
إنفيديا والصناعات الدوائية
نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إنفيديا والصناعات الدوائية - خبر صح, اليوم الأربعاء 26 مارس 2025 09:01 مساءً
شهدت الصناعات الدوائية خلال السنوات الماضية نقلة نوعية في أساليب البحث والتطوير، مستفيدة من التقنيات الحاسوبية المتقدمة والذكاء الاصطناعي، التي تساعد في تسريع اكتشاف المركبات الدوائية وفهم التفاعلات الحيوية المعقدة وغيرها من الخطوات البحثية في هذا المجال. وفي هذا السياق برزت شركة "إنفيديا" (NVIDIA) كاسم لامع ولاعب رئيس في مجال الحوسبة عالية الأداء (HPC) والذكاء الاصطناعي. ومع تعاظم الحاجة إلى حلول سريعة ومرنة في تصميم الأدوية الجديدة، تخطو "إنفيديا" خطوات جريئة لدخول عالم الصناعات الدوائية.
عرفت إنفيديا في بداياتها كشركة متخصصة في تطوير وحدات معالجة الرسوميات (GPU) لأغراض الألعاب والتصميم ثلاثي الأبعاد. لكن هذه الوحدات أثبتت جدارتها في تنفيذ المهام الحسابية المتوازية بكفاءة عالية، ما حوّل "إنفيديا" إلى رائدة في مجال الحوسبة عالية الأداء. ومنذ مطلع الألفية الجديدة، توسعت الشركة في تقديم منصات متكاملة للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وهي منصات باتت تُستخدم في مجالات حيوية مثل تحليلات البيانات الضخمة والروبوتات والسيارات ذاتية القيادة وغيرها. واليوم تسعى إنفيديا إلى توظيف هذه القدرات الحسابية والبرمجية لرفد القطاع الدوائي بأدوات ثورية تساعد على تسريع الاكتشافات وتقليل التكاليف.
عزيزي القارئ، يشهد مجال تصميم الأدوية تحولا لافتا نحو الاعتماد على الخوارزميات الذكية التي تقيّم آلاف المركبات الدوائية المحتملة وتحدد الأكثر جدوى وأمانا. وتوفر وحدات المعالجة الفائقة من شركة إنفيديا سرعة عالية في تدريب نماذج تعلم الآلة ومعالجة البيانات. حيث باتت شركات الأدوية تبحث عن حلول حاسوبية قادرة على معالجة المحاكاة الجزيئية والبيانات الضخمة الصادرة عن التجارب السريرية وتحليلات الجينوم. وترى إنفيديا في هذا الطلب المتزايد فرصة لتوسيع نطاق أعمالها خارج إطار مجالها التقليدي في شرائح الألعاب الالكترونية. لا يخفى عليك عزيزي القارئ أن تصميم الأدوية يتطلب إجراء عمليات معقدة في مجال فيزياء الكم وكيمياء الجزيئات وتنبؤ التفاعلات البروتينية. ونظرا لتفوق بنيتها المعمارية في مجال HPC، تمتلك إنفيديا المفتاح لتسريع هذه الحسابات وتقديم نتائج في وقت قياسي.
حيث قد دشّنت إنفيديا واحدا من أقوى أجهزة الحوسبة الفائقة في أوروبا داخل المملكة المتحدة تحت اسم "كامبريدج-1". وصمم هذا الحاسوب العملاق لدعم الأبحاث الطبية والدوائية بالتعاون مع شركات كبرى مثل شركة أسترازينيكا (AstraZeneca) وغلاكسو سميث كلاين (GSK)، وهو يهدف إلى تسريع اكتشاف الأدوية وتحليل الجينوم وتجهيز نماذج الذكاء الاصطناعي، وأيضا أطلقت إنفيديا منصة خاصة للذكاء الاصطناعي موجهة لدعم العلماء في محاكاة التفاعلات الجزيئية وتحليل الصور الحيوية والبيانات السريرية. وتضم المنصة أدوات لتصميم الأدوات البرمجية وتدريب النماذج بسرعة، ما يقلل من زمن إجراء الاختبارات الأولية ويعزز دقة النتائج. عملت أيضا إنفيديا على تكوين شراكات استراتيجية مع عدة شركات دوائية عالمية وناشئة، لتوفير حزم متكاملة تجمع بين العتاد (Hardware) والبرمجيات الخوارزمية. تسعى هذه الشراكات إلى تمكين الباحثين من الاستفادة من قوة المعالجة بالتوازي مع منصّات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، ما يساعد في ترشيد تكاليف الأبحاث ورفع كفاءة تصميم المركبات الدوائية.
