logo
الراحل أنس الشريف يترك وصية مؤثرة عن حياته وعائلته وغزة

الراحل أنس الشريف يترك وصية مؤثرة عن حياته وعائلته وغزة

الرأيمنذ يوم واحد
قال الصحفي الراحل في وصيته التي كتبها في الـ6 من أبريل 2025: "هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة.. إن وصلتكم كلماتي هذه فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي".
بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهد وقوة، لأكون سندا وصوتا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقة وحارات مخيم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة "المجدل" لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ".
"عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارا، ورغم ذلك لم أتوان يوما عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنا ولم يوقفوا المذبحة التي يتعرض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف".
"أوصيكم بفلسطين، درة تاج المسلمين، ونبض قلب كل حر في هذا العالم..أوصيكم بأهلها وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يمهلهم العمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران".
"أوصيكم ألا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمس الكرامة والحرية على بلادنا السليبة".
"أُوصيكم بأهلي خيرا، أوصيكم بقرة عيني، ابنتي الحبيبة شام التي لم تسعفني الأيام لأراها تكبر كما كنت أحلم.. وأوصيكم بابني الغالي صلاح الذي تمنيت أن أكون له عونا ورفيق درب حتى يشتد عوده، فيحمل عني الهم، ويكمل الرسالة.. أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلت لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي.. أدعو الله أن يربط على قلبها، ويجزيها عني خير الجزاء".
"وأوصيكم كذلك برفيقة العمر زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرقتنا الحرب لأيام وشهور طويلة لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكل قوة وإيمان".
"أوصيكم أن تلتفوا حولهم، وأن تكونوا لهم سندا بعد الله عز وجل".
"إن متُّ، فإنني أموت ثابتا على المبدأ، وأشهد الله أني راض بقضائه، مؤمن بلقائه، ومتيقن أن ما عند الله خير وأبقى.. اللهم تقبلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورا يضيء درب الحرية لشعبي وأهلي".
"سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة، فإني مضيت على العهد، ولم أُغير ولم أبدّل".
"لا تنسوا غزة.. ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خطة إسرائيل الوهمية واللاإنسانية لاحتلال غزة هي وصفة لحرب دائمة
خطة إسرائيل الوهمية واللاإنسانية لاحتلال غزة هي وصفة لحرب دائمة

