logo
خسائر حادة للأسهم العالمية في أسبوع تصاعد المخاطر الجيوسياسية

خسائر حادة للأسهم العالمية في أسبوع تصاعد المخاطر الجيوسياسية

صحيفة الخليجمنذ 16 ساعات

سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية خسائر أسبوعية بعد عمليات البيع المكثفة التي شهدتها يومي الخميس والجمعة، بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران وتصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، ما تسبب بارتفاع أسعار الطاقة والدفاع مقابل تراجع أسهم شركات الطيران.
وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي خلال الأسبوع 1.79%، وفقد «ستاندرد آند بورز» 0.37%، بينما خسر «ناسداك» المركب 0.8%.
وتفاقم انحدار الأسهم يوم الجمعة عقِب الرد الإيراني بالصواريخ على سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية، وإعلان طهران عدم مشاركتها في الجولة السادسة من المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع المقبل. لينهي «داو» تداولاته متراجعاً 770 نقطة، بواقع 1.79%، عند 42197.79 نقطة. ويخسر «ناسداك» 255 نقطة، أو 1.3%، مسجلاً 19406.83 نقطة. فيما بلغت خسارة «إس آند بي» 69 نقطة أو 1.13%، إلى 5976.97 نقطة.
أسهم شركات الطيران
تسببت مخاوف ارتفاع تكاليف الوقود بهبوط أسهم شركات الطيران، حيث خسرت «دلتا إيرلاينز» 3.8%، وتراجعت كل من «يونايتد إيرلاينز» و«أمريكان إيرلاينز» بنسبة 4.4%، و4.9% على التوالي. في المقابل، ارتفعت أسهم شركات الدفاع، فحققت «لوكهيد مارتن»، و«آر تي إكس»، و«نورثروب غرومان» مكاسب تجاوزت الـ 3%. وعلى صعيد الطاقة، أضافت أسهم «إكسون» 2% إلى الرصيد العام.
وقال مارك مالك، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «سيبرت فاينانشال»: «يُضيف هذا الصراع تحدياتٍ إلى المخاوف الكبيرة أصلاً التي تُسيطر على الأسواق. وعلى أقل تقدير، سيؤثر ارتفاع أسعار النفط الخام، إذا استمر، بشكلٍ مباشر في أرقام التضخم».
أغلقت أسواق الأسهم الأوروبية على انخفاض متوقع، بعد التوترات الحاصلة في الشرق الأوسط، حيث أنهى مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي القياسي تداولاته متراجعاً 0.9%، و1.48% للأسبوع، إلى 544.94 نقطة.
وخسر «داكس» الألماني 1.07%، و2.86% للأسبوع، مسجلاً 23516.23 نقطة. وكذلك مؤشر «كاك» الفرنسي، الذي فقد نحو 1.1% الجمعة، و1.37% خلال الأسبوع، لينهي عمله عند 7684.68 نقطة. كما اختتم مؤشر «فوتسي» البريطاني اليوم على انخفاض بنسبة 0.4%، مع نمو أسبوعي طفيف بمقدار 0.14% إلى 8850.63 نقطة.
وسجلت أسهم السيارات الأوروبية خسائر كبيرة بعد ظهر الجمعة، حيث انخفضت بنحو 2.2% خلال الجلسة. ويأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه مجموعات صناعة السيارات من تزايد تهديدات الإنتاج بسبب نقص المعادن النادرة.
آسيا والمحيط الهادئ
شأنها شأن بقية أسواق العالم، تراجعت أسواق آسيا والمحيط الهادئ الجمعة على خلفية المشهد الحاصل، محققة نمواً أسبوعياً متبايناً خفف من حدة الخسائر.
وقلص مؤشر نيكاي الياباني تعثراته السابقة، وأغلق يومه منخفضاً بنسبة 0.89% عند 37834.25 نقطة، مع تراجع أسبوعي أيضاً 0.75%. فيما خسر نظيره «توبكس» 0.95%، و1.14% للأسبوع، مسجلاً 2756.47 نقطة.
وانخفض مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 0.87% ليغلق عند 2894.62 نقطة، لكنه حقق قفزة أسبوعية 1.73%. كما تراجع «كوسداك» للشركات الصغيرة بنسبة 2.61% إلى 768.86 نقطة، مع نمو أسبوعي كذلك 1.67%.
أما في أستراليا فقد هبط مؤشر «ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200» بنسبة 0.21% الجمعة، إلى 8547.40 نقطة، مسجلاً في الوقت نفسه نمواً أسبوعياً طفيفاً قوامه 0.05%.
وانزلق مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ بنسبة 0.59%، و0.35% للأسبوع، ليصل إلى 23892.56 نقطة. وبالمثل فعل مؤشر «سي إس آي 300» في البر الرئيسي، الذي اختتم جولته بتراجع يومي وأسبوعي قدره 0.72% و0.35% على التوالي، ليصير الرصيد إلى 3864.18 نقطة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حلفاء أميركا الآسيويون لا يستطيعون فك الارتباط مع واشنطن
حلفاء أميركا الآسيويون لا يستطيعون فك الارتباط مع واشنطن

