logo
أساسيات ما قبل الحمل: وكيف تُحضِّرين جسدك ونفسيتك؟

أساسيات ما قبل الحمل: وكيف تُحضِّرين جسدك ونفسيتك؟

مجلة سيدتي١٨-٠٣-٢٠٢٥

قرار الحمل ليس أمراً سهلاً، ويتطلب منك الاستعداد وأخذ الحيطة بكل ما تملكين من إمكانيات، فأنت متحمسة في الوقت الذي تستعدين فيه بتوتر يتفاوت بين امرأة وأخرى، إلى جانب تحضير جسمكِ للحمل ، وبالتأكيد ستحاولين معرفة كيفية الاستعداد نفسياً وعاطفياً لهذا التغيير الكبير في حياتكِ، مع ضمان قوة علاقتكِ واستعدادك المادي، عالجي هذه المهام يوماً بيوم؛ لتستعدي لبداية حياة أكثر سعادة وصحة، بالإضافة إلى نصائح حول كيفية الاستعداد للحمل وتربية الأطفال. يقدمها لك الأطباء والمتخصصون.
كيف أُحضّر جسمي للحمل؟
هناك مجموعة من الأعمال التي عليكِ إنجازها، والتي تتطلب منك إنجازاً على أكثر من صعيد:
احجزي موعداً مع الطبيب
أثناء الاستعداد للحمل، يُنصح بحجز موعد استشارة قبل الحمل، قد ترغبين أيضاً في الاستفسار عن الفحوصات الجينية قبل الحمل، خاصةً إذا كنتِ أنتِ أو شريككِ على دراية بوجود بعض الأمراض الوراثية في عائلتكِ.
قيّمي أدويتكِ
ناقشي الأدوية التي تتناولينها مع طبيبكِ؛ إذ لا ينبغي تناول بعضها أثناء الحمل، إلى جانب التوصية بإجراء أي تغييرات، يُمكنكِ إخباركِ إذا كانت لديكِ أي مشاكل طبية سابقة قد تؤثر على الحمل، كما تُضيف موسكا.
ابدئي بتناول فيتامين ما قبل الحمل
يوصي الأطباء ببدء تناول فيتامين ما قبل الولادة قبل شهر على الأقل من الحمل. حيث تبدأ المراحل الأساسية لنمو الطفل خلال الأسابيع القليلة الأولى من الحمل، وعادةً قبل أن تعلم المرأة بحملها. ابحثي عن تركيبة تحتوي على 400 ميكروغرام على الأقل من حمض الفوليك، وبناءً على نصيحة طبيبك، قد ترغبين أيضاً في تناول مكملات أحماض أوميغا 3 الدهنية وفيتامين د والحديد.
ابدئي بتتبع دورتكِ الشهرية
إن فهم دورتكِ الشهرية أساسيٌّ لتحقيق الحمل. ممارسة العلاقة الزوجية خلال أيامٍ مُحددة من دورتكِ الشهرية تُعطيكِ أفضل فرصةٍ للحمل؛ لذا من الضروري فهم الإشارات التي يُرسلها جسمكِ. لمتابعة دورتكِ، استخدمي تطبيقاً على هاتفكِ أو تقويماً تقليدياً. بالإضافة إلى استخدام التقويم، يُمكنكِ البحث عن مؤشراتٍ جسديةٍ تُشير إلى حدوث التبويض، بما في ذلك زيادة إفرازات عنق الرحم الشفافة والمرنة، وتغير درجة حرارة جسمكِ القاعدية - أي درجة حرارة جسمكِ قبل النهوض من السرير مباشرةً في الصباح.
توقفي عن استخدام وسائل منع الحمل
إذا كنتِ تستخدمين وسيلةً هرمونيةً لمنع الحمل (مثل حبوب منع الحمل)، فقد لا تنتظم دورتكِ الشهرية لبضعة أشهر، مع ذلك، قد يحدث الحمل بسرعة بعد التوقف عن استخدام حبوب منع الحمل؛ لذا استخدمي وسيلةً بديلةً لمنع الحمل إذا لم تكوني مستعدةً تماماً للحمل.
