
هجوم إسرائيل على إيران يشعل الأسواق.. قفزات حادة في أسعار النفط والذهب
اشتعلت الأسواق العالمية اليوم الجمعة في أعقاب تنفيذ إسرائيل ضربة عسكرية ضد منشآت في إيران، ما أدى إلى حالة من الذعر المالي وارتفاع حاد في أسعار السلع الاستراتيجية، وفي مقدمتها النفط والذهب.. وتترقب الأسواق باهتمام بالغ ما إذا كانت هذه التطورات ستقود إلى تصعيد أوسع في منطقة الشرق الأوسط.
قفزة في أسعار النفط
سجلت أسعار النفط أكبر مكاسب يومية لها منذ أكثر من عام، حيث قفز خام برنت بنسبة 9.1% ليصل إلى 75.65 دولارًا للبرميل، بعد أن لامس مستوى 78.50 دولارًا في التداولات المبكرة، وهو أعلى سعر منذ يناير الماضي. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 9.45% ليصل إلى 74.47 دولارًا للبرميل، مع تسجيل ذروة يومية عند 77.62 دولارًا.
المحللون أشاروا إلى أن القفزة الحادة تعكس مخاوف الأسواق من تعطل إمدادات النفط العالمية، خاصة في حال حدوث اضطرابات في مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله نحو 20% من النفط العالمي. وحذرت مؤسسات مالية كبرى مثل "جي بي مورغان" من أن الأسعار قد تتجاوز حاجز 100 دولار للبرميل إذا تطورت الأزمة بشكل أوسع.
الذهب يلامس مستويات قياسية
وفي سوق المعادن الثمينة، ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.15% ليصل إلى 3,374.94 دولارًا للأونصة، فيما لامست العقود الآجلة للمعدن الأصفر مستوى 3,394.60 دولارًا. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن، في ظل مخاوف المستثمرين من تصاعد المواجهة العسكرية واتساع رقعة الصراع في المنطقة.
وفي الأسواق الآسيوية، ارتفعت أسعار الذهب في العقود الآجلة الهندية لتتجاوز 100,300 روبية للأونصة، مسجلة مكاسب تقارب 1,800 نقطة في تعاملات الجمعة، وهو ما يعكس حجم التحول المفاجئ في توجهات المستثمرين.
تداعيات جيوسياسية ومالية
التحول الحاد في المزاج الاستثماري دفع مؤشرات الأسهم العالمية إلى التراجع، حيث خسرت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية ما بين 1.5 إلى 1.7%. كما ارتفع مؤشر التقلب العالمي VIX بنسبة 12%، ما يعكس تزايد مستويات القلق في الأسواق.
ويرى خبراء اقتصاديون أن الأزمة الحالية تضيف طبقة جديدة من المخاطر الجيوسياسية إلى الاقتصاد العالمي، الذي لا يزال يعاني من تبعات التباطؤ الصيني والتضخم المرتفع. وقالت مؤسسة "ING" المالية في تقريرها اليومي إن الأسواق ستبدأ في تسعير "علاوة جيوسياسية" في أسعار النفط طالما لم تظهر مؤشرات على احتواء الأزمة.
نظرة مستقبلية غامضة
تبقى الأنظار الآن متجهة نحو رد إيران المحتمل، إذ أن أي خطوات انتقامية قد تدفع الأسواق إلى مزيد من الاضطراب. ويعتقد محللون أن استمرار التصعيد خلال عطلة نهاية الأسبوع قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من التقلبات، سواء في أسواق الطاقة أو العملات والأسهم.
في هذا السياق، ينصح المحللون المستثمرين بتوخي الحذر ومراقبة التطورات السياسية عن كثب، حيث تشير جميع المؤشرات إلى أن الأزمة لم تبلغ ذروتها بعد.
تحركات لافتة في أسواق العملات
شهدت أسواق الصرف العالمية تحركات لافتة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران، حيث اندفع المستثمرون نحو عملات الملاذ الآمن هربًا من تقلبات الأسواق. وارتفع الين الياباني بنسبة 1.3% أمام الدولار، ليُتداول عند مستوى 143.2 ينًا، وهو أعلى مستوى له في أسبوعين. كما صعد الفرنك السويسري بنسبة 1.1% ليصل إلى 0.889 فرنك للدولار، مدفوعًا بتزايد المخاوف من اتساع رقعة التصعيد العسكري في المنطقة.
وتُعزى هذه المكاسب إلى لجوء المستثمرين للأصول الآمنة في أوقات الأزمات الجيوسياسية، وسط قلق واسع من تأثيرات محتملة على استقرار أسواق الطاقة والتجارة العالمية، مما زاد من الضغط على الدولار الأمريكي وعملات الدول النامية
وانخفض الدولار بنسبة 0.8% أمام الين الياباني ليُتداول عند 143.2 ينًا، فيما تراجع أمام الفرنك السويسري إلى 0.889 فرنك، وهو أدنى مستوى له في أكثر من أسبوعين. ويُعزى هذا الأداء إلى توجه المستثمرين نحو العملات ذات السمعة الآمنة في أوقات الأزمات الجيوسياسية.
ضغوط على عملات الأسواق الناشئة
في المقابل، تعرضت عملات الدول النامية لضغوط كبيرة، إذ تراجعت الليرة التركية بنسبة 1.4% لتُتداول عند 32.12 ليرة للدولار، بينما انخفض الروبل الروسي بنسبة 1.3% ليصل إلى 93.75 روبل مقابل الدولار. كما هبط البيزو المكسيكي بنسبة 1.6% إلى 18.14 بيزو للدولار، وسجل الراند الجنوب أفريقي تراجعًا بنسبة 1.8% ليستقر عند 18.92 راند للدولار، في ظل موجة بيع قوية شملت معظم عملات الأسواق الناشئة.
ويرى محللون في "دويتشه بنك" أن هذه التحركات تعكس زيادة في درجة الحساسية تجاه أي تصعيد عسكري في منطقة الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن استمرار الغموض السياسي قد يؤدي إلى مزيد من التقلبات الحادة في سوق العملات خلال الأيام المقبلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
خبير اقتصادي: التصعيد بين إسرائيل وإيران يرفع أسعار الذهب والنفط والغاز
قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية، بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن استمرار موجة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران ينذر بعواقب وخيمة تطال الأسواق الإقليمية والعالمية ويهدد الاقتصاد والاستقرار المالي لدول منطقة الشرق الأوسط. وأوضح الخبير الاقتصادي ، أنه خلال أول يوم من بدء ضرب الكيان الصهيوني لإيران ثم الرد الإيراني عليها ، قد قفزت أسعار الذهب والنفط والغاز قفزة كبيرة، موضحا أن استمرار التصاعد بينهما يؤثر مباشرة على حركة رؤوس الأموال خاصة في الأسواق الناشئة ودول الشرق الأوسط, لأن الاستثمارات الأجنبية تعتمد بالأساس على الاستقرار السياسي والأمني وهي أهم شروط النمو الاقتصادي واستقرار أسواق المال . وأوضح غراب، أن التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 12% ليكسر حاجز 75 دولارا للبرميل ، وتوقعات بأن يصل إلى أكثر من 100 دولار إذا استمر التصعيد في ظل مخاوف من تعطل الإمدادات أو تعرض منشأت الطاقة لهجمات محتملة، كما قفزت أسعار الذهب ليبلغ 3438 دولار للأوقية وقد يصل إلى 3500 دولار خلال أيام قليلة، موضحا أن تصاعد الحرب بين الجانبين يؤثر على حركة الملاحة في مضيق هرمز الذي يمر منه نحو 20% من صادرات النفط العالمية، ومضيق باب المندب الذي يمر منه نحو 6 مليون برميل نفط وغاز يوميا، والذي إذا تعرض الممرين الملاحيين للإغلاق سيصيب حركة التجارة العالمية بشلل تام وسيرفع من تكلفة النفط والغاز والشحن والتأمين لمستويات غير مسبوقة . وأشار غراب، إلى أن التصعيد العسكري بين الجانبين سيؤدي إلى اضطراب في سلاسل الإمداد وحركة التجارة العالمية ورفع تكاليف الشحن والتأمين ما يؤدي إلى رفع تكلفة التجارة العالمية والتجارة في الشرق الأوسط ورفع أسعار السلع الأساسية الاستراتيجية والخدمات وزيادة الضغوط التضخمية, خاصة في الدول المستوردة للطاقة والسلع الغذائية. ولفت إلى أن التذبذب الحاد في الأسواق يؤثر مباشرة بالضرر على الأسهم العالمية لعدم استقرار عملية التسعير, كما أن استمرار التصعيد يؤثر بلا شك على قرارات البنوك المركزية في تحديد سعر الفائدة خلال الفترة المقبلة . وتابع غراب، أن تصاعد هذه الحرب ستؤثر تداعياتها الاقتصادية مباشرة على الدول المستوردة في ظل زيادة الاضطرابات المحتملة في أسعار النفط والغاز خلال الفترة القادمة، إضافة إلى تأثيره الجزئي بالسلب على حركة الوفود السياحية بمنطقة الشرق الأوسط، وزيادة الضغط على العملات المحلية، في ظل اتجاه المستثمرين إلى الاستثمار في الملاذات الآمنة في الذهب والدولار والين الياباني وغيرها. ونوه أن هذه التوترات الجيوسياسية تؤدي لتراجع مصادر العملة الصعبة في دول الشرق الأوسط ، ما يؤدي لتراجع العملات المحلية ما يؤثر على تراجع حجم وارداتها والاستيراد بتكلفة أعلى ، وبالتالي زيادة في سعر السلع بالأسواق وزيادة الضغوط التضخمية.


