
ما هو تأثير الهجوم الإسرائيلي على برنامج إيران النووي؟
فيينا, 14-6-2025 (أ ف ب) – وجّه الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على إيران اعتبارا من الجمعة، ضربة لبرنامج طهران النووي لكن تأثيرها ليس مدمرا في هذه المرحلة، وفقا لخبراء.
وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أن الهجوم 'سيستمر ما يلزم من أيام'، بينما أكد الجيش أن المعلومات الاستخبارية كانت تؤشر الى أن طهران تقترب من 'نقطة اللاعودة' في البرنامج النووي.
– ما هو حجم الضرر؟ –
قال علي واعظ، الباحث المتخصص في ملف إيران في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية أميركية، لوكالة فرانس برس 'بإمكان إسرائيل إلحاق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني، لكن من غير المرجح أن تتمكن من تدميره'.
وأكد أن اسرائيل لا تملك القنابل الثقيلة اللازمة 'لتدمير منشآت نطنز وفوردو المحصنة' في عمق الجبال.
ولفتت كيلسي دافنبورت، الخبيرة في 'آرمز كونترول أسوسييشن' إلى أنه للقيام بذلك، ستحتاج اسرائيل إلى 'مساعدة عسكرية أميركية'. وأضافت أنه لا يمكن القضاء على المعرفة التي اكتسبتها طهران، على الرغم من مقتل تسعة علماء نوويين في الضربات.
حاليا، 'دُمِّرَ' قسم رئيسي فوق الأرض من منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز في وسط البلاد، بحسب ما نقلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن السلطات الإيرانية.
واعتبر معهد العلوم والأمن الدولي وهو مركز أبحاث مقرّه في واشنطن ومتخصص في الأسلحة النووية، أن الدمار الذي أكدته صور الأقمار الاصطناعية، 'جسيم'.
ولفت المعهد في تقرير له إلى أن الهجمات التي تستهدف إمدادات الطاقة في المنشأة يمكن أن تُلحق أضرارا بالغة بآلاف أجهزة الطرد المركزي الموجودة، وهي الأجهزة المستخدمة لتخصيب اليورانيوم، 'في حال نفدت (طاقة) البطاريات الاحتياطية'.
وأكد المعهد أن موقع نطنز 'لن يتمكن من العمل لفترة من الوقت، على أقل تقدير'.
كما استهدف الهجوم الاسرائيلي منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وأعلنت إيران أن أضرارا محدودة لحقت به.
واستهدف الهجوم الاسرائيلي أيضا مصنعا لتحويل اليورانيوم في أصفهان (وسط).ويُعتقد أن هذا المجمع يحتوي على احتياطيات كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب.
وفي هذه المرحلة، لا يمكن معرفة ماذا حدث لهذا المخزون.
وقال واعظ 'إذا نجحت إيران في نقل بعض (مخزوناتها) إلى منشآت سرية، فستكون إسرائيل قد خسرت اللعبة'.
– ما هي المخاطر على السكان؟ –
لم ترصد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أي زيادة في مستويات الإشعاع في مختلف المواقع المتضررة.
وأكدت دافنبورت أن 'خطر أن تؤدي الهجمات على منشآت تخصيب اليورانيوم إلى انبعاثات إشعاعية خطيرة، ضئيل جدا'.
لكن قد يكون لأي هجوم على محطة بوشهر للطاقة النووية (جنوب) 'عواقب وخيمة على الصحة والبيئة'.
وأكد المدير العام للوكالة الدولية رافايل غروسي الجمعة أن المواقع النووية 'لا يجب أن تُهاجم أبدا، بغض النظر عن السياق أو الظروف، لأن ذلك قد يضر بالسكان والبيئة'.
– هل إيران قريبة حقا من إنتاج قنبلة ذرية؟ –
بعد انسحاب الولايات المتحدة في العام 2018 أحاديا من الاتفاق النووي الدولي المبرم في 2015 بين إيران والقوى الكبرى، تراجعت طهران تدريجا عن معظم التزاماتها الأساسية بموجبه، لا سيما من خلال تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز بكثير حد 3,67% الذي حدده الاتفاق.
