logo
خبراء أميركيون يستبعدون قدرة نتنياهو على تخريب الدبلوماسية بين ترامب وإيران

خبراء أميركيون يستبعدون قدرة نتنياهو على تخريب الدبلوماسية بين ترامب وإيران

الجزيرة١٤-٠٤-٢٠٢٥

واشنطن- وصف الجانبان، الأميركي والإيراني، المحادثات الدبلوماسية الأولية بينهما بشأن برنامج طهران النووي التي جرت يوم السبت، واستضافتها سلطنة عمان، بالبناءة.
ووفقا لتقارير أميركية، قد تؤدي الجولة التالية من المحادثات والمقرر عقدها يوم السبت المقبل، إلى أول مفاوضات رسمية مباشرة وجها لوجه بين البلدين في عهد الرئيس دونالد ترامب الذي سبق وانسحب ببلاده من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران عام 2018 خلال فترة حكمه الأولى.
وذكر بيان صدر عن البيت الأبيض المفاوضات بأنها "خطوة إلى الأمام في طريق تحقيق نتيجة متبادلة المنفعة"، ووصف المناقشات حتى الآن بأنها "إيجابية وبناءة للغاية".
في الوقت ذاته، تدرك دوائر السياسة الخارجية في واشنطن إحباط إسرائيل بسبب إجراء هذه المفاوضات في وقت يسعى فيه رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لدفع ترامب لتبني "الخيار الليبي" الذي يعني عمليا استسلام إيران ، أو شن هجمات مشتركة أميركية إسرائيلية، تدمر البرنامج النووي الإيراني بصورة كاملة.
تفضيل مسار التفاوض
وتشير مجلة الإيكونوميست إلى أن ترامب أوضح لنتنياهو خطا أحمر خلال لقائهما في البيت الأبيض يوم الثلاثاء الماضي، "لا تفعل أي شيء يفسد هذه المفاوضات".
وعلى الرغم من الحشد العسكري الكبير الذي تقوم به واشنطن في الشرق الأوسط على خلفية تصاعد حدة خطاب ترامب ضد إيران، اعتبرت كيلسي دافنبورت، مديرة برنامج سياسة عدم الانتشار النووي في جمعية الحد من انتشار الأسلحة بواشنطن، في حديث للجزيرة نت، أن "ترامب يسعى لتجنب سيناريو مهاجمة إيران بسبب تداعياته على أجندته الداخلية الأميركية".
وذكرت دافنبورت في حديثها أنه "على الرغم من خطاب ترامب حول قصف إيران إذا لم يكن هناك اتفاق، فإن ترامب لا يحبذ خيار الحرب على عكس نتنياهو. يدرك ترامب أن الضربات العسكرية على إيران تزيد من خطر تورط الولايات المتحدة في صراع آخر في الشرق الأوسط".
من جانبه، اعتبر تاريتا بارسي نائب رئيس معهد كوينسي بواشنطن، أنه "ونظرا لتاريخ نتنياهو الطويل في تخريب الدبلوماسية الأميركية الإيرانية، يجب على ترامب إبقاء نتنياهو بعيدا عن صنع القرار بشأن المسار الدبلوماسي إذا أراد تأمين اتفاق مع إيران.
وأضاف أنه سيكون من الحماقة أن يأخذ ترامب نصائح من نتنياهو بالنظر إلى حقيقة سعيه -لأكثر من 20 عاما حتى الآن- إلى منع المحادثات وتخريبها من أجل دفع الولايات المتحدة لتكون في حالة مواجهة دائمة مع إيران".
وفي حديثه للجزيرة نت، أشار بارسي إلى أن "إستراتيجية نتنياهو تتمثل في إقناع ترامب بتبني إستراتيجية دبلوماسية تهدف إلى الفشل".
وأوضح أن نتنياهو يعلم أن إيران لن تقبل أبدا تفكيك برنامجها النووي على غرار ليبيا، وهذا هو بالضبط سبب حثه ترامب على تبني هذا الهدف.
وحسب بارسي يقدر نتنياهو أنه عندما ترفض إيران مثل هذا الاقتراح، فإن ترامب سيصعد، وسيخدمه في سعيه لحرب بين الولايات المتحدة وإيران.
وحذ بارسي من ألاعيب نتنياهو، وقال "حتى لو لم يتبن ترامب موقف نتنياهو المتمثل في نموذج ليبيا، يأمل نتنياهو في دفع ترامب نحو تقديم عرض مضاد مع إيران يكون متطرفا بما يكفي لضمان رفضه من طهران، وأن هذا الرد الفاشل قد يضع ترامب على طريق الحرب.
