
في برنامج "ورد وطيب" الدكتورة شريفة يتيم: أتابع مرضى في الثلاثين لا يدركون أنهم مصابون بالتوحد!
قد يلجأ المراهق المصاب بالتوحد إلى سلوكيات نسميها في قواعدنا المخفية "العيب"، من دون أن يدرك أن ما يفعله خطأ.
في برنامج "ورد وطيب"، الذي يعرض أسبوعياً على قناة يوتيوب سيدتي ، نمدكم بأدق المعلومات التي تتعلق بمختلف نواحي الحياة، من خلال اختصاصيين، كرسوا أنفسهم على وسائل السوشيال ميديا، لينصحوا المتابعين، بمحتوى يرد على تساؤلاتهم.
"ورد وطيب" اسم على مسمى، فيه معلومات، تجعل القلب والدماغ في راحة نفسية، كأنه تنشق ورداً وطيباً، وحصل على إجابة تفيده، سواء في التغذية أو الرياضة، أو التحكم بالهرمونات، أو الأزياء أو مرض التوحد عند الأطفال، مواضيع كثيرة تطرح للنقاش، بجرأة ووضوح، تابعونا على قناة "سيدتي يوتيوب"، للرد على أسئلتكم مباشرة من خلال الاختصاصية التي نستضيفها كل أسبوع.
بدأت ضيفة هذه الحلقة من "ورد وطيب" الدكتورة شريفة يتيم، أخصائية نفسية ومحللة سلوك معتمدة، من مركز شريفة يتيم للتأهيل بتعريف التوحد، وتوغلت في الكشف عن خرافات التوحد ، ثم تطرقت إلى إحصائية عالمية، وهي أن كل خمسين مولوداً فيه طفل مصاب باضطراب التوحد. وهذا المرض قد يعاني منه الكثيرون، لكن تحت نكران الأهل لا يتم الكشف عنه ومعالجته، حتى أنها تتابع أشخاصاً في الثلاثينيات، لا يعرفون سبب معاناتهم.
ما هو التوحد وخرافاته؟
كما تقول الدكتورة شريفة، إن التوحد هو اضطراب نمائي يؤثر في العديد من أماكن الدماغ، فهو يمكن أن يؤثر في اللغة والتواصل عند الطفل وفي المهارات الحياتية والاجتماعية، تتابع قائلة: "هذا ينشئ عند المصاب مهارات أو سلوكيات تكرارية، والمشكلة الأولى هي في الخرافات المنتشرة بين الناس حول هذا المرض، والتي أسمعها من الأهالي في عيادتي، حيث يعتقدون أن المصاب هو ملبوس يتحكم به جني، أو يمكن أن تكون إصابته من الحسد، كل هذه الخرافات تنتشر لكن متى؟ عندما يدخل ولي الأمر في مرحلة الإنكار، ويقنع نفسه بهذه الأفكار، ويرفض أن يخضع ابنه للعلاج الصحيح، وأنه ليس باستطاعة المصاب أن يتعلم ولا يدخل المدرسة ولا يذهب للدوام، مع أن الوضع عكس ذلك، فقد يتعلم بشكل أفضل من الناس الأسوياء، فحياته لا تتوقف، ويكون له مستقبل بتشكيل عائلة، لكن المرض درجات تنتمي لفئات معينة، فيه درجات أكثر شدة من بعضها، لذلك تجد المصاب بالتوحد بحاجة لمساعدة طوال حياته، وفي أحيان أخرى قد يحتاج للمساعدة حسب الموقف، حيث لا بد من ابتكار روتين محدد للمصاب، ليخف طلب مساعدته، ويتصرف وحده، لذلك أنصح الأهالي بالاستثمار في أبنائهم المصابين بالتوحد منذ الصغر، لأنهم عندما يكبرون ستخف أعراضهم.
ما هو البرنامج الصحيح لمرضى التوحد؟
تضع الدكتورة شريفة البرنامج الصحيح لمرضى التوحد، يتكون من عدة أشياء يجب أن تكون في البال، وهي:
العلاج السلوكي باستخدام علم تحليل السلوك التطبيقي، باستخدام استراتيجيات مبنية على التعزيز والإيجابية.
لا تستخدموا العقاب و الصراخ على الطفل المصاب بالتوحد، فهذا ينعكس سلباً على المصاب، خصوصاً في مرحلة المراهقة، ويزرع في قلبه الخوف.
تكيفوا على أساس أن نظرة المصاب بالتوحد للحياة تختلف عن نظرة من حولهم.