دفاع العرب
منذ 4 ساعات
- دفاع العرب
كوريا الجنوبية وإندونيسيا تبرمان اتفاقية لخفض مساهمة جاكرتا في مشروع مقاتلات 'كيه إف-21'
أبرمت كوريا الجنوبية وإندونيسيا، اليوم الجمعة، اتفاقية نهائية لخفض مساهمة جاكرتا في مشروع مقاتلات 'كيه إف-21' المشترك إلى 600 مليار وون (ما يعادل 443 مليون دولار أمريكي)، وهو ما يمثل ثلث المبلغ الأصلي المتفق عليه. وُقِّعت الاتفاقية خلال معرض ومنتدى إندونيسيا الدفاعي 'إندو ديفنس' (Indo Defence) في جاكرتا، مما بدّد الشكوك التي كانت تحوم حول تمويل هذا المشروع الطموح البالغة قيمته 8.1 تريليونات وون. مشروع مقاتلة KF-21: تطورات وحل للعقبات أُطلق مشروع تطوير المقاتلة 'كيه إف-21' في عام 2015 بهدف استبدال الأساطيل الجوية المتقادمة لدى البلدين بمقاتلة محلية أسرع من الصوت. كانت إندونيسيا قد وافقت في البداية على تحمل نحو 20% من التكلفة الإجمالية للمشروع كشريك، مقابل نقل التكنولوجيا من سيئول وشروط أخرى. إلا أن جاكرتا لم تلتزم بالمواعيد النهائية للدفع، واقترحت في مايو من العام الماضي تخفيض مساهمتها الإجمالية إلى 600 مليار وون، بالإضافة إلى خفض مستوى نقل التكنولوجيا. تجاوز التوترات وتعزيز التعاون الدفاعي على الرغم من موافقة سيئول على تخفيض المساهمة الإندونيسية في أغسطس الماضي، واجه الجانبان صعوبة في توقيع الاتفاقية المنقحة، وذلك بسبب التوترات الناجمة عن تحقيق الشرطة في مزاعم سرقة تكنولوجيا من قِبل مهندسين إندونيسيين في شركة كوريا لصناعات الفضاء (KAI)، المصنعة لطائرة 'كيه إف-21″، في وقت سابق من هذا العام. يبدو أن التوصل إلى اتفاق وتوقيعه هذا الأسبوع يؤكد تجاوز الجانبين لهذه المسألة الحساسة. صرحت إدارة برنامج الاستحواذ الدفاعي في بيان رسمي بأن 'وزارة الدفاع الإندونيسية قد بدأت الإجراءات الإدارية لسداد مبلغ المساهمة المتبقي. وفي حال سداد المدفوعات كما هو مخطط لها، فمن المتوقع أن يكتسب التعاون في مجال الصناعات الدفاعية بين البلدين زخمًا كبيرًا'. على هامش المعرض، التقى مسؤولون من الإدارة الكورية بوزير الدفاع الإندونيسي، شافري شمس الدين، ونائبه، دوني إرماوان توفانتو، حيث اتفقوا على توسيع نطاق التعاون في مجال الصناعات الدفاعية ليشمل الأنظمة البرية والبحرية، إلى جانب الطائرات المقاتلة. يجدر بالذكر أن مشروع الطائرات المقاتلة حاليًا في مراحله النهائية، ومن المقرر تسليم أول نموذج إنتاجي من مقاتلة 'كيه إف-21' إلى القوات الجوية في النصف الثاني من العام المقبل.


دفاع العرب
منذ 5 ساعات
- دفاع العرب
بين التفوق النوعي والعمق الاستراتيجي: مقارنة القدرات العسكرية الإسرائيلية والإيرانية
اللواء الركن (م) فهد السبيعي إن فهم القدرات العسكرية لكل من إسرائيل وإيران يتطلب تحليلًا دقيقًا للتوترات الجيوسياسية التاريخية والمستمرة التي تشكل تطوراتهما العسكرية وحساباتهما الاستراتيجية. فالعلاقة بين هذين الفاعلين الإقليميين تتسم بالتنافس العميق والعداء، مما يدفع كل طرف إلى تعزيز قدراته الدفاعية والهجومية بشكل مستمر. إن طبيعة هذه التوترات، التي تتضمن صراعات مباشرة وغير مباشرة، تحدد بشكل كبير الأولويات العسكرية والتوجهات الاستراتيجية لكل دولة. الإنفاق الدفاعي والتأثير الاقتصادي اتجاهات الإنفاق الدفاعي الإسرائيلي (2024) شهد الإنفاق العسكري الإسرائيلي قفزة غير مسبوقة بنسبة 65% في عام 2024، ليصل إلى 46.5 مليار دولار، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) تُعد هذه الزيادة هي الأكبر سنويًا منذ حرب الأيام الستة عام 1967. يُعزى هذا الارتفاع الهائل بشكل مباشر إلى انخراط إسرائيل في صراعات متعددة الجبهات منذ 7 أكتوبر 2023، بما في ذلك الحرب المستمرة في قطاع غزة وتصاعد المواجهات مع جهات فاعلة مختلفة في لبنان واليمن وسوريا. لقد أدت هذه التطورات إلى ارتفاع العبء العسكري على الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل بشكل كبير، ليصل إلى 8.8% في عام 2024، مما يجعلها ثاني أعلى دولة في العالم من حيث هذا المؤشر، بعد أوكرانيا فقط. هذا الارتفاع الكبير في الإنفاق يعكس ارتباطًا مباشرًا بين الصراع الجاري والالتزام المالي غير المسبوق. إنه ليس مجرد زيادة تدريجية، بل إعادة توجيه أساسية للموارد الوطنية نحو تلبية الاحتياجات الأمنية الفورية، مما يشير إلى تحول نحو وضع أمني عالي التكلفة ومستمر. بالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن تبلغ ميزانية الدفاع الإسرائيلية لعام 2025 رقمًا قياسيًا قدره 110 مليار شيكل (29 مليار دولار) من إجمالي ميزانية دفاعية قدرها 136 مليار شيكل (36.9 مليار دولار)، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 21% عن عام 2024. على الصعيد العالمي، تُصنف إسرائيل ضمن أكبر 15 دولة من حيث الإنفاق العسكري، حيث تستحوذ على 1.7% من الإنفاق العالمي. يُظهر هذا التوجه، بالإضافة إلى الارتفاع المطرد بنسبة 135% في حصة الإنفاق من الناتج المحلي الإجمالي منذ عام 2015 ، استثمارًا استراتيجيًا طويل الأجل في القدرات الدفاعية، مما يشير إلى تحول جوهري في الموقف الدفاعي لإسرائيل قبل حتى تصاعد الصراعات الأخيرة. ومع ذلك، فإن هذا العبء العسكري المرتفع يثير تساؤلات حول الاستدامة الاقتصادية على المدى الطويل، حيث يمكن أن يؤدي إلى إجهاد المالية العامة وتحويل الموارد عن قطاعات حيوية أخرى مثل التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية، مما قد يؤثر على النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي في المستقبل. اتجاهات الإنفاق الدفاعي الإيراني (2024) على النقيض تمامًا من إسرائيل، انخفض الإنفاق العسكري الإيراني بنسبة 10% بالقيمة الحقيقية في عام 2024، ليصل إلى 7.9 مليار دولار. حدث هذا التخفيض على الرغم من انخراط إيران النشط في الصراعات الإقليمية ودعمها المستمر لمختلف الجماعات الوكيلة الإقليمية.2 السبب الرئيسي لهذا الانخفاض هو التأثير الشديد للعقوبات الدولية، التي حدت بشكل كبير من قدرة إيران