
إنفاق «الناتو».. دلالات وتداعيات
بعد جدل أوروبي حول مطالبة إدارة الرئيس دونالد ترامب لأعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) بزيادة نسبة الإنفاق العسكري إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، أقرت قمة الحلف في لاهاي الهولندية المطلب الأمريكي، الذي يمثل قفزة كبيرة جداً في الإنفاق العسكري للحلف تحمل دلالات كثيرة بخصوص تداعياتها.
من ناحية أولى، لابد من الإشارة إلى أن المسألة ليست آلية أو ميكانيكية بمعنى أن مجرد إقرار الزيادة لا يعني تحقق الأمر على أرض الواقع في المدى الزمني المستهدف بعد عشر سنوات، فقد يحل العام 2035، ولم تتمكن بعض دول الحلف من الوصول إلى النسبة المبتغاة، وهذه مسألة ليست بالجديدة حتى بالنسبة لحلف «الناتو» ذاته. قد يقال إن الضغط الأمريكي هذه المرة جارف، ولن يتم السماح بأي تهاون، خاصة في ظل الانتقادات العلنية القاسية من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأركان إدارته. وهنا يبرز السؤال وماذا بعد رحيل الإدارة الأمريكية الحالية؟ هل سيستمر نفس الزخم الأمريكي بخصوص هذه القضية أم ستكون هناك حسابات أمريكية أخرى؟.
من ناحية ثانية، فإن إقرار هذه الزيادة ستكون له انعكاسات في الجوار القريب ممثلا في روسيا، حيث إنه وبغض النظر عن بعض التحسن الذي حدث في العلاقات بين واشنطن وموسكو، والتغير الذي طال الموقف الأمريكي من الحرب في أوكرانيا، فإن روسيا مازالت في إدراكات «الناتو» مصدر تهديد رئيسي. ومن ثم فإن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي بالنسبة لتحديث ترسانتها العسكرية، وهي بالفعل لديها برامج طموحة على كل المستويات البحرية والجوية والبرية التقليدية وغير التقليدية أيضاً.
من ناحية ثالثة، فإن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستشهد انعكاسات لقرار «الناتو» على مستويين. المستوى الأول يتعلق بحلفاء واشنطن في المنطقة مثل اليابان وكوريا الجنوبية، وهذه الدول هناك مطالبات أمريكية متواصلة بضرورة زيادة مساهماتها في نفقات القوات الأمريكية المرابضة على أراضيها، وإلى جانب تلك المساهمات سوف تكون هناك مطالبات بإنفاق أكثر، خاصة ما يتعلق بصفقات مع شركات أسلحة أمريكية. ويبقى السؤال هل ستصر واشنطن على أن تصل تلك الدول إلى ذات النسبة التي أقرها الناتو؟
المستوى الثاني يرتبط بالقوى المناوئة للولايات المتحدة في المنطقة، والمتمثلة أساساً في الصين وكوريا الشمالية. والبلدان يتحدثان عن مخاطر كبيرة لزيادة الإنفاق العسكري للولايات المتحدة وحلفائها، ويحذران ما يسببه ذلك من سباقات تسلح. ولا يخفى أن الولايات المتحدة قد دأبت على اتهام الصين بزيادة نفقاتها العسكرية، وبعدم الشفافية على هذا الصعيد.
قد يعد أعضاء «الناتو» قرارهم الأخير إنجازاً بحكم ما سوف يوفره لهم من حماية أكثر، لكن هل يعد هذا التقويم صحيحاً على المدى البعيد؟ وما هو المستوى الذي يمكن أن يقف عنده الإنفاق العسكري للحلف ومعه الإنفاق العالمي؟.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 19 دقائق
- صحيفة الخليج
رغم مقتل مئات الفلسطينيين..أمريكا تدعم مؤسسة غزة الإنسانية بـ 30 مليون دولار
تعتزم الولايات المتحدة تقديم 30 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية التي تقدم مساعدات في القطاع الذي مزقته الحرب، وذلك على الرغم من قلق بعض المسؤولين الأمريكيين من العملية المستمرة منذ شهر، ومقتل مئات الفلسطينيين قرب مواقع توزيع الغذاء. وتدعم واشنطن، منذ فترة طويلة مؤسسة غزة الإنسانية دبلوماسياً، لكن هذا هو أول إسهام مالي معروف من الحكومة الأمريكية التي تستفيد من شركات عسكرية ولوجستية أمريكية خاصة لنقل المساعدات إلى القطاع الفلسطيني لتوزيعها في ما تسمى بالمواقع الآمنة. وأظهرت وثيقة أمريكية، أن منحة الوكالة الأمريكية للتنمية البالغة 30 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية أُقرت الجمعة بموجب «توجيه ذي أولوية» من البيت الأبيض ووزارة الخارجية. وأظهرت الوثيقة صرف دفعة أولية قدرها سبعة