هل عند المصاب بالتوحد مشاكل حسيّة؟
كثير من التوحد عندهم مشاكل حسية، حيث تعطي الدكتورة شريفة، مثالاً على ذلك: "إذا دخلت مكاناً، واستمعت إلى حديث معين، كي تستوعبه، تلقائياً تعمل "بلوك" على المشتتات الأخرى، لكن الأشخاص اللي عندهم خلل في الأعصاب لا يمتلكون القدرة للتركيز على مايدور حوله الحديث، لأنهم غير قادرين على دفع المشتتات، فيتحملون الكثير من الضغط، فيتعبون نفسياً، وفي هذه الحالة ما الإجراء الذي يجب أن يتخذه الأهالي؟ في ظل حياة مليئة بالمشتتات والأصوات؟ في هذه الحالة علينا أن نعالج المشاكل الحسية بالعلاج الوظيفي، أي ما يسمى Occupational Therapy عند متخصص في علاج المشاكل الحسية وأن نلتزم ببرنامج يتناسب مع الطفل أو الكبير، الذي يتردد أيضاً على عيادتي".
تجربتي في علاج ابني من التوحد.. وعلاجان واعدان لهذا المرض
لماذا يصاب مرضى التوحد بسوء التغذية؟
أغلب أطفال التوحد، كما تجد د. شريفة، يعانون مما يسمى Picky Eating أي الأكل الانتقائي بسبب مشاكلهم الحسية مثل إنهم لا يأكلون إلا أشياء مقرمشة، أو يمتنعون عن الأكلات المخلوطة والمطحونة، أو لا يتحملون المأكولات اللزجة، كما أن هناك أطفالاً يحبون ألواناً معينة للأكل فقط الألوان الباهتة، الألوان البيضاء، الألوان البيج، فأي شيء لونه مختلف لا يستوعبونه، ويؤثر على نفسياتهم سلباً، فيبتعدون عن الأكل ويصابون بنقص التغذية، إذاً ما الحل؟".
تطرح د. شريفة الحل الذي يستند إلى الروتين كي يفهم المصابون حياتهم، كما تقول: "الحل في ألا تجبري الطفل على الأكل، بل يمكنك البدء بإدخال المواد الغذائية التي يرفضها تدريجياً في الأكل من خلال برنامج خاص ودقيق يتوافق مع إمكانات، ومشاكل الطفل الحسية، وطريقة البلع والجهاز الهضمي لديه، فكل طفل يختلف عن الثاني، حيث إن اضطراب التوحد هو أطياف وألوان مختلفة، وتختلف شدته من طفل إلى آخر، فلا يمكن لأي أم عندها طفل مصاب بالتوحد، أن تعتمد حرفياً على برنامج طفل آخر، واعلموا أن أطفال التوحد حساسون جداً، ودقيقون والمشكلة عندهم في كيفية التعبير عن مشاعرهم، وهم يحتاجون لمهارات معينة، ليتمكنوا من التعبير عن مشاعرهم، أول شيء يجب أن يتعرفوا إلى المفردات اللغوية، ليتمكنوا من شرح ما في ذواتهم، فيشرحون للناس مشاكلهم بعد تحديدها، وإلا سيصاب الطفل بالعصبية، الغضب، القلق، خصوصاً عندما يدخلون مرحلة المراهقة، إذ يصبحون عرضة للاكتئاب النفسي، ولا يتقبلون أنفسهم، حيث يدخلون في مرحلة نكران الذات، وهنا يأتي دور الأهل في مساعدتهم، وكيفية التعامل معهم، لكن إذا كان أحد الأبوين غير متقبل لمعاناة الطفل، فسيفكر الطفل في نفسه متمنياً ألا يكون مصاباً بالمرض، ولا تستغربوا فقد قابلت أطفالاً يتحسرون على أنفسهم، ويتساءلون: لماذا لا أشبه باقي الأطفال؟"
ما علامات القلق عند مريض التوحد؟
عندما يرفض المجتمع المصاب بالتوحد، ويمتنع عن احتضانه، ويوجه له رسائل من قبيل: "أنت لا تتكلم"؟ أنت لا تدخل هذه المباني أو المدارس وممنوع عليك مشاركتنا في الرحلات العائلية، هنا يصاب المراهق بالقلق والاكتئاب وينتكس، وليكن أهم علامات القلق في هذه الحالة:
يشبه في ظاهره القلق عند أي شخص سليم.
يمتلك المصاب أفكاراً تكرارية.