ابدئي روتيناً رياضياً
فترة ما قبل الحمل هي الوقت الأمثل للحركة؛ إذا لم تكوني تمارسينها بالفعل. تُقوي الرياضة عضلاتكِ، بما في ذلك عضلات القلب، مما يُساعد على تقليل الألم والمشاكل الصحية الأخرى أثناء الحمل، كما تُساعد الرياضة على تقليل التوتر، مما يُشير البحث إلى أنه يُقلل من فرص الحمل.
اتبعي عادات غذائية صحية
تشير الأبحاث إلى أن تحسين التغذية قد يعزز خصوبتكِ. ركزي على الفواكه والخضروات والأطعمة الغنية بالألياف والفاصوليا والعدس واللحوم الخالية من الدهون والأسماك ومنتجات الألبان، واستبدلي تناول الحبوب الغنية بالألياف لتقليل ارتفاع الأنسولين بعد الوجبات. تجنبي اللحوم المصنعة مثل النقانق والهوت دوغ.
تجنبي التدخين
تشير الدراسات إلى أن التدخين في بداية الحمل قد يزيد من خطر الإجهاض؛ لذا يُنصح بالامتناع تماماً عنه لضمان السلامة، وهذا قد يؤثر سلباً على الخصوبة.
كيف أستعد نفسياً للحمل؟
إن الاستعداد للحمل لا يعني فقط التأكد من أن جسمك في أفضل حالاته، بل يعني أيضاً أنك مستعدة نفسياً وعاطفياً لهذا الفصل من حياتك، لذلك عليك بالخطوات الآتية:
تدربي على أساليب التخلص من التوتر
ستواجهين رحلة عاطفية صعبة خلال محاولتكِ للحمل، ثم بعد ذلك، كما هو الحال مع الحمل. لمساعدتكِ على تجاوز هذه التحديات، ضعي روتيناً يومياً أو أسبوعياً لإدارة التوتر، سواءً كان ذلك بممارسة الرياضة قبل الحمل، أو اللعب مع حيوان أليف، أو حل الكلمات المتقاطعة.
اعرفي تاريخكِ المرضي
إذا كان لديكِ تاريخ شخصي أو عائلي من الاكتئاب أو القلق، فأنتِ أكثر عُرضة لمشاكل الاكتئاب بعد الولادة ، احرصي على التواصل مع أخصائي الصحة النفسية لمناقشة مخاوفكِ.
لا تُقارني نفسكِ بالآخرين
تجنبي مقارنة رحلة خصوبتكِ برحلة صديقاتكِ أو عائلتكِ، بدلاً من التركيز على ما قد ترينه على وسائل التواصل الاجتماعي، اتبعي إشارات جسمكِ وخبرة مُقدِّم الرعاية الصحية.
لا تتجاوزي أشياء يجب القيام بها قبل الحمل
كيف أُحضّر الشريك لفكرة الحمل؟
عند الاستعداد للحمل، من المهم مراجعة علاقتك مع زوجك جيداً. إليكِ بعض الخطوات التي يمكنكِ اتخاذها لتقوية علاقتكِ بشريككِ قبل الحمل.
تأكدي من توافقكما
تحدثا وتأكدا من توافقكما التام بشأن ما إذا كنتما ترغبان في توسيع عائلتكما، وبأي قدر، وبشأن مستقبلكما المهني، بالإضافة إلى نوع الوالدين اللذين تطمحان أن تكونا. شاركا آمالكما وأحلامكما لطفلكما المستقبلي. حدّدا القيم التي تتوافق مع بعضها والتي تختلف، واعملا على فهم أيها غير قابل للتفاوض وأيها أكثر مرونة.