على زيادة إنفاقها العسكري.2 هذا الارتباط الواضح بين الضغط الاقتصادي الخارجي وقدرة إيران على تمويل أهدافها العسكرية يُظهر فعالية العقوبات كأداة لتقييد القوة العسكرية للدولة، حتى في خضم الانخراط الإقليمي النشط. في عام 2023، كانت إيران رابع أكبر منفق على الدفاع في الشرق الأوسط بإجمالي 10.3 مليار دولار. ومع ذلك، في عام 2024، تراجع ترتيبها العالمي في الإنفاق العسكري إلى المركز 34.6 يُظهر هذا التناقض بين انخفاض الإنفاق وانخراط إيران في صراعات إقليمية 2 أن القيود الاقتصادية (العقوبات) تتجاوز الضرورات الاستراتيجية لزيادة الإنفاق. ونتيجة لذلك، تضطر إيران إلى الاعتماد بشكل أكبر على الأساليب غير المتكافئة والفعالة من حيث التكلفة في إبراز قوتها، مثل شبكات وكلائها وتقنياتها العسكرية المحلية منخفضة التكلفة، بدلاً من بناء جيش تقليدي مباشر. هذا يشير أيضًا إلى ضغط محتمل طويل الأجل على قدرتها على الحفاظ على نفوذها الإقليمي من خلال الوسائل المالية البحتة. الجدول 1: مقارنة الإنفاق العسكري (2024) الدولة إجمالي الإنفاق العسكري (مليار دولار أمريكي) النسبة المئوية للتغير عن عام 2023 العبء العسكري (% من الناتج المحلي الإجمالي) الترتيب العالمي (إن وجد) إسرائيل 46.5 +65% 8.8% ضمن أكبر 15 دولة إيران 7.9 -10% 2.0% 34 القوات العسكرية وهيكلها القوات العاملة والاحتياطية (إسرائيل) تحتفظ إسرائيل بقوة عسكرية عاملة تقدر بحوالي 169,500 فرد. ويكمل هذه القوة عدد كبير من جنود الاحتياط في جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF) يبلغ حوالي 465,000 فرد. في أعقاب أحداث 7 أكتوبر 2023، شرع جيش الدفاع الإسرائيلي في تعبئة واسعة النطاق، حيث استدعى ما يقرب من 300,000 جندي احتياطي. وقد خدم العديد من هؤلاء الاحتياطيين فترات متعددة، بمتوسط 136 يومًا سنويًا. في أواخر عام 2024، سمحت الحكومة الإسرائيلية باستدعاء ما يصل إلى 450,000 جندي احتياطي على مدى ثلاثة أشهر، وهي أكبر عملية استدعاء في تاريخ إسرائيل. هذا التباين الكبير بين القوات العاملة والاحتياطية، إلى جانب التعبئة غير المسبوقة للاحتياطيين، يشير بوضوح إلى أن العقيدة العسكرية الإسرائيلية وقدرتها على خوض صراعات واسعة النطاق أو طويلة الأمد تعتمد بشكل أساسي على التعبئة السريعة والواسعة النطاق لمكون الاحتياط. هذا يعكس اندماجًا مجتمعيًا عميقًا مع الدفاع الوطني، حيث يتم تدريب جزء كبير من السكان المدنيين وتهيئتهم للخدمة العسكرية، مما يجسد نهج 'الأمة المسلحة'. لإدارة المتطلبات العملياتية المطولة وتخفيف التأثير على الحياة المدنية، طبق جيش الدفاع الإسرائيلي استراتيجية التناوب، مما يسمح لعشرات الآلاف من المحاربين القدامى بالخدمة لفترات تتراوح بين شهرين وأربعة أشهر. ومع ذلك، فإن حقيقة أن جنود الاحتياط يخدمون 'فترات متعددة تصل إلى 136 يومًا سنويًا في المتوسط' وأن 'عشرات الآلاف خدموا لمدة 200 يوم أو أكثر' تسلط الضوء على ضغط كبير وربما غير مستدام. يؤثر هذا الاستدعاء المطول والمتكرر ليس فقط على الأفراد الاحتياطيين وعائلاتهم، بل أيضًا على الاقتصاد المدني الأوسع، مما قد يؤدي إلى الإرهاق والاضطراب الاقتصادي وتحديات في الحفاظ على الروح المعنوية والجاهزية على المدى الطويل. هذا يمثل نقطة ضعف داخلية حرجة في مواجهة التهديدات الخارجية. القوات النظامية وشبه العسكرية (إيران) تمتلك إيران قوة عسكرية أكبر عدديًا مقارنة بإسرائيل، حيث يقدر عدد أفرادها العاملين بـ 610,000 فرد و350,000 جندي احتياطي. يتوزع هيكلها العسكري بين القوات المسلحة النظامية، المسؤولة أساسًا عن الدفاع التقليدي (حوالي 600,000 فرد)، والحرس الثوري الإسلامي شبه العسكري، الذي يضم حوالي 200,000 فرد موزعين على أقسام متخصصة مختلفة، بما في ذلك وحدات النخبة، وقيادة الصواريخ الاستراتيجية، وقوات السايبر. يقود الحرس الثوري الإسلامي أيضًا ميليشيا الباسيج الدينية، وهي قوة شبه عسكرية تطوعية موالية للمؤسسة، ويقدر بعض المحللين أعدادها بالملايين، بالإضافة إلى 40,000 فرد شبه عسكري مدرجين بشكل منفصل.7 يشير الحجم الكبير والأهمية الاستراتيجية للحرس الثوري والباسيج داخل الهيكل العسكري الإيراني، حتى مع وجود جيش تقليدي كبير، إلى تركيز استراتيجي متعمد على القوات شبه العسكرية والحرب غير المتكافئة. هذا يتوافق تمامًا مع عقيدة إيران غير المتكافئة طويلة الأمد ، مما يشير إلى أن الأعداد الخام للقوات التقليدية لا تعكس بالكامل استراتيجية إيران العملياتية، التي غالبًا ما تستغل هذه الجماعات ذات الدوافع الأيديولوجية والأقل رسمية لإبراز القوة والنفوذ إقليميًا دون الانخراط مباشرة في حرب تقليدية عالية التكلفة. على الرغم من أعدادها الكبيرة، يُعتقد أن القوات التقليدية الإيرانية 'تدهورت بشكل كبير' بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية خلال العام الماضي، لا سيما من خلال الضربات المستهدفة للقيادات. يُبرز هذا التدهور، إذا استمر، نقطة ضعف حرجة داخل الجيش الإيراني، على الرغم من تفوقه العددي. يمكن أن يؤثر ذلك على فعالية وتماسك وقيادة وسيطرة جيشها التقليدي، مما قد يجبرها على الاعتماد بشكل أكبر على قدراتها الصاروخية وشبكات وكلائها كأدوات أساسية للردع والانتقام. الجدول 2: مقارنة القوة البشرية العسكرية (2024) الدولة الأفراد العسكريون العاملون أفراد الاحتياط العسكريون أفراد القوات شبه العسكرية إجمالي الأفراد إسرائيل 169,500 465,000 8,000 642,500 إيران 610,000 350,000 40,000 (+ ملايين من متطوعي الباسيج) 1,000,000+ القدرات العسكرية التقليدية: تحليل مقارن القوات البرية (الدبابات، المركبات المدرعة، المدفعية) إسرائيل: تمتلك إسرائيل مجموعة واسعة من المركبات المدرعة المتقدمة والمدفعية المحلية ودبابات القتال الرئيسية (MBTs). يشمل مخزونها دبابات ميركافا مصممة محليًا، ومركبات المشاة القتالية من طراز نامر (IFVs)، ومجموعة متنوعة من مدافع الهاوتزر ذاتية الدفع وقاذفات الصواريخ المدفعية. تتميز القوات