أما الأكاديمية ذات الأصول الإيرانية، وخبيرة الشؤون الخارجية الأميركية، عسل آراد، فقد قالت للجزيرة نت، إنه "في حين أن نتنياهو يدفع بالنموذج الليبي للمطالبة بالتخلي الكامل عن البرنامج النووي الإيراني كوسيلة لعرقلة أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران لأنه يعلم أن طهران سترفض ذلك، يدرك أن إيران، وبصفتها دولة موقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، يُسمح لها بامتلاك برنامج نووي مدني بموجب القانون الدولي".
من هنا يضغط نتنياهو من أجل أن تستسلم إيران في محاولة لتخريب أي اتفاق محتمل من شأنه، في الواقع، أن يضع قيودا على برنامج إيران ويمنع امتلاك سلاح نووي، تتابع آراد.
من جانبه، قال جودت بهجت، خبير الشؤون الإيرانية، والمحاضر بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا بجامعة الدفاع الوطني التابعة لل بنتاغون ، للجزيرة نت، إن الزعيمين، ترامب ونتنياهو، غير متفقين تماما إلا على أن إيران لا ينبغي أن تحصل على القنبلة النووية، لكن نتنياهو يضغط على ترامب للذهاب إلى الحرب، في حين أن ترامب لا يريد أن يدخل الولايات المتحدة في حرب بلا نهاية في الشرق الأوسط.
وفي حوار مع الجزيرة نت، قال البروفيسور ستيفن هايدمان، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة سميث بولاية ماساتشوستس الأميركية، والخبير غير المقيم بمركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينغز بواشنطن، إن "زيارة نتنياهو الثانية إلى البيت الأبيض كانت فشلا ذريعا له، حيث جاء إلى واشنطن بـ3 أهداف، غادر دون تحقيق أي منها".
وفيما يتعلق بإيران، قال هايدمان، إن نتنياهو سعى "إلى تشجيع ترامب على تأييد خطط إسرائيل لهجوم محتمل على إيران بدلا من السعي إلى اتفاق تفاوضي بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهو ما لم يحدث".
في الوقت ذاته، يشكك أعضاء في مجلسي الكونغرس من أنصار إسرائيل من الحزبين في احتمال نجاح خطوة ترامب بالتفاوض مع إيران من أجل التوصل إلى اتفاق نووي معها.
وتعكس وجهات نظرهم إجماعا واسع النطاق على أن التوصل إلى اتفاق مناسب من شأنه تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل سيكون صعبا، إن لم يكن مستحيلا.
وفي تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، قال السيناتور الجمهوري جون كينيدي، من ولاية لويزيانا، إن أي اتفاق مع إيران يجب أن ينطوي على تفكيك برنامجها النووي، وهو شرط من غير المرجح أن يقبله النظام هناك.
أما السيناتور الديمقراطي جون فيترمان، من ولاية بنسلفانيا، فيعارض المحادثات النووية مع طهران، وقال "لست متأكدا من قيمة التفاوض، أفضل أن تدمر إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية".
كذلك عبر العديد من المشرعين والمحللين الجمهوريين عن قلقهم بشكل خاص بشأن قيام المبعوث للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف بدور المفاوض الأميركي الرئيسي في المحادثات.
وعلى النقيض، حذر تاكر كارلسون، الإعلامي الشهير والحليف المقرب من الرئيس ترامب، من مسار مواجهة إيران، وجاء في تغريدة له على منصة إكس "أي شخص يدافع عن الصراع مع إيران ليس حليفا للولايات المتحدة، ولكنه عدو".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل تمهّد "صداقة" ترامب الطريق أمام أردوغان لرفع عقوبات كاتسا؟
هل تمهّد "صداقة" ترامب الطريق أمام أردوغان لرفع عقوبات كاتسا؟

