logo
ما هي 'أقصى' طموحات القادة الأوروبيين من قمة ترامب-زيلينسكي في واشنطن؟

ما هي 'أقصى' طموحات القادة الأوروبيين من قمة ترامب-زيلينسكي في واشنطن؟

الأياممنذ 14 ساعات
Reuters
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث عبر تقنية الفيديو مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وعلى يمينها يظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
التقى قادة أوروبيون مما يُعرف بـ"تحالف الراغبين" عبر تقنية "الفيديوكونفرانس"، يوم الأحد، وذلك قُبيل القمة المرتقبة غداً الاثنين في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وحضر الاجتماع، الذي استضافه الرئيس الفرنسي، قادة كل من بريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وفنلندا، وأستراليا، واليابان، وكذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو مارك روته.
وبناءً على طلب من زيلينسكي، سيرافقه هؤلاء القادة الأوروبيين في قمة واشنطن، والتي تأتي بعد ثلاثة أيام من قمة في ألاسكا جمعتْ بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، التي استمرت لنحو ثلاث ساعات ونصف الساعة، وانتهت دون إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار.
ويسعى قادة "تحالف الراغبين" إلى "التنسيق بين الأوروبيين والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى سلام عادل ودائم يحافظ على المصالح الحيوية لأوكرانيا ويضمن أمن أوروبا"، وفق ما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية في اجتماع الأحد.
وإضافة إلى الضمانات الأمنية لكل من أوروبا وأوكرانيا، رأى الخبير في الشؤون الأوروبية حسين الوائلي أن "أقصى ما يتطلّع إليه القادة الأوروبيون من قمة واشنطن يظلّ في إطار الطموحات الواقعية والتي تتمثل في: عدم التنازل عن الجغرافيا التي احتلتها روسيا سواء في عام 2014 أو في عام 2022؛ وفي أن تكون أوكرانيا مستقلة ذات سيادة بعيداً عن التهديد الروسي؛ وأن تكون أوكرانيا كذلك عضواً في الاتحاد الأوروبي وعضواً أيضاً في حلف الناتو" وهو ما تعارضه موسكو.
ويضيف الوائلي لبي بي سي: "ولكن هناك طموحات أخرى، تتمثل في ألا يكون هناك عزلٌ للأوروبيين وألا تكون هناك صفقة أمريكية-روسية على ظهر الأوروبيين".
وفي أثناء اجتماع القادة الأوروبيين مع زيلينسكي، نشر الرئيس الأمريكي عبر منصّته سوشال تروث يقول إن "ثمة تقدماً كبيراً على صعيد روسيا. تابعونا!"، من دون أن يكشف كيف سيحدث هذا التقدّم؛ فيما يرى مراقبون أولوية جديدة وضعها ترامب لنفسه، تتمثل في البحث عن "اتفاق سلامٍ بدلاً من وقف إطلاق النار".
وفي قمة ألاسكا، يوم الجمعة، قال الرئيس الروسي لنظيره الأمريكي إنه لكي تتوقف الحرب في أوكرانيا، يجب على الأخيرة أن تنسحب من منطقتين هما دونيتسك ولوغانسك، وفقاً للتقارير.
لكن زيلينسكي قال، في اجتماع الأحد، إن "هذا مستحيل في ظل الدستور الأوكراني".
"فقاعة الآمال انفجرت في قمة ألاسكا"
ومع ذلك، أعرب الرئيس الأوكراني عن أمله في أن تأتي قمة البيت الأبيض يوم الاثنين "بنّاءة"، فيما أكدت أورسولا فون ديرلاين أنه يجب انعقاد "قمة ثلاثية" بين كل من أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة، بعد قمة الاثنين.
لكن ثمة مراقبين لا يتوقعون الشيء الكثير على صعيد السلام، في حربٍ يرون أن "روسيا تحقق فيها انتصاراً بخُطى بطيئة".
