logo
انقسامات جمهورية عميقة حول «تورط» واشنطن في التصعيد الإسرائيلي

انقسامات جمهورية عميقة حول «تورط» واشنطن في التصعيد الإسرائيلي

الشرق الأوسطمنذ 18 ساعات

بينما تدُكّ إسرائيل إيران بموجات من الضربات الجوية، يتابع الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعمّق الانقسامات داخل الحزب الجمهوري حول ما إذا كان ينبغي أن تتورّط الولايات المتحدة في صراع خارجي جديد. ويخشى المعسكر «الانعزالي» أن تجرّ إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، في حين يدعو «صقور» الحزب ومؤيدو إسرائيل إلى هذا النوع من العمل العسكري ضد إيران منذ سنوات. ويبدو أن ترمب يتأرجح بين الطرفين، إذ يحاول أن ينأى بالولايات المتحدة عن الهجوم الإسرائيلي على إيران، بينما يحتفل بنجاح الهجمات ويحذر إيران من أن المزيد قادم. وفي هذا الصدد، قال تشارلي كيرك، الناشط اليميني ومذيع البودكاست، في مدونته الصوتية، الخميس: «أعتقد أن هذا الأمر سيسبب الآن انشقاقاً كبيراً في مجتمع (ماغا) على الإنترنت».
وكان ترمب قد ثنى إسرائيل عدة مرات هذا العام عن شنّ هجوم، قائلاً إنه يريد التوصل إلى تسوية تفاوضية مع إيران. وبعد فترة وجيزة من بدء الهجوم، أرسل البيت الأبيض بياناً من وزير الخارجية ماركو روبيو أكد فيه أن الولايات المتحدة لم تشارك في العملية العسكرية الأولية. وقال روبيو: «اتخذت إسرائيل إجراءً أحادي الجانب ضد إيران. نحن لا نشارك في الضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأميركية في المنطقة». لكن في مقابلات لاحقة، قال الرئيس الأميركي إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، وإنه كان على علم بخطط الهجوم، ووصف الضربات بأنها «ممتازة». وكتب في منشور على منصّة «تروث سوشيال» أن إسرائيل «خططت بالفعل لهجمات» ستكون «أكثر وحشية». وقال مسؤول أميركي إن الجيش ساعد إسرائيل في اعتراض بعض الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران رداً على الهجمات.
منشور ترمب على منصة «تروث سوشيال»
أثناء حملته الانتخابية، وعد ترمب بإنهاء الحروب حول العالم. وقال في خطاب تنصيبه إنه يريد أن يُذكر بأنه رئيس صانع للسلام. وحتى الآن، فشلت الجهود الدبلوماسية التي بذلها ترمب في إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما وعد بتحقيقه في غضون 24 ساعة، أو الحرب بين إسرائيل و«حماس». وعلى مدى الأسابيع العديدة الماضية، كانت إدارة ترمب تحاول التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، وكان الرئيس قد حثّ نتنياهو على تأجيل أي أعمال عسكرية مع استمرار المحادثات.
وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض قبل ساعات فقط من وقوع الهجمات: «لا أريدهم أن يدخلوا (في مواجهة عسكرية) لأن ذلك من شأنه أن يفسد الأمر».
وبعد إطلاق إسرائيل الصواريخ، ألقى ترمب باللوم على إيران، مُوجّهاً اللوم إلى قادتها لرفضهم قبول اقتراح كان من شأنه أن يمنعها من تخصيب اليورانيوم.
وكتب على موقع «تروث سوشيال»، صباح الجمعة: «لقد أعطيت إيران فرصة تلو أخرى للتوصل إلى اتفاق. قلت لهم بأقوى العبارات (افعلوا ذلك فحسب)، ولكن مهما حاولوا جاهدين، ومهما اقتربوا من ذلك، لم يتمكنوا من إنجازه». وأشار إليوت أبرامز، وهو زميل بارز لدراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، إلى أن ترمب غيّر موقفه بشأن ما إذا كان ينبغي لإسرائيل ضرب إيران. لكنه قال إن إسرائيل قامت بمراهنة محسوبة على أن ترمب سيوافق على الفكرة. وأوضح: «لقد راهنوا على الرئيس ترمب»، مضيفاً: «لقد كان ترمب، لفترة طويلة - معظم الوقت الذي أمضاه في منصبه (متمسّكاً) بالتفاوض»، إلا أنه سارع إلى وصف الهجوم الإسرائيلي بأنه «ممتاز».
People are wondering if Iran will attack American military personnel or interests throughout the region because of Israel's attack on Iran's leadership and nuclear facilities.My answer is if they do, America should have an overwhelming response, destroying all of Iran's oil... https://t.co/lAvHzAU8xX
— Lindsey Graham (@LindseyGrahamSC) June 13, 2025
بالنسبة للكثير من الجمهوريين، كانت الضربات العسكرية الإسرائيلية متأخرة كثيراً، وسط مخاوف متزايدة من اقتراب إيران من امتلاك قدرات نووية كاملة. وقال السيناتور ليندسي غراهام، وهو جمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية وحليف مقرب من الرئيس، إن «عدد الجمهوريين الذين لا يرون في إيران المسلحة نووياً تهديداً لإسرائيل والعالم قليل جداً». وأكّد أن «الأغلبية الساحقة من الجمهوريين تؤيّد استخدام إسرائيل للقوة العسكرية لتحييد التهديد النووي الإيراني».
أما معسكر «ماغا» المتحمّس للرئيس ترمب وسياساته، فيرى الأمر بشكل مختلف. فأنصار هذا الطرح يجادلون بأن الضربات الإسرائيلية واحتمال تورط الولايات المتحدة في الصراع يتعارضان مع أجندة «أميركا أولاً».
صورة الرئيس الأميركي على أحد المباني في واشنطن قبل ساعات من العرض العسكري 14 يونيو (رويترز)
ويقول كيرك، عن ردود الفعل التي تلقاها من مستمعيه، إن «رسائل البريد الإلكتروني تعارض إلى حد كبير قيام إسرائيل بذلك، وأود أن أقول إنها ربما تكون 99 (معارضاً) مقابل واحد». وجادل بعض مؤيدي «ماغا» بأن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت المواقع النووية وكبار القادة العسكريين على حد سواء كانت جزءاً من محاولة لإشعال صراع أكبر وجرّ الولايات المتحدة إليه. وقال مسؤولون أميركيون، الجمعة، إن البنتاغون كان ينقل سفناً حربية وأصولاً عسكرية أخرى في الشرق الأوسط للمساعدة في حماية إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة من أي انتقام إيراني آخر.
ترمب يعتمر قبعة تحمل شعار «اجعل أميركا عظيمة مجدداً» في تكساس نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
وقال ستيفن بانون، الذي كان مستشاراً بارزاً لترمب في ولايته الأولى ولا يزال مقرباً من الرئيس، في برنامجه الإذاعي «غرفة الحرب»: «خلاصة القول أنه لا يمكن جرنا إلى حرب في الشرق الأوسط أو في أوروبا الشرقية». وقال عن إسرائيل: «لقد فعلتموها يا رفاق. أنتم تضعون بلدكم أولاً. الدفاع عن بلدكم أولاً. هذا جيد، ولكن علينا أن نضع الدفاع عن مصالحنا أولاً». لكن مايكل روبن، وهو زميل بارز في معهد «أميركان إنتربرايز»، قال إن إدارة ترمب «تصرخ من على الهامش». وتابع: «من المرجح أن يبقي ترمب الولايات المتحدة خارج الصراع ويعرض الوساطة. ستتضح (توجهات الجمهوريين) في الكونغرس خلال المناقشات حول المساعدات الإسرائيلية وتجديد مخزونات الأسلحة الإسرائيلية».
* خدمة صحيفة «نيويورك تايمز»