البرية الإسرائيلية بأنها 'قوات نظامية قوية' وتستفيد من التكنولوجيا المتقدمة. إيران: على الرغم من تفوقها العددي في بعض الفئات، فإن المعدات البرية الإيرانية توصف بأنها 'خليط' من المعدات السوفيتية القديمة، والأمريكية التي تعود إلى ما قبل عام 1979، والإضافات الروسية الأحدث. يُذكر أن إيران لديها عدد أكبر من الدبابات (1,996 مقابل 1,370 لإسرائيل)، والمركبات المدرعة (65,765 مقابل 43,407 لإسرائيل)، ومدفعية ذاتية الدفع أكثر. وقد ركزت إيران على تحديث أسطولها الحالي، ومثال ذلك دبابة سليمان-402، وهي نسخة مطورة من دبابة M60 الأمريكية الصنع، وتتميز بدروع محسنة، ومدفع أملس عيار 120 ملم، وأنظمة تحكم في النيران محسنة. تنتج إيران أيضًا دبابة القتال الرئيسية الخاصة بها 'كرار' وتستخدم ناقلات BMP2 روسية الصنع. تشير البيانات إلى تفوق إيران الكمي في الأصول البرية مثل الدبابات والمركبات المدرعة. ومع ذلك، فإن وصف المعدات الإيرانية بأنها 'خليط' و'قديمة' ، بينما توصف القوات الإسرائيلية بأنها 'قوية' وتستفيد من 'أحدث التكنولوجيا الأمريكية والأوروبية بالإضافة إلى صناعة دفاعية محلية قوية' ، يشير إلى أن إسرائيل تتمتع بتفوق نوعي كبير بفضل المعدات الأكثر حداثة والأفضل صيانة، والتدريب المتفوق، والأنظمة المتكاملة المتقدمة. إن جهود إيران لتحديث المنصات القديمة مثل M60 تمثل محاولة لسد هذه الفجوة التكنولوجية، لكنها عملية تدريجية في مواجهة خصم متقدم للغاية. القوات الجوية (الطائرات المقاتلة، المروحيات، الطائرات المسيرة) إسرائيل: تمتلك إسرائيل واحدة من أكثر القوات الجوية تقدمًا على مستوى العالم. يشمل مخزونها مئات الطائرات المقاتلة متعددة المهام من طراز F-15 وF-16 وF-35 التي زودتها بها الولايات المتحدة. وقد كانت طائرة F-16I حجر الزاوية في جيش الدفاع الإسرائيلي لمدة 20 عامًا. والجدير بالذكر أن طائرات F-35 الإسرائيلية استفادت من التعديلات التي قادتها إسرائيل والتي وسعت من قدراتها. كما تشغل القوات الجوية الإسرائيلية مروحيات هجومية متقدمة (AH-64 أباتشي)، ومروحيات رفع ثقيل (سيكورسكي CH-53)، ومجموعة من طائرات النقل والاستطلاع. تستخدم إسرائيل ذخائر جوية متقدمة محلية الصنع مثل MPR-500 22 ولديها صناعة دفاعية محلية قوية تساهم في مزايا القوة الجوية، بما في ذلك حاضنات الاستهداف المتقدمة (Litening) والصواريخ الدقيقة. إن الإشارة إلى أن طائرات F-35 الإسرائيلية استفادت من 'تعديلات قادتها إسرائيل وسعت من قدراتها' تتجاوز مجرد اقتناء منصات متقدمة. هذا يعني أن إسرائيل ليست مجرد مستهلك للتكنولوجيا المتطورة، بل هي مبتكر نشط، تقوم بدمج وتعزيز هذه الأنظمة لتلبية متطلباتها العملياتية الفريدة والحفاظ على تفوق تكنولوجي حاسم. هذا يسلط الضوء على صناعة دفاعية متطورة وعقيدة عسكرية تعطي الأولوية للتفوق الجوي من خلال التقدم التكنولوجي المستمر والتكيف. إيران: تتخلف 'كثيرًا عن إسرائيل في الكم والنوع' فيما يتعلق بالطائرات المقاتلة التقليدية. تمتلك قواتها الجوية، التي تضم حوالي 37,000 فرد، عددًا قليلًا فقط من الطائرات الهجومية العاملة، وهي في الأساس طرازات أمريكية قديمة (F-4s, F-5s, F-7s, F-14s) التي تم الحصول عليها قبل ثورة 1979، بالإضافة إلى بعض طائرات سوخوي-24 وميغ-29 روسية الصنع. يقدر إجمالي عدد الطائرات الإيرانية القديمة بـ 350 طائرة. ومع ذلك، تتمتع إيران بقدرة كبيرة ومتنامية على إنتاج مجموعة واسعة من الطائرات المسيرة (UAVs)، مثل مهاجر-10 (بمدى تشغيلي يبلغ 1,240 ميلًا، وقدرة طيران لمدة 24 ساعة، وحمولة 300 كجم) وطائرات شاهد الهجومية المسيرة. وقد قامت إيران بتصدير تقنيات طائراتها المسيرة بنشاط إلى حلفائها، بما في ذلك روسيا لاستخدامها في أوكرانيا. إن التباين النوعي والكمي الصارخ في القوة الجوية التقليدية بين الأسطول الإسرائيلي المتقدم الذي زودته الولايات المتحدة والطائرات الإيرانية القديمة يشير إلى أن إيران لا تستطيع المنافسة بشكل متماثل في المجال الجوي. ومع ذلك، فإن استثمار إيران الكبير في إنتاج مجموعة واسعة من الطائرات المسيرة وقدرتها الإنتاجية المثبتة، يشير إلى خيار استراتيجي متعمد لتعويض هذا الضعف بوسائل غير متكافئة. توفر الطائرات المسيرة وسيلة هجوم فعالة من حيث التكلفة، ويمكن إنكارها، وربما مشبعة، وقد أثبتت إيران ذلك من خلال تزويدها للوكلاء وتصديرها عالميًا. هذا يمثل مكونًا حاسمًا في عقيدتها 'الحرب غير المتكافئة' ، مما يمكنها من إبراز القوة على الرغم من القيود التقليدية. القوات البحرية (السفن الحربية، الغواصات، زوارق الدورية) إسرائيل: تدير إسرائيل أسطولًا بحريًا حديثًا يضم غواصات متطورة للغاية من طراز دولفين. وقد تم إطلاق أحدث إضافة، الغواصة INS Drakon (من فئة دولفين-2)، رسميًا في نوفمبر 2024. تتميز INS Drakon بأنها أكبر من سابقاتها، وتستخدم نظام دفع هجين (دفع مستقل عن الهواء أو AIP) لعمليات تحت الماء ممتدة، ومجهزة بأنظمة سونار ومراقبة إلكترونية متطورة. تُعتبر غواصات دولفين الإسرائيلية على نطاق واسع 'من بين الأقوى والأكثر تطورًا' ويصفها رئيس الأركان الإسرائيلي بأنها 'ذراع استراتيجي طويل'. هناك تكهنات واسعة النطاق بأن هذه الغواصات قادرة على حمل صواريخ كروز مزودة برؤوس حربية نووية، مما يوفر قدرة محتملة على توجيه ضربة ثانية. كما تحتفظ إسرائيل بزوارق صواريخ مختلفة (فئة ساعر)، وكورفيتات، وزوارق دورية سريعة. إن وصف أسطول الغواصات الإسرائيلي، وخاصة غواصة INS Drakon الجديدة، بأنها 'متقدمة للغاية'، و'الأقوى والأكثر تطورًا'، و'ذراع استراتيجي طويل' ، بالإضافة إلى 'التكهنات الواسعة بأن Drakon قد تكون قادرة على حمل صواريخ كروز مزودة برؤوس حربية نووية' ، يشير بقوة إلى أن هذه الغواصات تشكل مكونًا حاسمًا في الردع الاستراتيجي الإسرائيلي. هذه القدرة المحتملة على توجيه ضربة ثانية قابلة للبقاء تعزز بشكل كبير وضعها الأمني العام بما يتجاوز الوسائل العسكرية التقليدية، مما يوفر خيار استجابة موثوقًا به