يشعر أنه فاشل، ولا ضرورة له في هذه الحياة.
يستسلم للواقع، ويرفض إكمال المهام الموكلة إليه، لأنه لا يرى أي اهتمام ممن حوله.
تكمل د. شريفة: "هنا يأتي دورنا كمجتمع وهو دمجهم أولاً في البيت، من خلال توعية أعمامهم وخالاتهم وحتى أبناء عمومتهم وأخوالهم، بأن المصاب بالتوحد شخص عادي، لكنه يمتلك اختلافات علينا تقبلها، فكلنا مختلفون عن بعضنا، بالتالي فإن القلق والاكتئاب شيء طبيعي أن يعاني منه إنسان، في حال كان تحت وطأة الضغوطات الحياتية، لذلك علينا أن نتعامل معه، بطريقة واعية، ونقدر حساسية الموقف، طبعاً هناك مجال لإعطاء الأدوية، والمعاينة عند الأطباء النفسيين الذين يحددون هذه الأدوية، المهم أن يعرف الآباء أعراضها وسلبياتها".
كيف نتعامل مع إحساس المصاب بالتوحد بنفسه؟
يعاني الكثير من المصابين بالتوحد، من مشاكل الذكورة والأنوثة، ويتلمسون أجسادهم، ويبدأون باكتشافها، خصوصاً عندما يدخلون مرحلة المراهقة والبلوغ، وتبدأ التغيرات الهرمونية، مثل أي إنسان عادي يمر بهذه التقلبات، تستدرك د. شريفة: "لديهم مشاعر قد لا يستوعبونها، فيلجأون إلى سلوكيات مثل العادة السرية ، أو يمسك أماكنه الحساسة في الأماكن العامة، أو يسعون وراء صور أو فيديوهات غير مهذبة، ممكن أنت كأم أو كأب تلاحظ هذه التغييرات في البيت من خلال تصرفات المراهق المصاب بالتوحد، من دون أن يدرك أن ما يفعله خطأ، لأنه لا يدرك القواعد المخفية في التربية، والتي نسميها "العيب"، هو لا يعرف معنى هذه الكلمة فتصدر منه هذه التصرفات".
تؤكد د. شريفة، أنه من الممكن للمصاب بالتوحد أن يتزوج، وهناك برامج تعلمهم السلوكيات الزوجية، عن طريقة التعامل مع الزوجة، والعكس صحيح، المهم أن يكون الطرفان على دراية بما سيجري، لا تعرضوهما لصدمة نفسية، فهذا ما يحصل عند بعض العائلات، وبما أن كل حالة تختلف عن الأخرى، يختلف التدخل حسب طبيعتها، تستطرد د. شريفة: "مهما كانت درجات التوحد، إذا مال المصاب بالتوحد سواء كان بنتاً أو صبياً لسلوكيات غير مقبولة، أفهميهم ما هي السلوكيات غير المقبولة في الأماكن العامة واعلمي أنه لا يمكن إيقافهم عن بعض العادات، لكن علميهم خصوصيتها، خذي القرار المناسب، أنت لا تستطيعين منعهم ولا تستطيعين أن تقولي لا، فما يقومون به أمر فطري، وإذا لم يمارس المصاب هذا النوع من السلوك سيظهر طباعاً عنيفة في سن المراهقة ، وأنا لا أنصحك بإيصال ابنك إلى مرحلة العنف، لقد رأيت العنف بأشكاله وأنواعه، لذلك عليك مساعدة طفلك كي يهدئ نفسه ويفهم ما هي السلوكيات الخاطئة، وإذا أردتم أن تعرفوا أكثر عن البرنامج الأكثر فائدة في هذا العلاج فتواصلوا معي".
نصائح للأهالي الذين يربون طفلاً مصاباً بالتوحد
تؤكد د. شريفة على إخضاع المصاب بالتوحد إلى برنامج يعلمه كيفية التعامل مع العائلة ، لكي يبني له عائلة، وتعطي لمشاهدي برنامج "ورد وطيب" خمس نصائح، لكل أبوين يربيان طفلاً مصاباً بالتوحد:
النصيحة الأولى: لا تتنكرا لمشكلة طفلكما، وأيقني تماماً أنه إنسان مختلف في أفكاره، ونظرته للحياة، وعنده اختلاف في استيعاب المعلومة، تثقفا بالمعلومات العلمية، فالتوحد عالم بذاته، وعندما تدخلين الإنترنت، لا تنخدعي بالعلاجات الزائفة، غير المستندة على بيانات صحية حقيقية. مثل العلاج بالدولفين، أو بتناول الأطعمة المعينة.