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نتنياهو يمنع وزراءه من التصريح حول الحرب مع إيران بعد تهديدات كوهين
نتنياهو يمنع وزراءه من التصريح حول الحرب مع إيران بعد تهديدات كوهين

صحيفة سبق

timeمنذ 37 دقائق

  • صحيفة سبق

نتنياهو يمنع وزراءه من التصريح حول الحرب مع إيران بعد تهديدات كوهين

أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات صارمة للوزراء بعدم الإدلاء بأي تصريحات إعلامية تتعلق بإيران، وذلك في أعقاب تصريحات مثيرة للجدل أطلقها وزير الاستخبارات السابق إيلي كوهين، هدد خلالها بأن "مقابل كل مبنى يسقط في إسرائيل، سيسقط 100 مبنى في إيران"، خلال تواجده في ساحة بات يام التي تعرضت لقصف مباشر. القرار جاء بعد موجة انتقادات داخلية ودولية لتصريحات كوهين، بالتزامن مع تصاعد حدة المواجهة بين الجانبين، إذ أفادت وسائل إعلام عبرية صباح الأحد بمقتل ستة إسرائيليين وفقدان أكثر من 30 آخرين في بات يام، إضافة إلى إصابة أكثر من مئة شخص، بينما سُجلت إصابات أخرى في رحفوت نتيجة تساقط الصواريخ الإيرانية. وأظهرت صور ومقاطع مصورة تداولتها وسائل إعلام محلية ودولية حجم الدمار الكبير الذي خلفه القصف الإيراني على مناطق سكنية وسط إسرائيل، بينما أفادت تقارير باستهداف ستة مواقع في تل أبيب بشكل مباشر، في الليلة الثانية من التصعيد المتبادل. وفي المقابل، كشفت وكالة "فارس" الإيرانية أن بعض الصواريخ التي استهدفت تل أبيب فجر الأحد كانت تحمل رؤوسًا حربية شديدة الانفجار يصل وزنها إلى 1.5 طن. وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار العملية الإسرائيلية "الأسد الصاعد" التي بدأت فجر الجمعة، وشملت ضربات جوية مكثفة استهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية إيرانية، وأدت إلى مقتل قادة بارزين وعلماء في المجال النووي. وردًا على ذلك، أعلن الحرس الثوري الإيراني بدء عملية "الوعد الصادق 3"، مؤكدًا استمرار الهجمات حتى توقف العدوان الإسرائيلي.