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

هل تمهّد "صداقة" ترامب الطريق أمام أردوغان لرفع عقوبات كاتسا؟

إسطنبول- يراهن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على "علاقته الشخصية" بالرئيس الأميركي دونالد ترامب لرفع العقوبات الأميركية المفروضة على قطاع الصناعات الدفاعية التركية بموجب قانون مكافحة أعداء أميركا عبر العقوبات (كاتسا). وأعرب أردوغان -في تصريحات أدلى بها لصحفيين رافقوه في رحلة عودته من العاصمة الألبانية تيرانا، بعد مشاركته في قمة المجموعة السياسية الأوروبية- عن اعتقاده أن القيود المفروضة على قطاع الصناعات الدفاعية التركية بموجب قانون كاتسا، سيتم التغلب عليها قريبا بفضل نهج الرئيس ترامب، الذي وصفه بـ"الأكثر انفتاحا وإيجابية". وأشار الرئيس التركي إلى أنه يستطيع القول بوضوح، إن هناك تخفيفا للعقوبات الأميركية، وإنه ناقش الأمر مع ترامب ومع السفير الأميركي الجديد في أنقرة توم باراك. وفي السياق، وافقت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي على صفقة -لا تزال بحاجة إلى مصادقة الكونغرس- ببيع صواريخ بقيمة 304 ملايين دولار إلى تركيا، في وقت يسعى فيه البلدان الحليفان في " الناتو" إلى تعزيز العلاقات التجارية والدفاعية المشتركة. فُرضت عقوبات كاتسا على تركيا في ديسمبر/كانون الأول 2020، بعد شراء أنقرة منظومة الدفاع الجوي الروسية " إس 400" بقيمة 2.5 مليار دولار في 2017، رغم تحذيرات واشنطن المتكررة من أن هذه الصفقة ستعرض أمن التكنولوجيا العسكرية الأميركية للخطر وتوفر تمويلا كبيرا لقطاع الدفاع الروسي. وتستند العقوبات إلى قانون "مكافحة أعداء أميركا بالعقوبات" الذي أقره الكونغرس الأميركي عام 2017، والذي يفرض عقوبات على الدول التي تجري "صفقات كبيرة" مع قطاع الدفاع الروسي. وشملت العقوبات رئاسة الصناعات الدفاعية التركية وبعض مسؤوليها، بمن فيهم إسماعيل دمير، الرئيس السابق لمؤسسة الصناعات الدفاعية التركية. وتضمنت العقوبات حظر تراخيص التصدير الأميركية وتجميد أصول المسؤولين وفرض قيود على التأشيرات وحظر القروض من المؤسسات المالية الأميركية. كما أدت الصفقة إلى إقصاء تركيا من برنامج مقاتلات " إف-35". منذ فرض العقوبات، سعت تركيا جاهدة إلى رفعها عبر قنوات دبلوماسية متعددة. وفي أحدث محاولاتها، كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في أبريل/نيسان الماضي عن استعداد بلاده لشراء معدات عسكرية أميركية بقيمة تصل إلى 20 مليار دولار إذا رفعت واشنطن العقوبات المرتبطة بمنظومة الدفاع الروسية. كما أشار فيدان إلى أن أنقرة تأمل في استعادة 6 طائرات إف-35، كانت مخصصة للقوات الجوية التركية، لكنها احتُجزت في مستودع أميركي منذ طرد تركيا من البرنامج. ويرى المحلل السياسي أحمد أوزغور، أنه لا يمكن تجاهل الدور الشخصي للرئيس التركي أردوغان في الدفع نحو رفع العقوبات الأميركية، لا سيما في ظل ما وصفه بـ"العلاقة الخاصة والمباشرة" التي تجمعه بالرئيس الأميركي ترامب. ويشير أوزغور في حديث للجزيرة نت، إلى أن هذا التواصل الشخصي بين الزعيمين أسهم في فتح قنوات تفاوض غير تقليدية خارج الأطر البيروقراطية المعتادة، مما أتاح مرونة أكبر في مواقف واشنطن. مع ذلك، يؤكد أوزغور، أن الرهان على هذه العلاقة لا يكفي بمفرده لتحقيق اختراق كامل في ملف العقوبات، ويرى أن رفعها يتطلب تهيئة مناخ إقليمي ودولي مواتٍ. وهو ما نجحت به أنقرة في السنوات الأخيرة في إعادة تقديم نفسها طرفا محوريا في قضايا تتداخل مع أولويات واشنطن، من الحرب في أوكرانيا