النصيحة الثانية: اسألي نفسك، هل يتعلم طفلي عن طريق الصور، أم السمع؟ أم من حركات يتابعها في فيديو ويقوم بتقليدها، كل طفل يختلف عن الثاني، لذلك حاولي التركيز على قدراته.
النصيحة الثالثة: هي للآباء بالذات، لأنهم حساسون جداً، خصوصاً لو رزقوا بالولد الأول مصاباً بالتوحد، فيعزلون أنفسهم في قوقعة حتى عن زوجاتهم، يحط نفسه في قوقعة لأنهم غير قادرين على تحمل المسؤولية، استوعبوا أنكم على طريق جديد ومختلف، وقوموا باحتواء الأم، وشاركوا في مرحلة في العلاج ولا تتعللوا بانشغالكم عن زيارة الطبيب برفقة الأم والطفل.
النصيحة الرابعة: لا تعتمدوا تماماً على المربية، بحجة الانشغال بالعمل، وتأمين مصاريف علاج التوحد ، بعض المربيات قد يرافقن الطفل المصاب بالتوحد لـ 24 ساعة، ثم يسافرن بعد سنتين، وهنا تكون المعاناة مع الطفل، الذي لا يجد من يفهمه، لذلك عليكم تثقيف أنفسكم، عن مرض التوحد، أنتم ومن حولكم من أفراد العائلة.
النصيحة الخامسة: لا تهملي طفلك، واستفيدي من الخدمات والبرامج التي تقدمها دولة الإمارات لهذه الفئة، والتي تسعى لفظ حقوق أصحاب الهمم ، ليعيش الطفل حياة مليئة بالراحة والأمان.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المرصد
منذ 20 ساعات
- المرصد
شاهد: فيديو يكشف ماذا يحدث لجسمك عند الصيام 36 ساعة . صحيفة المرصد
شاهد: فيديو يكشف ماذا يحدث لجسمك عند الصيام 36 ساعة صحيفة المرصد: وثق مقطع فيديو نشرته قناة Wellness Wise على يوتيوب الجدول الزمني لتأثير الصيام لمدة 36 ساعة على الجسم. ووفقًا للمحاكاة التي قدمها الفيديو، فإن هذا النوع من الصيام قد يُحدث ما يُشبه "إعادة ضبط كاملة" لوظائف الجسم، عند القيام به بأمان وتحت إشراف طبي. بعد 4 ساعات ينخفض مستوى الأنسولين، ويبدأ الجسم في استخدام السكر المخزن (الجلوكوز) للحصول على الطاقة. بعد 8 ساعات ينفد مخزون السكر تدريجيًا، ويبدأ الجسم بالتحول نحو حرق الدهون كمصدر للطاقة. بعد 12 ساعة يبدأ الجسم في إنتاج الكيتونات نتيجة تكسير الدهون، مما يعزز التركيز ويقلل الالتهاب. بعد 18 ساعة تبدأ عملية الالتهام الذاتي، حيث تبدأ الخلايا بإزالة الأجزاء التالفة وتجديد نفسها. بعد 24 ساعة تزداد مستويات هرمون النمو بشكل كبير، مما يدعم إصلاح العضلات وتجديد الخلايا. بعد 30 ساعة يصبح الجسم أكثر كفاءة في حرق الدهون، ويزيد الاعتماد على الكيتونات كمصدر رئيسي للطاقة. بعد 36 ساعة تصل عمليات الإصلاح والتنظيف الذاتي إلى ذروتها، ما يُعتبر بمثابة "إعادة ضبط كاملة" للجسم، ولكن مع ضرورة التوقف التدريجي وتناول الطعام الصحي بعد الصيام.