وفي منتصف أيار/مايو، بلغ مخزون طهران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، 408,6 كلغ، بحسب الوكالة.
وفي حال خُصب هذا المخزون بنسبة 90%، وهو المستوى المطلوب لتطوير قنبلة ذرية، فسيوفر كمية كافية لإنتاج أكثر من تسع قنابل.
وإيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك أسلحة نووية وتخصب اليورانيوم إلى هذا المستوى، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تشكو أيضا من عدم تعاون طهران.
وتنفي إيران تطوير أسلحة نووية.
ولفتت دافنبورت إلى أنه 'حتى الآن، فاقت تكاليف التسلح فوائده. لكن هذه الحسابات قد تتغير في الأسابيع المقبلة'.
وأضافت 'أعاقت الضربات الإسرائيلية إيران على الصعيد التقني، لكنها على الصعيد السياسي تُقرّبها من امتلاك أسلحة نووية'.
ولفتت إلى وجود 'خطر حقيقي بتحويل اليورانيوم المخصب' في عملية 'قد تجري خلال أسابيع من دون أن يلاحظها أحد'، إذ تمنع الضربات الحالية مفتشي الوكالة الدولية من الوصول للمواقع.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 8 ساعات
- موقع كتابات
العدوان الأمريكي الإسرائيلي المستمرعلى ايران
اعترف تنيناهوان الادارة الأمريكية على علم بالهجوم الأسرائيلي الواسع الذي اطلق عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو اسم (الأسد الصاعد) نفذته 200طائرة مقاتلة فجر الجمعة المصادف13/6/2025على إيران قصفت خلاله اهدافا نووية مختلفة ومصانع صواريخ باليستية داخل ايران واغتالت مالا يقل عن (20) من القادة العسكريين وعلماء الذرة الإيرانيين 0 ويمكن القول ان امريكا هي من خطط لذلك الهجوم خلف الكواليس في امريكا واسرائيل بتخطيط مشترك بين الطرفين تمهيدا للعدوان على ايران واقول عدوانا لأن السلاح النووي موجود لدي كثير من الدول في العالم ومنها باكستان والهند وكوريا لماذا إيران ممنوع عليها وفق المزاج السياسي الأمريكي – الأسرائيلي امتلاك هذا النوع من السلاح وتتعاطف وتتناغم وتتطابق مع الباطل لهاتين الدولتين الاستعمارية أمريكا والمحتلة إسرائيل الوكالة الدولية للطاقة التي نقلت عنها الصحف اعتماد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس 12/6/2025، قرارًا يدين 'عدم امتثال' إيران لالتزاماتها النووية، في تحذير جديد قبل إحالة الملف على الأمم المتحدة وهذا دليل على ان الأمم المتحدة خاضع لـتأثيرالسياسة الخارجية الأمريكية وإرادة اللوبي الصهيوني 0 وهذا نفاق واباطيل من مجلس محافظي الطاقة الذرية وتواطئ مفضوح من قبل هذا المجلس والأمم المتحدة مع اسرائيل وامريكا فكليهما يملك سلاح نووي فإسرائيل تملك ما لا يقل عن 200رأس نووي ولكنها الطفل الدولي المدلل التي لا تخضع اسلحتها النووية للرقابة الدولية تلك الأسلحة التي طالب بعض اعضاء حكومة نتنياهو المتطرفة باستخدام السلاح النووي ضد اهالي قطاع غزة التي تبيدهم اسرائيل بشكل تدريجي عبر مجازر يومية لم تتوقف منذ اكثر من 600يوم اما امريكا فحيازتها للسلاح النووي مكشوفة منذ ايام الحرب العالمية الثانية عبر استخدامها لهذا السلاح ضد اليابان في تلك الحرب 0 ولكن ايَّةُ انتقائية باطلة ومجحفة هذه التي تتعامل مع اهل الأرض بمكيالين قسم منهم يحق له