في السيناريوهات القصوى. إيران: تقود إيران قوة غواصات تتراوح بين 19 و27 سفينة، بما في ذلك ثلاث غواصات ديزل-كهربائية من طراز طارق (فئة كيلو) روسية الصنع، وعدد أكبر من الغواصات الصغيرة المصنعة محليًا من فئة فاتح وغدير. وقد تم الكشف عن غواصة فاتح مطورة بنظام دفع مستقل عن الهواء (AIP) في مارس 2024، مع خطط لتركيبها على أول غواصة في غضون عام لتمديد القدرة على البقاء تحت الماء بشكل كبير. في فبراير 2024، تلقت إيران سفينتين حربيتين جديدتين من طراز شهيد سليماني (شهيد صياد شيرازي وشهيد حسن باقري)، وهما سفينتان عابرتان للمحيطات قادرتان على السرعات العالية (45 عقدة)، ومدى طويل (5,500 ميل بحري)، ويمكنهما حمل ثلاثة زوارق إطلاق صواريخ خفيفة ومروحية مسلحة. وقد تم تجهيز هذه الكورفيتات بصواريخ هجومية ودفاعية، بما في ذلك صواريخ نافاب للدفاع الجوي التي تطلق عموديًا وصواريخ كروز صياد بمدى 700 كم. كما أدخلت إيران أنظمة صواريخ كروز جديدة (بمدى يتراوح بين 300 و700 كم) وزوارق سريعة متطورة قادرة على حمل صواريخ بعيدة المدى. يشير تركيز إيران على تطوير كورفيتات كاتاماران عالية السرعة (فئة شهيد سليماني) ذات القدرات الصاروخية، والزوارق السريعة المتقدمة، ودمج نظام الدفع المستقل عن الهواء (AIP) لغواصاتها إلى تحول استراتيجي في قوتها البحرية. فبدلاً من التنافس مباشرة مع القوات البحرية الكبرى في عمليات المياه الزرقاء، تهدف إيران إلى تعزيز قدرتها على شن حرب غير متكافئة وعمليات منع الوصول/المنطقة (A2/AD) في الممرات المائية الاستراتيجية مثل الخليج العربي وما وراءه.30 هذا يتوافق مع استراتيجية 'الذراع الطويلة' ، التي تهدف إلى إبراز النفوذ وردع الخصوم من خلال تكتيكات بحرية غير تقليدية ومدى أوسع. الجدول 3: نظرة عامة على الأصول العسكرية التقليدية (فئات مختارة) الفئة إسرائيل (الكمية/الأنواع الرئيسية) إيران (الكمية/الأنواع الرئيسية) ملاحظات نوعية رئيسية دبابات القتال الرئيسية 1,370 (تشمل ميركافا) 1,996 (تشمل سليمان-402، كرار) إسرائيل: متقدمة تكنولوجيًا، مزودة من الولايات المتحدة، ابتكار محلي. إيران: متفوقة عدديًا في بعض الأصول البرية، ترقيات مدفوعة بالعقوبات. الطائرات المقاتلة مئات (F-15, F-16, F-35) 350 طائرة قديمة (F-4/5/7/14, Su-24, MiG-29)، طائرات مسيرة مهاجر-10 إسرائيل: قوة جوية متقدمة عالميًا، ابتكار محلي في منصات الولايات المتحدة. إيران: قوة جوية قديمة، إنتاج قوي للطائرات المسيرة كتعويض. الغواصات 6 (فئة دولفين) 19-27 (فئات طارق، فاتح، غدير) إسرائيل: متطورة للغاية، قدرة محتملة على حمل أسلحة نووية (ردع استراتيجي). إيران: تحديثات بنظام AIP، تحول نحو قدرات غير متكافئة وبعيدة المدى. المركبات المدرعة 43,407 65,765 إيران متفوقة عدديًا، لكن إسرائيل تتفوق نوعيًا. المدفعية 650 ذاتية الدفع، 150 راجمات صواريخ أعداد أكبر (تفاصيل محددة غير متوفرة) إسرائيل: أنظمة متقدمة. إيران: تحديثات لأنظمة موجودة. أنظمة الصواريخ والدفاع الجوي نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي متعدد الطبقات (القبة الحديدية، مقلاع داود، أنظمة آرو) طورت إسرائيل 'شبكة دفاع جوي وصاروخي متطورة ومتعددة الطبقات' مصممة لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات الجوية، من الصواريخ قصيرة المدى إلى الصواريخ الباليستية وفرط صوتية المتقدمة. تشمل المكونات الرئيسية لهذا النظام الدفاعي المتكامل: القبة الحديدية: نظام دفاع صاروخي قصير المدى، فعال للغاية في اعتراض الصواريخ وقذائف الهاون والتهديدات الجوية الأخرى حتى 70 كم. وقد تم استخدام نسخته البحرية، C-Dome، بنجاح لأول مرة في عام 2024 لاعتراض الصواريخ من غزة. نظام دفاع صاروخي قصير المدى، فعال للغاية في اعتراض الصواريخ وقذائف الهاون والتهديدات الجوية الأخرى حتى 70 كم. وقد تم استخدام نسخته البحرية، C-Dome، بنجاح لأول مرة في عام 2024 لاعتراض الصواريخ من غزة. مقلاع داود (المعروف سابقًا باسم العصا السحرية): نظام دفاع جوي متوسط المدى (40-300 كم) مصمم لاعتراض الصواريخ والقذائف وصواريخ كروز متوسطة وبعيدة المدى. نظام دفاع جوي متوسط المدى (40-300 كم) مصمم لاعتراض الصواريخ والقذائف وصواريخ كروز متوسطة وبعيدة المدى. آرو 2 (Arrow 2): تم تطويره بالاشتراك مع الولايات المتحدة، وقد صُمم هذا النظام لاعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى على ارتفاعات تصل إلى 100 كم في الغلاف الجوي العلوي. تم تطويره بالاشتراك مع الولايات المتحدة، وقد صُمم هذا النظام لاعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى على ارتفاعات تصل إلى 100 كم في الغلاف الجوي العلوي. آرو 3 (Arrow 3): تم نشره في عام 2017، وهو نظام دفاع صاروخي باليستي خارج الغلاف الجوي يبلغ مداه 2,400 كم، ومصمم خصيصًا لاعتراض الصواريخ فرط صوتية في الفضاء، ويمثل الطبقة العليا من منظومة الدفاع الإسرائيلية. تم نشره في عام 2017، وهو نظام دفاع صاروخي باليستي خارج الغلاف الجوي يبلغ مداه 2,400 كم، ومصمم خصيصًا لاعتراض الصواريخ فرط صوتية في الفضاء، ويمثل الطبقة العليا من منظومة الدفاع الإسرائيلية. باراك 8 (LRSAM): تم تطويره بالاشتراك مع الهند، هذا النظام الصاروخي أرض-جو طويل المدى يمكنه استهداف الطائرات المقاتلة والمروحيات والصواريخ دون الصوتية وفوق الصوتية على بعد يصل إلى 70 كم. لقد أثبتت فعالية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية بشكل واضح خلال الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الإيرانية المباشرة في أبريل وأكتوبر 2024. ففي أبريل 2024، أبلغت إسرائيل، بمساعدة حاسمة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والأردن، عن تدمير 99% من الأسلحة القادمة. وبينما كانت هجمات أكتوبر 2024 أكثر نجاحًا في إشباع الدفاعات. إن الاعتراض الناجح خلال هجوم إيران في أبريل 2024 و'الأضرار المحدودة' على الرغم من وابل أكبر في أكتوبر 2024 يوفر دليلًا