
"حبر على ورق".. مفهوم نتنياهو عن الاتفاقيات
لا يؤمن «نتنياهو» بالاتفاقيات والعهود، أسوة بأسلافه من الساسة الصهاينة، فهي بالنسبة إليهم مجرد «حبر على ورق» لن يتوانوا عن نقضها أو خرقها في حال اصطدامها بالمشروع الصهيوني الاستعماري التوسعي في فلسطين المحتلة والمنطقة.ما يزال «نتنياهو» يسُوق الحجج الزائفة لإطالة أمد حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، فعقليته الحربية المجبولة على التطرف والعنف تأبى الاستكانة للتهدئة، وتنحو دوماً للعدوان، على حساب الدم الفلسطيني النازف.في حين يواصل خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان (27 نوفمبر 2024)، ومماطلته بالانسحاب الكامل من أراضيه، باحتلال 5 مواقع إستراتيجية تمنحه نقاط مراقبة مهمة، سعياً منه لاستكمال ما فشل في تحقيقه بعدوانه، الذي شنّه في أكتوبر 2023 وصعّده في سبتمبر 2024، بما يمثل احتلالاً للأراضي اللبنانية، ويهدد أمن واستقرار المنطقة.ويستند الاحتلال إلى مُسوّغات دينية مزعومة في نصوص التوراة والتلمود، لتبرير نقض العهود وإضفاء ادعاءات «الشرعية» على أطماعه الاستعمارية التوسعية بالمنطقة. إذ تحث التوراة «بني إسرائيل» على عدم إبرام المواثيق والاتفاقيات مع أهل الأرض التي يحتلونها، حيث جاء فيها ((.. لا تقطع لهم عهداً)) (سفر التثنية، الإصحاح 7)، وورد أيضاً (( وأنتم لا تعاهدوا أهل هذه الأرض..)) (سفر القضاة، الإصحاح 2)، وتزعم نصوصها بأن الرب يخاطبهم ويدعوهم لنقض العهود وطرد سكان الأرض التي يحتلونها، فجاء فيها ((قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهتك وتنقض) (سفر أرميا، الإصحاح 1)، و((إني أطرد الأمم من قدامك وأوسع تخومك)) (سفر الخروج، الإصحاح 34).ويـأتي التلمود ليرسخ ما ورد في طيات التوراة؛ فأجازت تعاليمه استباحة امتلاك الأراضي والاستفادة من ثرواتها، واللجوء إلى العنف ونقض العهود والمواثيق من أجل السيطرة عليها.ولا يعني ذلك أن اليهودية قد تسببت وحدها في خلق عقلية عدوانية توسعية، أو أنها أدت إلى ظهور الصهيونية، ولكن ثمة اندماج أو ارتباط اختياري بين اليهودية ونمط معين من مناخ ديني أوجدته، مما خلق عند اليهود استعداداً كامناً للتأثر بأفكار معينة يختلط فيها المطلق بالنسبي والمقدس بالقومي، فيما ارتبطت تلك العقائدية في أذهانهم بنوع من العصبية الدينية التي استسهلت فيما بعد قوالب القومية العنصرية التوسعية وحدودها الضيقة. كما أن تفسير الأفكار الدينية يلعب دوراً محورياً في مدى فعاليتها على المستوى السياسي والمجتمعي وفي الشكل الذي قد تأخذه، وهو أمر وجد صِيغه في تيار قوي في الفكر الديني اليهودي الإصلاحي والتقليدي الأرثوذكسي فسر هذه الأفكار بطريقة أكسبتها مضموناً روحياً ودينياً معيناً.إن نهج خرق المعاهدات والاتفاقيات مُتجذر في الفكر الصهيوني، وقد سبق وأن عبر عنه الصهيوني المتطرف «إسحق شامير» بعد مؤتمر مدريد للسلام (1991) حينما رأى أنها «مجرد أوراق يُطلق عليها أوراق سلام، لن ترتقي إلى ذات الأهمية التي تشكلها الأرض، فمعاهدة السلام يمكن تمزيقها بينما الأرض لا يمكن استعادتها بسهولة»، وهو النهج الذي التزم به فيما بعد بوصفه أحد أبرز أقطاب حزب الليكود، وسليل الجذور الفكرية التي وضعها الصهيوني الأكثر غلواً «زئيف جابوتنسكي»، والتي يطبقها «نتنياهو» بحرفية متطرفة.إن اتفاقيات ومعاهدات السلام في منظور الكيان الصهيوني ذات سمة مؤقتة ومرحلة يستجمع خلالها قوته لتنفيذ مخططه الاستعماري، بما يجعلها عُرضة دوماً للخرق والنقض، فلم تقف حائلاً أمام قيامه بشن الحروب والتوسع، ولم تمنعه من اجتياح الأراضي العربية وقصفها وإعادة احتلال بعضها.