امتلاك اسلحة الدمار الشامل فهو في أمان من المراقبة والمحاسبة الدولية وقسم آخرمثل إيران لا يحق له امتلاك هذا السلاح وينبغي خنقه بالعقوبات الإقتصادية وقتل شعبه وتدمير ارضه وتمزيق دولته واسقاط حكومته للحيلولة بينه وبين امتلاك هذا النوع من السلاح فأيُّ قسمة ضيزى هذه في عهد الإنسانية المعاصرة ذات الديمقراطية العالمية والدعوة الى علاقات انسانية طيبة بين امم وشعوب الأرض تتسم بالسلم الانساني والتبادل الطيب للمواقف النافعة والتضامن العالمي 0 وكل ذلك الباطل والإصطفاف الأعمى يجري خوفا على اسرائيل من ان تستخدم ايران ضدها السلاح النووي ومن قال لهم من اهل الحق ومن سمح لهم من اهل العدل بأن إيران ستستخدم هذا السلاح ضد هذا الكيان ، إنه الخوف غير المبرر الذي يأتي على خلفية تؤمن بها امريكا والدول الغربية التي تدعمها بأن وجود دولة يهودية في فلسطين أمرغير صحيح وشاذ ومنحرف عن القواعد والقوانين الدولية الصحيحة والسليمة التي تسمح بقيام الدول وان هذه الدولة وفق الواقع الذي تعيشه ستتآكل من الداخل وتزول دون الحاجة الى تدخل خارجي في ذلك ولكن إيهام اليهود بأن الداخل آمن وأن هناك تهديدا خارجيا عليهم يساهم في تعزيز رغبة الصهيوني في البقاء في فلسطين ويزيل هاجس الخوف من نفسه من العوامل الخارجية بوجود قوة عسكرية قادرة على إيقاف أيَّ تهيد خارجي عنه والمحافظة على أمنه القومي0 ولكن أعود لأقول:- اعتقد ان هناك تسائل يدور في اعماق كل واحد منهم واقصد المستوطنين الصهاينة الذين جاءوا بمساعدة بريطانية واحتلوا ارض فلسطين ومارسوا شتى انواع الجرائم في حروب ضد الإنسانية في مصادرة حق الكينونة وحق الوجود للإنسان الفلسطيني وفي حرب إبادة ضد الإنسان ذاته في انتزاع ارض وطنه منه من طريق تغييبه الأبدي وترحيله عنها بالقوة هذا التسائل هو هل يحق لهم (الصهاينة) سلب وطن الغير وتحويله الى وطن لهم والى متى يبقى كل واحد منهم يده على زناد سلاحه ليحرس نفسه واسرته ودولته المزعومة من مقاومة اهل الأرض لهم من اجلاستعادة وطنهم الذي سلبوه منهم هذا التسائل سيساهم في المستقبل في زعزعة العوامل النفسية لدى كل صهيوني الذي سيفضل معها مغادرة فلسطين بحثا عن مكان آمن له ولأسرته وهو العودة الى وطنه الام الذي ضحكت عليه الصهيونية العالمية واغرته بمغادرته الى يباب الأمل وخيبة الرجاء 0 اكرر ان ما قامت به امريكا واسرائيل من عداون مستمر على ايران حتى هذه الساعة وهي دولة ذات سيادة ومستقلة وعضو في هيئة الأمم المتحدة انه عدوان صارخ بكل القوانين والاعراف ومقرون بالصلف الاسرائيلي الذي يحيل الناس من خلاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى مزاجه الشخصي الفاسد فيقول ان إيران لا يحق لها امتلاك السلاح النووي ويستدرك فيقول انه لا يحق لها حتى امتلاك المواد والأجهزة التي تساعدها على تخصيب اليورانيوم 0 اما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي امتدح وأثنى على الهجوم الإسرائيلي بقوله بأن الهجوم كان ممتازا فقد هدد ايران بكل عنجهية واسراف في الإستعلاء بأن إيران عليها ان تستمر في المفاوضات مع امريكا بشأن برنامجها النووي وعليها ان تقدم تنازلات وإلاّ فسوف ترى وتلمس هجومات شديدة كما جاء في خاتمة منشور له قوله :- ( 'يجب على إيران إبرام صفقة، قبل أن يضيع كل شيء، وإنقاذ ما كانت تُعرف سابقًا بالإمبراطورية الإيرانية. لا مزيد من الموت، لا مزيد من الدمار، فقط افعلوا ذلك، قبل فوات الأوان. بارك الله فيكم جميعًا!'