وأمن الطاقة، إلى ملفات الشرق الأوسط المعقدة مثل إيران وسوريا. تأثير العقوبات أثّرت عقوبات كاتسا تأثيرا عميقا على قطاع الدفاع التركي والاقتصاد أكثر مما كان متوقعا في البداية. فقد كشف تقرير لشركة لوكهيد مارتن الأميركية في يناير/كانون الثاني الماضي، أن العقوبات عطلت بشدة عملياتها في تركيا، خاصة برنامج المروحيات التركي، الذي كان يهدف إلى إنتاج 109 مروحيات للاستخدام المحلي، و109 أخرى للتصدير، بقيمة إجمالية تُقدر بـ1.5 مليار دولار. وأشار التقرير إلى أن الشركة واجهت صعوبات في الحصول على تراخيص التصدير والتصاريح اللازمة للوفاء بالتزاماتها التعاقدية، مما أدى إلى تأخيرات كبيرة واضطرارها لإعلان القوة القاهرة وتعليق العمليات جزئيا ابتداء من أكتوبر/تشرين الأول 2024. وأوضحت الشركة أن العقوبات أعاقت حصولها على التراخيص التصديرية اللازمة لمواصلة العمل في مشروع إنتاج المروحيات "تي 70" بالتعاون مع الصناعات الجوية التركية وشركاء محليين آخرين مثل أسيلسان. كما أثّر حظر تراخيص إعادة التصدير من تركيا إلى دول ثالثة على 35% من صادرات صناعة الدفاع التركية التي تحتوي على أنظمة فرعية أميركية. وتعطلت صفقات تصدير كبيرة، مثل عقد بقيمة 1.5 مليار دولار مع باكستان لتوريد 30 مروحية "تي 129″، بسبب عدم قدرة شركة هانيويل على الحصول على ترخيص تصدير للمحركات. قلق إسرائيلي لا تقتصر التحديات التي تعيق مساعي تركيا لرفع عقوبات كاتسا على الاعتبارات القانونية داخل واشنطن، بل تمتد إلى ضغوط حلفاء إقليميين -وعلى رأسهم إسرائيل- التي تخشى من تداعيات إعادة دمج تركيا في برامج السلاح الأميركية المتقدمة، خصوصا صفقة مقاتلات "إف-35". فبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، عبّرت القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب عن "قلق بالغ" إزاء احتمالات بيع هذه الطائرات الشبح لأنقرة، والتي ترى فيها تهديدا مباشرا لتفوقها العسكري النوعي في المنطقة. كما كشفت وسائل إعلام أميركية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مارس ضغوطا مباشرة على وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لوقف أي تحرك محتمل لإعادة فتح ملف المقاتلات مع تركيا. رغم ذلك، أشارت قناة "فوكس نيوز"، في تقرير نشرته بتاريخ 21 مارس/آذار الماضي، إلى أن الرئيس ترامب أبدى انفتاحا على بحث إعادة بيع "إف-35" إلى تركيا، إذا تم التوصل إلى صيغة تضمن تعطيل منظومة "إس 400" الروسية التي لا تزال بحوزة أنقرة. وأفادت القناة، أن ترامب طلب من فريقه إعداد دراسة عن "سبل إعفاء تركيا من العقوبات المفروضة بموجب كاتسا"، تمهيدا لإعادة تقييم الصفقة. View this post on Instagram A post shared by الجزيرة (@aljazeera) من جانبه، يرى المحلل السياسي مراد تورال أن إسرائيل، رغم امتلاكها أدوات ضغط مؤثرة داخل الولايات المتحدة بنفوذها في الكونغرس ولوبيات داعمة، لا تضمن بالضرورة أن تنسجم واشنطن تماما مع رؤيتها، خاصة في ظل إدارة الرئيس ترامب الحالية، التي تظهر استعدادا واضحا لاتخاذ قرارات تتعارض مع مصالح تل أبيب إذا اقتضت الضرورات الجيوسياسية ذلك. ويشير تورال في حديث للجزيرة نت، إلى أن هذا التوجه بدا جليا في مباركة إدارة ترامب للدور التركي في سوريا ورفع العقوبات عن سوريا بوساطة تركية، وهي أمور تزعج تل أبيب. وعليه، فإن تورال يعتبر أن الاعتراض الإسرائيلي قد يبطئ التقدم في هذا الملف، لكنه لن يمنع تطوره إذا ارتأت واشنطن أن استعادة تركيا إلى دائرة التعاون الدفاعي يصب في مصلحتها الإستراتيجية الأوسع.