أندريه كوليسنكوف، رئيس برنامج السياسة الداخلية بمركز كارنيغي في موسكو، يرى أن "فقاعة الآمال المتضخمة قد انفجرت" في قمة ألاسكا، معتبراً أن بوتين قد "حقق ما يرغب فيه بالتمام: محافظاً على علاقته مع ترامب؛ ومتفادياً المزيد من العقوبات؛ مع استمرار الحرب" دون تقديم تنازلات تُذكر.
Reuters
لقطة من قمة ألاسكا بين الرئيسين ترامب وبوتين
أوريسيا لوتسفيتش، رئيسة منتدى أوكرانيا في مركز أبحاث تشاتام هاوس، أيضاً رأت أن روسيا "كوفئت" على اجتياحها أوكرانيا، مشيرة إلى وصْف ترامب لروسيا بأنها "بلد عظيم" وإلى قوله إنّ ثمة تفاهماً قويّا متبادَلاً بين الجانبين.
واعتبرت لوتسفيتش ذلك بمثابة "تعميق للشروخ التي تضرب حائط التحالف العابر للأطلسي بين الولايات المتحدة وأوروبا، وهو بالضبط ما تهدف إليه روسيا".
وقالت لوتسفيتش إن ترامب "رفع اللوم عن كاهل بوتين وغسل يده من إثم تلك الحرب"، بقوله مُجدداً إنها "حرب بايدن"، في إشارة إلى سلفه جو بايدن.
وعلى حدّ تعبير لوتسفيتش "خرج ترامب من اجتماع ألاسكا صِفر اليدين؛ فلم يحصل الرئيس الأمريكي على ما كان يطمع فيه حينذاك من وقفٍ لإطلاق النار".
"إضفاء شرعية على مجرم حرب"
الأوكرانيون على الجانب الآخر، تابعوا مشاهد قمة ألاسكا معتبرين أنها "إضفاء شرعية على مجرم حرب في أعلى مستوى" وفقاً للمحلل السياسي الأوكراني أولكساندر كوفالينكو.
يُذكر أن بوتين صدرتْ بحقّه مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية في مارس/آذار 2023، بدعوى مسؤوليته عن "جرائم حرب".
يقول كير غايلز، الباحث البارز في برنامج "روسيا وأوراسيا" بمركز تشاتام هاوس: "لقد كان انتصاراً كبيراً لبوتين لمجرّد أنْ يحظى بهذا الاستقبال" من قِبل رئيس الولايات المتحدة.
"ربما لا تزال صُور اجتماع فبراير/شباط عالقة في ذهن الرئيس الأوكراني"
Reuters
لقطة من قمة استثنائية في البيت الأبيض في فبراير/شباط الماضي
وفي بيان يوم السبت، غداة قمة ألاسكا، أكد الرئيس الأوكراني زيلينسكي أهمية حضور القادة الأوروبيين في كل مراحل المفاوضات؛ حيث يقف هؤلاء القادة كـ"حائط صدّ" في مواجهة أي احتمالٍ بميلِ ترامب باتجاه بوتين.
ورأى حسين الوائلي، في حديثه لبي بي سي، أن هناك "قلقاً أوروبياً من أن تكون هناك صفقة بمعزل عن الأوروبيين... لا توجد ثقة أساسية بين الطرفين الأوروبي والأمريكي، وثمة انقسام بينهما حيال بناء مقاربة أو رؤية لإنهاء الصراع الروسي-الأوكراني"، بحسب الوائلي
ورأى الخبير في الشؤون الأوروبية أن حِرص القادة الأوروبيين على مرافقة زيلينسكي في اجتماع واشنطن، يأتي كي "لا يتكرر ما حدث في الاجتماع الاستثنائي" الذي وقع بين ترامب وزيلينسكي في فبراير/شباط الماضي.
وكان المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض قد شهد في هذا الاجتماع عاصفة من المشادات الكلامية خرجت عن المألوف بين رئيسين. وربما لا تزال صُور هذا الاجتماع عالقة في ذهن الرئيس الأوكراني الذي سيأمل مع ذلك أن يكون اجتماع الاثنين أفضل بما يُمهّد الطريق لسلام "لا ينطوي على استسلام لأطماع روسيا".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قمة حاسمة في واشنطن تجمع ترامب وزيلينسكي وقادة أوروبيين وسط ضغوط دولية للتوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي الحرب في أوكرانيا
قمة حاسمة في واشنطن تجمع ترامب وزيلينسكي وقادة أوروبيين وسط ضغوط دولية للتوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي الحرب في أوكرانيا