ومنذ «أوسلو» (1993)؛ فإن كل اتفاق مع الاحتلال كان قابلا للتفاوض والتمديد، وكل جدول زمني كان قابلا للاختراق دوماً. ورغم التزام السلطة الفلسطينية ببنود الاتفاقيات وشروط وإملاءات الكيان المُحتل، إلا أن ذلك كان يُقابل على الدوام منه بالمماطلة وعدم تنفيذ الاتفاقيات وطلب المزيد من التنازلات.إن ذلك نابع من تصور يعتقد أن تقديم التنازلات الجزئية هي السبيل لحل الصراع العربي– الصهيوني، وحث الاحتلال على انتهاج السلام طريقاً لاستقرار المنطقة، ولكنه في المنظور الصهيوني يعني أن كل تنازل يحصل عليه معناه الاقتراب خطوة أخرى من التنازل الكلي، فالصهيونية لا تفهم لغة السلام، بل تعتمد التوسع نهجاً وتتعايش مع حالة الحروب الدائمة لتغذية كيانها بمقومات الحياة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ 27 دقائق
- سواليف احمد الزعبي
البيت الأبيض: أولوية ترمب إنهاء حرب غزة
#سواليف ال البيت الأبيض ، مساء الاثنين، ما يلي : #الرئيس_ترمب سيناقش مع نتنياهو #مقترح #وقف_إطلاق_النار في #غزة إلى جانب قضايا أخرى. نأمل أن توافق حماس على مقترح وقف إطلاق النار ويعود الرهائن. أولوية الرئيس ترمب هي إنهاء الحرب في غزة وعودة كل الرهائن. ويتكوف ينوي زيارة الدوحة هذا الأسبوع من أجل المشاركة في المحادثات


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
وزير دفاع الاحتلال: اليهودي الذي يحرق منزلا فلسطينيا ليس إرهابيا
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس إن «اليهودي الذي يحرق منزلا فلسطينيا لا يعد إرهابيا»، وذلك خلال إحاطة قدمها للمراسلين العسكريين، مساء الاثنين، حول التطورات بالضفة الغربية. وفي تعليقه على اعتداءات المستوطنين المعروفة باسم «فتيان التلال»، أوضح كاتس أن الحكومة الإسرائيلية لا تعتزم إعادة فرض الأوامر الإدارية ضد هؤلاء، معتبرا أن «مسؤولية تطبيقها تقع على عاتق الشرطة فقط». وأضاف: «لا نية لإلغاء الاعتقالات الإدارية بحق الفلسطينيين، لكن لا يمكن تصنيف هجمات المستوطنين على أنها إرهاب»، في إشارة إلى سلسلة من الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية. يأتي ذلك في وقت اعتدت مجموعة من المستوطنين مساء الاثنين على عدد من رعاة الأغنام في محيط قرية المنيا جنوب شرق في بيت لحم بالضفة الغربية. وأفاد رئيس مجلس قروي المنيا زايد كوازبة، أن الاعتداء وقع في منطقة خلايل القصر، حيث هاجم المستوطنون الرعاة وهم يرتدون الزي العسكري، وهددوهم بالسلاح، بهدف ترهيبهم ومنعهم من الوصول إلى المراعي. وفي بلدة سبسطية شمال غرب نابلس، هاجم مستوطنون منازل المواطنين بالحجارة وقطع الحديد، كما اقتحموا المنطقة الأثرية في البلدة ثلاث مرات متتالية تحت حماية الجنود الإسرائيليين، وفق ما أكده رئيس البلدية محمد عازم. وفي شرق قلقيلية، داهم مستوطنون من بؤرة «حي جدعون» الاستيطانية أرضا زراعية تابعة لأهالي كفر قدوم، وأغلقوا طريقا بالحجارة لمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم. وقد أُقيمت البؤرة مؤخرا على أراض تم تجريف نحو 10 دونمات منها. في غضون ذلك، قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن السلطات الإسرائيلية أعلنت الاثنين عن مصادرة 744 دونما من أراضي قريتي المغير وخربة جبعيت شمال شرق رام الله، بزعم أنها «أراضي دولة». وتهدف هذه الخطوة، بحسب الهيئة، إلى شرعنة بؤرة «ملاخي هشالوم» الاستيطانية التي أُنشئت عام 2015. وبهذه المصادرة، ترتفع المساحة الإجمالية للأراضي التي تم الاستيلاء عليها منذ بداية حكومة اليمين المتطرف في 2023 إلى أكثر من 25 ألف دونم، وفق بيانات رسمية فلسطينية. هذا وبدأت جرافات إسرائيلية، الاثنين، بهدم عشرات المباني السكنية في مخيم طولكرم للاجئين، في إطار خطة تشمل هدم 104 مبان تضم قرابة 400 منزل، وذلك رغم تجميد المحكمة العليا الإسرائيلية لأوامر الهدم في وقت سابق.


العرب اليوم
منذ ساعة واحدة
- العرب اليوم
ترامب ونتنياهو يٌناقشان وقف الحرب في غزة وإعادة الرهائن وضمانات لمنع التصعيد
يستقبل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب ، اليوم الاثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، الذي تعد زيارته إلى البيت الأبيض الثالثة منذ عودة ترامب إلى السلطة قبل نحو ستة أشهر. وقد عبر نتنياهو عن اعتقاده بأن مناقشاته مع الرئيس الأميركي، اليوم، ستسهم في دفع محادثات تحرير المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة، فيما يتوقع ترامب أن من الممكن التوصل لاتفاق هذا الأسبوع. إلى ذلك نقلت هيئة البث الإسرائيلية أيضا عن مصادر لم تسمّها أن إدارة ترامب مستعدة لضمان عدم عودة الحرب في غزة بعد مهلة الـ60 يوما إذا كان ذلك مناسبا، وأن مسألة المساعدات وتوزيعها في غزة لن تشكل عقبة للتوصل لاتفاق. وبالتزامن، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الجيش أبلغ المستوى السياسي في الحكومة صعوبة تحقيق "هدفي الحرب بإعادة الرهائن والقضاء على حماس في وقت واحد"، وأن الجيش طالب الحكومة بتحديد ما يجب فعله أولا وأنه "يرى أن إعادة الرهائن من غزة يجب أن تكون أولا". يأتي ذلك فيما نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، تعثر المفاوضات في الدوحة. وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، أكد مسؤولون في مكتب نتنياهو أن المحادثات تمضي قدما بإيجابية بالرغم من أن "رد حماس على مقترح ويتكوف كان أقل من المأمول". كما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤول إسرائيلي إن وفد التفاوض في الدوحة أبلغ نتنياهو بأن المحادثات تمضي بإيجابية. وقال نتنياهو، أمس الأحد، قبل أن يصعد طائرته متجها إلى واشنطن إن المفاوضين الإسرائيليين المشاركين في محادثات وقف إطلاق النار لديهم تعليمات واضحة بالتوصل إلى اتفاق بشروط قبلتها إسرائيل. وأضاف: "أعتقد أن النقاش مع الرئيس ترامب سيسهم بالتأكيد في تحقيق هذه النتائج"، وأكد أنه مصمم على ضمان عودة المحتجزين في غزة والقضاء على تهديد حركة حماس لإسرائيل. وعبر ترامب عن اعتقاده أن من الممكن التوصل لاتفاق لتحرير الرهائن ووقف إطلاق النار هذا الأسبوع، الأمر الذي قد يؤدي إلى إطلاق سراح "عدد لا بأس به من الرهائن"، بحسب تعبيره. وأضاف في تصريحات للصحافيين قبل العودة إلى واشنطن بعد قضاء عطلة نهاية الأسبوع في نيوجيرسي: "أعتقد أن ثمة فرصة جيدة لإبرام اتفاق مع حماس خلال الأسبوع". ويزداد الضغط الشعبي على نتنياهو للاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، وهي خطوة يعارضها بعض الأعضاء المتشددين في الائتلاف اليميني الحاكم بينما يدعمها آخرون منهم وزير الخارجية، جدعون ساعر. وقالت حماس يوم الجمعة إن ردها على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة المدعوم من الولايات المتحدة "اتسم بالإيجابية"، وذلك بعد أيام قليلة من قول ترامب إن إسرائيل وافقت على "الشروط اللازمة لوضع اللمسات النهائية" على هدنة مدتها 60 يوما. أعتقد أن النقاش مع الرئيس ترامب سيسهم بالتأكيد في تحقيق هذه النتائج.. هو مصمم على ضمان عودة الرهائن في غزة والقضاء على تهديد حركة حماس لإسرائيل وذكر نتنياهو مرارا أنه يجب نزع سلاح حماس، وهو مطلب ترفض الحركة المسلحة مناقشته. وعبر نتنياهو عن اعتقاده بأنه وترامب سيبنيان على نتائج الحرب الجوية التي استمرت 12 يوما الشهر الماضي مع إيران، وسيسعيان إلى ضمان عدم امتلاك طهران سلاحا نوويا. وأضاف أن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط أتاحت فرصة لتوسيع دائرة السلام. واندلعت الحرب عندما قادت حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واقتياد واحتجاز 251 في غزة. وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل على القطاع منذ ذلك الحين أدت إلى مقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني، وإلى أزمة جوع، فضلا عن نزوح جميع سكان غزة وإلحاق الدمار بأنحاء القطاع. ويُعتقد أن حوالي 20 من المحتجزين المتبقين ما زالوا على قيد الحياة. وأُطلق سراح غالبية المحتجزين عبر مفاوضات دبلوماسية، وتمكن الجيش الإسرائيلي أيضا من إخراج بعضهم من غزة. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :