
انتصرت باكستان على الهند… فمن هو بطل المعركة؟
إيطاليا تلغراف
إحسان الفقيه
كاتبة أردنية
«انتصرت باكستان على الهند»، ربما تكون هذه العبارة هي أكثر ما قرأته عيناك على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، وهو ما أعلنه بشكل رسمي رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف. نعم، خرجت باكستان في هذه الجولة مع الهند منتصرة، لا لأنها أسقطت طائرات الرافال الفرنسية وطائرات ميغ وسوخوي ومسيرات روسية الصنع، ولا لأن مسيراتها قد حلقت فوق مدن هندية رئيسية منها العاصمة نيودلهي، ولا لأنها قصفت 26 منشأة عسكرية هندية، فالنصر لا يُقاس بحجم الخسائر، بل بمدى تحقيق الأهداف.
باكستان انتصرت بالفعل، لأنها بهذا الرد العنيف فائق السرعة، أوصلت رسالة واضحة للهند، وهي أن أمنها القومي والمائي خط أحمر، تذهب من أجل الحفاظ عليه إلى أبعد مدى، ومن ثم أجبرت الهند على التراجع عن التصعيد والقبول بوقف إطلاق النار، والذهاب إلى طاولة المفاوضات، لبحث القضايا العالقة بين البلدين سواء كانت مياه نهر السند، أو مشكلة جامو وكشمير.
لم تكن الهند لتقبل بوقف إطلاق النار إلا بعد أن عاينت قوة الرد الباكستاني، وتفاجأت بأن الكفة الراجحة للباكستانيين خلافا للجولات السابقة. وفي هذه الأجواء، يبرز الحديث عن عوامل النصر الباكستاني، البعض يعزوه إلى السياسة الراشدة في التعامل مع مصادر السلاح، إذ أن اعتماد باكستان على السلاح الصيني والتركي قلب الموازين، ويعزوه البعض كذلك إلى كفاءة الطيار الباكستاني وتفوقه على نظيره الهندي، أو التفوق التكنولوجي للباكستانيين، وكل ذلك صحيح ولا تعارض عليه، لكن في رأيي، العنصر الأهم في عوامل هذا النصر، هو قوة الردع النووية الباكستانية، التي جعلتها على قدم المساواة مع الهند في المعادلة، وقد فسر بعض المحللين مسارعة ترامب لحل الأزمة فجأة، بعد أن كان يتعامل معها بردود أفعال باردة، بأنه قد حصل على معلومات استخباراتية، تفيد بأن باكستان تضع الرد النووي ضمن أطروحات التعامل مع الأزمة، ولعل ذلك يُعضَّد بالتقرير الذي نشرته «سي إن إن» الأمريكية نقلا عن مسؤولين في إدارة ترامب، بأن واشنطن تلقت معلومات استخباراتية حساسة وخطيرة، دفعتها للتواصل مع الهند لتهدئة الأوضاع والتحرك السريع باتجاه الإنهاء الفوري للحرب، وأعتقد أن هذه الحساسية الشديدة للمعلومات لا تنطبق إلا على استخدام النووي.
باكستان تحركت وهي مسندة ظهرها إلى قدراتها النووية الرادعة، التي تضع سقفا للتصعيد الهندي، وتجبر الدول الكبرى على التدخل السريع لإنقاذ العالم من كارثة حقيقية، إذا ما اندلعت حرب نووية، ولو أن الهند قد تفردت عن باكستان بامتلاك النووي، فلا خلاف في أنها كانت ستستمر بالتصعيد ولا تبالي. وإذا كان قوة الردع النووي هي مفتاح هذا الانتصار لباكستان، فإن البطل الحقيقي لهذه المعركة، وأي معركة لاحقة تخوضها باكستان، هو العالم عبد القدير خان، مؤسس البرنامج النووي الباكستاني، والملقب بـ»أبو القنبلة النووية الباكستانية». هذا الرجل الذي استطاع بجهده الفردي تغيير المعادلة، وتحقيق توازن الرعب مع الجارة المعادية، التي كانت تستأثر وتستقوى بقدرتها النووية، بعد إجراء أول تجربة لترسانتها النووية قرب حدود باكستان عام 1974 تحت عنوان «بوذا المبتسم».
بعد هذا التقدم المخيف الذي أحرزته الهند في ذلك المجال، كان عبد القدير خان يعمل خبيرا للمعادن في هولندا، فبعث برسالة سرية إلى القيادة الباكستانية يعرض الانضمام لهيئة الطاقة النووية الباكستانية، لكنّ المسؤولين تعاملوا مع الأمر بغير جدية، فعاود الاتصال من جديد، ما حدا برئيس الوزراء ذو الفقار علي بوتو، لأن يكلف المخابرات بتقديم تقرير عن هذا الشاب. التقرير خلص إلى أن الشاب غير كفء لهذا المجال، لكن مع إصرار عبد القدير خان على المهمة، أصدر بوتو أوامره لرئيس هيئة الطاقة النووية الباكستانية، بإرسال وفد سري لمقابلة خان في هولندا، فخرج الوفد فور اللقاء بتوصية عاجلة لرئيس الوزراء بالاستفادة من إمكانات الشاب.
ما إن تقلّد الشاب وظيفته حتى عمل على تطوير أسلوب العمل بالهيئة، وأنشأ معامل هندسية للبحوث أصبحت بؤرة لتطوير تخصيب اليورانيوم اللازم للمشروع النووي الباكستاني، ومع استمراره في بذل الجهد، استخدم طريقة مبتكرة في تطوير المفاعلات النووية، اختصرت على باكستان عشرات السنين. وفي 11 مايو 1998، نفذت الهند تجربة نووية أخرى أطلقت عليها «شاكتي»، لكنها فوجئت بعدها بأيام معدودة، بقيام باكستان بتنفيذ أول تجربة انفجار لقنبلة نووية انشطارية، ثم بتجربة ثانية بعدها بأيام، أطلق عليهما «تشاغاي 1» و»تشاغاي 2»، وخرج الشعب الباكستاني عن بكرة أبيه يحتفل بذلك الإنجاز، ورفع صاحبه على الأعناق، باعتباره بطلا قوميا.
توفي عبد القدير خان قبل أربع سنوات في بلاده، تاركا مجدا عظيما للأمة الباكستانية، التي يعد فيها أيقونة وطنية، ونقل بلاده نقلة بعيدة في الواقع البيئي الصعب الذي تعيش فيه، وما يُذكر النووي الباكستاني إلا وتمثل سيرة هذا الرجل في الأذهان، وتلك هي السواعد التي تُبنى بها الأوطان، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


إيطاليا تلغراف
منذ 21 ساعات
- إيطاليا تلغراف
انتصرت باكستان على الهند… فمن هو بطل المعركة؟
إيطاليا تلغراف إحسان الفقيه كاتبة أردنية «انتصرت باكستان على الهند»، ربما تكون هذه العبارة هي أكثر ما قرأته عيناك على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، وهو ما أعلنه بشكل رسمي رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف. نعم، خرجت باكستان في هذه الجولة مع الهند منتصرة، لا لأنها أسقطت طائرات الرافال الفرنسية وطائرات ميغ وسوخوي ومسيرات روسية الصنع، ولا لأن مسيراتها قد حلقت فوق مدن هندية رئيسية منها العاصمة نيودلهي، ولا لأنها قصفت 26 منشأة عسكرية هندية، فالنصر لا يُقاس بحجم الخسائر، بل بمدى تحقيق الأهداف. باكستان انتصرت بالفعل، لأنها بهذا الرد العنيف فائق السرعة، أوصلت رسالة واضحة للهند، وهي أن أمنها القومي والمائي خط أحمر، تذهب من أجل الحفاظ عليه إلى أبعد مدى، ومن ثم أجبرت الهند على التراجع عن التصعيد والقبول بوقف إطلاق النار، والذهاب إلى طاولة المفاوضات، لبحث القضايا العالقة بين البلدين سواء كانت مياه نهر السند، أو مشكلة جامو وكشمير. لم تكن الهند لتقبل بوقف إطلاق النار إلا بعد أن عاينت قوة الرد الباكستاني، وتفاجأت بأن الكفة الراجحة للباكستانيين خلافا للجولات السابقة. وفي هذه الأجواء، يبرز الحديث عن عوامل النصر الباكستاني، البعض يعزوه إلى السياسة الراشدة في التعامل مع مصادر السلاح، إذ أن اعتماد باكستان على السلاح الصيني والتركي قلب الموازين، ويعزوه البعض كذلك إلى كفاءة الطيار الباكستاني وتفوقه على نظيره الهندي، أو التفوق التكنولوجي للباكستانيين، وكل ذلك صحيح ولا تعارض عليه، لكن في رأيي، العنصر الأهم في عوامل هذا النصر، هو قوة الردع النووية الباكستانية، التي جعلتها على قدم المساواة مع الهند في المعادلة، وقد فسر بعض