المغرب اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • المغرب اليوم

قمة حاسمة في واشنطن تجمع ترامب وزيلينسكي وقادة أوروبيين وسط ضغوط دولية للتوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي الحرب في أوكرانيا

تتجه أنظار العالم، اليوم الاثنين، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن حيث ينعقد لقاء غير مسبوق في البيت الأبيض ، يجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بمشاركة عدد من القادة الأوروبيين البارزين، في لحظة يُنظر إليها على أنها حاسمة في مسار الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. ويأتي هذا اللقاء بعد أيام من قمة جمعت ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا، والتي وصفت بـ"البنّاءة" رغم أنها لم تُفضِ إلى نتائج ملموسة بشأن وقف إطلاق النار. لكن إشارات ترامب إلى إمكانية تجميد خطوط القتال الحالية مقابل انسحاب أوكراني من بعض المناطق أثارت قلقاً واسعاً، خصوصاً في كييف والعواصم الأوروبية الداعمة لأوكرانيا. بحسب ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست"، فإن إدارة ترامب تبحث إمكانية تقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، مشابهة لما تنص عليه المادة الخامسة من معاهدة حلف الناتو، لكن من دون ضمّ أوكرانيا رسمياً إلى الحلف، وذلك بهدف طمأنة كييف وتعزيز موقفها التفاوضي في أي اتفاق محتمل. في المقابل، تؤكد كييف أن أي اتفاق سلام يجب أن يتم من خلال مفاوضات تنطلق من واقع خطوط الجبهة الراهنة، دون التنازل عن أراضٍ أو السيادة الوطنية، وهو ما شدد عليه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تصريحاته قبل القمة، حيث أكد أن "الدستور الأوكراني لا يسمح بالتنازل عن أي شبر من أراضي البلاد". القمة تشهد مشاركة رفيعة المستوى من القارة الأوروبية، إذ يحضرها كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى جانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته. وتُعتبر هذه المشاركة الأوسع من نوعها في لقاء يعقده ترامب بشأن الحرب في أوكرانيا منذ بدء ولايته الثانية. التحليلات الأولية تتوقع أن يستخدم ترامب نتائج محادثاته الأخيرة مع بوتين كأساس لطرح رؤية أمريكية جديدة لحل الأزمة، تشمل وقفاً دائماً للعمليات العسكرية، وتحديد وضع المناطق التي تسيطر عليها روسيا حالياً، بالإضافة إلى ترتيب سياسي طويل الأمد يضمن عدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو في المستقبل المنظور، مقابل التزامات أمنية غربية صارمة لحماية كييف من أي هجوم مستقبلي. من جهته، يشدد زيلينسكي على أهمية ضمان السيادة الكاملة لأوكرانيا، وعلى رفض أي تسوية تُبقي القوات الروسية في مناطق محتلة. وقد أكد أن