على الرغم من الفرص الهائلة، يواجه هذا التوجه عددا من التحديات أهمها المتطلبات المالية الكبيرة للحصول على أنظمة حوسبة فائقة الأداء، وتأهيل الكوادر البشرية المتخصصة في فيزياء الكم والذكاء الاصطناعي وعلوم الأحياء الجزيئية. كما تبقى قضايا الخصوصية والأمان محورا للنقاش، خصوصا عند التعامل مع بيانات صحية حساسة. ومع ذلك، تبدو إنفيديا عازمة على توسيع بصمتها في هذا القطاع، مدعومة بخبرتها الطويلة في الحوسبة عالية الأداء وامتلاكها منصّات برمجية متطورة، إلى جانب السعي لشراكات استراتيجية تدمج بين عمالقة التكنولوجيا وقطاع الصيدلة والبحوث الطبية.
لا شكّ، أن دخول إنفيديا مجال الصناعات الدوائية يمثل نقطة تحول مهمة، سواء من حيث السباق العالمي لتطوير الأدوية بوتيرة أسرع، أو من زاوية تعميق استخدام الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة في المجالات الحيوية. وبقدر ما يبدو هذا التوجه واعدا لخفض التكاليف وتقصير المدة الزمنية اللازمة لاكتشاف أدوية جديدة، فإنه أيضا يسلط الضوء على الدور المتنامي لشركات التكنولوجيا في صياغة مستقبل الرعاية الصحية عموما وصناعة الأدوية خصوصا.
في نهاية المطاف يستفيد المريض والمجتمع العلمي معا من تعزيز التعاون بين علوم الحاسوب والطب، فتصبح الابتكارات الدوائية أقرب إلى أرض الواقع، ونخطو خطوة إضافية نحو مواجهة التحديات الصحية.
nabilalhakamy@
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار مصر
منذ 12 ساعات
- أخبار مصر
كيف يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال الجراحة الروبوتية؟ #تقنية #الذكاء_الاصطناعي
استُخدمت الروبوتات الطبية في مجال الجراحة أول مرة خلال الثمانينيات، عندما بدأ الجراحون باستخدام أدوات التنظير الداخلي التي ساعدت في إجراء عمليات بأقل تدخل جراحي ممكن؛ مما قلل حجم الشقوق وسرّع عملية التعافي. وقد ساهمت هذه الابتكارات المبكرة في توسيع قدرات الجراحين، وأحدثت تحولًا كبيرًا في مجال الجراحة الطبية.واليوم، يشكل الذكاء الاصطناعي نقطة تحول جديدة في هذا المجال؛ إذ يعزز الدقة والتحكم في الإجراءات الجراحية. ولكن حتى مع هذا التقدم، ما تزال الأنظمة الروبوتية مقتصرة على نطاق محدود من العمليات، وتعتمد الغالبية العظمى من الجراحات على الطرق التقليدية، مما يحرم العديد من المرضى من فوائد الدقة والاستقرار في النتائج.فكيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تنقل الجراحة الروبوتية إلى آفاق أوسع، وتُحدث نقلة شاملة في الرعاية الصحية؟الروبوتات الجراحية.. فرص نمو كبيرة في السوقتشهد صناعة الروبوتات نموًا متسارعًا، مدفوعة بزيادة الاستثمارات في هذا القطاع والتحول الرقمي الكبير خلال السنوات الأخيرة. فقد أعلنت شركة Nvidia آخرًا نيتها توسيع استثماراتها في مجال الروبوتات، مما يعكس الثقة المتزايدة بمستقبل هذه التكنولوجيا. كما تساهم استثمارات الشركات الكبرى في تسريع وتيرة الابتكار، من خلال تعزيز طرق جمع البيانات وتحسين خوارزميات التعلم الآلي.وقد رسخت شركات مثل Intuitive Surgical و Medtronic و Stryker مكانتها رائدة في مجال الجراحة بمساعدة الروبوتات عبر إطلاق نظام Da Vinci عام 2000، الذي توسعت استخداماته لتشمل عمليات القلب والسُمنة والصدر وغيرها. ونتيجة لذلك، تسارعت وتيرة اعتماد الجراحة الروبوتية، وزادت نسبة استخدام هذه التقنية إلى 738% بين عامي 2012 و 2018 في مجال الجراحة العامة فقط.وتُشير التوقعات إلى أن هذا السوق سيواصل النمو، ليصل إلى أكثر من 14 مليار دولار بحلول عام 2026، مقارنة بنحو 10 مليارات دولار في عام 2023. ويعود هذا التوسع إلى التطورات التكنولوجية، وتحسن الوصول إلى الخدمات الجراحية الروبوتية، وظهور منافسين جدد يقدمون حلولًا متقدمة قائمة على الذكاء الاصطناعي.نهج التقنية العميقة (Deep Tech).. مستقبل الجراحة الذكيةتُبنى التقنية العميقة على التفاعل بين مجالات متعددة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية والتكنولوجيا الحيوية والروبوتات؛ مما يفتح الباب لعصر جديد من الابتكار. وتعمل الشركات الناشئة التي تتبنى هذا النهج على تطوير حلول مبتكرة يمكن أن توسّع إمكانية إجراء العمليات الجراحية، خصوصًا في المناطق التي تعاني نقص الخدمات الطبية.ومع وجود نحو 5 مليارات شخص حول العالم يفتقرون إلى الخدمات الجراحية الأساسية، يمكن أن تُحدث الجراحة الروبوتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تأثيرًا عالميًا، من خلال تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة وتوفير الرعاية في المناطق النائية.استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الجراحة الروبوتيةخلال السنوات القليلة الماضية، سرّع الذكاء الاصطناعي تطور الروبوتات وفتح آفاقًا جديدة لتطبيقاته، خاصة في مجال الجراحة الروبوتية. وفيما يلي ثلاث طرق رئيسية يُحدث بها الذكاء الاصطناعي تأثيرًا سريعًا وعميقًا في…..لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر 'إقرأ على الموقع الرسمي' أدناه


جريدة المال
منذ 15 ساعات
- جريدة المال
منها معالجات Panther lake من إنتل.. أهم 5 تقنيات جديدة من معرض computex 2025
تنافست شركات التكنولوجيا العملاقة لعرض أحدث ابتكاراتها في معرض كمبيوتكس 2025 في العاصمة التايوانية تايبيه، وذلك وسط موسم غني بالتحولات التكنولوجية الثورية، حيث تتسارع كبرى الشركات لفرض بصمتها في مستقبل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الشخصية. انطلقت رسميًا فعاليات معرض كمبيوتكس 2025 واتجهت الأنظار تلقائيا إلى تلك الإصدارات المعززة بأحدث أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي بات يتصدر المشهد منذ فترة، لا سيما فيما يتعلق بقوة المعالجة، وكفاءة استهلاك الطاقة، وتطور وحدات المعالجة العصبية من الجيل الجديد. حيث كشفت شركتا Nvidia وAMD عن أحدث معالجات رسوميات، مع إطلاق سلسلة GeForce RTX 5060 من Nvidia، وسلسلة Radeon RX 9060 XT من AMD، في حين لمّحت إنتل إلى سلسلتها القادمة من المعالجات تحت اسم "Panther Lake"، التي ظهرت بالفعل في عدد من الأجهزة المعروضة لأول مرة. ولم تقتصر الابتكارات على الحواسيب المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المكتبية فقط، بل شهد المعرض أيضًا الكشف عن أجهزة ألعاب محمولة ذات تصميمات حديثة وجذابة، بالإضافة إلى لوحة مفاتيح مخصصة من أسوس، وابتكار لافت من آسر يتمثل في خاتم ذكي منخفض التكلفة، يستهدف منافسة الإصدارات الفاخرة في هذا القطاع. إليك في السطور التالية أبرز 5 تقنيات ثورية لفتت الأنظار في المعرض وفقا لموقع zdnet التقني 1. بطاقة معالجة الرسومات GeForce RTX 5060 من إنفيديا خلال الكلمة الرئيسية لشركة إنفيديا، أعلن الرئيس التنفيذي، جنسن هوانغ، أن الشركة ستؤسس مقرها الرئيسي في تايوان في منتزه بيتو شيلين للعلوم في تايبيه. وأن بطاقة GeForce RTX 5060، أحدث بطاقة معالجة رسومات ستكون بأسعار تنافسية، ومبنية على معمرية Blackwell وسيكون جهاز Asus TUF A18 أول طراز بشاشة 18 بوصة من مجموعة أجهزة الألعاب المتينة وبأسعار معقولة - ببطاقة RTX 5060 الجديدة مع معالج AMD Ryzen 7 260. هذا يجعله أحد أجهزة الكمبيوتر المحمولة المخصصة للألعاب بشاشة 18 بوصة بأسعار معقولة، مع هذا المستوى الجديد من الأجهزة، مزودًا بشاشة 2.5K وتردد 240 هرتز، وقرص SSD مزدوج PCIe 4.0 قابل للترقية، بسعر يبدأ من 1599 دولارًا أمريكيًا. 2. لوحة مفاتيح Asus ROG المنقسمة للاعبين لوحة مفاتيح Asus ROG Falcata، المُخصصة للألعاب، وهي لوحة مفاتيح لاسلكية بالكامل، وتتميز بمفاتيح مغناطيسية، ومثل أي لوحة مفاتيح مقسمة، يُمكن ترتيبها في الوضع الأمثل لليد. تُتيح المفاتيح المغناطيسية شعورًا مُرضيًا وسريع الاستجابة، حيث تُعلن Asus عن عمر افتراضي يصل إلى ١٠٠ مليون ضغطة مفتاح. 