logo
كيف تحافظ على صحة قلبك؟

كيف تحافظ على صحة قلبك؟

شفق نيوزمنذ يوم واحد

القلب السليم هو أساس عمل الجسم بكفاءة، إذ يضخ الدم ويوصل الأكسجين والعناصر الغذائية الأساسية إلى مختلف أنحاء الجسم.
وتُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول للوفاة حول العالم، حيث تودي بحياة قرابة 18 مليون شخص سنوياً، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ومن بين كل خمس وفيات بأمراض القلب، أربع حالات يعود سببها إلى النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
ويؤكد أطباء القلب أن الحفاظ على صحة القلب أمر يمكن تحقيقه من خلال ممارسات يومية، ويُقاس ذلك لدى البالغين بمعدل نبض يتراوح بين 60 و100 ضربة في الدقيقة أثناء الراحة.
ويقول الدكتور إيفان ليفين، طبيب القلب من الولايات المتحدة: "يمكننا تقليل الأضرار التي تصيب القلب في وقت مبكر من الحياة عبر نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والامتناع عن التدخين".
لكن، هل الأمر بهذه البساطة؟ هل يعني القلب السليم بالضرورة أن يُقلّل خطر الإصابة بنوبة قلبية؟
بدايةً، ما هي النوبة القلبية؟
النوبة القلبية تحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى القلب فجأة.
وعندما ينقطع تدفق الدم الذي يحمل الأكسجين إلى القلب، قد تتضرر عضلة القلب أو تبدأ بالموت. بدون علاج فوري، قد تتعرض عضلات القلب لأضرار لا يمكن معالجتها. وإذا تلف جزء كبير من القلب بهذا الشكل، قد يتوقف القلب عن النبض، وهو ما يعرف بالسكتة القلبية، مما يؤدي إلى الوفاة.
نصف الوفيات الناتجة عن النوبات القلبية تحدث خلال الساعات الثلاث إلى الأربع - الأولى بعد ظهور الأعراض، لذلك من الضروري التعامل مع أعراض النوبة القلبية كحالة طارئة تستدعي العلاج الفوري.
ويُعد مرض الشريان التاجي السبب الأكثر شيوعاً للنوبات القلبية، حيث تتراكم مادة دهنية تُسمى "اللويحات" على جدران الشرايين، مما يجعلها ضيقة جداً، ويؤدي إلى إعاقة تدفق الدم بسهولة.
يُصاب حوالي 805 آلاف شخص في الولايات المتحدة بنوبة قلبية كل عام، منهم 605 آلاف لأول مرة، و200 ألف شخص سبق وأن أصيبوا بها من قبل.
ويعني ذلك أن شخصاً واحداً يُعاني من نوبة قلبية كل 40 ثانية تقريباً، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
كيف أعرف أنني أعاني من نوبة قلبية؟
يُمكن أن تحدث النوبة القلبية مصحوبة بمجموعة من الأعراض، أكثرها شيوعاً ألمٌ في الصدر، ولكن مع ضغط شديد وضيق في الصدر، وليس مجرد ألم حاد.
وقد تشعر بعض النساء بآلام في الصدر، بالإضافة إلى ألم في الرقبة والذراعين.
وتقول الدكتورة أيلين بارسيغيان، طبيبة القلب من كاليفورنيا، إن النوبة القلبية قد تُشخّص في البداية على أنها عسر هضم. ولكن، على عكس عسر الهضم، غالباً ما تُسبب النوبة القلبية ألماً في أجزاء أخرى من الجسم، مثل الذراع الأيسر والفك والظهر والمعدة.
ومن الأعراض الأخرى للنوبة القلبية الدوخة أو اختلال في التوازن، التعرق المفرط، ضيق التنفس، وصوت صفير عند التنفس.
وعلى الرغم من أن بعض النوبات القلبية تحدث فجأة، إلّا أنه قد تظهر أحياناً علامات تحذيرية قبل ساعات أو حتى أيام من حدوثها. قد يكون ألم الصدر الذي لا يزول مع الراحة بمثابة إنذار.
وتقول الدكتورة أيلين بارسيغيان: "بعد ثلاث ساعات، قد تبدأ عضلة القلب المتضررة بالموت إذا لم يُستعَدْ تدفقُ الدم، لذا أنصح بمضغ قرص أسبرين حتى وصول المسعفين".
ويؤكد أطباء القلب على ضرورة الحصول على العلاج فوراً إذا كنت تشكّ في إصابتك بنوبة قلبية.
ويقول طبيب القلب الأمريكي الدكتور إيفان ليفين: "يجب أن تعرف من أنت وعوامل الخطر لديك؛ العمر، والوزن، وعادات التدخين وتناول المشروبات الكحولية، بالإضافة إلى تاريخ عائلتك. إذا كانت كل هذه العوامل تؤثر عليك وتشعر بضغط في الصدر، فاطلب المساعدة الطبية الطارئة".
كيف تقي نفسك من النوبة القلبية؟
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية، وأبرزها خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول من خلال اتّباع النظام الغذائي وممارسة الرياضة.
والكوليسترول مادة موجودة في الدم ضرورية لبناء خلايا صحية. ومع ذلك، فإن ارتفاع مستويات بعض أنواعه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويؤكد أطباء القلب على أهمية الحفاظ على نمط حياة صحي كإجراء يومي لحماية القلب.