تجريبيًا مقنعًا على الفعالية التشغيلية ونضج أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية متعددة الطبقات. هذا يمثل ملاحظة عملياتية بالغة الأهمية، حيث يوضح أن هذه الأنظمة ليست مجرد قدرات نظرية، بل هي أصول مثبتة في سيناريوهات الصراع عالية الشدة، مما يقلل بشكل كبير من التهديد الذي تشكله الترسانة الصاروخية الإيرانية الواسعة. علاوة على ذلك، فإن الإشارة المتكررة إلى 'المساعدة الأمريكية' ومشاركة القوات الجوية البريطانية والفرنسية والأردنية في اعتراض المقذوفات الإيرانية تسلط الضوء على الدور الحاسم للتحالفات الخارجية وقابلية التشغيل البيني في وضع الدفاع الإسرائيلي. هذا يشير إلى أنه بينما تمتلك إسرائيل أنظمة محلية متقدمة، فإن عمق ومرونة وفعالية دفاعها الإجمالية تتعزز بشكل كبير من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق الدولي، وربما إمدادات الاعتراض، مما يجعل دفاعها نتاجًا للقدرة الوطنية والشراكات الاستراتيجية. ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وأنظمة الدفاع الجوي تمتلك إيران 'أكبر وأكثر ترسانة صاروخية تنوعًا في الشرق الأوسط'، وتضم آلاف الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز. تشمل أنظمة الصواريخ الهجومية الرئيسية: الصواريخ الباليستية: سجّيل (مدى يبلغ 1,550 ميلًا، وسرعة تزيد عن 10,500 ميل في الساعة)، خيبر (مدى 1,240 ميلًا)، حاج قاسم (مدى 870 ميلًا)، وشهاب-1 قصير المدى (مدى 190 ميلًا). سجّيل (مدى يبلغ 1,550 ميلًا، وسرعة تزيد عن 10,500 ميل في الساعة)، خيبر (مدى 1,240 ميلًا)، حاج قاسم (مدى 870 ميلًا)، وشهاب-1 قصير المدى (مدى 190 ميلًا). الصواريخ الباليستية فرط صوتية: تدعي إيران أنها طورت واستخدمت صواريخ فرط صوتية مثل فاتح-1 في ضرباتها في أكتوبر 2024. تدعي إيران أنها طورت واستخدمت صواريخ فرط صوتية مثل فاتح-1 في ضرباتها في أكتوبر 2024. صواريخ كروز: Kh-55 (سلاح يطلق من الجو قادر على حمل رؤوس نووية بمدى يصل إلى 1,860 ميلًا) وخالد فرج (صاروخ متطور مضاد للسفن بمدى تقريبي 186 ميلًا، قادر على حمل رأس حربي بوزن 1.1 طن). كما تتميز القوات البحرية الإيرانية بأنظمة صواريخ كروز بمدى يتراوح بين 300 و700 كم. يعتمد برنامج الصواريخ الإيراني إلى حد كبير على تصاميم كورية شمالية وروسية، مع تقارير عن مساعدة صينية. فيما يتعلق بالدفاع الجوي، تشغل إيران بعض أنظمة الصواريخ الروسية أرض-جو من طراز S-300 وربما نظام S-400 واحد، وتتمركز هذه الأنظمة بشكل أساسي حول المواقع الاستراتيجية الحيوية مثل المواقع النووية ومساكن القيادة. وقد أنتجت إيران أيضًا أنظمة دفاع جوي جديدة محليًا، بما في ذلك أرمان (نظام صاروخي باليستي متنقل طويل المدى تم الكشف عنه في فبراير 2024، بمدى 180 كم، وقادر على الاشتباك مع 6 أهداف في وقت واحد) وأزراخش (نظام دفاع جوي منخفض الارتفاع بمدى 10 كم، تم الكشف عنه أيضًا في فبراير 2024). على الرغم من هذه القدرات، فإن الدفاعات الجوية الإيرانية 'فشلت في منع إسرائيل من ضرب أي من الأهداف التي استهدفتها' في يونيو 2025. ويُذكر أن الضربات الجوية الإسرائيلية في أبريل وأكتوبر 2024 جعلت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية الأربعة من طراز S-300 غير صالحة للعمل. إن التفاصيل الواسعة المقدمة حول ترسانة إيران الصاروخية الهجومية الكبيرة والمتنوعة تتناقض بشكل صارخ مع الوصف الأقل فعالية والأكثر ضعفًا لأنظمة دفاعها الجوي. هذا يشير إلى أولوية استراتيجية واضحة: استثمرت إيران بكثافة في تطوير قدرة صاروخية هجومية قوية للردع والانتقام، معتبرة إياها 'ذراعها الطويل'. في المقابل، تبدو قدراتها الدفاعية الجوية، على الرغم من تحسنها بفضل الإنتاج المحلي 34، حلقة ضعيفة، خاصة ضد الهجمات الجوية المتطورة كتلك التي تشنها إسرائيل. بينما ترسانة إيران الصاروخية واسعة و'يمكن أن تدمر الأشياء. يمكن أن تقتل الناس' ، فإن حقيقة أن هجماتها المباشرة الكبيرة على إسرائيل في عام 2024 تسببت في 'أضرار محدودة فقط' و'لم تسبب أضرارًا واسعة النطاق' تشير إلى فجوة بين قدرتها الهجومية وقدرتها على تحقيق أهداف استراتيجية حاسمة أو 'الفوز' في حرب. هذا يعني أن استراتيجية إيران الصاروخية قد تكون أكثر حول إظهار القدرة والردع عن الهجمات وإلحاق أضرار انتقامية، بدلاً من إغراق دفاعات الخصم لتحقيق نصر عسكري. الجدول 4: أنظمة الصواريخ والدفاع الجوي الرئيسية (مقارنة) الفئة اسم النظام المدى الميزات الرئيسية/الفعالية الدولة دفاع جوي قصير المدى القبة الحديدية، C-Dome 70 كم يعترض الصواريخ وقذائف الهاون، نسخة بحرية ناجحة إسرائيل دفاع جوي متوسط المدى مقلاع داود، باراك 8 40-300 كم (مقلاع داود)، 70 كم (باراك 8) يعترض صواريخ متوسطة وبعيدة المدى، طائرات مقاتلة، مروحيات إسرائيل دفاع صاروخي باليستي آرو 2، آرو 3 100 كم (آرو 2)، 2400 كم (آرو 3) يعترض صواريخ باليستية، آرو 3 يعترض فرط صوتية في الفضاء إسرائيل صواريخ باليستية سجّيل، خيبر، حاج قاسم، شهاب-1، فاتح-1 1550 ميل، 1240 ميل، 870 ميل، 190 ميل أكبر ترسانة في الشرق الأوسط، فاتح-1 فرط صوتي إيران صواريخ كروز Kh-55، خالد فرج 1860 ميل، 186 ميل Kh-55 قادر على حمل رؤوس نووية، خالد فرج مضاد للسفن إيران دفاع جوي (إيراني) أرمان، أزراخش، S-300 180 كم (أرمان)، 10 كم (أزراخش) أرمان مضاد للباليستية ومحلي الصنع، أزراخش منخفض الارتفاع، S-300 روسي (تضرر في هجمات 2024) إيران القدرات غير التقليدية: البرامج النووية وغيرها برنامج إسرائيل النووي غير المعلن يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، مما يجعلها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها برنامج أسلحة نووية غير معلن. يتم الحفاظ على هذا البرنامج خارج معاهدات عدم الانتشار الدولية. بينما تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) بتفتيش مركز سوريك للأبحاث النووية في إسرائيل، إلا أنها لا تستطيع الوصول إلى منشأة ديمونة النووية