)، فإن التهديدات جاءت من أفراد مجهولين يعتقد أن لهم صلة مباشرة بعمل النساء المستهدفات ضمن برامج وصناديق الأمم المتحدة في البلاد. وأضاف التقرير أن حركة طالبان أبلغت البعثة الأممية أنها ليست مسؤولة عن تلك التهديدات، مؤكدة أن وزارة الداخلية في حكومتها بدأت تحقيقا داخليا لكشف الملابسات. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من السلطات الأفغانية، بما في ذلك وزارة الداخلية بشأن التحقيق أو مضمون التقرير. المصدر: أسوشيتد برس+RT دعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، سلطات أفغانستان إلى إلغاء القيود التي تحرم النساء والفتيات من حقوقهن الأساسية. أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان عزمه طلب إصدار مذكرات توقيف بحق قادة في "طالبان" بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تتعلق باضطهاد النساء والفتيات في أفغانستان. رفضت حركة "طالبان" الإقرار بمخاوف وانتقادات الأمم المتحدة بشأن قوانين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الجديدة التي تحظر على النساء في أفغانستان كشف وجوههن والحديث بالأماكن العامة.
روسيا اليوم
منذ 7 ساعات
- روسيا اليوم
ريابكوف: روسيا لم تضيع الوقت سدى و"أوريشنيك" ليس وحيدا
وأضاف نائب الوزير، على هواء قناة "روسيا-1" التلفزيونية: "أوريشنيك – نعم فعلا موجود، ولكن هناك أسلحة أخرى. نحن لم نهدر وقتنا". وردا على سؤال عما إذا كان هذا يشير إلى أسلحة لم يتم تسميتها بعد، أوضح نائب وزير الخارجية: "لا أستطيع الحديث عما لا يجوز لي الحديث عنه، ولكنه موجود فعلا". وفي تعليقه على إمكانية نشر الأسلحة الروسية في مناطق جديدة، قال نائب الوزير: "تسمية نقاط أو مناطق جغرافية محددة أمر خاطئ تماما وغير مسؤول من وجهة نظري. لدينا دائما خيارات عديدة على الطاولة، ولا نستبعد أي خيار لأنفسنا. ظهر أول خبر عن "أوريشنيك" في 21 نوفمبر 2024، عندما أعلن الرئيس فلاديمير بوتين عن استخدام أحدث الصواريخ الباليستية متوسطة المدى غير النووية الروسية من طراز "أوريشنيك" لأول مرة ضد منشأة صناعية دفاعية أوكرانية - مصنع يوجماش، وذلك ردا على استخدام الأسلحة الغربية بعيدة المدى ضد روسيا. بعد فترة، انتشر خبر نية نشر منظومة "أوريشنيك" في بيلاروس. ومن المتوقع أن تظهر هذه المنظومة في بيلاروس في النصف الثاني من عام 2025. وتتميز منظومة "أوريشنيك" بقدرة مضمونة على إصابة أي هدف على مسافة تصل إلى 5 آلاف كيلومتر، دون أن يمتلك العدو أي قدرة حقيقية على اعتراضها. المصدر: تاس حذر خبراء عسكريون غربيون من أن صاروخ "أوريشنيك" الروسي، يشكل تهديدا لحلف "الناتو" بسبب مداه الطويل وقوته وقدرته على تدمير الأهداف الاستراتيجية للحلف. صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بأن الرؤوس الحربية لمنظومة صواريخ "أوريشنيك" يمكن أن تتحمل درجات حرارة مساوية لدرجة حرارة سطح الشمس.
روسيا اليوم
منذ 8 ساعات
- روسيا اليوم
بوتين يطلع رحمون على نتائج عملية التفاوض مع الولايات المتحدة
وجاء في بيان المكتب: "قام الرئيس الروسي، بإطلاع رئيس طاجيكستان على النتائج الرئيسية لعملية التفاوض مع الولايات المتحدة. ومن جانبه أعرب الرئيس رحمون عن امتنانه للمعلومات ودعمه للجهود المبذولة لإيجاد سبل سياسية ودبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية". وقبل يومين، أفادت محطة تلفزيون الصين المركزية، بأن رئيس البلاد شي جين بينغ تحدث هاتفيا مع نظيره الروسي يوم الجمعة. ووفقا للمحطة، رحبت بكين في هذا الاتصال بالحوار الروسي الأمريكي ودعت إلى الحفاظ على الاتصالات ما بين روسيا والولايات المتحدة. وأفادت مصادر بالكرملين أن "الرئيس الروسي أطلع نظيره الصيني على النتائج الرئيسية لمحادثاته مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف في 6 أغسطس الجاري". فيما أعرب الرئيس الصيني عن تقديره لهذه المعلومات، مؤكدا دعمه لتسوية الأزمة الأوكرانية على أساس طويل الأمد. وكان الرئيس الروسي أجرى في يوم الجمعة اتصالين مع رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكايف، وأوزبكستان شوكت ميرضيايف حيث أطلعهما على سير الحوار مع الولايات المتحدة حول الأزمة الأوكرانية، بما في ذلك نتائج اجتماعه مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيفن ويتكوف في الكرملين في 6 من أغسطس الجاري. المصدر: وكالات