واتّباع نظام غذائي متوازن يتضمن خفض الدهون وزيادة الألياف، مع تقنين الملح إلى أقل من 6 غرامات يومياً، يُعد خطوة مهمة للحفاظ على ضغط دم طبيعي.
ويُوصَى بتقليل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة وتلك التي تحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة، لما لها من تأثير سلبي في رفع الكوليسترول الضار، وتشمل هذه الأطعمة: فطائر اللحم، المخبوزات السكرية، منتجات المعجنات، اللحوم المصنعة، الزبدة، والمنتجات التي تحتوي على زيت النخيل.
في المقابل، من المهم أن يحتوي النظام الغذائي على الدهون غير المشبعة، فهي ترفع الكوليسترول الجيد وتساعد في تنظيف الشرايين من التراكمات.
وتوجد هذه الدهون المفيدة في: الأسماك الدهنية، والأفوكادو، والمكسرات، والزيوت النباتية.
وتقول الدكتورة أيلين بارسيغيان، إن "حمية البحر الأبيض المتوسط ممتازة، وقد ثبت علمياً أنها تقلل من أمراض القلب والأوعية الدموية".
ويُعتبر الجمع بين نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام من أكثر الطرق فعالية للحفاظ على صحة القلب. كما أن الحفاظ على وزن صحي يقلل من فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
وينصح طبيب القلب الدكتور إيفان ليفين بممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً، خمسة أيام في الأسبوع. لكن نصيحته الأهم لنمط حياة صحي هي: "لا تدخن أبداً، ولا تستخدم السجائر الإلكترونية".
ووجدت دراسة أُجريت على 24,927 شخصاً أن الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية والسجائر التقليدية معاً يواجهون نفس مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً بمن يدخنون السجائر التقليدية فقط، وفقاً لجمعية القلب الأمريكية. في حين أن من يستخدمون السجائر الإلكترونية فقط، كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة تتراوح بين 30 في المئة إلى 60 في المئة.
وتشير جمعية القلب الأمريكية إلى أن واحداً من كل خمسة مرضى أُصيبوا سابقاً بنوبة قلبية، قد يُعاد إدخاله إلى المستشفى نتيجة نوبة قلبية أخرى خلال فترة خمس سنوات.
لكن وصف أدوية مثل "الستاتين" و"الإيزيتيميب" بعد النوبة القلبية الأولى، اللذين يعملان على خفض الكوليسترول في الدم، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بنوبة ثانية، وفقاً لدراسات من كلية إمبريال لندن وجامعة لوند في السويد.
وتوضح الدكتورة بارسيغيان في ختام حديثها، أن هناك أدلة متراكمة منذ سنوات تؤكد العلاقة المطردة بين انخفاض مستوى الكوليسترول الضار وانخفاض فرصة الإصابة بمشاكل في القلب والأوعية الدموية.
ارتفاع النوبات القلبية بين الشباب
رغم أن خطر الإصابة بنوبة قلبية يزداد عادةً مع التقدم في العمر، إلّا أن بيانات المركز الوطني للإحصاءات الصحية في الولايات المتحدة تُظهر تزايداً في الحالات بين الشباب الأصغر سناً.
ففي عام 2019، تعرض نحو 0.3 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عاماً لنوبة قلبية، بينما ارتفعت النسبة إلى 0.5 في المئة بحلول عام 2023.
ويُفسّر الدكتور إيفان ليفين هذا الارتفاع إلى تغيّرات في أنماط الحياة، أبرزها الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة وقلّة ممارسة النشاط البدني لدى هذه الفئة العمرية.
ويقول: "نحن جميعاً بحاجة إلى التحرك أكثر. ليس بالضرورة الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، ولكن على الأقل ممارسة أي نوع من النشاط. ما يقلقني هو أن أنماط الحياة الخاملة والسلبية أصبحت أكثر شيوعاً منذ وباء كورونا، خاصة بين من يعملون من المنزل".
ورغم أن التدخين معروف بدوره في الإصابة بتصلب الشرايين (تراكم الدهون داخل الشرايين)، إلا أن أطباء القلب، ومنهم الدكتور ليفين، يعبّرون عن قلقهم المتزايد من التأثيرات غير المعروفة للسجائر الإلكترونية على صحة الشباب.
وتضيف الدكتورة أيلين بارسيغيان: "العوامل الوراثية، مثل فرط كوليسترول الدم العائلي، تسهم أيضاً في زيادة احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية المبكرة. كما أن العوامل البيئية مثل التوتر المزمن وقلة النوم تُعد اليوم من الأسباب المتزايدة التي لا ينبغي تجاهلها".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف تحافظ على صحة قلبك؟
كيف تحافظ على صحة قلبك؟