قبرص: إيران طلبت منا نقل رسائل إلى إسرائيل وسط تصاعد التوتر
قبرص: إيران طلبت منا نقل رسائل إلى إسرائيل وسط تصاعد التوتر

صحيفة سبق

timeمنذ 37 دقائق

  • صحيفة سبق

قبرص: إيران طلبت منا نقل رسائل إلى إسرائيل وسط تصاعد التوتر

أعلن الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليديس، الأحد، أن إيران طلبت من بلاده نقل "بعض الرسائل" إلى إسرائيل، في خطوة تعكس محاولات طهران فتح قنوات غير مباشرة للاتصال وسط تصعيد عسكري متواصل بين الجانبين. وأوضح كريستودوليديس أنه يتوقع التحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت لاحق اليوم، دون الكشف عن تفاصيل الرسائل أو طبيعة الوساطة المحتملة. الرئيس القبرصي عبّر عن استيائه مما وصفه بـ"تباطؤ الاتحاد الأوروبي" في التعامل مع تصاعد الأزمة في الشرق الأوسط، مؤكداً أن قبرص، بصفتها أقرب دولة عضو في الاتحاد إلى المنطقة، طلبت عقد اجتماع استثنائي لمجلس الشؤون الخارجية لمناقشة الوضع. التصريحات تأتي بعد موجة جديدة من الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران ليلة السبت إلى الأحد، حيث قالت السلطات الإسرائيلية إن فرق الإنقاذ تواصل البحث تحت أنقاض مبانٍ سكنية مدمّرة، باستخدام الكلاب البوليسية والمصابيح، بعد مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص في القصف الإيراني. من جانبها، أعلنت طهران إلغاء المحادثات النووية مع واشنطن، واصفة إياها بأنها لم تعد مجدية في ظل ما اعتبرته "عدواناً مباشراً" من إسرائيل، في حين صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهجته، قائلاً إن الضربات التي استهدفت إيران حتى الآن "لا تُقارن بما هو قادم". الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دخل على خط الأزمة محذراً إيران من استهداف أي مصالح أمريكية، مؤكداً في تصريحات صحفية أن "إنهاء هذا الصراع ممكن بسهولة" إذا اتُخذت الخطوات المناسبة لوقف التصعيد.

من الإسلامبولي إلى نصر الله.. إيران تغيّر رسمياً اسم شارع «قاتل السادات»
من الإسلامبولي إلى نصر الله.. إيران تغيّر رسمياً اسم شارع «قاتل السادات»

عكاظ

timeمنذ 37 دقائق

  • عكاظ

من الإسلامبولي إلى نصر الله.. إيران تغيّر رسمياً اسم شارع «قاتل السادات»

أعلنت السلطات الإيرانية رسمياً تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي (المتهم الرئيسي في اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981) في العاصمة طهران إلى شارع حسن نصر الله. وأفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء، اليوم (الأحد)، بأن مجلس بلدية طهران صوّت في جلسته العلنية رقم 334 بأغلبية الأعضاء لصالح تغيير اسم شارع «خالد إسلامبولي» إلى «حسن نصرالله». وذكرت الوكالة أن تغيير اسم الشارع جاء بعد تنسيق مع وزارة الخارجية الإيرانية. وبحسب موقع «إيران إنترناشيونال» كانت تسمية الشارع على اسم قاتل الرئيس المصري أحد أبرز العوائق أمام عودة العلاقات بين مصر وإيران اللتين قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979، واستضافة القاهرة الشاه المعزول محمد رضا بهلوي. وتشهد العلاقات المصرية الإيرانية تقارباً ملحوظاً في الفترة الماضية. وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال من القاهرة، في وقت سابق من هذا الشهر، إن «الثقة الموجودة بين البلدين لم تصل من قبل إلى هذا المستوى». وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري بدر عبد العاطي بعد لقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي: «منذ العام الماضي، هذه المرة الرابعة التي ألتقي بها الرئيس المصري، والتقيت وزير الخارجية أكثر من 10 مرات، ما يدل على إرادة البلدين لتوسيع أشكال التعاون كافة في المجالات كافة، والبلدان لهما دور في تحقيق التقدم والسلام بالمنطقة، ونملك إرادة مشتركة لتحقيق هذه الغاية». واستضافت القاهرة في 3 يونيو الجاري جلسة مباحثات بين عراقجي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، ودعا وزير الخارجية المصري إلى عدم تفويت فرصة التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store