حسّني التواصل مع زوجك
أي كوني لبقة، هذا يعني تعلم كيفية التعبير عن مشاعرك بصراحة وطلب ما تحتاجينه مباشرةً، بالإضافة إلى حل النزاعات والتعامل مع الاختلافات بشكل بنّاء.
اقضيا وقتاً ممتعاً معاً
إن إنجاب طفل قد يُسبب ضغطاً على علاقتكما. للمساعدة في تعزيز رابطتكما، اعملا على بناء "مخزون علاقاتكما". ضعا هواتفكما جانباً واقضيا بعض الوقت معاً بمفردكما، مع منح كل منكما الآخر كامل اهتمامه في مواعيد العشاء، أو المشي، أو شرب القهوة.
تحدثي عن الأمور الضرورية
تأكدي من استكمال الأوراق القانونية المتعلقة بتوكيل رسمي واتخاذ القرارات الطبية قبل المخاض والولادة، بحيث يتضح منْ ترغبين في إشراكه في اتخاذ القرارات المتعلقة برعايتك الطبية".
هل تتبعين نصائح معينة قبل التخطيط للحمل ؟
كيف أستعد مالياً للحمل؟
صحتكِ المالية أثناء الاستعداد للحمل لا تقل أهمية عن صحتكِ البدنية والنفسية. إليكِ الخطوات التي ينصح بها الخبراء.
ابدئي بالادخار
إن لم تكوني قد بدأته بالفعل. فالحمل والولادة ورعاية الأطفال كلها أمور مكلفة. لذلك من الجيد إنشاء صندوق طوارئ. حاولي ادخار ما لا يقل عن أربعة أشهر من أقساط الرهن العقاري أو الإيجار، أو - والأفضل من ذلك - إجمالي نفقاتك الشهرية. احتفظي بهذه الأموال في حساب توفير أو حساب سوق نقدي يسهل الوصول إليه. أثناء الحمل وبعده مباشرةً، ستحتاجين على الأرجح إلى أموال إضافية لتغطية النفقات غير المخطط لها التي قد تطرأ.
ابحثي عن مزايا الموظفين في شركتك
إذا كنتِ أنتِ أو شريككِ تخططان للعمل أقل بعد الحمل أو في بداية الأمومة، فاستعدي لانخفاض الدخل، وللتعويض عن أي نقص، يُنصح بالتحقق من مزايا الأمومة أو الأبوة التي تقدمها شركتكِ. تحققي أيضاً مما إذا كانت دولتك توفر إجازة عائلية مدفوعة الأجر للآباء الجدد. إذا كنتِ مؤهلة للحصول على مزايا الدولة ومزايا الموظفين، فتأكدي مما إذا كان بإمكانكِ الحصول عليهما في الوقت نفسه.
راجعي خطة تأمينكِ الصحي
إذا كنتِ مشتركةً في خطة تأمين صحي تابعة لصاحب عمل، فقيّمي خياراتكِ خلال فترة التسجيل المفتوحة، و إذا كنتِ تخططين لإنجاب طفل ، فقد لا يكون الاشتراك في خطة مؤهلة لحساب التوفير الصحي (HSA) الخيار الأمثل. في العام الذي تخططين فيه للحمل والإنجاب، فكّري في الانتقال إلى خطة ذات حد أقصى أقل للتكاليف المباشرة مع تغطية للأخصائيين أو مقدمي الخدمات الجدد الآخرين فيما يتعلق بحملكِ.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المكملات الغذائية ضرورة أم ترف
المكملات الغذائية ضرورة أم ترف