المحللين مسارعة ترامب لحل الأزمة فجأة، بعد أن كان يتعامل معها بردود أفعال باردة، بأنه قد حصل على معلومات استخباراتية، تفيد بأن باكستان تضع الرد النووي ضمن أطروحات التعامل مع الأزمة، ولعل ذلك يُعضَّد بالتقرير الذي نشرته «سي إن إن» الأمريكية نقلا عن مسؤولين في إدارة ترامب، بأن واشنطن تلقت معلومات استخباراتية حساسة وخطيرة، دفعتها للتواصل مع الهند لتهدئة الأوضاع والتحرك السريع باتجاه الإنهاء الفوري للحرب، وأعتقد أن هذه الحساسية الشديدة للمعلومات لا تنطبق إلا على استخدام النووي. باكستان تحركت وهي مسندة ظهرها إلى قدراتها النووية الرادعة، التي تضع سقفا للتصعيد الهندي، وتجبر الدول الكبرى على التدخل السريع لإنقاذ العالم من كارثة حقيقية، إذا ما اندلعت حرب نووية، ولو أن الهند قد تفردت عن باكستان بامتلاك النووي، فلا خلاف في أنها كانت ستستمر بالتصعيد ولا تبالي. وإذا كان قوة الردع النووي هي مفتاح هذا الانتصار لباكستان، فإن البطل الحقيقي لهذه المعركة، وأي معركة لاحقة تخوضها باكستان، هو العالم عبد القدير خان، مؤسس البرنامج النووي الباكستاني، والملقب بـ»أبو القنبلة النووية الباكستانية». هذا الرجل الذي استطاع بجهده الفردي تغيير المعادلة، وتحقيق توازن الرعب مع الجارة المعادية، التي كانت تستأثر وتستقوى بقدرتها النووية، بعد إجراء أول تجربة لترسانتها النووية قرب حدود باكستان عام 1974 تحت عنوان «بوذا المبتسم». بعد هذا التقدم المخيف الذي أحرزته الهند في ذلك المجال، كان عبد القدير خان يعمل خبيرا للمعادن في هولندا، فبعث برسالة سرية إلى القيادة الباكستانية يعرض الانضمام لهيئة الطاقة النووية الباكستانية، لكنّ المسؤولين تعاملوا مع الأمر بغير جدية، فعاود الاتصال من جديد، ما حدا برئيس الوزراء ذو الفقار علي بوتو، لأن يكلف المخابرات بتقديم تقرير عن هذا الشاب. التقرير خلص إلى أن الشاب غير كفء لهذا المجال، لكن مع إصرار عبد القدير خان على المهمة، أصدر بوتو أوامره لرئيس هيئة الطاقة النووية الباكستانية، بإرسال وفد سري لمقابلة خان في هولندا، فخرج الوفد فور اللقاء بتوصية عاجلة لرئيس الوزراء بالاستفادة من إمكانات الشاب. ما إن تقلّد الشاب وظيفته حتى عمل على تطوير أسلوب العمل بالهيئة، وأنشأ معامل هندسية للبحوث أصبحت بؤرة لتطوير تخصيب اليورانيوم اللازم للمشروع النووي الباكستاني، ومع استمراره في بذل الجهد، استخدم طريقة مبتكرة في تطوير المفاعلات النووية، اختصرت على باكستان عشرات السنين. وفي 11 مايو 1998، نفذت الهند تجربة نووية أخرى أطلقت عليها «شاكتي»، لكنها فوجئت بعدها بأيام معدودة، بقيام باكستان بتنفيذ أول تجربة انفجار لقنبلة نووية انشطارية، ثم بتجربة ثانية بعدها بأيام، أطلق عليهما «تشاغاي 1» و»تشاغاي 2»، وخرج الشعب الباكستاني عن بكرة أبيه يحتفل بذلك الإنجاز، ورفع صاحبه على الأعناق، باعتباره بطلا قوميا. توفي عبد القدير خان قبل أربع سنوات في بلاده، تاركا مجدا عظيما للأمة الباكستانية، التي يعد فيها أيقونة وطنية، ونقل بلاده نقلة بعيدة في الواقع البيئي الصعب الذي تعيش فيه، وما يُذكر النووي الباكستاني إلا وتمثل سيرة هذا الرجل في الأذهان، وتلك هي السواعد التي تُبنى بها الأوطان، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


الخبر
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- الخبر
حلفاء أوكرانيا يعرضون هدنة ويهددون روسيا