شفق نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • شفق نيوز

كيف تحافظ على صحة قلبك؟

القلب السليم هو أساس عمل الجسم بكفاءة، إذ يضخ الدم ويوصل الأكسجين والعناصر الغذائية الأساسية إلى مختلف أنحاء الجسم. وتُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول للوفاة حول العالم، حيث تودي بحياة قرابة 18 مليون شخص سنوياً، بحسب منظمة الصحة العالمية. ومن بين كل خمس وفيات بأمراض القلب، أربع حالات يعود سببها إلى النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. ويؤكد أطباء القلب أن الحفاظ على صحة القلب أمر يمكن تحقيقه من خلال ممارسات يومية، ويُقاس ذلك لدى البالغين بمعدل نبض يتراوح بين 60 و100 ضربة في الدقيقة أثناء الراحة. ويقول الدكتور إيفان ليفين، طبيب القلب من الولايات المتحدة: "يمكننا تقليل الأضرار التي تصيب القلب في وقت مبكر من الحياة عبر نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والامتناع عن التدخين". لكن، هل الأمر بهذه البساطة؟ هل يعني القلب السليم بالضرورة أن يُقلّل خطر الإصابة بنوبة قلبية؟ بدايةً، ما هي النوبة القلبية؟ النوبة القلبية تحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى القلب فجأة. وعندما ينقطع تدفق الدم الذي يحمل الأكسجين إلى القلب، قد تتضرر عضلة القلب أو تبدأ بالموت. بدون علاج فوري، قد تتعرض عضلات القلب لأضرار لا يمكن معالجتها. وإذا تلف جزء كبير من القلب بهذا الشكل، قد يتوقف القلب عن النبض، وهو ما يعرف بالسكتة القلبية، مما يؤدي إلى الوفاة. نصف الوفيات الناتجة عن النوبات القلبية تحدث خلال الساعات الثلاث إلى الأربع - الأولى بعد ظهور الأعراض، لذلك من الضروري التعامل مع أعراض النوبة القلبية كحالة طارئة تستدعي العلاج الفوري. ويُعد مرض الشريان التاجي السبب الأكثر شيوعاً للنوبات القلبية، حيث تتراكم مادة دهنية تُسمى "اللويحات" على جدران الشرايين، مما يجعلها ضيقة جداً، ويؤدي إلى إعاقة تدفق الدم بسهولة. يُصاب حوالي 805 آلاف شخص في الولايات المتحدة بنوبة قلبية كل عام، منهم 605 آلاف لأول مرة، و200 ألف شخص سبق وأن أصيبوا بها من قبل. ويعني ذلك أن شخصاً واحداً يُعاني من نوبة قلبية كل 40 ثانية تقريباً، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة. كيف أعرف أنني أعاني من نوبة قلبية؟ يُمكن أن تحدث النوبة القلبية مصحوبة بمجموعة من الأعراض، أكثرها شيوعاً ألمٌ في الصدر، ولكن مع ضغط شديد وضيق في الصدر، وليس مجرد ألم حاد. وقد تشعر بعض النساء بآلام في الصدر، بالإضافة إلى ألم في الرقبة والذراعين. وتقول الدكتورة أيلين بارسيغيان، طبيبة القلب من كاليفورنيا، إن النوبة القلبية قد تُشخّص في البداية على أنها عسر هضم. ولكن، على عكس عسر الهضم، غالباً ما تُسبب النوبة القلبية ألماً في أجزاء أخرى من الجسم، مثل الذراع الأيسر والفك والظهر والمعدة. ومن الأعراض الأخرى للنوبة القلبية الدوخة أو اختلال في التوازن، التعرق المفرط، ضيق التنفس، وصوت صفير عند التنفس. وعلى الرغم من أن بعض النوبات القلبية تحدث فجأة، إلّا أنه قد تظهر أحياناً علامات تحذيرية قبل ساعات أو حتى أيام من حدوثها. قد يكون ألم الصدر الذي لا يزول مع الراحة بمثابة إنذار. وتقول الدكتورة أيلين بارسيغيان: "بعد ثلاث ساعات، قد تبدأ عضلة القلب المتضررة بالموت إذا لم يُستعَدْ تدفقُ الدم، لذا أنصح بمضغ قرص أسبرين حتى وصول المسعفين". ويؤكد أطباء القلب على ضرورة الحصول على العلاج فوراً إذا كنت تشكّ في إصابتك بنوبة قلبية. ويقول طبيب القلب الأمريكي الدكتور إيفان ليفين: "يجب أن تعرف من أنت وعوامل الخطر لديك؛ العمر، والوزن، وعادات التدخين وتناول المشروبات الكحولية، بالإضافة إلى تاريخ عائلتك. إذا كانت كل هذه العوامل تؤثر عليك وتشعر بضغط في الصدر، فاطلب المساعدة الطبية الطارئة". كيف تقي نفسك من النوبة القلبية؟ هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية، وأبرزها خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول من خلال اتّباع النظام الغذائي وممارسة الرياضة. والكوليسترول مادة موجودة في الدم ضرورية لبناء خلايا صحية. ومع ذلك، فإن ارتفاع مستويات بعض أنواعه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويؤكد أطباء القلب على أهمية الحفاظ على نمط حياة صحي كإجراء يومي لحماية القلب. واتّباع نظام غذائي متوازن يتضمن خفض الدهون وزيادة الألياف، مع تقنين الملح إلى أقل من 6 غرامات يومياً، يُعد خطوة مهمة للحفاظ على ضغط دم طبيعي. ويُوصَى بتقليل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة وتلك التي تحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة، لما لها من تأثير سلبي في رفع الكوليسترول الضار، وتشمل هذه الأطعمة: فطائر اللحم، المخبوزات السكرية، منتجات المعجنات، اللحوم المصنعة، الزبدة، والمنتجات التي تحتوي على زيت النخيل. في المقابل، من المهم أن يحتوي النظام الغذائي على الدهون غير المشبعة، فهي ترفع الكوليسترول الجيد وتساعد في تنظيف الشرايين من التراكمات. وتوجد هذه الدهون المفيدة في: الأسماك الدهنية، والأفوكادو، والمكسرات، والزيوت النباتية. وتقول الدكتورة أيلين بارسيغيان، إن "حمية البحر الأبيض المتوسط ممتازة، وقد ثبت علمياً أنها تقلل من أمراض القلب والأوعية الدموية". ويُعتبر الجمع بين نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام من أكثر الطرق فعالية للحفاظ على صحة القلب. كما أن الحفاظ على وزن صحي يقلل من فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وينصح طبيب القلب الدكتور إيفان ليفين بممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً، خمسة أيام في الأسبوع. لكن نصيحته الأهم لنمط حياة صحي هي: "لا تدخن أبداً، ولا تستخدم السجائر الإلكترونية". ووجدت دراسة أُجريت على 24,927 شخصاً أن الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية والسجائر التقليدية معاً يواجهون نفس مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً بمن يدخنون السجائر التقليدية فقط، وفقاً لجمعية القلب الأمريكية. في حين أن من يستخدمون السجائر الإلكترونية فقط، كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة تتراوح بين 30 في المئة إلى 60 في المئة. وتشير جمعية القلب الأمريكية إلى أن واحداً من كل خمسة مرضى أُصيبوا سابقاً بنوبة قلبية، قد يُعاد إدخاله إلى المستشفى نتيجة نوبة قلبية أخرى خلال فترة خمس سنوات. لكن وصف أدوية مثل "الستاتين" و"الإيزيتيميب" بعد النوبة القلبية الأولى، اللذين يعملان على خفض الكوليسترول في الدم، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بنوبة ثانية، وفقاً لدراسات من كلية إمبريال لندن وجامعة لوند في السويد. وتوضح الدكتورة بارسيغيان في ختام حديثها، أن هناك أدلة متراكمة منذ سنوات تؤكد العلاقة المطردة بين انخفاض مستوى الكوليسترول الضار وانخفاض فرصة الإصابة بمشاكل في القلب والأوعية الدموية. ارتفاع النوبات القلبية بين الشباب رغم أن خطر الإصابة بنوبة قلبية يزداد عادةً مع التقدم في العمر، إلّا أن بيانات المركز الوطني للإحصاءات الصحية في الولايات المتحدة تُظهر تزايداً في الحالات بين الشباب الأصغر سناً. ففي عام 2019، تعرض نحو 0.3 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عاماً لنوبة قلبية، بينما ارتفعت النسبة إلى 0.5 في المئة بحلول عام 2023. ويُفسّر الدكتور إيفان ليفين هذا الارتفاع إلى تغيّرات في أنماط الحياة، أبرزها الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة وقلّة ممارسة النشاط البدني لدى هذه الفئة العمرية. ويقول: "نحن جميعاً بحاجة إلى التحرك أكثر. ليس بالضرورة الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، ولكن على الأقل ممارسة أي نوع من النشاط. ما يقلقني هو أن أنماط الحياة الخاملة والسلبية أصبحت أكثر شيوعاً منذ وباء كورونا، خاصة بين من يعملون من المنزل". ورغم أن التدخين معروف بدوره في الإصابة بتصلب الشرايين (تراكم الدهون داخل الشرايين)، إلا أن أطباء القلب، ومنهم الدكتور ليفين، يعبّرون عن قلقهم المتزايد من التأثيرات غير المعروفة للسجائر الإلكترونية على صحة الشباب. وتضيف الدكتورة أيلين بارسيغيان: "العوامل الوراثية، مثل فرط كوليسترول الدم العائلي، تسهم أيضاً في زيادة احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية المبكرة. كما أن العوامل البيئية مثل التوتر المزمن وقلة النوم تُعد اليوم من الأسباب المتزايدة التي لا ينبغي تجاهلها".

لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى خطورتها؟
لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى خطورتها؟

شفق نيوز

time١٦-٠٦-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى خطورتها؟

فرضت دول حول العالم قيوداً، رداً على الانتشار المتزايد للسجائر الإلكترونية، المعروفة باسم "فيبز" (Vapes). وبفضل عبواتها الملونة، ومع توفر ما لا يقل عن 16 ألف نكهة منها، تقول منظمة الصحة العالمية، إن استخدام السجائر الإلكترونية بين الأطفال والمراهقين يتجاوز استخدام البالغين في كثير من البلدان. وأحدث دولة فرضت قيوداً كانت المملكة المتحدة، حيث حظرت بيع وتوريد السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة، اعتباراً من الأول من يونيو/حزيران. ويواجه بائعوها المخالفون للقانون في إنجلترا غرامة غير محدودة، وقد تصل العقوبة إلى السجن مدة عامين حال تكرار المخالفة. وتأمل الحكومة البريطانية أن يؤدي تقييد الوصول إلى السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة، إلى تقليل ضررها على البيئة، والمساعدة في الحد من انتشارها بين الأطفال. ما مدى ضرر السجائر الإلكترونية؟ أظهرت دراسات أن السجائر الإلكترونية أقل ضرراً بكثير من تدخين السجائر، التي تحتوي على التبغ والقطران ومواد كيميائية سامة أخرى مسببة لمرض العضال (السرطان). لكن السجائر الإلكترونية قد تُسبب أضراراً طويلة الأمد للرئتين والقلب والدماغ، ويُوصي خبراء باستخدامها فقط كوسيلة مساعدة البالغين الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين. ويحتوي بخار السجائر الإلكترونية أيضاً على كميات قليلة من المواد الكيميائية، وغالباً ما تتضمن مادة النيكوتين المُسببة للإدمان. وتقول وزارة الصحة البريطانية إن "السجائر الإلكترونية قد تكون وسيلة فعّالة لمساعدة المدخنين البالغين على الإقلاع، لكن يجب أن نكون دائما واضحين بأن الأطفال وغير المدخنين البالغين يجب ألا يستخدموا السجائر الإلكترونية أبداً". رغم الحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث لفهم تأثيرات استخدام السجائر الإلكترونية، إلا أن منظمة الصحة العالمية حذرت في ديسمبر/ كانون الأول 2023، من أن هناك "أدلة مثيرة للقلق" تتزايد بشأن الأضرار التي تُسببها. وخلصت دراسة أجرتها جامعة مانشستر متروبوليتان عام 2020، إلى أن السجائر الإلكترونية تسبب "تأثيرات مماثلة للتدخين، على وظائف الرئة والقلب والأوعية الدموية". وحذرت أيضاً من أن السجائر الإلكترونية "قد تحفز بشكل خاص الإقبال على التدخين، خصوصاً بين الشباب"، وهو خطر سلطت منظمة الصحة العالمية الضوء عليه كذلك. في فبراير/ شباط 2025، أعلنت الحكومة البريطانية عن مشروع بحثي، بـ 62 مليون جنيه إسترليني، لتتبع 100 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عاماً على مدى 10 سنوات، بهدف فهم مخاطر مرتبطة بالسجائر الإلكترونية بشكل أفضل. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في 2024، "يتم جذب الأطفال وإيقاعهم في فخ استخدام السجائر الإلكترونية منذ سن مبكرة، وقد يُدمنون على النيكوتين". "أحث الدول على تطبيق تدابير صارمة لمنع انتشارها حماية لمواطنيها، خصوصا أطفالها وشبابها"، بحسب غيبريسوس. ما التأثير على الشباب؟ وقال مدير تعزيز الصحة في منظمة الصحة العالمية، روديجير كريش، إن السجائر الإلكترونية تُسوَّق للأطفال عمداً عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومؤثرين. وأضاف أن تسويق بعض المنتجات يتضمن شخصيات كرتونية، وتصاميم معدة خصيصاً لجذب المستخدمين الأصغر سناً. وتحدث في 2023، عن "تزايد مقلق في استخدام السجائر الإلكترونية بين الأطفال والشباب، مع معدلات تتجاوز الاستخدام بين البالغين في العديد من البلدان". وتشاطر هذا القلق المختصة في أمراض القلب، جاكلين شولز، التي ترأس برنامج الإقلاع عن التدخين في معهد القلب في ساو باولو في البرازيل. وقالت شولز "أرى بشكل متزايد شباباً أعمارهم بين 16 و24 عاماً في عيادتي يستخدمون هذا المنتج ولديهم مستويات نيكوتين في أجسامهم تعادل تدخين أكثر من 20 سيجارة يومياً". وأوضحت أن التدخين لم يكن شائعاً بين المراهقين في البرازيل في السابق، لكن السلوكيات تغيّرت مع ظهور السجائر الإلكترونية، التي تعتقد أنها قد تتحول قريباً إلى "وباء". وتدعم فرض حظر كامل على السجائر الإلكترونية. وقالت: "السجائر الإلكترونية ليست سوى السيجارة القديمة في شكل مموه جديد - مصممة للاستمرار في البيع وإدامة الإدمان، لكن مع أضرار إضافية". وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن التعرض لفترة وجيزة لتسويق السجائر الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يزيد من احتمال استخدامها وبالتالي التدخين. وقالت الوكالة الأممية في بيان، "تُظهر دراسات باستمرار أن الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية أكثر عرضة بنحو ثلاثة أضعاف لاستخدام السجائر التقليدية لاحقاً في حياتهم". وتُقدّر منظمة الصحة وفاة أكثر من 8 ملايين شخص سنوياً بسبب تعاطي التبغ. والنيكوتين في التبغ مادة مسببة بالإدمان، ويُعد استخدام التبغ عامل خطر رئيسياً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، إضافة إلى أكثر من 20 نوعاً أو نوعاً فرعياً مختلفاً من السرطان، وحالات صحية أخرى منهكة. ماذا تقول صناعة السجائر الإلكترونية؟ يعتقد المدير العام لجمعية صناعة السجائر الإلكترونية في المملكة المتحدة، جون دان، أن النجاح في القانون يكمن في "إيجاد التوازن الصحيح". وقال في بيان لبي بي سي، "الأدلة واضحة: السجائر الإلكترونية أقل ضرراً بكثير من التدخين التقليدي، وهي أداة أكثر فعالية لمساعدة الناس على الإقلاع". ورأى أن "السجائر الإلكترونية لعبت دوراً أساسياً في خفض معدلات التدخين في المملكة المتحدة إلى مستويات قياسية، وكانت النكهات جزءاً مهماً من قصة النجاح هذه". "فكرة وجود النكهات فقط لجذب الأطفال تتجاهل الأدلة. نحن نعلم أن المدخنين البالغين يفضلون بشكل كبير نكهات الفاكهة، وتشير استطلاعات إلى أن ثلثي المدخنين السابقين قد يعودون إلى التدخين إذا أزيلت تلك النكهات"، وفق دان. وقال "لا ينبغي لأي شخص أقل من 18 عاماً استخدام هذه المنتجات. ولهذا، دعت الجهات المرخّصة قانوناً باستمرار إلى تطبيق أكثر صرامة للقانون - بما في ذلك حظر أسماء النكهات غير اللائقة والتغليف غير المناسب". وأضاف "إذا أردنا تحويل طموحات مجتمع خالٍ من التدخين إلى واقع، فعلينا أن نحقق التوازن الصحيح: منع وصول الشباب إلى هذه المنتجات، مع الحفاظ على العناصر - مثل النكهات - التي تجعل السجائر الإلكترونية فعالة للبالغين". ما هي قواعد السجائر الإلكترونية في العالم؟ تختلف لوائح تدخين السجائر الإلكترونية بشكل كبير في جميع أنحاء العالم. وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية عام 2024، حظرت 34 دولة بيع السجائر الإلكترونية. وفي بعض الحالات، ينطبق الحظر على بيع وتوزيع السجائر الإلكترونية، بينما في حالات أخرى، يُحظر تدخينها في الأماكن العامة. في بعض الدول، مثل أستراليا، يشترط بيع السجائر الإلكترونية ومنتجاتها - بصرف النظر عما إذا كانت تحتوي على النيكوتين أم لا - في الصيدليات فقط. وفي المقابل، وجدت الوكالة الأممية أن 88 دولة لا تضع حداً أدنى لناحية السن لشراء السجائر