سعورس

timeمنذ 19 ساعات

  • سعورس

المكملات الغذائية ضرورة أم ترف

وفي هذا السياق، يحسن بنا تأمل أرقام تجسد هذه الظاهرة في حجمها الحقيقي وتبين مدى جدية الأمر. إذ تشير بيانات شركة Grand View Research إلى أنّ حجم السوق العالمي للمكمّلات الغذائية بلغ قرابة 192 مليار دولار في 2024، مع توقّعات بتجاوزه ليصل إلى 327 مليار دولار بحلول 2030، أي بمعدّل نمو سنوي مركّب يقارب 9%. هذا الإنفاق المالي الهائل يفسّر ضراوة الحملات الإعلانية، ويضع علامة استفهام حول الفجوة بين حجم الإنفاق العالمي والعائد الصحي الفعلي الذي يجنيه المستهلكون من هذه المنتجات. غير أنّ المؤشرات الاقتصادية لا تسرد الواقع بكل تفاصيله، فبيانات الصحة العامة تكشف جانبًا مُغايرًا لا مناص لنا من التعريج عليه. حيث إن تقريرًا صادرًا عن «مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» في الولايات المتحدة الأمريكية يشير إلى أن أكثر من 52% من البالغين الأمريكيين يتناولون مكملات غذائية بشكل يومي، ويؤكد «المعهد القومي للصحة» بما لا يدع مجالًا للشك أن غالبية المستخدمين لا يعانون من أي نقص يستوجب التعويض. بل إنه من المفارقة للأسف أن هذه المكملات الغذائية لا تخضع لنفس المعايير الصارمة التي تقيِّد الأدوية والعقاقير الطبية وتنظم وصولها إلى المستهلك، فهي (هذه المكملات الغذائية) تدخل الأسواق بأقل حد من الرقابة الصحية والغذائية وبكثير من التسويق والتلميع الاحترافي. أما على صعيد جودة ما يُعرض في الأسواق، فتُظهر الدراسات الميدانية حقائق أكثر ترويعًا. إذ إن تحقيقًا آخر منشورًا في JAMA Network Open عام 2022 حلّل واختبر ثلاثين منتجًا من المكمّلات الغذائية التي تستهدف تعزيز أداء الرياضيين وتحسن بنيتهم الجسدية، خلُص إلى أنّ 13 منتجًا فقط طابقت مكوّناتها المكتوبة على ملصقاتها والنشرات المصاحبة لها، في حين افتقر الباقي منها إلى الدقّة أو احتوى على عناصر غير مُعلنة على أقل تقدير. هذه النتيجة المفجعة والتي تلامس صحة المستهلك بشكل مباشر سلّطت الضوء على هشاشة الرقابة في هذا القطاع، وأكّدت أهمية اعتماد اختبارات من أطراف متخصصة محايدة قبل الوثوق بأي فيتامينات أو مكملات غذائية مهما ذاع صيتها وانتشرت دعاياتها وزكاها المشاهير. وعلى الرغم من هذه المخالفات، يبقى للمكمّلات الغذائية وما على شاكلتها من منتجات مواضع استعمالٍ مشروعة يقرُّها أهل الاختصاص. إذ نجد أن كثيرًا من الأطباء يقرون بأن بعض هذه المكملات الغذائية ضرورة حتمية في ظروف محدودة جدا وبتوصية من خبراء متخصصين. كالنساء الحوامل اللائي يحتجن لحمض الفوليك، وكبار السن ممن شُخص لديهم ضعف امتصاص [فيتامين ب 12]، وكذلك سكان المناطق الباردة المفتقرين [ل فيتامين د] الناجم عن غياب أشعة الشمس المباشرة لفترات زمنية طويلة. على صعيد آخر، يطرح الطبيب النمساوي «بيتر كرامر» تساؤلًا منطقيًا في مقال علمي بمجلة Lancet على سبيل التحذير والتنبيه، «ما الذي يدفع كثيرًا من المفعمين بالصحة والعافية إلى تعاطي هذه المنتجات دون التفكير في استشارات متخصصة؟» لا ريب أن جواب سؤال كهذا لا يحتاج إلى كثير من التفكير والتمحيص، فذلك لعمري ناجم عن ثقافة الناس