بلاده لن تقبل بأية حلول مؤقتة أو تفاهمات تكرّس الأمر الواقع، داعياً القادة الأوروبيين إلى دعم كييف في هذا الموقف. ووفق تقارير صحيفة "أكسيوس"، فإن زيلينسكي وصل إلى واشنطن بصحبة عدد من القادة الأوروبيين لتجنب عزله دبلوماسياً في حال جرت مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا، ولضمان أن تبقى المواقف الأوروبية حاضرة بقوة في صياغة أي اتفاق سلام. الرئيس ترامب بدوره أشار على منصة "تروث سوشيال" إلى أن اجتماع اليوم سيكون الأكبر من نوعه في البيت الأبيض منذ سنوات، وأنه يعكس اهتمامه بإيجاد "حل دائم وعادل" للنزاع، لكنه شدد أيضاً على أن المسؤولية تقع على عاتق القيادة الأوكرانية لإنهاء الحرب. وأكد ترامب في منشوره أن عودة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا، وكذلك ضمها لحلف الناتو، ليسا مطروحين للنقاش، معتبراً أن هذه النقاط "غير واقعية" ويمكن أن تعرقل أي اتفاق سلام ممكن. وأشار إلى أن أمام زيلينسكي خيارين: "إما إنهاء الحرب بسرعة، أو الاستمرار في معركة طويلة ومكلفة للجميع". بالمقابل، اعتبرت كييف أن أي مقترحات تتجاهل حدودها السيادية المعترف بها دولياً ستُواجه بالرفض، محذرة من أن أي اتفاق يتم دون مشاركتها الفعلية سيكون بمثابة "هدية استراتيجية لموسكو". وتصر أوكرانيا على أن تبدأ أي مفاوضات من واقع ميداني يُعترف فيه بحقها الكامل في الأراضي المحتلة، بما في ذلك دونيتسك ولوهانسك، وهو ما يرفضه الكرملين بشكل قاطع. وتوقعت تقارير أوروبية أن تشهد القمة نقاشات حادة بين القادة الأوروبيين وترامب، لا سيما في ظل ما يوصف بتراجع الحماسة الأمريكية تجاه دعم أوكرانيا عسكرياً منذ بدء الولاية الثانية لترامب. وذكرت صحيفة "فورين أفيرز" أن الرئيس الأمريكي قد يحاول تحويل جزء من هذا الاجتماع إلى فرصة لإبرام صفقات اقتصادية، خصوصاً في قطاع المعادن والتكنولوجيا، مقابل تقديم التزامات سياسية محدودة لكييف. في الأثناء، تحذر منظمات أوروبية وأممية من أن أي تسوية غير متوازنة قد تؤدي إلى عواقب جيوسياسية وخيمة، معتبرة أن التهاون في الحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية قد يُشجع روسيا على تكرار التجربة في دول أخرى. وتحمل القمة المرتقبة في طياتها ملامح تحول كبير في مواقف الأطراف المعنية بالحرب، وسط صراع بين خيارين: اتفاق شامل يطوي صفحة الحرب، أو استمرار نزاعٍ طويل تُراهن فيه كل الأطراف على استنزاف الخصم. ومع انتهاء الاجتماع، من المتوقع أن تصدر بيانات متوازية من الولايات المتحدة، وأوكرانيا، والاتحاد الأوروبي لتوضيح نتائج القمة وخطوات المرحلة التالية، وسط ترقب دولي حذر لما إذا كانت هذه القمة ستفتح الباب فعلاً نحو تسوية سياسية، أم أنها ستكون مجرد محطة جديدة في نزاع مرير طال أمده.