3. آسر تُطلق خاتمًا ذكيًا بسعر معقول تُعدّ التكلفة من أكبر مشاكل الخواتم الذكية، سواءً من حيث الجهاز نفسه أو رسوم الاشتراك، ولكن شركةAcer أيسر أحدث الشركات المُنضمة إلى سوق الخواتم الذكية، تُقدّم جهازًا يُعالج هاتين المشكلتين: سعر تنافسي يبلغ حوالي ١٩٩ دولارًا أمريكيًا، وبدون اشتراك، وسيتم طرحه في الأسواق رسميا خلال الصيف الحالي 4. إنتل تكشف عن معالجات " Panther Lake" الجديدة تركز معالجات "بانثر ليك"، على تحسين كفاءة استهلاك الطاقة العالية بالمقارنة مع معالجات "لونار ليك"، حيث عرضت إنتل معالجاتها الجديدة في معرض كومبيوتكس، مُصنّفةً إياها كخليفة لجيلها السابق من رقائق "لونار ليك"، مع التركيز على تحسين كفاءة استهلاك الطاقة والأداء بشكل أكبر، والتي ستظهر في الأجهزة الاستهلاكية في أوائل عام 2026. بعض أوائل أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تُزوّد بسلسلة معالجات "بانثر ليك" من إنتل هي من إنتاج شركة MSI، التي طورت مجموعة جديدة كليًا من أجهزة الإنتاجية الاستهلاكية المُخصصة لرقائق إنتل الجديدة. 5 كمبيوتر آسر Acer Predator triton 14 تُعد أجهزة الكمبيوتر المحمولة للألعاب مقاس 14 بوصة من أحدث الصيحات في معرض كمبيوتكس خلال السنوات القليلة الماضية، وقد تربعت شركة آسر على عرش هذا المعرض بجهازها الأنيق والقوي Predator Triton 14 AI. يحافظ الطلاء المضاد لبصمات الأصابع على مظهره الأنيق وخلوه من أي آثار للخطوط، مع منحه ملمسًا فاخرًا ومريحًا في اليد. تتميز مجموعة المنافذ بسخاء، وشاشة OLED مقاس 14.5 بوصة بدقة 2880 × 1800، وهي شاشة مذهلة ستجعل ألعابك تبدو مذهلة بكل وضوحها وعمق HDR. هذا الجهاز يتميز بأداء مثير للإعجاب، مع معالج Intel Core Ultra 9، وبطاقة رسومات Nvidia RTX 5070، وذاكرة وصول عشوائي (RAM) سعة 32 جيجابايت، وقرص SSD سعة 2 تيرابايت. أوه، وهذا النحافة لا تعيق الحفاظ على البرودة، حيث تعمل المراوح التي تمت إعادة تصميمها على تعزيز تدفق الهواء مع جعلها أكثر هدوءًا


النهار المصرية
منذ 15 ساعات
- النهار المصرية
ملامح خارطة رقمية جديدة ..مليارات الخليج «عصا ترامب» لوقف هزيمة واشنطن أمام «التنين الصيني» في الذكاء الاصطناعي
رسمت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دول الخليج ملامح خارطة رقمية جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، كما أطلقت العنان لإبرام صفقات بمليارات الدولارات لدعم تحول دول الخليج إلى مركز تكنولوجي يخدم الأهداف الأمريكية أبرزها احتواء النفوذ الصيني في المنطقة، لا سيما مع محاولات بكين توسيع حضورها التكنولوجي عبر مبادرة «الحزام والطريق»، وضمان تفوق الشركات الأميركية، عبر توسيع أسواقها وتعزيز انتشار نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. كما فتحت زيارة ترامب لدول الخليج العربي الباب أمام تحصين البنية التحتية الرقمية العالمية من النفوذ الروسي والصيني، عبر بناء شبكات تخزين ومعالجة بيانات في بيئات حليفة، أبرزها «وادي السيليكون الخليجي» بالإضافة إلى رغبة واشنطن في تعزيز نفوذها التكنولوجي، لتشكل ملامح