الإمارات اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • الإمارات اليوم

حلفاء أميركا الآسيويون لا يستطيعون فك الارتباط مع واشنطن

تتصدر الرسوم الجمركية قائمة النزاعات بين أميركا وحلفائها الآسيويين، حيث تتعرض اليابان وكوريا الجنوبية حالياً لتهديد بفرض رسوم بنسبة 25%، وتشعر أستراليا بالغضب من شبح فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الصلب. وفي غضون ذلك، دفع تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وغيرها من أدوات القوة الناعمة الأميركية - مثل إذاعة آسيا الحرة، والصندوق الوطني للديمقراطية - الحلفاء إلى محاولة سد الثغرات في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ، قبل أن تمدهم بكين بالبنية التحتية للاتصالات من «هواوي»، والقواعد العسكرية ذات الاستخدام المزدوج لجيش التحرير الشعبي. وأخيراً، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، عن مراجعة اتفاقية «أوكوس» الثلاثية التي استثمرت بموجبها بريطانيا وأستراليا بالفعل، مئات الملايين من الدولارات لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية، إلى جانب الولايات المتحدة. ويثير ازدراء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الواضح لأوكرانيا وأوروبا، تساؤلات حول موثوقية الضمانات الأمنية الأميركية في آسيا. وهذه الأسئلة يعجز البيت الأبيض بشكل متزايد عن الإجابة عنها، بعد إقالة معظم خبراء الشؤون الآسيوية ذوي الكفاءات العالية الذين عيّنهم في البداية للعمل في مجلس الأمن القومي. وفي ظل هذا الهجوم الشرس، من المتوقع أن تُظهر استطلاعات الرأي في المنطقة انخفاضاً حاداً في الثقة بالولايات المتحدة، وهو ما حدث بالفعل. وفي مارس الماضي، كشف معهد «لوي» لاستطلاعات الرأي، أن 36% من الأستراليين فقط يثقون بالولايات المتحدة، وهو أقل رقم استطلعه المعهد على الإطلاق. وفي أبريل الماضي، كشفت صحيفة «أساهي شيمبون» اليابانية، أن 15% فقط من المواطنين اليابانيين يعتقدون أن الولايات المتحدة ستدافع عن اليابان في عهد الرئيس دونالد ترامب، وهو انخفاض حاد مقارنة بأكثر من 40% في العام السابق. وفي الوقت نفسه، يَعتبر 20% فقط من التايوانيين، الولايات المتحدة جديرة بالثقة، بانخفاض قدره 10% عن العام الماضي. ومع ذلك، تُظهر استطلاعات الرأي أيضاً أمراً آخر، وهو أن تحالفات الولايات المتحدة في آسيا، ظلت أكثر مرونة بكثير مما قد توحي به العناوين الرئيسة. وعلى سبيل المثال، وجد استطلاع «لوي»، أن 80% من الأستراليين يؤيدون التحالف الأميركي الأسترالي، ولاتزال الاستطلاعات في اليابان وكوريا الجنوبية تجد أن نحو 90% من المواطنين في تلك الدول يؤيدون التحالف مع الولايات المتحدة. وكما قال الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن: «لا تقارنوني بالقوي، قارنوني بالبديل». وفي آسيا، لايزال «الطرف الآخر» هو التهديد المتزايد للصين، الذي لا يستطيع حلفاء الولايات المتحدة التعامل معه بمفردهم أو حتى بالتنسيق في ما بينهم في غياب الولايات