طالب قادة ألمانيا، فرنسا، المملكة المتحدة وبولندا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالموافقة على وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً يبدأ هذا الإثنين، أو مواجهة عقوبات "قاسية"، وذلك بحسب ما أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة "تحالف الراغبين" إلى كييف. وحسب ما نقلت "سي إن إن" أكد القادة الأوروبيون الداعمون لأوكرانيا أن هذا الطلب يحظى بدعم من البيت الأبيض بعد مكالمة هاتفية مشتركة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأثناء وقوفهم بجانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، صرح القادة الأربعة – ماكرون، المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ونظيره البولندي دونالد توسك – أن وقف إطلاق النار يجب أن يُطبق براً وبحراً وجواً. وقال ماكرون إنه إذا نجح وقف إطلاق النار، فإنه قد يمهد الطريق "لإطلاق مفاوضات فورية لبناء سلام قوي ودائم". الإعلان الجديد يمنح بوتين أقل من 36 ساعة للرد، حيث قال زيلينسكي: "لقد اتفقنا على أن يبدأ وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط من يوم الإثنين 12 ماي، ولمدة 30 يوماً على الأقل. نطالب روسيا بالموافقة، ونعلم أن الولايات المتحدة تدعمنا". وأضاف: "الوقف غير المشروط يعني بدون شروط، ومحاولة فرض شروط عليه تعني الرغبة في إطالة أمد الحرب وتقويض الدبلوماسية". ووصل القادة الأوروبيون الأربعة معاً إلى كييف بالقطار في وقت مبكر من صباح السبت، وكان في استقبالهم في محطة القطار الرئيسية رئيس مكتب زيلينسكي، أندري يرماك. وكان أول نشاط علني لهم في ساحة الاستقلال، حيث وقفوا لتكريم جنود أوكرانيا الذين سقطوا في الحرب. ثم انتقلوا إلى قصر مارينسكي، حيث عقدوا اجتماعاً دام أكثر من ثلاث ساعات. بعد الاجتماع، جلس القادة حول هاتف واحد وتحدثوا إلى ترامب. ونشر وزير الخارجية الأوكراني أندريي سيبيها صورة للحظة على وسائل التواصل الاجتماعي، واصفاً المكالمة بأنها "مثمرة"، ولم يصدر رد فوري من البيت الأبيض. ولمدة شهرين، ظلت أوكرانيا تطالب بوقف إطلاق نار فوري لمدة 30 يوماً، وهو موقف تدعمه الدول الأوروبية الحليفة الرئيسية لكييف، وكذلك ترامب، لكن روسيا ترفض الالتزام حتى الآن، رغم أنها تقول إنها تدعم الفكرة "من حيث المبدأ"، إلا أنها تصر على وجود ما تسميه "تفاصيل دقيقة" يجب معالجتها أولاً. وكان بوتين قد تحدث كثيراً عن ضرورة معالجة ما يسميه "الأسباب الجذرية" والتي يُفهم منها، من بين أمور أخرى، التوسع الشرقي لحلف "الناتو".


الخبر
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- الخبر
هل استفادت الصين من الحرب بين الهند وباكستان؟
تصاعد النزاع بين الهند وباكستان في الآونة الأخيرة قد يمنح العالم أول لمحة حقيقية عن أداء التكنولوجيا العسكرية الصينية ضد العتاد الغربي. وحسب ما نقلت قناة "سي إن إن" فقد ارتفعت أسهم شركة AVIC Chengdu Aircraft الصينية بنسبة تجاوزت 40٪ هذا الأسبوع، بعدما زعمت باكستان أنها استخدمت طائرات مقاتلة من طراز J-10C – التي تنتجها الشركة – لإسقاط طائرات حربية هندية، بما في ذلك طائرة "رافال" الفرنسية، خلال معركة جوية يوم الأربعاء. لم ترد الهند على هذه المزاعم الباكستانية أو تعترف بخسارة أي طائرة. وعندما سئل متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية يوم الخميس عن مشاركة الطائرات الصينية، قال إنه غير مطلع على الوضع. ومع ذلك، باعتبار الصين المورد الرئيسي للأسلحة لباكستان، فمن المرجح أنها تراقب عن كثب أداء أنظمتها العسكرية في القتال الحقيقي. ولم تخض الصين حرباً كبيرة منذ أكثر من أربعة عقود، لكنها في ظل قيادة شي جين بينغ، أسرعت في تحديث قواتها المسلحة، مستثمرةً موارد كبيرة في تطوير الأسلحة المتقدمة والتكنولوجيا الحديثة. كما امتد هذا التحديث إلى باكستان، التي وصفتها بكين مراراً بأنها "الأخ الحديدي الصلب". وخلال السنوات الخمس الماضية، قدمت الصين 81٪ من