ملايين دولار. وقال مصدران طلبا عدم الكشف عن هويتهما، إن الولايات المتحدة قد توافق على منح شهرية إضافية قيمتها 30 مليون دولار للمؤسسة. وأضافت مصادر أن وزارة الخارجية الأمريكية، بموافقتها على التمويل لمؤسسة غزة الإنسانية، أعفت المؤسسة التي لم تعلن عن مواردها المالية من التدقيق الذي يُطلب عادة من المنظمات التي تتلقى منحاً من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لأول مرة. وقال مصدر، وهو مسؤول أمريكي كبير سابق، إن مثل هذا التدقيق «يستغرق عادة أسابيع طويلة، إن لم يكن عدة أشهر». وقالت المصادر إن مؤسسة غزة الإنسانية استثنيت أيضاً من التدقيق الإضافي المطلوب للمنظمات التي تقدم المساعدات إلى غزة، للتأكد من عدم وجود أي صلات لها بالتطرف. * مخاوف بشأن العنف وأكدت تقارير سابقة، أن إسرائيل طلبت من إدارة ترامب منح 500 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية. وأفادت مصادر بأن الأموال ستأتي من الوكالة الأمريكية للتنمية التي يجري دمجها مع وزارة الخارجية. ووفقاً للمصادر الأربعة، عارض مسؤولون أمريكيون منح أي أموال للمؤسسة بسبب مخاوف بشأن العنف بالقرب من مواقع توزيع المساعدات وقلة خبرة المؤسسة، وضلوع شركات لوجستية وعسكرية أمريكية خاصة وهادفة للربح. ومنذ أن أنهت إسرائيل حصاراً على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة استمر 11 أسبوعا في 19 مايو/ أيار، ما سمح باستئناف وصول شحنات محدودة من الأمم المتحدة، تقول المنظمة الدولية إن أكثر من 400 فلسطيني قتلوا، وهم يسعون للحصول على مساعدات من المنظمة ومؤسسة غزة الإنسانية.


العين الإخبارية
منذ 19 دقائق
- العين الإخبارية
قبل 10 سنوات.. يوم لا يُنسى لأوباما
في مثل هذا اليوم قبل 10 سنوات، عاش الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، أحد الأيام الفارقة في رئاسته. ففي 26 يونيو/حزيران 2015، ألقى الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما كلمة تأبين لزعيم كنيسة للأمريكيين من أصول أفريقية في تشارلستون بولاية كارولاينا الجنوبية الذي كان أحد الضحايا التسعة لإطلاق نار هناك. وفي مقابلة مع المؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي غاريسون هايز، وصف أوباما ذلك اليوم بأنه كان "لحظة فارقة في حياته وإدارته"، وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي الذي أشار إلى أن الأحداث في ذلك اليوم عكست بعض الانقسامات العرقية والثقافية في البلاد التي كان الكثيرون يأملون أن تتغلب عليها رئاسة أوباما. وفي مقطع فيديو للمقابلة قال أوباما لهايز إنه استلهم من نماذج "الشجاعة" التي شهدها في ذلك اليوم، والتحديات التي مثلها للأمة. وأضاف "أعتقد أن ما يجمع كل ذلك هو أنهم.. كانوا مجرد مجموعة من الناس يحاولون إيجاد طريقة لتحسين الأمور". وأوضح أوباما أن الأحداث وقعت في اليوم التالي لتأييد المحكمة العليا لقانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة في طعنٍ عُرف بقضية كينغ ضد بورويل وكان ذلك حكمًا ثانيًا يُؤيد قانون الرعاية الصحية المعروف أيضًا باسم "أوباما كير". وبالعودة إلى 2015، فإن أوباما سافر في ذلك اليوم إلى تشارلستون بولاية كارولاينا الجنوبية لإلقاء كلمة تأبين كليمنتا بينكني، قس كنيسة إيمانويل الأفريقية الميثودية الأسقفية، والذي كان أيضًا عضوًا في مجلس الشيوخ بالولاية. وقبل أسبوع ونصف من ذلك اليوم، أطلق شاب أبيض متعصب يبلغ من العمر 21 عامًا النار على بينكني وثمانية أعضاء آخرين من الكنيسة، مما أدى إلى مقتلهم خلال حصة دراسية للكتاب المقدس في كنيسة إيمانويل، أقدم كنيسة للطائفة الميثودية الأفريقية في الجنوب. وفي حديثه لهايز، قال أوباما "لم أرغب حتى في التحدث.. كنت غاضبًا للغاية. أعتقد أن أحد أسباب رغبتي في قول أي شيء في تلك اللحظة هو عندما سمعت بعض عائلات الضحايا يسامحون مطلق النار". من جانبه، كشف إريك شولتز، كبير مستشاري أوباما، أن الرئيس السابق أراد إحياء الذكرى العاشرة لهذه الأحداث بالتحدث مع منشئ محتوى شاب على