الغد

timeمنذ 4 ساعات

  • الغد

خطة إسرائيل الوهمية واللاإنسانية لاحتلال غزة هي وصفة لحرب دائمة

ترجمة: علاء الدين أبو زينة بيتر بومونت* - (الغارديان) 8/8/2025 قرار بنيامين نتنياهو وحكومته بالاستيلاء على غزة سيفرض عبئًا ماليًا هائلًا على إسرائيل، وقد يؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين. * * * ثمة صورة يتم الاحتفاء بها كثيرًا في إسرائيل، هي صورة ديفيد روبينغر (المرفقة) لثلاثة مظليين إسرائيليين عند "حائط البراق"، الذي كانت إسرائيل قد استولت عليه حديثًا في العام 1967، وهو الحدث الذي سيشكل بداية احتلال إسرائيل للضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة. اضافة اعلان سوف ترى هذه الصورة لدى وصولك إلى مطار بن غوريون في تل أبيب. ويتم استخدامها كصورة توضيحية لصفحة "قيم" جيش الدفاع الإسرائيلي، وتَظهر بشكل متكرر وبلا انقطاع في الإعلام العبري وعلى المواقع المؤيدة لإسرائيل. من المفارقات أن الشخص الذي يتوسط الصورة، يتسحاق ييفات، رفض في نهاية حياته بعضًا من معانيها على الأقل. وقال لصحيفة "الغارديان" في العام 2017، مستفيدًا من خبرة خمسين عامًا من مراجعة الماضي والتأمل في ذلك الغزو: "يمكنني القول إن نتائج الحرب كانت سيئة. لقد أدركنا أننا غزونا شعبًا آخر. شعبًا كاملًا. والآن يبدو أننا لا نستطيع الحصول على سلام فعلي، سلام حقيقي". وما كان صحيحًا في ذلك الحين ما يزال صحيحًا اليوم، بينما صادقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية على خطة لإعادة احتلال غزة بالكامل، بدءًا من مدينة غزة. في حين أن بنيامين نتنياهو ألمح إلى أن ذلك سيكون ضروريًا إلى أن يتم استبدال حركة "حماس"، فإن على المجتمع الدولي أن يأخذ في الاعتبار الاحتمال الكبير لأن تحتفظ إسرائيل بسيطرة مفتوحة النهاية على كامل قطاع غزة -وهي، كما يقول المنتقدون، وصفة لحرب أبدية. وعلى الرغم من أن البيان الصادر عن مكتب نتنياهو الذي يصف القرار وأهدافه لا يتضمن كلمة "احتلال" -بكل الالتزامات القانونية الدولية التي تترتب عليها- فإنه لا ينبغي لأحد أن يشك في أن هذا هو ما يتم التخطيط لفعله. كان تاريخ نتنياهو في السياسة والدبلوماسية مليئًا دائمًا بالأعذار التي لا تنتهي لتفسير عدم وجوب التزام إسرائيل أبدًا بالتعهدات التي قدمتها في "عملية أوسلو" نحو تحقيق تقرير المصير الحقيقي للفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية. وقد كرر الحديث بلا نهاية وعلى مدى سنوات طويلة عن غياب "شريك للسلام" أو الزعم بأن أي دولة فلسطينية ستكون تهديدًا لإسرائيل. من الناحية العملية، يبدو أن قرار إسرائيل السيطرة الكاملة على غزة متهور بقدر ما هو وهمي ولاإنساني -وخاصة فكرة أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على القطاع إلى حين "إنشاء إدارة مدنية بديلة لا تكون 'حماس' ولا السلطة الفلسطينية". وكما هو الحال الآن، ما يزال هذا البديل مجرد قصة خيالية تسكن في مخيلة نتنياهو. وما سيبدو أكثر قابلية لعدم الفهم بالنسبة للكثيرين هو التصريح غير المستساغ لوزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، يوم الجمعة في تفسيره للقرار: "إننا نمحو الدولة الفلسطينية، أولًا بالعمل ثم رسميًا". ومن الناحية المالية، كما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية، من المرجح أن تفرض الخطوة عبئًا ماليًا جديدًا هائلًا على دولة ما تزال تنزف الأموال منذ أكثر من عامين من الصراع في ساحات تمتد من لبنان إلى سورية، إلى إيران واليمن وغزة. في حديثه لصحيفة "إسرائيل هيوم" اليمينية الأسبوع الماضي، قدّر رام أميناح، الخبير في الاقتصاد العسكري الإسرائيلي، أن تكلفة السيطرة الكاملة على غزة قد تصل إلى نحو 6 مليارات دولار في الأشهر المقبلة، مع "تكاليف لا يمكن تصورها" مرتبطة بإعالة سكان فلسطينيين يبلغ عددهم مليوني نسمة في منطقة مدمرة. وقال: "انظر إلى الضغوط الدولية التي تواجهها إسرائيل اليوم واضربها في خمسة على الأقل. لتخفيف هذا الضغط، سيتعين علينا رعاية السكان في غزة. لن يساعد أي طرف دولي في دفع تلك النفقات، ليس بينما يرى الآخرون إسرائيل بالطريقة التي تُرى بها الآن". بل وهناك حتى سؤال أكبر: هل تمتلك إسرائيل الموارد اللازمة لإدامة احتلال قد يكون طويل الأمد؟ بحسب الإحاطات التي قُدمت للصحفيين الإسرائيليين، تتصوَّر الخطة نشر خمس فرق في عملية تستمر في القطاع لمدة خمسة إلى ستة أشهر، بافتراض أن الجيش الإسرائيلي قادر على تحقيق أكثر مما أنجز في عامين ونصف العام من الحرب، حيث اضطر إلى شن عمليات متعددة في مناطق زعم أنه هزم فيها "حماس"، ليعود ويجد المقاتلين قد عادوا إليها. كما أن التاريخ الحديث للاحتلالات العسكرية ليس مشجعًا، وأبرز مثال على ذلك تجربة الولايات المتحدة وبريطانيا في مواجهة التمردات في العراق وأفغانستان. يبدو أن هذا كان حاضرًا، جزئيًا على الأقل، في ذهن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، حين أعرب عن معارضته للخطة، معتبرًا أنها ستؤدي إلى مقتل ما تبقى من الرهائن الإسرائيليين، وزيادة المخاطر على الجنود في جيش إسرائيلي منهك أصلًا، جراء العبوات الناسفة البدائية. وفي حين عبّر زامير عن معارضته لنتنياهو في الأحاديث الخاصة، فإن آخرين أثاروا النقاط ذاتها على الملأ، من بينهم زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، الذي وصف القرار بأنه "كارثة ستؤدي إلى المزيد من الكوارث". وبينما اتهم نتنياهو بأن حلفاءه اليمينيين المتطرفين الذين دعوا إلى الاستيطان اليهودي في غزة جروه إلى القرار، وصف لبيد الخطة بأنها "خطوة ستقتل الرهائن والعديد من الجنود، وستكلف دافعي الضرائب الإسرائيليين عشرات المليارات، وستدمر العلاقات الدبلوماسية لإسرائيل". وقال لبيد: "هذا بالضبط ما أرادته حماس: أن ينتهي الأمر بإسرائيل وقد أصبحت عالقة في غزة من دون هدف، في احتلال عديم الجدوى لا يفهم أحد مغزاه". كل هذا سيترك ما سيعتبره الكثيرون في المجتمع الدولي القضية الأكثر إشكالية. بينما يسيطر الجيش الإسرائيلي على 75 في المائة من غزة مسبقًا، فإن الـ25 في المائة المتبقية من الأراضي -وهي محور هجوم نتنياهو الجديد- تضم 80 في المائة من سكان غزة الذين جرى دفعهم إلى الهجرة إليها. أما كيف تخطط إسرائيل للسيطرة الكاملة على القطاع من دون زيادة هائلة في أعداد القتلى بين السكان الفلسطينيين الجائعين واليائسين أصلًا، فأمر يظل غير قابل للوصف وتخيله يجمد الأطراف. تشير حوادث القتل الجماعي المتكررة في مواقع توزيع الغذاء التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة -حيث قتل الجنود الإسرائيليون، بحسب الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أخرى، المئات من الذين كانوا يسعون إلى الحصول على المساعدات- إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يمكن الاعتماد عليه للتصرف بإنسانية حين يواجه هؤلاء المدنيين. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم الجمعة: "إن قرار الحكومة الإسرائيلية بتصعيد هجومها في غزة خاطئ، ونحن نحثها على إعادة النظر فيه على الفور. هذا الإجراء لن يفعل أي شيء لإنهاء هذا الصراع أو للمساعدة في تأمين الإفراج عن الرهائن. إنه سيؤدي فقط إلى المزيد من إراقة الدماء". *بيتر بومونت Peter Beaumont: صحفي دولي رفيع، غطّى مناطق نزاع واسعة، بما في ذلك أفريقيا والبلقان والشرق الأوسط وأوكرانيا. عمل سابقًا مراسلًا صحفيًا لصحيفة "الغارديان" في القدس. وهو حاصل على العديد من الجوائز، منها "جائزة أورويل" عن عمله في العراق، ومؤلف كتاب "الحياة السرية للحرب: رحلات عبر الصراعات الحديثة" The Secret Life of War: Journeys Through Modern Conflict. *نشر هذا التحليل تحت عنوان: Israel's delusional, inhuman Gaza takeover plan could be recipe for perpetual war اقرأ المزيد في ترجمات: القوة تقوض الحق: الانهيار الكارثي للمعايير التي تعارض استخدام القوة