ترامب يقيم عشاء لمستثمري العملات المشفرة وسط انتقادات بالفساد
ترامب يقيم عشاء لمستثمري العملات المشفرة وسط انتقادات بالفساد

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

ترامب يقيم عشاء لمستثمري العملات المشفرة وسط انتقادات بالفساد

أقام الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس الخميس، عشاء مغلقا في نادي الغولف الذي يملكه قرب واشنطن ، جمع كبار المستثمرين في عملته المشفرة، ما أثار انتقادات من مشرّعين ديمقراطيين وناشطين اعتبروا ذلك "فسادا" صارخا. وحضر العشاء 220 من أكبر حاملي العملة "ترامب quot; $TRUMP، وخصّت الفعالية 25 منهم من كبار المستثمرين بجلسة خاصة، وفق ما أفاد الموقع الإلكتروني للحدث، وسط تداخل مفترض لسلطته الرئاسية بمصالحه التجارية، وفق منتقدين. وأطلق ترامب العملة $TRUMP قبل ثلاثة أيام من تنصيبه، ما رفع ثروته بالمليارات وأثار تساؤلات أخلاقية. وردّ البيت الأبيض ، إن ترامب حضر بصفته "الشخصية". في الخارج رفع متظاهرون لافتات كتب عليها "أوقفوا فساد العملات المشفرة"، بينما وصفت السناتور إليزابيث وارن الفعالية بـ"حفلة فساد"، متهمة ترامب باستخدام المنصب لجني الأرباح. وكان من الحاضرين رجل الأعمال الصيني الأصل غاستن سَن، مؤسس العملة ترون (TRON) والذي وعد بضخ 93 مليون دولار في مشاريع مرتبطة بترامب، منها 20 مليونا في العملة $TRUMP. وخضع سَن لتحقيق أميركي يتعلق بالتلاعب بالأسواق، لكن الجهات الناظمة التي يسيطر عليها أفراد معينون من ترامب علقت في فبراير/شباط الإجراءات لـ60 يوما للتفاوض على تسوية. ونشر سَن مقطعا مصورا من داخل "صالة كبار الشخصيات"، قال فيه إنه بانتظار ترامب. من جهته، اعتبر غاستن أونغا من منظمة "أوقفوا فساد المال السياسي" العشاء مثالا صارخا على استفادة ترامب من الرئاسة بما يزعزع الاقتصاد الأميركي. وقال "هذا ليس مجرد باب خلفي للفساد، بل مدخل رئيسي مفروش بالسجاد الأحمر". وتزامن العشاء مع دفع مجلس الشيوخ الأميركي بمشروع قانون جديد أطلق عليه "جينياس" (GENIUS) ينظم العملات المشفرة، في خطوة طالما طالب بها هذا القطاع. في الوقت نفسه، وسّع ترامب وأبناؤه دونالد جونيور وإريك، استثماراتهم في العملات الرقمية، عبر شركة جديدة أطلق عليها "وورلد ليبرتي فايننشال"، عقدت شراكات مع مستثمرين من الشرق الأوسط. واتخذ ترامب خطوات ملموسة لتقليل الحواجز التنظيمية، بما فيها الأمر التنفيذي بإنشاء "احتياطي بيتكوين إستراتيجي" للممتلكات الحكومية من العملة الرقمية الرائدة. وسجل سعر بيتكوين قفزة غير مسبوقة الخميس متجاوزا 111 ألف دولار. وتتداول العملة الرقمية الأشهر عالميا عند نطاق 110.9 آلاف و111 ألف دولار اليوم الجمعة.