.) أي يا حكومة ايران ويا أهل إيران تنازلو لنا عن كل حق لكم فانتم لا قبل لكم في قتال امريكا التي تعرفونها فهي صاحبة اقوى سلاح وافتك ذخيرة واوسع قدرة تكنلوجية والعالم وانتم تعرفون ذلك لا احد يستطيع ان يقاتل امريكا لأنه لا شك سيخسر المعركة فقط افعلوا ذلك استسلموا قبل ان تندموا 0


موقع كتابات
منذ 8 ساعات
- موقع كتابات
إسرائيل وإيران: النار التي لا تنطفئ
ما حدث في فجر الثالث عشر من حزيران 2025 لم يكن مجرد ضربة عسكرية اعتيادية بين عدوين تقليديين ، بل لحظة مفصلية في صراع طويل ومركب تتداخل فيه الجغرافيا بالتاريخ ، وتتشابك فيه المصالح السياسية بالهواجس الأمنية والعقائدية . الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت العمق الإيراني لم تكن عشوائية ولا عابرة ، بل جاءت في إطار رؤية استراتيجية ترى في المشروع النووي الإيراني خطراً وجودياً ، وترى في الوقت الحالي نافذة نادرة للضغط المكثف قبل أن تُغلق . لم تكتفِ إسرائيل باستهداف منشآت تخصيب اليورانيوم في نطنز وخونداب ، بل وجهت صواريخها وطائراتها نحو مراكز عسكرية حساسة في قلب طهران ، وامتدت يدها إلى قادة كبار في الحرس الثوري ، لتقول بوضوح إن معركة 'الظلال' قد انتهت ، وإن المعركة الآن أصبحت في الضوء . في المقابل ، لم يكن الرد الإيراني غائباً ، لكنه جاء مرسوماً بحذر شديد ، إذ أطلقت طهران عشرات الطائرات المسيّرة نحو الأراضي الإسرائيلية ، في عملية حملت طابعاً رمزياً أكثر منها عملاً ردعياً حقيقياً ، وكأن طهران أرادت أن تقول : 'نحن هنا ، لكننا لن نفتح الأبواب للجحيم الآن' . الرد المحدود يعكس المأزق العميق الذي تعيشه إيران ، فهي من جهة غير قادرة على البقاء صامتة أمام ضربة بهذا الحجم ، لما فيها من إذلال سياسي وعسكري ، ومن جهة أخرى لا تملك ترف الانزلاق إلى حرب شاملة وسط أزمة اقتصادية خانقة ، وغضب شعبي داخلي ، وبيئة إقليمية معادية ، وصبر دولي بدأ ينفد . ومع أن قادة طهران تعهدوا بالرد 'في الوقت المناسب' ، إلا أن التوقيت المناسب يبدو مؤجلاً ، وربما يأتي عبر وكلاء كحزب الله أو مليشيات العراق ، وليس من بوابة مواجهة مباشرة ، على الأقل في الوقت الراهن. اللافت أن هذه العملية شكلت قطيعة مع نمط المواجهات التقليدية بين الطرفين ، إذ لطالما اقتصرت المعارك على أراضٍ ثالثة مثل سوريا أو لبنان ، أو عبر عمليات سيبرانية وهجمات استخباراتية ، أما اليوم ، فإن الضربات وقعت في قلب إيران ، واستهدفت رموز قوتها النووية والعسكرية والبشرية في آن واحد ، مما يؤكد أن ميزان الردع التقليدي بدأ ينهار. إسرائيل لم تعد تكتفي بالتلويح بالقوة ، بل قررت استخدامها علناً ، في سلوك يشي بأن الزمن – من وجهة نظرها – يعمل لصالح طهران ، لا العكس. وربما ترى القيادة الإسرائيلية أن تأجيل المواجهة يعني القبول بإيران نووية خلال سنوات ، إن لم يكن شهوراً . لذلك جاءت الضربة بهذا الحجم ، وبهذا العلن. الولايات