لقاء ترامب وزيلينسكي.. ألمانيا تطالب بضمانات قوية لأوكرانيا
لقاء ترامب وزيلينسكي.. ألمانيا تطالب بضمانات قوية لأوكرانيا

أخبارنا

timeمنذ 7 ساعات

  • أخبارنا

لقاء ترامب وزيلينسكي.. ألمانيا تطالب بضمانات قوية لأوكرانيا

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت متأخر الأحد (17 أغسطس 2025) أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادر على إنهاء الحرب مع روسيا "على الفور"، لكنه استبعد استعادة أوكرانيا لشبه جزيرة القرم أو انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو". وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال" عشية اجتماعه المقرر في البيت الأبيض مع زيلينسكي وقادة أوروبيين، "بإمكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريبًا، في حال أراد ذلك، أو يمكنه مواصلة القتال". وأضاف "لا استعادة للقرم التي منحها أوباما (قبل 12 عامًا من دون إطلاق رصاصة واحدة) ولا انضمام لأوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي". وكان ترامب، الذي استضاف نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة لإجراء محادثات ثنائية تهدف إلى إنهاء الحرب، قد حث كييف على عقد اتفاق مع موسكو، قائلًا "روسيا قوة كبيرة جدًا، وهم ليسوا كذلك". من جهته أكد زيلينسكي لدى وصوله إلى واشنطن مساء الأحد لإجراء محادثات مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، أن جميع الأطراف تريد نهاية سريعة للحرب، داعيًا للتوصل إلى سلام دائم. وكتب زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي "جميعنا نتشارك رغبة قوية بإنهاء هذه الحرب بسرعة وعلى نحو موثوق". ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي مع ترامب الاثنين إلى جانب مجموعة من القادة الأوروبيين. وسيكون برفقة زيلينسكي عدد من الحلفاء الأوروبيين، من بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، عن مشاركتهم. ورحب الزعيم الأوكراني بهذه "الوحدة" الأوروبية خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، مضيفًا أنه لا يعرف "بالتحديد" ما ناقشه الرئيسان الروسي والأمريكي خلال قمتها التي عقدت في ألاسكا الجمعة. وأكد المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف الأحد أن روسيا قدمت "بعض التنازلات" بشأن خمس مناطق أوكرانية، في إشارة إلى خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. وكتب ترامب الأحد على منصته تروث سوشال "تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!"، بدون أن يورد مزيدًا من التفاصيل. لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حذّر من "تداعيات" تشمل إمكان فرض عقوبات جديدة على روسيا، في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام. ألمانيا تطالب بضمانات قوية لأوكرانيا وطالب وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بتقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا التي تتعرض لغزو روسي منذ نحو ثلاث سنوات ونصف. وقال فاديفول خلال اجتماعه مع نظيره الياباني تاكيشي إيوايا في العاصمة طوكيو اليوم الاثنين (18 آب/أغسطس 2025) إن اجتماع اليوم المرتقب بين ترامب وزيلينسكي وشركاء أوروبيين في واشنطن سيدور حول عناصر حل تفاوضي نحو تحقيق سلام عادل في أوكرانيا، وأضاف: "تحقيق ذلك يتطلب ضمانات أمنية قوية... على أوكرانيا أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بفعالية حتى بعد وقف إطلاق النار وإبرام اتفاق سلام". وقال فاديفول في بيان للصحفيين في العاصمة اليابانية: "من الجيد والمهم أن يجعل الرئيس ترامب هدفه إنهاء القتل في أوكرانيا... من أجل سلام عادل ودائم، يجب على موسكو أن تتحرك أخيرًا. وإلى أن يتحقق ذلك، يجب زيادة الضغط على روسيا، أيضا من خلال زيادة المساعدات لأوكرانيا". "جبهة أوروبية موحدة مع أوكرانيا" وكان ماكرون انتقد الأحد نظيره الروسي بوتين، معتبرًا أنه "لا يريد السلام" مع أوكرانيا بل يريد "استسلامها". وأكد الرئيس الفرنسي أنه "لا يمكن إجراء مناقشات بشأن الأراضي الأوكرانية بدون الأوكرانيين"، مطالبًا بدعوة الأوروبيين إلى أي قمة مقبلة بشأن أوكرانيا. وبخصوص اجتماع الاثنين، قال ماكرون إن "رغبتنا هي تشكيل جبهة موحدة بين الأوروبيين والأوكرانيين"، وسؤال الأمريكيين "إلى أي مدى" هم مستعدون للمساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا. ورحبت فون دير لايين "بعزم الرئيس ترامب على توفير ضمانات أمنية مشابهة للمادة الخامسة" من معاهدة الناتو لأوكرانيا، مشددة على وجوب أن تتمكن كييف من الحفاظ على وحدة أراضيها. وكان ترامب، عند عودته من ألاسكا، أشار إلى إمكانية تقديم ضمانات مستوحاة من المادة الخامسة من معاهدة الناتو -لكن من دون منح أوكرانيا عضوية في الحلف- وهو أمر تعتبره موسكو تهديدًا وجوديًا. من جانبها، دعت رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني إلى العمل على تحديد "بند أمن جماعي يسمح لأوكرانيا بالحصول على دعم جميع شركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، ليكونوا مستعدين للتحرك إذا تعرضت للهجوم مجددًا". وسيكون الاجتماع في واشنطن الاثنين مع الرئيس الأميركي، الأول من نوعه منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وقد جاء نتيجة المحادثات الدبلوماسية المكثفة.