لهذه الأسباب أصبحت أؤيد الاعتراف بدولة فلسطين
لهذه الأسباب أصبحت أؤيد الاعتراف بدولة فلسطين

الغد

timeمنذ 4 ساعات

  • الغد

لهذه الأسباب أصبحت أؤيد الاعتراف بدولة فلسطين

توبياس إلوود - (الإندبندنت) 2025/7/31 يرى توبياس إلوود أن الاعتراف بدولة فلسطين بات ضرورة استراتيجية، لا رمزية، لعزل "حماس" وإنقاذ حل الدولتين وإنهاء المعاناة في غزة، في ظل غياب رؤية إسرائيلية واضحة لما بعد الحرب واستمرار المجاعة التي تهدد المدنيين. *** صدمت صور المجاعة المأسوية التي ترد من غزة العالم وأثارت غضبه. ومع ذلك، تبلد إحساسنا بصورة خطرة حيال حجم الخسائر اليومية في الأرواح والدمار، بينما نبدو عاجزين عن التدخل. ولكن، حين يصل الأمر إلى أن يعترف حتى الرئيس ترامب في مؤتمراته الصحفية بـ"مجاعة حقيقية" في غزة، فإن ذلك قد يشير إلى نقطة تحول محتملة. اضافة اعلان يشكل رد إسرائيل على الهجمات البربرية التي وقعت قبل 21 شهراً بصورة متزايدة اختباراً للمجتمع الدولي. صحيح أن لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها، ولكنها تتحمل كذلك مسؤولية استخدام القوة على نحو يتسم بالحكمة. إن كيفية تنفيذ الانتقام، وطريقة استعمال القوة العسكرية، وكيفية تأثير العمليات على المدنيين في الأراضي المحتلة، هي كلها أمور بالغة الأهمية. إنها تؤكد التزامنا بقيمنا، وتميزنا عن أولئك الذين يجب علينا أن نحاربهم. لا يمكن تبرير المعاناة المستمرة بهذا الحجم في غزة بمجرد حق إسرائيل في هزيمة "حماس". وهذا لا يعني التراجع عن مواجهة "حماس"، لكن المشكلة تكمن في غياب أي استراتيجية واضحة لدى إسرائيل لتحويل المكاسب العسكرية إلى سلام دائم، أو للفصل بين "حماس" والشعب الفلسطيني الأوسع. ثلثا غزة بات مدمراً، ومليونا إنسان نازحون، والعشرات يموتون أسبوعياً، ليس في المعارك بل لمجرد اقترابهم من طوابير الغذاء الفوضوية طلباً للمساعدات. ميدانياً، أصبحت قوات "حماس" في وضع ضعيف للغاية. وإيران، الداعم الرئيس لها، أصبحت هي الأخرى تحت الضغط. ومع ذلك، يبدو أن المجاعة باتت التهديد الأكبر. وقد سمحت إسرائيل، تحت ضغط دولي، بإلقاء مساعدات غذائية من الجو، لكن هذه المساعدات، كما قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، لا تمثل سوى "نقطة في بحر". إن إسقاط المساعدات من الجو ليس وسيلة فعالة، خصوصاً في ظل وجود مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات عالقة خلف المعابر المغلقة. وقد أبقى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على تلك المعابر مغلقة، ونقل مسؤولية توزيع الغذاء من وكالات الأمم المتحدة إلى الجيش الإسرائيلي الذي يفتقر إلى البنية التحتية والخبرة اللازمة للقيام بذلك بكفاءة. لنكن صريحين، بخلاف شعار "تدمير حماس"، لا يقدم نتنياهو أي نهاية واضحة أو خطة موثوقة لإدارة غزة بعد