وقناعاتهم التي شكلتها إستراتيجيات التسويق المنهمرة عليهم. ناهيك عن كوننا بتنا نعيش في عصر القلق الصحي، عصر يخشى فيه الإنسان الوهن أكثر من المرض والشيخوخة أكثر من الموت. وفي سياق كهذا، تصبح كبسولة أو ملعقة شراب أشبه ما يكون بوعد لا يشوبه شك بوافر الطمأنينة الصحية والرضى النفسي عن الذات. فمن منا يرضى أن يوصف بالإهمال في صحته، ومن منا لديه الاستعداد للتخلف عن قافلة «الحياة الأفضل» المزعومة. حينها، تصبح هذه الحبوب والكبسولات والإبر والمشروبات أدوات ترمز للحماية والوقاية والتحسين، وللعلاج في بعض الأحيان، بل وإلى الرقي الثقافي وفق اعتقادات البعض. في مجتمعاتنا، ومع زيادة الوعي الصحي بأهمية العناية بالغذاء وسلوكيات المأكل والمشرب، دخلت شركات المكملات الغذائية على خط التسويق والتعريف والإشهار بكل ما لديها من أموال ونفوذ. صفحات إنستغرام وفيسبوك وغيرها من المنصات لا تنفك توصي بكبسولات «الحيوية والنشاط»، ومتاجر إلكترونية تَعِدك ب«نظام مناعة لا نظير له» دون الحاجة لوصفات أو تحاليل على حد زعمهم، وأخرى تدعي منحك الجسد الذي تحلم به ودون أي تضحيات من لدنك سوى شيء من المال. هذا الطوفان من الدعايات الذي يستهدف العقل الباطن يضع المستهلك في موقف لا يميز فيه بين الضرورة العلاجية والترف صحي الذي لا طائل منه، بل وقد يقود إلى ما لا يحمد عقباه. القضية يا إخوه لا تتعلق بنفي فوائد المكملات الغذائية مطلقًا، بل في تحجيم تعميمها، وربط استخدامها بحالات صحية واقعية وفق أسس علمية مدروسة. فالطبيب هو من يحدد الحاجة لها، وليس ذلك المؤثر أو المشهور في وسائل التواصل الاجتماعي. وحدها التحاليل المعملية والطبية هي الفيصل، وليست الإعلانات التسويقية التي تلاحقنا أينما ولينا وجوهنا. أما إن وجد المرء منا نفسه لا مناص له من تعاطيها بعد أن وصفها له المختص، فلا بد من اتباع بضع خطوات تضمن له بإذن الله تحقيق ما يرجوه وبأقل أثر سلبي إن وجد. أولى هذه الخطوات عند اختيار المنتج، فينبغي التأكد من وجود ختم أو شعار لجهةٍ محايدة على المنتج مثل USP أو NSF أو Informed-Sport، وهي منظمات عالمية معروفة، بعضها غير ربحية متخصصة في تحليل ودراسة واختبار هذه المنتجات للتأكد من صلاحية استخدامها ومطابقة ما كتب على ملصقاتها ونشراتها مع ما تحتويه فعليًا من مواد وعناصر. ثم تأتي الخطوة الثانية والتي يجب فيها على المستهلك منا إلقاء نظرة فاحصة على خانة «% DV» التي تبيّن نسبة ما يلبّيه المنتج من احتياجه اليومي، فارتفاع الجرعة لا يعني بالضرورة زيادة الفائدة، بل على النقيض قد يرهق الكبد والكُلى. وأخيرًا تجنب أي عبوة اقترب تاريخ انتهاء صلاحيتها حتى وإن أغرتك العروض، ففعالية المكوّنات النشطة تتراجع بمرور الوقت كما هو معروف. ولعلنا نخلص إلى أن المكملات الغذائية ليست عدوًا محضًا، وفي الوقت نفسه ليست صديقًا صدوقًا. فالتوازن في استخدامها وقبل ذلك التشخيص واستشارة المتخصصين هي الضمان الأمثل لجلب فوائدها ودرء مفاسدها. أما الاستهلاك الوقائي لمجرد الاطمئنان وإشباع هوس في نفس يعقوب، فقد ينتهي بالمرء إلى تكبد أعباء مالية لا طائل منها، ناهيك عن آثارها الجانبية ومضاعفاتها الصحية المحتملة بنسب عالية.

المكملات الغذائية ضرورة أم ترف
المكملات الغذائية ضرورة أم ترف

الوطن

timeمنذ 19 ساعات

  • الوطن

المكملات الغذائية ضرورة أم ترف

باتت المكملات الغذائية في السنوات الأخيرة جزءًا من السلوك الاستهلاكي اليومي، ليس في مراكز اللياقة وبناء الأجسام وحسب، بل على رفوف الصيدليات، ومنصات التواصل الاجتماعي والمتاجر الإلكترونية. كبسولات أنيقة، وأشرطة حبوب منمقة، وعبوات براقة، ووعود بالصحة، والمناعة، والطاقة الدائمة. وسط هذا الضجيج «الصحي» النشط، يتبادر إلى الذهن تساؤل قد يزعج المنتفعين من هذا السوق: هل فعلًا نحتاج إلى هذه المائدة الضخمة من المكملات الغذائية؟ أم أننا ضحايا تجارة رائجة تستغل هوس البعض بالصحة والحيوية والجمال والشباب الدائم؟ وفي هذا السياق، يحسن بنا تأمل أرقام تجسد هذه الظاهرة في حجمها الحقيقي وتبين مدى جدية الأمر. إذ تشير بيانات شركة Grand View Research إلى أنّ حجم السوق العالمي للمكمّلات الغذائية بلغ قرابة 192 مليار دولار في 2024، مع توقّعات بتجاوزه ليصل إلى 327 مليار دولار بحلول 2030، أي بمعدّل نمو سنوي مركّب يقارب 9%. هذا الإنفاق المالي الهائل يفسّر ضراوة الحملات الإعلانية، ويضع علامة استفهام حول الفجوة بين حجم الإنفاق العالمي والعائد الصحي الفعلي الذي يجنيه المستهلكون من هذه المنتجات. غير أنّ المؤشرات الاقتصادية لا تسرد الواقع بكل تفاصيله، فبيانات الصحة العامة تكشف جانبًا مُغايرًا لا مناص لنا من التعريج عليه. حيث إن تقريرًا صادرًا عن «مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» في الولايات المتحدة الأمريكية يشير إلى أن أكثر من 52% من البالغين الأمريكيين يتناولون مكملات غذائية بشكل يومي، ويؤكد «المعهد القومي للصحة» بما لا يدع مجالًا للشك أن غالبية المستخدمين لا يعانون من أي نقص يستوجب التعويض. بل إنه من المفارقة للأسف أن هذه المكملات الغذائية لا تخضع لنفس المعايير الصارمة التي تقيِّد الأدوية والعقاقير الطبية وتنظم وصولها إلى المستهلك، فهي (هذه المكملات الغذائية) تدخل الأسواق بأقل حد من الرقابة الصحية والغذائية وبكثير من التسويق والتلميع الاحترافي. أما على صعيد جودة ما يُعرض في الأسواق، فتُظهر الدراسات الميدانية حقائق أكثر ترويعًا. إذ إن تحقيقًا آخر منشورًا في JAMA Network Open عام 2022 حلّل واختبر ثلاثين منتجًا من المكمّلات الغذائية التي تستهدف تعزيز أداء الرياضيين وتحسن بنيتهم الجسدية، خلُص إلى أنّ 13 منتجًا فقط طابقت مكوّناتها المكتوبة على ملصقاتها والنشرات المصاحبة لها، في حين افتقر الباقي منها إلى الدقّة أو احتوى على عناصر غير مُعلنة على أقل تقدير. هذه النتيجة المفجعة والتي تلامس صحة المستهلك بشكل مباشر سلّطت الضوء على هشاشة الرقابة في هذا القطاع، وأكّدت أهمية اعتماد اختبارات من أطراف متخصصة محايدة قبل الوثوق بأي فيتامينات أو مكملات غذائية مهما ذاع صيتها وانتشرت دعاياتها وزكاها المشاهير. وعلى الرغم من هذه المخالفات، يبقى للمكمّلات الغذائية وما على شاكلتها من منتجات مواضع استعمالٍ مشروعة يقرُّها أهل الاختصاص. إذ نجد أن كثيرًا من الأطباء يقرون بأن بعض هذه المكملات الغذائية ضرورة حتمية في ظروف محدودة جدا وبتوصية من خبراء متخصصين. كالنساء الحوامل اللائي يحتجن لحمض الفوليك، وكبار السن ممن شُخص لديهم ضعف امتصاص [فيتامين ب 12]، وكذلك سكان المناطق الباردة المفتقرين [لـ فيتامين د] الناجم عن غياب أشعة الشمس المباشرة لفترات زمنية طويلة. على صعيد آخر، يطرح الطبيب النمساوي «بيتر