مجلة سيدتي
منذ يوم واحد
- مجلة سيدتي
إدمان الشاشات وراء ضعف التركيز والانتباه عند الطفل: المشكلة والحل
في ظل تسارع الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، تحولت الأجهزة الذكية إلى جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية؛ أطفال اليوم يولدون في بيئة رقمية، تعلموا فن التعامل على التابلت والهواتف الذكية قبل أن يتعلموا حروف الكلام أو قواعد المشي، وكأن الشاشات أصبحت البديل الفعلي عن التفاعل الإنساني، حتى أن غالبية الآباء باتوا يتفاخرون بقدرة أطفالهم على تشغيل التطبيقات. وفي الجانب الآخر يعمل الخبراء والمختصون المهتمون بصحة الطفل على رصد خطورة الإفراط في استخدام هذه الأجهزة، وتأثيرها الضار على نمو عقول الأطفال وصحتهم النفسية والسلوكية، فهل نحن بالفعل أمام جيل تهدده الشاشات؟ و هل تدمر الأجهزة الذكية عقول أطفالنا؟ الدكتور سيد البحيري أستاذ البرمجيات بأحد معاهد الحاسب الآلي يستعرض مع قارئات "سيدتي وطفلك" أبعاد المشكلة بالأرقام والدراسات، ويرصد مخاطر الظاهرة، ومعها يطرح بعض الحلول الممكنة. طفل رضيع أمام الشاشة! يبدو أن الأجهزة الذكية لم تعد قاصرة على الكبار وحدهم؛ إذ تفيد الدراسات بأن نسبة الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية قبل سن الثالثة ارتفعت بمعدل تجاوز 80% في العديد من الدول. وفي بعض الأسر المنشغلة عن رعاية أطفالها لسبب ما، يُترك الطفل أمام الـ"يوتيوب" لساعات دون الاهتمام بالمحتوى- كوسيلة للتهدئة أو الانهماك أثناء انشغال الوالدين. والغريب أن البعض من الآباء يعتقدون أن ما يفعله نوع من التقدم التكنولوجي أو وسيلة للتعلم المبكر، والحقيقة أن استخدام الطفل للشاشة قبل سن الخامسة آثاره سلبية على النمو العقلي والانفعالي. دماغ الطفل تحت تأثير الشاشة علمياً دماغ الطفل في السنوات الأولى في طور التكوين السريع، وكلما زادت التفاعلات الواقعية (الحديث، اللمس، اللعب، العناق)، زادت فرص تكوين وصلات عصبية قوية ومستقرة، ولكن حين يُستبدل هذا التفاعل الإنساني بالشاشة، يُحرم دماغ الطفل من هذه الخبرات الأساسية. في هذا الشأن توصلت دراسة أجرتها جامعة كالجاري الكندية إلى أن الأطفال الذين يقضون أكثر من ساعة يومياً أمام الشاشات في عمر السنتين، يعانون من تأخر في مهارات الكلام والتواصل بنسبة 49%، بينما كشفت دراسة بريطانية أن الإفراط في استخدام الشاشات، يرتبط بانخفاض معدلات التركيز، وزيادة معدلات القلق والاكتئاب في سن المراهقة. الإدمان الرقمي "إدمان الشاشة"أصبح من أخطر المشكلات التي تهدد الأطفال والمراهقين اليوم؛ حيث إن الشاشة بألوانها الساطعة، وحركتها السريعة، ومكافآتها الفورية بجانب برامجها العديدة مصممة لجذب الانتباه. وهذا الأسلوب المثير في العرض، يساعد على إفراز كميات كبيرة من (هرمون السعادة)، ما يجعل الطفل والشاب والمراهقة يُدمنون الجلوس أمام الجهاز، ويجدون صعوبة في الاستمتاع بأي نشاط آخر. هذا النوع من الإدمان لا يختلف كثيراً عن إدمان الشيء الضار؛ من حيث التأثير على مراكز المكافأة في الدماغ، لدرجة أن بعض العلماء وصفوا الألعاب الإلكترونية وتطبيقات الفيديو بأنها مخدر يتم تسويقه ببراعة شديدة. التأثيرات النفسية والسلوكية حالة الإفراط العدوانية وتقلب المزاج: ألعاب العنف ومقاطع الفيديو الصاخبة ترفع مستويات التوتر عند الطفل وتجعله سريع الغضب. العزلة والانطواء: يفقد الطفل مهارات التفاعل الاجتماعي ، ولا يستطيع المراهق تكوين علاقات واقعية، ما يؤدي إلى شعوره بالوحدة. ضعف التركيز والانتباه: تعود المراهق على التغيير السريع في المحتوى، يقلل من قدرته على التركيز في الأنشطة التعليمية أو المهام اليومية. قلة النوم: الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات لا يحفز إفراز الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن النوم، مما يسبب اضطرابات نوم تؤثر على النمو العقلي والجسدي للطفل