المتحدة. ويعتقد الحلفاء الأوروبيون - بشراكاتهم المكثّفة وتعرضهم لتحدٍ أقل بكثير مع روسيا - أن خيار الابتعاد عن الولايات المتحدة هو الأفضل، لكن الحلفاء الآسيويين لا يستطيعون ذلك. ونتيجة لذلك، فبدلاً من فك الارتباط أو التحالف مع الصين، أو السعي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال الأسلحة النووية، يضاعف حلفاء الولايات المتحدة جهودهم في التكامل معها. وبعبارة أخرى، فإن هؤلاء الحلفاء يُديرون مخاطر التخلي عنهم من خلال أن يصبحوا أكثر أهمية بالنسبة للاستراتيجية الأميركية. وتواصل اليابان السير على النهج الذي رسمه رئيس الوزراء السابق، شينزو آبي، الذي أعاد تفسير الدستور الياباني عام 2014 للسماح بـ«الدفاع الجماعي عن النفس» مع الولايات المتحدة، وشركاء مقربين آخرين مثل أستراليا. وبدلاً من السعي إلى النأي بنفسها عن الولايات المتحدة في عهد ترامب، تعمل طوكيو مع واشنطن على ربط مقر قواتها المشتركة الجديد بمقر القوات الأميركية المحسّن في اليابان، وذلك للاستجابة بشكل أفضل للطوارئ الإقليمية. ومن خلال برنامج اتفاقية «أوكوس»، لا تقتصر أستراليا على شراء غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية من فئة «فرجينيا»، من الولايات المتحدة فحسب، بل تعمل أيضاً على توسيع نطاق القوة العسكرية الأميركية في البلاد. ويشمل ذلك عمليات تناوب رئيسة لقوات مشاة البحرية، ووحدات جوية، وغواصات في جميع أنحاء الإقليم الشمالي وغرب أستراليا. كما تستعد كانبيرا، لإنتاج الذخائر والصواريخ، من خلال مبادرة الأسلحة الموجّهة والذخائر المتفجرة التي ستُزوّد بها قوات الدفاع الأسترالية والجيش الأميركي. وتفتح الفلبين في عهد الرئيس فرديناند ماركوس الابن، مواقع جديدة للجيش الأميركي، بموجب اتفاقية التعاون الدفاعي المعزز، بما في ذلك قواعد في الجزر التي تُعدّ بالغة الأهمية في حال حدوث أي طارئ يتعلق بتايوان. وفي العام الماضي، أبحرت نيوزيلندا بأول سفينة حربية لها عبر مضيق تايوان الحساس منذ سبع سنوات، بينما أرسلت كندا في فبراير، فرقاطتها الثانية عبر المضيق في أقل من ستة أشهر. ومن المفيد أن شخصيات بارزة في إدارة ترامب تُركز على آسيا. وكانت أول خطوة دبلوماسية لوزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، هي عقد اجتماع مع وزراء خارجية المجموعة الرباعية في اليوم التالي لتنصيب ترامب. وقد حظي وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث بإشادة كبيرة في طوكيو ومانيلا، لالتزاماته بالتعاون الدفاعي خلال زياراته في مارس. وكانت دعوات هيغسيث لزيادة الإنفاق الدفاعي في «حوار شانغريلا» بسنغافورة في مايو الماضي، مثيرة للجدل سياسياً، لكنها لاقت صدى في المناقشات الدائرة بالفعل في طوكيو وكانبيرا. وباختصار، لا يوجد دليل على أن إدارة ترامب تُدمّر التحالفات في آسيا. عن «الفورين بوليسي» • اليابان وكوريا الجنوبية تواجهان حالياً تهديداً بفرض رسوم بنسبة 25%، وتشعر أستراليا بالغضب من شبح فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الصلب.

