
اليمن.. عقد من القمع الطائفي الحوثي
تحوّلت المساجد من منارات للعلم إلى ساحات قمع، وتحول معلمو القرآن إلى أهداف لآلة القتل، وتحولت النساء الداعيات إلى متهمات، لم يكن الأمر مجرد انقلاب سياسي، بل كان انقلابًا على هوية شعب، وعلى إرث ديني وثقافي عمره قرون.
وجاءت تصفية الشيخ صالح حنتوس من قبل المليشيا، بتلك العنهجية، تتويجًا لنهج دموي كرسّه الحوثيون طيلة عقد.
استهداف مبكر ومتواصل
في أواخر 2014، كانت فاطمة صالح مجلي، معلمة قرآن في مسجد أحمد ياسين بصنعاء، تلقي دروسًا للنساء تدعو فيها إلى الوسطية وتحذر من الفكر الطائفي.
لم يرق ذلك للحوثيين. فتعرضت للتهديد، ثم قُتل شقيقها عبدالله خارج المسجد بعد محاولته منع اقتحام المكان من قبل عناصر المليشيا. كانت تلك الجريمة أولى إشارات الحرب على التعليم الديني المستقل.
وبحسب منظمة رايتس رادار، فإن مليشيا الحوثي ارتكبت منذ ذلك العام أكثر من 735 انتهاكًا بحق الأئمة والدعاة، شملت 51 حالة قتل، و560 حالة اختطاف واحتجاز، معظمها بحق شخصيات دينية رفضت الانصياع للتوجيهات الحوثية.
النساء.. من الدعوة إلى الملاحقة
في حي بئر عرهب شمال صنعاء، كانت أم عبد الرحمن تدير مركزًا لتحفيظ القرآن الكريم منذ سنوات، في مارس 2023، اقتحمت الزينبيات المركز، وفرضن على المعلمات تخصيص يوم أسبوعي لقراءة ملازم الحوثي.
وعندما رفضن أوامر مليشيا الحوثي، تم إغلاق المركز بالقوة، وتم تهديدهن بعدم إعادة فتحه دون إشراف مباشر.
وفي حي مجاور، أُغلق مركز نسوي آخر بعد رفض المعلمات إدخال محتوى طائفي في الدروس.
المعلمة أم سارة تعرضت للتحقيق والتهديد، واتُهمت بنشر "ثقافة التطرف" فقط لأنها تمسكت بمنهجها المعتدل.
تشير تقديرات حقوقية إلى أن عدد المجندات في كتائب "الزينبيات" تجاوز 4000 امرأة حتى عام 2022، تلقين تدريبات في صنعاء ولبنان وإيران، ويقمن بمهام تشمل التجسس، الاعتقال، واقتحام المنازل.
في هذا السياق، لم يكن أمام النساء الداعيات ومعلمات القرآن سوى ثلاثة خيارات اما الانصياع الكامل للمليشيا، أو مواجهة الإخفاء القسري، أو القبول بالتجنيد القسري ضمن الزينبيات.
أما من اختارت المقاومة والرفض، فكان مصيرها التهديد والتشهير، أو التصفية الجسدية.
المساجد تتحول إلى ثكنات
بحسب تقرير صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، تم توثيق 3370 انتهاكًا ضد المساجد ودور العبادة في 14 محافظة يمنية خلال الفترة من يناير 2015 حتى أبريل 2022.
شملت الانتهاكات تفجير مساجد، تحويلها إلى ثكنات عسكرية لمليشيا الحوثي، وفرض خطب طائفية بالقوة.
لم تعد المساجد أماكن للعبادة، بل تحولت إلى أدوات تعبئة. يُمنع فيها ذكر السلام، وتُفرض فيها خطب تمجّد الموت، ويُعتقل فيها من يرفض ترديد شعارات الجماعة.
لم يعد المنبر صوتًا للرحمة والهداية بالنسبة للحوثيين، بل صار بوقًا لمشروع سياسي عقائدي لا يمت للإسلام بصلة.
صمت دولي مريب
رغم الإدانات المحلية والدولية، لم تُذكر جريمة اغتيال الشيخ حنتوس في أي من جلسات الأمم المتحدة الأخيرة، ما يعكس فجوة خطيرة في التوثيق والمساءلة.
وفي بلدٍ تُرك فيه الإمام وحده، يواجه رصاص الطائفية، وقسوة التشريد، لا يزال هناك من يردد: "سنظل نُعلّم… حتى لو هدمتم الجدران."

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى الالكترونية
منذ 9 ساعات
- صدى الالكترونية
شاب ينهي حياة والده ويمثل بجثته
حدثت جريمة مروعة في محافظة 'البيضاء' اليمنية، أمس الجمعة، حينما قتل شاب والده، ومثّل بجثته، قبل أن يلقى مصرعه بطلقة نارية من بندقية شقيقه. وكشفت مصادر يمنية، أن شاباً قتل والده غدراً، في مديرية 'العرش' غربي محافظة 'البيضاء'، وفصل رأسه عن جسده، قبل أن يلوذ بالفرار، إلى أحد الجبال المحيطة. ولاحق شقيق القاتل أخيه إلى أعلى الجبل، وباغته بإطلاق النار عليه من الخلف، لتفقد الأسرة في ظرف ساعات فقط، الأب والابن معًا، وبصورة مأساوية للغاية، بحسب وصف البعض. وأفادت 'الشبكة اليمنية للحقوق والحريات' إن 'المشهد المأساوي الذي شهدته محافظة البيضاء، يعكس حالة من الانهيار القيمي والأمني، في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي'.