خارطة رقمية جديدة في المنطقة. تستثمر أكبر شركات التكنولوجيا الأمريكية في هذه الفرصة عبر خطط لإنفاق مليارات الدولارات في المنطقة، كما شهدت الفترة الأخيرة زخماً كبيراً في التعاون بين عمالقة التكنولوجيا الأميركية ودول الخليج، أبرزها ضخّ صندوق الاستثمارات العامة السعودي تمويلاً في شركات ناشئة أميركية، إلى جانب مشاريع نيوم التي تسعى لتكون حاضنة للابتكار والذكاء الاصطناعي. بالإضافة الي الإمارات والتي تعمل فيها شركة G42 على توسيع شراكاتها مع Microsoft وOpenAI، وتشارك في إنشاء مركز بيانات عملاق بالتعاون مع شركة «إنفيديا»، كما تتوسع قطر في الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي من خلال شراكات أكاديمية مع مؤسسات أميركية مثل جامعة كارنجي ميلون. كما جاءت الاتفاقيات التكنولوجية التي أبرمها الرئيس الأمريكي خلال جولته الخليجية متوافقة إلى حد كبير مع مصالح دول الخليج السياسية والاقتصادية والتكنولوجية وطموحها لبناء اقتصادات ما بعد النفط. وللمرة الأولى في تاريخها، تستعد السعودية والإمارات للاستفادة بشكل موسع من رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي تصنعها شركتا «إنفيديا» وأدفانسد مايكرو ديفايسز «Advanced Micro Devices» المعروفة اختصاراً بـ«إيه إم دي»، وهي المنتجات التي تُعد المعيار الذهبي لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي. وساهمت الصفقات التي أبرمها ترامب خلال زيارته لدول الخليج العربي في تعزيز العلاقات التجارية التي تدفع بالمبادرات التكنولوجية الأميركية وإطلاق مشاريع موسعة في المنطقة. وتصدرت صفقة «هيوماين» السعودية التي أُنشئت لدفع جهود المملكة في بناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي صفقات الذكاء الاصطناعي خلال زيارة ترامب، والتي أبرمتها مع شركة «إنفيديا»، أكبر شركة لأشباه الموصلات في العالم، وبموجب الاتفاقية ستزود شركة «إنفيديا» بأكثر الرقائق تطوراً في مجال الذكاء الاصطناعي كما ستحصل «هيوماين» على مئات الآلاف من معالجات «إنفيديا» المتقدمة خلال السنوات الخمس المقبلة، بدءاً بـ 18 ألف وحدة من منتجها الرائد شرائح GB300 Grace Blackwell، وتقنيتها الخاصة بالشبكات "إنفيني باند". كما أبرمت «هيوماين» صفقة كبيرة قيمتها 10 مليار دولار مع شركة «إيه إم دي»، أقرب منافس لـ«إنفيديا» في مجال مسرّعات الذكاء الاصطناعي، وبموجبها ستوفر رقائق وبرمجيات لمراكز بيانات تمتد من السعودية إلى الولايات المتحدة. وتخطط أيضاً "غلوبال إيه آي" «Global AI»، وهي شركة تكنولوجيا أميركية ناشئة، للتعاون مع "هيوماين"، في اتفاق يُتوقع أن تصل قيمته إلى مليارات الدولارات، تهدف الشركة، التي أسسها خبراء في قطاع التكنولوجيا الأميركي، إلى بناء مركز بيانات في نيويورك يعتمد على رقائق من تطوير "إنفيديا"، مع خطط لإنشاء مراكز إضافية لاحقاً. كذلك فإن "أمازون" و"هيوماين" أعلنتا أنهما ستستثمران أكثر من 5 مليارات دولار لبناء "منطقة ذكاء اصطناعي" في السعودية. ومن بين المشاريع الأخرى، ستستخدم "هيوماين" تقنيات من وحدة الحوسبة السحابية "أمازون ويب سيرفيسز" AWS» » لتطوير سوق للوكلاء الذكيين يمكن للحكومة السعودية استخدامها. وكانت "أمازون ويب سيرفيسز" قد أعلنت العام الماضي عن عزمها إنشاء مجموعة من مراكز البيانات في المملكة، ضمن استثمار بقيمة 5.3 مليارات دولار. فضلاً عن شركة داتا فولت السعودية التي تمضي قدما في خططها لاستثمار 20 مليار دولار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة كما أعلنت شركات كبرى مثل جوجل، وأوراكل، وAMD، وأوبر عن مشاريع ابتكار تقني مشترك بقيمة 80 مليار دولار.