الإلكترونية، ولم يكن لدى 74 دولة أي قيود على استخدامها. وفي عام 2014، قام الاتحاد الأوروبي بمراجعة توجهه بشأن منتجات التبغ، وفرض لوائح أكثر صرامة على السجائر الإلكترونية، بما في ذلك قيود على السن وحدود على الإعلان والنكهات. لكن اللوائح تختلف داخل التكتل: حظرت فرنسا وبلجيكا السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة هذا العام، في حين تسمح اليونان باستخدامها وتسمح ببيعها في المتاجر المتخصصة. وفي الولايات المتحدة، يجب أن يكون عُمر المشترين 21 عاماً على الأقل، لشراء أجهزة السجائر الإلكترونية والسوائل المستخدمة فيها، من الباعة غير المتخصصين في التبغ. كيف تشكل السجائر الإلكترونية ضرراً على البيئة؟ وإلى جانب تقليل استخدام السجائر الإلكترونية بين الشباب، فرضت المملكة المتحدة حظراً على السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة للحد من تأثيرها على البيئة. ووفق وزارة البيئة، تم التخلص من نحو 5 ملايين سيجارة إلكترونية تستخدم لمرة واحدة أسبوعياً في عام 2023. وإضافة إلى بطاريات أيونات الليثيوم، تحتوي السجائر الإلكترونية على لوحات إلكترونية. وإذا تم التخلص منها بطريقة غير صحيحة، فقد تتسرب منها مركبات سامة مثل الكوبالت والنحاس، مما يهدد الحياة البرية وينشر مواد كيميائية سامة. ويمكن إعادة استخدام المعادن – والليثيوم - في حالة استعادتها، في التكنولوجيا الخضراء مثل بطاريات السيارات الكهربائية أو توربينات الرياح. لكن إعادة تدوير السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة، يمثل تحدياً، نظراً لحجمها وتصميمها المعقد، ما يجعل من الصعب تفكيكها. وحذرت رابطة الحكومة المحلية في المملكة المتحدة، أيضاً من أن السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة تُشكل خطراً على عملية جمع النفايات والمخلفات، وقد تتسبب في اندلاع حرائق داخل شاحنات القمامة. ومع ذلك، لا توجد عملية إعادة تدوير واسعة النطاق للسجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة في المملكة المتحدة، لأن تنوع هذه المنتجات في السوق يجعل من الصعب تطوير آلية موحّدة لإعادة تدويرها. كم عدد الأطفال والبالغين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية؟ قدّر تقرير أن نحو 82 مليون شخص حول العالم استخدموا السجائر الإلكترونية أو منتجات التبغ التي "تُسخن ولا تُحرق" في عام 2021. وفي عام 2024، قُدّر أن نحو 1.63 مليون طالب (أي ما يعادل 5.9%) من طلاب المدارس المتوسطة والثانوية في الولايات المتحدة استخدموا السجائر الإلكترونية، وفق مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وفي المملكة المتحدة، استخدم قرابة 18 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً (أي نحو 980 ألف طفل) السجائر الإلكترونية في عام 2024، وفق مسح أجرته جمعية صحية خيرية. وشهد استخدام السجائر الإلكترونية ارتفاعاً بين جميع الفئات العمرية فوق 16 عاماً، إذ استخدم قرابة 5.1 مليون شخص السجائر الإلكترونية في عام 2023. وأفاد مكتب الإحصاءات الوطنية في المملكة المتحدة أن 5.9 بالمئة من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عاماً فأكثر كانوا يستخدمون السجائر الإلكترونية يومياً في عام 2023، في ارتفاع طفيف مقارنة بالعام السابق، في حين أن 3.9 بالمئة آخرين كانوا يستخدمونها من حين لآخر. في الوقت نفسه، تُقدّر منظمة الصحة العالمية أن ما لا يقل عن 37 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً يستخدمون نوعاً من منتجات التبغ حول العالم، بما في ذلك السجائر، ومنتجات التبغ غير المدخن، وبشكل متزايد السجائر الإلكترونية.