رويترز تفضح صورة مغلوطة استخدمها ترامب ضد حكومة جنوب أفريقيا
رويترز تفضح صورة مغلوطة استخدمها ترامب ضد حكومة جنوب أفريقيا

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

رويترز تفضح صورة مغلوطة استخدمها ترامب ضد حكومة جنوب أفريقيا

في خطوة أثارت جدلا واسعا، عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائه برئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا صورة ادّعى أنها توثّق دفن مزارعين بيض قُتلوا في جنوب أفريقيا. غير أن وكالة رويترز كشفت أن الصورة لا تمت بصلة لجنوب أفريقيا، بل التُقطت في جمهورية الكونغو الديمقراطية. خلال الاجتماع الذي عُقد في البيت الأبيض يوم 21 مايو/أيار الجاري، أخرج ترامب صورة مطبوعة متّهما حكومة رامافوزا بالتقاعس عن حماية المزارعين البيض، فيما بدا تكرارا لروايته القديمة حول " إبادة جماعية بيضاء" في جنوب أفريقيا، وهي مزاعم دحضها مرارا الخبراء والبيانات الرسمية. الصورة المضللة ومصدرها الصورة التي استخدمها ترامب مأخوذة من فيديو نشرته وكالة رويترز في ديسمبر/كانون الثاني 2022، ويُظهر جنازة جماعية في مدينة غوما شرقي الكونغو لضحايا سقطوا في اشتباكات بين الجيش ومتمردي حركة "إم 23″، ولا علاقة لها بالمزارعين أو بجنوب أفريقيا. ترامب استند في ادعائه إلى مقال نُشر في موقع "أميركان تنكير" (American Thinker) اليميني، تضمّن رابطا للفيديو التابع لرويترز. وأقرت محررة الموقع أندريا ويدبورغ بأن الصورة أُسيء تفسيرها، لكنها دافعت عن المقال باعتباره تسليطا للضوء على "الاضطهاد الذي يواجهه البيض في جنوب أفريقيا"، حسب تعبيرها. رد رامافوزا وموقف جنوب أفريقيا رغم الطابع المثير للجدل لهذه الاتهامات، حافظ الرئيس رامافوزا على هدوئه، وأكد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين واشنطن وبريتوريا. وبحسب مصادر مطّلعة على فحوى الاجتماع، لم يرد رامافوزا مباشرة على مزاعم ترامب، مكتفيا بالتأكيد على التزام بلاده بسيادة القانون وحماية جميع المواطنين دون تمييز. ردود فعل غاضبة وإشادة بالحكمة أثارت الحادثة ردودا غاضبة في جنوب أفريقيا، حيث وصف ناشطون ومحللون استخدام ترامب صورة مضللة بأنه "تلاعب خطير" قد يفاقم التوترات العرقية. في المقابل، تلقى رامافوزا إشادة واسعة على هدوئه وتعقّله في التعامل مع ما وُصف بـ"استفزاز غير مبرر". البيانات الحكومية في جنوب أفريقيا تشير إلى أن الجرائم التي تطال المزارعين لا تميّز بين الأعراق، ولا توجد مؤشرات على وجود "إبادة منظمة" ضد البيض، كما يروّج لها بعض التيارات في اليمين الأميركي. سياق سياسي مشحون تأتي هذه الواقعة في وقت يسعى فيه رامافوزا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الولايات المتحدة ، بينما يبدو أن ترامب، في خضم حملته السياسية المستمرة، لا يزال يوظّف الخطاب الشعبوي والإثارة الإعلامية ولو على حساب الدقة والحقائق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store