الإسرائيلية، التي يُعتقد على نطاق واسع أنها توفر المواد الانشطارية لبرنامج إسرائيل للأسلحة النووية غير المعلن. إن سياسة إسرائيل طويلة الأمد بعدم تأكيد أو نفي برنامجها للأسلحة النووية، بالإضافة إلى وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية المحدود ، هي استراتيجية متعمدة للغموض الاستراتيجي. هذا يسمح لإسرائيل بالحفاظ على رادع قوي وموثوق دون انتهاك صريح لمعايير عدم الانتشار الدولية، مما يجبر الخصوم المحتملين على افتراض أسوأ السيناريوهات. وجود ديمونة وصاروخ أريح يعزز هذه القدرة المتصورة، مما يجعلها مكونًا حاسمًا، وإن كان غير معترف به، لأمنها القومي وتوازن القوى الإقليمي. يُفهم أن الوسيلة الأساسية لإسرائيل لتسليم الحمولة الذرية هي صاروخ أريحا الباليستي، الذي تم تطويره في منتصف الثمانينيات. علاوة على ذلك، يُشاع على نطاق واسع أن غواصاتها المتقدمة من فئة دولفين قادرة على حمل صواريخ كروز مزودة برؤوس نووية، مما يوفر قدرة محتملة على توجيه ضربة ثانية من البحر. لطالما اعتبرت إسرائيل السلاح النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا. وتنص 'عقيدة بيغن' صراحة على أنه لن يُسمح لأي دولة في المنطقة بتطوير قدرة نووية تهدد إسرائيل، وهي سياسة أدت تاريخيًا إلى غارة عام 1981 على مفاعل أوزيراك العراقي يُشتبه أيضًا في أن إسرائيل تطور أسلحة كيميائية وبيولوجية في مصنعها بنس تسيونا جنوب تل أبيب. طموحات إيران النووية وتحديات التسلح تؤكد إيران باستمرار أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، لكن المخاوف الدولية لا تزال قائمة بشأن احتمال حصولها على أسلحة نووية. لقد تقدم برنامج إيران النووي بشكل كبير، ويُعتقد أنها طورت ما يكفي من اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من درجة الأسلحة لإنتاج أسلحة نووية متعددة في غضون أشهر إذا اتخذت القرار السياسي بذلك. ومع ذلك، فإن خطوة التسلح اللاحقة ستتطلب وقتًا إضافيًا. قبل ضربة إسرائيل في يونيو 2025، كانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية تؤكد باستمرار أن طهران لم تكن منخرطة بنشاط في التسلح. إن البنية التحتية النووية الإيرانية منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد وتشمل مواقع متعددة مدفونة بعمق ومحصنة، بعضها يقع على عمق يزيد عن 500 متر تحت الأرض، مما يجعل التدمير الكلي عن طريق الضربات الجوية وحدها أمرًا غير مرجح. المواقع الرئيسية مثل نطنز وفوردو محصنة بشدة. استهدفت الضربات الإسرائيلية في يونيو 2025 منشآت نووية ومواقع عسكرية إيرانية، ويُذكر أنها تسببت في أضرار بقاعات الطرد المركزي وخطوط أنابيب التخصيب في نطنز. ومع ذلك، يصر المسؤولون الإيرانيون على أن البرنامج النووي لا يزال سليمًا. يشير المحللون إلى أن الضربات الإسرائيلية، بينما قد تؤخر برنامج إيران على المدى القصير، يمكن أن تؤدي بشكل متناقض إلى 'زيادة خطر الانتشار وتجعل إيران المسلحة نوويًا أكثر احتمالًا' على المدى الطويل. هذا لأن مثل هذه الهجمات قد تعزز الفصائل الداخلية داخل إيران التي تدعو إلى تطوير رادع نووي. هذا يسلط الضوء على ديناميكية معقدة، وربما غير منتجة، حيث يمكن أن يكون للعمل العسكري عواقب استراتيجية غير مقصودة وطويلة الأجل. هناك تكهنات متزايدة بأن إيران قد تنسحب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) وربما تعيد النظر في مرسومها الديني الذي يحظر الأسلحة النووية إذا تعرضت للضغط. كما أن العقوبات الدولية تحد بشدة من قدرة إيران على زيادة الإنفاق العسكري الإجمالي، مما يؤثر بشكل غير مباشر على الموارد المتاحة لتقدم برنامجها النووي. إن الأوصاف التفصيلية للبنية التحتية النووية الإيرانية بأنها 'موزعة في جميع أنحاء البلاد التي تبلغ سدس مساحة الولايات المتحدة' و'محصنة بشدة خلف طبقات من الصخور والخرسانة' تظهر استراتيجية إيران المتعمدة على مدى عقود لضمان بقاء ومرونة برنامجها النووي ضد الضربات العسكرية الخارجية. هذه المرونة المتأصلة هي عامل رئيسي يعقد أي حل عسكري خارجي، مما يشير إلى أن الضربات الناجحة ستؤدي على الأرجح إلى انتكاسات مؤقتة فقط بدلاً من التفكيك الكامل، وبالتالي إطالة أمد التحدي. العقيدة العسكرية، الاستراتيجية، والإنتاج المحلي عقيدة الردع والضربة الاستباقية الإسرائيلية تتميز العقيدة العسكرية الإسرائيلية بشكل أساسي بتركيز قوي على الردع والضربات الاستباقية، وهي ضرورة تفرضها تحدياتها الجيوسياسية المعقدة والصراعات المستمرة مع الدول المجاورة والفاعلين من غير الدول. تترجم هذه العقيدة غالبًا إلى عمليات عسكرية واسعة النطاق وإجراءات انتقامية سريعة ضد التهديدات المتصورة. من المبادئ الأساسية لهذه العقيدة 'عقيدة بيغن'، التي تؤكد أنه لن يُسمح لأي دولة في المنطقة بتطوير قدرة نووية تهدد إسرائيل. وقد أدت هذه السياسة تاريخيًا إلى غارة عام 1981 على مفاعل أوزيراك العراقي. تعتمد استراتيجية إسرائيل على مزيج من 'الخداع' (العمليات السرية وجمع المعلومات الاستخباراتية) والقوات البرية والجوية النظامية القوية. يلعب مديرية الاستخبارات العسكرية (MID) دورًا مهمًا في توفير الإنذار المبكر، وفي بعض الأحيان، تحريض الاستجابات العسكرية بناءً على تقييمات التهديد. إن التركيز الصريح على 'الضربات الاستباقية' والدور الهام لمديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في 'تحريض أو تحفيز الهجمات العسكرية من خلال توفير الإنذار المبكر' يشير إلى عقيدة دفاعية استباقية للغاية، تعتمد على المعلومات الاستخباراتية، وغالبًا ما تكون هجومية. هذا لا يتعلق فقط بالرد على التهديدات، بل بالسعي النشط لتحييدها قبل أن تتجسد بالكامل، غالبًا من خلال ضربات مستهدفة أو عمليات سرية، كما يتضح من الإجراءات الأخيرة ضد القيادات والبنية التحتية الإيرانية. عقيدة الحرب غير المتكافئة والدفاع الأمامي الإيرانية تشكلت العقيدة العسكرية الإيرانية إلى حد كبير خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، حيث