والمراهق على السواء. طرق توجيه الأطفال نحو الأنشطة لتطوير مهاراتهم مسؤولية العائلة في كثير من الأحيان، يكثر اعتماد الأهل على الأجهزة الذكية كحل مؤقت لمشكلة ما -كالطفل كثير الحركة، أم مراهقة تميل للعصبية، أو بيت مزدحم بالمهام- ولكن هذا الحل السهل السريع يتحول مع الوقت إلى نمط حياة. بل إن بعض الأمهات يستخدمن الهاتف الجوال كوسيلة لتسكين بكاء الطفل، أو كمكافأة له عند الأكل أو التصرف الجيد، ما يربط الطفل نفسياً بالجهاز كمصدر للراحة والقبول. المشكلة هنا لا تقتصر على الطفل، بل تمتد لينتفع بها المراهق أيضاً، ومرات تنتقل إلى الآباء أنفسهم الذين أصبحوا مشغولين بالشاشات طوال الوقت، مما يباعد ويضعف الروابط العاطفية ويزيد من "الاغتراب الأسري". التعليم الرقمي بين الفوائد والأضرار بعد جائحة كورونا، أصبح التعليم عبر الإنترنت واقعاً لا مفر منه، وبينما ساهم هذا في استمرار العملية التعليمية، إلا أنه زاد من اعتماد الأطفال على الشاشات، وربط المراهق بها كذلك خاصة بعد مازاد من التعرف إلى محتوياتها، ما جعل من الصعب التفريق بين الاستخدام المفيد والمضر. بينما أكدت دراسات متعددة أن التعليم الرقمي لا يمكن أن يحل محل التفاعل الواقعي في سن الطفولة، وأن استخدام الشاشات كوسيلة تعليم يجب أن يكون محدوداً، وتحت إشراف مباشر من الكبار. ما هي الحلول؟ التحذير وحده لا يكفي، وهذه بعض التوصيات من أساتذة الصحة وخبراء التربية: لا شاشات قبل عمر السنتين: يجب منع أي نوع من الأجهزة الرقمية تماماً في هذه المرحلة، والتركيز على اللعب التفاعلي والكلام والقصص المصورة. ساعة واحدة فقط يومياً من سن 2-5 سنوات: مع ضرورة وجود أحد الوالدين لمشاركة المحتوى والتفاعل مع الطفل. وضع قواعد صارمة للاستخدام: مثل منع الأجهزة على طاولة الطعام، أو قبل النوم بساعتين على الأقل. تقديم بدائل واقعية جذابة: أنشطة مثل الرسم، اللعب بالرمل، قراءة القصص، الألعاب الحركية، والأنشطة العائلية الممتعة. القدوة تبدأ من البيت: إذا كان الطفل يرى والديه ملتصقين بالشاشة طوال الوقت، فسيقلدهم دون وعي. سيدتي الأم: تنبيه ضروري: إذا استمر الوضع فالآباء هنا يخاطرون بجيل لا يتواصلون دون شاشة، جيل يفتقر إلى الصبر والمشاعر العميقة، جيل تقل لديه القدرة على التحليل والنقد، ويفقد مهارات الإبداع، والخيال، والذكاء العاطفي، لصالح التفاعل السطحي. جيل يتربى على مقاطع مدتها 15 ثانية، ومحتوى يتغير كل يوم، ليصبح جيلاً هشاً نفسياً ومعرفياً، وعاجزاً عن الثبات في عالم سريع التغير. *ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.


شبكة عيون
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- شبكة عيون
ترامب: زيارة تاريخية للشرق الأوسط تشمل السعودية وقطر والإمارات
ترامب: زيارة تاريخية للشرق الأوسط تشمل السعودية وقطر والإمارات ★ ★ ★ ★ ★ مباشر: قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن زيارته إلى الشرق الأوسط ستكون تاريخية. وأعلن ترامب في مؤتمر صحفي، عن استعداداته لزيارة ثلاث دول في الشرق الأوسط تشمل السعودية وقطر والإمارات، وفقا لقناة "القاهرة الإخبارية". وشدد ترامب، على أن استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا "أمر لا يمكن السماح به". وذكر الرئيس الأمريكي، أن الولايات المتحدة ستعتمد السعر الأقل للدواء في العالم. وصرح ترامب، بأنه سيتم تخفيض أسعار الأدوية بنسبة تصل إلى 90%، وفقا لقناة "القاهرة الإخبارية". وأكمل ترامب: "أستعد لتوقيع أهم أمر تنفيذي في تاريخ بلادنا في مجال الرعاية الصحية". حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية .. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر .. اضغط هنا ترشيحات ترامب: تجنّبنا حرباً نووية بين الهند وباكستان والحوثيون أوقفوا هجماتهم مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه ترامب السعودية الإخبارية روسيا أسعار مصر اقتصاد