شيخة الفلاسي تقود مشروعات للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في «الإمارات للألمنيوم»
شيخة الفلاسي تقود مشروعات للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في «الإمارات للألمنيوم»

الإمارات اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • الإمارات اليوم

شيخة الفلاسي تقود مشروعات للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في «الإمارات للألمنيوم»

قالت مديرة المشاريع في قسم الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، شيخة مروان الفلاسي، إنها نجحت في قيادة فرق عمل متعددة التخصصات لتنفيذ مشاريع مختلفة للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، من بينها تطوير حلول مبتكرة لتحسين الكفاءة التشغيلية، اعتماداً على التحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، لتعزيز الإنتاجية وتحسين العمليات وتطبيق استراتيجيات الصيانة التنبئية لتقليل الأعطال غير المتوقعة. وأوضحت لـ«الإمارات اليوم»، أن أحد الفرق التي تقودها تمكن من إطلاق أول منصة رقمية لمراقبة الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى الدولة، بما يتماشى مع النظام الوطني لشفافية القياس والإبلاغ والتحقق من خلال إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة والاستدامة، ما أثر بشكل مباشر على الإنتاج وخفض الانبعاثات، فضلاً عن إطلاق وإدارة التطبيقات والمنصات الرقمية في «الشركة» حول العالم، والتنسيق مع فرق من دول وثقافات متعددة بإمكانات مختلفة. وأكدت الفلاسي، أن مجال الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانات كبيرة لتحقيق نقلة نوعية في القطاع الصناعي الوطني خلال الفترة المقبلة، إذ سيقود التصنيع الذكي بما في ذلك الصيانة التنبئية وكفاءة الطاقة وتقليل الانبعاثات وتعزيز السلامة، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يقوم بدور محوري في نمو الصناعة المستدامة بما يدعم الأهداف الوطنية مثل «مشروع 300 مليار»، بالإضافة إلى تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. ولفتت إلى أن العمل في مجال الذكاء الاصطناعي يتطلب تحقيق التوازن بين المرونة ومهارات التخطيط الاستراتيجي، من أجل التعامل بكفاءة مع التطورات المستمرة في هذا المجال وتعزيز نمو الشركة على المدى الطويل. ونوهت الفلاسي، إلى أن مهامها تشمل كذلك الإشراف على تطوير وإدارة الحلول المبتكرة التي تسهم في تحقيق أهداف استراتيجية الشركة للتحول الرقمي، بما في ذلك الحلول الذكية المتعلقة بالاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية، فضلاً عن أنها مسؤولة عن إدارة منصات المعلومات الرقمية لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم على مستوى العالم، والتي نضمن من خلالها توافق الحلول والقرارات مع الاستراتيجيات طويلة الأمد للشركة في مجال الابتكار والاستدامة. وشددت على أنها اختارت مجال التحول الرقمي لإيمانها بأن الابتكار والتكنولوجيا المحركان الرئيسان لبناء مستقبل صناعي مستدام وأكثر كفاءة، كما أن التطور السريع الذي يشهده القطاع الصناعي ألهمها بالمساهمة في قيادة هذا التغيير الإيجابي في «الشركة» التي تُعتبر ركيزة من ركائز النمو الصناعي والاقتصادي في الدولة. ولفتت إلى أنها تعمل على إعداد تقارير الاستدامة الدقيقة ومتابعة مؤشرات الأداء البيئي بما في ذلك مراقبة وتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بهدف تعزيز التزام الشركة بالمعايير البيئية العالمية. وأكدت الفلاسي، أن كل تحدٍّ واجهته كان فرصة للتعلم والنمو، حيث ساعدتها هذه التجارب على تطوير استراتيجيات أكثر مرونة، وتعزيز روح الفريق، وتحقيق إنجازات تعزز مكانة الشركة كرائدة في الابتكار الصناعي والتحول الرقمي المستدام. وأشارت إلى أن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، اعتمدت منذ أكثر من 30 عاماً على الابتكار والتكنولوجيا لترسيخ مكانتها التنافسية العالمية.

ترامب وماسك.. السلطة تهزم المال!
ترامب وماسك.. السلطة تهزم المال!

البيان

timeمنذ 7 ساعات

  • البيان

ترامب وماسك.. السلطة تهزم المال!