فضلت أساليب الحرب غير المتكافئة، مثل دعم الميليشيات الوكيلة وتطوير الصواريخ الباليستية. تُعد 'عقيدة الدفاع الأمامي' ركيزة أساسية، تهدف إلى مواجهة التهديدات خارج حدودها. وقد تطورت هذه العقيدة لتشمل الحرب السيبرانية، وقدرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، والتوسع البحري. تُعد استراتيجية 'الذراع الطويلة' (dast-e boland) مكونًا رئيسيًا، تسعى إلى توسيع النطاق العسكري الإيراني إلى المياه المفتوحة والمناطق البحرية الاستراتيجية، وإقامة وجود بحري دائم. تُعد شبكة إيران الواسعة من الجماعات الوكيلة، بما في ذلك حزب الله في لبنان، وحماس في فلسطين، والحوثيون في اليمن، ومختلف الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، محورية في استراتيجيتها. تخدم هذه الجماعات الوكيلة في تحدي إسرائيل، الخصم الإقليمي، وردع النفوذ الأمريكي، مما يوسع بشكل فعال العمق الاستراتيجي لإيران. دفعت الانتكاسات الأخيرة في قدرات إيران على إبراز القوة غير التقليدية، بالإضافة إلى توقع صراع مباشر مع إسرائيل، إيران إلى تحويل تركيزها نحو استكمال عقيدتها غير المتكافئة بقدرات تقليدية حديثة. تكشف المعلومات أن العقيدة العسكرية الإيرانية 'تتطور' من الاعتماد الأساسي على الحرب غير المتكافئة إلى 'استكمال العقيدة غير المتكافئة بقدرات تقليدية'. هذا تحول استراتيجي مهم، يشير إلى أنه بينما تظل الجماعات الوكيلة والتكتيكات غير التقليدية حاسمة، فإن إيران تدرك قيود عدم التكافؤ البحت في مواجهة خصوم متفوقين تكنولوجيًا. وهي الآن تستثمر في التحديث التقليدي (الصواريخ، الطائرات المسيرة، السايبر، التوسع البحري) لتعزيز نفوذها القسري والاستعداد لصراعات مباشرة محتملة ذات كثافة أعلى. هذا يشير إلى ملف تهديد أكثر قوة ومتعدد الأوجه في المستقبل. القدرات الصناعية العسكرية المحلية والاعتماد على الذات إسرائيل: تمتلك إسرائيل مجمعًا صناعيًا عسكريًا قويًا ومبتكرًا للغاية، يضم نظامًا بيئيًا من 600 إلى 700 شركة ويعمل به ما يقرب من 100,000 فرد. وتصنف ثلاث من شركاتها الرائدة—إلبيت، والصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، ورافائيل—ضمن أكبر 100 شركة منتجة للأسلحة في العالم. تتميز صناعة الدفاع الإسرائيلية بكونها موجهة نحو التصدير بشكل ملحوظ، حيث تشكل الصادرات حصة عالية بشكل استثنائي (حوالي 75% من إيراداتها)، وتصل إلى حوالي 15 مليار دولار سنويًا. تركز الصناعة على الابتكار المحلي، والإنتاج الضخم، والأتمتة. وقد كانت إسرائيل رائدة في تقنيات متطورة مثل أنظمة مكافحة الأنفاق، وطورت حاضنات استهداف متقدمة (Litening، بالإنتاج المشترك مع نورثروب جرومان)، ولعبت دورًا حاسمًا في تعزيز قدرات المنصات التي زودتها بها الولايات المتحدة مثل F-35. إيران: مدفوعة بعقود من العقوبات الدولية، ركزت إيران بشكل كبير على تطوير وإنتاج أنظمة أسلحتها الخاصة لتحقيق الاعتماد على الذات. وقد حققت تقدمًا ملحوظًا في مجالات مختلفة، بما في ذلك الصواريخ، والطائرات المسيرة، والسايبر، والبحرية، والحرب البرية. تشمل الجهود إضفاء الطابع المحلي على تصنيع المواد الحيوية مثل ألياف الكربون لبرنامجها الصاروخي الباليستي والانخراط في التعاون التكنولوجي مع شركاء مثل روسيا لإنتاج الطائرات المسيرة (مثل طراز شاهد-136، جيران-2). ويتجلى التزام إيران بالاعتماد على الذات من خلال مشاريع مثل ترقية دبابة سليمان-402، التي تحدث أسطولها الحالي من دبابات M60. إن الارتباط الصريح بين 'العقوبات الدولية الكبيرة' و'تركيز إيران على تطوير وإنتاج أنظمة أسلحتها الخاصة' يسلط الضوء على ظاهرة شائعة حيث يمكن للضغط الخارجي، بدلاً من شل قطاع الدفاع بالكامل، أن يدفعه عن غير قصد نحو مزيد من الاعتماد على الذات والابتكار المحلي. بينما يعني هذا غالبًا تطوير قدرات قد لا تكون متطورة عالميًا، إلا أنه يضمن درجة من الاستقلالية التشغيلية والمرونة ضد اضطرابات سلسلة التوريد، مما يسمح لإيران بالحفاظ على برامجها العسكرية على الرغم من العزلة الدولية. مقارنة 'النظام البيئي القوي' لشركات الدفاع الإسرائيلية، وتصنيفها ضمن كبار منتجي الأسلحة العالميين، ومساهماتها في المنصات المتقدمة مثل F-35 مع الإنتاج المحلي الإيراني المدفوع بالعقوبات ، تكشف عن فجوة نوعية واضحة. بينما تسعى إيران إلى سد الفجوات من خلال الاعتماد على الذات، فإن إسرائيل تواصل الابتكار على مستوى عالمي، مما يضمن لها تفوقًا تكنولوجيًا مستمرًا. الاستنتاجات يُظهر التحليل الشامل للقدرات العسكرية الإسرائيلية والإيرانية تباينًا واضحًا في الاستراتيجيات ونقاط القوة. تبرز إسرائيل كقوة عسكرية متفوقة نوعيًا، مدعومة بإنفاق دفاعي هائل ومستمر، وصناعة دفاعية محلية مبتكرة للغاية، وقوات جوية متقدمة عالميًا، وشبكة دفاع صاروخي متعددة الطبقات أثبتت فعاليتها في مواجهة الهجمات المباشرة. إن اعتماد إسرائيل الكبير على قوات الاحتياط يعكس عقيدة 'الأمة المسلحة'، مما يضمن قدرة على التعبئة السريعة والعمليات المطولة، على الرغم من التحديات المحتملة المتعلقة باستدامة هذا الضغط على المجتمع والاقتصاد. كما أن برنامجها النووي غير المعلن، مع وسائل التسليم الموثوقة، يشكل ركيزة أساسية لردعها الاستراتيجي، مما يضيف طبقة معقدة إلى توازن القوى الإقليمي. في المقابل، تعتمد إيران على تفوقها العددي في القوات البرية، وترسانة صاروخية واسعة ومتنوعة، وقدرة متنامية على إنتاج الطائرات المسيرة كتعويض عن ضعفها في القوة الجوية التقليدية. إن عقيدتها العسكرية، التي تركز على الحرب غير المتكافئة والدفاع الأمامي من خلال شبكة واسعة من الوكلاء الإقليميين، تسمح لها بإبراز القوة والنفوذ على الرغم من القيود المالية التي تفرضها العقوبات الدولية. هذه العقوبات، التي أدت إلى انخفاض إنفاقها الدفاعي، دفعت إيران نحو الاعتماد على الذات في الإنتاج العسكري، مما أدى إلى تطوير قدرات محلية قد لا تكون متطورة عالميًا ولكنها تضمن الاستقلالية التشغيلية.