واردات باكستان من الأسلحة، وفقاً لبيانات من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI). تشمل هذه الصادرات مقاتلات متقدمة، وصواريخ، ورادارات، وأنظمة دفاع جوي، والتي يقول الخبراء إنها ستلعب دوراً محورياً في أي صراع عسكري بين باكستان والهند. وقد تم تطوير بعض الأسلحة الباكستانية بالاشتراك مع شركات صينية أو بنيت باستخدام التكنولوجيا والخبرة الصينية. كما شاركت القوات المسلحة الصينية والباكستانية في تدريبات مشتركة متطورة بشكل متزايد، تشمل محاكاة قتالية وتبادل الطواقم. ومنذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947، خاضت الهند وباكستان ثلاث حروب بسبب كشمير. خلال الحرب الباردة، دعم الاتحاد السوفيتي الهند، بينما دعمت الولايات المتحدة والصين باكستان. الآن، يلوح في الأفق عصر جديد من التنافس بين القوى العظمى على خلفية هذا الصراع الطويل بين الجارتين النوويتين. رغم سياسة الهند التقليدية في عدم الانحياز، فقد اقتربت تدريجياً من الولايات المتحدة، التي تسعى لتعزيزها كقوة مضادة للصين في آسيا. وقد زادت الهند من مشترياتها العسكرية من أمريكا وحلفائها، بما في ذلك فرنسا والكيان الصهيوني، وقللت من اعتمادها على الأسلحة الروسية. من جانبها، عمّقت باكستان علاقاتها مع الصين، فأصبحت "شريكاً استراتيجياً"، وعضواً رئيسياً في مبادرة الحزام والطريق الصينية. ووفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، قدمت الولايات المتحدة والصين كلاً منهما نحو ثلث واردات باكستان من الأسلحة في أواخر العقد الأول من الألفية، لكن باكستان توقفت عن شراء الأسلحة الأمريكية مؤخراً، واعتمدت بشكل متزايد على الأسلحة الصينية. وعبرت الصين عن أسفها للهجمات العسكرية الهندية ضد باكستان، ودعت إلى الهدوء وضبط النفس. وقبل التصعيد الأخير، أعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن دعم بلاده لباكستان. وبعد أسابيع من التوترات المتصاعدة إثر هجوم قُتل فيها 26 سائحاً هندياً في كشمير، شنت الهند هجمات صاروخية في وقت مبكر من صباح الأربعاء، استهدفت بها بنى تحتية وصفتها بـ"الإرهابية" في باكستان وجزء كشمير الذي تديره باكستان. ويعتقد محللون أن هذه الضربات نفذت باستخدام طائرات "رافال" الفرنسية وطائرات Su-30 الروسية. في المقابل، تحدثت باكستان عن نصر جوي كبير، زاعمة أن مقاتلاتها من طراز J-10C أسقطت خمس طائرات هندية، منها ثلاثة من نوع "رافال"، خلال معركة جوية دامت ساعة وشاركت فيها 125 طائرة على مدى أكثر من 160 كيلومتراً. رغم أن الهند لم تعترف بخسارة أي طائرة، ولم تقدم باكستان دليلاً مباشراً، إلا أن مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية أكد لـ "سي إن إن" فقدان طائرة "رافال" واحدة على الأقل. واحتفل القوميون والعسكريون الصينيون على وسائل التواصل الاجتماعي بما اعتبروه نصراً للأنظمة الصينية. وتصنف J-10C كطائرة متعددة المهام – مثل الرافال – لكنها أقل تطوراً من الجيل الخامس مثل J-20 الصينية أو F-35 الأمريكية. وقد سلّمت الصين أول دفعة من النسخة التصديرية J-10CE إلى باكستان عام 2022. كما تشغّل القوات الجوية الباكستانية أسطولاً كبيراً من طائرات F-16 الأمريكية، لكن نسخها تعود إلى أوائل العقد الأول من القرن الحالي، مقارنة بإصدارات مطورة حالياً لا تستطيع باكستان الوصول إليها. وتتميز الطائرات الصينية J-10CE وJF-17 Block III بوجود رادارات حديثة من نوع AESA، ما يمنحها تفوقاً نسبياً. وحسب محلليين فإن تأكيد إسقاط طائرات هندية سيمثل دفعة كبيرة لصناعة السلاح الصينية، خاصة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي لا يمكنها الوصول لأحدث التكنولوجيا الغربية.