حضرموت نت
منذ 10 ساعات
- حضرموت نت
بريطانيا: طالب لجوء يمني في ورطة بسبب صوره بالسلاح في صنعاء
وقع طالب لجوء يمني يقيم حاليًا في مركز إيواء بمقاطعة إسكس البريطانية في موقف حساس، بعد رصد صور ومقاطع فيديو له يظهر فيها وهو يحمل أسلحة، ما أثار تحقيقًا بشأن مزاعم تتعلق بارتباطه بمليشيا الحوثي. 85.10.193.41 وبحسب موقع GB News، فإن الشاب يقيم في القاعدة الجوية السابقة ويذرزفيلد قرب بلدة برينتري، التي تُستخدم حاليًا لإيواء مئات طالبي اللجوء. وقد عُثر على عدة صور ومقاطع يُزعم أنها التقطت أثناء وجوده في اليمن، يظهر فيها وهو يحمل بندقية كلاشنيكوف (AK-47) وأسلحة أخرى، إضافة إلى صور تشير إلى دعمه للحوثيين عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي. كما أظهرت حساباته أنه زار عدة أماكن في بريطانيا وخارجها، من بينها حضور مباراة لكرة القدم في الرياض بالمملكة العربية السعودية، مرتديًا وشاحًا يحمل ألوان نادي النصر، بينما أظهرت صور أخرى التقطت في اليمن حمله بندقية هجومية وكمية كبيرة من الذخيرة، إضافة إلى ارتدائه الجنبية اليمنية التقليدية. وقال مصدر أمني: 'ليس من غير المألوف أن يتجوّل رجال بالغون في بلد فوضوي مثل اليمن بأسلحة فتاكة، لكن هذا يثير تساؤلات حول مدى أهلية هذا الشخص للإقامة في بريطانيا'. من جانبه، أكد النائب المحلي عن برينتري ووزير الداخلية السابق جيمس كليفرلي أنه على علم بالقضية، موضحًا أن القضية أُحيلت إلى برنامج بريفنت لمكافحة التطرف، وتم تقييمها من قبل شرطة إسكس، مضيفًا: 'الأمر يُؤخذ على محمل الجد والإجراءات المناسبة جارية'. وأوضحت شرطة إسكس أنها أجرت تقييمًا أوليًا للحالة قبل إحالتها إلى برنامج 'بريفنت' المتخصص، فيما أكد مصدر أمني أن السلطات تتابع عدة تحقيقات نشطة بشأن بعض طالبي اللجوء الذين قد يشكّلون تهديدًا محتملاً للأمن العام، مشيرًا إلى صعوبة التحقق من خلفيات الوافدين الذين قد يتخلصون من وثائق هويتهم لتسهيل الحصول على اللجوء. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية: 'نحن على علم بهذه الحالة، وقد اتُخذت الإجراءات المناسبة. يتم جمع البيانات البيومترية لجميع الوافدين ومطابقتها مع قواعد بيانات الهجرة والأمن والسجلات الجنائية'. يُذكر أن الولايات المتحدة ودولًا أخرى تصنف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية، بينما لا تُدرج المملكة المتحدة الجماعة ضمن قائمة الجماعات الإرهابية المحظورة. وتشهد المنطقة هجمات متكررة من الحوثيين على الشحن الدولي، بما في ذلك سفن بريطانية، إضافة إلى إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل.


حضرموت نت
منذ 12 ساعات
- حضرموت نت
استعدادات لمعركة فاصلة.. نقل أسلحة وذخائر وعتاد عسكري ضخم إلى الحديدة.. وتحركات حوثية مريبة في سبع محافظات
شرعت مليشيا الحوثي الإرهابية، في نقل أسلحة متطورة وعتاد حربي إلى المناطق الساحلية الغربية المطلة على البحر الأحمر، ضمن تحركات عسكرية متصاعدة. 85.10.193.41 ونقلت منصة 'ديفانس لاين' عنمصادر دفاعية وأمنية قولها إن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران ، قامت بإعادة تموضع قواتها في محافظة الحديدة. كما نشرت المليشيات ذخائر بحرية ودفاعية في سلسلة المرتفعات الجبلية الغربية، إلى جانب نقل صواريخ ومنصات إطلاق ومنظومات طائرات مسيرة ومعدات توجيه إلى محافظات الحديدة وحجة، فضلاً عن مناطق غربية في ريمة وذمار والمحويت وإب، وكذلك إلى أجزاء من تعز الواقعة تحت سيطرتها. وأوضحت المعلومات أن الحوثيين نقلوا بطاريات صاروخية وأنظمة رادارية إلى مواقع قريبة من مدينة وميناء الحديدة، إضافة إلى مناطق الكثيب والتحيتا والصليف ورأس عيسى وعبس وميدي شمالاً، ما يشكل تعزيزاً لقدراتهم العسكرية قرب الممرات المائية الحيوية. كما أعادت المليشيا نشر أصول بحرية وجوية في مواقع استراتيجية مطلة على البحر الأحمر وباب المندب، مع تأمين تلك القدرات داخل قواعد ومخابئ بعضها مستحدثة. وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين أعادوا تركيب شبكات اتصالات وأجهزة توجيه وأنظمة استطلاعية ورادارات في مواقع حيوية، وعملوا على إعادة تأهيل عقد الاتصالات والتقنيات التي تعرضت سابقاً لهجمات أمريكية.