الحرب، ولا أي خريطة طريق نحو الحل الذي طال انتظاره: حل الدولتين. وما يظهر من أفعاله يوحي باستراتيجية قائمة على الصراع الدائم. إن القوى الإقليمية، بما في ذلك مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب جزء كبير من المجتمع الدولي، حريصة على تقديم المساعدة -ليس فقط لمعالجة الأزمة الإنسانية، ولكن أيضاً من أجل دعم إقامة بنية حكم موثوقة في غزة ما بعد "حماس"، وهو أمر سيحتاج إلى إشراف دولي. لكن نتنياهو يرفض هذا الدعم، محتمياً بمساندة مستمرة من البيت الأبيض الذي قدم، حتى الآن، دعماً منطقياً، لكنه غير مشروط، منذ هجمات السابع من تشرين الأول (أكتوبر). لكنّ قرارات نتنياهو التكتيكية، التي تفتقر إلى أي رؤية استراتيجية، بدأت في وضع هذا الدعم في موضع الاختبار. وعلينا أن نتساءل إلى أين يتجه هذا الصراع، وهو الصراع المتواصل بمعنى أوسع منذ العام 1948؟ إن حملته المدمرة على غزة وتوسع الاستيطان غير القانوني في الضفة الغربية يوحيان بنية واضحة: تقويض إمكان قيام دولة فلسطينية. في العام 2014، عندما ناقش البرلمان البريطاني آخر مرة فكرة الاعتراف بدولة فلسطينية، كنت وزيراً للخارجية، وقلت حينها إن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطينية فقط عندما ترى أن مثل هذه الخطوة ستساعد في تحقيق عملية السلام، وليس كبادرة رمزية. إنها ورقة لا يمكن أن تُلعب سوى مرة واحدة، ولذلك يجب استخدامها بحكمة. من السهل قول أن الوقت الحالي غير مناسب وأن علينا التركيز على معالجة الأزمة الملحة. لكنني أزعم أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب تماماً لتوجيه ضربة قد تؤدي إلى تغيير ضروري لمسار خطر؛ مسار يهدد بإغلاق نافذة حل الدولتين إلى الأبد. إن هذه القضية مدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة في نيويورك، ومن الممكن أن يساعد الاعتراف في تحويل التركيز العالمي، وعزل "حماس" سياسياً، فضلاً عن تقويض مبررات إيران لتسليح وكلائها في المنطقة. إن الانتظار إلى أجل غير مسمى بحثاً عن "اللحظة المثالية" ليس استراتيجية. لن يؤدي استمرار الوضع القائم، أو السعي نحو حل الدولة الواحدة، إلا إلى ترسيخ تمرد دائم تغذيه قوى خارجية، ويبقي إسرائيل في حالة توتر دائم مع جيرانها. بينما يربط ترامب دعمه لنتنياهو بشروط متزايدة، بما في ذلك الدعوات إلى اتخاذ إجراءات حاسمة من أجل منع تفشي المجاعة، دعونا نستغل هذه اللحظة لإعادة تركيز الاهتمام على الضرورة الاستراتيجية الأوسع، وهي تحقيق حل الدولتين. فمن دون ذلك، ستستمر المعاناة والتطرف والحرب التي لا نهاية لها. *توبياس إلوود Tobias Ellwood: برلماني بريطاني سابق عن حزب المحافظين. شغل سابقاً منصب وزير دولة في وزارة الخارجية البريطانية. اقرأ المزيد في ترجمات: الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل

كنعان: الشباب الفلسطيني عماد الوجود والنضال ومقاومة المحتل
كنعان: الشباب الفلسطيني عماد الوجود والنضال ومقاومة المحتل

الرأي

timeمنذ 5 ساعات

  • الرأي

كنعان: الشباب الفلسطيني عماد الوجود والنضال ومقاومة المحتل

نستذكر في يوم الشباب الدولي الذي يصادف 12 اب من كل عام، مأساة ومعاناة الشباب الفلسطيني في مجتمع فلسطيني يوصف بالفتي وبنسبة 65% تحت سن 30 عاماً، فهم ما بين البطالة والفقر من جهة والقتل والابادة والتهجير من جهة أخرى، فمنذ "السابع من اكتوبر" عام 2023 بلغ عدد الشهداء في غزة أكثر من 64 ألف شهيد ، و162 الف جريح، من بينهم 70% من الاطفال والنساء، وبالطبع يشكل الشباب جزءاً كبيراً من شهداء وضحايا العدوان الاسرائيلي، كما حُرم الاف الطلاب متابعة دراستهم، ودمرت اكثر من 178 مدرسة وجامعة ، بالاضافة للنقص الشديد في الخدمات الصحية بتدمير 94% من المستشفيات والكثير من المؤسسات الخدماتية، الى جانب ذلك فقد الكثير من الشباب عملهم واصبحوا رهن البطالة والفقر، وأغلق الاحتلال أمامهم سوق العمل في الأراضي المحتلة والمستوطنات فتراجعت الأيدي العاملة في الضفة الغربية من 107 آلاف عامل عام 2023 الى حوالي 21 الف عامل فقط. وقال الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان في تصريح الى "الرأي" إن المخطط والاستراتيجية التهويدية للاحتلال تتعمد استهداف الشباب الفلسطيني، باعتبارهم عماد الوجود والنضال ومقاومة المحتل، ولا يقتصر على الأبادة المباشرة سواء بالقتل والاعتقال والأسر والتهجير، بل محاولة تدمير وعي الشباب ومحو ثقافتهم، ومحاصرة كل وسائل تعليمهم الأصلية، بما في ذلك محاربة المناهج والسعي لتهويدها وإدخال الرواية الإسرائيلية المزورة فيها، وترغيب المدارس والمؤسسات التعليمية بالدعم والرواتب العالية مقابل تسجيلها تحت منظومة وإشراف تعليم الاحتلال عليها، والترهيب من خلال زيادة الاجراءات البيروقراطية للحصول على الرخص اللازمة وانتهاء بعملية اغلاقها، ومن ذلك إغلاق 6 مدارس تتبع للأونروا في القدس بشهر أيار عام 2025، بهدف تصفية قضية اللاجئين كمرحلة أولية لإعدام مستقبل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، إضافة للتحديات الاجتماعية التي يفرضها الاحتلال مثل الإدمان وحرمان الشباب الفلسطيني والمقدسي من المؤسسات الشبابية مثل الأندية والجمعيات وذلك بإغلاقها ومصادرتها لقطع خدماتها عن الشباب، وذلك بذريعة تحويل الأندية والملاعب لساحات عامة ومناطق خضراء حسب زعمهم استناداً لقوانين عنصرية تهدف للاستيطان والتهويد ومصادرة الاراضي والممتلكات الفلسطينية. وأكد تشكيل الشباب الأردني جزءاً مسانداً للشباب في فلسطين ولقضيتهم العادلة، فشباب الأردن اليوم هم أحفاد شهداء وجرحى الجيش العربي الاردني على ثرى فلسطين والقدس، وهم جزء من الاتحادات الشبابية الدولية التي تحرص على التشبيك والتعاون مع الشباب العربي ومنهم الشباب في فلسطين والقدس، علماً بأنه تقرر في هذا العام تدشين الخطة التنفيذية للاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن، وإطلاق فعاليات "عمان عاصمة الشباب العربي 2025" في العاصمة عمان، بمشاركة واسعة من الدول العربية، وتهدف هذه المبادرة إلى توفير منصة للشباب العربي لعرض إبداعاتهم ومواهبهم في مختلف المجالات، وأطلقت الكثير من المبادرات والهيئات الشبابية الاردنية التي حرصت في أنشطتها على التوعية بالقضية الفلسطينية والقدس، ومنها منتدى الشباب العربي عام 1988، وجائزة الحسن للشباب عام 1999، وجائزة الملك عبدالله للإنجاز والإبداع الشبابي عام 2007 وفاز بها عدد من شباب فلسطين، ومبادرات سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله بما في ذلك الدعم الإنساني والإغاثي للشباب في غزة والقدس. وأضاف كنعان أن اللجنة الملكية لشؤون القدس تُبين للرأي العام العالمي أن الأيام الدولية يجب أن تركز في فلسفتها وهدفها على تمكين الشعوب المحرومة والمحتلة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض فيه الشباب لهجمة تهويد شرسة شاملة مقابل حملة توجيه عنصرية بغيضة للشباب الإسرائيلي، قائمة على تحريضهم وتدريبهم ضد الشباب الفلسطيني خصوصا في ظل المدارس الدينية التوراتية وجماعات الهيكل المزعوم والمنظمات اليهودية المتطرفة، ومنها مثلاً ما يسمى : "منظمة إم ترتسو الشبابية المتطرفة" تأسست عام 2006 بين الجامعات العبرية تدعو لقتل الطلاب العرب، ومنظمة " جماعة جباية الثمن أو تدفيع الثمن ، تاغ محير" وهي جماعة شبابية يمينية متطرفة ظهرت عام 2008، التي تدعو لطرد اهالي فلسطين ومصادرة اراضيهم واستيطانها، ومجموعة "فتيان التلال" يؤمنون باسطورة أرض إسرائيل الكبرى ويرفضون إخلاء المستعمرات وهم من يقود اليوم الهجمات على القرى والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة، وهذا يعكس الفكر التربوي المتطرف لبث الكراهية بين الشباب الصهاينة ضد أهل فلسطين المحتلة. ودعا كنعان إلى الاهتمام بالشباب الفلسطيني وتمكينهم ودعمهم وحمايتهم من جرائم الاحتلال، وضرورة أن يكون برنامجاً وأجندة دولية يومية لا تتصل بمناسبة أو احتفال ، نظراً لتعرضهم لحرب إبادة وحشية إسرائيلية لم يشهد العالم مثيلاً لها، وهذه المناسبات تذكير لشباب العالم الأحرار وشباب أمتنا العربية والاسلامية بدعم إخوانهم من شباب فلسطين بالمبادرات الشبابية المتنوعة والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لنشر قضيتهم الفلسطينية العادلة وفضح ممارسات وعدوان الاحتلال الغاشم عليهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store