حينما يتصادم رجل الدولة ورجل الأعمال فمن الذي ينتصر ويفرض إرادته؟ وإذا كانت إجابة السؤال محسومة حينما يحدث الصراع في دول العالم الثالث فما هو الحال إذا كان الصراع في أمريكا أقوى دولة بالعالم؟ الشائع أن سلطة رجل المال هي الأقوى، وإن الاقتصاد هو الذي يقود السياسة، والسؤال: هل تنطبق هذه القاعدة على الصراع بين رجل الدولة رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، وإيلون ماسك رجل المال والأعمال والاستثمارات وقطب التكنولوجيا الأهم وواحد من أغنى أغنياء العالم؟ حتى هذه اللحظة وخلافاً للقاعدة السائدة فإن رجل السلطة هو الذي يبدو أكثر قوة وعنفواناً وتحدياً، والدليل أن ماسك بدأ يتراجع وأعلن أنه نادم على بعض منشوراته ضد ترامب، الأمر الذي رحب به البيت الأبيض. ندم ماسك جاء بعد تهديد ترامب له بعواقب وخيمة إذا سعى لدعم طعون ضد المشرعين الجمهوريين، الذين سيصوتون لصالح إقرار مشروع قانون الميزانية المثير للجدل في الكونغرس. إذن تراجع ماسك نسبياً مقابل استمرار تحدي ترامب وتصعيده للتهديدات في الصراع الذي وصل ذروته، حينما تبادلا السب والطعن، بل والمعايرة بأمور شخصية. ترامب وماسك ظلا أكبر حليفين منذ انحاز ماسك لحملة ترامب، والتقديرات أن إجمالي تبرعاته للجمهوريين بلغت 290 مليون دولار. نتذكر أيضاً أن ماسك كان النجم الأكثر تأثيراً في حفل تنصيب ترامب، والأكثر وجوداً هو وأسرته داخل البيت الأبيض. حينما كانت العلاقة سمناً علي عسل أسند ترامب إلى ماسك إدارة وزارة جديدة أسماها «الكفاءة الحكومية»، هدفها تقليص الإنفاق الحكومي غير الضروري، وتفاخر ترامب أكثر من مرة بأن ماسك نجح في توفير مئات المليارات، لكن هذه القرارات تسببت في مشكلتين أساسيتين، الأولى بين ماسك ووزارات وهيئات ومؤسسات شعرت أنه يتجاوز صلاحياته ويلغي صلاحياتها، ويتصرف برعونة وعشوائية، لكن وقتها كان ترامب معجباً بأداء ماسك، وقال إنه سيستمر في عمله، ولن يغادره أبداً! والمشكلة الثانية كانت مع الديمقراطيين، الذين شنوا حملة شعواء على ماسك باعتباره يلغي كل ما تم تحقيقه خلال عقود من مزايا للفقراء والطبقة الوسطى والطلاب والمساعدات الإنسانية في الداخل والخارج، ونتيجة لهذين العاملين وعوامل أخرى قرر ماسك الانسحاب، الأمر الذي أيده ترامب، وربما دفعه دفعاً للاستقالة، ما مثل نهاية صعبة لعلاقة اعتبرها كثيرون مثالاً حياً على إمكانية التزاوج ما بين السلطة والابتكار، بين صانع السياسات وساحر وادي السليكون. هذا الصراع سيجعل كثيرين من رجال المال يفكرون ألف مرة قبل الاقتراب من لهيب السياسة والسلطة، خصوصاً أن ماسك خسر حتى الآن 114 مليار دولار من ثروته. بداية الصراع الفعلي أو الحرب المفتوحة كانت انتقاد ماسك لقانون التمويل الجمهوري الترامبي، ووصفه بأنه مخيب للآمال، وفاضح ومقزز، ومثير للاشمئزاز، في حين أن القانون هو عصب أفكار وتطلعات ترامب، فهو يريد أن يدمج كل وعوده وتمنياته وسياساته في قانون واحد يصدر من الكونغرس، وليس فقط عبر الأوامر التنفيذية.. وبالتالي فحينما يأتي الانتقاد من حليفه ماسك فهو يعني طعنة في الظهر لا يمكن التسامح معها. ترامب رد على انتقادات ماسك للقانون بتهديده بقطع العقود الفيدرالية مع شركاته، حيث خسرت شركة تسلا 150 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد، بسبب مخاوف المستثمرين من فقدان الدعم الحكومي، كما انخفضت ثروة ماسك 34 ملياراً. التقديرات أن الخلاف الفعلي بدأ حينما ظهرت شكاوى كثيرة من الجمهوريين من تسلط ماسك، ومدى التداخل بين عمل ماسك الحكومي ومصالحه الخاصة، الأمر الذي جعل ترامب يطلب مراجعة العقود الحكومية التي تستفيد منها شركات ماسك، ما اعتبره الأخير تهديداً مباشراً لمصالحه. وعلى عهدة صحيفة واشنطن بوست فإن 17 مصدراً قالوا إن هناك قلقاً داخل الحزب الجمهوري وترامب شخصياً من إمكانية اتجاه ماسك إلى تأسيس حزب ثالث، قد يقلب التوازن الانتخابي، ما يضعف الجمهوريين، وإذا حدث هذا التوقع فلا يمكن أن يشن ترامب حرباً وجودية ضد ماسك. مرة أخرى فإن ندم ماسك قد يعنى أنه شعر بصعوبة وخطورة استمرار الصراع مع شخص في تركيبة ترامب المتهورة، والتي لا يمكن لأحد توقع تصرفاتها. يدرك ماسك أنه مع كل ثروته لن يكون قادراً على هزيمة ترامب، لكن المؤكد أن ترامب وأنصاره يدركون أيضاً أن الصراع مع شخص بحجم ماسك وثروته ومنصته «إكس» قد يكلفهم الكثير، الأمر الذي يفسر لنا سر عدم اندفاع ترامب في الخصومة. السؤال: هل ندم ماسك يعني انتهاء هذه المعركة الفضائحية؟ أم أنها مجرد هدوء ما قبل العاصفة التي قد تطيح بكل مشروعات وشركات ماسك في الأرض والفضاء، وتسبب صداعاً كبيراً لترامب؟!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store