الإنترنت. وقال شولتز إن الأحداث "لها صدى اليوم أي أن التقدم في ديمقراطيتنا يعتمد على بذل الناس العاديين قصارى جهدهم لجعل أمريكا مكانًا أفضل". ويعد هايز شخصية مؤثرة، يتابعه ما يقرب من مليون شخص على منصات "تيك توك" و"إنستغرام" و"يوتيوب" مجتمعة، كما يُنتج أفلامًا وثائقية قصيرة مبتكرة تتناول تاريخ الأمريكيين من أصول أفريقية ومعتقداتهم وسياساتهم. وقبيل ذكرى «مذبحة تشارلستون»، أعلنت إدارة ترامب أنها ستعيد الأسماء الأصلية لسبع قواعد عسكرية كانت تُكرّم في الأصل ضباط الكونفدرالية. aXA6IDE2Ni44OC4xNTUuMTgxIA== جزيرة ام اند امز US


ارابيان بيزنس
منذ 33 دقائق
- ارابيان بيزنس
من هو أول مسلم فاز بترشيح حزبه عمدة لنيويورك وندد الرئيس ترامب بفوزه
فاز زهران ممداني بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، ليصبح بذلك أول مسلم يُرشح عن أحد الحزبين الكبيرين لهذا المنصب في الانتخابات العامة، فيما ندد ترامب بالفوز. وتغلب ممداني على الحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو بفارق 43% مقابل 36% من الأصوات، وذلك على الرغم من الدعم الكبير الذي حظي به كومو من لوبيات سياسية ومالية وشخصيات مثل بيل كلينتون وبلومبرغ وشركات مثل أوبر وبلانتير خاصة في نيويورك، التي تضم أكبر تجمع لليهود خارج إسرائيل. أدان الرئيس ترامب ، يوم الأربعاء، المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، زهران ممداني، بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية. و قال ترامب في منشور على موقع 'تروث سوشيال' يوم الأربعاء: 'لقد حدث ذلك أخيرًا، لقد تجاوز الديمقراطيون الحدود'. وقال الرئيس: 'لقد كان لدينا يساريون متطرفون من قبل، لكن هذا الأمر أصبح سخيفًا بعض الشيء'. وأضاف ترامب: 'مع ترشح عمدة مدينة نيويورك الشيوعي المستقبلي، زهران ممداني، فإن بلادنا في ورطة حقيقية!'. واللافت أن المرشح اليهودي الذي حل في المرتبة الثالثة بترشحه لمنصب رئيس البلدية، هو المراقب المالي لمدينة نيويورك، براد لاندر، الذي طالب مؤيديه باختيار اسم ممداني في الخيار الثاني عند تصويتهم. من هو ممداني؟ وُلد في كمبالا، أوغندا عام 1991 لعائلة هندية مسلمة، وانتقل إلى الولايات المتحدة في سن السابعة. ووالدته هي المخرجة ميرا ناير، ووالده المفكر الأكاديمي محمود ممداني. حصل على الجنسية الأمريكية في 2018، وانتُخب عضوًا في الجمعية التشريعية عن منطقة كوينز عام 2020. وينتمي إلى الجناح اليساري للحزب الديمقراطي ويدافع عن قضايا العدالة الاجتماعية. تميزت حملته بمواقفه الجريئة، حيث دعم علنًا حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات (BDS) ووصف ما يجري في غزة بالإبادة الجماعية. قدم مشروع قانون 'ليس على حسابنا' لمنع تمويل المستوطنات الإسرائيلية عبر جمعيات خيرية أمريكية. شارك في إضراب عن الطعام ونظم إفطارًا رمضانيًا عام 2024 لدعم فلسطين. * واجه اتهامات بـ'معاداة السامية' لكنه دافع عن نفسه مؤكدًا التمييز بين انتقاد الصهيونية والعداء لليهود. وسع قاعدته الشعبية من خلال حملات ميدانية نشطة وحضور متفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ظهر في لقطات تظهر تفاعله مع سكان نيويورك. طرح برنامجًا يركز على العدالة الاقتصادية، يشمل تجميد الإيجارات، توفير مواصلات عامة مجانية، بناء وحدات سكنية ميسورة، فرض ضرائب على الأثرياء، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولارًا بحلول 2030. يعكس ترشيحه تحولًا في المزاج العام بالمدينة، كونه أول مسلم وأول أمريكي من أصول آسيوية ينافس على قيادة أكبر مدينة أمريكية. حصل على دعم علني من شخصيات يسارية مؤثرة مثل السيناتور بيرني ساندرز والنائبة ألكسندريا أوكازيو كورتيز. سيواجه ممداني المرشح الجمهوري كورتس سليوا في الانتخابات العامة في 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. و في حال فوزه بالانتخابات العامة، سيكون ممداني أول مسلم يصل إلى هذا المنصب، وسيمثل تحولًا ثقافيًا واجتماعيًا في المدن الأمريكية الكبرى.