كرامر» تساؤلًا منطقيًا في مقال علمي بمجلة Lancet على سبيل التحذير والتنبيه، «ما الذي يدفع كثيرًا من المفعمين بالصحة والعافية إلى تعاطي هذه المنتجات دون التفكير في استشارات متخصصة؟» لا ريب أن جواب سؤال كهذا لا يحتاج إلى كثير من التفكير والتمحيص، فذلك ــ لعمري ــ ناجم عن ثقافة الناس وقناعاتهم التي شكلتها إستراتيجيات التسويق المنهمرة عليهم. ناهيك عن كوننا بتنا نعيش في عصر القلق الصحي، عصر يخشى فيه الإنسان الوهن أكثر من المرض والشيخوخة أكثر من الموت. وفي سياق كهذا، تصبح كبسولة أو ملعقة شراب أشبه ما يكون بوعد لا يشوبه شك بوافر الطمأنينة الصحية والرضى النفسي عن الذات. فمن منا يرضى أن يوصف بالإهمال في صحته، ومن منا لديه الاستعداد للتخلف عن قافلة «الحياة الأفضل» المزعومة. حينها، تصبح هذه الحبوب والكبسولات والإبر والمشروبات أدوات ترمز للحماية والوقاية والتحسين، وللعلاج في بعض الأحيان، بل وإلى الرقي الثقافي وفق اعتقادات البعض. في مجتمعاتنا، ومع زيادة الوعي الصحي بأهمية العناية بالغذاء وسلوكيات المأكل والمشرب، دخلت شركات المكملات الغذائية على خط التسويق والتعريف والإشهار بكل ما لديها من أموال ونفوذ. صفحات إنستغرام وفيسبوك وغيرها من المنصات لا تنفك توصي بكبسولات «الحيوية والنشاط»، ومتاجر إلكترونية تَعِدك بـ«نظام مناعة لا نظير له» دون الحاجة لوصفات أو تحاليل على حد زعمهم، وأخرى تدعي منحك الجسد الذي تحلم به ودون أي تضحيات من لدنك سوى شيء من المال. هذا الطوفان من الدعايات الذي يستهدف العقل الباطن يضع المستهلك في موقف لا يميز فيه بين الضرورة العلاجية والترف صحي الذي لا طائل منه، بل وقد يقود إلى ما لا يحمد عقباه. القضية يا إخوه لا تتعلق بنفي فوائد المكملات الغذائية مطلقًا، بل في تحجيم تعميمها، وربط استخدامها بحالات صحية واقعية وفق أسس علمية مدروسة. فالطبيب هو من يحدد الحاجة لها، وليس ذلك المؤثر أو المشهور في وسائل التواصل الاجتماعي. وحدها التحاليل المعملية والطبية هي الفيصل، وليست الإعلانات التسويقية التي تلاحقنا أينما ولينا وجوهنا. أما إن وجد المرء منا نفسه لا مناص له من تعاطيها بعد أن وصفها له المختص، فلا بد من اتباع بضع خطوات تضمن له ــ بإذن الله ــ تحقيق ما يرجوه وبأقل أثر سلبي إن وجد. أولى هذه الخطوات عند اختيار المنتج، فينبغي التأكد من وجود ختم أو شعار لجهةٍ محايدة على المنتج مثل USP أو NSF أو Informed-Sport، وهي منظمات عالمية معروفة، بعضها غير ربحية متخصصة في تحليل ودراسة واختبار هذه المنتجات للتأكد من صلاحية استخدامها ومطابقة ما كتب على ملصقاتها ونشراتها مع ما تحتويه فعليًا من مواد وعناصر. ثم تأتي الخطوة الثانية والتي يجب فيها على المستهلك منا إلقاء نظرة فاحصة على خانة «% DV» التي تبيّن نسبة ما يلبّيه المنتج من احتياجه اليومي، فارتفاع الجرعة لا يعني بالضرورة زيادة الفائدة، بل على النقيض قد يرهق الكبد والكُلى. وأخيرًا تجنب أي عبوة اقترب تاريخ انتهاء صلاحيتها حتى وإن أغرتك العروض، ففعالية المكوّنات النشطة تتراجع بمرور الوقت كما هو معروف. ولعلنا نخلص إلى أن المكملات الغذائية ليست عدوًا محضًا، وفي الوقت نفسه ليست صديقًا صدوقًا. فالتوازن في استخدامها وقبل ذلك التشخيص واستشارة المتخصصين هي الضمان الأمثل لجلب فوائدها ودرء مفاسدها. أما الاستهلاك الوقائي لمجرد الاطمئنان وإشباع هوس في نفس يعقوب، فقد ينتهي بالمرء إلى تكبد أعباء مالية لا طائل منها، ناهيك عن آثارها الجانبية ومضاعفاتها الصحية المحتملة بنسب عالية.