زيلينسكي يطالب أمام قمة واشنطن بضمانات أمنية وترامب يدعو لاتفاق سلام نهائي وسط تحفظ أوروبي على "تنازلات محتملة"
زيلينسكي يطالب أمام قمة واشنطن بضمانات أمنية وترامب يدعو لاتفاق سلام نهائي وسط تحفظ أوروبي على "تنازلات محتملة"

المغرب اليوم

timeمنذ 7 ساعات

  • المغرب اليوم

زيلينسكي يطالب أمام قمة واشنطن بضمانات أمنية وترامب يدعو لاتفاق سلام نهائي وسط تحفظ أوروبي على "تنازلات محتملة"

تتجه الأنظار إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث يستضيف البيت الأبيض اليوم الاثنين لقاءً حاسماً يجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، بمشاركة بارزة من قادة أوروبيين، وعلى رأسهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إضافة إلى الأمين العام لحلف الناتو مارك روته. اللقاء يأتي بعد ثلاثة أيام فقط من قمة ألاسكا بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي وُصفت بأنها "بناءة"، لكنها أثارت مخاوف أوروبية وأوكرانية من تغيّر ميزان الضغوط لصالح موسكو، خصوصاً مع طرح مقترحات تجميد خطوط التماس الحالية مقابل انسحاب أوكراني من بعض المناطق. زيلينسكي، المدعوم من القادة الأوروبيين، يصرّ على أن أي مفاوضات يجب أن تنطلق من خطوط الجبهة الراهنة دون تقديم أي تنازلات تتعلق بالأراضي أو السيادة. الرئيس الأوكراني الذي وصل إلى واشنطن صباح اليوم، أعرب عن ثقته في الحصول على "ضمانات أمنية قوية" من الولايات المتحدة بدعم أوروبي، قائلاً في منشور على "تليغرام": "نحن جميعاً نريد إنهاء هذه الحرب بسرعة وبشكل موثوق، ويجب أن يكون السلام دائماً". بينما قال ترامب إن زيلينسكي "بإمكانه إنهاء الحرب الآن.. إذا أراد ذلك"، مستبعداً عودة القرم إلى أوكرانيا، وملمحاً إلى استعداده لتقديم ضمانات أمنية "خارج إطار الناتو"، لكنها شبيهة بالمادة الخامسة. في الوقت ذاته، أكد بيان صادر عن "تحالف الراغبين" — وهو تجمع غير رسمي لقوى أوروبية داعمة لكييف — أن دوله مستعدة لنشر قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام في أوكرانيا، وتأمين مجالها الجوي وحدودها البحرية بعد وقف القتال، ضمن إطار الاتفاقات الأمنية المزمع مناقشتها في لقاء البيت الأبيض. وأشارت مصادر مطلعة لصحيفة "واشنطن بوست" إلى أن الأوروبيين يريدون التأكد من أن ترامب لن يضغط على زيلينسكي للقبول باتفاق قد يمنح روسيا نفوذاً على الأراضي الأوكرانية، محذرين من أن أي انحياز مفرط نحو موسكو سيقوّض الأمن الأوروبي برمته. وكان ترامب قد نشر على منصته "تروث سوشال" تصريحات تشير إلى أنه لم يسبق أن اجتمع هذا العدد من القادة الأوروبيين في البيت الأبيض في وقت واحد، مشيراً إلى أن الاجتماع يهدف إلى "التأسيس لاتفاق سلام شامل" وليس مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار. وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أكد، الأحد، أن الاجتماع يمثل ثمرة تنسيق متواصل مع القادة الأوروبيين منذ ما قبل قمة ألاسكا، مضيفاً أن واشنطن تدعم الضمانات الأمنية المقترحة لكييف، لكنها "ليست بالضرورة عبر الناتو، بل عبر آلية منفصلة تتيح التدخل السريع دون الالتزام الرسمي بمعاهدة الأطلسي". في سياق متصل، أوضح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أن واشنطن وموسكو اتفقتا خلال قمة ألاسكا على مبدأ "ضمانات أمنية قوية" كأرضية محتملة لأي اتفاق مستقبلي، لكن تنفيذها يحتاج لموافقة أوكرانية واضحة ومشاركة أوروبية فعلية. من جانبه، طالب زيلينسكي في مؤتمر صحفي مشترك مع أورسولا فون دير لاين في بروكسل، بمزيد من التوضيحات بشأن شكل وآلية تلك الضمانات، مشدداً على أن أي مفاوضات لا يمكن أن تتم "تحت ضغط السلاح"، وأن وقف إطلاق النار يجب أن يكون مقدمة إلزامية لأي تسوية. أما القادة الأوروبيون، وعلى رأسهم ماكرون وميرتس وستارمر، فقد أبدوا دعمهم لأي اتفاق لا ينطوي على التنازل عن الأراضي الأوكرانية، مؤكدين أن أوروبا مستعدة للمساهمة في قوة حفظ سلام ومواصلة دعم كييف سياسياً وعسكرياً. وفي الوقت الذي تعمل فيه واشنطن على إقناع جميع الأطراف بخريطة طريق نحو اتفاق دائم، تشير مصادر أمريكية إلى أن قمة ثلاثية بين ترامب وبوتين وزيلينسكي قد تُعقد لاحقاً هذا الأسبوع، رغم تعقيد التفاصيل الفنية والسياسية المتعلقة بالضمانات وتنفيذها. التغطية الإعلامية الأوكرانية، وخاصة في "كييف إندبندنت"، أبدت حذراً شديداً من نتائج القمة، وسط تحذيرات من "تسويات مؤقتة" قد تُمنح فيها موسكو مكاسب إقليمية، فيما شدد زيلينسكي مراراً على أن "الدستور الأوكراني يمنع التنازل عن الأراضي"، وأن أي اتفاق يجب أن يُبنى على السيادة الكاملة لكييف، وليس العكس. في المقابل، قدّمت الصحافة الروسية قمة ألاسكا باعتبارها "نقطة تحوّل لصالح موسكو"، مع التركيز على "الاستقبال الحار" لبوتين، وإعادة تقديم روسيا كفاعل محوري في الحلول الدولية، ما يزيد من الضغط على لقاء واشنطن كي يخرج بتوازن دقيق يراعي مصالح أوكرانيا ويحظى بدعم واسع من الشركاء الأوروبيين. وبينما تترقب العواصم الأوروبية نتائج القمة، تتجه الأنظار إلى ما إذا كان ترامب وزيلينسكي قادرين — بدعم من قادة أوروبا — على التوصل إلى اتفاق سلام دائم يُنهي أكثر من ثلاث سنوات من الحرب، دون المساس بوحدة الأراضي الأوكرانية أو أمن أوروبا الجماعي. قد يهمك أيضــــــــــــــا القادة الأوروبين يبدون إستعدادهم للعمل مع ترامب و زيلينسكي للضغط على موسكو ميرتس يدعو إلى عقد قمة تجمع ترامب وبوتين وزيلينسكي في أوروبا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store