عودة متحور كوفيد 19، و إصابات في دول عدة
عودة متحور كوفيد 19، و إصابات في دول عدة

وكالة أنباء براثا

time١٠-٠٦-٢٠٢٥

  • وكالة أنباء براثا

عودة متحور كوفيد 19، و إصابات في دول عدة

تشهد الساحة العالمية تطورا جديدا في مسار جائحة "كوفيد-19" مع ظهور المتحور NB.1.8.1، الذي بدأ يثير اهتمام الأوساط العلمية منذ رصده لأول مرة في كانون الثاني 2025، وهذا المتحور الذي ينتمي إلى عائلة "أوميكرون" أظهر قدرة ملحوظة على الانتشار عبر القارات، حيث تم توثيق حالات إصابة به في آسيا وأمريكا الشمالية، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى تصنيفه كـ"متحور تحت المراقبة" نظرا لخصائصه الوبائية المميزة. وعلى الرغم من سرعة انتشار هذا المتحور، إلا أن البيانات المتاحة حتى الآن تطمئن إلى أنه لا يبدو أكثر خطورة من سلالات "أوميكرون" السابقة. فحسب تحليلات الخبراء في الشبكة العالمية للفيروسات، فإن الطفرات الجينية التي يحملها في بروتين "سبايك" تمنحه قدرة أكبر على الارتباط بمستقبلات ACE2 البشرية، ما قد يفسر سرعة انتشاره مقارنة ببعض المتحورات السابقة، لكنها لا تؤثر بشكل كبير على قدرة الأجسام المضادة الناتجة عن التطعيم أو العدوى السابقة على التعرف عليه. كما تؤكد الدراسات المختبرية أن العلاجات المضادة للفيروسات مثل "باكسلوفيد" و"رمديسيفير" تحتفظ بفعاليتها في مواجهته. أما على الصعيد الوبائي، فقد سجلت الهند -كأحد بؤر الانتشار الرئيسية- ارتفاعا ملحوظا في عدد الإصابات النشطة، حيث تجاوزت 4300 حالة، مع تسجيل مئات الإصابات الجديدة يوميا. وفي تايوان، قفزت أعداد المراجعين للمستشفيات بأعراض كوفيد بنسبة 78% خلال أسبوع واحد فقط. وفي الولايات المتحدة، بدأت بؤر متفرقة تظهر في عدة ولايات، وإن كانت الأعداد ما تزال محدودة نسبيا. وعلى الرغم من صعوبة تحديد الأعداد الدقيقة للإصابات بسبب التراجع الكبير في إجراء الفحوصات مقارنة بذروة الجائحة، إلا أن التقارير تشير إلى أن هذا المتحور الذي أطلق عليه بعض الخبراء اسم "نيمبوس"، يمثل حاليا نحو 10.7% من العينات المقدمة عالميا، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية. ومن الناحية السريرية، تظهر على المصابين بهذا المتحور أعراض تشمل التهابا حادا في الحلق، وإرهاقا، وسعالا خفيفا، إضافة إلى حمى وآلام عضلية واحتقان. كما لوحظ ظهور بعض الأعراض الهضمية مثل الغثيان والإسهال لدى نسبة من المرضى، وهي أعراض كانت معروفة في موجات سابقة من الوباء. ورغم أن منظمة الصحة العالمية تقدر أن الخطر الإضافي لهذا المتحور على الصحة العالمية ما يزال منخفضا، إلا أن سرعة انتشاره في 22 دولة حتى الآن تثير بعض القلق، خاصة في ظل التراجع العام في إجراءات المراقبة والفحوصات. وفي هذا الصدد، تطلق الشبكة العالمية للفيروسات تحذيراتها وتوصياتها استباقا للموسم الشتوي المقبل. حيث تشدد على أهمية تلقي الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات -ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة- للجرعات المعززة المحدثة، كذلك تحث على عدم إهمال تطعيم الأطفال، الذي ثبتت فعاليته في الوقاية من المضاعفات الخطيرة مثل متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة. أما بالنسبة للحوامل، فتؤكد البيانات أن التطعيم لا يحميهن فقط، بل يوفر حماية منقولة لأطفالهن حديثي الولادة قد تصل إلى ستة أشهر. فيما تجدر الإشارة إلى أن الخبراء ينظرون إلى ظهور هذه المتحورات الجديدة كأمر متوقع في مسار تطور الفيروس، وليس كمفاجئة تثير القلق، ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن الوضع يتطلب مزيدا من المراقبة، مع التشديد على أهمية اللقاحات واتباع إجراءات الوقاية الأساسية في المناطق التي تشهد تزايدا في الإصابات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store