أطعمة يُعتقد أنها صحية لكنها تحتوي على مكونات ضارة بالصحة
أطعمة يُعتقد أنها صحية لكنها تحتوي على مكونات ضارة بالصحة

المناطق السعودية

time١٨-٠٥-٢٠٢٥

  • المناطق السعودية

أطعمة يُعتقد أنها صحية لكنها تحتوي على مكونات ضارة بالصحة

المناطق-متابعات أطلق تقرير متخصص صدر عن منظمة أميركية تحذيراً صحياً مفاده أن العديد من الأطعمة التي يُقبل الناس على تناولها بسبب كونها صحية ومفيدة لجسم الإنسان، هي في الحقيقة مليئة بالسموم التي ترتبط بالعديد من الأمراض القاتلة، ومن بينها مرض السرطان. وخلص تحقيق أجرته منظمة 'تقارير المستهلك'، وشمل 27 منتجاً موجودة في الأسواق الأميركية وأسواق العالم، إلى أن العديد منها يحتوي على مواد سامة تشكل تهديداً لجسم الإنسان. وبحسب تقرير نشرته جريدة 'ديلي ميل' البريطانية، واطلعت عليه 'العربية نت'، فقد كشف التحقيق أن عشرات المنتجات الخالية من 'الغلوتين' تبين أنها مليئة بالمعادن الثقيلة السامة المرتبطة بالإصابة بمرض السرطان ومرض التوحد. وشهد سوق الأطعمة الخالية من الغلوتين ازدهاراً كبيراً خلال العقد الماضي، وسط تحول أوسع نحو 'الأكل الصحي'، وتأييد الكثير من المشاهير لهذه الأطعمة ونظرة عامة على أن الأطعمة التي تحمل هذا التصنيف 'أكثر صحة'. وبحسب التحقيق فمن بين الأطعمة التي يسود الاعتقاد بأنها صحية بينما هي ليست كذلك، وتلقى رواجاً، نبتة تُسمى 'الكسافا' وهي نبات جذري كبير، وتحظى بشعبية كبيرة بين متبعي الحمية الغذائية لأنها لا تحتوي على الغلوتين إضافة الى كونها متعددة الاستخدامات؛ ويمكن طحنها وتحويلها إلى دقيق لصنع أنواع خالية من 'الغلوتين' من الوجبات الخفيفة مثل البسكويت. واختبرت المنظمة 27 نوعاً من رقائق البطاطس والبسكويت والمقرمشات المصنوعة من 'الكسافا'، ووجدت أن بعضها يحتوي على كمية من الرصاص تفوق ما تم رصده على الإطلاق خلال أكثر من عقد من اختبارات المنتجات. وبشكل عام، احتوى ثلثا المنتجات على كمية من الرصاص في الحصة الواحدة تفوق الحد الأقصى الموصى به من قِبَل المنظمة، أي ما يصل إلى 2000% فوق المستويات الآمنة. ويشير الخبراء إلى أن الكسافا قد يمتص الرصاص من الأرض، حيث يكون المعدن السام إما موجوداً بشكل طبيعي أو متبقياً هناك من خلال رواسب الصرف الصحي الملوثة أو الأسمدة. ويُعد الرصاص خطيراً لأنه قد يُلحق الضرر بخلايا الدماغ، حيث تشير الدراسات إلى أن هذا المعدن السام قد يُسبب صعوبات في التعلم وربما حتى التوحد. وصرح جيمس روجرز، مدير أبحاث سلامة الأغذية في المنظمة: 'احتوت بعض منتجات الكسافا هذه على أعلى مستوى من الرصاص اختبرناه على الإطلاق'. وأضاف: 'لا نريد أبداً أن يُصاب المستهلكون بالذعر، ولكننا نريدهم أن يكونوا على دراية حتى يتمكنوا من اتخاذ التدابير المناسبة لتقليل استهلاكهم للرصاص، لأن التعرض للرصاص على المدى الطويل يمكن أن يؤدي إلى نتائج صحية سلبية'. والرصاص معدن ثقيل سام يُمتص في الدم من الأطعمة الملوثة، ثم ينتقل إلى الدماغ مُلحقاً الضرر بالخلايا. وقد ربطت الدراسات بالفعل التعرض للرصاص بارتفاع خطر الإصابة بصعوبات التعلم ومشاكل التواصل، بل إن بعضها أشار إلى أن التعرض للرصاص في مرحلة الطفولة المبكرة أو في الرحم قد يزيد من خطر الإصابة بالتوحد. وتؤكد إدارة الغذاء والدواء الأميركية عدم وجود مستوى آمن للتعرض للرصاص، بينما تُوصي ولاية كاليفورنيا بعدم تعرض الأشخاص لأكثر من 0.5 ميكروغرام من الرصاص يومياً. وتحظى 'الكسافا' بشعبية خاصة بين أكثر من 3 ملايين شخص لا يتناولون الغلوتين في الولايات المتحدة، إذ يُمكن استخدامها لتحضير الوجبات الخفيفة المحبوبة دون تعريضهم للغلوتين. وبين متبعي الحمية الغذائية تُعتبر 'الكسافا' مصدراً شائعاً للكربوهيدرات، في حين أن العديد من الأطعمة الأخرى – مثل الخبز والمعكرونة – تُستبعد من قائمة الطعام. وتشير التقديرات إلى أن ما بين مليون وثلاثة ملايين شخص في الولايات المتحدة يتبعون هذا النظام الغذائي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store