المتحدة ، التي كانت في الماضي تمثل مظلة استراتيجية لإسرائيل ، بدت أكثر تحفظاً هذه المرة ، بل إن موقفها أقرب إلى الحياد الحذر . الإدارة الأمريكية ، المنشغلة بانتخابات تلوح في الأفق ، وبملفات داخلية ضاغطة ، لم تندد بالهجوم ، بل اكتفت بالتعبير عن القلق ، وكأنها تبارك الضربة بصمت. أما الخليج العربي ، ورغم صمته العلني ، فقد وجد في العملية فرصة لإضعاف خصمه التاريخي. دول مثل السعودية والإمارات ، التي عانت لعقود من العبث الإيراني بأمنها ، لن تذرف الدموع على ما جرى ، بل لعلها شاركت لوجستياً أو استخباراتياً ، ولو من خلف الستار ، فالصراع بين العرب وطهران أعمق من أن يظهر في عناوين الأخبار. في الخارج ، لم يكن العالم أقل بروداً . صحيح أن بعض العواصم الأوروبية دعت إلى التهدئة ، لكن اللافت هو أن فكرة 'ضرب إيران' لم تعد صادمة كما كانت ، بل أصبحت مقبولة ضمناً في العقل السياسي الغربي ، وكأن المنطقة خُلقت كي تكون حقل اختبار دائم لصراعات لا تنتهي. وهذا بحد ذاته أخطر من الضربة العسكرية ، لأن تطبيع الضربات يعِد بتكرارها، وتكرارها يقود إلى حرب شاملة في النهاية. ما جرى، إذن ، ليس نهاية مرحلة بل بدايتها. العملية الإسرائيلية على إيران فتحت الباب أمام صيف سياسي وعسكري ملتهب ، تتغير فيه قواعد الاشتباك ، وقد تُعاد فيه صياغة التحالفات والمعارك من جديد. إسرائيل قالت كلمتها ، وإيران تُعد العدة لكلمة أخرى ، وربما ينتظر الطرفان الجولة التالية على أرض أخرى ، أو بوسائط مختلفة. لكن ما هو مؤكد أن الشرق الأوسط دخل مرحلة جديدة من الصراع ، لا تحكمها خطوط حمراء ، ولا تضبطها التفاهمات القديمة. هي مرحلة التوازن على صفيح مشتعل ، يهدد بالانفجار في كل لحظة ، ولا أحد يعرف كيف ومتى وأين ستكون الشرارة التالية.


الزمان
منذ 12 ساعات
- الزمان
ما هو تأثير الهجوم الإسرائيلي على برنامج إيران النووي؟
فيينا, 14-6-2025 (أ ف ب) – وجّه الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على إيران اعتبارا من الجمعة، ضربة لبرنامج طهران النووي لكن تأثيرها ليس مدمرا في هذه المرحلة، وفقا لخبراء. وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أن الهجوم 'سيستمر ما يلزم من أيام'، بينما أكد الجيش أن المعلومات الاستخبارية كانت تؤشر الى أن طهران تقترب من 'نقطة اللاعودة' في البرنامج النووي. – ما هو حجم الضرر؟ – قال علي واعظ، الباحث المتخصص في ملف إيران في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية أميركية، لوكالة فرانس برس 'بإمكان إسرائيل إلحاق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني، لكن من غير المرجح أن تتمكن من تدميره'. وأكد أن اسرائيل لا تملك القنابل الثقيلة اللازمة 'لتدمير منشآت نطنز وفوردو المحصنة' في عمق الجبال. ولفتت كيلسي دافنبورت، الخبيرة في 'آرمز كونترول أسوسييشن' إلى أنه للقيام بذلك، ستحتاج اسرائيل إلى 'مساعدة عسكرية أميركية'. وأضافت أنه لا يمكن القضاء على المعرفة التي اكتسبتها طهران، على الرغم من مقتل تسعة علماء نوويين في الضربات. حاليا، 'دُمِّرَ' قسم رئيسي فوق الأرض من منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز في وسط البلاد، بحسب ما نقلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن السلطات الإيرانية. واعتبر معهد العلوم والأمن الدولي وهو مركز أبحاث مقرّه في واشنطن ومتخصص في الأسلحة النووية، أن الدمار الذي أكدته صور الأقمار الاصطناعية، 'جسيم'. ولفت المعهد في تقرير له إلى أن الهجمات التي تستهدف إمدادات الطاقة في المنشأة يمكن أن تُلحق أضرارا بالغة بآلاف أجهزة الطرد المركزي الموجودة، وهي الأجهزة المستخدمة لتخصيب اليورانيوم، 'في حال نفدت (طاقة) البطاريات الاحتياطية'. وأكد المعهد أن موقع نطنز 'لن يتمكن من العمل لفترة من الوقت، على أقل تقدير'. كما استهدف الهجوم الاسرائيلي منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وأعلنت إيران أن أضرارا محدودة لحقت به. واستهدف الهجوم الاسرائيلي أيضا مصنعا لتحويل اليورانيوم في أصفهان (وسط).ويُعتقد أن هذا المجمع يحتوي على احتياطيات كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب. وفي هذه المرحلة، لا يمكن معرفة ماذا حدث لهذا المخزون. وقال واعظ 'إذا نجحت إيران في نقل بعض (مخزوناتها) إلى منشآت سرية، فستكون إسرائيل قد خسرت اللعبة'. – ما هي المخاطر على السكان؟ – لم ترصد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أي زيادة في مستويات الإشعاع في مختلف المواقع المتضررة. وأكدت دافنبورت أن 'خطر أن تؤدي الهجمات على منشآت تخصيب اليورانيوم إلى انبعاثات إشعاعية خطيرة، ضئيل جدا'. لكن قد يكون لأي هجوم على محطة بوشهر للطاقة النووية (جنوب) 'عواقب وخيمة على الصحة والبيئة'. وأكد المدير العام للوكالة الدولية رافايل غروسي الجمعة أن المواقع النووية 'لا يجب أن تُهاجم أبدا، بغض النظر عن السياق أو الظروف، لأن ذلك قد يضر بالسكان والبيئة'. – هل إيران قريبة حقا من إنتاج قنبلة ذرية؟ – بعد انسحاب الولايات المتحدة في العام 2018 أحاديا من الاتفاق النووي الدولي المبرم في 2015 بين إيران والقوى الكبرى، تراجعت طهران تدريجا عن معظم التزاماتها الأساسية بموجبه، لا سيما من خلال تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز بكثير حد 3,67% الذي حدده الاتفاق. وفي منتصف أيار/مايو، بلغ مخزون طهران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، 408,6 كلغ، بحسب الوكالة. وفي حال خُصب هذا المخزون بنسبة 90%، وهو المستوى المطلوب لتطوير قنبلة ذرية، فسيوفر كمية كافية لإنتاج أكثر من تسع قنابل. وإيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك أسلحة نووية وتخصب اليورانيوم إلى هذا المستوى، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تشكو أيضا من عدم تعاون طهران. وتنفي إيران تطوير أسلحة نووية. ولفتت دافنبورت إلى أنه 'حتى الآن، فاقت تكاليف التسلح فوائده. لكن هذه الحسابات قد تتغير في الأسابيع المقبلة'. وأضافت 'أعاقت الضربات الإسرائيلية إيران على الصعيد التقني، لكنها على الصعيد السياسي تُقرّبها من امتلاك أسلحة نووية'. ولفتت إلى وجود 'خطر حقيقي بتحويل اليورانيوم المخصب' في عملية 'قد تجري خلال أسابيع من دون أن يلاحظها أحد'، إذ تمنع الضربات الحالية مفتشي الوكالة الدولية من الوصول للمواقع.